ادب الطف ـ الجزء الخامس36


أيا بن علي يا حسين اليك من حسين عروساً يا بن خيرة بارينا
عليكم صلاة الله والخلق ما دعا بـأسمائكم داع وما قـال آمينا(1)
* * *
وفي مجموعة الشيخ لطف الله بعدما روى هذه القصيدة ذكر له عدة قصائد واليك مطالعها :
1 ـ دمـع يصوب وزفـرة تتصعّد ولهيبها وسـط الحـشا يـتوقد
2 ـ الصبر يجـمل والارزاء تحتمل إلا على فتـية في كـربلا قتلوا
3 ـ بكيت وفي الخطب البكاء جميل ولو أن عيني في الدمـوع تسيل
4 ـ فنون الأسى للظـاعنـين جنون ومحض ضلال ، والجنون فنون


(1) عن مجموعة الشيخ لطف الله المخطوطة بخطه سنة 1201 هـ .
ادب الطف ـ الجزء الخامس37


السيد أبو محمد حسين بن حسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني الشهير بالعلامة الغريفي وبالشريف العلامة .



توفي سنة 1001 كما في السلافة . والغُريفي بالضم نسبة الى غريفة تصغير غرفة . في انوار البدرين : المسمى بذلك قريتان من بلاد البحرين (احدهما) بجنب الشاخورة و(الاخرى) من قرى الماحوز وهو منسوب الى الأولى لأنها مسكنه . ا هـ
أقوال العلماء فيه :



في السلامة بعد حذف بعض اسجاعه التي كانت مألوفة في ذلك العصر ، ذو نسب شريف وحسب منيف بحر علم تدفقت منه العلوم أنهاراً وبدر فضل عاد به ليل الجهالة نهاراً ، شب في العلم واكتهل وجنى من رياض فنونه ، إلا أن الفقه كان أشهر علومه وكان بالبحرين إمامها الذي لا يباريه مبار مع سجايا حميدة ومزايا فريدة وله نظم كثير كأنما يقدّ من الصخر . ا هـ .
وفي أمل الأمل كان فاضلا ً فقيهاً أدبياً شاعراً ووصفه جامع ديوان الشيخ جعفر الخطي بالشريف العلامة وقال الشيخ سليمان الماحوزي البحراني فيما حكى عن رسالته التي ألفها في علماء البحرين في حقه : أفضل أهل زمانه وأعبدهم وأزهدهم كان متقللاً في الدنيا وله كرامات وكان شاعراً مصقعاً وله كتب نفيسة منها كتاب الغنية في مهمات الدين عن تقليد المجتهدين لم ينسج على منواله أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين فهو أبو عذر تلك الطريقة وابن جلاها وله فيها اليد البيضاء ومن تأملها بعين الانصاف أذعن بغرارة مادته وعظم فضله ولن يكملها بل بلغ فيها الى كتاب الحج وهو عندي وفيه من

ادب الطف ـ الجزء الخامس38


الفوائد ما لا يوجد في غيره وقد زرت قبره وتبركت به ودعوت الله عنده . ا هـ .
مشايخه :



من مشايخه الذين قرأ عليهم الشيخ سليمان بن أبي شافير البحراني ويظهر من السلافة كما يأتي ان من مشايخه الشيخ داود بن أبي شافير البحراني وقال الشيخ سليمان في رسالته المتقدم ذكرها انه كان للشيخ داود بن شافير مع المترجم مجالس ومناظرات وقال صاحب أنوار البدرين سمعت شيخي الشيخ سليمان يقول كان المترجم أفضل وأشد احاطة بالعلوم وأدق نظراً من الشيخ داود وكان الشيخ داود أسرع بديهة وأقوى في صناعة الجدل فكان في الظاهر يكون الشيخ هو الغالب وفي الواقع الحق مع السيد فكان الشيخ داود يأتي ليلاً الى بيت السيد ويعتذر منه ويذكر له ان الحق معه . ا هـ .
مؤلفاته :

ذكرها الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته المار ذكرها (1) الغنية في مهمات الدين عن تقليد المجتهدين مرّ وصف الشيخ سليمان الماحوزي له . وربما فهم من اسمه ان مؤلفه كان إخبارياً كما هي طريقة أكثر علماء البحرين واذا كان كتابه هذا يغني عن تقليد المجتهدين وهو ليس بمجتهد فما الذي يخرج عمل العوام بكتابه هذا عن تقليد (2) شرح العوامل المائة (3) شرح الشمسية (4) رسالة في علم العروض والقافية وصفها صاحب الرسالة بأنها مليحة (5) حواش على الذكرى .
شعره :

من شعره ما أورده صاحب السلافة والشيخ سليمان في الرسالة المار ذكرها وهو :

ادب الطف ـ الجزء الخامس39


قل للذي غاب مغاب الذي قلت فقـت السن مني ضروس
لا تمتـحنها تمتحـن إنها دليّة قـد دلـيت مـن ضروس
بل وقـناتي صعدة صعبة تخبر اني الهزبـري الشـموس

ومن شعره المذكور في غير السلافة قوله :
ألا من لصبّ قلبه عنه واجب حرام عليه النـوم والندب واجب
لواعج احشاه استعرن تـوقدا ومن دمع عينيه استعرن السحائب
يبيت على حـرّ الكآبة ساهراً تسامره حتى الـصباح الـكواكب
مراثيه :

في السلافة لما بلغ شيخه الشيخ داود بن أبي شافير البحراني وفاته استرجع وأنشد بديهة :
هلك الصقر يا حمام فغني طرباً منك في أعالي الغصون
ولما توفي رثاه الشيخ أبو البحر جعفر بن محمد الخطلي الشاعر المشهور بهذه القصيدة وهي أول ما قاله في الرثاء كما في ديوانه :
جذّ الردى سـبب الاسلام فانجذما وهـدّ شامـخ طـود الدين فـانهدما
وسام طرف العلى غضاً فأغمضه وفـلّ غـرب حـسام المجـد فانثلما
اللـه اكبر مـا أدهـاك مرزيـة قصمت ظهر التقى والدين فانقصـما
أحدثت في الدين كلما لو أتـيح له عيسى بن مريم يـأسوه لـما التأمـا
كل يزيـر ثـنـايـاه أنـامـلـه حــزناً عليه ويدميــها لـه ألـما
وينثرون وسلك الحـزن ينـظمهم على الخـدود عقيـق الدمع منسجما
لهفي على كوكب حلّ الثرى وعلى بـدر تبـوّأ بعد الأبـرج الـرجـما
إيـه خليليّ قـومـا واسعدوا دنفاً أصاب أحشاه رامي الحزن حين رمى
نبكي خـضم علـوم جفّ زاخره وغاض طـاميه لما فاض والـتطما
نبكي فـتى لم يحلّ الضيم ساحته ولا أبـاح لـه غير الحـمام حـمى


ادب الطف ـ الجزء الخامس40


ذو مـنظر يبصر الأعـمى برؤيته هـدى وذو منطق يستنـطق البكما
لـو أنصف الـدهـر أفنانا وخـلّده وكان ذلك مـن أفعـالـه كرمـا
مـا راح حتـى حشا أسماعنا درراً مـن لفظه وسقـى أذهاننا حكـما
كالغيث لـم ينأ عـن أرض ألمّ بها حتى يغـادر فيها النبت قد نجـما
صبراً بنيه فان الصـبر أجمل بالـ ـحر الكـريم اذا مـا حادث دهما
هـي النوائب مـا تفـك دامية الـ أنياب منا ومـا منها امـرؤ سلما
فكم تخطف ريب الدهـر مـن أمم فأصبحوا تحت أطباق الثرى رمما
لو أكرم الله من هذا الـردى أحـدا لأكرم المصطفى عن ذاك واحترما
فابـقوا بقـاء الليالي لا يغيـركـم دهـر وشملكم مـا زال منـتظما
يـا قبـره لا عداك الـدهر منسجم مـن المـدامع هام يخجل الديـما

أولاده :



خلف من الأولاد الحسن ومحمداً وعلوياً المعروف بعتيق الحسين اما الحسن فعقبه بالحلة والحائر واما محمد فعقبه في واديان احدى قرى البحرين من توابع (سترة) ومنهم في جيروت واليه تنتهي سادات جيروت واما علوي فعقبه بالبحرين والنجف وشيراز وبهبهان وبوشهر وغيرها . وهو صاحب العقب الكثير ببلاد البحرين وبندر ابي شهر وطهران والنجف وكربلاء وبهبهان منهم الأسرة المعروفة بالبهبهانية بطهران منهم السيد عبد الله البهبهاني الرئيس الشهير وولده السيد محمد المشهور الرئيس الآن بطهران . انتهى عن أعيان الشيعة ج 25 ص 260 اقول والمشهور ان السيد أحمد الغريفي المعروف بـ (الحمزة الشرقي) هو من أحفاده فهو السيد أحمد بن هاشم بن علوي (عتيق الحسين) بن الحسين الغريفي المترجم له .
ومن شعره في رثاء الإمام الحسين (ع) :
أمربع الطف ذا أم جانب الطور حيّا الحيا منك ربعا غير ممطور


ادب الطف ـ الجزء الخامس41


كم فيـك روضة قـدس اعبقت ارجاً كـأنها جـنة الـولـدان ولحـور
وكم ثـوى بك مـن أهل العـبا قمرٌ غـشاه بعدكمـال صرف تكـوير
يا كـربلا حـزت شأناً دونـه زحل وفـزتِ بـالسادة الـغر المغاويـر
أيجمل الصبر في آل الـرسول وهم جمـع قضوا بـين مسموم ومنحور
قوم بهم قـد أقيم الـدين وانطـمست للشرك ألـوية الطغيـان والجـور
قـوم بمدحـهم كـتب السما نـزلت أكـرم بمـدح بكتـب الله مـذكور
ولا لهم في ظـلام الليل مـن فرش إلاا محـاريـب تهـلـيل وتكبـير
ولا ينـاغى لهم طـفل بغير صـدى رهج الوغى وصهيل في المضامير
ولا على جـسمه قمـط يشدّ سـوى طول النجاد عـلى البيض المباتير
ولا لصبيـتهم مهـد يـهـزّ سـوى هزّ السروج على الجرد المخاصير
مـا فوق فضلـهم فضل فمـدحهـم في الذكر ما بين مطـويٍّ ومنشور
فـمن عناه بأهـل البيت غـيرهـم فأذهب الرجس عنهم رب تطهـير
وهـل أتى هل أتـى في غيرهم فهم الموفون خوفاً من الباري بمنـذور
والمطعـمون لـوجه الله لا لجـزىً سوى يـتيمٍ ومسكـينٍ ومـأسـور
يحق لـو أن بـكتهم كـل جـارحة حـزناً بأعين دمـع غير منـزور
فـأيّ عيـنٍ عليـهم غير بـاكـية وأي قـلبٍ عليـهم غير مفطـور
ولا بصـرت ولا أذنـي بسـامـعة رزيـة كرزايـا يـوم عـاشـور
يوم حدى في بني الزهراء مـزدجراً حـادي المنايـا بتـرويح وتبكـير
يـوم بـه أصـبح الاسـلام مكتئباً وقـد أصيب بجـرح غير مسبور
يوم بـه أصبح الطاغـوت مرتـقياً على المنابر بـالبـهتان والـزور
يا ذلة الـدين من بعد الحسـين فما من بعـد ناصـره كـسر بمجبور
أضحى يحث السرى والسير مجتهداً لأمر عـرف ونهـي عـن مناكير
كأنه الشمس والأصحاب شهب دجىً لمسـتقر لهـا تجـري بتـقديـر


ادب الطف ـ الجزء الخامس42


يسري بهـم ومنـاياهـم تسيـر بهم الى عناق نحور الحـزّد الحـور
يمشون تحـت ظلال السمـر يومهم وليلـهم في سـنا نـور الأساوير
حتـى الى كربلا صاروا فما انبعثت لـهـم جيـاد بتقـديم وتـأخيـر
فحلّ من حولهم جيش الضلال ضحىً كعـارض ممطر في جنح ديجور
وأصبحت فتية الطـهر الحـسين على وجـه الثرى بين مطعون ومنحور
والناس في وجل والخـيل في زجـل قد أشبه اليوم فيهم نفـخة الصور
وظـلّ سبـط رسـول الله بعـدهـم يلقى الجيوش بقلب غير مـذعور
يكر فـرداً وهم مـن بـأسه يئـسوا من السلامـة جمـعاً بعد تكسـير
وأسهـم الموت تـدعو نحـوه عجلاً مـحـددات بمحـتوم المـقاديـر
والسيف يـركع فيهم والـرؤس بـلا أجسـادهـا سجـداً تهـوي بتعفير
مـن مبلـغ المرتضى ان الحسين لقىً سقـته أيدي المنايـا كاس تكـدير
من مبلغ المصطـفى والطـهر فاطمة ان الحسين طريـح غير مقـبور(1)

وكتب لي الأخ المعاصر العلامة السيد محيى الدين ابن العلامة السيد محمد جواد الغريفي ما يلي :
السيد حسين الغريفي :
ابن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن خميس بن أحمد بن ناصر بن علي كمال الدين بن سليمان بن جعفر بن موسى أبي العشائر بن محمد أبي الحمراء بن علي الطاهر بن علي الضخم بن الحسن أبي علي بن محمد الحائري بن ابراهيم المجاب بن الإمام موسى الكاظم (ع) . إن سيدنا الغريفي هو الجد الأكبر الذي ينتمي اليه السادة الغريفيون وقد عرف بالشريف العلامة وبالعلامة الغريفي وهو صاحب كتاب (الغنية) في الفقه . عاش في القرن العاشر الهجري وتوفي في

(1) عن كتاب (رياض المدح والرثاء) للشيخ علي البلادي ـ طبعة النجف .
ادب الطف ـ الجزء الخامس43


العام الأول من القرن الحادي عشر أي سنة (1001) هـ . ودفن في قرية (أبو اصيبع) إحدى قرى البحرين . وقبره مشيد ويزار .
وله نظم رائق جمع كثيراً منه ابن عمنا المرحوم السيد محمد مهدي في ديوان خاص لا يزال مخطوطاً . فمن نظمه في الإمام الحسين (ع) :
سرى الضعن من قبل الوداع بأهلينا فهل بعد هذا اليوم يرجى تلاقينا

والقصيدة طويلة .
وقال البحاثة الشيخ الطهراني في (الذريعة) قسم الديوان :
ديوان السيد حسين بن حسن الغريفي البحراني المترجم في السلافة ص 504 جمع بعض أشعاره حفيده المعاصر السيد مهدي بن علي الغريفي النجفي المنتهى نسبه اليه والمتوفى (1343) في مجموع يقرب من ثلثمائة بيت . أوله :
سحاب جفوني بدموع هوامي لرزء أمير المؤمنين إمامي
الى تمام النيف والخمسين بيتاً ثم قصائد أخر . رأيت النسخة بخط السيد مهدي عند ولده المشتغل في النجف ، السيد عبد المطلب .

ادب الطف ـ الجزء الخامس44


ابن أبي شافين البحراني

ذكر الشيخ الطريحي في المنتخب له قصيدة في رثاء الإمام السبط (ع) مطلعها :
هلـموا نـبك أصحـاب العباءِ ونرثي سـبط خير الأنـبياء
هلـموا نبـك مقـتولاً بـكـته مـلائكة الإلـه من الـسماء
هلـموا نـبـك مقـتولاً عـليه بكى وحش المهامة في الفلاء
الا فابـكوا قتـيلاً قـد بـكته البتولة فـاطم سـتّ الـنساء
ألا فـابكـوا لمنـعفـر ذيـح على الرمـضاء شلواّ بالثراء
ألا فـابكوا قـتيلاً مستـباحـاً ألا فابكوا الـمرمل بالدمـاء
بنفسي من تجول الخيل ركضاً عليه وهـو مسلوب الـرداء
بنـفسي نسـوة جـاءت الـيه وهـن مـولولات بـالشجاء
أخي ودع يتـامى قـد أهيـنوا وقد أضحوا بأسـر الأدعياء
يعـز على أبـينا أن يـرانـا بأرض الطف نسبى كـالاماء
يعز علـى الـبتول بـأن ترانا ونحن نضج حولك بالبـكاء

وله في رثائه عليه السلام :
قف بالطفوف بتذكار وتزفار وذب من الحزن ذوب التبر في النار


ادب الطف ـ الجزء الخامس45


واسحب ذيول الاسى فيها ونح أسفاً نوح القماري على فـقدان أقمار
وانثر على ذهب الخـدين من درر الدمع الهتون وياقوت الدم الجاري
ونُح هناك بليـعات الأسـى جزعاً فما على الواله المحزون من عار
وعـزّ نفسك عن اثـواب سلوتها على القتيل الذبيح المفرد العـاري
لهفـي وقد مـات عطشاناً بغصته يُسقـى النـجيع ببـتار وخطـار
كأنمـا مهــره فـي جريـه فلك ووجهه قـمر في أفـقه سـاري(1)

وذكر له العلامة السيد أحمد العطار في الجزء الثاني من (الرائق) قوله في رثاء الحسين عليه السلام ص 287 قصيدة طويلة جاء في أولها :
يا واقفاً بطـفوف الغاضرات دعني أسحّ الدموع العندميات
من أعين بسيوف الحزن قاتلة طيب الكرى لقتيل السمهريات
وسادة جاوزوا بيد الـفلاة بها وقادة قـددوا بالمـشرفيـات
وفي آخرها :
يـا آل بيت رسـول الله دونكـموا خريدة نـورها خلف الحجالات
تزري بشمس الضحى قد زفها لكموا داود تخطر في بـرد الكمالات
لا يبتغي ابن أبي شافين من عوض إلا نجـاة واسـكانـاً بجـنّات
مع والـديّ وراويهـا وسـامعـها ذوي الولاء وصحبي والقرابات
صلى الإله عليكم ما بـكى لكـموا باك وناح بـأرض الغاضريات
وذكر له أيضا في الجزء الثاني من (الرائق) :
مصائب يوم الطف أدهى المصائب وأعظم من ضرب السيوف القواضب
تذوب لـها صـمّ الجلاميد حسرة وتنـهدّ منـها شامخـات الشناخـب
بها لبس الـديـن الحينف ملابسـاً غـرابيب سـوداً مثل لـون الغياهب


(1) الغدير للشيخ الاميني .
ادب الطف ـ الجزء الخامس46


وقوله في رثاء الإمام عليه السلام :
قفا بالرسوم الخـاليات الدواثر ننوح على فقد البدور الزواهر
بدور لآل المصطفى قد تجللت بعارض جون فاختفت بدياجر
ففي كل قطر منـهم قمرٌ ثوى وجُلل من غيم الغـموم بساتر

والقصيدة تبلغ 71 بيتاً ذكرها الشيخ لطف الله بن علي بن لطف الله الجد حفصي البحراني في مجموعته الشعرية التي تتضمن أربعة وعشرين شاعراً من فحول الشعراء الذي نظموا في الحسين والشعر كله في يوم الحسين ، وأول من ذكرهم هو السيد الرضي ، وسبق ان ذكرنا اسم هذه المجموعة وروينا عنها . ورأيت له في المجاميع الخطية القديمة من جملة شعر قصيدة أولها :
هاج المصاب فأبدل الدمع الدما فغدا يصب من المدامع عندما


ادب الطف ـ الجزء الخامس47


ابن أبي شافين البحراني


المتوفى بعد 1001
الشيخ داود بن محمد بن أبي طالب الشهير بابن أبي شافين الجد حفصي البحراني قال الشيخ الاميني : هو من حسنات القرن العاشر ، شعره مبثوث في مدونات الأدب ، والموسوعات العربية له رسائل منها رسالة في علم المنطق .
قال : هناك اختلاف في كنيته فالبعض قال : ابن أبي شافين كما في السلافة أو شافير أو شاقين .
وترجم له صاحب انوار البدرين فقال : الشيخ المحقق العلامة الأديب الحكيم الشيخ داود بن محمد بن عبد الله بن أبي شافين (بالشين المعجمة بعدها ألف ثم الفاء والزاء أخيراً) واحد عصره في الفنون كلها وله في علوم الأدب اليد الطولى وشعره في غاية الجزالة حاذقاً في علم المناظرة ما ناظر أحداً إلا وافحمه ، وله مع السيد العلامة النحرير ذي الكرامات السيد حسين ابن السيد حسن الغريفي مجالس ومناظرات وله رسائل منها رسالة وجيزة في علم المنطق اختار فيها مذهب الفارابي في تحقيق عقد الوضع في المحصورات واختار فيها أيضا ان الممكنة تنتج في صغرى الشكل الأول .
وذكره السيد الجليل السيد علي خان في السلافة وبالغ في إطرائه وذكر جملة من آدابه وأشعاره وهو من أهل (جد حفصي) البحرين ومدرسته هو المسجد المسمى بمدرسة الشيخ داود الشائع على السنة عوام عصرنا هذا بمدرسة العريبي ، وقبره في حجرة في جنب المسجد داخلة فيه من الشمال إلا انها خارجة عن المسجد المذكور وهناك قبور جماعة من العلماء إلا اني لم أقف على أسمائهم ، وذكره المحبي في خلاصة الاثر ج 2 وقال : من العلماء الأجلاء

ادب الطف ـ الجزء الخامس48


الأدباء استاذ السيد أبي محمد الحسين بن الحسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني .
وروى الشيخ الاميني له قصيدة جاء فيها ذكر الغدير وقال انها تبلغ 580 بيتاً وتوجد في المجاميع الخطية وأولها :
أجلّ مصابي في الحياة وأكبرُ مصاب له كل المصائب تصغر

وقال الشيخ السماوي في الطليعة : كان واحد عصره في الفضل والأدب وأعجوبة الزمان في الخطابة ، وهو أستاذ السيد حسين الغفريفي البحراني وله معه مكاتبات ورسائل ومطارحات وكان كثير الجدل في المسائل العلمية وترجم له السيد الامين في الاعيان وذكر جملة من أشعاره .

ادب الطف ـ الجزء الخامس49


الشيخ جمال الدين بن المطهَّر

قصيدة مطوّلة ، أولها :
فلهفي للذبيح على الرمال خضيب الشيب منهوب الرحال

واكثر ابياتها مفككة وجدناها في مجموعة قديمة عتيقة ترجع كتابتها الى القرن التاسع أو العاشر الهجري(1) . أما الناظم فليس هو بالعلامة الحلي ، انما هو : الشيخ جمال الدين احمد بن حسين بن مطهر . قال السيد الامين في الأعيان : عالم فاضل يروي اجازة عن الشيخ زين الدين علي بن الحسن بن احمد ابن مظاهر تلميذ فخر المحققين ، ويروى عنه الشيخ علي بن محمد بن علي بن محمد ابن يونس العاملي البياضي النباطي صاحب الصراط المستقيم المتوفى سنة 877 فهو اذاً من أهل المائة التاسعة .
وفي المجموعة نفسها ملحمة طويلة تتألف من مئات الأبيات تقصّ وقعة كربلاء بمنظومة راية وهي للحلبي الحائري ، وأولها :
افكّر والصبّ الحزين يفكّر واسهر ليلي والمصائب تسهر(2)


(1) ووجدتها في مجموعة حسينية في مكتبة الامام الحكيم العامة ـ قسم المخطوطات رقم 577 .
(2) تحتوي على 500 بيتاً ، وفي آخرها :
أيا سادتي يا آل احمد حبكم امـوت عليه ثـم احـيا وانشـر
انا الحلبي الحائـري وليكم وضيفكم ، والضيف يحبى ويحبر
ادب الطف ـ الجزء الخامس50


وقصيدة ثالثة لشاعر اسمه محمد بن حنان وأولها :
يا زائر الطف بالاحزان والاسف لذ بالغريين والثم تربة النجف

ورابعة للشيخ عبد النبي المقابي جاء في أولها :
طال وجدي وزال عني رقادي لمصاب أذاب منـي فؤادي
بل وأوهى القوى وانحل جسمي وأمات الكرى وأحيا السهاد

وفي آخرها :
ان عبد النبي يا آل طه راجيا منكموا جزيل الايادي(1)

وخامسة للشيخ سعيد بن يوسف الجزيري البحراني أولها :
ربوع اصطباري دارسات دواثر ونيب التسلّي شاردات نوافر

وقال الشيخ الفقيه ناصر بن مسلم رواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في المنتخب المخطوط بخطه سنة 1076 .
مَـن لصـبٍّ مقـلقل الاحـشاءِ خدن شوق ولوعة وضناء
سـاهر الطـرف لا يلـذ بنـوم ناحـل جسمه قليل العزاء
سـاكبـا دمعـه اسـير غـرام ما لداء بقلـبه مـن دواء
واذا مـا تذكّـر السـبط أبـدى أنّةً بعد حسـرة صـعداء
يوم أضحى بعرصة الطف فرداً ووحيـداً بها بـغير حماء(2)


(1) اقول : لعل الشيخ عبد النبي بن الشيخ محمد بن سليمان المقابي البحراني الذي ترجم الشيخ صاحب أنوار البدرين ص 189 لحفيده الشيخ محمد بن علي بن عبد النبي . وذكره صاحب لؤلؤة البحرين ص 89 طبعة النجف .
(2) جاء شعره في مجموعة المرائي للشعراء القدماء . يقول البحاثة الشيخ اغا بزرك الطهراني الذريعة م 20 ص 103 .
رأيتهاعند الطهراني بسامراء ، كتابتها حدود سنة 1000 للهجرة .
ادب الطف ـ الجزء الخامس51


وللشيخ فرج بن محمد الاحسائي رحمه الله ، مطلعها :
مصاب كريم الآل رزءٌ معظّمُ يذيب قلوب المؤمنين ويؤلمُ
وللشيخ راشد بن سليمان الجزيري رحمه الله رواها الشيخ فخر الدين الطريحي في (المنتخب) وقال : هو اخو الشيخ ابراهيم مجتهد الزمان رحمه الله :
خليلي مـرّ ابـي عـلى أرض كـربلا نزور الامام الفاضل المتفضلا
سلــيل رســول الله وابـن وصـيه وسـيد شبـان الجنان المؤملا
حسين ابن بنت المصطفى خيرة الـورى وأكرم خلق الله طراً وأفضـلا
قـتـيـل بـنـي حـرب وآل امـيـة فديت القتيل المستظام المـجدّلا

الى أن يقول :
بنفسي نساء السبط يبكين حوله ظمايا حيارى حاسرات وثكّلا
بنفسي علي بن الحسين مـقيداً بقـيد ثقيل بالحـديد مكبـلا(1)

ولأبي الحسين بن ابي سعيد وفي بعض المخطوطات : الشيخ حسين البحراني ابن سعد(2) :
ايـها البـاكي المطيل بكـاه كلّـما آن صبـحه ومسـاه
ابك ما عشت للحسيـن بشجو لا ترد بالبكا الطـويل سواه
فهـو سبط الـنبي اكرم سبط فـاز عـبد بنـفسه واسـاه
يوم اضحى بكربلا بـين قوم جـدّلوه واظـهروا بغـضاه
وهـو يدعوهُم الى منهج الحق وهم في عمى الضلالة تاهوا
كتـبوا نحـوه يقـولون انـّا قد رضينا بكـل ما ترضناه


(1) ورواها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في منتخبه المخطوط بخطه سنة 1076 وفي مجموعة خطية كتبت سنة 1159 هـ في مكتبة المدرسة الشبرية .
(2) وفي منتخب الطريحي ص 455 .


السابق السابق الفهرس التالي التالي