أدب الطف ـ الجزء الثالث 218


وأجـعل خـوص أفكـاري حلياً فأغبطه ، وكم طوق كـغل
وأغدو ـ من غنى نفسي ـ غنياً عن الدنيا ، ولي حال المقل
ولا أرضـى اللئيـم لكشف ضر ولـو أسلمت للموت المذل
وكـم ضحـك كتمت به دموعاً ليسلم عنده سري وعقلـي

وقوله:
علمي بسـابقــة المقسـوم الزمني صبري وصمتي ، فلم أحرص ولم أسل
لو نيل بالقول مطلوب ، لما حرم الـ ـكليم موسى ، وكــان الحـظ للجبل
وحكمة العقل إن عزت وان شرفت جـهـالة عنـد حـكم الرزق والأجل

وقوله:
إن شارك الادوان أهل العلى والمجد في تسميــة باللسـان
فمـا علـى أهل العلى سبة إن بخـور العود بعض الدخان
صاحب أخا الشر لتسطو به يوماً على بعض شـرار الزمان
والرمـح لا يـرهب أنبوبه إلا إذا ركـب فــيـه السنان
إصبر على الشدة نحو العلى فكل قاص عند ذي الصبر دان
ما لقي الضامر من جوعه حــوى له السبق بيوم الرهان
أشجع وجد تحـظ بفخريهما فـكل مـا قـد قـدر الله كان
لـو نـفع البخل وذل الفتى ما افتـقر الكـز ومات الجبان


(1) الكز ، اليابس المنقبض وقرأها بعضهم الكنز.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 219

ابن العودي

بفنا الغري وفي عراص العلقمي تمحى الذنوب عن المسيء المجرم
قبـران : قـبر للوصي وآخـر فيـه الحسيـن فـعج عليه وسلم
هذا قتيل بالطفــوف على ظماً وأبوه في كوفـان ضـرج بالدم
وإذا دعا داعي الحجيـج بـمكة فإليهما قصـد التـقي الـمسلـم
فاقصـدهـما وقل السلام عليكما وعـلى الأئـمة والنبـي الأكرم
أنتـم بنـو طـه وقاف والضحى وبنو تبــارك والكتـاب المحكم
وبنو الأباطح والمحصب والصفا والركـن والبيت الـعتيق وزمزم
بكـم الـنجاة مـن الجحيم وأنتم خيـر الـبريــة من سلالة آدم
أنتـم مصابيح الدجى لمن اهتدى والعــروة الوثقى التي لم تفصم
وإليكـم قـصـد الــولي وأنتم أنصاره في كـل خـطب مـؤلم
بكم يفـوز غـداً إذا ما أضرمت في الحشـر للعـاصين نار جهنم
من مثلكم في العـالمين وعنـدكم علم الكتاب وعلم مـا لـم يعلـم
جبريـل خـادمكـم وخادم جدكم ولـغيركــم فيما مضى لم يخدم
أبنـي رسـول الله إن أبـاكــم من دوحة فيهــا النبـوة ينتمـي
آخـاه مـن دون البـرية أحمـد واختصه بالأمـر لـو لـم يظلـم
نـص الـولايـة والخـلافة بعده يوم الغديـر لـه بـرغـم اللـوم
ودعـا لـه الـهـادي وقال ملبياً يـا رب قـد بـلغت فاشهد واعلم


أدب الطف ـ الجزء الثالث 220


حتى اذا مر الزمان وأصبحـوا مثل الذباب يلوب حول المطعم
طلبـوا ثؤرهـم ببدر فاقتضوا بالطف ثارهــم بحد المخـذم
غصبـوا عليـاً حـقه وتحكموا ظلمـا بـدين الله أي تحــكم
نبذوا كتاب الله خلـف ظهورهم ثم استـحلوا منـه كل مـحرم
واتـوا علـى آل النبـي بالكبد حـرى وحقـد بعـد لم يتصرم
بـئس الـجزاء جزوه في أولاده تـالله مـا هذي فــعائل مسلم
* * *
يـا لائمي في حـب آل مـحمد أقصر هبلت عن الملأمة أو لم
كيـف النجـاة لمن علي خصمه يـوم القيامـة بين أهل الموسم
وهو الدليل الى الحقايق عارضت فيها الشكوك من الضلال المظلم
واختـاره المختـار دون صحابه صنـواً وزوجـه الآله بفـاطم
سل عنه في بـدر وسل في خيبر والخـيل تعثـر بالقنـا المتحطم
يـا مـن يجـادل في علي عاندا هـذي المناقب فـاستمـع وتقدم
هـم آل يـاسين الذيـن بـحبهم نرجو النجاة من السعير المضرم
لـولاهـم مـا كان يعرف عاندا لله بـالديـن الحنيـف القيــم
لهـم الشفـاعة في غـد واليـهم في الحشر كشف ظلامة المتظلم
مــولاكم الـعودي يرجو في غد بكـم الثـواب مـن الآله المنعم


أدب الطف ـ الجزء الثالث 221


ابن العودي اسماعيل بن الحسين العودي العاملي المعروف بشهاب الدين ابن شرف الدين.
قال الشيخ محمد السماوي في (الطليعة) كان فاضلاً متضلعاً في العلم والفضل الجم ، وكان أديباً شاعراً. دخل العراق وزار المشاهد وحضر على علماء الحلة ثم رجع الى بلدة جزين من بلاد عاملة وله نظم الياقوت ، ارجوزة نظم بها الياقوت لابن نوبخت في علم الكلام وله شعر كثير أورده معاصره ابن شهراشوب في مناقبه. توفي في بلده سنة 580 ثمانين بعد الخمسمائة وله ذرية بها. وقد أورد هذه القصيدة بتمامها السيد العالم الكامل المحدث العابد السيد هبة الله ابن ابي محمد الحسن الموسوي رحمه الله في كتابه (المجموع الرائق) الذي ألف سنة 703 (1)
أما السيد الأمين رحمه الله فقد نسب هذه القصيدة الى الشيخ بها الدين فقال: الشيخ بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي العاملي الجزيني. كان حياً سنة 975.
قرأ على الشهيد الثاني من عاشر ربيع الأول سنة 945 الى أن سافر الى خراسان عاشر ذي القعدة سنة 962.
والمعروف أنه هو المدفون فوق قرية (كفركلا) في جبل عامل وعليه قبة في مكان نزه مشرف عال والناس يسمونه (العويذي) والصحيح العودي. له شعر في رثاء استاذه الشهيد الثاني.

(1) عن الشذور الذهبية مخطوط السيد صادق بحر العلوم ص 225.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 222


ابن التعاويدي

أرقـت للمـع بـرق حاجري تألق كاليماني الـمشرفـي(1)
أضاء لنا الاجــارع مسبطراً سناه وعاد كالنبض الخفي
كـأن ومـيضه لـمع الثنـايا اذا ابتسمت ورقراق الحلي
فاذكرنـي وجـوه الغيد بيضاً سوالفها ولـم أك بـالنسي
أتيـه صبـابـة وتتيـه حسنا فويل للشجي مـن الـخلي
وعصر خلاعـة أحـمدت فيه شبابي صحبة العيش الرخي
وليلـى بعدما مـطلت ديـوني وقد حالت عن العهد الوفي
منعمة شقيت بـها ولـولا الـ ـهوى ما كنت ذا بال شقي
تزيـد الـقلب بلـبالا ووجـداً اذا نظـرت بـطرف بابلي
إذا استشفيتها وجـدي رمتنـي بداء من لـواحظهـا دوي
ولولا حبهـا لـم يصـب قلبي سنا برق تـألق فـي دجي
أجاب وقد دعاني الشوق دمعي وقدماً كنت ذا دمـع عصي
وقفت على الديار فما اصاخت معـالمها لمحـزون بـكي
أروي تربـها الصادي كـأني نزحت الدمع فيها مـن ركي
ولـو أكرمت دمعك يا شؤوني بكيت علـى الامام الفـاطمي


(1) عن الديوان المطبوع بمطبعة المقتطف بمصر سنة 1903 م وذكرها صاحب نسمة السحر.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 223

علـى المـقتـول ظـمآناً فـجودي على الظمآن بـالدمع الروي
على نـجم الهدى السناري وبحر الـ ـعلوم وذروة الشرف العلي
على الحـامي بـأطـراف الـعوالي حمى الاسلام والبطل الكمي
على الباع الـرحيـب اذا ألـمـت يد الازمات والكـف السخي
علـى أنـدى الانـام يـدا ووجهـاً وأرجحهم وقـاراً في الندي
وخـيـر العـالميــن أبـاً وامـاً وأطهرهم ثـرى عرق زكي
فـما دفعـوه عـن حسـب كـريم ولا ذادوه عـن خلق رضي
لئـن دفـعـوه ظلماً عن حقوق الـ ـخلافة بالـوشيج السمهري
لقـد فصمــوا عرى الاسلام عودا وبـدأ في الحسين وفي علي
ويـوم الـطـف قـام لـيوم بـدر بـأخـذ الثأر مـن آل النبي
فـثنـوا بـالامـام أما كـفاهــم ضلالاً ما جنوه على الوصي
رمــوه عـن قـلـوب قـاسيات بـأطراف الاسنـة والقسـي
وأسـرى مـقدمـاً عـمر بن سعد الـيه بـكل شـيطان غـوي
سفوك للـدمـاء علـى انتهاك الـ ـمحارم جـد مقـدام جـري
أتاه بـمحنقـين تجيـش غــيظاً صـدورهـم بجـيش كالآتي
أطـافوا مـحدقين بـه وعـاجـوا علـيه بكل طـرف أعـوجي
وكـل مثـقـف لــدن وعـضب سـريحـي ودرع سـابـري
فـأنحـوا بـالصـوارم مشرعـات عـلى البر التـقي ابن التـقي
وجـوه الـنار مظــلـمة أكبـت على الوجـه الهـلالي الوضي
فيا لك مـن إمـام ضر جـوه الـد مَ الـقاني بخـرصان الـقـُني
بـكـته الارض إجــلالاً وحـزناً لـمصـرعه وأمـلاك السمـي
وغـودرت الخيام بغيــر حــام ينـاضـل دونـهن ولا ولــي
فـما عطف البغـاة على الفتاة الـ ـحصان ولا على الطفل الصبي
ولا بــذلـوا لخـائـفـة أمـانـاً ولا سمـحـوا لظــمآن بـري


أدب الطف ـ الجزء الثالث 224


ولا سفـروا لـثاماً عـن حيـاء ولا كـرم ولا أنـف حـمي
وساقـوا ذود أهـل الحـق ظلماً وعـدواناً إلى الـورد الـوبي
تذودهـم الرمـاح كما تـذاد الر كـاب عـن الموارد بالعصي
وساروا بـالكـرائم مـن قـريش سبايـا فـوق أكـوار المطي
فـيا لله يـوم نـعــوه مــاذا وعى سمع الرسول ان النعـي
ولو رام الحيـاة سعـى اليـهـا بعـزمته نجـاء الـمضرحي(1)
ولكـنم المنية تـحت ظـل الـر قـاق البيـض أجـدر بالأبي
فيا عصب الضلالة كيـف جرتم عـناداً عن صـراطكم السوي
وكيف عـدلتم مـولود حجر النـ ـبوة بالغـوي ابـن الغـوي
فـألقيـتم ـ وعهـدكم قريب ـ وراء ظهـوركم عـهـد النبي
وأخفـيتم نـفـاقـكـم إلـى أن وثبتـم وثبة الليـث الـضري
وأبـديـتم حقـودكـم وعـدتـم الـى الديـن القـديـم الجاهلي
ولولا الضغن ما ملتم على ذي الـ ـقـرابـة للـبعيـد الأجنـبي
كفى حـرباً ضمـانكم لقتـل الـ ـحسين جوائـز الرفـد السني
وبـيعكـم لاخـراكـم سـفاهـا بـمنزور مـن الدنيـا بـلـي
وحسبكـم غـداً بـأبيـه خصمـاً اذا عـرف السقيم مـن البري
صـليتـم حـربه بـغيـاً فـانتم لنـار الله أولـى بـالـصـلي
وحــرمـتـم عـليه الـماء لؤما وإقبـالا عـلى الخـلق الدنـي
وأوردتـم جــيـادكـم واظـمأ تمـوه شربتـم غـيـر الهـني
وفـي صـفيـن عـاندتـم أبـاه وأعـرضتـم عـن الحق الجلي
وخـادعـتـم إمامـكـم خداعـاً أتيـتم فـيه بـالأمـر الفـري
إماما كـان يـنصف فـي القضايا ويـأخـذ للضعيـف من القوي
فأنكرتـم حـديث الشمـس ردت لـه وطـويتـم خـبر الطـوي

(1) الضرحي ، النسر الطويل الجناح.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 225


فجـوزيـتم لبغـضكم عـلـياً عذاب الخلد في الدرك القصي
سأهـدي للأئـمة مـن سلامي وغـر مدئحي أزكى هـدي
سـلامـاً اتبع الـوسمـي منه عـلى تلك المشاهد بالـولي
واكسو عـاتـق الأيـام مـنها حبائر كـالرداء العـبقـري
حسـانـا لا اريـد بـهـن إلا مسـاءة كل بـاغ خـارجي
يضـوع لها اذا نشرت أريـج كنـشر لطائم المسك الـذكي
كأنفـاس النسيـم سـرى بليلا بهـن ذوائب الورد الـجـني
لطـيـبة والبقـيع وكـربـلاء وسـامراء تغـدو والـغري
وزوراء العراق وأرض طـوس سقاها الغيث مـن بلد قصي
فحيا الله مـن وارتـه تلك الـ ـقباب البيض مـن حبر نقي
وأسبل صـوب رحمـته دراكا عليها بالغــدو وبـالعشـي
فـذخـري للمـعاد ولاء قـوم بهم عـرف السعيد من الشقي
كـفاني علمـهـم أني مـعـاد عـدوهـم مـوال للـولـي


أدب الطف ـ الجزء الثالث 226


ابن التعاويذي (1).
ابو الفتح محمد بن عبيد الله بن عبدالله الكاتب الشاعر المشهور.
قال الشيخ القمي في الكنى: أورده بعض علمائنا في رجال الشيعة ، ونقل عن نسمة السحر قال: انه من كبار الشيعة وذكر قصيدته في رثاء الحسين وأبياته المرسلة الى ابن المختار نقيب مشهد الكوفة التي فيها التصريح بتشيعه ، كان كاتباً بديوان المقاطعات ببغداد. توفي بغداد سنة 584. انتهى
وكذا ذكر الشيخ الأميني في (الغدير) وفي أعيان الشيعة قال: هو المعروف بسبط ابن التعاويذي. ولد عشر رجب 519 وتوفي ثاني شوال عام 553 ببغداد ودفن بباب ابرز وكان قد جمع ديوانه بنفسه قبل أن يعمى بصره ومن شعره الذي رواه صاحب نسمة السحر قصيدته التي أولها: ارقت للمع برق حاجري. وفي تذكرة شرف الدين موسى: سبط ابن التعاويذي كان شاعر وقته لم يكن فيه مثله ، جمع شعره جزالة الالفاظ وعذوبتها ودقة المعاني ورقتها ، وقال جرجي زيدان في آداب اللغة ج3 ص 24.
ابن التعاويذي هو أبو الفتح محمد بن عبدالله ويعرف ايضاً بسبط التعاويذي لأنه سبط تعاويذي آخر من أجداده اسمه المبارك نسب اليه لأنه كفله صغيراً فنشأ في حجره. وكان شاعر وقته ويعتقد ابن خلكان انه لم يكن قبله بمئتي سنة من يضاهيه. عمي في آخر عمره وله في عماه أشعار يرثي.

(1) التعاويذي نسبة الى كتبة التعاويذ وهي الحروز ، ولعل أباه كان يرقي ويكتب التعاويذ.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 227


بها عليه ويندب شبابه. جمع ديوانه بنفسه قبل العمى وصدره بخطبة ورتبة على أربعة فصول وكل ما جد بعد ذلك سماه الزيادات. طبع هذا الديوان بمصر سنة 1904 مضبوطاً بالشكل الكامل بعناية الاستاذ مرجليوث وقد ذيله بفهرس أبجدي مفيد وصدره باسماء الكتب التي جاء فيها شيء من شعر ابن التعاويذي. وهو كثير الكوى في أشعاره.
ولما عمي كان باسمه راتب في الديوان ، فالتمس أن ينقل باسم أولاده فلما نقل كتب الى الامام الناصر لدين الله هذه الابيات يسأله أن يحدد له راتباً مدة حياته وهي:
خـليـفة الله انـت بـالديـن والـ ـدنيا وأمـر الاسـلام مضـطلع
انــت لمـا سنـه الأئـمـة أعـ ـلام الهـدى مـقتـف ومتـبـع
قد عُـدم العُـدم في زمانـك و الـ ـجور معاً والخـلاف والـبـدع
فالنـاس في الشرع والسيـاسة والـ احسـان و العـدل كلهـم شـرع
يـا ملكـا يـردع الحـوادث و الـ ايـام عـن ظـلمهـا فـترتـدع
و مـن لـه أنـعـم مـكـــررة لنـا مصـيف مـنها ومـرتبـع
أرضي قــد أجـدبت ولـيس لمن أجـدب يـومـاً سواك مـنتـجع
ولـي عـيــال لا در درهـــم قـد أكلـوا دهرهـم ومـا شبعوا
لــو وسمـوني وسم العبيد وبـا عوني بسوق الاعـراب ما قنعوا
اذا رأونـي ذا ثــروة جلســوا حـولي ومـالوا الي واجتـمعوا
وطالمـا قطعوا حبالـي إعـراضاً اذا لـم تـكـن مـعي قـطـع
يمـشون حــولي شتى كـأنـهم عقـارب كـلمـا سعـوا لسعوا
فمنـهم الطفل والمـراهـق والـ ـرضيع يحبو والكـهل واليـفع
لا قــارح مـنـهـم أؤمـل أن يـنـالـني خـيـره ولا جـذع
لهــم حلوق تفضـي الى معــد تحـمل في الاكـل فوق ما تسع


أدب الطف ـ الجزء الثالث 228


مـن كـل رحب المعاء أجـوفه خـاوي الحشـا لا يمسه الشبع
لا يحسن المضـع فهو يترك في فيـه بــلا كلفـة ويبتلــع
ولي حديث يلهـو ويعجـب من يــوسـع لي خلقـه فيستمع
نـقلـت رسمي جـهلاً الى ولد لسـت بهــم ما حييت أنتفع
نظـرت فـي نـفعهـم وما أنا في اجتلاب نفع الاولاد مبتدع
وقـلـت هـذا بعدي يكون لكم فما أطاعوا أمري ولا سمعوا
واختلسوه منـي فـما تــركوا عيني عـليـه ولا يـدي تقع
فبئس والله ما صنعت فاضررت بنفـسي وبئس مـا صنعـوا
فان أردتم أمراً يزول به الخصام مـن بـيـنـنا ويـرتـفـع
فاستانفـوا لي رسماً أعود على ضـنك معاشي بـه فيتـسع
وإن زعمـتم أني أتيـت بـها خـديعـة فالكريـم ينخـدع
حاشا لـرسم الكريم ينسخ مـن نسـخ دواوينـكم فينـقطـع
فوقعـوا لي بـما سألـت فقد أطمعت نفسي واستحكم الطمع
ولا تطيلوا معـي فلست ولـو دفعـتموني بـالراح أنـدفع
وحلـفوني ان لا تعـود يـدي تـرفـع في نقله ولا تـضع

فما ألطف ما توصل به الى بلوغ مقصوده بهذه الابيات التي لو مرت بالجماد لاستمالته وعطفته فانعم عليه أميرالمؤمنين بالراتب.
وسمع منشداً ينشد قول الصابي:
والعمر مثل الكأس ير سب في أواخره القذا

فقال:
فمن شبه العمر كأساً يقر قـذاه ويرسـب في أسفلـه
فإني رأيت الـقذا طائفاً على صفحة الكأس في أوله


أدب الطف ـ الجزء الثالث 229


وقال من قصيدة يندب فيها بصره وأولها:
أترى تعود لنا كما سلفت ليالي الابرقين

ومنها:
حالان مستني الحوا دث منهـما بفجـيعتيـن
إظلام عين في ضيا ء مشيب رأس سر مدين
صـبح وإمساء معاً لا خلفة فاعـجب لـذين
قـد رحت في الدنيا من السراء صفر الراحتين
أسـوان لا حي ولا ميـت كهـمزة بـين بين

ويقول فيها:
فأناخ في آل الرسول مجـاهـراً بـرزيتيـن
بـدأ بـرزء في أبي حسن وعوداً في الحسين
الطيبين الطاهـريـن الـخيريـن الـفاضلين
الـمدليين إلى النبـي مـحمــد بقرابتـيـن

وقال يهجو حمامياً:
وجه يحيى بن بختيار إذا فكرت فيه من سائر الأنحاء
مثل حمامه المشوم سواء مظلم بـارد قليـل المــاء

وقال:
لميمون وجه يسوء العيون منظره الأسود الحالك
وحمامـه مـظلـم بـارد يضل بأرجائه السالك
وهـب أن حـمامه جنـة أليس على بابه مالك


أدب الطف ـ الجزء الثالث 230


وقال ابن التعاويذي من قصيدة يعاتب فخر الدين محمد بن المختار نقيب مشهد الكوفة:
يـا سمي النبـي يــابـن عـلي قـامع الشـرك والبتول الطهـور
أنـت تسـمو على الـبرية طرا بـمــحل عــال وبيت كبيـر
وعــنكم يـؤخذ الـوفاء ومنكم يـجتدي الـناس كـل خير وخير
كـيـف أخلفتني؟ وما الخلف للـ ـميعـاد من عادة الموالي الصدور
أنت يا بـن المـختار أكرم أن تنـ ـظر في أمـر مستفـاد حــقير
أنـت أوليتنيه مـنـك ابــتداء غيـر مـا مـكـره ولا مجبــور
وأخـو الفضل من يساعد في الـ ـشدة لا في الرخـاء والمـيسـور
أي عـذر يـنوب عـنك؟ وماتا رك وجـه الـصـواب بـالمعذور
ومتـى مـا استمر خلفك للـوعد ولـم تعتــذر عـن التـأخيــر
صـرت مـن جملة النواصب لا آكـل غيـر الجـري والـجرجير
وتـغسلت واكـتحلـت ثـلاثـاً وطـبخت الحـبـوب فـي عاشور
وطـويت الأحـزان فيـه ولـم أبد سروراً في يـوم عيـد الـغدير
وتبدلت مـن مبيتـي فـي مشـ ـد موسى (1) بجـامع الـمنصور
وتـطهـرت مـن إنـاء يـهـو دي وفـضلتـه علـى الخنـزيـر
ورآنـي أهـل التشيـع فـي الـ ـكـرخ بتـاسومة وذيـل قـصير

(1) يقصد به مشهد الامام موسى بن جعفر عليه السلام بالكاظمية وهو مزار فخم تقصده الشيعة.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 231


زايراً قبر مصعب بعد ما كنـ ـت أوالـي دفين قبر النذور
وتـخـيرت ان يكون الزبيدي(3) رفيقي في العرض يوم النشور
وتراني في الحشر فاطمة الطهر وكفـي فـي كـفه الـمبتور
وتكون المسئول عن مؤمن ألـ ـقيته أنـت في سواء السعير

أقول قبر النذور هو قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب كان عليه مشهد فخم البناء تتوارد عليه الزوار من وقت لآخر حتى سنة 646 هـ التي غرقت بغداد فيها وغرقت محلة الرصافة وتهدم اكثر دورها وسورها وغشى قبور الخلفاء وهدم مشهد عبيدالله. وحسب ما يقوله المؤرخون يقع مشهد عبيدالله في منطقة (باب المعظم) وقريب من جامع الرصافة. وفي سنة 650 هـ أمرت أم الخليفة الناصر بتجديد رباط الاصحاب المجاور لمشهد عبيدالله وربما نسب هذا الرباط الى المشهد وأجريت بعض الاصلاحات عليه. اما اليوم فليس له أثر ، حاولت الوصول اليه ومعي بعض ذوي العلم من رجال البحث فقطعنا شوطاً في السير في الجانب الشرقي وعلى بعد منتصف ميل من ثكنة الخيالة خارج باب المعظم انتهى. اقول وقبل ايام قليلة صحبت اخاً من اخواني المعنيين بالبحث والتنقيب ببغداد ومضينا الى شارع الكفاح فوجدنا قبراً كتب عليه (قبر النذور) بصخرة على الباب بحروف بارزة قديمة ويقع مقابل جامع (الفضل) والفضل هذا على ما أعلم هو محمد بن اسماعيل بن الامام جعفر الصادق عليه السلام.
قال الخطيب البغدادي في تاريخه ج 1 ص 123 باب البردان فيها أيضاً جماعة من أهل الفضل عند المصلى المرسوم بصلاة العيد قبر كان يعرف بقبر النذور ويقال ان المدفون فيه رجل من ولد علي بن ابي طالب رضي الله عنه

(3) الزبيدي هو اللعين عبدالرحمن بن منجم المرادي قاتل الامام أميرالمؤمنين علي عليه السلام.
أدب الطف ـ الجزء الثالث 332


يتبرك الناس بزيارته ، ويقصده ذوو الحاجة منهم لقضاء حاجته حدثني القاضي ابو القاسم علي بن المحسن التنوخي قال حدثني ابي قال كنت جالساً بحضرة عضد الدولة ونحن مجتمعون بالقرب من مصلى الاعياد في الجانب الشرقي من مدينة السلام نريد الخروج معه الى همدان في اول يوم نزل المعسكر فوقع طرفه على البناء الذي على قبر النذور فقال لي ما هذا البناء. فقلت هذا مشهد النذور ، ولم أقل: قبره لعلمي بطيرته من دون هذا ، واستحسن اللفظة وقال: قد علمت انه قبر النذور وإنما أردت شرح امره فقلت: هذا يقال انه قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب. ويقال انه قبر عبيد الله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب. وان بعض الخلفاء أراد قتله خفياً فجعلت له هناك ربية وسير عليها وهو لا يعلم فوقع فيها وهيل عليه التراب حياً وانما شهر بقبر النذور لانه ما يكاد ينذر له نذر الا صح وبلغ الناذر ما يريد ، ولزمه الوفاء بالنذر وانا أحد من نذر له مراراً لا أحصيها كثرة نذوراً على أمور متعذرة فبلغتها ولزمني النذر فوفيت به ، فلم يتقبل هذا القول وتكلم بما دل على أن هذا إنما يقع منه اليسير اتفاقاً فيتسوق العوام باضعافه ويسيرون الاحاديث فيه فأمسكت فلما كان بعد أيام يسيرة ونحن معسكرون في موضعنا استدعاني في غدوة يوم وقال: اركب معي الى مشهد النذور فركبت وركب في نفر من حاشيته الى أن جئت به الى الموضع فدخله وزار القبر وصلى عنده ركعتين سجد بعدهما سجدة أطال فيها المناجات بما لم يسمعه أحد ثم ركبنا معه الى خيمته وأقمنا أياماً ثم رحل ورحلنا معه يريد همدان فبلغناها وأقمنا فيها معه شهوراً فلما كان بعد ذلك استدعاني وقال لي: الست تذكر ما حدثنتي به في أمر مشهد النذور ببغداد ، فقلت: بلى. قال إني خاطبتك في معناه بدون ما كان في نفسي اعتماداً لاحسان عشرتك ، والذي كان في نفسي في الحقيقة أن جميع ما يقال فيه كذب ، فلما كان بعد ذلك بمديدة طرقتي أمر خشيت أن يقع ويتم وأعملت فكري في الاحتيال لزواله ولو بجميع ما في بيوت أموالي وسائر عساكري

أدب الطف ـ الجزء الثالث 233

فلم أجد لذلك فيه مذهباً فذكرت ما أخبرتني به في النذور لمقبرة النذور فقلت: لم لا أجرب ذلك فنذرت إن كفاني الله تعالى ذلك الامر أن أحمل لصندوق هذا المشهد عشرة آلاف درهم صحاحاً ، فلما كان اليوم جائتني الاخبار بكفايتي ذلك الامر ، فتقدمت الى أبي القاسم عبدالعزيز بن يوسف ـ يعني كاتبه ـ أن يكتب الى أبي الريان ـ وكان خليفته في بغداد يحملها الى المشهد ، ثم التفت الى عبدالعزيز ـ وكان حاضراً ـ فقال له عبدالعزيز : قد كتبت بذلك ونفذ الكتاب.
أقول وكتب عبدالحميد عبادة في مجلة المرشد البغدادية السنة 3 ص 399 عن آثار بغداد وجاء على ذكر مدرسة العصمية ورباط الاصحاب ومشهد عبيدالله بن محمد. وانه قريب من جامع الرصافة قرب ثكنة الخيالة خلفها بقليل او عن يمينها او شمالها والمشهورة الآن بـ (القرانتينة) في باب المعظم.
بقي هذا القبر زمناً طويلاً وعليه مشهد ضخم البناء تتوارد عليه الزوار من وقت لآخر حتى سنة 646 هـ وفيها غرقت بغداد وغرقت محلة الرصافة وتهدم اكثر دورها وسورها وغشى قبور الخلفاء وهدم مشهد عبيدالله ورباط الأصحاب المجاور له .

وفي كتاب (مساجد الاعظمية) للشيخ هاشم الاعظمي من العلماء المعاصرين ان قبر النذور اصبح اليوم يسمى بأبي رابعة ، ويقع في الاعظمية في محلة (النصة) حيث دفنت عنده رابعة بنت ولي العهد أبي العباس أحمد بن المعتصم بالله ، والتي تزوجها شرف الدين هارون بن شمس الدين محمد الجويني. وكان وفاة رابعة سنة 685 هـ في جمادى الآخر.
وقد جدد بناؤه قبل مائة وخمسين سنة تقريباً وهو لا يزال قائماً وله سادن.

أدب الطف ـ الجزء الثالث 234


وقال ابن التعاويذي يمدح الناصر لدين الله عند جلوسه في الخلافة في اواخر سنة 575:
طاف يسعى بـها على الـجلاس كقضيـب الاراكـة الـمياس
بدرتم غـازلت مـن لحظة ليـ ـلة نـادمته غـزال كـناس
ذللته لـي الـمـدام فـأضـحى لين العطف بعد طول شماس
بات يـجلو عـلي روضة حسن بت فيـها ما بيـن ورد وآس
أمـزج الكاس من جناه وكم ليـ ـلة صد مزجت بالدمع كاسي
مـن تناسـى عهد الشباب فاني لـحـميد من عهده غير ناس
ورآى الغانيـات شيبي فأعرضن وقـلـت الشبـاب خير لباس
كيف لا يفضل السواد وقد أضـ ـحى شعاراً على بني العباس
ولقـد زينت الخـلافـة منـهم بـإمـام الهـدى أبي العباس
مـلك جـل قـدسه عـن مثال وتعـالت آلاؤه عـن قـياس
جمـع الامـن في إيـالته مـا بين ذئب الفضا وظبي الكناس
وعـنا خـاضعاً لـعزتـه كـل أبـي القيـاد صعـب المراس
بـث ف ي الارض رأفـة بدلت وحشة ساري الظلام بالايناس
بـيد الناصـر الامـام استجابت بعد مطل منها وطـول مكاس
رد تـدبيرهـا اليها فـأحضـى ملكها وهو ثابت فـي الاساس
يـا لـها بيـعة أجـدت من الا سلام بالي رسومـه الادراس
وإلـى الله أمـرهـا فـلـه الـ منـة فيـها عـليه لا للـناس
جمـعتـنا على خـليفـة حـق نـبوي الاعـراق والأغراس
فابق للدين نـاصراً وارم بـالإر غـام د الاعـداء والاتعـاس
واستمعـها عذراء شـرط التهاني واقـتراح الـندمان والجلاس
حملت مـن أريج مـدحـك نشراً هـي منـه مسكية الأنفـاس


أدب الطف ـ الجزء الثالث 235


ترجمة الناصر لدين الله

قال الشيخ القمي في الكنى والألقاب ابو العباس احمد بن المستضيء ، ولد 10 رجب سنة 553 بويع له عند وفاة أبيه سنة 575 وهو ابن 23 سنة ومدة خلافته 46 سنة و 10 اشهر و 28 يوماً ولم يل الخلافة من أهل بيته أطول مدة منه ، وكان في آبائه أربعة عشر خليفة ، ونقش خاتمه رجائي من الله عفوه وكان يتشيع ويميل الى مذهب الإمامية قال ابن الطقطقي: كان الناصر من أفاضل الخلفاء وأعيانهم بصيراً بالأمور مجرباً سائساً مهيباً مقداماً عارفاً شجاعاً وكا يرى رأى الإمامية طالت مدته وصفا له الملك وأحب مباشرة أحوال الرعية بنفسه حتى كان يتمشى في الليل في دروب بغداد ليعرف أخبار الرعية وما يدور بينهم ، وصنف كتباً وسمع الحديث النبوي صلوات الله على صاحبه وأسمعه ولبس لباس الفتوة وألبسه وكان بارعة زمانه ورجل عصره في أيامه انقرضت دوله آل سلجوق بالكلية ، وللناصر من المبار والوقوف ما يفوت الحصر وبنى من دور الضيافات والمساجد والربط ما يتجاوز حد الكثرة انتهى ملخصاً . وفي أعيان الشيعة ما ملخصه وكان الناصر عالماً مؤلفاً شجاعاً شاعراً راوياً للحديث ويعد في المحدثين قال الذهبي أجاز الناصر لجماعة من الاعيان فحدثوا عنه منهم ابن سكينة وابن الأخضر وابن النجار وابن الدامغاني وآخرون (انتهى). وله كتاب في فضائل امير المؤمنين عليه السلام رواه السيد ابن طاوس في كتابه اليقين عن السيد فخار بن معد الموسوي عن الناصر ، حكي انه ذهب احدى عيني الناصر في آخر عمره وبقي يبصر بالأخرى أبصاراً ضعيفاً ولا يشعر بذلك أحد وكان له جارية قد علمها الخط بنفسه فكانت تكتب مثل خطه فتكتب على التواقيع ، وعن تاريخ مختصر الخلفاء لابن الساعي قال لم يل الخلافة أحد أطول خلافة من الناصر فأقام فيها 47 سنة ولم يزل في عز وجلالة وقمع للأعداء واستظهار على الملوك والسلاطين في أقطار الأرض مدة حياته فما خرج عليه خارجي إلا قمعه ولا

أدب الطف ـ الجزء الثالث 236


مخالف إلا دفعه ولا آوى اليه مظلوم مشتت الشمل إلا جمعه وكان إذا أطعم أشبع وإذا ضرب أوجع ، وقد ملأ القلوب هيبة وخيفة فكان يرهبه أهل الهند ومصر كما يرهبه أهل بغداد ، وكان الملوك والأكابر بمصر والشام اذا جرى ذكره في خلواتهم خفضوا أصواتهم هيبة وإجلالاً وملك من الممالك ما لم يملكه أحد ممن تقدمه من الخلفاء والملوك ، وخطب له ببلاد الأندلس وبلاد الصين وكان أسد بني العباس تصدع لهيبته الجبال ـ إلى أن قال ـ وكان يتشيع وجعل مشهد الامام موسى الكاظم عليه السلام أمنا لمن لاذبه فكان الناس يلتجئون إليه في حاجاتهم ومهماتهم وجرائمهم فيقضي الناصر لهم حوائجهم ويعفو عن جرائمهم انتهى ، ومما ينسب اليه قوله:
قسماً بمكة والحطيم وزمـزم والراقصات ومشيهن إلى منى
بغض الوصي علامة مكتوبة تبدو على جبهات أولاد الـزنا
من لم يوال في البرية حيدراً سيان عند الله صلى أم زنـى

وحكي أن عبيدالله نقيب الطالبيين بالموصل كتب الى الناصر بلغنا انك عدلت عن مذهب التشيع الى التسنن فإن كان ذلك صحيحاً فمروا بإعلامي عن السبب فأجابه الناصر بهذه الأبيات:
يميناً بقوم أوضحوا منهج الهدى وصـاموا وصلوا والانـام نيام
أصاب بهم عيسى ونوح بهم نجا وناجـى بهم موسى وأعقب سام
لقد كذب الواشون فيما تخرصوا وحاشا الضحى أن يعتريه ظلام

والناصر هو الذي كتب اليه الملك الأفضل علي بن صلاح الدين يوسف أبي أيوب وكان أبوه أوصى اليه بالسلطنة وجعله ولي عهده وهو أكبر ولده وأخذ له البيعة على أخيه نجم الدين أبي بكر بن أيوب وعلى ابنه عثمان بن صلاح الدين

السابق السابق الفهرس التالي التالي