الأسرة ومتطلبات الأطفال 529


الفصل السابع



الحاجة الى الاستقلال

المقدمة


الانسان موجود شديد الحاجة وفي مرحلة الطفولة المبكرة يتسم بكونه شديد التبعية أيضاً لغرض تأمين متطلباته. أن تبعيته وتعلقه بوالدته تصل الى درجة لا ينفك معها آن واحد عنها. وحتى انه يرجع اليها في اكثر المسائل جزئية. وما اتكاء الطفل على الام واعتماده عليها في الاكل والشرب واللبس إلا لغرض قضاء حاجته وشعوره بالعجز عن تأمين احتياجاته.
إلا أنه ليس بوسعه البقاء والاستمرار على هذه الحالة ولا يجب ان يبقى كذلك دائماً، إذ ان الطفل المعتمد على الآخرين يجب ان يصبح مستقبلاً محل اعتماد الآخرين عليه ليس فقط في تأمين احتياجاته الفردية، بل في تأمين احتياجات الآخرين ايضاً. كما ان الخطوا التربوية للابوين والمربين انما تصب في مسار الهدف الذي ينبغي ايصاله فيه الى هذا الموضع.

الأسرة ومتطلبات الأطفال 530


الحاجة الى الاستقلال:


الطفل بحاجة الى الاستقلال. وتتعلق هذه الحاجة بالمحافظة على احترام شخصيته وايضاً هي ضرورة لحياته الفردية والاجتماعية. ومنذ الاشهر الاولى لحياة الطفل نجد ان الطفل يتوقع ان يكون مستقلاً في محيط عمله ولا يرى مسؤولاً أو صاحب نفوذ يراقبه ويشرف عليه. انه يسعى ويبذل ما بوسعه لكي ينجو بنفسه من تبعيته لابويه واعتماده عليهم ويؤدي اعماله بنفسه.
وهذا الامر يتكامل في الطفل بما يتناسب ونموه السني والعقلي بشكل تصاعدي ويصل الطفل الى المرحلة التي ينزعج معها حتى من تدخل الابوين في عمله وشؤون حياته بل وحتى الالعاب التي يمارسها. وفي المراحل التالية يطالب بالاستقلالية بكل حزم وشدة لدرجة لا يريد معها ان يسمع كلام أو رأي أبويه والآخرين أو ان يعيش في ظل وحماية الآخرين له. فتراه يخطط بنفسه لحياته الشخصية ويطبق خططه شخصياً لسعادته وهنائه.
فطرية هذا الاحتياج:


يرى بعض علماء النفس ان الرغبة في الاستقلال والحاجة في الوصول الى ذلك يعد أمراً فطرياً ويقولون ان الدليل على ذلك يكمن في وجود الرغبة لدى جميع الاطفال وفي مراحل العمر المختلفة ويتجلى ذلك بصورة مختلفة لديهم. كما ان جميع افراد البشرية، وحتى أولئك الذين تمت تربيتهم ليكونوا عبيداً يستحوذ عليهم شعور داخلي بطلب الاستقلال أيضاً ويتمنون التخلص من تلك الحالة وان يأتي اليوم الذي يلغون فيه سلطة الآخرين عليهم.
ويقولون ان دافع الاستقلال ناجم عن دافع التملك ويريد الانسان ان

الأسرة ومتطلبات الأطفال 531

يتصرف ويسيطر على ما يملكه ويشعر بانه ملكه حقا. انه يريد ان يملك حق التصرف باملاكه ويرى نفسه متملكاً. كما انه يرغب بان يشعر في هذا المجال بالحرية ولا يرى لاحد حق التصرف به سواه. وبناء على هذا الاساس فان تصور الطفل عن عدم امتلاك الاستقلالية هو تصور ينم عن فقدان الحرية ومنعها عنه وتعد الحرية امراً فطرياً وان منعها يعد نوعاً من محاربة الفطرة.

مظاهر حب الاستقلال:


يتجلى هذا الامر بصورة مختلفة لدى الاطفال، إذ بسبب حب الاستقلال تظهر لنا مسألة التمرد والتخلص من الطاعة وعدم مراعاته للاصول والضوابط التي يضعها أبويه له. والمظهر الآخر لذلك هو اصرار الطفل على ان يؤدي عماله بنفسه.
ولعلكم ترون افراداً صغاراً السن لم يعرفوا بعد يمنهم من يسارهم ويدعون اموراً من قبيل: اصراره على ان يرتدي ملابسه بنفسه، ويتناول طعامه بنفسه، ويذهب بمفرده الى باحة الدار، ويلبس حذاءه بنفسه، ويزر ازرار قميصه بنفسه و... ولغرض الوصول الى هذا الهدف فانه يتسبب احياناً الاخلال بعمل الآخرين، واحداث الضوضاء والفوضى، واظهار العناد واللجاجة والعصيان.
ونحن نعلم بوجود علاقة بين الحاجة الى الاستقلال والتكبر، إذ انه يشبع احياناً غروره وتكبره في ظل مسألة المطالبة بالاستقلال وهذين الامرين مرتبطين ببعضهما البعض ويساعدان على تصاعد حدة السلوك والتعامل.

الأسرة ومتطلبات الأطفال 532


محاولات الحصول عليها:


ولغرض حصول الطفل على الاستغلال من الممكن احياناً ان يلجأ الى القيام بأعمال غير مستساغة أو أن يقوم باعمال لا يرضى بها الآباء والمربون. ومن أجل الاستقلال يلجأ أحياناً الى الانزواء في احدى زوايا الغرفة أو يغلق الباب على نفسه ويقوم بأعمال معينة.
ولغرض استغائه عن الاتكاء على الآخرين يمسك احياناً مقبض الباب ويقف على قدميه،ويستند الى الكرسي وينتصب على قدميه. ولو ارادت والدته ان تعينه وتستنده مثلاً في هذه المسألة لينهض مستنداً عليها فانه ينزعج ويصرخ رافعاً صوته. واحياناً يمسك علبتين ويحاول ادخال احدهما بالآخر دون ان يعرف طريقة ذلك. ولو ارادت والدته مساعدته ينزعج ولأنه لا يعرف اداء هذا العمل ايضاً فانه يتعصب ويبدأ بالنياحة والبكاء. هذه المحاولات موجودة بصور مختلفة ومتعددة في هذا المجال.

فوائد الاحتياج الى الاستقلال:


ينطوي الاحتياج الى الاستقلال على فوائد وآثار كثيرة للطفل، إذ يشرع الطفل بالحركة ويبذل الجهد في ظل ويعثر على اسلوب ونمط معين لمواصلة حياته وهذا الامر سيؤثر فيما بعد في بناء شخصيته ونموها. كما أنه على اثر هذا الاحتياج وتأمينه يشعر الطفل بالغرور والاعتزاز ويشعر كذلك بهويته وشخصيته ويجعل شخصيته اكثر تمييزاً عن الآخرين ومستقلة عنهم.
ان الاحساس بوجود هذا الاحتياج يهيىء الارضية امام تحمل الطفل للمسؤلية والقيام باداء الاعمال الخاصة، إذ انه يحمل الطفل ومنذ السنة السادسة من العمر على البدأ بحركة منظمة وواعية نحو هدفه. ويحصل بالتالي

الأسرة ومتطلبات الأطفال 533

على تجربة ثمينة من ذلك. والاطفال الذي يمتلكون روح الاستقلال اكثر من غيرهم ويبذلون في سبيل ذلك حركة وجهداً متميزين ويحققون نجاحاً أكبر في هذا المجال فانهم سيمتلكون ثقة اكبر بانفسهم ايضاً.
ضرورته:


لا ان نمنح الاستقلال للطفل وهذا الاستقلال من ضروريات حياة الطفل سواء في الوقت الحاضر أم في المستقبل. فالطفل بحاجة الى الانفصال عن والدته تدريجياً ويعتمد على نفسه ويجعل علاقته مع الآخرين علاقة طبيعية دون ان يكون مرتبطاً بهم وتابعاً لهم. وعادة ما يكون بكاء الطفل حين انفصاله عن والدته في سني الطفولة معبراً عن حتمية اليوم الذي يتوجب فيه على الطفل ان يكون مستقلا عن والدته ويتصب على قدميه معتمداً على نفسه. ومن الناحية التربوية وملاحظة الحقوق التي للاطفال على آبائهم من الضروري ايضاً ان نسوق الاطفال نحو البلوغ ومن مظاهر هذا البلوغ هو التحرك نحو كسب الاستقلال. ويجب ان تكون أرضية التربية بالشكل الذي يتمكن معه الولد والبنت في سني البلوغ البدني وحتى البلوغ الشرعي على الآخرين تنجم عنه شخصية ذليلة تابعة تؤدي الى إعاقة النمو والحاق الاذى بشخصية الفرد.
اضرار فقدان الاستقلال:


ولكي يحافظ الطفل على شخصيته واحترامه والتعبير ايضاً عن جدارته وكفاءته وحسن استخدامها فانه بحاجة الى ان يخطط بنفسه، ويتحرك، ويفكر، ويعزم ويقرر، ويستفيد من الحلول والامكانيات المختلفة. وان عدم

الأسرة ومتطلبات الأطفال 534

مراعاة حالة الطفل في مطالبته بالاستقلال يساعد على استمرار مسألة الاتكال على الآخرين بل وتواصله من الناحية الاقتصادية الى المرحلة التي يصبح فيها ملعوناً من قبل الله تعالى لانه يصبح كلا على الآخرين: (ملعون من القى كله على الناس)، وما اكثر الآباء الذين يتسببون من خلال اخطائهم في التمهيد للقضاء على استقلال الطفل واضعاف شخصيته في الحاضر والمستقبل. وكلما تصاعدت حدة وقوفهم امام جنوحه لطلب الاستقلال فان ذلك يمثل طعنة في شخصيته وروحيته ويزيدون في ذلك في حياته الحالية والمستقبلية اكثر فاكثر.
ان قلق الابوين في اعطاء الاستقلال الكافي للطفل يكمن في التخوف من ان يؤدي هذا الامر الى خلق الارضية المناسبة لبروز المشاكل والمعضلات. أنهم قلقون لهذا الأمر لانهم يتخوفون من عواقب هذا الأمر وبالتالي يصبح هذا الامر سبباً في تأخير نمو الطفل ونضوجه. اذن لابد مراعاة مسألة الاستقلال ولكن بنوع من الحيطة والحذر، لأن الافراط فيه يولد المخاطر أيضاً.
الهدف من الاستقلال ونوعه:


الهدف من الاستقلال يتمثل في التحرر من التبعية والارتباط بالغير والعلم بالواجبات المطروحة في اطار التكليف ونضوج الفرد، إذ لابد له من امتلاك الاستقلال ليتمكن في ظله توفير موجبات خيره وسعادته وتمكنه من الاعتماد على نفسه.
ويشمل هذا الاستقلال كافة الانواع المهمة في حياة الانسان الفردية والاجتماعية في الحاضر والمستقبل. كالاستقلال في العمل، وارتداء

الأسرة ومتطلبات الأطفال 535

الملابس، والذهاب الى المستراح، فرش وجمع الفراش، وكل أمر آخر له ارتباط بنحو أو آخر بحياته.
كما انه بحاجة الى الاستقلال في الاخلاق وابداء وجهة نظره، إذ يجب ان يكون قادراً على بيان وجهة نظره وسط افراد المجتمع ويدافع عنها. ويجب ان يكون تأسيس ذلك بشكل يشمل معه في المستقبل أرضية افكاره واعماله ويصبح بوسعه ايضاً ايصال ابداعه وابتكاره الى الميدان العملي.

ابعاد وحدود الاستقلال:


يجب ان تكون حدود الاستقلال الممنوحة للطفل متناسبة مع:
  • شروط السن وبالشكل الذي يكون معه قادراً على استيعابها والاستفادة بنحو لائق.
  • شروط ادراكه وفهمه وبالشكل الذي يعلم معه ماذا يفعل وما هي الخطوات التي خطاها.
  • شروط احتياجاته، إذ ان للفرد حاجات معينة في كل مرحلة من مراحل العمر ولابد من اخذها بنظر الاعتبار.
  • شروط حياته الحضارة والآفاق التي صورناها له في هذا المجال.
    وعلى اي حال نريد له ان يتمتع بذلك الاستقلال الذي يمكنه من العيش بمفرده دون أي خلل. وهذه الحياة لا تتعلق بمحيط الاسرة فقط بل تمتد لتشمل المدرسة والمجتمع أيضاً. ويجب ان ندعه يعيش حراً بنفس المقدار الذي يقدر فيه على الاستفادة بشكل صحيح من الاستقلال ويمتلك معه القدرة على حسن استخدامه لذلك حتى ولو كان قادراً على الذهاب الى المدرسة

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 536

    بمفرده أو السفر مستقلاً في السنين اللاحقة.
    وفي هذا المجال توجد ملاحظة معينة وهي ان يكون الطفل مستقلا ولكن ليس بالشكل الذي يتسبب فيه الاستلال بالحاق الاذى به وبالآخرين. وعلى سبيل المثال يمكنه ان يكون مستقلاً في ادائه للاعمال الجماعية التي تبرز في البيت بل وحتى يجب عليه ان يقبل بتبعيته لابويه.
    التربية من اجل الاستقلال:


    مع الاخذ بنظر الاعتبار احتياج الطفل الحالي والمستقبلي للاستقبال من الضروري ان يصار الى تربية الطفل للوصول الى هذا الهدف وان يخلق لديه الاستعداد للاعتماد على نفسه ويغسل ملابسه بنفسه ويتناول طعامه بنفسه، ويتقبل المسؤولية ذاتياً ويقوم بأدائها، ويذهب بنفسه الى التواليت و...
    وهذه التربية يتم تطبيقها طبعاً على مراحل متعددة ولكن من الضروري تطبيقها بشكل كامل في كل مرحلة منها كي لا تقترن بالهرج والمرج والاضطراب. وعلى سبيل المثال يجب ان يكون الطفل قادراً على الذهاب إلا التواليت بشكل مستقل ولغاية السنة الرابعة من العمر ويجب ان يستغني تماماً عن مساعدة الام اياه في هذا المجال في السنة السادسة من العمر. أو أن يكون قادراً على ارتداء ملابسه الخارجية في السنة الثالثة من العمر ويكون قادراً في السنة الخامسة من العمر على زر ازرار حذائه وملابسه حتماً.
    وما من شك في أن استقلال الطفل ناجم عن وجود الامن والحرية ولابد من اخذ هذين العاملين بنظر الاعتبار بشأن تربية الطفل من أجل الاستقلال. ان مراعاة ذوق الطفل وتربيته من اجل تحقيق الاستقلال وللحذ الذي لا يؤدي معه الى الحاق الاذى بالطفل يعد أمراً مقبولاً حتى انه من الضروري في هذا البعد

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 537

    من الاستقلال ان نراعي ذوق التوائم أيضاً. وان لا نضطر الى توفير ملابس متشابهة لهم ذلك ان التشابه في الملابس يؤدي الى التبعية.
    تمرين الاستقلال:


    تحتاج التربية من أجل الاستقلال الى التمرين والممارسة ومن الضروري في هذا التمرين ان نضع في متناول يده الامكانيات المناسبة في هذا المجال. ولغرض تحقيق الاستقلال من الضروري اولا ان يشعر باحترام شخصيته ويشعر بوجود ارتباط مبني على اساس الاحترام المتبادل بيه وبين أبويه كما أن الاحتكاك والارتباط بالآخرين والعيش وسط المجموعة المقارنة له في السن يمكن ان يلعب دوراً في ازالة التضاد الحاصل بينه وبين ابويه والناجم عن الاتكال والاستقال وان يكون بمثابة تمرين على الاستقلال.
    وفي الضروري في التمرين على الاستقلال ان نلقي مسؤولية أو عملاً معيناً على عاتق الطفل يحظى برغبته وتعلقه به ويكون قادراً على ادائه بمفرده. وفي حالة انجازه لذلك العمل من الضروري ان نقوم بتشجيعه والثناء عليه لكي يشعر بالزهو وقوة شخصيته ويقبل على المزيد من الابتكار والعمل. وينبغي له ان يخلق الاجواء التي تدفعه الى ان يخطط بنفسه، ويعمل، ويتمرن ليصبح بالتدريج فرداً مستقلاً.
    الشروع بهذا التمرين:


    وأما تعيين الوقت الذي يجب ان يبدأ فيه هذا التمرين ومتى نقدم على هذا الامر فالجواب هو أنه ومنذ الاشهر الاولى تتوفر للطفل الارضية والظروف

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 538

    التي تمكنه من امتلاك موقف فعال امام ابويه ويطمح الى نيل الى الاستقلال. ومنذ ان يبتسم الطفل ابتسامة واعية لابويه فانه يمتلك الاستعداد على ان يكون مستقلاً.
    ومنذ السنة الاولى على وجه الخصوص فانه يقف على مفترق طريقين. فلو منح الفرصة اللازمة يمكنه ان يصبح فرداً اجتماعياً ومستقلاً ويضاعف من اعتماده على نفسه. ففي هذه السن يتحرك بمفرده، يستند الى الكرسي وينهض، ويريد ان يتناول طعامه بنفسه بدون ان تساعده والدته في هذا الأمر. ومنذ السنة الرابعة أو الخامسة من العمر يصبح بمقدوره ارتداء ملابسه او حذائه وفي السنة السادسة من العمر يستخدم المحبة أو يظهر البرود في ذلك.
    وعلى أي حال فان اكثر المراحل حساسية في تمرين الاستقلال هي المرحلة التي يفرض فيها الابوين ضوابط ومقررات معينة على الطفل ويكون قادراً على اكتشافها وادراكها والعمل طبقاً لها. وفي تلك الحالة نكون قد إهتممنا بتطبيق المقررات من جهة ومسألة التمهيد كذلك بالشكل الذي تساعده الى اكتشاف سبيل نحوه وسلامته.
    التميهد للاستقلال:


    لغرض تربية الطفل من اجل الوصول الى مرحلة الاستقلال بامكان الآباء والمربون القيام بالتمهيدات اللازمة ويستفيدوا في هذا المجال من مختلف الاساليب والتي يتمثل احداها بتقديم النماذج السالمة والبناءة. كما ان لمواقف الآباء تجاه المسائل التي تطرأ لهم حديثاً مؤثرة في هذا المجال.

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 539


    ويريد الطفل ان يتناول طعامه بشكل مستقل، ويرتدي ملابسه بمفرده ويقدم شخصياً على بعض الاعمال. ويجب في هذا المجال الاسراع الى مساعدته وتمهيد الارضية امامه للحصول على الاستقلال باي شكل من الاشكال. كما ان ايداع المسؤوليات المناسبة والجديرة بمقدور الطفل تعد خطوة في هذا المجال بأمكانها ان تساعد الطفل على كسب استقلاليته.
    ويجب ان نأخذ بنظر الاعتبار رغبات الطفل في عملية الاعانة هذه وان نحاول اجتناب عمليات الفرض والافراط في ذلك أو نبتعد عن القلق من اعطاء الاستقلال للطفل وعن كل أمر يساعد على التمهيد لاستمرار التبعية ضمن ملاحئتنا لعدم الخروج عن حد التعادل والتوازن.
    خطر الافراط في الاستقلال:


    الطفل بحاجة الى الاستقلال ولابد من تأمين هذا الاحتياج وليس ذلك بموضوع حديثنا ولكن لو كان اعطاء الاستقلال بشكل يخرج معه المتعارف والمألوف فأنه يمهد الارضية للاعتداء والعنف ويؤدي بالطفل الى التسلط. وفي هذه الحالة من الممكن ان يعمد الطفل الى الاعتداء والتجاوز على الآخرين ويستغفل مكانته استغلالاً سيئاً.
    ولهذا السبب نقول بان امتلاكه الاستقلال يجب ان لا يؤدي الى عدم اكتراثه بالواجبات والتكاليف وان يتملص عن ادائها. ويجب تعليم الطفل على النظام والضبط في الطريق الى اكتساب الاستقلال وتفهيمه بانه لو كان يريد ان يبقى مستقلاً فلا بد له ان يراعي الضبط والانضباط ويفكر بتعقل وفي نفس الوقت الذي ينطوي في استقلاله على البعد على البعد البدني يجب ان ينطوي

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 540

    على البعد العاطفي والاخلاقي أيضاً.

    التدخل في شؤون الطفل:


    يفرض الاباء في كثير من الموارد حدود معينة لاستقلالية الطفل ويتدخلون في مسألة اختيار نوع لعب الاطفال أو نوعية نشاطاته، وهذا الأمر مخالف لاصول وقواعد التربية ويجب ان نترك الحرية للطفل فيما يتعلق بهذا النوع من الامور وان لا نتدخل في شؤونه.
    ويجب ان يحصل التدخل عندما نشعر بوجود خطر يهدد الطفل أو عندما يكون عمله مخالف للضوابط الاسلامية والانسانية. وهذه التدخلات تؤدي الى احدى حالتين:
  • الاستسلام والعبودية المفرطة.
  • الاستقلال المقرون بالتمرد، وعدم الطاعة،والاثنان منافيان للاخلاق والتربية ولا ينبغي للآباء والمربين التمهيد لذلك.

    * * *



    الأسرة ومتطلبات الأطفال 541


    الفصل الثامن



    الحاجة الى الرشد والكمال

    المقدمة


    من الفضائل الانسانية حب الخير، والايثار، والاحسان، والاخوة، والمحبة وبشكل عام الوصول الى مرحلة الرشد. ان محاولات الوصول الى مرحلة الرشد تعد من الاهداف التربوية الاسلامية السامية ومن اهداف الاسلام. وبشكل عام فان الاقرار بالدين الاسلامي يعد نوعاً من تحري الرشد والسير في طريق الرشد (ومن أسلم فأولئك تحروا رشداً).
    ومن وجهة نظر الاسلام فان الانسان في بعده الحياتي بحاجة الى الصفات والملكات الفاضلة اضافة الى تأمين احتياجات حياته المادية ليصبح بمقدوره المحافظة على سمعته المعنوية. وهذه تمثل المسيرة التي يجب ان يطويها الانسان في سيره نحو الكمال والرشاد ويجب على الآباء ان يمهدوا لذلك الارضية اللازمة.

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 542

    امام الطفل.
    ومرادنا بالرشد ان يتمكن الانسان من الحصول على مكانة اكثر نضوجاً لنفسه وان يحصل على انسجام اكثر عقلانية بشأن الحياة لنفسه ايضاً. ويرقى بنفسه فوق الحدود المتعارفة لبقية الناس ويصبح قادراً على أن يضع أقدامه على أعتاب مرحلة أولياء الله الصالحين. ومرادنا بالرشد أيضاً ان لا يكون الطفل مقيداً بالعوامل الصغيرة والبسيطة، ولا يفكر من أجل المسائل الفارغة والتافهة، وان يسير في طريق الخير اللامتناهي.

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 543


    احتياج الطفل الى الرشد:


    الطفل بحاجة الى ان يضع اقدامه على اعتاب مرحلة الرشد،وعلينا ان نهيىء مقدمات ذلك لحياته، وندخله الى عالم الحقيقة والفضيلةوالايثار ونضعه في المرحلة التي لو أراد معها في يوم من الايام ان يضع قدمه في ذلك الوادي فلن يكلفه ذلك ثمناً باهظاً ولا يرى في تحمل ذلك أمراً شاقاً عليه.
    ولكون الطفل يعد انساناً فانه بحاجة الى التفاضل والسمو، إذ يريد ان يصل الى حد أعلى من الطبيعة الحيوانية ويصبح شخصاً خلوقاً.ويجب ان يشمل هذا الرشد الجانب البدني، والروحي،والاخلاقي، والفكري وبالتالي فأن جميع جوانب وابعاد حياته بحاجه في مسيرة الرشد الى التجربة الحديثة، والى النجاة من الركود والرتابة، إذ يجب ان يدخل الى عالم يطفح بالحركة والنشاط والعشق والمحبة، ويسير في طريق الوصول الى ما لا نهاية له، وان لا يميل الى الذلة والانحطاط، ولا يتجه نحو الرذائل ولا يرى نفسه صغيراً ولا يساوي شيئاً ولا يستسلم للرذائل والخبائث.
    أرضية الفطرية لدى الطفل:


    بالرغم من ان هذه الحاجة يمكن ان تكون ذات صفة اكتسابية إلا انها تمتلك جذوراً ودوافع فطرية لدى الانسان، إذ ان الميل الى الغلو والرفعة ناجم عن الروح الالهية في الانسان ويستمد جذوره من منعم الوجود في هذا العالم. وان وجود نفخةٍ من الروح الالهية في الانسان هي التي تسوقه نحو الرشد والكمال.
    طبعاً يجدر بنا ان نذكر هذه الملاحظة اذا ان الانسان وفي ذات الوقت الذي يمتلك فيه هذا الاستعداد إلا انه بأمكان بعض المربين ان يحدثوا تغييراً

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 544

    في هذا الاستعداد ويسوقونه باتجاه آخر فيغيرون مسار حركة الرشد والسير نحو العلو والرفع الى السير نحو الدنو والانحرافات لدرجة يصبح معها الانسان في مسيرته نحو السقوط أدنى حتى من الحيوانات.
    قلنا بأن الارضية الاكتسابية لهذه الحاجة في الانسان أيضاً بحيث ان الطفل لو شاهد بعض المناظر المتعلقة بجوانب الرشد الاخلاقية والانسانية الصادرة من قبل النموذج الذي يجب الاحتذاء به فانه سيحاول أن ينمي تلك الجوانب في داخله ويرمي الوصول الى تلك المراحل، وهذا الامر بحد ذاته يعد انذاراً لآباء الاطفال والمربين.
    ضرورة وأهميته:


    تستوجب الحياة الانسانية اللائقة ان نسير في مسار الرشد والكمال ونهتم بأكمال الجوانب المعنوية لدينا. فلو ان الحياة اقتصرت على الأكل والشرب وتأمين المتطلبات المادية فما الفرق اذن بين الانسان والحيوان؟ وهل ان هدفنا ان ينحصر تفكيرنا بشأن اطفالنا في اطار حيواني فقط؟ طبعاً هناك آباء لا يهتمون سوى بتأمين الاحتياجات البدنية للطفل. ونعتقد أن هؤلاء الافراد انما في معرض الانحراف والخطأ.
    ان طفلنا بحاجة للحصول على بعض المقدمات في مرحلة الطفولة. تكون حصيلتها النضوج والقوة ويحصل ذلك عندما يتعلم الانماط والاساليب الانسانية، وينمي ملكاته وقدراته ويسخرها في مسار الخير والكمال، ويربي في نفسه بعض الجوانب الايجابية كحب الخير والانسانية، واموراً كالتفكير والتفكير الحر، ويرسخ في نفسه الاخلاقية الحسنة وفقاً لتعاليم الدين الذين يؤمن به، وينظر الى سعادته بهمة عالية ويتفكر بأحوال الآخرين،

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 545

    ويوجد في نفسه توازناً بين الفكر والروح والعاطفة وبالتالي يتخلص من الحالة الطفولية ومتعلقاتها بجميع أشكالها ويختار اسلوب الكبار في الحياة ليصبح شخصيةً انسانية والهية. ويمثل الوجدان في هذا الخصم قضاء خاصة للطفل له دور اساسي في حياته ويجب ان يصار الى تنميته وتربيته ايضاً.

    ابعاد الرشد:


    يجب ان يشمل الرشد جميع الامور والابعاد سواء الجسمانية منها أو الابعاد الفكرية، والاقتصادية، والاستعدادية، والاجتماعية، الكلامية، والوعي وغيرها ونريد ان نصوغ من هذا الفرد الذي ولد جاهلاً ضعيفاً فرداً رشيداً، وان نربي جسمه وعواطفه وعقله وافكاره ونهيء موجبات ومستلزمات تطوره في كل حين.
    وتوجد في الانسان قابليات معينة من قبيل الابداع والابتكار لو شحذت الهمم لتنميتها لأصبحت فعالة وتوفر للانسان على ضوئها عالم جدير بأن يعيش فيه الانسان. ان القابليات الخاصة ومستوى ادراك الاطفال تشبه الكنوز التي يجب ان يصار الى استخراجها والاستفادة منها وان رشد الانسان يكمن في ظل هذا الاستخراج. ويجب ان تترحم التربية وتنفذ بشكل تساعد الطفل وتعينه في هذا الامر.
    انه يجب ان يحيط بهذا العالم وما ينطوي عليه ، وان يحيط بعالمه والعالم المحيط به، وان يهيء مستلزمات العيش الانعم والهدفية في الحياة له وللآخرين وان أهمية هذه المسيرة، وبهذه الابعاد الواسعة بدرجة يجب ان نقول معها ان انسانية الانسان متوقفه عليها ومرتبطة بها.

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 546


    شروطها ومقدماتها:


    ولكي يبلغ الطفل الى مرحلة الرشد فانه بحاجة للحصول وتحقيق بعض الشروط والمقدمات. ومن جملة تلك الشروط الانتصار على مشاعره واحاسيسه التي تلقي ظلالها على سائر ارجاء حياة الطفل وتؤثر عليها، إذ نبغي له ان ينتقل من مرحلة الاحساس الى مرحلة العقل ويسخر وجوده للحق في ظل ذلك.
    ويجب ان يتم القضاء على المشاعر الطفولية وبما يتناسب مع النو الجسمي والسني. والالعاب جيدة وقيمة لتحرك الطفل ورشده وتربيته ولكن يجب ان لاندع الطفل يغرق فيها وبحدود السنة الخامسة من العمر فما فوق لقنو وبشكل تدريجي بانه بحاجة الى اشياء اخرى غير اللعب واللهو ولابد له ان يأخذها بعين الاعتبار ويهتم بها.
    وهنا تكمن ضرورة مسألة بناء الذات، والقضاء على الميول، واقامة الموانع والسدود امام الاهواء المتطرفة والتمرين في هذا المجال، إذ لا ينبغي له ان يبدي جزعه وعدم تحمله فيما يتعلق بطلباته وحتى فيما يتعلق بالجوع والعطش، ولا بد من تلقينه وتعليمه للتحلي تدريجياً بالصبر والتحمل.
    انه بحاجة الى هدف ورؤية واضحة عن الحياة وطبعاً في حدود ادراكه وفهمه، لكي يتضح له لماذا هو حي؟ ولماذا يجب ان يعيش؟ كما يجب ان يفهم طبيعة ارتباطه وتعلقه بالعمل والنشاط. ولابد ان نمرنه على ان يندفع الى الامام وفقاً لطبيعة الهدف وان يخوض غمار المسائل والمشاكل التي تواجهه في هذا المجال.
    ومن المقدمات الاخرى، حساسيته ازاء الامور والمسائل والمجربات،

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 547

    إذ لابد لنا ان نجعل الطفل مستعداً للتحريك والتهييج امام الوقائع والاحداث لدرجة يدع معها حالة عدم الاكتراث واللامبالاة جانباً . ويجب ان يتولد لديه احساساً ينم على ضرورة مشاركة الآخرين همومهم وآلامهم وان يقيم علاقاته مع الآخرين بناء على هذا الاساس.
    الوسائل والأدوات اللازمة في هذا السبيل:


    من الادوات اللازمة في هذا السبيل بوسعنا ان نشير الى الحرية، والاستقلال الفردي، ورشد الوجدان و... فلكي يصل الى مرحلة الرشد وينال جوانبها وابعادها بحاجة الى ان يكون حرا وطبقاً للشروط التي ذكرناها بشأن الحرية. وانه بحاجة لان يكون مستقلاً ليتمكن بناء على هذا الاحساس الاتجاه نحو القدوات والنماذج المتعلمة. وهو بحاجة الى ان يشعر بالعظمة لكي لا يرى نفسه تافهاً وبحاجة الى ان يدرك الجوانب الفنية والجمالية لكي يقدر الخالق أو الذين صنعوا الجمال للحياة.
    كما ان احياء ويقظة الضمير أمر ضروري ومهم في سبيل الرشد. والمعلوم لدينا ان الرشد والكمال لا يرتبطان دائماً بالعمر أو الجسم، بل يرتبطان في الكثير من الموارد بالعزم والارادة والصدق والوفاء والعفو والفعل السليم وتقبل النقد ولكي نحظى بالتوفيق في هذا المجال من الضروري ان نبقي ضمائرنا حية ويقظية. وهذه الضرورة قابلة للبحث والتبيين من زاوية اخرى أيضاً وهي اننا بحاجة الى المراقبة والاشراف أيضاً في قضية الرشد، ونحن مضطرون الى ان نقف بوجه صياغة الاعذار والتبريرات ونمنعها ويمثل الضمير في هذا المجال قوة منبهة وموبخة على أحسن ما يكون. لانه يوبخ المرء عندما ينحدر نحو الانحراف وبناء على هذا الاساس فأنه يقضي على ميولنا

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 548

    السلبية. وبما ان الضمير يمثل امراً داخلياً في الانسان فانه يمثل منبهاً روحياً مناسباً في الانسان ويوجد لديه نوعاً من حالة المنع والحؤول دون السقوط في الرذيلة.

    التمهيد للرشد:


    ينبغي على الآباء ان يكونوا من الممهدين لرشد الانسان وكماله من خلال اسلوبهم في الحياة ومن خلال اتخاذ الاساليب المساعدة على ذلك وان يلقنوا الطفل ويعلموه كيف يختار السبيل الذي يوصله الى مرحلة المال وكيف يتحرك في هذا المسار، إذ عليهم ان يعلموا الطفل اسلوب ممارسة الحياة المقرونة بالرشد. ويخلقوا لديه ملكات الفضيلة، وحب الخير، والتضحية.
    وفي جانب الانفاق مثلاً عليهم ان يسعوا الى تحقق الاحسان على يديه. وينبهونه اثناء حديثه بانه قد اخطأ في العبارة الفلانية او الجملة الكذائية. وينبهونه خلال مسيرته، وان لا يسلك الطرق المجهولة، ولا ينبغي له ان يعاشر كائناً من كان. ويعملوا على التقائه اثناء مسيرته بالصالحين من الافراد، ويعلموه كيفية المحافة على كيانه وشخصيته اثناء تحمل الالام والمصائب. ويشجعوه على المساهمة والمشاركة في اعمال الخير، ويبدي تعاونه اللازم في الامور الاجتماعية، واخيراً عليهم ان ينشأوا له محيطاً يمكنه فيه ان ينمي شخصيته ويبلورها ويطورها.
    انه يمي فطريا للتحرك نحو الرشد إلا انه في واقع الامر لا يعرف كيف وبأي صورة يطوي هذه المسيرة. انه يتصور بأن ذكر كل ما يرد على اللسان يعد فضيلة من الفضائل خاصة وان كان مقروناً بضحك المحيطين به بينما عليه ان يعلم بانه هذه القاعدة لا تنطبق على جميع الحالات وليست صحيحة في كل

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 549

    الاوقات وعلى أي حال لابد من تعليمه اساليب وطرق الرشد والكمال والعلو.
    دور الابوين كاسوة:


    لقد تحدثنا في جميع المواضيع التي طرحناها آنفاً عن دور الاسوة والقدوة للابوين وقلنا ان سر النجاح في التربية يكمن في تقديم القدوة والنموذج. ومرد هذا الامر يعود الى ان الطفل في سني حياته الاولى يقلد ما يلاحظ ويعمل بما يشاهد أمامه وان اول الافراد الذين يصادفهم الطفل في مسيرتهم هم أبويه.
    وبناء على هذا الاساس لو أردنا ان نبني شخصية اطفالنا طبقاً لصفات وحالات معينة فاننا مضطرون لأن نتحلى نحن اولاً بهذه الصفات ونوجد في انفسنا الارضيات المساعدة على ذلك. خاصةً وان الشروط والصفات اللازمة للرشد والكمال مسأ لة قابلة للتعلم وعلى العموم فان هذه الدروس تلقن عن طريق الابوين الى تلاميذهم. فالعمل الذي يؤديه الابوين امام انظار الطفل يحظى بأهمية واعتبار استثنائيين. كما ان ادب الابوين، وشجاعتهم، وتواضعهم، واخلاصهم، وحبهم للناس، وجرأتهم، وايثارهم، وتعاونهم مع الناس، و... من الامور التي تعلمها الطفل من أبويه ايضاً. ويكفي الطفل أن ينبه والده الى سلوكه وتصرفاته.

    آفات الرشد:


    ما اكثر الآفات التي تواجه الطفل في مسيرته وتحول دون بلوغه مرحلة الرشد أو في حالة بلوغ الطفل مرحلة معينة من الرشد فانها تلحق به ضرراً بالغاً. وهذه الآفات كثيرة منها ما يلي:

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 550

  • وجود الاستبداد في محيط الاسرة والحياة، إذ يسلب من الطفل فرصة ممارسة الحرية والاستقلال.
  • قصر نظر الابوين وتفكيرهم المحدود في ترجمة وتطبيق نظام انضباطي خاص يرسخان فيه عظمتها وقوة شخصيتها.
  • فساد الابوين الاخلاقي والانغماس في الرذيلة والتهاون في السلوك، والقول، والعمل.
  • التسامح في امر التربية وتأجيل عمل اليوم الى الغد على أمل ان الطفل سيملك استعداداً افضل في الغد.
  • الافراط في المحبة، والذي يهيىء الأرضية المناسبة لميوعة الطفل ودلاله وتعلقه المتزايد بأبويه.
  • قلة العطف والمحبة أو عدم الافصاح عنهما بحيث ان الطفل لا يشعر معه بحمايتهم وعنايتهم اياه.
  • عدم وجود التنسيق الانضباطي بين الابوين في أمر التربية ووجود عدة انواع من الانضباط.
  • التوقعات الزائدة عن قدرة الطفل بحيث انه يكون دائماً معرضاً لتحمل المصاعب أو حالات التعيير والمقارنة مع الآخرين.
  • عدم مراعاة الحالات الطفولية لديه وايجاد المزيد من المحدوديات لغرض الاسراع بالرشد والذي يؤدي الى اعطاء نتائج معكوسة.
    ضروريات اعادة البناء:


    نقرر احياناً وبشكل مفاجيء وفي مرحلة معينة من العمر ان نضع ابنائنا في مسار الرشد وطريق الكمال وفجأة نضيق عليه حياته ونلجمه من كل

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 551




  • السابق السابق الفهرس التالي التالي