أدب الطف ـ الجزء الخامس 97


الدهر الخوان من تعليقات حسان كأنهن اللؤلؤ والمرجان يكشف عن كتاب من لا يحضره الفقيه نقابُها ..» قال صاحب الذريعة : رأيت نسخة عصر المصنف في خزانة شيخنا الشيرازي ورأيت في النجف نسخة أخرى بخط الشيخ محمد بن علي الجزائري في 1098 عليها صورة إجازة المجلسي للمحدث الجزائري عند السيد مصطفى بن أبي القاسم بن أحمد بن الحسين بن السيد عبد الكريم الجزائري .
3 ـ المخلاة : وهو من قبيل الكشكول وفيه كثير من الأمثال والحكم والمواعظ والاشعار طبع بمصر سنة 1317 ومعه (أسرار البلاغة) منسوباً اليه وطبع في القاهرة ـ الحلبي سنة 1377 / 1957 ومعه أسرار البلاغة .
4 ـ خلاصة الحساب : والهندسة وقد طبعت الخلاصة مراراً في الاستانة وكشمير ومصر وترجمت الى الفارسية وطبعت في كلكته والى الالمانية وطبعت سنة 1843 في برلين والى الفرنسية وطبعت في رومة 1864 وعليها شروح وتعليقات كثيرة وقد اختصر الخلاصة البهائي من كتابه الكبير (بحر الحساب .
5 ـ زبدة الأصول : وبهامشه حاشية عليه ، العجم 1302 وفي سنة 1267 طبع أيضاً بالعجم كتاب الأصول وهو مختصر وعلى زبدة الاصول جملة من الحواشي لنخبة من العلماء ومنهم البهائي نفسه فإن له حاشية كبيرة ونسختها في مكتبة سبهسالار كما في فهرسها .
6 ـ أسرار البلاغة في الأدب طبع بمصر سنة 1317 مع المخلاة ثم سنة 1377 هـ .
7 ـ الحبل المتين في الحديث والفقه منه نسخة في الخزانة التيمورية والنجف وغيرهما وقد طبع في طهران سنة 1321 .
8 ـ أربعون حديثاً من طرق أهل بيت النبوة والولاية فرغ من تأليفه سنة 977 هـ طبع حجر ايران .

ادب الطف ـ الجزء الخامس98


9 ـ وسيلة الفوز والامان في مدح صاحب الزمان : قصيدة منها نسخة بخط السماوي سنة 1362 في مكتبة الحكيم .
10 ـ الأنوار الإلهية : من هذا الكتاب نسخة في مكتبة راغب باستنبول كما في فهرس المكتبة .
11 ـ الاثنا عشريات الخمس : منها نسخ متعددة على انفراد في مكتبات كثيرة ويوجد مجموع هذه الكتب بخط تلميذ البهائي الشيخ محمد هاشم بن أحمد ابن عصام الدين وعليها اجازة البهائي بخطه في رجب سنة 1030 في الخزانة الرضوية وأخرى بخط تلميذه المجاز منه الشيخ علي بن أحمد النبطي العاملي سنة 1012 وعليها اجازة البهائي له في جمادي الاولى سنة 1012 وتوجد في المدرسة الفاضلية بالمشهد الرضوي (الذريعة 1 / 113) ومنها نسخة في مكتبة آية الله الحكيم في النجف بخط السماوي .
12 ـ توضيح المقاصد : رسالة صغيرة مطبوعة بايران سنة 1315 وهي في وفيات الأئمة والعلماء .
13 ـ حاشية على البيضاوي بخط 1073 رأيت نسختها في مكتبة السماوي بخط محمد شفيع بن محمود بن علي وانتقلت النسخة الى مكتبة الحكيم .
14 ـ الحديقة الهلالية ضمن مجموعة كتب في المكتبة السابقة كتبت سنة 1082 هـ .
15 ـ حاشية على القواعد بخط سنة 1200 هـ في المكتبة السابقة .
16 ـ الدراية فيما يحتاج اليه أهل الرواية طبعت في ايران ضمن مجموعة . وهي مقدمة كتاب الحبل المتين .
17 ـ حاشية على القواعد الكلية الاصولية والفرعية لأبي عبد الله محمد ابن مكي الشهيد طبعت على هامش القواعد المطبوع في ايران سنة 1308 هـ .

ادب الطف ـ الجزء الخامس99


18 ـ تشريح الافلاك في الهيئة وهو من الكتب المشهورة المتداولة طبع بكلناو والهند وغيرهما رتّب على مقدمة وخمسة فصول ويعتبر متناً دقيقاً في موضوعه وعليه شروح كثيرة بعضها مطبوع وربما بلغت هذه الشروح الثلاثين .
19 ـ التحفة الحاتمية في الاسطرلاب ألفه للوزير ا عتماد الدولة حاتم حين قرأته للاسطرلاب على البهائي ورتبه على سبعين باباً ويقال له باللغة الفارسية «هفتاد باب» طبع في ايران سنة 1316 هـ .
20 ـ تهذيب البيان ـ رسالة 65في النحو منها عدة نسخ وطبعت ضمن مجموعة في الهند وشرحها جماعة من العلماء .
21 ـ الجامع العباسي : في الفقه ألفه بإسم الشاه عباس ورتبه على عشرين باباً . وفي مكتبة الحسن الصدر نسخة كتبت سنة 1079 هـ .
22 ـ الاعتقادية : فيها بيان عقائد الإمامية وتمييزهم عن سائر الفرق طبعت سنة 1326 هـ ومنها نسخ كثيرة .
23 ـ الفوائد الرجالية : منها نسخة مخطوطة في مكتبة الحكيم في النجف ضمن مجموعة بخط الشيخ محمد السماوي سنة 1341 هـ .
24 ـ مشجرة الرجال : منها نسخة خطية في مكتبة الحكيم وهي في صفحة واحدة كبيرة مغلفة بالقماش كتبت الاسماء بالاسود والخطوط بالاحمر ـ دون تاريخ ـ والمحتمل أنها بخط البهائي .
25 ـ الوجيزة : ـ ولعلها دراية الحديث ـ منها نسخة في مكتبات النجف وطبعت في ايران على الحجر سنة 1311 وملحقة برجال العلامة الحلي ايران 1312 هـ .
26 ـ الذبيحية : رسالة في حرمة ذبيحة أهل الكتاب طبعت في

ادب الطف ـ الجزء الخامس100


مجموعة (كلمات المحققين) ايران وكان قد ألف الرسالة بأمر الشاه عباس الحسيني الصفوي بعد ورود ملك الروم اليه .
27 ـ شرح قصيدة البردة : منه نسخة في بعلبك عند بعض آل السيد مرتضى وهو شرح كبير . (الذريعة 14 / ص 6) .
28 ـ رسالة في القصر والتخيير في السفر كتبت سنة 1132 بخط ابن مهر علي محمد محفوظة في مكتبة الحكيم .
29 ـ لغز في لفظ قانون بخط سنة 1131 في المكتبة السابقة .
30 ـ مشرق الشمسين من الكتب المهمة في الفقه طبع في طهران سنة 1321 هـ .
وللبهائي ـ عدا ذلك ـ كتب رسائل أخرى كثيرة .
قال الشيخ محمد رضا الشبيبي في محاضرته عن الشيخ البهائي : تعدّ آثاره في الشعر والادب حوالي العشرين . وعدّ منها (ديوان شعره ) الذي عنى بجمعه أحد أبناء الحر العاملي صاحب كتاب (أمل الآمل) وقد جاء في ترجمة الإمام العاملي من أمل الآمل ما نصه : له شعر حسن بالعربية والفارسية متفرق وقد جمعه ولدي محمد رضا الحر فصار ديواناً لطيفاً .
وقال الشيخ محمد رضا الشبيبي في محاضرته .
لقد استرعى نظري وأنا أتصفح مختلف الأسفار والتصانيف لتقييد ما يتصل منها بتاريخ الفلسفة الاسلامية . ان جملة من كتب الشيخ بهاء الدين العاملي رحمه الله حافلة بفوائد وشوارد فلسفية مضافاً الى بحوثه الاخرى في الرياضيات والفلكيات ، ولقد شارك مشاركة عجيبة في جميع العلوم والفنون المعروفة في زمانه عقلية ونقلية ووفق في التاليف فيها وفي جملتها الفقه والأصول والحديث والتفسير واللغة وعلومها والحكمة والفنون الرياضية والفلكية .

ادب الطف ـ الجزء الخامس101


وقال الشيخ القمي في الكنى والألقاب : شيخ الاسلام والمسلمين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي الحارثي ، قال صاحب السلافة في حقه ما ملخصه : هو علامة البشر ومجدد دين الأئمة عليهم السلام على رأس القرن الحادي عشر اليه انتهت رياسة المذهب والملة وبه قامت قواطع البراهين والأدلة وجمع فنون العلم فانعقد عليه الاجماع وتفرد بصنوف الفضل فبهر النواظر والاسماع فما من فن إلا وله فيه القدح المعلى ، والمورد العذب المحلّى ، ان قال لم يدع قولاً لقائل ، او طال لم يأت غيره بطائل ، مولده بعلبك عند غروب الشمس يوم الاربعاء لثلاث عشر بقين من ذي الحجة سنة 953 وانتقل به والده وهو صغير الى الديار العجمية فنشأ في حجره بتلك الاقطار المحمية وأخذ عن والده وغيره من الجهابذ حتى أذعن له كل مناضل ومنابذ فلما اشتد كاهله وصفت له من العلم مناهله ولي بها شيخ الاسلام وفوضت اليه أمور الشريعة على صاحبها الصلاة والسلام ولم يزل آنفاً من الانحياش الى السلطان راغباً في العزلة عازفاً عن الاوطان يؤمل العود الى السياحة . ويرجو الاقلاع عن تلك الساحة فلم يقدر له حتى وافاه حمامه وترنم على أفنان الجنان حمامه وأخبرني بعض ثقات الأصحاب ان الشيخ قصد قبل وفاته زيارة المقابر في جميع من الأجلاء الأكابر فما استقر بهم الجلوس حتى قال لمن معه اني سمعت شيئاً فهل فيكم من سمعه ؟ فأنكروا سؤاله واستغربوا مقاله وسألوه عما سمعه فأوهم وعمّى في جوابه ثم رجع الى داره فأغلق بابه فلم يلبث أن أصاب داعي الردى فأجابه وكانت وفاته لاثنتي عشرة خلون من شوال ا لمكرم سنة 1031 باصبهان ونقل قبل دفنه الى طوس فدفن بها في داره قريباً من الحضرة الرضوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والتحية انتهى .
أقول وترجم له الخفاجي في ريحانة الالباء وذكر له شعراً كثيراً وروائع جميلة والبهائي نادرة من نوادر الزمان ، فقيه أصولي ، وفيلسوف حكيم ، وطبيب نطاسي ، ومهندس رياضي ، وفلكي نحوي ، وصوفي زاهد ، وسائح

ادب الطف ـ الجزء الخامس102


مؤرخ ، وأديب شاعر ، وباحث ماهر ، ولغوي مبدع ، وبحاثة محقق . جامع كل فنٍ غريب وحاوي كل علم عجيب .
وترجمه السيد عباس المكي في الجزء الاول من نزهة الجليس وعدد مؤلفاته وجوانب حياته وقال : كان مقبول الهيئة سمح الكف حسن المنظر عالي الهمة فمن شعره ارجوزته الوعظية :
ألا يا خائـضـاً بحـر الأماني هـداك الله مـا هـذا التـواني
أضعتَ العـمر عصياناً وجهلاً فمهـلاً أيـها المغـرور مـهلاً
مضى عمر الشباب وأنت غافل وفي ثـوب العمى والجهل رافل
الى كـم كالبـهائم أنت هـائم وفـي وقت الغنـائم أنت نـائم
وطرفك لا يـرى إلا طمـوحاً ونفسك لم تـزل أبـداً جـموحا
وقـلبك لا يفـيق من المعاصي فويلك يـوم يـؤخذ بالنـواصي
بلال الشيب نـادى في المفارق بحيّيّ على الذهاب وأنت غارق
ببحر الجهل لا تـصغى لواعظ ولو أطرى وأطنب في المواعظ
على تحـصيل دنـياك الـدنية مجدّاً في الصباح وفي العـشية
وجهد المـرء في الـدنيا شديد ولـيس يـنال مـنها مـا يريد
وكيف ينال في الاخرى مرامه ولـم يجـهد لمطـلبها قـلامه

وقوله :
يا نديمي بمهجتي أفديك قم وهـت الكؤس من هاتيك
هاتـها هاتـها مشعشعة أفسدت نسك ذا التقى والنسيك
خمرة ان ضللت ساحتها فسنا نـور كاسـها يهـديك
يا كليـم الفـؤاد داوِ بها قلبك المبـتلى لكي تشفيــك


ادب الطف ـ الجزء الخامس103


هـي نار الكـليم فـأجتـلها واخـلع الـنعل واترك التشكيك
صـاح ناهـيك بالمـدام فدم فـي احتـساهـا مخالفاً نـاهيك
عمرك الله قـل لـنا كرمـاً يـا حَمـام الأراك مـا يبـكيك
أترى غاب عنك أهـل منىً بعـدمـا قـد توطنـوا واديـك
ان لي بـين ربعـهـم رشأ طـرفـه ان تـمت أساً يحـييك
لـست أنساه اذ أتى سـحراً وحـده وحـده بـغير شـريـك
طرق الـباب خـائـفاً وجلاً قلت : مَن قال : كل مَن يرضيك
قلت صرّح فقال تجـهل من سـيف ألحـاظـه يمكّـن فـيك
بـات يسـقي وبـتّ أشربها خمـرة تـترك المـقـلّ ملـيك
ثـم جـاذبتـه الـرداء وقـد خـامرالخـمر طـرفـه الفتـّيك
ثـم وسـّدتـه اليــمين الى ان دنى الصبح قـال ليَ يكفـيك
قـال ماذا تـريد قـلت لـه يا مـنى الـقلب قبـلةً في فـيك
قال خـذها فقد ظـفرت بها قلـت زدنـي فقـال لا وابـيك
قلت مهـلاً فقال قـم فـلقد فاح نشر الصـَبا وصاح الديـك

وقوله :
للشـوق الى طيبة جفني بـاك لو صار مقامي فلك الأفلاك
استنكفُ ان مشيت في روضتها ألمشي على أجنـحة الاملاك

وقوله :
من أرعبة وعشرة إمدادي في ست بقاع سكنوا يا حادي
في طيبة والغرى وسامراء في طوس وكربلا وفي بغداد

وقوله في الإمامين الجوادين عليهما السلام :

ادب الطف ـ الجزء الخامس104


ألا يا قاصـد الزوراء عـرّج على الغربيّ من تلك المغاني
ونعليك اخلعن واسجد خضوعاً إذا لاحـت لـديك القبّـتان
فتحتهما لعـمرك نـار موسى ونـور مـحـمد متـقارنان

وقوله كما رواه الخفاجي في ريحانة الألباء :
هذا النبأ العظيم ما فيه كلام هـذا لمـلائك السمـاوات إمـام
مَـن يمّم بـابَه يَنل مطلبه مَن طاف به فهو على النار حرام

وللشيخ البهائي كما رواه السيد الأمين في الأعيان :
يـا رب إنـي مـذنب خاطئ مقـصّر في صالحات القرب
وليس لـي مـن عـمل صالح أرجوه في الحشر لدفع الكرب
غير اعتقادي حبّ خير الورى وإلـه ، والمرء مع مَن أحب

وقوله ـ وقد رأى النبي (ص) في المنام وتمتع بالنظر الى جماله :
ولـيلة كـان بـهـا طـالعي في ذروة السعـد وأوج الكمال
قصّر طيب الوصل من عمرها فلـم تـكن إلا كـحلّ الـعقال
واتـصل الفجر بهـا بالـعشا وهـكذا عـمر لـيالي الوصال
إذ أخـذت عيـناي فـي نومها وانتبه الطـالـع بعـد الـوبال
فـزرته فـي الليل مستعطـفاً أفـديه بالنـفس وأهلي ومـال
واشـتكي مـا أنبا فيه من الـ ـبلوى وما ألقاه من سوء حال
فأظهر العـطف علـى عبـده بمنطـق يزري بعـقد اللـئال
فيـا لها مـن ليـلة نـلتُ في ظلامـها ما لـم يكن في خيال
امست خفيـفات مطايا الرجـا بها واضـحت بالأمـاني ثقال
سيقـت في ظلـمآئـها خمرة صافية صـرفاً طهـوراً حلال


ادب الطف ـ الجزء الخامس105


وابتهج القلب بأهل الحمى وقـرّت العين بـذاك الجمال
ونلتُ ما نلت على أنـني ما كنت استوجب ذاك النوال

وذكر السيد في السلافة للشيخ البهائي قوله :
بالـذي ألهـم تعذيبي ثـنايـاك الـعِذابـا
ما الذي قالته عيناك لـقـلبي فـأجـابـا

وقوله وهو من الشعر القصصي ـ من سوانح الحجاز :
كان في الاكراد شخص ذو سداد أُمّـه ذات اشـتهار بـالفساد
لـم تخيّب مـن نـوالٍ طـالباً لم تمانـع عـن وصال راغباً
دارهـا مفـتوحـة الـداخليـن رجلـها مـرفوعة للفاعلـين
فهـي مفـعول بها في كل حال فعلها تمييز أفعـال الـرجال
كان ظـرفاً مستقـراً وكـرها جاء زيد قـام عمـر ذكرها
جـاءها بعض الليالـي ذو أمل فاعتراها الابن في ذاك العمل
شـق بالسكين فـوراً صـدرها في محاق الموت أخفى بدرها
مكّـن الغـيلان من أحشـائها خلـص الجيران من فحشائها
قال بعض القوم من أهل الملام لـم قتلت الأم يا هـذا الغلام
كان قتل الشخـص أولى يا فتى إن قـتل الأم شيء مـا أتى
قال يا قوم اتركوا هـذا العتاب إن قـتل الأم أدنى للصواب
كنـت لو أبقيـتـها فيـما تريد كل يوم قاتلاً شـخصاً جديد
انها لـو لم تـذق حدّ الحـسام كان شغلي دائـماً قتل الأنام
أيـها المأسور فـي قيد الذنوب أيها المحروم من سرّ الغيوب
أنت في أسر الكـلاب العاويـة من قوى النفس الكفور العاتية


ادب الطف ـ الجزء الخامس106


كـل صـبح ومسـاء لا تـزال من دواعي النفس فـي قيل وقال
كـل داع خـيـة ذات الـتقـام قل مـع الحيات كم هـذا المقام
ان تكن من لسعها تبغي الخلاص أو ترم من عض هاتيك المناص
فاقتل النفـس الكفـور الجانـية قــتـل كـرديٍ لأمٍّ زانـيـة
أيـها الساقـي أدر كأس المـدام واجـعلن في دورها عيشي مدام
خلص الأرواح من قـيد الهموم أطلـق الأشباح من أسر الغموم
فـالبـهائي الحـزين المـمتحن من دواعي النفس في أسر المحن


ادب الطف ـ الجزء الخامس107


الشيخ محمد علي الطريحي

كان حياً 1036

رواها الشيخ فخر الدين في (المنتخب) :
جاد ما جاد مـن دموعي السجام لمصاب الكريم نجل الكـرام
قلّ صبري وزاد حزني ووجدي فهمومي كأسي ودمعي مدامي
إنما حسـرتي وهـمـّي وحزني ونحيبي وزفرتي واضطرامي
لسلـيل البتول سبـط رسول الله نـور الإله خــيـر الأنـام
لست أنسى الحسين بالطف ملقىً عافر الخد نـاحر النحر دامي
لست أنساه وهـو فيهـم وحـيداً قد أحاطت بـه عـلوج اللئام
* * *
يا بـني أحمـد عـصام البرايا أنتم النور فـي دياجى الظلام
أنـتم عـدتي لـيـوم مـعادي لست أخشى من الذنوب العظام
أنتم العارفـون مقـدار حبـي فهو كافٍ عن منطقي وكلامي
قلت في مدحكم وأخلصت ودّي ورجائـي وملجأي واعتصامي
فـخـذواه مـن مسلمـي وفيٍّ نجـفي مـهـذب بـالنـظـام(1)


(1) أورد السيد الامين في الاعيان هذه القصيدة ونسبها للشيخ محي الدين بن الشيخ محمود وهو وهم .
ادب الطف ـ الجزء الخامس108


محمد علي الطريحي

كان حياً 1036 هـ

هو الشيخ محمد علي بن أحمد بن علي بن أحمدبن طريح بن خفاجي بن فياض ابن حيمه بن خميس بن جمعه بن سليمان بن داود بن جابر بن يعقوب المسلمي العزيزي . من أعلام أسرته المشاهير ووالد الشيخ فخر الدين ذكره المحقق الطهراني في الروضة النضرة في المائة الحادية بعد العشرة ص 114 في ذكر اجازة حفيده الشيخ حسام الدين ابن الشيخ جمال الدين لتلميذه الشيخ محمد جواد بن كلب علي الكاظمي بقوله : الشيخ الورع التقي النقي . وذكره صاحب مخطوطة من كتاب (من لا يحضره الفقيه) وعليها اجازات متعددة وهي اليوم بتملّك الشيخ محمد علي القمي الحائري بكربلاء .
ومن شعره الذي يرثي به الإمام الحسين (ع) قوله :
حاد ما جاد بالدموع السجام(1) .

(1) عن شعراء الغري ج 9 ص 455 .
ادب الطف ـ الجزء الخامس109


الشيخ زين الدين حفيد الشهيد الثاني

وفاته 1064

قال يرثي الحسين عليه السلام بقصيدة مخمسة(1) :
سلبت لوعتي لذيذ الـرقاد وكستني ثوب الضنا والسهاد
ورماني دهري بسهم العناد وغرامي ما إن له مـن نفاد
كل يوم وليلة في ازدياد
لي حزن في كل آن جديد وعناء يشـيب مـنه الـوليد
والتهاب يذوب منه الحديد قد بكى رحمة لحالي الحسود
ودموع تسح سحّ الغوادي
لست أبكي لفقد عصر الشباب وتقضي عهد الهوى والتصابي
وصدود الكواعـب الاتـراب وتنـائي الخلـيط والاحبـاب
من سليمى وزينب وسعاد
قد نهاني النهى عن التشبيب وادكار الهوى وذكر الحبيب
فتفـرغت للأسـى والنحيب مذ أتى زاجراً نذير المشيب
معلماً بالفناء حين ينادي


(1) ذكرها الشيخ علي بن محمد بن الحسن . شقيق المترجم له في كتابه (الدر المنثور) والشيخ الاميني في شهداء الفضيلة ص 157 .
ادب الطف ـ الجزء الخامس110


بل بكائي لأجل خطب جليل أضرم الحزن في فؤاد الخليل
ورمـى بالعناء قـلب البتول وأسـال الدمـوع كـل مسيل
فتردى الهدى بثوب الحداد
رزء من قدبكت له الفلوات واقشعرّت لموته المكرمات
وهوت من بروجها النيرات والمعـالي لفـقده قائلات
غاب والله ملجأي وعمادي
فجعة نكست رؤوس المعالي واستباحت حمى الهدى والجلال
ورمت بالقذى عيون الكمال قد أناخت بخـير صـحب وآل
عترة المصطفى النبي الهادي
يا لها فجعة وخطباً جسيما أوقعت في حشى الكليم كلوما
وبقلب الامير حزناً مـقيما وأعـادت جسم القسيم سقيما
جفنه للأسى حليف السهاد
لهف نفسي على رهين الحتوف حين أمسى نهب القنا والسيوف
ثاوياً جسمه بـأرض الطفوف وهو ذو الفضل والمقام المنيف
وسليل الشفيع يوم المعاد
منعوه ورود ماء الفرات وسقوه كاس الفنا والممات
بعد تقتيل اهله والحمات وأحاطت به خيول الطغات
بمواضي الضبا وسمر الصعاد


ادب الطف ـ الجزء الخامس111


الشيخ زين الدين ابن الشيخ محمد شارح (الاستبصار)
ابن الشيخ حسن صاحب المعالم ابن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني العاملي الجبعي المكي .


المتوفى سنة 1064
ولد بجبع سنة 1009 وتوفي بمكة المكرمة 29 ذي الحجة الحرام سنة 1064 ودفن مع والده بالمعلّى عند أم المؤمنين خديجة الكبرى . في أمل الآمل : شيخنا الأوحد كان عالماً فاضلاً متبحراً محققاً ثقة صالحاً عابداً ورعاً شاعراً منشئاً أديباً حافظاً جامعاً لفنون العلم العقلية والنقلية لا نظير له في زمانه ، قرأ على أبيه وعلى الشيخ الأجل بهاء الدين العاملي وجماعة من علماء العرب والعجم وجاور بمكة مدة وتوفي بها . له شعر جديد(1) .
أورد الشيخ زين الدين ـ هذا ـ السيد علي خان المدني ترجمة في سلافة العصر وذكر الكثير من شعره ، وترجم له أيضاً المحبي في خلاصة الأثر في القرن الحادي عشر ج 2 ص 191 ، وترجم له أيضاً سيدنا الصدر الكاظمي في تكملة أمل الآمل ، وجاء ذكره في خاتمة مستدرك الوسائل ص 390 .
وفي كتاب (شهداء الفضيلة) عندما ذكر أحفاد الشهيد الثاني قال :
الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين ـ الشهيد الثاني .
هو أستاذ صاحب الوسائل ، قال في أمل الآمل : شيخنا الأوحد كان عالماً فاضلاً متبحراً ، مدققاً محققاً ثقة صالحاً عابداً ورعاً شاعراً منشياً أديباً جامعاً حافظاً لفنون العلم النقليات والعقليات ، جليل القدر عظيم المنزلة لا نظير له في زمانه ، قرأ على أبيه وعلى الشيخ بهاء الدين العاملي وعلى مولانا

(1) عن أعيان الشيعة ج 33 ص 302 .
ادب الطف ـ الجزء الخامس112


محمد أمين الاسترابادي وجماعة من علماء العرب والعجم ، جاور مكة وتوفى بها ودفن عند خديجة الكبرى . قرأت عليه جملة من كتب العربية والرياضة والحديث والفقه وغيرها ، وكان له شعر رائق وفوائد وحواشي كثيرة وديوان شعر صغير رأيته بخطه ، ولم يؤلف كتاباً مدوناً لشدة احتياطه ولخوف الشهرة . انتهى .
وأطراه صاحب الدر المنثور وذكر كثيراً من شعره . وقال صاحب السلافة : انه زينالأئمة وفاضل الأمة وملث غمام الفضل وكاشف الغمة ، شرح الله صدره للعلوم شرحاً وبنى له من رفيع الذكر صرحاً إلى زهد أسس بنيانه على التقوى وصلاح أهلّ به ربعه فما أقوى وآداب تحمر خدود الورد من أنفاسها خجلاً وشيم أوضح بها غوامض مكارم الأخلاق وجلا .
رأيته بمكة شرفها الله تعالى والفلاح يشرق من محياه وطيب الاعراق يفوح من نشر رياه وما طالت مجاورته بهاحتى وافاه الأجل ، وانتقل من جوار حرم الله إلى جوار الله عز وجل فتوفى سنة اثنتين وستين وألف رحمه الله تعالى . وله شعر خلب به العقول وسحر ، وحسدت رقته أنفاس نسيم السحر ، فمنه ما كتب إلى الوالد من مكة المشرفة مادحاً وذلك عام 1061 :
شام بـرقا لاح بالابرق وهنا فصبا شوقاً الى الجزع وحنّا
وجـرى ذكـر اثيلات النقا فشكى من لاعـج الوجد وأنّا
دنف قد عاقه صرف الردى وخطوب الدهر عـما يتمنى
شفّه الشوق إلى بـان اللوى فغـدا منهـمل الدممع معنى
أسلمته للـردى أيدي الأسى عنـدما أحسن بالأيـام ظنا
طالما أمـّل إلـمام الـكرى طمعاً في زورة الطيف وأنى
كـلما جنّ الـدجى حنّ إلى زمن الوصل فأبدى مـا أجنا
وإذا هـبّ نسـيم مـن رُبا حاجر أهدى له سقـماً وحزنا
يا عريـباً بالحـمى لولاكم ما صبا قلبي إلى ربع ومغنى


ادب الطف ـ الجزء الخامس113


كان لي صـبر فـأوهاه النوى بعـدكـم يـا جيـرة الحـي وأفنـى
قـاتل الله النـوى كـم قرحت كـبداً مـن ألـم الـشـوق وجفـنـا
كـدّرت مـورد لـذاتـي وما تركت لي مـن جـميل الـصبر ركنا
قطعت أفـلاذ قـلبي والحـشا وكسـتني مـن جـميـل السقم وهـنا
فإلى كـم أشتـكي جور النوى وأقاسـي مـن هـوى لـيلى ولُـبنى
قد صحا قلبي من سكر الهوى بعـدمـا أزعـجـه السكـر وعـنّى
ونهاني عن هوى الغـيد النهى وحـبانـي الـشـيب إحساناً وحـسنا
وتفـرغـت إلى مـدح فتـى سـنـّة المـعروف والأفـضـال سنّا
يجد الـربح سـوى نيل العلا مـن مـراقي المجـد خـسراناً وغبنا
سيد السادات والمـولى الـذي أمّ إنـعامـاً وأفــضـالاً ومــَنـا
لـم يزل فـي كـل حين بابه مأمناً مـن نـوب الـدهـر وحـصنا
غمرت سحب أياديـه الـورى نِعـماً فهـو للفـظ الـجـود معـنى
نسـخ الغـامر من أفـضـاله (حاتماً) و(الفضل) ذا الفضل و(معنى)
ورث الـسؤدد عـن آبـائـه مثل مـا قـد ورثـوا بطـناً فبـطنا
حلّ مـن أوج العلى مـرتـبة صار منـها النـسر والعيـّوق أدنـى
تهــزء الأقـلام في راحـته بـرمــاح الخـط لـمـا تـتثـنى
جادنا مـن راحيـته سـحب تـمطر العسـجـد لامـاء ومـزنـا
يا عـماد المجد يا من لم تزل مـن مـعالـيه ثـمار الفضل تُجنى
عضني الـدهر بأنياب الأسى تـركتني فـي يـد الاسـواء رهنـا
هائماً في لـجـّة الفـكر ولي جـسـد أنحـلـه الـشـوق وأضنى
كـلـما لاح لعـينـي بـارق من نـواحي الـشام أضناني وعـنا
تتلظـى كبدي شـوقـاً إلـى صبيـة خلـفـت بـالشـام و(أفنى)
ركبـت امـالنـا شـوق الى ورد انعامـك والافضـال سفـنـا
بعدمـا أنحـلت العيس السرى وأبـادت في فـيافي البـيد بـُدنـا
وباكـنا فـك يا كهف الورى مـن تصاريف صـروف الدهر لذنا


السابق السابق الفهرس التالي التالي