ادب الطف ـ الجزء الخامس211


هو العلامة الشيخ فجربن محمد الخطي المعروف بالمادح المعاصر للعلامة الشيخ يوسف مؤلف الحدائق وأمثالها من الكتب العلمية الهامة أحد علماء آل عمران ذكره مؤلف أنوار البدرين بما نصه :ومنهم الأديب الاريب الشاعر الصالح الشيخ فرج المادح الخطي كان رحمه الله من شعراء أهل البيت عليهم السلام ومادحيهم وهاجي اعدائهم ومبغضيهم وقد وقفت له على شعر كثير من هذا القبيل في المدح لهم (ع) . انتهى .
توفى رحمه الله تعالى في حدود سنة 1135 تغمده الله برحمته(2) .
وذكر له الشيخ يوسف العصفوري في كشكوله شعراً كثيراً تظهر منه جلالة قدره وبراعته العلمية . وفي مسودة تاريخ العصفوري البوشهري الشيخ محمد علي بن محمد تقي ما نصه : الشيخ فرج الخطي البحراني هو مستغن عن الألقاب ومن المشهورين بين الأصحاب ، له ديوان كبير في مجلدات غير كتاب المدائح والمراثي ، ومن جملة قصائد البديعة ما مطلعها :
اسمعت سجع الورق ساعة غردوا فوق الغصون ونوم عيني شرّدوا
إلى ان قال :
سجعوا فعيني لا تجف دموعها صبا ونار صبابتي لا تبرد
وقال صاحب (تحفة أهل الايمان في تراجم علماء آل عمران) :

(1) شعراء القطيف .
ادب الطف ـ الجزء الخامس212


ومنهم العالم الشيخ فرج بن محمد من آل عمران المكنى بأبي الفتح الملقب بالمادح وقد ذكره المترجم في الأنوار أيضاً كان من شعراء أهل البيت عليهم السلام ومادحيهم وهاجي أعدائهم ومبغضيهم ، رأيت له ديوان شعر عند بعض الأصدقاء من أهالي القطيف قد اشتمل على خمس وعشرين قصيدة في مدح المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ، واشتمل أيضاً على مفردات تبلغ ستة وخمسين بيتاً ، وقيل ان له ديوان شعر كبير في مجلدات وقد ذكر شطراً من شعره صاحب الحدائق في كشكوله في مواضع عديدة ، وكل مَن تأمل شعره عرف جلالة قدره ورتبته العلمية ومكانته السامية ، ولا بأس بذكر بعض المفردات من ديوانه قال :
قل لمن شك في ارتداد أناسٍ لـم يزالوا مـع النبي جلـوسا
وبغـوا بعده على الآل طراً (إن قارون كان من قوم موسى)

أقول وعلى تقدير ان يكون هذا الفاضل من آل عمران فيحتمل أن يكون أخاً للشيخ حسين المذكور . وله في الامام الحسين عليه السلام قصيدة أولها :
هلا رأيت هلال عاشوراء تبدو كآبته لعين الرائي
وله :
هلا مررت على الديار بكربلا لترى عظيم الكرب فيها والبلا
قال صاحب التحفة : رأيت للشيخ فرج ديواناً عند الحاج عبد الله بن نصر الله المتوفى سنة 1374 وقد اشتمل على 25 قصيدة في مدح المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام ، كما اشتمل على مفردات في مدحهم أيضاً فمن قوله :
حيدر الكرار لا يـبغضه غـير نغل أمّه الشـوها زنت
كل من يغضب مما قلته (سر بديوار ضروري ميزنت)


ادب الطف ـ الجزء الخامس213


الشيخ فرج الله الحويزي

الشيخ فرج الله الحويزي المتوفى 1141 من قصيدة في الامام الحسين (ع) :
فانا الـمأسور في قـيد الهوى لم أجـد مما اقاسي حـولا
غـير حـبي للنبي المصـطفى وعلي المرتضى أهـل العلا
وبنـيه خير آل فـي الـورى نقـبـاءاً نجـباءاً نـبـلا
لا تـسل عـما حباهم ربهـم مخبراً إلا الكتاب المـنزلا
أوضـح الله بهـم نهـج الهدى مثل ما اختار لهم عقد الولا
خير أهـل الأرض جوداً وإبـاً ومضاءاً سل بهـذي كربلا
إذ حبـى اصحابـه جناتـهـم فرأؤهـا نصب عـين مثّلا
فاسـتماتـوا وأبـى صارمـه ففـدوه بـرقـاب وطـلى
واقتسـمن البـيض أجسامهـم مفصلا قـد وزّعتها مفصلا
ومضى سيف القضا من بعدهم يبدي صفين ويثنى الجـملا
ويـسـيل النـهر منـها بـدم مجّـه العفـر وعـافته الفلا
فـانثنى فـوق الـثرى جثمانه ورقى الـرأس العوالي الذبلا

عن الديوان المخطوط بخط الشيخ محمد السماوي في مكتبة الامام الحكيم العامة برقم 633 قسم المخطوطات .

ادب الطف ـ الجزء الخامس214


الشيخ فرج الله بن محمد بن درويش بن محمد بن حسين بن جمال الدين بن اكبر الحويزي . قال في أمل الآمل : فاضل محقق شاعر أديب معاصر ، ونعته في روضات الجنات بالحكيم البارع والأديب الجامع هو معاصر لصاحب رياض العلماء ذكره ونفى عنه الفضيلة .
«مؤلفاته» :
له مؤلفات كثيرة : منها كتاب الرجال الموسوم بايجاز المقال وهو كتاب كبير مشتمل على قسمين الأول في الخاصة والثاني في العامة على نهج رياض العلماء والمرقعة وكتاب كبير في الكلام يشتمل على الفرق الثلاث والسبعين وكتاب الغاية في المنطق والكلام على نهج التجريد للمحقق الطوسي ، وكتاب الصفوة في الاصول على نهج الزبدة للشيخ البهائي ، وتذكرة العنوان على طراز عجيب بعض الفاظها بالسواد وبعضها بالحمرة يُقرأ طولاً وعرضاً فالمجموع علم واحد وكل سطر من الحمرة علم في النحو والمنطق والعربية والعروض ووجه تسميته بتذكرة العنوان بهذا الاسم ان بعض العامة ألف كتاباً سماه عنوان الشرف يشتمل على العلوم المذكورة : فقه الشافعي وعلم النحو والتاريخ والعروض والقوافي وسمع المترجم بذلك وتعجب جماعة من أهل المجلس فعمل «ره» هذا الكتاب قبل ان يرى ذلك الكتاب وله شرح تشريح الافلاك للبهائي ومنظومة في المعاني والبيان نظم شرح تلخيص المفتاح للعلامة التفتازاني من غير زيادة ولا نقصان إلا في الترتيب كما في رياض العلماء وله التفسير وكتاب تاريخ ورسالة في الحساب ، وشرح خلاصة الحساب والكتاب قيد الغاية وهو شرح على كتاب الغاية المذكور وديوان شعر . توفي كما في الكواكب المنتثرة سنة 1141 ومن شعره قوله :

ادب الطف ـ الجزء الخامس215


أحسن إلى من قد أساءك فعله ان كنت توجس من إساءته العطب
وانظر إلى صنع النخيل فإنها ترمى الحجارة وهي ترمي بالرطب

وقال السيد الأمين في الأعيان : الشيخ فرج الله بن محمد الحويزي اسمه أحمد بن درويش بن محمد بن حسين بن كمال الدين بن أكبر مجرد الجبلي الحويزي الحائري المزرعاوي ، وفي بعض المقامات : المولى فرج الله بن محمد بن درويش ابن محمد بن الحسين بن حماد بن أكبر الحويزي معاصر لصاحب الوسائل محمد ابن الحسن بن الحر العاملي . ثم ساق مؤلفاته على نحو ما تقدم ، وقال الشيخ جعفر محبوبة له رثاء في الأئمة الاثنى عشر صلوات الله عليهم .
وله مخمساً أبيات ابن المدلل :
اسمع هديتَ نصيحة الاخوان وانهض لها عجلاً بغير توانِ
يا أيها العبد الضعيف الجاني زر بالغـري الـعالم الرباني
كنز العلوم ومعدن الايمان
واسأل هناك الله واجعل احمداً والعتـرة الهاديـن منه مقصدا
واخضع لحيدرة وأوسعه الندا وقل السلام عليك يا علم الهدى
يا أيها النبأ العيظم الشأن
يا من له الرحمن شرّف أصله وأحـلّه العـليا وطهّـر نسله
وحباه فاطـمة البتولـة أهـله يا من له الاعراف تشهد فضله
يا قاسم الجنات والنيران
مولاي خذ بـيدي غـداة الموعد فقد ادخرتك يا علي إلى غد
ووثقت انك تعطي رضواناً يدي نار تكون قسيمها يـا سيدي
انا آمن منها على جثماني(1)


(1) عن ديوانه المخطوط الذي سبق ذكره .
ادب الطف ـ الجزء الخامس216


الشيخ يونس الغروي
المتوفى 1147

يا راقياً فوق أقطـاب العلا وعلا رقاب كـل امـلا طـراً بحسناكا
أتيت نحـوك يا مـولاي معتمداً مؤملا منـك ما الرحـمن أولاكا
وفي اعتقادي بأني لا أخيـب إذا أملت مَن كـان وهــاباً وفتاكا
ذو مـرقد جعـل الخلاق خادمه من السماوات جـبريلاً وأمـلاكا
حتـى غدا لهـم في ذاك مفتـخر وذا قليل لمن لـم يـلق اشـراكا
وقـد حداني وقوّى لي قوى أملي أخبار فـضلك إذ شاعـت وأنباكا
منها اختصاصك يا مولى الأنام بما بـه المزايا وفيـها الله اصـفاكا
وذاك أربـع خـصلات فاكملـها ما خيّب الله من يـدعو بمثواكـا
ولا رقى أحـد مـرضاه معتـقداً بتربـة مـن ضريح فـيه علياكا
إلا ونال الشفا من فضل تربـتكم وذاك لـيس جلـيلاً لـو نسبناكا
ومنـك تسعـة أشـباح أئـمتـنا لـولاهـم مـا أدار الله أفـلاكا
بحقهم سيدي أرجـو النجاة غـداً من الحساب ومـا أخشى بعقباكا
صلى الالـه عليهم ما جـرى فلك ومـا نظمنا الدرّ الشعر أسلاكا(1)


(1) عن شعراء الغرى للخاقاني ج 12 ص 440 .
ادب الطف ـ الجزء الخامس217


الشيخ يونس بن ياسين النجفي المتوفى سنة 1147 كان من العلماء المشاهير وأهل الكمال والأدب البارزين ، وكان معاصراً للسيد نصر الله الحائري ، وبينهما مراسلات شعرية مذكورة في ديوان السيد الحائري المطبوع في النجف سنة 1373 .
ويروى الشيخ يونس قراءة وإجازة عن الشيخ حسام الدين ابن أخ الشيخ فخر الدين الطريحي باجازة وصفه فيها بالفاضل الكامل التقي الزكي الذكي الفطن الالمعي ، وذكر فيها انه قرأ عليه شطراً من الكافي والتهذيب والمعالم قراءة تحقيق وتدقيق تنبئ عن غزارة علمه وفهمه ـ إلى آخر ما قال وترجم له شيخنا الطهراني رحمه الله في (الكواكب المنتثرة في القرن الثاني بعد العشرة) مخطوط . وقال في نشوة السلافة في حقه :
ديباجة الشرع وعنوانه ولسان الأديب وبيانه ، فضله أشهر من نار على علم وأظهر من النجم في دياجي الظلم ـ إلى آخر ما قال ، ثم ذكر من جيد شعره قصيدة في مدح الامام ابي عبد الله الحسين عليه السلام مطلعها :
يا راقياً فوق أقطاب العلى وعلا رقاب كل الملا طراً بحسناكا
وللشيخ يونس ثلاثة أبيات أرسلها إلى الملا محسن ابن الملا عبد الله (كليدار) الروضة العلوية المتوفى قبل سنة 1158 هـ وهي :
سـلام على من لم أزل ذاكراً له بقلبي وان كلّت من المدح ألسن
فـمـا كان في ظني تباعـد مثله وأمـر الهوى بين المحبين متقن
فلو كان من أهوى مسيئاً عـذرته ولكنـه بين الخـلائق (محـسن)


ادب الطف ـ الجزء الخامس218


وللسيد نصر الله الحائري قصيدة على بحر الرجز في ديوانه يراسل بها الشيخ يونس ويمدحه فيها جواباً على أبيات أرسلها اليه . مطلعها :
يهدي إلى المهذّب الصفي يونس مَن فاق على (الصفي)
ويهدي في آخرها السلام إلى الشيخ بشاره وولده الشيخ محمد علي صاحب (النشوة) .
وقال الشيخ يونس بن ياسين يمدح الشيخ بشارة والد الشيخ محد علي بشارة مؤلف (نشوة السلافة) .
يا من حـوى كـل المفـاخر يافـعاً والرأي كهلا والوقار مشيبا
مذ صرت في برج الحجا وذوي النهى لم يتخذ قلبي سـواك حبيبا


ادب الطف ـ الجزء الخامس219


الشيخ عبد الحسين أبو ذئب

المتوفى 1151 تقريباً

عجم الطلول سقاك الدمع هتانا ما أفظع الخطب لو أفـصحت ما كانا
حالت فما أبقت الدنيا نظارتها وحـوّلت روضهـا الممطـور كثبانا

إلى أن يقول في شهداء الطف :
تمثلوا شخصهم في الـخلد وارتحلوا وخلفـوا في محاني الطف أبدانا
وصافحوا صفحات البيض واعتنقوا قبيل مـمساهـم حـوراً وولدانا
سالت على الاسل السامـي نفوسهم فقربوا النحر للاجـسام قربانـا
تقـبّل الـجامـِحات الشامسـات له تحت السنابك بالرمضاء جثمـانا
والعابـد الساجد الـصوام خير فتى نعـدّه كهـف دنيانـا وأخرانـا
في أسـر جامـعة للاسر جامـعة تخالـها قصمت للعـمر ريعانـا

وفي آخرها :
أوردتها حوض آمالي بكم فغدت تثير لا تختـشي والله حرمانـا
حمّلتها من تضاعيف السلام كما ضمنتها من لطيف الود تبيانـا


ادب الطف ـ الجزء الخامس220


الشيخ عبد الحسين أبو ذيب



جاء في أنوار البدرين ص 348 :
ومن أهل هذا البيت ـ اعني بيت أبي ذيب ـ الشاعر الأديب الخير الشيخ عبد الحسين أبو ذيب(1) من شعرائها المشهورين وأدبائها المذكورين ، ومن شعراء أهل البيت المخلصين ، له قصائد في الرثاء مشهورة .
ذكر المعاصر الشيخ علي المرهون في كتابه (شعراء القطيف) ان وفاته سنة 1151 .

(1) أخبرني أحد أحفاده ان الشيخ عبد الحسين هو أخو الشيخ يوسف ابي ذيب الآتية ترجمته .
ادب الطف ـ الجزء الخامس221


الشيخ محسن فرج
المتوفى 1152

الا أبـلغ قريشاً حيـث أمست وان سلـكت سبيل الغي جـهلا
رسالة ناصح أن كيـف أولت سياسـة أمـرها مَن ليس أهلا
وتـعزل لا أقيـل لها عـثار إماما أمـرها الـرحمـن أولى
فما مـن فادح فـي الكون إلا له يوم الفـعيلة كـان أصـلا
وتمسـي في الطفوف بنو علي وفاطمة بـسيف الجـور قتلى
جسومـاً بالتـراب معـفرات وفـوق السمـر روسهـم تُعلّى
ألا مَن مخـبري أدرت لـؤي وهاشم ما جرى في الطف أم لا
ألـم تعلم بـأن الآل أمسـت يسومهـم العـدى سبـيا وقتلا
مصـاب ليلـه ألـقـى رداه على وجـه الصباح فعـاد ليلا
سيبلي الـدهر كل جديد خطب ولـيس جديد خطب الطف يبلى
ستلقى مـا جنت أبناء حـرب وتـشرب بغيـها عـلاً ونهلا
وتبصر غبّ ما فعلت قـريش وتعلم مَن بـذاك الأمـر أولى
إذا مـا قـام أروع هـاشمـي به يملـي الاله الأرض عـدلا
بـقيـّة أولـيـاء الله مـنهـم عليهم سلّـم الـباري وصلـّى


ادب الطف ـ الجزء الخامس222


الشيخ محسن بن فرج النجفي (القطيفي) ذكره مؤلف شعراء الغري صاحب الحصون المنيعة ج 9 ص 334 فقال : كان فاضلاً كاملاً أديباً راً ولم يسمع له شعر إلا في مدح أهل البيت عليهم السلام توفي في النجف الاشرف في حدود 1152 تقريباً ودفن فيها . وقد جاء شعره في الكتب كفلت مراثي الامام أبي عبد الله الحسين عليه السلام(1) أقول وذكر السيد الامين في الدر النضيد بعض أشعاره كما ذكره في الأعيان بقوله : الشيخ محسن بن فرج النجفي الجزائري ، كان فاضلاً أديباً شاعراً ، وترجم له صاحب (ماضي النجف وحاضرها) وذكر جملة من شعره ج 2 ص 174 .
ومن شعره في الحسين (ع) :
لعمرك ما البعاد ولا الصدودُ يـؤرقني ولا ربـع هـمودُ
ولم يجر الـدموع حداء حاد ولا ذكـرى ليالي لا تعـود
ولكن اسبـل العينـين خطب عظيـم لـيس يخلقه الجديد
عشية بالطـفوف بنـو علي عطاشـا لا يباح لها الورود
تذاد عن الفـرات وويل قوم تذودهـم أتعلـم مَـن تذود
الاويل الفـرات ولا استهلت على جنـبيه بارقـة رعود
ألم يعـلم لـحاه الله أن قـد قضى عطشا بجانبه الشهيد
ألـم بجـنبه ضيـفاً قـراه صـوارمها وخرصان تميد
به غدرت بنو حرب بن عبدٍ وأعـظـم آفة المولى العبيد


(1) شعراء القطيف للشيخ علي منصور .
ادب الطف ـ الجزء الخامس223


إلا لا قـدست سـراً وبعـداً لتابعـها كما بعـدت ثـمود
فما حفـظت رسول الله فـيه هناك ومـا تقادمت العـهود
بـل استامته ما لو قد أرادت مـزيداً فيه أعـوزها المزيد
عـشية عـزّ جانبه وقلـّت توابـعه وقـد سـفه الرشيد
أرادت بسطـه يمنى مطـيع وأيـن أبيّـها مـما تـريـد
ودون هوان نفس الحرّ هولٌ يشيب لـوقـع أدنـاه الـوليد
فاظلم يومهم في الطف يقظى وأصبح صبحه وهـُم رقـود
فـمن رأس بـلا بـدن يُعلّى وجـثمان يكـفـنه الصعـيد
ومن أيد قد اقتطـعت وكانت بحار ندى إذا انتجع الــوفود
ومن رحـل يباح ومن أسير عـليل قـد أضرّتـه القـيود
وحاسرة يجـوب بها الفيافي على هزل المطى وغـدٌ مريد
ظعائن كالامـاء تـذل حزناً وتستلب المـقانـع والبـرود
على الدنيا العفاء وقـلّ قولي على الـدنيا العفاء وهـل يفيد
مصاب قلّ أن يبكى دمـاءاً وتلطـم بالاكـف له الخـدود
مـحا صبراً ولا يمحـيه إلا قيام فتى تـقـام بـه الحـدود
إمـامٌ أنبـياء الله تـقـفـو لـواه والـملائـكـة الجنـود

وللشيخ محسن فرج :
كيف ارتضيت قريش البغي سلطانا رجساً فأوسعتِ منكِ النفس نقصانا

إلى أن يقول :
واقتادها الرجس يوم الطف سافرة قود الذلول تثـير الـكون أحزانـا
ألقـت بكلكلها فيهـا يـدبـرهـا ارجاس قوم حشاها الشرك اضغانا
تـألبوا لـقتال الـسبط وانتـدبوا مـن كل قاصـية شـيباً وشبـانا


ادب الطف ـ الجزء الخامس224


حتى إذا هـدرت هـدر الفحول لـظى الهيجاء واشتبكت بيضا وخرصانا
وكشرّت نيبـهم عـن نـاب مفـترس ضخم السواعـد قالي الكف حرانا
أهـوى إليها بابـطـال قـد ادرعـوا من نسج داود في الهيجاء قمصانا
لا يرهبون سوى بـاري الوجـود ولا يثـنون إلا عـن الفحـشاء أجفانا
تخالـهم وصليل البـيض يطـربهـم تحت العجاجـة ندمـانا وألـحانا
يا جـادك الغـيث أرضاً شرّفت بهـم إذ ضمـنت من هداة الخلق أبـدانا
افديـهم معـشراً غـراً بهـم وتـرت ريـحانة الطـهر طـه آل سفيانا
اضحى فريداً يدير الطرف ليس يـرى سـوى المثقـف والهندي أعـوانا
يـدعـوهـم للـهـدى آنـا وآونـة يطفي لظى الحرب ضرّاباً وطعّانا
يا واعظاً معـشراً ضلـّوا الطريق بما على قـلوبهم مـن غيّـهم رانـا
وزاجـراً فئة ضـلّـت بـما كسـبت بالسيف حيناً وبالتـنزيل أحـيانا
ما هـنت قـدراً على الله العظـيم ولم يحجب فديتك عنك النصر خذلانا
لكنـما شـاء أن يـبديـك للـملأ الأ على ويجعـل منك الصبر عنوانا
فـعـزّ أن تتـلظى بينـهم عـطـشا والماء يصـدر عنه الوحش ريانا
ويـل الـفـرات أبـاد الله غـامـره وردّ وارده بالـرغـم ظـمآنـا
لـم يـرو حـرّ غليل السـبط بـارده حتى قضى في سبيل الله عطشانا
فـيا سـماء لهـذا الحادث انفـطري فما القيامـة أدهى للـورى شانا
ولترجف الأرض شـجواً فأبن فاطمة امسى عليها تريب الجسم عريانا
مـا هـان قـدراً عـليها أن تـواريه بل لا تـطيق لـنور الله كتمانـا
أفدي طريحاً على الـرمضاء قد جعلت خيل الـضلالة منه الجسم ميدانا
مـا كان ضـرهم لو انـهم صفـحوا عن جسم من كان للمختار ريحانا
يا غيرة الله غـاض الصـبر فانهتكي هـتك النساء لما في كربلا كانا
هـب الـرجال بـما تأتبي بـه قتلت وإن تـكن قتلت ظـلماً وعدوانا


ادب الطف ـ الجزء الخامس225


ما بال صبـيتها صرعى ونسوتها أسـرى يطاف بها سهــلاً ووديانا
تهـدى وهـنّ كـريمات النبي إلى مـن كـان أعظــمهم لله كفرانـا
والمسـلمون بـمرأى لا ترى أحداً لله أو لـرسـول الله غـضبـانـا
تعـساً لها أمـة شوهآء ما حفظت نبيـّها في بـنيه بعـد مـا بـانـا
جزته سـوءاً بـإحسان وكان لهـا يجزي عن السوء أهل السوء إحسانا
فويلـها أيّ أوتـار بهـا طـلبت وأي طـالب وتـر خصـمها كانـا
أو تـارٌ الملك الجـبار طالـبـها والـديـن لله فـيه كـان ديـانـا
لا هُمّ أن كنت لم تنزل بما انتهكوا مـن السـماء عليـهم منك حسبانا
فأدرك الثـار منهـم وانتقم لـبني الزهرآء ممن لهـم بالبغض قد دانا
بالقائم الخـلف المهدي من نطقت بـه البشائر اســراراً وإعـلانـا
اظهر به دينـك اللـهم وامـح به مـا كان أحكـمه الشيـطان بنيانا
واررد عـلى آلك اللهـم فيـأهـم واعطـنا بهم فـضلاً وغـفرانـا
وآتهـم صلـوات منـك فاضلـة ما رنّح الريح في البيداء أغـصانا

وله يستنهض الحجة المنتظر :
يا غيرة الله وابـن السادة الصـيدِ ما آن للـوعد أن يقضي لموعود
ديـنٌ بتـشييده بعـتم نفوسـكـم ولـم يكن بيعها قـدماً بمعـهود
غبتم فـاقوى وهـدّت بعد غيبتكم منه يـدُ الجور ركناً غير مهدود
وشيـعة أخلصتك الـودّ كنت بها أبـرّ مـن والـدٍ برٍ بمـولـود
مغمودة العضب عمن راح يظلمها وصارم الجور عنها غير مغمود
شأواً وما حال شاء غـاب حافظها عنها عشاءً فأمست في يدي سيد
إنا الى الله نشكـو جـور عـادية ما أن يرى جورها عنها بمردود
لم يـرقبوا ذمـة فينا ولا رقـبوا إلا كأن لم نكن أصحاب تـوحيد


ادب الطف ـ الجزء الخامس226


فكيف يا بـن رسـول الله تتركـنا فـي حيرة بيـن أرجاس مناكـيد
مهـما نكن فلـنا حـق الـولاء لكم وأنت بالحــق أوفى كل موجود
يا ليت شعـري متى قل لي نغادرها نهـب السيوف وأطراف القنا الميد
حـيث الخضاب دماها والعجاج لها طيب وبيض المواضي حلية الجيد
يـوم بـه يا لـثارات ابن فاطـمة شـعار كـل كميٍّ طيـب العـود
لا تبصر العين فـيه غير خافقة الـ ـرايات ثمـة تحكـي قلب رعديد
كلا ولا يقـرع الأسمـاع فيه سوى قرع الصوارم هـامات الصناديـد
يا نضرة الملك الرحمن عودي على آل النبـي بما قـد فاتـهم عودي
وغـيرة الله ان هـنّا عـليك فمـا بالدين هونٌ ولا بالسـادة الصيـد
فالمـم به شعثـنا اللهـم منتـصراً بنا لـه يـا عظـيم المنّ والجـود


السابق السابق الفهرس التالي التالي