مـن نشـرها وثغـرهـا ووجـها |
|
وقدهـا فاستـمـع اليـقـينا |
يا خـائفـا علي أسـباب العـبدى |
|
أما عرفت حصنـي الحصينا |
إني جعـلت في الـخطوب موئلي |
|
مـحمـداً والانـزع البـطينا |
أحببت ياسـين وطـاسـين ومن |
|
يـلوم فـي ياسيـن أوطاسينا |
سـر النـجاة والـمنـاجـاة لمن |
|
أوى الى الفـلك وطـور سينا |
وظن بـي الاعـداء إذ مـدحتهم |
|
ما لم أكـن بمـثلـه قمـيـنا |
يا ويحـهم ومـا الـذي يريـبهم |
|
مني حتى رجمـوا الـظـنونا |
رفد مديـح قـدر وافـى رافـد |
|
فـلم يحنـوا ذلك الــجنـونا |
وإنما أطــلب رفـداً بـاقــياً |
|
يوم يكون غيـري الـمغـبونا |
يا تائهيـن فـي أضـاليل الهوى |
|
وعن سـبيل الرشـد ناكبيـنا |
تـجاهـكم دار الـسلام فـابتغوا |
|
في نهجـها جبـريلـها الأمينا |
لجـوامـعي الـباب وقولوا حطة |
|
تغفـر لنـا الـذنـوب أجمعينا |
ذروا العـنا فـان أصحاب العبا |
|
هم النـبا إن شئـتم التبيـيـنا |
ديـني الـولاء لست أبغى غيره |
|
ديناً وحسـبي بالـولاء ديـنا |
هما طـريـقان فامـا شـأمـة |
|
أو فالـيميـن (فاسلكوا) اليمينا |
سجنكـم سجـين إن لـم تتبعوا |
|
علـينا دلـيـل علـيــيـنا |
أداروا الهوى صرفاً فغادرهم صرعى |
|
فلما صحوا من سكرهم شربوا الدمعا |
وما عـلـموا أن ألهـوى لـو تكلفوا |
|
محبة أهليـه لصـار لـهم طبـعـا |
ولمـا اسـتلذوا مـوتـهم بـعذابـه |
|
وعيشهم في عدمـه سـألوا الرجعى |
إذا فـقدوا بـعض الـغرام تـولهوا |
|
كأن الهوى سن الغـرام لـهم شرعا |
وقد دفعوا عن وجـدهـم كل سـلوة |
|
ولو وجدته ما أطـاقـت لـه دفـعا |
وطاب لهم وقـع السـهام فـما جلوا |
|
لصائبها بيـضاً ولا نسجـوا درعـا |
فكيف يـعد الـلوم نصـحاً لديـهم |
|
إذ كان ضـر الحـب عنـدهـم نفعا |
خلا الربـع مـن أحبابهـم وقلـوبهم |
|
ملاء بهم فالربـع مـن سأل الربعا |
سل الـورق عـن يـوم الفراق فإنه |
|
بأيسر خطب منه علـمهـا السجعا |
إذا صدحـت فـاعـلم بأن كـبودها |
|
مؤرثة غــماً تكـابـده صـدعى |
وذاك بـأن اليــن بـان بـإلفـها |
|
وكيف ينال الوصل من وجد القطعا |
وأهل الهوى إن صافحتهم يـد النوى |
|
رأوا نهيـها أمـراً وتفريـقها جمعا |
رعى وسقى الله القلوب التـي رعت |
|
فأسقت بما ألقت وأخرجت المرعى |
وحياً وأحيا أنفساً أحيـت الـنهــى |
|
وحيت فاحيتنـا منـاقبـها سـمعاً |
سحائب إن شيمت عن الموصل التي |
|
بها حلت الانـواء أحسنـت الصنعا |
أوائلها من شـهر زور إذا اعتـزت |
|
جزى الله بالخير الأراكـة والفرعا |
وجدت الحيا عـنها بنـجـعة غيره |
|
فأعقـبـنا ريـا وأحسـبنا شـبعا |
ونلنا به وتـر الـعطـاء وشـفعه |
|
كأنا أقمنا نـحوه الوتـر والشـفعا |
ألب داعـي الهـوى وهنا فلباها |
|
قلب أتاها ولـولا ذكـرها تـاها |
تلت علينا ثنايـاها سطور هوى |
|
لم ننسـها مـذ وعيناها وعيناها |
وعرفتنا معانيـها الـتي بهرت |
|
سبل الـغرام فهـمنا إذ فهمناها |
عفت الأثام وما تحت اللثام لها |
|
وما استبحت حمـاهابل حمياها |
يا طالب الحب مهلا إن مطلبه |
|
ينسي بأكثـره اللاهـي بـه الله |
ولا تمن أموراً غبـها عطـب |
|
فـرب نـفس مناها في مناياها |
فأنفع العدد التقـوى وأرفعـها |
|
لأنفس إن وضعـناها أضعناها |
أعلمـت حــين تـجاور الحيـان |
|
أن القـلوب مـواقـد النـيران |
وعرفت أن صدور ناقـد أصبحت |
|
في القوم وهي مرابض الغزلان |
وعيوننـا عـوض العيـون أمدها |
|
ما غـادروا فيهـا من الغدران |
ما الوخـد هـز قبابـهم بل هزها |
|
قلبي لما فيـه مـن الـخفقـان |
وتراه يكره أن يـرى أضـعانـهم |
|
فكأنما أضحـت مـن الاضغان |
وبمهـجـتي قمـر إذا ما لاح للـ |
|
ـساري تضاءل دونه القمـران |
قد ابان للـعـشـاق أن قـوامـه |
|
سرقت شمائلـه غصـون البان |
وأراك غصناً في النعيـم يميـل إذ |
|
غصن الأراك يميل فـي نعمان(1) |
للرمح نـصـل واحـد ولـقـده |
|
من ناظريه إذا رنـا نـصـلان |
والسيف ليـس له سوى جفن وقد |
|
اضحى لصارم طرفـه جفـنان |
والسيف ليـس له سوى جفن وقد |
|
اضحـى لـصارم للحظه قوسان |
ولرب ليل خلت خـاطـف برقه |
|
نـاراً تلـفـع للدجـى بدخـان |
كالمايل الوسنان من طول السرى |
|
جـوزاؤه والراقـص السـكران |
ما بان فـيه مـن ثـريـاه سـوى |
|
إعـجامها والـدال فـي الدبران(1) |
وترى المـجرة فـي النـجوم كأنما |
|
تسقي الـريـاض بجـدول ملآن |
لو لم تـكن نـهراً لـما عـامت به |
|
أبداً نجـوم الحـوت والسـرطان |
نادمت فـيه الـفرقـديـن كأنـني |
|
ـ دون الورى ـ وجذيمة أخوان(2) |
وترفعت هممي فما أرضـى سوى |
|
شهب الدجـى عوضاً من الخلان |
وأنفت حين فجـعت بالأحبـاب أن |
|
ألهـو عـن الإخـوان بالـخوان |
وهجرت قوماً مـا استجاز سواهم |
|
قدماً قـرى الضيفـان بالـذيفان |
إلا الأولى نـزل الحسيـن بدارهم |
|
واختـار أرضهـم علـى البلدان |
فجنـوا عـلى الإسلام والإيمان إذ |
|
أجنوه مـر جنـاً مـن الـمران |
جعـلوا الجـفان المترعات لغيره |
|
وقروه مـا سلـوا مـن الاجفان |
وسقوه إذ منـعوا الشـريعة بعدما |
|
رفضوا الشريعة مـاء كان يمان |
حتى لقد ورد الحـمام على الظما |
|
أكـرم بـه مـن وارد ظـمآن |
لا الديـن راعـوه ولا فعـلوا به |
|
ما يفـعل الجـيران بـالجيران |
تالله مـا نقـضوا هـناك بقـتله |
|
الايمان بل نقضوا عرى الإيمان |
فثوى وآل المصـطفى من حوله |
|
يكبون لـلجـبـهات والأذغـان |
نزلوا على حكم السيوف وقد أبوا |
|
في الله حكـم بـني أبـي سفيان |
وتخيروا عز المـمـات وفارقوا |
|
فـيـه حـياة مـذلـة وهـوان |
يا لهفتي لمصرعيـن قـبورهـم |
|
ـ في كربلاء ـ حواصل العقبان |
بزت سوابـغ عنـهم وتمزقـت |
|
أشلاؤهـم بسـواغـب الـذؤبان |
وأنيخ في تـلك الـقفار حمامهم |
|
فأتيح لحـم اللـيث للسـرحـان |
إن لم تجن جسومهم فـي تربها |
|
فلأنها اعتاضـت بخـير جـنان |
كم روح ثاو منهم قد أصـبحت |
|
تختال فـي روح وفـي ريـحان |
ما ضرهم والخـلد مـن أوطـانـهم |
|
أذ أزعجـوا كـرهـا عن الاوطان |
ولقد دنـا بهم الـتقى مـن ربـهـم |
|
ونـأت رؤسـهـم عـن الابـدان |
وأتى الـيهم قـومهـم مـا لـم يكن |
|
يأتيـه اهـل الــكفر والطـغيان |
لم يـتركـوا لـهـم قتيـلاً واحـداً |
|
إلا له رأس بـــرأس ســنـان |
حتـى غـدت لمـسامـع الاطفال فو |
|
ق السمر اخـراص من الخرصان |
عجباً لـهم نقـلـوا رؤسـهم وقـد |
|
نقلوا فـضائلهـم عـن الـقـرآن |
وتفرقوا في بـغضهـم فـرقاً وهـم |
|
يروون معجزهـم عـن الـفرقان |
الجـاهليـة قبـلـهم لـم يـغـدروا |
|
بهم وكـانـوا عابـدي أوثــان |
أيخـاف آل محـمـد فـي أمــة |
|
شهدت له بالـصدق والـبرهـان |
ومحمـد فـي قـومـه مـع كفرهم |
|
لما يـزل فـي مـنعـة وأمـان |
فالمـشركـون أخف جرمـاً منـهم |
|
وأشف يوم الحشـر فـي الميزان |
ومـن العـجائـب انـه عدوا الذي |
|
فـعلوه قربـانـاً من الـقربـان |
ورجوا به الزلفى كما زعموا ونــ |
|
ـيل ألمن عند الـواحـد الـمنان |
واحـق مـن خـابـت مطامع جهله |
|
من يرتجي الغفـران بـالـكفران |
أبـني أمـية خـاب مـؤتـم بـكم |
|
فيما مضى من سـالـف الازمان |
سقطـت غـداة وليـتـموها جهزة |
|
بالغصب هـاء خلافـة الـرحمان |
وغدت أمـارتـكم دمـاراً يـستعاذ |
|
الله إن ذكــرت مـن الـشيطان |
لو كـان فـي عصـر ملكتم أمره |
|
وقضيتـم بالـجــور والعـدوان |
الصالح المردى الجـبابـرة الأولى |
|
قدماً عشـوا في الـبغى والعصيان |
ومبيد أحـزاب النـفاق بـصارم |
|
هو في الحروب وعـزمـه سـيان |
لأذال أهل الحـق مـن طلـقائكم |
|
بـشـبا سنـان قـاطع ولـسـان |
ولأصبح المخـتار مـعدودا لـه |
|
في جملـة الاتــبـاع والاعـوان |
ما مالك النـخعـى فـي أفـعاله |
|
أبداً كذا الملـك الـعـظـيم الـشان |
كـلا ولا قيـس يـقاس بـه إذا |
|
ما عـد فـي الحـلمـاء والـشجان |
ان فـاتـه بالـطف يـوم أول |
|
فلـه بنـصر القـصر يوم ثان |
لو لاه اذ بـسـط العدى أيديهم |
|
لم يـثـنهـا عـن أهله يد ثان |
والخيل تعلم فـي الكريهة أنـه |
|
إن شاء أثكلـها عـلى الفرسان |
عجباً لجود يديـه إذ يبني العلى |
|
والسيل يهدم شـامـخ البنيـان |
ولنار فطنته تريـك لشـعـره |
|
عذباً يـروي غلـة العطشـان |
وعقود در لو تـجسـم لـفظها |
|
ما رصعت إلا عـلى الـتيجان |
وتنزهت عـن أن ترى أفرادها |
|
بمواضـع الاقراط فـي الآذان |
من كل رائقة الجمال زهت بها |
|
بين القـصائد غـرة السـلطان |
سيارة فـي الأرض لا تعـتاقها |
|
في سيرها قـيـد مـن الاوزان |
يا منعماً مـا للثنـاء ولـو غلا |
|
يوماً بما تـولــي يـداه يدان |
فلدت أعـناق الـبريـة كـلها |
|
مننا تـحمل ثقلـهـا الـثقلان |
حق تساوى الناس فيك واصبح |
|
القاصي بمنزلة القـريب الداني |
ورحمت أهل العجز منهم مثلما |
|
أصبحـت تغفر للمسيء الجاني |
والناس أجـدر بالـسجـود إذا غدا |
|
لعـلاك يـسجـد شامـخ البنيان |
ولقد بعـثت الـى الفـرنـج كتائباً |
|
كالاسد حين تصـول فـي خفان |
لبسوا الـدروع ولـم نخل من قبلهم |
|
أن البـحار تـحل فـي غـدران |
وتـيمـموا أرض الـعدو بقـفرة |
|
جـرداء خـاليـة مـن السـكان |
عشرين يوماً فـي الـمغار وليـلة |
|
يسيرون تحت كواكـب الخرصان |
حتـى إذا قطعوا الـجفـار بجحفل |
|
هو في الـعديـد ورمـله سـيان |
أغـريتهم بحـمى الـعدا فجـعلته |
|
بسطاك بعـد الـعز دار هـوان |
عجـلت في تلـك الـعجول قراهم |
|
ـ وهم لك الضـيفان ـ بالذيفان |
عجلـت في تـلك العـجول قراهم |
|
بصوارم سلت مـن الأجـفـان |
وثللـت في يـوم العريش عروشهم |
|
بشبا ضراب صـادق وطـعان |
ألـجأتهـم للبحـر لمـا أن جرى |
|
منه ومن دمهـم مـعاً بـحران |
مدح الورى بالبأس إذ خضبوا الظبا |
|
في يوم حربهـم مـن الأقـران |
ولأنـت تخـضب كـل بحر زاخر |
|
ممن تحـارب بالنجيـع القانـي |
حتى تـرى دمـهم وخضـرة مائة |
|
كشقائق نـثرت عـلى الريحان |
وكأن بـحـر الـروم حـلق وجهه |
|
وطفـت علـيه منابت المرجان |
ولقد أتـى الأسـطول حين غزابما |
|
لم يأت في حـين مـن الأحيان |
أحبب إلـي بهـا شـواني أصبحت |
|
من فتكها ولـها العـداة شواني |
شبهن بالغـربـان فـي ألـوانـها |
|
وفعلن فعل كـواسـر العقـبان |
أوقرتها عـدد القـتال فقـد غدت |
|
فيها القنا عوضاً من الأشطـان |
فأتـتـك مــوقـرة بسـي بينه |
|
أسراهـم مـغـلـولة الأذقـان |
حرب عـوان حكمـتك مـن العدا |
|
في كـل بكـر عنـدهم وعوان |
وأعـدت رسل ابن القسيم اليه في |
|
شعـبان كي يـتلاءم الشـعبان |
والفال يشهد باسمه أن سوف يغـ |
|
ـدوا الشام وهو عليكما قسمان |
أقصر ـ فديتك ـ عن لومي وعن عذلي |
|
أو لا فخذ لي أماناً من يد المقل |
من كل طرف مريض الجفن تنشدنا |
|
ألحاظه « رب رام من بني ثعل » |
إن كان فيه لنا وهو السقيم شفاً |
|
فربما صحت الأجسام بالعلل |
إن الذي في جفون البيض إذ نظرت |
|
نظير ما في جفون البيض والخلل(2) |
كذاك لم يشتبه في القول لفظهما |
|
إلا كما اشتبها في الفعل والعمل |
وقد وقفت على الأطلال أحسبها |
|
جسمي الذي بعد بعد الظاعنين بلى |
أبكي على الرسم في رسم الديار فهل |
|
عجبت من طلل يبكي على طلل |
وكل بيضاء لو مست أناملها |
|
قميص يوسف يوماً قد من قبل |
يغني عن الدر والياقوت مبسمها |
|
لحسنها فلها حلى من العطل |
بالخد مني آثار الدموع كما |
|
لها على الخد آثار من القبل |
كأن في سيف سيف الدين من خجل |
|
من عزمه ما به من حمرة الخجل |
هو الحسام الذي يسمو بحامله |
|
زهواً فيفتك بالأسياف والدول |
إذا بدا عارياً من غمده خلعت |
|
غمد الدماء عليه هامة البطل |
وإن تقلد بحراً من أنامله |
|
رأيت كيف اقتران الرزق بالأجل |
من السيوف التي لاحت بوارقها |
|
في أنمل هي سحب العارض الهطل |
فجاءنا لبني رزيك معجزها |
|
بآية لم تكن في الأعصر الأول |
تبدو شموساً هم أقمارها وترى |
|
شهب القنا في سماء النقع لم تفل(1) |
قد غايرت فيهم السمر الرقاق رقا |
|
ق البيض خلف سجوف النقع في الكلل |
إن عانقوا هذه في يوم معركة |
|
لاحت لهم بتلظي تلك كالشعل |
وقد لقوا كل من غاروا بمشبهه |
|
حتى لقوا النجل عند العرض بالنجل(2) |
وضارب الروم روم من سيوفهم |
|
وطاعن العرب أعراب من الأسل |
وهزهم لصهيل الخيل تحت صهيل |
|
البيض ما هز أعطاف القنا الخطل (3) |
فالدم خمر وأصوات الجياد لهم |
|
أصوات معبد في الأهزاج والرمل |
والخيل قد أطربتها ـ مثلما طربوا ـ |
|
أفعالهم فهي تمشي مشية الثمل |
من كل أجرد مختال بفارسه |
|
إلى الطعان جريح الصدر والكفل |
وكل سلهبة(4) للريح نسبتها |
|
لكنها لو بغتها الريح لم تنل |
أفارس المسلمين أسمع فلا سميت |
|
عداك غير صليل البيض في القلل |
مقال ناء غريب الدار قد عدم |
|
الأنصار لو لاك لم ينطق ولم يقل |
يشكوا مصائب أيام قد اتسعت |
|
فضاق منها عليه أوسع السبل |
يرجوك في دفعها بعد الإله وقد |
|
يرجى الجليل لدفع الحادث الجلل |
وكيف ألقى من الأيام مرزئة |
|
جلت ولي من بني رزيك كل ولى |