من مبـلغنّ قـريشاً ان سـيدهـا |
|
ثـوى ثلاث ليال غـير مقبـور |
من مـبلغنّ قـريشاً ان سيـدهـا |
|
تنحوه في القـفر زوار اليـعافير |
قـومي الى ميّتٍ ما لفّ في كـفن |
|
يوماً ولا نـال مـن سدرٍ وكافور |
تلك الدماء الزواكي السائلات على |
|
سمر اليعاسـيب والبيض المباتير |
تلك الرؤوس أبـت إلا العلا فسمت |
|
على رفيع من الخرصان مشهور |
كأنـه حيـن يسـوّد الـدجى علم |
|
سام تشـب لـه أنـوار مقـرور |
تلك الطواهر لم يـضرب لها كلل |
|
ولا تمـد لهـا أطناب تـخـدير |
كم فيهم من بني المختار من غرر |
|
مجـلـوّة ووجـوه كالدنـانـير |
إذا تباكـين لم يفصحن عـن كمد |
|
إلا تـحدّر دمـع غيـر مـنزور |
وان تـشاكين لـم يسمن داعيـة |
|
إلا تصـعّد أنـفـاس وتـزفـير |
يا فجـعة أوسعت في قلب فاطمة |
|
الزهراء جرح مصاب غير مسبور |
وان ذات خـمـار مـن عقـائلها |
|
تهـدى الى مستـفز العقل مخمور |
بني أمـية قـد ضـلّت حلومـكم |
|
ضلال منغـمس في الغـيّ مغمور |
أدوحـة قـد تفـيأتـم أظـلـّتها |
|
نلتم بـواسـق أعـلاهـا بـتكسير |
بنـي أميـة لا نـامـت عيـونكم |
|
فثـمّ طـالب وتـر غيـر مـوتور |
سمـعاً بني الحسب الوضاح مرثية |
|
يعـنو لها كـل منطيق ونـحـرير |
نـاشـدتك الله إلا مـا نـظرت إلى |
|
صنيع ما ابتدأ الباري ومـا ابتدعا |
تجـد صفـيح سـماء من زمـردة |
|
خضراً وفيها فريد الدر قد رصعا |
ترى الـدراري يدانين الجـنوح فما |
|
يجدن غبّ السـرى عيّاً ولا ضلعا |
والأرض طاشت ولـم تسكن فوقّرها |
|
بالراسيات التي من فوقـها وضعا |
فقـرّ ساحتها مـن بعـدما إمتـنعا |
|
وانحط شامخـها من بعدما ارتفعا |
وأرسل العـاديات المعـصرات لها |
|
فقهقهت ملء فيـها واكتست خلعا |
هـذا ونفسك لـو أمّ الخبـير لـها |
|
لارتد عنها كليل الطرف وإرتدعا |
وليس فـي الـعالم العلوي مـن أثر |
|
يحيـّر اللـب إلا فيك قـد جمعا |
أيقـوم أقـوام بمسـنون الـصبا |
|
متوافراً ويـفوتني المـفـروض |
لأحق هـذا قـد نهـضت به ولا |
|
أنا بالذي يبغي المـشيب نهوض |
ان الشباب هـو المطار الى الصبا |
|
فإذا رماه الشيب فـهو مهـيض |
بادرته خِلـس الصبا إذ لاح لـي |
|
بمفارق الفوديـن مـنه ومـيض |
فمشى وحاز السبق إذ أنـا قارح |
|
جذع بمسـتن الـعذار ركـوض |
واسودّ في نظر الكواعب منظري |
|
إذ سـوّدتـه الـنائبات البيـض |
والليل محـبوب لـكل ضجـيعة |
|
تهـوى عناقَك والصباح بغـيض |
عريت رواحل صبوتي من بعدما |
|
أعـيى المناخ بـهن والتـقويض |
قد كنت أجمح في العنان فساسني |
|
وال يـذلل مصـعبي ويـروض |
عبث الربـيع بلملتيّ وعـاث في |
|
تلك المـحاسن كلـهـن مقـيض |
مـا دام طـرفك لا يصح فـإنما |
|
قلبي على الحدق المراض مريض |
ياساكني جـد حفص لا تخطـفكم |
|
ريب المـنون ولا نالتكم المـحن |
ولا عدت زهرات الخصب واديكم |
|
ولا أغب ثـراه الـعارض الهتن |
ما الدار عندي وان الفيـتها سكنا |
|
يرضاه قلبي لـولا الالف والسكن |
مـالي بـكل بـلاد جئتها سـكن |
|
ولـي بكـل بلاد جـئتها وطـن |
الدهـر شاطر مـا بيني وبيـنكم |
|
ظلما فكـان لكم روح ولـي بدن |
مالي ومالك يـاورقاء لا انعطفت |
|
بك الغصون ولا استعلى بك الفنن |
مثير شجوك اطراب صدحت بها |
|
ومصدر النوح مني الهم والحزن |
وجيرتي لا اراهـم تحت مقدرتي |
|
يوما والفك تحت الكشح محتضن |
هذا وكم لك مـن اشياء فزت بها |
|
عنـي وان لزنا في عولـه قرن |
أمربع الطف طـوّفت المصـائب بي |
|
وصرت مني مكان النـار للحطب |
يهواني الرزء حتى قلت مـن عجب |
|
بيني وبين الرزايا أقـرب الـنسب |
لا كان جـيد مصابي عـاطلاً ولـه |
|
من الدمـوع عقود اللؤلؤ الرطـب |
لا زال فيك ربوع الطف منـسحبـاً |
|
ذيل النسـيـم وبلّته يـد الـسحب |
يا كربـلا أين أقـوام شرفـتِ بـهم |
|
وكنت فيهم مـكان الأفـق للشهب |
أكربلا أيـن بدر قـد ذهــبتِ بـه |
|
حتى تحجّب تحت الأرض بالحجب |
صدّقت فيك كلام الفيلـسوف بـأن |
|
البـدر يخسف مـن حيلولة الترب |
كان الغمام علوما جمّـة وسـخـى |
|
روّويت مـن مائة المغدودق العذب |
لله وقـعـتك الـسوداء كم سَتـرت |
|
بغيمها قـمراً مـن قـبل لـم يغب |
أعجبت مـن حالك البرق اللموع فما |
|
تريـنه ضاحكاً إلا مـن العـجـب |
لا غـرو إن خربت أفـلاكهـا فلقد |
|
فقـدن قطباً فهل تسري بـلا قطب |
كـم شمس دجن لفـقد البدر كاسفة |
|
وكان منه سنـاها غيـر محـتجب |
فكيف قـيل بأن الـبدر مكــتسب |
|
بالشمس نوراً وهـذا غـير مكتسب |