سل المنازل عن أربـابـها الأولِ |
|
ذوي الكمال وأهل العلم والعـملِ |
وكيف بانوا وأنـى بعـدها نزلوا |
|
وما جرى بعد ذاك الحادث الجلل |
سل المنازل عنهـم بعـد رحلتهم |
|
عنها يجيبك منـها دارس الطلـل |
أين الأولى نشرت أعـلام فضلهم |
|
فما كليـب وأهل الأعصر الأول |
على الديار عفـاء بـعد رحلـتهم |
|
عنها فلا نفـع بعد البين في الطلل |
وإن نسيت فلا أنسـى الحسين بها |
|
فرداً تعرّى عن الاسباب والوصل |
قد حلئوه زلال الـماء مـا رقبوا |
|
فيه البتول وقربـى سـيد الرسل |
وكرّ فيهم كليث الغاب صال على |
|
سرب النعام فأدنـاه إلـى الأجل |
ينصبّ كالسيل من عال ولا عجب |
|
بمن أبوه أمير الـمؤمـنين علي |
حدّث عن البحر يا هذا بلا حـذر |
|
وما تشاء فقل في العارض الهطل |
نفـسي بآل رسـول الله هائـمة |
|
وليس اذ هـمت فيهـم ذاك مـن سرف |
كم هـام قـوم بهم قبلي جهـابذة |
|
قضية الدين لا مـيلا إلـى الـصلـف |
لا غرو هم أنجم العليا بلا جـدل |
|
وهم عرانيـن بيـت المـجد والـشرف |
فلست عن مدحهم دهري بمشتغل |
|
ولست عن حبهم عمــري بمنصـرف |
وفيـهم لـي آمـال أومـلـهـا |
|
في الحشر إذ تنشر الأعمال في الصحف |
قف بالديـار الـتي كـانت معـاهدها |
|
على الهدى والـندى قامت قواعدها |
ولم تـزل بـالتـقـى والعدل باسـمة |
|
تبدو إذا ابتسمت بشـراً نـواجـدها |
وانظر مـهـابـط وحي الله كيف غدت |
|
تبكي بكاء الذي قـد غـاب واحدها |
وانظر إلـى حجرات الوحي كيف خلت |
|
وغاب صـادرها عنهـا وواردهـا |
والحـظ مـعـادن وحـي الله مقفـرة |
|
من بعدما أزعجـت عـنها أماجدها |
واجزع لهـا بعـد ذاك البـشر عابسة |
|
إذ غاب عـابـدها عنهـا وعايدها |
واخشع لـها بـعد ذاك الـعز خاشعـة |
|
يطير ظالمهـا بشـراً وحـاسـدها |
واسكب على الطلل البالي الذي عصفت |
|
بربعه زعزع والـكـفر قـايـدها |
واسـكب دمـوعك للـسادات من مضر |
|
وفتية قط لا تحصـى محــامدها |
وخيرة فـي العـلى عـنها الوجود نشا |
|
شالت رؤوسـهم ظلـماً مصاعدها |
ودوحـة نـال منـهــا مـن تفـيّأها |
|
فعلا شنيعاً يذيـب القـلب واحدها |
يـا للـرجـال ويا لله مـن شـطـط |
|
أتاحه عصـبة ضلّـت مقاصـدها |
لا أمطر الله سـحب المـزن ان هطلت |
|
وآل أحمـد قـد سُـدّت مـواردها |
لا أمطر الله سحب الـمـزن إذ قـتلت |
|
صبراً وما بلّ منهـا الغـلّ باردها |
لا أضحك الله سن الدهر ان ضحكت |
|
وآل أحمد قد أعفت معاهـدها |
تخالهـم كالأضاحي فـي مجازرها |
|
قد عمّ كل الورى نوراً مراقدها |
معفـرين وجوهـاً طالما سجـدت |
|
لربـها ولكم نارت مساجـدها |
يا حـجة الله يابن العسـكري ترى |
|
ما نحن فيه مرارات نكـابدها |
خلّص مواليك يا بن المصطفى فلقد |
|
ضاق الخناق وخانتها مقاصدها |
إلى متـى يا غياث المسـلمين ويا |
|
غوث الانام فأنت اليوم واحدها |
سل ربـك الاذن في إنجاز موعده |
|
فأنت يا بن أباة الضيم واجدها |
لا زال تـسليم من عمـّت مواهبه |
|
يغشاك ما خرّ للرحمن ساجدها |
يا سادة الكون يا مـن حبهم عملي |
|
وليس لي غيره حسنى أشاهدها |
انـا العـبيد الفـقير اليوسـفي لكم |
|
حرب لأعدائكم حرب معاندها(1) |
سـرى وفد شوقي والانام رقود |
|
يسحّ دموعاً مـا لهنّ جمـود |
فعرّس مـذعور الجنان بكربلا |
|
فنازله كـرب هنـاك جـهيد |
وقد شفّه وفـد مقيـم بأرضها |
|
ملابسهم بيـن الملائك سـود |
ملائكـة تقديسـهم وثـناؤهـم |
|
وتسبيحهـم ندب عـليه مديد |
وتمجيدهم ندب الحسين ورهطه |
|
غداة أصيبوا بالظما وأبيـدوا |
مقيمون حول القبر يبكون رزءه |
|
وليس لهم نحو السماء صعود |
فـيا غفلة عن نكبة عـمّ غمّها |
|
وحـادثة منها الجـبال تمـيد |
أيرشفه المخـتار سناً ومبـسماً |
|
ويقرعه بـالخـيزران يـزيد |
أيترك ملقى بالعرى سيد الورى |
|
ويكسوه من مور الرياح صعيد |
نـظـرت عيني فلـم أدرِ ضباءا |
|
أو غصوناً مائـسات أم نساءا |
حيـن جئـنا بربـى وادي النـقا |
|
بعدمـا جُبنا رُباها والفـضاءا |
ورنت عيـني لـخـود وجهـها |
|
يخجل الـبدر إذا البدر أضاءا |
وإذا مـا أقـبـلــت مـاشيـة |
|
تخجل الغصن انعطافاً وانثناءا |
قـد كسى اللـيل ظـلاماً شعرها |
|
ومحياها كسى الصـبح ضياءا |
والتفـات الـريـم مـن لفتـتها |
|
واقتنى من قدها الرمح استواءا |
جمـعت مـا بين شمس ودجـاً |
|
ما سمعنا صحب الليل ذكـاءا |
فـأتتني وهـي تــبدي غـنجا |
|
مَن يشـمها ظنها تبدي الحياءا |
فـالتـقينا وتـعانـقـنا فـيـا |
|
صاح مـا أحسن ذيـاك اللقاءا |
ثـم بتـنا في عـفـاف وتـقىً |
|
وعـناق قـد تـردّينا كـساءا |
لـم أجـد لي مـن حبيب غيرها |
|
ما عـدا آل النبـي الاصفياءا |
فـهــم الـحـجـة لله عـلى |
|
خلقه مـن حلّ أرضاً وسماءا |
وهـم الرحـمة للخـلـق بهـم |
|
يدفـع الله عـن الخلق البلاءا |
وبـهم يشفـع للـعاصيـن فـي |
|
يوم حشر النـاس إذ لاشفعاءا |
حـرّ قلبي لـهـم قـد جـرّعوا |
|
غصـص الكرب بلاءً وعناءا |
بعضهم ما ت خضيب الشيب من |
|
ضربة هـدّت من الدين البناءا |
وقـضى بالسـم بعـضٌ منـهم |
|
وقضى بعضهم لـم يرو ماءا |
ذاك مـَن جـاء بأهـلـيه إلـى |
|
أرض كرب وبها حطّ الخباءا |
نـصرتـه فتـية قـد طـهرت |
|
وزكت أصلا وفـرعا ونماءا |
تـاجــروا الله بـأرواحـهـم |
|
وأبـوا إلا الـرضا منـه جزاءا |
وكـفـاهـم مفـخـراً أنـهـم |
|
مـع خير الخلق ماتـوا شهداءا |
وبقـى ابن المصطفى من بعدهم |
|
مفرداً والجـيش قد سدّ الفضاءا |
قـام فيهـم خاطـباً يـرشدهم |
|
للهدى لـو تسمـع الصم الدعاءا |
فـمـذ اـلسبـط رأى أنـهـم |
|
لم يجيبوا بسـوى السيف النداءا |
زلـزل الأرض إلـى أن حسبوا |
|
أن يوم الوعـد بالـزلزال جاءا |
موقـف قـد أظلـم الـكون به |
|
غير وجه السـبط يزداد ضياءا |
صـوته رعـدٌ وبـرقٌ سيفـه |
|
والغـبار الغيم قـد غطّا السماءا |
ودمـاء الأسـد غيـثٌ هاطـل |
|
مذ هـمى صـيّر بحراً كربلاءا |
هـو والخـلاق لـو شاء محى |
|
ما حواه الكون لـكن لن يـشاءا |
ومـذ الله دعـا السـبط هـوى |
|
سـاجـداً لله شـكـراً وثـنـاءا |
فبكى الـروح وأمـلاك الـسما |
|
والجـمادات بكـت حـزناً دماءا |
أيّ رزء أحـزن المختار والمر |
|
تـضـى والأنـبيا والأوصـياءا |
ولــه فاطمة الـزهرا غـدت |
|
ثاكـلا تـبكيه صبـحا ومـساءا |
ومضى الطـِرف حـزيناً باكياً |
|
صاهـلاً منـذعراً ينحو النـساءا |
فـخرجـن الـفاطمـيات لـه |
|
ثـكلاً يـندبـن كهـفاً ورجـاءا |
لهف نفسي خرجت من خدرها |
|
وهي ما قـد عرفـت إلا الخباءا |
وســرى الأعـدا بها حاسـرة |
|
جعـلت للـوجه أيديـها غطـاءا |
أيهـا الشـمس ألا لا تـبزغي |
|
فـنساء السبـط سُـلّبن الـرداءا |
أيهـا السـحـب ألا لا تمطري |
|
فبـنات المصـطفى تشكوا لظماءا |
يـا بني أحمـد قـد فاز الـذي |
|
فـي غــد كـنتم اليـه شفـعاءا |
فـرج يـرجـو مـن الله بـكم |
|
فرجاً يُنجي إذا في الحـشر جاءا(1) |