ادب الطف ـ الجزء الخامس20


الحسين بن مساعد

قـلبي لطــول بعـادكـم يتفـطرُ ومـدامعي لفراقكم تتـقطّرُ
وإذا مـررت على مـعـاهـدكم ولا ألفي بها من بعدكم من يخبر
هاجت بـلابل خاطـري ووقفت في أرجائها ودمـوع عيني تهمر
غـدر الـزمان بـنا فـفرّق شـملنا والغـدر طبع فـيه لا يتغير
ردّوا الـركـاب لـعـلّ مَن يهواكم يومـاً بقربكم يفـوز ويظفر
قـد كـدتُ لـما غبتم عن نـاظري لأليـم هجركـم أموت وأقبر
لـكـن مـصاب محـمد فـي آلـه أنسى سـواه فـغيره لا يذكر
الـسـادة الأبـرار أنـوار الـهـدى قـومٌ مآثر فضلهـم لا تنكر
اهـل المـكارم والـفوائـد والـندى وبـذلك القرآن عنهـم يخبر
الحـافـظـون الشـرع الهادون من أمسى بنور هـداهُم يتـبصر
أفـهل سمـعت بهـل أتى لسـواهُم مـدحاً وذلك بـيّن لا ينـكر
فهـم النجاة لـمن غــدا متـمسكاً بهـم وهـم نورٌ لـمن يتحيّر
والـرجس أذهبـه المهـيمن عـنهم من فضله فتقدّسوا وتتطهّروا
كـم مـثل مـيكـال وحـق أبـيهم بهم يسـود وجبرئـيل يفخر
وكفـاهـم فـخراً بـأنّ أبـاهم الـ ـمتبتل المـزمـّل المدثـر
وبـه تشـرّفـت البسيطة واغتـدى ايوان كـسرى هـيبة يتفطّر


ادب الطف ـ الجزء الخامس21


مـولى تظلله الغـمامة سائراً وتقيه مـن حـرّ الهـجـير وتسـتر
وبكفه نطق الحصى ولكم غدت منـها الـمـياه فـضيلـة تتـفـجر
قـد كـنـتُ أهـوى ان أراك غدات يوم الطف حياً في البرية ينظر
لترى الحسين بكربلاء وقد غدا لقـتالـه الـجيـش اللــهام يُسـبّر
وغداالحسين يقول في أصحابه قـوموا لحرب عـدوكم واستبـشروا
مـن كل أشوس باسل لا ينثني مـن فـوق مـهر سابـق لا يـدبر
باعوا نفوسهم لأجل تجارة الـ أخـرى فـنعم جـزاؤهـم والـمتجر
جـادوا أمام إمامـهم بنـفائس مـن أنفـسٍ طهرت وطـاب العنصر
واستعذبوا مرّالحتوف وجاهدوا حـق الـجهاد وجـالـدوا وتـصبروا(1)


(1) كتاب ـ (مدينة الحسين) السيد محمد حسن كليدار ج 3 .
ادب الطف ـ الجزء الخامس22


عز الدين حسين بن مساعد



هو السيد النسابة من أجلّة العلماء وأكابر الفضلاء الشاعر الأديب حسين ابن مساعد بن الحسن بن مخزوم بن أبي القاسم ، هكذا ورد نسبه في آخر (عمدة الطالب) الذي نسخه بخطه وفرغ منه في 25 ربيع الثاني عام 893 هـ . وجدته في مكتبة المرحوم الشيخ عبد الرضا آل شيخ راضي في النجف حيث ذكر ابن مساعد في نسخته هذه بقوله :
«إني كتبتها عن نسخة مكتوبة بخط المؤلف عام 812 هـ وقبل وفاة السيد الداودي بـ 16 سنة» .
ثم كتب على نسخته هوامش في خلال سنين كما يظهر من تواريخ بعضها .
وجاء في بعض تلك الهوامش بيان اتصال نسب بعض من أدركهم من السادة المذكورين في ـ عمدة الطالب ـ مع بيان نسب بعض السادة الآخرين الذين تعرّف عليهم (ابن مساعد) في سفره الى سبزوار وسمنان من مدن ايران عندما كان متوجهاً في طريقه لزيارة الإمام الرضا (ع) عام 917 هـ ، ويقرأ ختمه : (الاحقر حسين بن مساعد الحائري) على كثير من المشجرات المخطوطة العائدة لبعض السادات العلويين ومنها مشجرة ـ آل دراج ـ نقباء كربلاء .
جاء في هامش (عمدة الطالب) المطبوع في ذكر العقب من عيسى بن يحيى بن الحسين «ذي الدمعة» ما نصه :
العقب من عيسى في ولده ابو الحسن علي ويقال لهم (بنو المهنا) وهو

ادب الطف ـ الجزء الخامس23


ابو الحسن علي بن محمد بن أحمد الناصر بن أبي صلت يحيى بن أبي العباس أحمد بن علي بن عيسى المذكور ـ كان له عقب بالحائر ولهم النقابة والبأس والشجاعة ، وعقبه محصور في ولده ـ أبي طاهر محمد الذي كان متوجهاً بالحائر والعقب منه في ولده (عيسى بن طاهر) ويعرفون بالحائر (بني عيسى) وباسمهم سمي قديماً طرفهم (محلة آل عيسى) في كربلاء ، والعقب منه في بني المقري أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عيسى بن طاهر المزبور ويقال لولده : (بنو المقري) وكلهم بالحائر .
والعقب من بني المقري في الحائر «بنو طوغان» منهم السيد بدر الدين حسن بن مخزوم بن أبي القاسم طوغان بن الحسين المقري ومنهم السيد الكامل الحافظ كمال الدين (حسين بن مساعد) واخوته عماد الدين وعبد الحق ومحمد اولاد السيد العالم المدرس إمام الحضرة الحسينية الحائرية شمس الدين محمد المعروف بـ «مساعد» بن حسن بن مخزوم بن أبي القاسم طوغان ووالده العلامة الفاضل النسابة المترجم (حسين بن مساعد الحائري) .
ثم يقول : اني ألحقت آل طوغان الذين هم من بني المقري عند كتابي لهذه المبسوطة في سنة 893 هـ تجسيداً لعهدهم والحمد لله تعالى وحده .
ولم يضبط مؤرخو الامامية تاريخ وفاة الإمام العلامة حسين بن مساعد الحائري .
إلا ان السماوي جاء في أرجوزته تاريخ وفاته نظماً كما يلي :
ثم الحسين بن مساعد الأبي وجامع الأخبار بعد النسب
الموسوي الحائري قد مضى لربه بها فارخـه قـضى

ويفهم من ذلك ان وفاته كانت في سنة 910 هـ .
وقال فيه صاحب الذريعة في تصانيف الشيعة :
كان حياً عام 917 هـ وهو من أجلّة العلماء وأكابر الفضلاء في عصره في

ادب الطف ـ الجزء الخامس24


كربلاء ، وكان شاعراً بليغاً له عدة تصانيف منها تحفة الأبرار في مناقب أبي الأئمة الأطهار ـ أخرجه من كتب (أهل السنة) وذكر أسماءها في آخر الكتاب وهو من مآخذ كتاب البحار للمجلسي .
ونقل عنه الكفعمي وقال في وصفه في ذيل حاشيته «المصباح» : هو السيد النجيب الحسيب عز الاسلام والمسلمين أبو الفضائل أسد الله ثم يقول كان بينا في المراسلات نظماً ونثراً .
وقال فيه صاحب ـ رياض العلماء ـ «هو السيد عز الدين الحسين بن مساعد وكان والده السيد مساعد عالماً فاضلاً ألف كتاب «بيدر الفلاح» ولكن لم يذكر اسمه في ذيل الكتاب إلا ان تلميذه الشيخ ابراهيم الكفعمي(1) كان عارفاً بشأنه وشأن والده ومطلعاً على تصانيفهما .
وكذلك يروي الكفعمي عن كتاب ـ بيدر الفلاح ـ قائلاً ان كتاب «بيدر الفلاح» من تصانيف والد العلامة حسين بن مساعد واتخذهما من مصادر تآليفه .
وللمترجم قصيدة مطولة قالها في مدح أهل البيت (ع) ورثاء الامام الحسين (ع) أولها :
(قلبي لطول بعادكم يتفطر) انتهى عن كتاب مدينة الحسين ج 3 ص 35 .
وفي أعيان الشيعة ترجم له السيد الأمين ترجمة واسعة تحت عنوان : السيد

(1) كانت وفاة الشيخ الكفعمي سنة تسعمائة للهجرة على الاكثر اما ابن مساعد بالرغم من انه أستاذ الكفعمي فان وفاته سنة العاشرة بعد التسعمائة ، فربما توهم البعض كيف يكون الاستاذ في القرن العاشر والتلميذ في القرن التاسع فكثيراً ما يموت التلميذ قبل أستاذه ، على أن بين الوفاتين عشر سنين فقط وقبر الشيخ الكفعمي بكربلاء المقدسة بمقبرة (العتيقة) تقع اليوم في جهة الطريق الذاهب الى (طويريج) وكان قبره مشيداً والى جنبه سابلة ماء ثم شيدت عليه مدرسة رسمية للاطفال ولم تزل .
ادب الطف ـ الجزء الخامس25


عز الدين حسين بن مساعد بن الحسن بن المخزوم بن أبي القاسم ابن عيسى الحسيني الحائري .
قال السيد في الأعيان ج 27 ص 271 : ومن شعره قوله في مدح أهل البيت ورثاء الحسين عليه السلام :
لطيّ قريضي في مديحكم نشرُ ومنثور شعري في علاكم له نشرُ

أقول والقصيدة جاري بها قصيدة الشيخ صالح العرندس المتوفى سنة 840 هـ ونذكر البيتين الأخيرين من قصيدة الحسين بن مساعد :
بني أحمد سيقت اليكم قصيدة مهذبة ألفاظـها الدرر الغرُّ
حسيـنية تزهـو بكم حائرية منزهة عما يعاب به الشعر

وترجم له المرحوم السيد عبد الرزاق كمونة في (منية الراغبين في طبقات النسابين) وذكر سلسلة نسبه الى عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد ابن الإمام علي زين العابدين (ع) وقال : كان له تضلّع في علم النسب ، وهو من أهل (عيناثا) من جبل عامل ثم انتقل هو واخوته : السيد عبد الحق والسيد زين العابدين الى العراق لطلب العلم ، وله تآليف منها (تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الاطهار) . اما والد المترجم له وهو السيد مساعد بن حسن بن محمد ولقبه شمس الدين ، ذكره ابنه السيد حسين في تعليقه على العمدة بقوله : السيد العالم المدرس إمام الحضرة الحسينية الحائرية . انتهى

ادب الطف ـ الجزء الخامس26


محمّد السُبعي

مشـيب تـولّى الشبـاب وأقبـلا نذير لمـن أمسى وأضحى مغفلا
ترى الناس منهم ظاعناً إثر ظاعن فظن سـواه الظـاعن المتـحملا
ترحـلّت الجـيران عنه إلى البلى وما رحـل الجيران إلا ليـرحلا
ولكنه لما مـضى العمر ضايعـا بكى عـمره الماضي فحنّ وأعولا
تذكّر ما أفـنى الـزمان شـبـابه فبات يـسحّ الدمع في الخد مسبلا
ولـم يبكِ من فقـد الشباب وإنـما بكى مـا جناه ضارعـاً متنصلا
تصرّمـت اللذات عـنه وخـلفت ذنوباً غـدا مـن أجلـها متوجلا
حنانيك يا من عاش خمـسين حجة وخمساً ولم يعدل عن الشر معدلا
وليس له فـي الخيـر مثـقال ذرة وكم ألف مثقال مـن الشر حصّلا
أعاتب نفسي فـي الخلاء ولـم يفد عتابي على ما فات في زمن خلا
فيا ليت أني قبل مـا قد جنت يدي على نفسها لاقـيت حـتفاً معجّلا
ويا ليت شعري هـل تفيد نـدامتي على ما به أمسى وأضـحى مثقّلا
عذيري من الدنيا الذي صار موجباً عـذاب إلهي عـاجلاً ومؤجـّلا
يدي قد جنت يا صاحبيّ على يدي ونفسي لنفسي جرّت العذل فاعذلا
ولا تعـذلا عيناً على عينها بـكت فطـرفي على طرفي جنا وتأملا
سأبكي على مـا فات مني نـدامة إذا الليل أرخى الستر منه وأسبلا


ادب الطف ـ الجزء الخامس27


سأبكي عـلى ذنبي وأوقـات غفـتلي وأبـكي قتيلاً بـالطفوف مجدّلا
سأبكي على مـا فـات مـني بعـبرة تجـود إذا جـاء المـحرّم مقبلا
حنيـني على ذاك القتـيل وحسـرتي عليه غـريباً في المهـامة والفلا
حنينـي على الملـقى ثلاثـاً معـفراً طريحـاً ذبيحاً بـالدمـاء مغسلا
سأبكي عـليه والمـذاكي بركـضهـا تكفـنه مـما أثـارتـه قسـطلا
سأبكي عليه وهـي من فوق صـدره ترضّ عظاماً أو تفصّل مفـصلا
سـأبكي على الحران قلباً من الظـما وقد منـعوه أن يـعلّ وينـهـلا
إلى أن قضى يا لهف نفسي على الذي قضى بغليل يشـبه الجمر مشعلا
سـأبكي عليه يـوم أضحى بكربـلا يكابد من أعـدائه الـكرب والبلا
وقـد أصبحـت أفراسـه وركـابـه وقـوفاً بهم لـم تنـبعث فتوجلا
فـقـال بأيّ الأرض تُعــرَف هـذه فقـالوا لـه هذي تسمى بكربـلا
فقال على إسم الله حطّـوا رحـالـكم فلـيس لنا أن نسـتقل ونرحـلا
ففـي هـذه مهـراق جـاري دمـائنا ومهراق دمـع الهاشمـيات ثكـلا
وفـي هـذه والله تضحـى رؤوسـنا مشهّـرة تعـلو مـن الخـطّ ذبلا
وفي هـذه والله تـسبى حـريمــنا وتضحى بأنواع العـذاب وتبـتلى
فلهفي على مضروبة الجسم وهـي من ضروب الأسى تبكي هماماً مبجلا
ولهـفي على أطـفالها في حجـورها تمجّ عقيب الثدي سهـماً ومنصلا
ولهـفي على الطـفل المفـارق أمـه ولهفي لها تبكي على الطفل مطفلا
* * *
أشيعة آل المصطفى مَن يكون لي عـوينا على رزء الشهيد مولولا
قـفا نبك من ذكرى حبيب محمد وخلوا لـذكراكـم حبـيباً ومنزلا
قفـوا نبك من تـذكاره ومصابه فـتذكاره ينسي الدخول فحوملا
وما أنس في شـيء تـقادم عهده ولا أنس زيـن العابديـن مكبلا


ادب الطف ـ الجزء الخامس28


سأبكي له وهـو العليل وفـي الحشا غلـيل بـبرد الـماء لن يتـبللا
سأبكي لبتنت السـبط فاطـم اذ غدت قـريحة جفـن وهي تبكيه معولا
تحنّ فيشـجـي كـل قــلب حنينها وتصرع من صمّ الصياخـد جندلا
تقول أبي أبكـيك يـا خير مَن مشى ومن ركب الطرف الجواد المحجلا
أبي يـا ثمـال الأرمـلات وكهـفها اذا عاينت خطباً من الدهر معضلا
أبي يا ربيـع المـجـدبيـن ومَن به يغاث من السقـيا اذا الناس أمحلا
أبي يـا غياث المـستغيثين والـذي غـدا لهم كنـزاً وذخراً ومـوئلا
أبي ان سلا المـشـتاق أو وجد العزا فـان فـؤادي بعد بعـدك ما سلا
سابـكي وتبكـيك العقايـد والنـهى سابكي وتبكيك المكـارم والعـلى
سأبـكي وتبكيك المـحاريب شجوها وقـد فقدت مفـروضها والـتنفلا
سأبـكي وتبكـيك المناجاة في الدجى سـأبكي ويـبكيك الكتاب مـرتّلا
سأبكيك إذ تـبـكي عليـك سكيـنة ومـدمعها كـالغيث جـاد وأسبلا
ونـادت ربـاب أمـتاه فــأقبـلت وقـد كضّها فقد الحسـين واثكلا
وقـالت لـها يا أمتـا ما لـوالـدي مضى مزمعاً عنا الرحيل إلى البلى
أنـاديه به يـا والـدي وهو لم يجب وقـد كان طلـقاً ضاحـكاً متهللا
أظـن أبي قـد حـال عما عهـدته وإلا فقـد أمسـى بـنا مـتـبدلا
ايـا أبتا قـد شتـت البـين شملـنا وجرّعنا في الكاس صبراً وحنظلا
ونـادى الـمنادي بـالرحيل فقرّبوا من الهـاشميات الـفواطم بـزلا
تسير ورأس السـبط يسـري أمامها كبدر الـدجا وافى السعود فأكملا
فلهفي لها عـن كـربلا قـد ترحّلت مخـلفـة أزكـى الأنـام وأنبـلا
ولهـفي لهـا بيـن العـراق وجلـق اذا (هوجلا) خلفـن قابلن (هوجلا)
ولهفي لها في أعـنف السير والسرى تـؤمّ زنـيما بـالشـئام مظـللا
ونادى برأس السبـط ينكـث ث غره وينـشد أشعـاراً بـها قـد تمثلا


ادب الطف ـ الجزء الخامس29


(نفلـق هامـا مـن رجـال أعـزة علينا وهـم كانوا) أحـق وأجملا
ألا فاعجبـوا مـن ناكث ثـغر سيدٍ له أحمـد يمسي ويضـحى مقبّلا
بني الوحي والتنزيل ومَن لي بمدحكم ومـدحكم في محكـم الذكر أنزلا
ولكـنني أرجـو شفاعـة جـدكـم لـما فقت فيه دعبلا ثم جـرولا
فهنيتموا بالـمدح من خالق الـورى فقد نلتم أعلـى محـلٍّ وأفـضلا
فسمـعاً مـن (السبعي) نظم غرايب يظل لديها أخطل الفحل أخطـلا
غـرايب يهواها (الكميت) و (دعبل) كما فيكم أهـو الكميت ودعـبلا
أجـاهـر فـيها بالـولاء مصرّحاً وبغضي لشانيكم مزجت به الولا
لقد سيط لحمي في هواكم وفي دمي وما قلّ منـي في عـدوكم القلا
عليكم سلام الله يا خـير مـن مشى ويا خير مـن لبّى وطافَ وهللا
فـما ارتضـي إلاكًـم لـي سـادة وأمـا سـواكـم فالبراءة والخلا(1)


(1) رواها الخاقاني في (شعراء الحلة) عن منتخب الطريحي وروى بعضها السيد الامين في الاعيان .
ادب الطف ـ الجزء الخامس30


محمد السبعي الحلي
المتوفى سنة 920 هـ

هو أبو أحمد بن عبد الله بن حسن بن علي بن محمد بن سبع بن سالم بن رفاعة السبعي البحراني الحلي الملقب بفخر الدين والمعروف بالسبعي . من شعراء القرن العاشر الهجري .
تفرد بذكره صاحب الحصون فقد ذكره في ج 9 ص 337 فقال : كان فاضلاً جامعاً ومصنفاً نافعاً وأديباً رائعاً وشاعراً بارعاً زار العتبات المقدسة وسكن الحلة لطلب العلم وكانت إذ اذك محط ركاب الأفاضل ومأوى العلماء الأماثل ومن شعره قصيدة طويلة التزم في أول البيت ذكر النبي (ص) وفي آخره ذكر الإمام علي ـ ع ـ منها :
أصخ واستمع يا طالب الرشد ما الذي به المصطفى قد خص والمرتضى علي
محـمـد مشـتق من الحـمد إسـمه ومشتـق من اسم المـعالي كـذا علي
محمـد قـد صفـاه ربي من الورى كـذلك صفّى مـن جمـيع الورى علي
محـمد محـمـود الـفـعال ممـجّد كـذلك عـال في مـراقي العـلى علي
محـمد السبع السمـوات قـد رقـى كـذاك بهـا في سـدرة المنتـهى علي
محـمد بالقـران قـد خـص هـكذا بمضـمونه قـد خص بيـن الملا علي
محـمد بالقـرآن قـد خـص هكـذا بمـضمونه قد خـص بـين الملا علي
محـمد يكـسى في غـد حلّة البـها كذا حـلة الـرضوان يكسى بهـا علي
محـمد شق الـبدر نصفـين معجزاً لـه وكـذاك الشـمس قـد ردّهـا علي
محـمد آخـى بين أصحابـه ولـم يواخي من الأصحاب شخصاً سوى علي
محمد صلى ربنا مـا سجى الـدجى عـليه وثـنى بالصلـوة علـى عـلي


ادب الطف ـ الجزء الخامس31


وله مراث كثيرة في الحسين عليه السلام . توفي عام 920 هـ بالحلة ودفن فيها . وذكر له الشيخ فخر الدين الطريحي في كتابه (المنتخب) قصيدته المتقدمة(1) قال السيد الأمين في الأعيان : وله قصيدة في رثاء الحسين عليه السلام أولها :
مصائب عاشورا أطلّت بها العشرُ تذكر بالأحزان ان نفع الذكر

وفي المجموع (الرائق) مخطوط السيد العطار قصيدة أولها :
بعيد الليالي بالوعيد قريب وشأن الفتى في الاغتراب عجيب

قال الشيخ القمي في الكنى والألقاب : السبعي هو الشيخ فخر الدين أحمد بن محمد بن عبد الله الاحسائي ينتهي نسبه إلى سبع بن سالم بن رفاعة فلهذا يقال له السبعي الرفاعي كان عالماً فاضلاً فقيهاً جليلاً من تلامذة ابن المتوج البحراني ذكره ابن أبي جمهور الاحسائي وصاحب رياض العلماء له شرح قواعد العلامة وشرح الألفية الشهيدية ومن شعره تخميس قصيدة الشيخ رجب البرسي في مدح أمير المؤمنين (ع) .
أقول ولعله هو ولد المترجم له . وجاء في (المنتخب) لمؤلفه الشيخ عبد الوهاب الطريحي والمخطوط بخطه سنة 1076 شعر كثير للشيخ علي ابن الشيخ حسن السبعي وكله في رثاء الحسين (ع) فأحببت الاشارة اليه ولا أعلم هل هو ممن يمت للمترجم له بصلة أو سبعي آخر .
قال : وقال الشيخ الفاضل الشيخ علي ابن الشيخ حسين السبعي عفى الله عنه :
عذلتي المعنّى حين أصبحت ساليه ولم تعلمي يا جارتي ما جرى ليه
حنانيك لا تلحي حنيني من الأسى وإن كنتِ ذا حـال منافٍ لحـاليه
ألم تعلمي ركن المعالي تضعضعت جوانب كانت منه في المجد عاليه


(1) شعراء الحلة للخاقاني ج 4 ص 450 .
ادب الطف ـ الجزء الخامس32


وأسخـن عيناً فـي الأحبة رزؤه عشية قـرّت عين قال وقاليه
ضحكن يغور الغبشميات إذ غدت أماقي عيون الهاشميات باكيه
وأبيـات أبنـاء الطليق عـوامر غداة غدت أبيات أحمد خاليه

والقصيدة طويلة ذكرها الشيخ عبد الوهاب الطريحي في (المنتخب) كتبه بخطه سنة 1076 .
وقال الشيخ علي السبعي يرثي ولده حسين ثم يرثي الحسين بن فاطمة عليها السلام .
قل للبـروق الساريات اللمع تعجل بسـوق الغـاديات الـهمّع
وتشق ذيـل الغاديات بملحدٍ تشفي الغليل بتـربـه المتـضوع
قبراً تضمـن فاضلاً متورعاً أكـرم به مـن فـاضـل متورّع
ولأن بخلتَ عليه إن مدامعي تهـمي على تلك الـربـوع الهمّع
أبكيك للـيل البهيم تـقـومه فـي القائمين الـساجدين الـركع
أبكيـك إذ تبكـي لآل محمد بفـؤاد حـران ومهـجة مـوجع
يعزز عليّ بأن أكون بمجمع أبكي الحسين وليس تحضر مجمع
أبكيك ثـم إذا ذكرت مصابه صار البكاء على عظـيم المصرع

والقصيدة 80 بيتاً .
وقال الشيخ علي السَبُعي :
ذكر القتيل بكربلا فتألما وبكى عليه بشجوه فترنما


ادب الطف ـ الجزء الخامس33


الشيخ محمّد البلاغي

يرثي الحسين عليه السلام

أمـن ذكر جيـراني بوادي الانـاعم وطيب ليالي عهـده المتقادم
ولذّة اعصار الصـبا إذ سرى الصبا يرنّح مياس الغصون النواعم
ومن نشر عرفان التصابي إذا صبت فأبدت اليك الغيد درّ المباسم


روى ذلك جعفر محبوبة في كتابه (ماضي النجف وحاضرها) الجزء الثاني وقال : رأيت في بعض مجاميع الرثاء القديمة قصيدة في رثاء الحسين للشيخ محمد البلاغي ، وهي تعد 51 بيتاً . عن مجموعة السيد جواد الفحام . انتهى
ادب الطف ـ الجزء الخامس34


جاء في كتاب (ماضي النجف وحاضرها) ج 2 ص 79 :
الشيخ محمد البلاغي من هذه الأسرة العلمية المعروفة بالعلم والورع والتقوى ولم نقف على ترجمة وافية للشاعر انما وجدنا لولده الشيخ محمد علي الذي جاء فيه انه من أقطاب العلم والفضل البارزين وهو مؤسس كيان هذه الأسرة .
كان فقيهاً متبحراً من علماء القرن العاشر ، ذكره حفيده الشيخ حسن ابن الشيخ عباس في كتابه (تنقيح المقال) فقال : محمد علي بن محمد البلاغي جدي رحمه الله ، وجه من وجوه علمائنا المجتهدين المتأخرين وفضلائنا المتبحرين ، ثقة عين ، صحيح الحديث واضح الطريقة ، نقي الكلام ، جيد التصانيف ، له تلامذة فضلاء أجلاء علماء ، وله كتب حسنة جيدة منها شرح أصول الكافي للكليني ، ومنها شرح ارشاد العلامة الحلي قدس سره وله حواشي على التهذيب والفقيه وحواشي على أصول المعالم وغيرها ، وكان من تلامذة الفاضل الورع العالم العامل محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي ، ومن تلامذة أحمد بن محمد الاردبيلي .
قال حفيده في تنقيح المقال : توفي في كربلاء على مشرفها أفضل التحية ودفن في الحضرة الشريفة وكان ذلك سنة 1000 .
وله ترجمة في أعلام العرب الجزء الثالث على غرار ما ذكرنا .
كما ترجم له السيد الأمين في الأعيان .

ادب الطف ـ الجزء الخامس35


السيد حسين الغريفي

سرى الظعن من قبل الوداع بأهلينا فهل بعد هذا اليوم يـرجى تـلاقيـنا
سرى عجـلاً لم يـدر مـا بقلوبنا مـن الوجد لـما حـان يـوم تنائينا
أيا حـادي العيـس المجـدّ برحله رويـداً رعـاك الله لملا تـراعيـنا
عسى وقـفة تطفي غليل صدورنا فنقضي قبل الموت بعـض أمانـينا
لعمرك مـا أبقى لنا الشوق مهـجة ولا بعد هـذا اليـوم يـرجى تسلّينا
فحسبك منا ما فـعلتَ وقـف بـنا على طـلل قـد طاب فيـها تناجينا
ورفقاً بـنا فالبـين أضنى جسومنا لك الخير واسمع صوت دعوة داعينا
لنا مـع حمام الايـك نـوح مـتيم ولـوعـة محـزون ولـوعة شاكينا
فان كنت ممن يدعي الحزن رجّعي بشجـو وفي فـرط الكأبـة سـاوينا
ولا تلبسي طـوقاً ولا تخضبي يداً ونوحـي اذا طـاب النعاء لنا عـينا
فكـم ليـد البرحاء فيـنا رزيـة بها من عظـيم الحزن شابت نواصينا
ولا مثل رزء أثـكل الدين والعلى وأضحـت عليه سادة الـخلق باكينا
مـصاب سليل المصطفى ووصيه وفـاطـمـة الغـرّ الهداة المـيامينا
فلـهفي لمقـتول بعرصـة كربلا لـدى فـتية ظلماً على الشط ضامينا
أيفرح قـلب والحسيـن بكـربلا على الأرض مقـتول ونيف وسبعينا

وفي آخرها :
ألا فاشفعوا يا سادتي في سليلكم إذا نصب الله الجليل الموازينا


السابق السابق الفهرس التالي التالي