يا جـد ذا نحـر الحسين مضرج |
|
بالـدم والجسم الشـريف مجرّدُ |
يا جد حـولي مـن يـتاما اخوتي |
|
في الذل قد سلبوا القناع وجردوا |
يا جد مـن ثكلي وطول مصيبتي |
|
ولـما أعانـيه أقـوم واقـعـد |
يا جد ذا صـدرالحسين مرضض |
|
والخيل تنزل من علاه وتـصعد |
يا جـد ذا ابـن الحسيـن مكـبّل |
|
ومغـلل فـي قـيده ومـصفـد |
يا جـد ذا شـمر يـروم بفـتكه |
|
ذبـح الحسـين فأيّ عين تـرقد(1) |
لهـف نفسـي عـليه إذ خـرّ ملقى |
|
ومضى المـهر ناعياً للخـيام |
لهف نفسي عليه والشمر قـد يكون |
|
مـن نحره شـبا الصمـصام |
بأبي رأسه المعلّى علـى الـرمـح |
|
حـكى في سـناه بدر التمـام |
بأبـي الطاهـرات تحـدو بهن الـ |
|
ـعيس بيـن الـوهاد والأكـام |
والامـام السـجاد يـرفـل بالقـيد |
|
فـوا لهـفـتي لـذاك الامـام |
يـا ذوي البـيت والمـشاعر والـ |
|
ـحـج ونون وقاف والأنـعام |
أنـتم حـجة الإلـه على الخـلـق |
|
وأنتـم سفن النـجا في القـيام |
أنتـم عـدتي غـداً فـي معـادي |
|
ومـلاذي وملجأي واعتصـامي |
وصـلـوة الإلـه تـترى عـليكم |
|
ما حدا الركب فوق عالي السنام |
هلّ المـحـرم فاستـهلّ مـكـبّرا |
|
وانثر به درر الدموع على الثرى |
وانظر بـغرّته الـهلال إذا انـجلى |
|
مستـرجـعاً متفجـّعاً متـفكّرا |
واقطف ثمار الحزن من عرجونـه |
|
وانحر بخـنجره بمقـلتك الكرى |
وانس العقيق وأُنـس جيـرانِ النتا |
|
واذكر لنا خبر الطفوف وماجرى |
واخلع شعار الصبر منك وزر من |
|
خلـع السقام علـيك ثوباً أصفرا |
فثيـاب ذي الأشـجان أليقـها به |
|
ما كان من حمر الثيـاب مزرّرا |
شهرٌ بحـكم الدهـر فيه تحكّـمت |
|
شرّ الكلاب السودفي أسد الشرى |
لله أي مـصيـبـةٍ نـزلـت بـه |
|
بكـت السماء لها نجيعاً أحمـرا |
خطب وهـي الإسلام عند وقوعه |
|
لبسـت عليه حدادها أم القـرى |
أو ما ترى الحرم الشريف تكاد من |
|
زفراته الجـمرات أن تـتسعّرا |
وأبا قبـيس في حشـاد تصاعدت |
|
قبسات وجـد حرّها يصلي حرا |
علم الحـطيم بـه فـحطّه الأسـى |
|
ودرى الصفـا بمـصابه فتكدّرا |
واستشعرت منه المشاعر ........ |
|
وعفا مُحسّرهـا بهجوى وتحمّرا |
قتل الحـسين فيالـها مـن نكـبةٍ |
|
أضحى لها الاسـلام منهدم الذُرا |
قـتلٌ يـدلـك إنـما سـرّ الـفدا |
|
في ذلك الذبـح العـظيم تأخـّرا |
رؤيـا خلـيل الله فـيـه تنـيرت |
|
حقـّاً وتأويـل الكـتاب تفـسّرا |
رزء تـدارك مـنه نفس محـمّدٍ |
|
كـدراً وأبكى قبره والمـنبرا |
أهدى السـرور لقلب هنـدٍ وابنها |
|
وأساءَ فاطـمةً وأشجى حيدرا |
ويــل لقـاتـلـه أيـدري أنـّه |
|
عادى النبي وصنوه أم ما درى |
شلّـت يداه لقـد تقـمّص خـزيةً |
|
يأتي بـها يوم الحساب مؤَزرا |
حـزني عـليه دائـم لا ينـقضي |
|
وتصبّـري مني عليّ تعـذرا |
وارحمــتاه لصارخاتٍ حـولـه |
|
تبـكي له ولوجهـها لن تسترا |
ما زال بالرمـح الطويـل مـدافعاً |
|
عنهـا ويكفـلها بأبـيض أبترا |
ويصـونها صون الـكريم لعرضه |
|
حتـى له الأجـل المتاح تقدرا |
لهـفي على ذاك الذبـيح من القفا |
|
ظـلماً وظلّ ثـلاثةً لن يقـبرا |
ملقى على وجـه التـراب تظـنه |
|
داود في المحراب حين تسـوّرا |
لهـفي على العاري السلـيب ثيابه |
|
فكأنـّه ذو النـون ينبذ بالعـرا |
لهفي على الـهاوي الصريـع كأنه |
|
قمر هـوى مـن أوجهِ فتـكوّرا |
لهفي علـى تلك البنان تقـطـّعت |
|
ولـو أنها اتصلت لكـانت أبحرا |
لهفي علـى العباس وهو مجـندل |
|
عـرضـت منـيته لـه فتعـثرا |
لحـق الغبار جـبينه ولـطالـما |
|
فـي شأوه لحـق الكـرام وغبّرا |
سلـبته أبـناء اللئـام قمـيصـه |
|
وكسـته ثوباً بالنـجيع معـصفرا |
فكـأنما أثر الـدمـاء بـوجـهه |
|
شفق على وجه الصباح قد أنـبرا |
حرٌ بنصـر أخيه قـام مجاهـداً |
|
فهوى الممات على الـحياة وآثرا |
حفظ الإخاء وعهـد فوفـى لـه |
|
حتى قضـى تحت السيوف معفرا |
من لي بأن أفدي الحسين بمهجتي |
|
وأرى بأرض الطف ذاك المحضرا |
فلـو استطعت قـذفت حبة مقلتي |
|
وجعلت مدفنه الشريـف المحجرا |
روحي فدى الرأس المفارق جسمه |
|
ينـشي الـتلاوة ليـله مستـغفرا |
ريحانة ذهـبت نضارة عـودها |
|
فكأنـها بالثـرب تسـقي العنبرا |
ومـضرّجٍ بدمـائـه فكـأنـما |
|
بجـيـوبـه فتـّت مسـكاً أذفرا |
عضبٌ يد الحـدثان فلّت غـربه |
|
ولطـالما فلق الرؤوس وكسـّرا |
ومثقّـفٍ حـطم الحمام كعوبـه |
|
فبكـى عليه كـل لـدن أسمـرا |
عجـباً له يشكـو الظماء وإنّـهُ |
|
لو لامس الصخر الأصم تفـجّرا |
يلج الغـبارَ بـه جـوادٌ سابـحٌ |
|
فيخوض نـقع الصافنات الأكدرا |
طلب الوصول إلى الورود فعاقه |
|
ضرب يشب على النواصي مجمرا |
ويل لمـن قتـلوه ظـمأناً أمـا |
|
علـموا بأنّ أبـاه يسقـي الكوثرا |
لم يقـتلوه علـى اليقين وإنـما |
|
عرضت لهم شبه اليـهود تصورا |
لعـن الإله بـني أمـية مثلـما |
|
داود قـد لـعن اليـهـود وكفّرا |
وسقاهم جرع الحمـيم كما سقوا |
|
جرع الحـمام ابـن النبي الاطهرا |
يا ليت قومي يـولـدون بعصره |
|
أو يسمـعون دعـاءَه مسـتنصرا |
ولـو أنهم سـمعوا إذاً لأجـابه |
|
منـهم أسود شرّى مـؤيدة القرى |
مـن كل شهمٍ مهـدوي دأبـه |
|
ضرب الطلا بالسيف أو بذل القرى |
من كل أنـملةٍ تجود بعـارضٍ |
|
وبكل جـارحةٍ يـريك غضنـفرا |
قوم يـرون دم القـرون مدامة |
|
ورياض شر بهم الحديد الأخـضرا |
يا سادتـي يا آل طـه إنّ لـي |
|
دمـعاً إذا يجـري حديثكم جـرى |
بي منكـم كاسمي شـهاب كلما |
|
أطـفيته بالدمـع في قلـبي ورى |
شرفتـموني في زكيّ نـجاركم |
|
فـدعيتُ فيكم سيـداً بين الـورى |
أهوى مـدائحكم فأنظم بـعضها |
|
فـأرى أجل المـدح فيكم أصـغرا |
ينحط مدحـي عن حقيقة مدحكم |
|
ولـو انني فيـكم نظمت الجوهـرا |
هيهات يسـتوفي القريض ثناءكم |
|
لو كـان في عدد النـجوم واكـثرا |
ريـانة وهـب الشـباب أديـمها |
|
لطـف النسيم ورقّـة الجـريال |
عـذبت مراشفها فـأصبح ثغرها |
|
كـالأقحوان على غديـر زلال |
وسرى بوجـنتها الحياء فاشبهت |
|
ورداً تفـتحّ فـي نـسيم شمال |
وسخا الشقيـق لها بحـبّة قـلبه |
|
فاستـعملتها فـي مـكان الخال |
حتام يطـمع في نمير وصالهـا |
|
قـلبي فـنورده سراب مـطال |
علّت بخمر رضـابها فمزاجـها |
|
لم يصح يوماً من خمار مـلال |
هي منيتي وبها حصول مـنيتي |
|
وضياء عيني وهي عين ضلالي |
أدنـو اليـها والمـنيـة دونـها |
|
فـأرى مـماتي والحياة حـيالي |
تخفـى فيخفيني النـحول وتنجلي |
|
فيـقوم في البدر الـتمام ظلالي |
علقت بها روحي فجردها الضنى |
|
من جسـمها وتعلّقت بشـمالي |
فـلـو انني في غير يـومٍ زرتها |
|
لتـوهمتني زرتـها بخـيالـي |
لـم يبق مـني حبها شيـئاً سوى |
|
شوق ينازعني وجـذبة حـال |
من لم يصل في الحب مرتبة الفنا |
|
فوجـوده عدم وفـرض محال |
فـكري يصوّرها ولـم ترغيرها |
|
عيني ورسـم جمالهـا بخيالي |
بانت فـما سجعت بـلابل بـانةٍ |
|
إلا أبـانت بعـدهـا بليـالـي |
أنا في غـدير الكرختين ومهجتي |
|
معها بنجد مـن ظلال الـضال |
حيّا الحـيا حيّاً باكـناف الحـمى |
|
تحميه بيض ظُبا وسـمر عوالي |
حيّاً حوى الأضداد فـيه فنقـعه |
|
ليل يـقابـلـه نهـار نصـال |
تلقـى بكل مـن خدور سـراته |
|
شمس قـد اعـتنقت ببدر كمال |
جمـع الضراغم والـمها فخيامه |
|
كـنس الـغزال وغابة الـرئبال |
وسقى زمانا مرّ فـي ظهر النقا |
|
ولـياليـا سلـفت بعـين أثـال |
لـيلات لـذات كـأن ظلامـها |
|
خال على وجـه الزمان الخـالي |
نظمت على نسق العقود فاشبهت |
|
بيـض الـلآلى وهي بيض ليالي |