تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 133

باليمن وما افتراه من الكذب ، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله فيروز الديلمي ، وقال : اقتله قتله الله ، [فقتله](1) .(2)
وروت(3) العامّة عن جعفر بن محمد عليه السلام أنّهما لمّا نزلت سورة
= وادّعى النبوّة . «الكامل في التاريخ : 2 / 336 ، الأعلام : 5 / 111» .
(1) من المناقب .
(2) روي كتابه صلى الله عليه وآله إلى ملك الفرس كسرى بن هرمز بألفاظ متفاوتة ، انظر : مسند أحمد بن حنبل : 1 / 243 و ج 3 / 133 . صحيح البخاري : 6 / 10 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 77 ، تاريخ الطبري : 2 / 654 ، مشكل الآثار للطحاوي : 1 / 215 . الأموال لأبي عبيد : 23 ، دلائل النبوة لأبي نعيم : 2 / 348 ح 241 . السنن الكبرى للبيهقي : 9 / 177 ، تاريخ بغداد : 1 / 132 ، الشفا للقاضي عياض : 1 / 460 ، مناقب ابن شهراشوب : 1 / 79 ، الكامل في التاريخ : 2 / 213 ، البداية والنهاية 4 / 268 وص 269 ، صبح الأعشى : 6 / 363 ، المواهب اللدنية للقسطاني : 2 / 139 ، السيرة الحلبيّة : 3 / 277 ، بحار الأنوار : 20 / 381 ح 7 وص 389 ، جمهرة رسائل العرب : 1 / 40 رقم 4 ، السيرة النبويّة لأحمد زيني دحلان المطبوع بهامش السيرة الحلبيّة : 3 / 65 ، أعيان الشيعة : 1 / 244 .
(3) في هامش الأصل : وروى العيّاشي بإسناده عن خيثمة (خثيمة) قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من حدّث عنّا بحديثٍ فنحن سائلوه عنه يوماً ، فإن صدق علينا فإنّما يصدق على الله وعلى رسوله ، وإن كذب علينا فإنّما يكذب على الله وعلى رسوله ، وإن كذب علينا فإنّما يكذب على الله وعلى رسوله لأنّا إذا حدّثنا لا نقول : قال فلان وقال فلان ، وإنّما نقول : قال الله وقال رسوله ، ثمّ تلا هذه الآية : «ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودّة أليس في جهنّم مثوىً للمتكبّرين» [سورة الزمر : 60] ، ثمّ أشار خيثمة إلىاُذنيه فقال : صمّتا إن لم أكن سمعته .
قال الراوي [سودة بن كليب] : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية ، فقال : كلّ إمام انتحل إمامة ليست له من الله .
قلت : وإن كان علويّاً ؟
قال : وإن كان علويّاً .
فقلت : وإن كان فطميّاً ؟
قال : وإن كان فاطميّاً . «مجمع البيان : 4 / 505» .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 134

«والنجم إذا هوى» أخبر قبذلك عتبة(1) بن أبي لهب ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وىله وتفل في وجهه وطلّق ابنته ، وقال : كفرت بالنجم وبربّ النجم ، فدعا عليه رسول الله وقال : اللهم سلّط عليه كلباً من كلابك ، فخرج إلى الشام ، فنزل في بعض الطريق ، وألقى الله عليه الرعب ، فقال لأصحابه ليلاً : نيّموني بينكم ، ففعلوا : فجاء أسد فافترسه من بين الناس ، ففي ذلك يقول حسّان بن ثابت :
سائِل بني الأشعر(2) إن جئتَهم ما كان أنبـاءُ أبي(3) واسِع
لا وسّـع الـلـه لـه قـبره بل ضيّق اللـه على القاطِع
رمى رسول الـله من بينـهم دون قريش رَمـية الـقادع
واستَوجَـبَ الـدعوةَ منه بما بيّـن للنـاظـر والسامِـع
فـسلّـط الـله بـه كـلبَـه يمـشي الهوينا مشيةَ الخادع
حتى أتـاه وسـط أصحـابه وقـد عَـلَتهُم سنـَةُ الهاجع(4)
فالـتَقَمَ الـرَأسَ بـيافـوخِه والنحر مـنه فغرة الـجائِع
مَن يـرجـع الـعام إلى أهله فما أكيل الـسّـبع بالراجِع
(1) لعلّه عتيبة كما ذكرت بعض المصادر ، لأنّ عتبة وأخوه معتب أسلما في عهد النبي صلى الله عليه وآله . انظر الاصابة : 2 / 455 رقم 5413 وج 3 / 443 رقم 8120 .
(2) كذا في ديوان حسّان وغيره ، وفي الأصل : بني الأصفر .
وبني الأصفر تطلق على الروم لأنّ أباهم الأوّل كان أصفر اللون . انظر «لسان العرب : 4 / 465 ـ صفر ـ » .
(3) كذا في بعض المصادر ، وفي الأصل : بني واسع .
وكان عتيبة بن أيب لهب بن عبد المطّلب يكنّى أبا واسع .
(4) هذا البيت لم يورده في مجمع البيان .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 135

قد كان هذا لكم عبرة للسيّد المتبوعِ والتابع(1)

وبعد :
فيقول العبد الفقير ، الذليل الحقير ، المعترف بذنبه ، المنيب إلى ربّه ، الذي لم يكتب له الكرام الكاتبون عملاً صالحاً ، ولم تشهد له الملائكة المقرّبون يقيناً ناصحاً ، الا ما يتقرّب به في كلّ آن من توحيد مالكه وربّه ، والانابة اليه بقالبه وقلبه ، وجعل ذكره أنيس خلوته ، وتلاوة كتابه جليس وحدته ، بالتوسّل إليه بأوليائه الطاهرين من أهل بيت نبيّه ، المتوكّل عليه بمجاورة الأكرمين من ذرّيّة وليّه ، وتشريف المنابر بذكر مناقبهم ، وتزيين المحاضر بنشر مراتبهم ، وإيضاح ادليل على سلوك سبيلهم ، وشفاء الغليل بتشريفهم وتفضيلهم ، وقمع رؤوس من عاداهم بمقامع نظمه ونثره ، وغيّض نفوس من ناواهم بتواضع خطبه وشعره ، محمد بن أبي طالب بن أحمد بن محمد المشهور بن طاهر بن يحيى بن ناصر بن أبي العزّ الحسيني الموسوي الحائري اُمّاً وأباً ، الامامي ملّة ومذهباً ، الحسيني نسباً ومحتداً(2) ، الكركي(3) منشأً ومولداً :
(1) روي الحديث والأبيات بتفاوتٍ . انظر :
تفسير القرآن لعبد الرزّاق الصنعاني : 2 / 2 / 250 ، تفسر الطبري : 27 / 24 ، تفسير الكشف والبيان للثعلبي : 297 (مخطوط) ، دلائل النبوّة لأبي نعيم : 454 ح 380 وص 455 ح 381 وص 457 ح 383 ، دلائل النبوة للبيهقي : 2 / 338 ، الشفا للقاضي عياض : 1 / 460 ، مجمع البيان : 5 / 172 ، الدر المنثور : 6 / 121 ـ 122 ، ديوان حسّان بن ثابت : 153 .
(2) حَدا الشيء يَحدوه حَدواً واحتَداه : تبعه . «لسان العرب : 14 / 168 ـ حدا ـ » .
وقد تكون بالذال المعجمة ؛ حَذا حذوَة : فَعَل فعله ، يقال : فلان يحتَذي على مثال فلان إذا اقتدى به في أمره ، ويقال : حاذيت موضعاً إذا صرت بِحِذائه . «لسان العرب : 14 / 170 ـ حذا ـ » .
(3) الكَرَك : قلعة حصينة جدّاً في طرف الشام ، من نواحي البلقاء في جبالها : «مراصد
=
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 136

إنّي لمّا هجرت مهاجر أبي واُمّي وعمومتي وبني عمّي ومسقط رأسي ومولدي ، ومصدري في الأمور وموردي ، وهي البلدة المشهورة بين أرباب الطريقة بالأرض المقدسة ، وهي في الحقيقة على غير تقوى الله مؤسّسة ، كم سبّ أمير المؤمنين على منابرها ، واُظهرت كلمة الكفر في منائرها ، وعصي ربّ العالمين في بواطنها وظواهرها ، وحملت رؤوس بني النبي إلى يزيدها وفاجرها ؟ فهي دار الفاسقين ، وقرار المنافقين ، ومغرس العصابة الناصبة ، ومجمع الطائفة الكاذبة ، أعني البلدة المشهورة بدمشق ، معدن الفجور والغرور والفسق ، ولمّا منّ الله بتوفيق الخروج منها ، وتسهيل الطريق بالبعد عنها ، وفارقتها غير آسف على حضرتها ونصرتها ، ولا نادم على مفارقة جهتها وربوتها ، أرى كلّ وارد من موارد يزيدها ثوراً ، وكلّ ملازم لباب يزديدها من المعدلين آثماً أو كفوراً ، وكلّ عاكف بأموتها من أعلام علمائها عتّلاً(1) فخوراً ، وكلّ زبرج(2) اُجري على صفحات عروشها وجدرانها حرفاً وغروراً .
علماؤها ذئاب بل ذباب ، واُمراؤها سباع بل كلاب ، ونساؤها أبغى من هند البغيّة ، ومخدّراتها أزنى من اُمّ زياد سميّة ، الاُبنة في علمائها فاشية ، والدياثة من زعمائها ناشية ، إن لامهم لائم على سوء فعلهم قالوا : «هذا تقدير ربّنا» بكفرهم وجهلهم ، أو أنّبهم مؤنّب بفجور نسائهم قالوا : «هذا ما كتب الله على جباههنّ» بكفرهم وضلالهم ، فجدعاً(3) لهم وكبّاً ، وبؤساً وغبّاً .
= الاطّلاع : 3 / 1159» .
(1) العُتُلّ : الشديد الجافي والفظّ الغليظ من الناس ؛ وقيل : هو الشديد الخصومة . «لسان العرب : 11 / 423 ـ عتل ـ » .
(2) الزبرِجُ : الوَشيُ ، الذهَب . «لسان العرب : 2 / 285 ـ زبرج ـ » .
(3) الجَدع : القطع .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 137

وما عسى أن أقول في وصف قوم حنيت جوانحهم على بغض الوصيّ وعترته ، وبنيت جوارحهم على إنزال الأذى بمواليه وشيعته : يسلقون المؤمنين بألسنة حداد ، ويقصدون الصالحين بالبغي في كلّ ناد ، ويتشادقون(1) بغيبتهم في محاضرهم ومجامعهم ، ويعلنون بسبّهم عقيب جمعهم في جوامعهم ، يعدّون يوم عاشوراء من أعظم أعيادهم وزينتهم ، ويسمّونه فجوراً رأس سنتهم ، ويعتقدون طبخ الحبوب تلك الليلة من أعظم سنتهم ، والمصافحة بالأكفّ المخضوبة في ذلك اليوم من أفضل طريقهم وسنتهم ، ويتهادون بالتحف والهدايا في المنازل ، ويتباركون بإذخار الأدوية والأشربة من ذلك اليوم إلى قابل ، ويقصدون بالأذى من بكى فيه على آل الرسول ، ويتجسّسون على من جلس لتعزية الطاهرة البتول .
وليس ذلك بعجيب من نفاقهم ، ولا بغريب من شقاقهم ، فقد ارتضعوا بغض الامام الوصيّ من أخلاف(2) اخلافهم ، واُشربوا هجر ىل النبي من آبائهم وأسلافهم ، أغصان الشجرة الملعونة في القرآن ، وأفنان(3) دوحة البغي والعدوان ، الذين أعلنوا بسبّ الله ورسوله على منابرهم ، ودلّ قبح ظاهرهم على خبث سرائرهم ، كم أظهروا الفساد في البلاد وأشهروا العناد في العباد ؟ وزيّن الشيطان للناس اتّباعهم ، وصيّر علماءهم أشياعهم وأتباعهم ، فبذلوا لهم
(1) المتَشَدّقون : المتوسّعون في الكلام من غير احتياط واحتراز ، وقيل : المتشدّق : المستهزئ بالناس يلوي شِدقه بهم وعليهم . «لسان العرب : 10 / 173 ـ شدق ـ » .
(2) الأخلاف : جمع خِلف ـ بالكسر ـ وهو الضرع لكلّ ذات خُفّ وظِلفٍ . «لسان العرب : 9 / 92 ـ خلف ـ » .
ومراده أنّهم ارتضعوا بغض الامام من آبائهم الماضين .
(3) الفَنَنُ : الغُصنُ ، وقيل : الغُصنُ القضيب يعني المقضوب ، والفَنَنُ : ما تشعّب منه ، والجمع أفنان : «لسان العربب : 13 / 327 ـ فنن ـ » .
والدّوحة : الشجرة العظيمة المتّسعة .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 138

الأموال ، وولّوهم الأعمال ، فغرّتهم الحياة الدنيا بزينتها ، وفتنتهم بزهرتها ، فبدّلوا كلام الله بآرائهم ، وحرّفوا كتاب الله ثمناً قليلاً ، وأنكروا فضل الوصيذ وما اُنزل فيه من الآيات ، وجحدوا النصّ الجليّ وما ورد في إمامته من الدلالات ، تقرّباً إلى أئمّة ضلالهم ، وحرّفوا مقال النبيّ طمعاً في نوالهم .
ألا ترى إلى أزكاهم البخاري قد ألغى حديث الخاتم وقصّة الغدير وخبر الطائر(1) وآية التطهير ؟
وإن أنصفهم مسلم قد أنكر حديث الكهف والإخاء ، وطعن في حديث «أنا مدينة العلم» وحديث اللوح .
وإنّ أشهرهم الطبري توقّف عن حديث الوصيّة(2) ، وتأويل «يوفون بالنّذر»(3) ، ومن أعلام مبشّريهم وضلّال مفتريهم من ور الآيات والأخبار المجمع عليها نحو «إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا»(4) ، ونحو
(1) انظر الغدير : 3 / 218 وما بعدها .
(2) تفسير الطبري : 19 / 75 .
(3) سورة الانسان : 7 .
(4) سورة المائدة : 55 .

وقد اتّفق المفسّرون والمحدّثون وعلماء الأثر على نزول هذه الآية الشريفة في أمير المؤمنين علي عليه السلام ، ورووه بأسانيد وطرق كثيرة تنتهي إلى جماعة من كبار الصحابة والمفسّرن .
قال السيد ابن طاووس في سعد السعود : 96 : انّ محمّد بن العبّاس بن الماهيار المعروف بابن الحجّام قد رواه في كتابه «ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام» من تسعين طريقاً بأسانيد متّصلة ، كلّها أو جلّها من رجال المخالفين لأهل البيت عليهم السلام ، وذكر منهم : عمر بن الخطّاب ، عثمان بن عفّان ، الزبير بن العوّام ، عبد الرحمان بن عوف ، سعد بن أبي وقّاص ، طلحة بن عبد الله ، عبد الله بن عبّاس ، أبو رافع ، جابر بن عبد الله الأنصاري ، أبو ذرّ ، الخليل بن مرّة ، علي بن الحسين عليه السلام ، أبو جعفر محمد بن
=
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 139

أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوّاً ، وجماعة من كبّار أنصابهم ، وفجّار نصّابهم ، جعلوا مقابل كلّ حقّ باطلاً ، وبإزاء كلّ قائل قائلاً ، مثل «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة»(1) فوضعوا بإزائه «أبو بكر وعمر سيّدا كهول أهل الجنّة»(2) ، و
= علي عليه السلام ، جعفر بن محمد عليه السلام ، أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفيّة ، مجاهد المكّي ، محمد بن السري ، عطاء بن السائب ، عبد الرزاق ، انتهى
يضاف إلى هؤلاء من مصادر اُخرى : علي عليه السلام ، عمار بن ياسر ، سَلَمة بن كهيل ، أنس بن مالك ، عبد الله بن سلام ، المقداد بن الأسود الكندي ، عبد الملك بن جريح .
ورواه البلاذري في أنساب الأشراف : 1 / 150 ح 151 ، الحاكم النيشابوري في معرفة علوم الحديث : 102 ، الحبري في ما نزل من القرآن في علي عليه السلام : 258 ـ 261 ح 21 ـ 23 ، الشجري في أماليه : 1 / 137 و138 بعدّة طرق ، الواحدي في أسباب النزول : 113 ، الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام ـ على ما في النور المشتعل ـ : 61 ـ 85 ح 5 ـ 15 ، ابن عساكر في ترجمة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق : 2 / 409 ح 915 و916 ، الجويني في فرائد السمطين : 1 / 187 ـ 195 ح 149 ـ 153 ، ابن المغازلي في المناقب : 311 ـ 314 ح 354 ـ 358 ، الگنجي في كفاية الطالب : 228 و249 ، الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : 1 / 161 ـ 184 ح 216 ـ 340 بأكثر من أربعة وعشرين طريقاً ، السيوطي في لباب النقول : 93 ، الجصّاص في احكام القرآن : 4 / 102 ، الخوارزمي في المناقب : 186 و187 .
وأخرجه الشوكاني في فتح القدير : 2 / 53 عن الخطيب في المتّفق والمفترق عن ابن عبّاس ، وعن عبد الرزّاق وعبد بن حميد وأبي الشيخ وابن مردويه عن ابن عبّاس ، وعن أبي الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن علي ، وعن ابن مردويه والطبراني في الأوسط عن عمّار .
(1) صحيح الترمذي : 2 / 306 ، سنن ابن ماجة : 1 / 44 ، مسند أحمد : 5 / 392 ، موارد الظمآن : 551 ، خصائص أمير المؤمنين عليه السلام للنسائي : 36 ، تاريخ بغداد : 9 / 231 ، حلية الأولياء : 4 / 190 ، الاصابة : 1 / 266 ، اُسد الغابة : 5 / 574 ، مناقب أمير المؤمنين عليه السلام لمحمد بن سليمان الكوفي : 2 / 238 ح 703 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 381 .
(2) صحيح الترمذي : 5 / 570 ، سنن ابن ماجة : 1 / 36 ، و38 ، مسند أحمد : 1 / 80 ،
=
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 140

«كان أحبّ الرجال إلى النبيّ عليّ ، ومن النساء فاطمة»(1) فوضعوا الحديث في أبي بكر وعائشة(2) ، وغرّوا الجاهل بمقالات الباطل ليدحضوا به الحقّ ، ولو أردت لأوردت من أكاذيبهم وأغاليطهم ، وزلفت من أباطيلهم ومخاليطهم ، ما يعجز اللسان عن وصفه ، ويكلّ البنان من رصفه ، فأعرضت عن رقم ذلك في الدفاتر ، وإن كان حاكي الكفر ليس بكافر .
شعر :
إذا ما روى الراوون ألف فضيلة لأصحاب مولانا النبي محمد
يقولون هذا في الصحيحين مثبتٌ بخطّ الامامين الحديـث يشيّد(3)
ومهـما روينا في علـيّ فضيلة يقولون هذا من أحاديث مُلحِد(4)
آخر :
إذا في مجلسٍ ذكـروا عليّاً وسبطيه وفاطـمة الزكيّة
يقول الحاضرون ذروا فهذا سقيم من حديث الرافضيّة(5)
= تاريخ بغداد : 5 / 307 ، وج 7 / 118 ـ 119 ، كنز العمّال : 11 / 561 ح 32652 وص 562 ح 32654 وص 563 ح 32664 ، وج 12 / 700 ح 36084 .
(1) ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر : 2 / 163 ح 641 وص 165 ح 646 . سنن الترمذي : 5 / 655 ح 3868 ، المستدرك للحاكم : 3 / 155 ، سير أعلام النبلاء : 2 / 131 .
(2) الرياض النضرة : 1 / 135 ، كنز العمّال : 12 / 133 ح 34350 .
(3) في المناقب : فَسَدّد ، وفي بعض نسخه : مسدّد .
(4) مناقب ابن شهراشوب : 1 / 3 .
(5) الأبيات للشافعي ، انظر ديوانه ص 90 ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : 2 / 129 ، مناقب ابن شهراشوب : 1 / 30 .
وروى الجويني في فرائد السمطين : 1 / 135 ح 98 بإسناده الى أبي عبد الله محمد
=
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 141

فبدّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم ، وزلّة العالِم كانكسار السفينة تغرق ويغرق معها غيرها ، بل إذا زلّ العالِم زلّ العالَم ، وجماعة من الفسّاق حملهم النفاق إلى أن قالوا : كان أبو بكر أشجع من عليّ(1) ، وإنّ مرحباً قتله محمد بن مَسلمة(2) ، وإنّ ذا الثديّة قتل بمصر(3) ، وإنّ في أداء سورة براءة كان الأمير أبا بكر على عليّ(4) ، وربّما قالوا : قرأها أنس بن مالك ، وإنّ
= ابن الفضل الرافعي بالبصرة ، قال : سمعت الربيع بن سلمان يقول : قلت للشافعي : إنّ هاهنا قوماً لا يصيرون على سماع فضيلة لأهل البيت ، فإذا أراد أحد أن يذكرها يقولون : هذا رافضي !!
قال : فأنشأ الشافعي يقول :
إذا في مـجلس ذكـروا عليّاً وسبطيه وفاطـمة الـزكيّة
فأجرى بعضهم ذكرى سواهم فأيقن أنّـه ابن سـلقـلقـيّة
إذا ذكـروا عليّـاً أو بنـيه تشاغل بالروايـات العلـيّة
وقال تـجاوزوا يا قـوم هذا فهذا من حديـث الرافضـيّة
بَرئت إلى المهيمن مـن اُناس يرون الرفض حبّ الفاطميّة
على آل الرسـول صلاة ربّي ولعنـته لتـلك الجـاهلـيّة
(1) الرياض النضرة : 1 / 138 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : 36 ، مجمع الزوائد : 9 / 46 .
ولقد أجاد الأميني رحمه الله في الغدير : 7 / 200 ـ 215 في تفنيد هذا الزعم ، فراجعه .
(2) الكامل في التاريخ : 2 / 219 .
(3) قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : 2 / 268 : وفي كتاب صفّين أيضاً للمدائني ، عن مسروق ، أنّ عائشة قالت له لمّا عرفت أنّ عليّاً عليه السلام قتل ذا الثُديّة : لعن الله عمرو بن العاص ، فإنّه كتب إليّ يخبرني أنّه قتله بالاسكندريّة ، ألا إنّه ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : يقتله خير اُمّتي من بعدي ، عنه البحار : 33 / 340 ، وج 38 / 15 ح 24 .
(4) انظر : السيرة النبويّة لابن هشام : 4 / 188 ـ 190 ، تاريخ خليفة بن خيّاط : 93 ، كتاب العثمانية للجاحظ : 129 ، سنن النسائي : 5 / 247 ، خصائص أمير المؤمنين عليه السلام للنسائي (نشر مكتبة المعلا في الكويت) : 93 ح 78 ، السنن الكبرى للبيهقي : 5 / 111 ، الرياض النضرة : 3 / 132 ـ 136 وفيه تأويلات خبيثة ، البداية والنهاية : 7 / 357 ،
=
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 142

محسناً ولد في حياة النبيّ صلى الله عليه وآله سقطاً(1) ، وإنّ النبي صلى الله عليه وآله قال : إنّ بني المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم من عليّ فلا آذن ، ثمّ لا آذن الا أن يطلّق عليّ ابنتي وينكح ابنتهم(2) ، وأسندوا إليه صلى الله عليه وآله وسلم انّه قال : إنّ آل أبي طالب(3) ليسوا لي بأولياء ، إنّما وليّي الله وصالح المؤمنين(4) ، وقالوا : إنّ صدقة النبي كانت بيد العبّاس فغلب عليّ العباس عليها ، ومن ركب الباطل زلّت قدمه ، وكقول الجاحظ(5) : ليس إيمان علي إيماناً لأنّه آمن وهو صبيّ(3) ، ولا شجاعته بشجاعة لأن النبي صلى الله
= تفسر القرآن العظيم لابن كثير : 10 / 344 وما بعدها (أوائل سورة التوبة) أورد عدّة روايات بهذا المعنى .
(1) انظر : تاريخ الطبري : 5 / 153 ، الكامل في التاريخ : 3 / 397 وفيهما بلفظ : توفّي صغيراً ، تهذيب الكامل : 20 / 479 بلفظ : دَرَج سِقطاً ، البداية والنهاية : 7 / 331 بلفظ : فلمّا ولد الثالث ـ أي لعلي عليه السلام ـ جاء النبي صلى الله عليه وآله فقال : أروني ابني ما سمّيتموه ؟ فقلت : حرباً . فقال : بل هو محسن . وفي موضع آخر بلفظ : ومات وهو صغير .
(2) انظر : صحيح مسلم : 4 / 1902 ح 2449 ، صحيح الترمذي : 5 / 698 ح 3867 ، عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي : 13 / 246 ، اُسد الغابة : 7 / 222 وفيها جميعاً : هشام بن المغيرة .
(3) في بعض المصادر : آل أبي فلان ، وفي بعضها : آل فلان ، وفي بعضها : آل أبي .
(4) مسند أحمد : 4 / 203 ، صحيح مسلم : 1 / 197 رقم 366 ، صحيح البخاري : 8 / 7 ، مسند أبي عوانة : 1 / 96 ، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي : 16 / 346 ، مشكاة المصابيح للتبريزي : 3 / 1376 ح 4914 ، جامع الأحاديث للسيوطي : 2 / 209 ح 4856 ، الدرّ المنثور : 3 / 183 ، كنز العمّال : 3 / 358 ح 6922 ، شرح نهج البلاغة : 4 / 64 .
(5) راجع كتابه «العثمانيّة» فقد نفث فيه ما يكون عليه وبالاً إن شاء الله .
(6) انظر في هذا المعنى البداية والنهاية : 7 / 222 فقد قال : وكان سبب إسلام علي صغيراً أنّه كان في كفالة رسول الله صلى الله عليه وآله لأنّه كان قد أصابهم سنة مجاعة ، فأخذه من أبيه ، فكان عنده ، فلمّا بعثه الله بالحقّ آمنت خديجة وأهل البيت ومن جملتهم علي ، وكان الايمان النافع المتعدي نفعه إلى الناس إيمان الصدّيق !!!

السابق السابق الفهرس التالي التالي