ابـن غاز غزا وجاهـد قومـاً |
|
أثخنوا في العـراق والمشرقين |
ظـاهراً غـالباً ومـات شهيداً |
|
بعـد صبر عـليهم عـاميـن |
لم يشنه ان طيـف بالراس منه |
|
فلـه أسـوة بـرأس الحـسين |
وافق السبط في الشهادة والحمل |
|
لقـد حـاز أجـره مـرتـين |
جمع الله حسن زين الشهـيدين |
|
على فتـح تـيـنك القلعـتين |
ثم واروا في مشهد الرأس ذاك |
|
الرأس فاستعجبوا مـن الحالين |
وارتجوا انه يجيء لـدى البعث |
|
رفيـق الحسيـن فـي الجنتين |
أعدلك يـا هــذا الـزمان مـحـرمُ |
|
أم الجور مفـروض عليك محتم |
أم أنت مــلـوم والجـدود لئـيمـة |
|
فلم ترع إلا لـلـذي هـو ألـوم |
فشـأنـك تعـظـيم الأراذل دائـمـاً |
|
وعرنين أربـاب الفصاحة ترغم |
اذا زاد فـضل المرء زاد امتـحانـه |
|
وترعى لمن لا فضل فيه وترحم |
اذا اجتمع المعروف والديـن والـتقى |
|
لشخص رماه الدهر وهو مصمم |
وذاك لأن الـدين والـعلم والــندى |
|
له معـدن أهـلوه يؤخذ عنهموا |
فمـعـدنـه آل الـني محــمــد |
|
وخيرهـم صـنو النبي المعظـم |
فـأقـبلت الــدنيا الـيه بــزيـنةٍ |
|
وألقت اليـه نفسها وهـي تبـسم |
فـأعـرض عنـها كـارهـاً لنعيمها |
|
وقابـلها منه الطـلاق المـحرّم |
فمـالت الى أهـل الـرذائـل والخنا |
|
وأومت اليهم أيهـا القوم اقـدموا |
فشــنوا بها الغـارات من كل جانب |
|
وخصّـو بها آل النـبي وصمموا |
أزالوهـم بالقهر عـن ارث جـدهـم |
|
عناداً وما شاؤا أحـلّوا وحرّمـوا |
وأعظم مـن كـل الـرزايـا رزيـة |
|
مصارع يوم الـطف أدهى وأعظم |
فما أحـدث الأيام مـن يـوم أنشئت |
|
ولا حـادث فيـها الى يـوم تعدم |
بـأعـظم منـها في الـزمان رزيّـة |
|
يقـام لها حتى القيـامـة مـأتـم |
ولم أنس سبط المصطفى وهو ضامئ |
|
يذاد عـن الـماء الـمباح ويحرم |
تمـوت عــطاشاً آل بـيت محـمد |
|
ويشرب هـذا الماء تـرك وديـلم |
أهذا الـذي أوصى بـه سيد الـورى |
|
ألم تسمعوا أم ليس في القوم مسلم |
سيجــمعُنا يـوم القـيامـة محـشر |
|
واقـبل فـيه شـاكيـاً أتظـلّـم |
فخصـمكم فـيـه الـنـبي وحيـدر |
|
وفاطـمة ، والسجن فـيه جهـنم |
فـمالـوا علـيه بالسـيوف وبـالقنا |
|
فبارزهـم وهو الهـزبر الغشمشم |
وحـكـّم فيهـم سمهريـاً مـقـوّماً |
|
وأبيـض لا ينـبـو ولا يتـثلـّم |
وصـال عليـهم صولة عـلـويـة |
|
فكانوا كضأل صـان فيهنّ ضيغم |
فنادى ابـن سعد بالرمـاة ألا اقصدوا |
|
اليـه جمـيعاً بالسـهام ويمـموا |
ففـوق كـل سهـمه وهـو مغـرق |
|
من النزع نحو السبط وهو مصممُ |
فخـرّ صريعاً فـي التـراب معـفراً |
|
يعالج نزع السـهم والسهم محكم |
ويـأخذ مـن فـيض الـوريد بـكفه |
|
ويـرمي به نحـو السما يتظـلّم |
فنادى ابن سعـد مَـن يجيء بـرأسه |
|
فسـار الـيه الشـمر لا يتـبرّم |
وبـادر ينـعاه الحـصان مسـارعاً |
|
الى خـيم النسـوان وهو يحمحم |
فلـما رأيـن المهر والـسرج خالـياً |
|
خرجن وكل حـاسر وهـي تلطم |
ونـاديـن هـذا اليـوم مـات محمد |
|
ومـات عليٌ والـزكي وفـاطم |
فـهـذا الـذي كنا نعـيش بـظلّـه |
|
يلـوذ بـه طـفل رضيعٌ وأيـّم |
فـيا لك مـن يـوم بـه الكفر ناطق |
|
ودين الهـدى أعمى أصـم وأبكم |
لقـد طبـّق الآفاق شرقاً ومـغرباً |
|
فـلا ينـجـلي آنـاً ولا يتقــطـع |
وأمطر فـي كل البلاد صواعـقاً |
|
وهـبت لـه ريـح مـن الشر زعزع |
منازل أهـل الجور في كـل بلدة |
|
عمار وأهــل العـدل فـي تلك بلقع |
يقولون في أرض العراق مشعشع |
|
وهـل بقـعة إلا وفـيهـا مشـعشع |
وأعـظم مـن كل الرزايا رزيـة |
|
مصارع يـوم الـطـف أدهى وأشنع |
فما انـس لا أنس الحسين ورهطه |
|
وعتـرته بالطـف ظـلـماً تصـرع |
ولم أنسه والشمر من فوق رأسـه |
|
يهـشم صدراً وهــو للعـلم مجـمع |
ولم أنس مظـلوماً ذبيحاً من القفا |
|
وقد كان نـور الله فـي الأرض يلمع |
يقبلـه الـهـادي الـنبي بنـحره |
|
ومـوضـع تـقـبيل النـبي يقـطع |
إذا حزّ عضـواً مـنه نادى بجدّه |
|
وشـمر عـلى تصمـيمه ليس يرجع |
تـزلزلت بأفلاك من كـل جانب |
|
تكاد السـما تنـقض والأرض تـقلع |
وضجـت بأفلاك السما وتناوحت |
|
طيـور الفلا والـوحش والجن أجمع |
وترفـع صوتاً أم كـلثوم بـالبكا |
|
وتشـكو الـى الله العـلي وتـضرع |
وتـندب من عظم الرزية جدهـا |
|
فـلو جـدنـا يـرنـو إلينا ويسمـع |
أيـا جدنـا نشكـو إلـيك أمـية |
|
فقـد بالغـوا فـي ظلـمنا وتبـدعوا |
أيا جدنـا لو أن رأيت مصابـنا |
|
لكنت تـرى أمـراً له الصخر يصدع |
أيا جـدنا هـذا الحسين معـفراً |
|
عـلى التـرب محزوز الوريد مقطع |
فجثمـانه تحـت الخيول ورأسه |
|
عنـاداً بـأطـراف الأسـنة يـرفع |
أيا جدنا لـم يتركوا مـن رجالنا |
|
كبيراً ولا طـفلاً على الـثدي يرضع |
أيا جـدنـا لـم يتركوا لنـسائنا |
|
خماراً ولا ثـوبـاً ولـم يبـق برقع |
أيا جدنا سـرنا سبـايا حواسراً |
|
كأنّا سبايا الـروم بـل نحن أوضـع |
أيا جـدنـا لـو ان تـرانا أذلة |
|
أسـارى الى أعـدائـنا نـتضـرع |
أيا جـدنا زيـن العـباد مـكبّل |
|
علـيل سـقـم مـدنـف مـتوجـع |
فما فعـلت عـاد كفـعل أمـية |
|
ولكـنهـم آثـار قـوم تـتبـع |
فما قـتل السبط الشـهيد ورهطه |
|
سوى عصبة يوم السقيفة أجمعوا |
ومـا ذاك إلا سامـري وعجـله |
|
أهم أصلّوا للظلم والقـوم فرعوا |
ألا لـعن الله الـذيـن تـوازروا |
|
على ظلم آل المصطفى وتجمعوا |
أيا سادتـي يـا آل بيت محـمد |
|
بكـم مفـلح مستـعصم متـمنع |
وانتم مـلاذي عند كـل كريـهة |
|
وأنـتم لـه حصن منيع ومفـزع |
اذا كنتم دُرعي ورمحي ومنصلي |
|
فـلا اختشي بـأساً ولا أتـروع |
بكم أتقـى هول المهمات في الدنا |
|
وأهوال روعـات القيامـة أدفـع |
فـدونكمـوها من محب ومبغض |
|
لـه كبد حـرّى وقـلب مفـجع |
ولا طاقتـي إلا المدائـح والهجا |
|
ولـيس بهـذا علة القـلب تنـقع |
الا ساعـة فـيها أجـرد صارماً |
|
وأضرب هام القوم حتى يصرعوا |
فحيـنئذ يشفى الفـؤاد وحـزنه |
|
مقيم ولو لم يـبق للقوم مـوضع |
أيا سادتـي يـا آل بـيت محمد |
|
ويا من بـهم يعـطي الإله ويمنع |
ألا فـاقبلوا من عبدكـم ومحبكم |
|
قليلاً فإن الـحر يـرضى ويقنع |
فإن كان تقـصير بـما قـدأتيته |
|
فساحتة عذري يا مـوالي مـهيع |
فـلست بقـوال ولست بشاعـر |
|
ولـكنّ مـن فـرط الأسى أتـولع(1) |