عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 306

وبالتنسيق والتعاون مع مجلس المحافظة والمجالس المحلية ، وأستحداث مركز للمعلومات يلحق بمجلس الأعمار.
  • الاستفادة من الكفاءات والخبرات العلمية العراقية من مجال الإدارة والأقتصاد والتخطيط والعمارة والقانون الموجودة داخل وخارج العراق.
  • الأستفادة من الخبرات العلمية للمؤسسات والمنظمات العالمية التي تهتم بفنون العمارة الإسلامية ، كمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة ، ومؤسسة آغاخان للثقافة والعمارة ، ومنظمة الاسيسكو التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، وكذلك الهيئات العلمية والأكاديمية لأستشارتها في إعادة الوجه الحضاري لمدينة كربلاء المقدسة.
  • تحقيق مشروع التوأمة بين مدينة كربلاء وبين المدن التي تشابهها من جهات مختلفة ، تاريخية كانت أم دينية أم ثقافية أم أجتماعية أم عمرانية.
  • استخدام التقنيات الحديثة لإعمار وتطوير مدينة كربلاء.
  • الألتزام الكامل بالتخطيط الأساسي الجديد لمدينة كربلاء في تنفيذ المشاريع الخدمة والتنموية في المدينة والمناطق المحيطة بها.
  • تحقيق الترابط والتكامل العمراني بين العتبات المقدسة والمباني المقترحة المحيطة بها للحفاظ على النسيج العمراني.
  • تحديد ارتفاعات الابنية الجديدة في المدينة القديمة بثلاثة طوابق بما فيها الطابق الأرضي أو أرتفاع السور الخارجي المحيط بالعتبات ، وذلك للمحافظة على هيبة العتبات وكيانها العمراني.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 307

  • تحديد المعالجات المعمارية لواجهات الابنية الجديدة لما يتلائم وخصائص العمارة الإسلامية الخاصة بالعتبات المقدسة والجوامع والمباني الدينية والتراثية في المدينة.
  • الأهتمام بالمواقع والمباني التاريخية والتراثية والدينية والعمل على إعادة ترميمها وصيانتها.
  • العمل على تسجيل الأماكن التاريخية والآثار والعتبات المقدسة البارزة والتحف النادرة في المدينة لدى منظمة اليونسكو.
  • إقامة متحف داخل المدينة ، يضم التحف الأثرية النادرة والمخطوطات المهمة واللوحات الفنية القديمة ومنتوجات الصناعات والحرف الشعبية المميزة لإبراز الثراء الثقافي لهذه المدينة.
  • إقامة وتطوير المراكز الثقافية والأجتماعية والمكتبات العامة ، وتوفير أجهزة حديثة ومتطورة كالحاسبات الألكترونية وشبكة الأنترنت.
  • إيجاد الحلول اللأزمة لكافة المشاكل الخدمية الموجودة داخل المدينة.
  • السعي إلى إقامة مراكز تجارية ثانوية حديثة وخاصة في الأحياء الجديدة ، وذلك لتخفيف الضغط الكبير على المنطقة التجارية الرئيسية في المدينة القديمة.
  • إقامة المراكز (Civic Centre) في الأحياء الجديدة والتي تشمل فروعاً للدوائر الحكومية ، كالبلدية والصحية والخدمية والمواصلات ، وكذلك المراكز الثقافية والأجتماعية وملاعب الأطفال والساحات الخضراء وقاعات الأحتفالات والمرافق الصحية ومواقف السيارات.
  • إقامة مدينة طبية علاجية متكاملة لمختلف الأختصاصات.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 308

  • إقامة مدينة رياضية تشمل ساحة لكرة القدم وساحات للالعاب المختلفة وكذلك القاعات الرياضية المغلقة والمسابح والمرافق الأخرى.
  • تشييد أسواق جديدة وتطوير المناطق التجارية وإقامة الأسواق الشعبية في المدينة القديمة لما لها من أهمية في تحريك السوق المحلي.
  • إقامة فنادق ومرافق سياحية خارج حدود المدينة القديمة وبالخصوص في منطقتي الحر وبحير الرزازة وقرب منطقة الإمام عون ومنطقة الحسينية والعطيشي وعلى طريق بغداد القديم .
  • تطوير السياحة الدينية لما تدر على المدينة من موارد مالية تنمي الأقتصاد المحلي.
  • الأستفادة من المناطق التاريخية والدينية والآثارية والطبيعية سياحياً وتطوير المناطق المحيطة بها.
  • توسيع الطرق التي تربط مدينة كربلاء بالمدن العراقية الأخرى وبالخصوص طريق كربلاء النجف ، وإقامة منطقة خضراء على جانبي الطريق المؤدي بينهما وإنشاء سلسلة من الفنادق والمرافق السياحية في هذه المنطقة.
  • إنشاء مطار دولي بين مدينتي كربلاء والنجف لأستقبال الأعداد الهائلة من الزائرين والسياح.
  • ربط كل من محافظتي كربلاء والنجف بشبكة السكك الحديدية مع المحافظات العراقية الأخرى.
  • إقامة مشاريع سياحية واقتصادية مشتركة بين مدن كربلاء والنجف والكوفة.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 309

  • فتح الأبواب أمام الاستثمارات السياحية وتقديم كافة التسهيلات اللأزمة وفق القوانين المعمول بها في المستقبل.
  • تشجيع فكرة إنشاء مراكز حرفية للتراث الإسلامي من مهامها تدريب وتوفير الأيادي الفنية المتخصصة بفنون العمارة الإسلامية ، كالبناء والترميم والزخرفة بكافة أنواعها ، وكذلك الخط العربي ، والأستعانة بخبرات فنية عربية وإسلامية ومن الدول الأخرى لتطوير هذه المراكز.
  • تشجيع الصناعات المحلية المختصة بمواد البناء خصوصاً صناعة الطابوق الطيني المفخور (الآجر) ، وصناعة البلاط المزجج (القاشاني) والصناعات تتعلق بزخرفة الخشب (الشناشيل) وغيرها.
  • استعمال مواد البناء المحلية والتقليدية في المباني الجديدة إضافة إلى استعمال مواد البناء الأخرى كالأسمنت والحديد والخشب واستعمال المواد التزيينية كالرخام والأحجار الملونة وغيرها ، وبأسلوب يستلهم الهوية المعمارية الإٍسلامية لمدينة كربلاء المقدسة.

    أهم التوصيات والضوابط والتشريعات

  • وضع تشريعات تحديد الضوابط التخطيطية والعمرانية للسيطرة على عملية البناء الجديدة في المدينة ، وكذلك تغيير الأستعمال للابنية التراثية وذلك للحفاظ على معالم المدينة ونمطها المعماري مع ضرورة متابعة تنفيذ تلك التشريعات بشكل حازم وقضائي ، وحبذا لو اقترن هذا بتثقيف واسع للسكان حول أهمية ذلك.
  • وضع محفزات لتشجيع سكان المدينة للمشاركة في إحياء معالم مدينتهم العمرانية والحفاظ على روحية مجتمعهم عن طريق تحسين ابنية مدينتهم .

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 310

  • العمل على إصدار قوانين مختصة بتحديد النطاقات ، أو تحديث القوانين الموجودة وذلك بإزالة الغموض والمشاكل التي تكتنفها.
  • وضع سياسة للحفاظ على الأبنية التاريخية والدينية وصيانتها تتضمن منح قروض لترميمها أو قيام مجلس الإعمار المقترح تأسيسة بتقديم القروض لأصحابها لترميمها إلى حد مقبول.
  • القيام بمسح شامل ، وذلك بعمل الدراسات والمخططات والواجهات والمقاطع مع أخذ الصور الفوتوغرافية للابنية الدينية والتراثية الرئيسية داخل المدينة وخارجها ، والموجودة حالياً ، كالعتبات المقدسة والمساجد والمدارس الدينية والحسينيات والخانات والحمامات العامة والمقامات وبعض البيوت التراثية الجميلة ، وذلك لتكون مرجعاً يستعان به عند القيام بترميم وصيانة هذه المباني أو عند إعادة بنائها من جديد من حالة هدمها.
  • توثيق جميع الأبنية ذات القيمة التاريخية والتراثية لدى مجلس الإعمار المقترح تأسيسه وتسجيلها لغرض الكشف عليها دورياً وإعادة بناء الآيل للسقوط منها وفق تصاميم تجري الموافقة عليها من قبل المتخصصين في هذا المجال.
  • توسيع وتقوية البرامج التوضيحية والعلامات الإرشادية لجعل السكان والزائرين أكثر إطلاعاً ومعرفة بالأماكن الدينية والتاريخية والتراثية والسياحية.
  • تشجيع ودعم المنظمات والمؤسسات التي تعنى بالحفاظ على التراث وتحسين المدن.
  • تقديم الدعم المادي والمعنوي للمجالس المحلية في المدينة وضوايحها وتوسيع صلاحياتها بما يمكنها من المساهمة في عملية التوعية بين السكان للمحافظة على مدينتهم .

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 311

    الفصل السادس

    السياحـة الـديـنية

    السياحة الدينية هي السفر بهدف زيارة الأماكن الدينية المقدسة. والسائح أو الزائر هو من يقوم بالأنتقال لغرض السياحة او الزيارة من مدينة إلى أخرى أو من بلد إلى آخر.
    لم تعد صناعة السياحة كما كانت منذُ سنوات ، حيث تشعبت فروعها وتداخلت وأصبحت تدخل في معظم مجالات الحياة اليومية ، الاقتصادية منها والأجتماعية والثقافية والبيئية.
    والسياحة هي صناعة مرتبطة بالرغبة الإنسانية في المعرفة وتخطى الحدود. وستظل السياحة شكل عام وبكل أنواعها ، والسياحة الدينية بشكل خاص ، من أكثر الصناعات نمواً وأكثرها رسوخاً في المستقبل.
    ومن إن نذكر عالماً من علماء الأمة إلا ونجد أنه ساح في جميع الدول ، وتنقل ما بين الشرق والغرب بهدف الزيارة والحصول على العلم والأستزادة منه. وكلما كثر ترحال العالم أزدادت سعة علمه ومعرفته.
    لذلك نجد أن العلماء ومن كافة الأقطار تنقلوا بين المدن الإسلامية ، من غرب العالم الإسلامي إلى أقصى شرقه ، من المغرب إلى القاهرة ودمشق وأسطنبول

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 312

    وبغداد والمدن الدينية المقدسة ، وإلى طهران وخراسان وكابول وآسيا الوسطى وبالعكس.
    وقد شهدت السياحة خلال القرون الماضية أزدهاراً واسعاً ، خصوصاً سياحة العلماء والرحالة والمؤرخين من أمثال المسعودي ، أبن فضلان (الذي وصل إلى شمال أوربا) ، إبن بطوطة ، حمد الله المستوفي ، أبن جبير ، ياقوت الحموي ، ابن سينا ، جابر بن حيان ، الكندي ، الفارابي ، وغيرهم ، حيث توسعت أفاق علمهم واستفادت من علومهم وتجاربهم الشعوب الإسلامية وشعوب العالم الأخرى. وما زالت الكثير من مؤلفاتهم تعتبر أحد أهم المصادر العلمية وتُدرس في معظم جامعات العالم .
    وتعتبر السياحة من العناصر الأساسية في الثقافة الإسلامية ، وهي ليست زيارة الآثار ومعالم المدن التاريخية والدينية فحسب ، وإنما وسيلة للتعارف بين المجتمعات والإطلاع على تقاليدها وعاداتها ودراسة ثقافاتها ، وهي أداة للتواصل الحضاري والثقافي بين شعوب العالم .
    وتُعد السياحة الدينية من أهم أنواع السياحة في العالم الإسلامي ، ومن آدابها هو الأبتعاد عن المحرمات والألتزام بالضوابط التي أقرها الإسلام .
    لذلك لابد من السعي والعمل على تطوير السياحة الدينية في العراق من خلال وضع برامج متطورة لأستقبال مجاميع الزوار ، وتشمل بالإضافة إلى زيارة المراقد الدينية المقدسة ، إيجاد طرق حضارية ، منها التعرف على ثقافات المجتمعات وتبادل الزيارات وإقامة الندوات والمعارض والمهرجانات التسويقية وزيارة معالم المدن الأخرى القريبة من المدن الدينية ، وتوفير كافة الخدمات والمستلزمات الضرورية التي يحتاجها الزوار والسواح ، كالمرافق والعيادات الطبية ومراكز الإرشاد والأتصالات ومكاتب الشرطة السياحية ، بالإضافة إلى تأهيل وتحسين

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 313

    الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية الأخرى والإشراف عليها بصورة مستمرة.
    إن ما تتصف به الشعوب الإنسانية هم كرم الضيافة وحُسن الأستقبال والترحيب بالزائر والسائح. لذلك فإن السياحة الدينية ، وخصوصاً في العراق ، وفي الظروف الطبيعية ، لها طابع مميز حيث يشعر الزائر أو السائح بأنه بين أهله وذويه ، والعديد من الزائرين تطيب لهم الإقامة مدة أطول خصوصاً في المدن الدينية لزيارة مراقد أئمة أهل البيت (ع) لطيبة وكرم أهلها وتعاملهم الحسن مع الزائرين.
    والسياحة الدينية إلى مدن كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء لها معانٍ كثيرة ، فهي اقرب للعمرة إلى بيت الله الحرام ، فهي سياحة جليلة وعظيمة ، لذلك فإن زيارة المراقد المقدسة تعتبر جزءاً من الشعائر الإسلامية لملايين المسلمين.
    كانت مدينة كربلاء المقدسة في مراحل عديدة من تاريخها مركزاً لألتقاء الحضارات والثقافات والشعوب من شتى الأقطار الإسلامية ، وكانت صلة وصل بين علماء ومفكرين البلدان الإسلامية على مر العصور.
    وبعد سقوط النظام البائد الذي فرض خلال العقود الثلاثة الماضية قيوداً على زيارة المدن الدينية المقدسة ، ومنع زائري الدول الإسلامية من زيارتها ، فإن من المؤكد زيادة حركة وتدفق الزوار والسواح إلى مدينة كربلاء والمدن الدينية الأخرى خلال السنوات القادمة ، لذلك لا بد من تنفيذ العديد من المشاريع العمرانية والتخطيطية والسياحية خصوصاً تطوير المدينة القديمة وتوسعة الروضتين الحسينية والعباسية وتطوير وتحسين المراقد والمعالم الدينية الأخرى في المدينة وضواحيها ، مع زيادة الطاقة الفندقية وإقامة الأسواق الجديدة وبالخصوص الأسواق الشعبية ، وإنشاء المدن السياحية والفنادق الحديثة في ضواحي ومحيط المدينة القديمة ، كمنطقة بحيرة الرزازة والمنطقة التي تقع على طريق كربلاء النجف

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 314

    ومنطقة مرقد عون بن عبد الله ، بحيث تتوفر فيها جميع خدمات المدن السياحية كالمطاعم وملاعب الأطفال والحدائق ومراكز الأنترنيت ، وربطها بالمدينة القديمة بشبكة طرق حديثة ووسائط نقل ، وذلك لتخفيف الضغط الكبير الذي تعاني منه المدينة خلال مواسم الزيارات الدينية ، وتحسين وتطوير المدينة القديمة ، من خلال ترميم وصيانة المباني التراثية والتاريخية لاستيعاب الفعاليات السياحية والخدمة للزوار وبطريقة منظمة توفر كافة الخدمات الضرورية للزوار والسواح وبما لا يتعارض مع وظيفتها الأصلية ، والسعي لتطوير منطقة عين التمر (شثاثا) سياحياً وذلك لقربها من حصن الأخيضر الشهير كأثر تاريخي بارز في العراق ، وتمتعها بوجود العديد من ينابيع المياه المعدنية الصالحة لعلاج مختلف الأمراض الجلدية المزمنة ، وكذلك لأنها تشتهر بثروة زراعية مهمة كالتمور والرمان والزيتون ، بالإضافة إلى وجود العديد من الآثار التي تنتشر في محيطها ، وربط منطقة عين التمر بمنطقة بحيرة الرزازة وذلك لقربهما لغرض أستثمارها سياحياً مما يساعد على أنتعاش مدينة كربلاء اقتصادياً.
    وتعتبر سياحة التسوق أحد عناصر الجذب السياحي في مدينة كربلاء ، حيث تزخر المدينة بأنواع متميزة من البضائع التي تستهوي الزائر والسائح لشرائها ، وبالخصوص المنتوجات والصناعات التقليدية لجودتها وأسعارها الزهيدة.
    لذلك لا بد من إنشاء العديد من مراكز التسوق والأسواق الشعبية في أنحاء مدينة كربلاء ، بحيث تتوفر فيها كافة المرافق العامة والخدمات ومواقف للسيارات. وإيجاد الحلول اللأزمة للذين يعرضون بضائعهم على الأرصفة والطرقات في المنطقة الواقعة بين الروضتين وما يحيطهما ، مما يتسبب في عرقلة سير المشاة وحركة سيارات الإسعاف والحريق والخدمات الأخرى ، وكذلك تشويه صورة المدينة.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 315

    إن العديد من الدول الإقليمية والعربية والإسلامية نجحت في مضمار سياحة التسوق ، وخاصة بعض الدول الخليجية ، مما ساهم في تطوير قطاع السياحة في تلك الدول وإنشاء مجاميع كبيرة من الفنادق الضخمة والمنتجعات السياحية الحديثة والمشاريع السياحية العملاقة. وهناك دول عديدة تعتمد بعض مدنها بالدرجة الأولى على سياحة التسوق ، وتعتبرها أحد أهم المصادر الرئيسية لمواردها المالية ، كدبي والقاهرة ودمشق ومراكش وأصفهان وأسطنبول وغيرها. وتُعد سياحة التسوق من الأنشطة الاقتصادية الحيوية التي تعود بالفائدة بالدرجة الأولى على أفراد المجتمع وتخلق فرص عمل جيدة.
    إن للسياحة الدينية آثاراً مباشرة وغير مباشرة على أقتصاد البلد وتكوين الناتج الوطني كما هو مبين أدناه:

    الآثار المباشرة للسياحة الدينية

    أولاً: أثر السياحة الدينية في الدخل الوطني
    يتكون الناتج أو الدخل الوطني من خلال الفعاليات التي تمارسها القطاعات الأخرى المختلفة (زراعية ، صناعية ، خدمية) على مدار السنة ، وكل قطاع منها يمتلك مجموعة مشاريع تتمثل بالمعامل والمصانع والمزارع والمنشآت والمؤسسات والمرافق وغيرها. وتقوم هذه الوحدات بمزج عناصر الإنتاج مع بعضها لكي تحولها إلى سلع وخدمات نافعة للمجتمع.
    والسياحة الدينية أيضاً تمارس أنشطتها من خلال وحداتها الخدمية المتمثلة بالفنادق ، المطاعم ، وسائط النقل.. الخ ، والتي تقوم بدورها بمزج عناصر الإنتاج وتحويلها إلى مجموعة خدمات تباع لزوار العتبات المقدسة.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 316

    إن الدخل الناتج عن السياحة الدينية ، هو مقدار ما ينفقه الزوار مقابل الخدمات أثناء رحلاتهم لزيارة العتبات المقدسة ، والذي يعد من زاوية أخرى ، إيراداً للوحدات الخدمية العاملة في مجال السياحة الدينية.
    وهناك العديد من الدول تعد السياحة بالنسبة أحد المصادر الرئيسية في تكوين دخلها الوطني. ومن الممكن أن يكون للسياحة الدينية شأن كبير في الدخل الوطني العراقي بما تمتلكه من مقومات حضارية تتمثل بالمدن الدينية المقدسة والأماكن الدينية الأخرى ، القادرة على أستقطاب ملايين الزوار المسلمين وغيرهم سنوياً.
    ثانياً: اثر السياحة الدينية في ميزان المدفوعات
    يصاحب عملية أستضافة الزوار القادمين إلى العراق بهدف زيارة العتبات المقدسة ، دخول مقدار كبير من العملات الأجنبية. وبذلك تكون السياحة الدينية مصدراً مهماً لكسب العملات الأجنبية تدعم فيه ميزان المدفوعات. وفي هذا الصدد يجب مراعاة إجراء موازنة ما بين العائد من العملات الأجنبية بواسطة الزوار الوافدين للسياحة الدينية من جهة ، وما ينفق بالعملات الأجنبية على أستيراد مستلزمات الإنتاج المستخدمة من قبل المنشآت السياحة الدينية من جهة أخرى. وحصيلة الفارق بين العائد والإنفاق هي التي تقرر دور السياحة الدينية في ميزان المدفوعات. ففي حالة تفوق العائد ، يكون هناك فائض في العملات وينشأ الدور الإيجابي ، وفي حالة تفوق الإنفاق يكون هناك عجز وينشأ الدور السلبي.
    ثالثاً: اثر السياحة الدينية في الميزانية الحكومية
    يمكن للسياحة الدينية أن تكون مصدراً مالياً مهماً لخزينة الدولة عن طريق الإيرادات التي تحققها الرسوم المستوفاة من الزوار عن الخدمات المقدمة لهم ، لا سيما إذا أقتنع الزائر بأن هذه الأموال سوف تنفق أيضاً لإغراض تطوير

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 317

    المراقد والمواقع الدينية والمؤسسات الخدمية التابعة لها. وتعتبر الضرائب والرسوم التي تفرض على المشاريع السياحية مصدراً مهماً لميزانية الدولة.
    رابعاً: اثر السياحة الدينية في توفير فرص العمل
    تنتمي صناعة السياحة إلى قطاع الخدمات. وهذا يعني أن النشاط السياحي يمتاز بدرجة عالية من الأعتماد على الجهود البشرية المتمثلة بعنصر العمل. ومن الصعوبة بمكان إحلال المكننة محل عنصر العمل إلا في حدود نطاق ضيق كأستخدام الحاسوب الألكتروني. وهذا ما أكده أحد العلماء الفرنسيين وهو فورستيه من خلال نضريته المبينة على مجموعة من أرقام وحقائق مستنبطة من واقع التطور للقطاع السياحي ، وكانت النتيجة أنه كلما تطوير القطاع السياحي كلما زاد أعتماده على عنصر العمل ، وهذا يعني أن للسياحة فائقة على إيجاد فرص عمل جيدة ضمن حدود القطاع السياحي.
    خامساً: أثر السياحة الدينية في إعادة توزيع الدخل وتنشيط التنمية جغرافياً
    غالباً ما يتم تنفيذ المشاريع التنموية ، بالدرجة الأساس ، في المدن الكبيرة والكثيفة السكان ، ويكون ذلك على حساب المدن الصغيرة والأرياف والأماكن النائية. ففي الوقت الذي ينعم فيه سكان المدن بكل مستلزمات الحياة العصرية ، فإن سكان الأقاليم الأخرى يعانون من نقص شديد في هذا المجال ، وهذا يؤدي إلى التوزيع غير العادل للتنمية الكبيرة كما هو في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء ، وكذلك في المدن الصغيرة والأرياف والأماكن النائية كما هو في مدن الحمزة والقاسم وغيرها مثل مناطق الحر وعون بن عبد الله وأحمد بن هاشم في محيط مدينة كربلاء.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 318

    وهنا يأتي دور السياحة الدينية في توزيع عادل للدخل والمشاريع التنموية في كافة المناطق النائية والمدن الصغيرة والكبيرة ، وبالخصوص مشاريع الطرق والنقل والخدمات كالأسواق والفنادق والمطاعم والمرافق السياحية وغيرها.

    الآثار غير المباشر للسياحة الدينية

    أولاً: الأثر المضاعف للسياحة الدينية
    إن المبالغ التي تنفق من قبل زوار المدن الدينية المقدسة ، والتي تكون إيراداً لأصحاب المشاريع السياحية ، يُعاد إنفاقها مرة ثانية وثالثة. وهكذا فإن الدخل المتحقق من نشاط السياحة الدينية يتضاعف في نهاية الأمر لعدة مرات بحكم تأثير المضاعف الأقتصادي.
    ولغرض تحسين قيمة المضاعف ، وبالتالي مضاعفة الدخل المتحقق عن نشاط السياحة الدينية ، لابد من تنمية القطاعات الأخرى التي تمد السياحة الدينية بعناصر الإنتاج ، والمتمثلة بالدرجة الأساس بقطاعات البناء والإنشاء والصناعات المحلية المتعددة وخاصة الحرف والصناعات الشعبية التي يمكن الأعتماد عليها في سد جاجات السوق المحلية.
    ثانياً: أثر السياحة الدينية في تنشيط حركة الإنتاج والأستثمار في القطاعات الأخرى
    للسياحة عموماً قدرة عالية على خلق سلسلة من العمليات والنشاطات الإنتاجية (بسبب أمتداد الطلب السياحي المعقدة المباشرة منها وغير المباشرة إلى اكثر فروع وقطاعات الأقتصاد الوطني) وتسهم في قيام العديد من الصناعات الثانوية والجانبية التي تتصل بأكثر من مائة وخمسين صناعة مختلفة.

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 319

    وبناء على ذلك فإن آثار السياحة الدينية تمتد إلى القطاعات الأخرى ، وبذلك تكون محركاً قوياً للاقتصاد الوطني العراقي.
    ثالثا: أثر السياحة الدينية في تنمية مشاريع البنى التحتية وتطويرها
    حرصاً على إبراز الجوانب الحضارية المتميزة أمام زوار المدن الدينية المقدسة في العراق ، لا بد من تنفيد عدد من مشاريع البنى التحتية التي توفر جانباً مهماً من مستلزمات الحياة العصرية ، ليس ضمن حدود بلديات المراقد المقدسة فحسب ، بل وفي كل المواقع التي يتواجد فيها الزوار ، وتشمل مشاريع الخدمات كافة.
    وإن هذه المشاريع لا تقتصر على أستخدامات الزوار لها فقط ، وإنما تشمل سكان المدن المقدسة والمناطق الأخرى كافة.
    رابعاً: اثر السياحة الدينية في تنمية البنى الفوقية وتطويرها
    إن تنمية المناطق الدينية وأهمية الظهور بالمظهر اللأئق أمام الزوار والسواح ، يعني بالضرورة الأهتمام بالبنى الفوقية للبلد عموماً ، وللمنشآت السياحية والمراقد الدينية خصوصاً. والأهتمام بالبنى الفوقية للبلد عموماً ، وللمنشآت السياحية والمراقد الدينية خصوصاً. والأهتمام لا يقتصر على بناء مشاريع البنى الفوقية وتوفيرها ، بل يتعداه إلى الأهتمام الكبير بالبنى الفوقية التي تعني بنوعية الأبنية وتصاميمها ومظهرها الخارجي ، وبالخصوص المراقد الدينية التي تُعد من أبرز معالم الحضارة الإسلامية في العراق الإسلامي.
    خامساً: أثر السياحة في تحسين البيئة وتطوير المواقع التاريخية والأثرية
    على الرغم من أن المراقد المقدسة والمواقع الدينية الأخرى تشكل عنصر الجذب الأساس في مجال السياحة الدينية ، إلا أن تحسين البيئة وتطوير المواقع

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 320

    التاريخية والأثرية تعد من الأولويات المهمة التي لا غنى عنها وهي مكملة للسياحة الدينية.
    فالزائر أو السائح الذي يقطع المسافات الطويلة لتأدية مراسيم الزيارات الدينية ، يرغب أيضاً بممارسة بعض الأنشطة الثقافية والترويحية ، منها الإطلاع على المعالم الأثرية الموجودة ضمن حدود المناطق الدينية. ومجاميع كبيرة من الزوار يخصصون جزءاً من وقتهم للراحة والأستجمام في البساتين والمتنزهات ، وجزءاً آخر من الوقت يخصص للتسوق وبالخصوص في الأسواق القديمة. وهذا يتطلب الأهتمام بالجوانب التالية :
  • حماية البيئة من التلوث.
  • زراعة الغابات الأصطناعية والأحزمة الخضراء وحماية البساتين.
  • إقامة الحدائق العامة والمنتزهات وملاعب الأطفال وبالخصوص المنتزهات الخاصة بالنساء والأطفال فقط.
  • ترميم وصيانة المواقع التاريخية وتحسين الأحياء القديمة.

    سادساً: أثر السياحة الدينية في الإعلام
    يعتبر الإعلام أحد الوسائل الأساسية للتعريف بالمنجزات الحضارية للبلد أمام دول العالم ، وتخصص لهذا الغرض أموال طائلة من ميزانية الدولة سنوياً.
    ويُعد الزائر أو السائح أفضل وسيلة دعائية إعلامية مجانية صادقة تعكس واقع التطور الموجود في البلد عند عودته إلى بلده. وإن أستقبال ملايين الزوار والسواح سنوياً ، يعني كسب تأييد عشرات الملايين من أبناء مختلف الدول ، إذا ما تم أستضافة الزوار والسواح بطريقة حضارية و لائقة وكسب رضاهم من خلال حسن الضيافة والمعاملة وتوفير كافة الخدمات والمستلزمات الضرورية لهم .

    عمارة كربلاء دراسة عمرانية وتخطيطية 321

    وهناك آثار أخرى للسياحة الدينية يجب أن تحضى بالأهتمام والدراسة والتقييم وهي :

    * أثر السياحة الدينية في المستوى العام للأسعار

    في الزيارات الدينية المهمة ، يتدفق مئات الآلاف من الزوار على المدن الدينية المقدسة خصوصاً مدينة كربلاء المقدسة ، ويقابل هذا العدد الهائل من الزائرين ارتفاع كبير في الأسعار وبالذات المواد الأستهلاكية منها ، وتخلق حالة من التضخم النقدي ، وتنعكس آثار هذا التضخم وبشكل سلبي على سكان المدن الدينية من ذوي الدخل المحدود ، مما يؤدي إلى أنخفاض في مستواهم المعيشي. لذلك لا بد من إيجاد طريقة توفر المواد الأستهلاكية لسكان المدن الدينية المقدسة ، وخاصة من ذوي الدخل المحدود ، وبأسعار عادية لا تؤثر على مستواهم المعاشي ، كإقامة الجمعيات التعاونية الأستهلاكية الخاصة بأبناء المدينة فقط.

    * أثر السياحة الدينية في قضايا التبعية الأقتصادية

    تتمثل هذه الحالة عندما يكون تشغيل الموافق السياحية معتمداً بالأساس على الزوار القادمين من بلد معين كإيران مثلاً. وبالتالي فإن الأنشطة الأقتصادية في المدن الدينية المقدسة ستتأثر سلباً أو إيجاباً بأقتصاديات ذلك البلد. فتنتعش السياحة الدينية في المدن المقدسة عندما يكون ذلك البلد في حالة من الرخاء الأقتصادي ، والعكس صحيح.
    أو قد تحدث ظروف أستثنائية تحول دون وصول الزوار من ذلك البلد لأسباب عديدة مما يولد أهتزازاً بالغاً في الأنشطة الأقتصادية للمدن الدينية المقدسة. والمطلوب تنويع مصادر الطلب على السياحة الدينية في البلد ، وعدم الأعتماد بصورة رئيسية على بلد واحد ، وهذا يتطلب الترويج للسياحة الدينية في كافة البلدان الإسلامية والبلدان الأخرى التي تتواجد فيها جاليات إسلامية كبيرة.

    السابق السابق الفهرس التالي التالي