لولاهم كنت أفري الحادثات اذا |
|
نابت بنهضة ماضي العزم مرتجل؟ |
وكيف أخلع ثوب الذل حيث كفـ |
|
ـيل الحر بالعز وخد الأنيق الذلل |
فما تخاف الردى نفسي وكم رضيت |
|
بالعجز خوف الردى نفس فلم تبل |
إني امرؤ قد قتلت الدهر معرفة |
|
فما أبيت على يأس ولا أمل |
إن يرو ماء الصبا عودي فقد عجمت |
|
منى طروق الليالي عود مكتهل |
تجاوزت بي مدى الأشياخ تجربتي |
|
قدماً وما جاوزت بي سن مقتبل |
وأول العمر خير من أواخره |
|
وأين ضوء الضحى من ظلمة الأصل |
دوني الذي ظن اني دونه فله |
|
تعاظم لينال المجد بالحيل |
والبدر تعظم في الابصار صورته |
|
ظناً ويصغر في الأفهام عن زحل |
ما ضر شعري أني ما سبقت الى |
|
(أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل(1) ) |
فإن مدحي لسيف الدين تاه به |
|
زهواً على مدح سيف الدولة البطل |
ولما أبان البين سر صدورنا |
|
وأمكن فيها الأعين النجل مرماها |
عددنا دموع العين لما تحدرت |
|
دروعاً من الصبر الجميل نزعناها |
ولما وقفنا للوداع وترجمت |
|
لعيني عما في الضمائر عيناها |
بدت صورة في هيكل فلو أننا |
|
ندين بأديان النصارى عبدناها |
وما طرباً صغنا القريض وانما |
|
جلا اليوم مرآة القرائح مرآها |
ليالي كانت في ظلام شبيبتي |
|
سراي وفي ليلي الذوائب مسراها |
تأرج أرواح الصبا كلما سرى |
|
بأنفاس ريا آخر الليل رياها |
ومهما أدرنا الكأس باتت جفونها |
|
من الراح تسقينا الذي قد سقيناها |
يا أيها الملك الذي أوصافه |
|
غرر تجلت للزمان الأسفع |
لا تطمع الشعراء في فإنني |
|
لو شئت لم أجبن ولم أتخشع |
إن لم أكن ملء العيون فإنني |
|
في القول يا ابن الصيد ملء المسمع |
فليمسكوا عني فلولا أنني |
|
أبقي على عرضي إذن لم أجزع |
وأهم من هجوي لهم مدح الذي |
|
رفع القريض إلى الحل الأرفع |
ولو أنه ناجى ضميري في الكرى |
|
طيف الخيال بريبة لم أهجع |
وإذا بدا لي الهجر لم أر شخصه |
|
وإذا يقال لي الخنا لم أسمع |
والناس قد علموا بأني ليس لي |
|
مذ كنت في أعراضهم من مطمع |
هم نصب عيني: أنجدوا أو غاروا |
|
ومنى فؤادي: أنصفوا أو جاروا |
وهم مكان السر من قلبي وإن |
|
بعدت نوى بهم وشط مزار |
فارقتهم وكأنهم في ناظري |
|
مما تمثلهم لي الأفكار |
تركوا المنازل والديار فما لهم |
|
إلا القلوب منازل وديار |
واستوطنوا البيد القفار فأصبحت |
|
منهم ديار الإنس وهي قفار |
فلئن غدت مصر فلاة بعدهم |
|
فلهم بأجواز الفلا أمصار |
أو جاوروا نجداً فلي من بعدهم |
|
جاران: فيض الدمع والتذكار |
ألفوا مواصلة الفلا والبيد مذ |
|
هجرتهم الأوطان والأوطار |
بقلائص مثل الأهلة عندما |
|
تبدو ولكن فوقها أقمار |
وكانما الآفاق طراً أقسمت |
|
ألا يقر لهم عليه قرار |
والدهر ليل مذ تناءت دارهم |
|
عني وهل بعد النهار نهار |
لي فيهم جار يمت بحرمتي |
|
إن كان يحفظ للقلوب جوار |
لا بل أسير في وثاق وفائه |
|
لهم فقد قتل الوفاء إسار |