|
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
111 |
|
 |
الذي يعجز معه المرء عن تقديم بيانات حقيقية وواقعية بحجم الاموال التي
نهبت من خزينة الدولة خلال سنوات حكمه. بحيث أصبح الفساد جزءا من
الثقافة السائدة في أوساط المجتمع ويعكس أزمة خلقية في السلوك وانحرافا في
الاتجاهات الفكرية والسياسية.
ونتيجة تردي الاوضاع في البلاد وعدم استجابة حكومة الدكتور حيدر
العبادي الى مطالب الشعب بإجراء الاصلاحات الضرورية والرئيسة ...
خرجت مظاهرات عارمة في المحافظات الوسطى والجنوبية من العراق، ومنها
مدينة كربلاء المقدسة تطالب بالاصلاح وتوفير الخدمات الاساسية وبناء
الدولة المدنية العادلة وفق أسس علمية سليمة ومتطورة بالاعتماد على
الكفاءات والخبرات العراقية لإنقاذ العراق من براثن الفساد والجهل والتخلف
والفقر، وابعاد الفاسدين ومحاكمتهم.
وقد وجه المرجع الديني الاعلى سماحة آية الله السيد علي السيستاني
توجيهاته السديدة الى السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي
يطالبه الاسراع في إتخاذ الخطوات الاصلاحية للقضاء على الفساد وملاحقة
رؤوسه الكبيرة واسترجاع الاموال المنهوبة منهم.
وهذا ما ورد خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بتاريخ 4 / 9 /
2015م، التي ألقاها في الصحن الحسيني الشريف ممثل المرجعية في كربلاء
السيد أحمد الصافي، حيث جاء فيها: « ان من أهم مظاهر الفساد في البلد هو
تكاثر الذين أثروا على حساب الشعب وإستحوذوا على المال العام بأساليب
ملتوية وطرق غير مشروعة مستغلين مواقعهم أو مستفيدين من مواقع معارفهم
لتحقيق مآربهم» ... مشيرا ان أهم الخطوات الاساسية للإصلاح هي البدء
بملاحقة ومحاسبة الرؤوس الكبيرة من هؤلاء الفاسدين، وإن تسترجع منهم
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
112 |
|
 |
الاموال المنهوبة، وهذه في الدرجة الاساس مسؤولية هيئة النزاهة والسلطة
القضائية، والكثيرون يتسائلون هل هما على قدر المسؤولية؟ وهل
سيقومان بهذه المهمة من دون مزيد من التأخير والتسويف؟
وقال السيد الصافي أيضا: «ان الشعب العراقي الكريم الذي عانى
طويلا من الفساد وازدادت معاناته سنة بعد أخرى يترقب ان تتسارع الخطوات
الاصلاحية وان تكون حقيقية تمس جوهر مطالبه، وأن تكون شاملة تعم
مختلف مؤسسات الدولة وتطهيرها من هذا البلاء الماحق».
وقد جددت المرجعية الدينية العليا توجيهاتها السديدة لملاحقة
ومحاسبة الفاسدين الذين ضيعوا أموال الشعب أو إستحوذوا عليها، وأن
تسترجع منهم، وأن ينالوا عقابهم على جرائمهم بما يناسبها.
وهذا ما جاء خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بتاريخ 2 / 10 /
2015م التي ألقاها في الصحن الحسيني الشريف ممثل المرجعية في كربلاء
السسيد أحمد الصافي، حيث جاء فيها: «ان الاصلاح الحقيقي يبدأ بمحاسبة
من ضيع أموال الشعب خلال السنوات الماضية ومحاسبة المسؤولين عما
جرى من ضياع مئات المليارات من الدولارات في مشاريع وهمية ومقاولات
مبنية على المحاباة والفساد، وملاحقة ومحاسبة من أفسدوا وضيعوا أموال
الشعب أو إستحوذا عليها، فما لم يطبق القانون بحق هؤلاء وتسترجع منهم
الأموال ويعاقبوا على جرائمهم بما يناسبها فانه سيستمر الفساد ولن يرتدع
الفاسدون عن ممارستهم».
واستجابة لتوجيهات المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ...
فقد أصدر السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي قرارا بتاريخ
3 / 10 / 2015 م يمهل كبار المسؤولين في الدولة خلال (48) ساعة لإخلاء
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
113 |
|
 |
كافة الاملاك العامة التي لا يزالون يشغلونها وتسليمها الى الجهات الرسمية
المعنية في الحكومة، في خطوة جديدة للإصلاحات التي يطالب بها الشعب.
وأضاف الدكتور العبادي: ان هذه القرارات تأتي ضمن خطط الاصلاح التي
تبناها، واستجابة لتوجيهات المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف.
وبتاريخ 9 / 10 / 2015 جددت المرجعية الدينية العليا - خلال الخطبة
الثانية لصلاة الجمعة التي ألقاها في الصحن الحسيني الشريف ممثلها في
كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي - دعوتها هيئة النزاهة أن لا تتأخر
طويلا في الكشف عن ملفات كبار المتهمين بالفساد وإحالتها الى القضاء،
كما دعت القضاء أن يكون قويا لايداهن ولايحابي أحدا ولايخضع لأي ضغط
من أي جهة مهما كانت.
وبتاريخ 6 / 11 / 2015 طالبت المرجعية الدينية العليا في العراق
الحكومة العراقية بإنهاء المحاصصات الحزبية والطائفية ومكافحة الفساد. وقد
جاء ذلك خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي القاها في الصحن
الحسيني الشريف ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي،
حيث قال: «إن إصلاح المنظومة الحكومية في البلد يستدعي اعتماد مبدأ
الكفاءة والخبرة والنزاهة في تسنم المواقع والوظائف الرسمية بدلا عن
المحاصصات الحزبية والطائفية والاثنية، إضافة إلى مكافحة الفساد ومحاسبة
المفسدين وتخفيض النفقات غير الضرورية التي هي كثيرة ومتنوعة، كل ذلك
مطالب شعبية محقة وأمور أساسية لا غنى عنها لمعالجة الأوضاع المتأزمة
والمشاكل الكبيرة التي يعاني منها الشعب العراقي كالبطالة وسوء الخدمات
وازدياد نسبة الفقر وغيرها».
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
114 |
|
 |
شارع العباس في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1930م
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
115 |
|
 |
الفصل الثاني
كربلاء ... مراحل التطور العمراني
توطئة:
مرت مدينة كربلاء المقدسة منذ نشأتها بعد واقعة الطف عام 61هـ
(680 م) وإلى يومنا هذا، بمراحل عمرانية مختلفة. وأضحت خلال حقب
زمنية من تاريخها الاسلامي، إحدى أهم الحواضر الإسلامية البارزة من
الناحية الفنية والعمرانية. وجاء ذلك نتيجة التداخل العمراني الواضح الذي
يجمع بين التأثيرات الخارجية والتقاليد المحلية. فقد تركت فنون عمائر
حضارات وادي الرافدين - باعتبار أن هذه البقعة من الأرض جزء منها -
وفنون عمائر دول إسلامية تعود إلى حضارات قديمة، كالحضارات الفارسية
والبيزنطية، آثارها في تشكيل البنية العمرانية لهذه المدينة المقدسة، وما شيد
فيها من روائع فنون العمارة الإسلامية، كالمراقد المقدسة والمساجد والمقامات
والمدارس الدينية والأسواق والقيساريات والخانات والبيوت التراثية وغيرها.
وتناول العديد من الباحثين بالدراسة نشوء المدينة وعمارتها التي كان
للإسلام الدور الحاسم في ظهورها وتطورها العمراني. وأكدوا على أن إنشائها
مر عبر عدة مراحل، حيث يشكل جامعا ومرقدا الإمام الحسين وأخيه العباس
(الروضتان الحسينية والعباسية) قلب المدينة العمراني أو المحور الذي تتجه
إليه جميع شوارع أحياء المدينة القديمة وأزقتها وأسواقها وهو يمثل خطوة
متقدمة لنموذج التخطيط العمراني الذي كان سائدا في العصور الإسلامية
الأولى.
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
116 |
|
 |
ومن أهم الخصائص المعمارية التي تميزت بها أحياء المدينة القديمة
ومبانيها، أن جذورها نابعة من تصاميم أبنية الحضارات القديمة في العراق،
إضافة إلى النموذج المعماري الإسلامي وكذلك استعمال مواد البناء المحلية
المتوافرة ومنها الطابوق (الآجر) الذي يعتبر عنصر بنائ رئيسيا في تشييد
الأبنية في مدينة كربلاء، مقتفية بذلك أساليب البناء في مدن حضارات وادي
الرافدين التي مازالت آثار العديد منها شاخصة إلى يومنا هذا، كمدن أور
وبابل والوركاء.
ولم تقتصر المباني الدينية والتراثية في مدينة كربلاء على استعمال
مواد البناء المحلية فقط، إذ استعمل المرمر والرخام والأحجار الملونة
والأخشاب النادرة المستوردة في إكساء العديد من هذه المباني وزخرفتها.
ويستناول هذا الفصل مراحل التطور العمراني لمدينة كربلاء بالإضافة
إلى دراسة مواد البناء الرئيسية في العمارة التراثية، حيث قسم إلى ثلاث مراحل
تبعاً لأهميتها وهي:
عمارة كربلاء ما بعد واقعة الطف حتى الحكم الصفوي للعراق.
عمارة كربلاء خلال الحكمين الصفوي والعثماني للعراق.
عمارة كربلاء منذ تأسيس الدولة العراقية سنة 1921.
مواد البناء الرئيسية في العمارة التراثية.
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
117 |
|
 |
عمارة كربلاء ما بعد واقعة الطف حتى
الحكم الصفوي للعراق
يمكن القول بأن مدينة كربلاء الحالية تدين بنشأتها إلى واقعة الطف.
وكانت نواتها قبر الإمام الحسين (ع). إذ قام رهط من بني أسد، سكان القرى
المجاورة للمنطقة، بنصب معالم عليه كي يستدل بها ولا يضيع أثره وذلك بعد
يومين من انتهاء المعركة(1).
وتذكر بعض المصادر التاريخية أن المختار بن أبي عبيدة الثقفي،
أيام أمرته على الكوفة، أقام بناء فوق القبر تعلوه قبة من الطابوق (الآجر).
وهذه القبة تعد أول قبة شيدت في الإسلام وذلك سنة 66هـ (686م). وشيد
مسجدا بجانب القبر، ويعتبر هذا البناء أول عمارة شيدت في مدينة كربلاء
الحالية. كما شيد قرية صغيرة تحيط بالقبر(2)، وهي عبارة عن مجموعة بيوت
بدائية بسيطة مبنية من الطين وجذوع وسعف النخيل الذي كان يجلب من
المناطق القريبة من موضع القبر، وخاصة من نينوى والغاضريات اللتين كانتا
عامرتين ببساتين النخيل والفواكه. لقد مر القرن الأول الهجري في العهد
الأموي ولم تشهد تلك البقعة من الأرض تطورا يذكر من الناحية العمرانية(3).
وفي بداية العهد العباسي بدأت كربلاء تنمو عمرانيا، وذلك لكثرة
الزائرين، واختيار بعض المسلمين الإقامة فيها ليجاوروا مرقد [الإمام] الحسين
أو لتقديم الخدمات للزائرين. وعلى إثر ذلك بدأ تشييد بيوت جديدة بسيطة
|
(1) دائرة المعارف الإسلامية، ج4 / ص: 637، 1978م. السيد محسن الأمين: أعيان الشيعة، ج1 / ص: 627.
(2) السيد حسن الصدر: نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين، ص: 21، 23، 26.
محمد حسن مصطفى آل كليدار: مدينة الحسين، ص: 20. د. عبد الجواد الكليدار: تاريخ كربلاء وحائر الحسين ، ص:81.
(3) عبد الحسين الكليدار: بغية النبلاء في تاريخ كربلاء، ص:16 تاريخ كربلاء وحائر الحسين، ص:99، 193،192.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
118 |
|
 |
تمركزت حول المرقد الشريف، وباستعمال مواد البناء المعروفة في المنطقة.
وهي جزء من هذه الارض التي حباها الله سبحانه وتعالى وقيض للانسان ان
يستخدمها لخدمة البشرية وبناء حضارة متقدمة تتواكب مع العصر الذي
يعيشه الانسان في اي مرحلة زمنية.
وبما ان ارض كربلاء والمناطق المحيطة بها، هي جزء من سواد
الكوفة، وتقع ضمن المنطقة الرسوبية لسهول وادي الرافدين، فلا غرو ان
دخلت مادة الطين لتكون احدى مواد البناء الرئيسية في كربلاء. لذلك فقد
استعملت كتل الطين (الطوف) في انشاء بعض البيوت البسيطة حول مرقد
الامام الحسين (1).
وظلت كربلاء تنمو عمرانيا شيئا فشيئا الى ان قام الخليفة العباسي
هارون الرشيد في اواخر ايام حياته سنة 193 هـ (809م)بهدم مرقد الامام
الحسين الذي كان تعلوه قبة وهدم ماحوله من البيوت(2).
لكن العمران عاد الى مدينة كربلاء في زمن الخليفة العباسي المأمون
سنة 198 هـ (813م) بعد ان أعاد بناء مرقد الامام الحسين. وبدأ بناء
البيوت يتكاثر من جديد حول المرقد الشريف. واستخدم اللبن وهو كتل الطين
المجفف في أبنية كربلاء في هذه الفترة، فازدهرت المدينة من الناحية
العمرانية (3).
وقد استعمل في أبنية كربلاء، في تلك الفترة، كتل الطين المخمر
والمخلوط مع التبن (ما قطع من سنابل نبتتي الحنطة والشعير) في قوالب،
مضلعة الشكل مختلفة الابعاد وصولا الى اشكال منتظمة للحصول على
|
(1)عبد الحسين الكليدار: تاريخ كربلاء المعلى، ص:19، نور الدين الشاهرودي: تاريخ الحركة العلمية في كربلاء، ص:15.
د. رؤوف محمد علي الانصاري: جريدة الحياة العربية، العدد 11761/ص:21، لندن 1995م.
(2) أعيان الشيعة، ج1/ ص:627. تاريخ كربلاء وحائر الحسين ، ص:197.
(3) عبد الرزاق الحسني: العراق قديما وحديثا، ص:129.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
119 |
|
 |
جدران مستقيمة، وللحصول على متانة في البناء. وتعرف هذه الكتل الطينية
المجففة طبيعيا بواسطة أشعة الشمس ب(اللبن). وقد عرف استخدام (اللبن)
قديما في أبنية وبيوت المدن القديمة في وادي الرافدين كمدن اور وبابل
والوركاء(1).
وعرف استعمال (اللبن) ايضا في تشييد اولى ابنية المدن الاسلامية
في العراق كالبصرة والكوفة وواسط. وقد استخدم الطين كمادة لاصقة وملاطية
(بلاستر) لبناء الجدران المبنية باللبن (2).
والبيوت التي شيدت من اللبن في كربلاء في تلك الفترة كانت غاية
في البساطة، تحتوي على ساحة داخلية مكشوفة تسمى (الصحن) او الحوش
الذي يعتبر مركز البيت، متأثرة في تصاميمها بالبيوت الاثرية التي عثر على
أطلالها في مدينتي اور في جنوب العراق وبابل في وسطه.
وتحيط بالصحن غرفة او غرفتا نوم وسائر المرافق، وفي جانب اخر
ايوان مسقف يسمى(الطارمة) للاستراحة الصيفية للعائلة (3).
وعند استلام الخليفة العباسي المتوكل سنة 236 هـ (850م)
كان المسلمون يقصدون كربلاء لزيارة مرقد الامام الحسين.
وكانت المنازل والدور قد كثرت حول المرقد وصار لهم سوق، فامر
المتوكل بهدم المرقد الشريف وما حوله من المباني ثلاث مرات خلال فترات
حكمه الذي انتهى سنة 247 هـ (861م) (4).
|
(1) سومر، ج 22/ ص:65، بغداد - العراق.
(2) الكشاف الأثري، ص: 256.
(3)نفس المصدر السابق.
(4) السيد حسن الصدر: نزهة اهل الحرمين في عمارة المشهدين، ص: 31.
John L.Esposito:Modern Islamic World, page: 399, Volume 2, New Yourk, Oxford University press
1995.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
120 |
|
 |
وعاد العمران الى مدينة كربلاء مرة اخرى في زمن الخليفة العباسي
المنتصر بن المتوكل سنة 247 هـ (861م) بعد ان أعاد بناء مرقد الإمام
الحسين، وبمرور الزمن أخذت البيوت تتكاثر مرة اخرى من جديد وبصورة
متراصة وخاصة في المنطقة التي تحيط بالمرقد(1).
وكانت هذه البيوت ذات ارتفاع واحد تقريبا ولا يتعدى ارتفاع البيت
ثمانية أذرع (اي سبعة امتار تقريبا). وهذا البناء يتلائم مع البيئة العمرانية
والنسيج الخاص لمدينة كربلاء والسائد آنذاك(2).
ثم شاع استخدام الطابوق (الآجر) في العهد العباسي بشكل واسع في
تشييد المساجد والمدارس الدينية والخانات وبعض دور السكن، والذي كان
يعتبر من افضل مواد البناء المحلية وفرة وجودة وقوة وملائمة للعوامل
المناخية في المنطقة(3).
ويتميز الآجر بمرونته وسهولة استعماله. مما ساعد في بناء القباب
والأقبية لتغطية السقوف بصورة محدودة بدلا من أخشاب جذوع النخيل وخشب
الحور (القوغ)، وبمساعدة مادة محلية أخرى شائعة هي الجص التي تساعد
في تماسك الآجر بصورة سريعة جدا. واستعمال الاجر هو تراث معماري قديم
عرفته عمارة وادي الرافدين في المدن الآثرية كبابل، وأور والوركاء(4).
بدأت مرحلة جديدة في عمران مدينة كربلاء، وبعد ان دخل معز الدولة
البويهي بغداد سنة 334 هـ (946م) حيث تأثر الفن المعماري في العراق،
ومدينة كربلاء خصوصا، بفنون العمائر التي شيدت في العهد البويهي
|
(1) السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة: بغية النبلاء في تاريخ كربلاء، ص:17، المسعودي: مروج الذهب، ج4/ص:141.
(2) محمد صادق الكرباسي: دائرة المعارف الحسينية، باب مدينة الحسين ، تحت الطبع، المركز الحسيني للدراسات - لندن 1995م.
(3) نعمت اسماعيل علام: فنون الشرق الاوسط في العصور الاسلامية، ص:47، 51، دار المعارف بمصر- القاهرة 1974م.
(4) سومر: ج38 / ص:376 - مديرية الآثار العامة، بغداد - العراق، 1982م.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
121 |
|
 |
وخاصة في استعمال الطابوق (الآجر) وزخرفته الذي وصل في عهدهم الى
مستوى رفيع (1).
وقد بلغت مدينة كربلاء مرحلة عمرانية مزدهرة في عهد عضد الدولة
البويهي. فقد أعيد بناء مرقد الامام الحسين بين سنتي 369-371 م(980
-982م)، وكذلك بناء مرقد العباس سنة 372 هـ(983م) حيث شيدت
البيوت والاسواق والمساجد والمدارس الدينية والمباني الاخرى حول المرقدين
وما بينهما واحيطت المدينة بسور عال يعتبر السور الاول لمدينة كربلاء،
وجعل لهذا السور ثلاثة مداخل ضمن تخطيط جديد للمدينة (2).
وتعتبر هذه المرحلة في تاريخ كربلاء العمراني أهم مراحلها الاولى
حيث بدأ تمصير كربلاء -أي أصبح لها حدود- في هذه الفترة.
وقام الوزير البويهي أبو محمد الرامهرمزي في عهد الخليفة العباسي
القادر بالله سنة 414 هـ(1023م) بإعادة بناء سور مدينة كربلاء فكان السور
الثاني لها (3).
وقد ظل استخدام الآجر والجص في أبنية مدينة كربلاء مقتصرا على
بعض المباني الدينية المهمة والاسواق والخانات وبعض بيوت الميسورين،
ولكن ظلت مادة (اللبن) هي المادة الرئيسية في بناء البيوت الكربلائية في هذه
الفترة وما بعدها. فالأبنية في مدينة كربلاء تحمل صفات وخصائص الابنية
العربية الاسلامية التي تتميز بالفناء المفتوح والذي يعتبر سقفه السماء، هذا
الانفتاح أعطى لهذه الابنية مزية مختلفة، فالسماء هي مصدر الضوء والهواء.
|
(1)حسن الأمين: دائرة المعارف الاسلامية الشيعية، ج11 / ص:356. الطبقة الثانية- دائرة التعارف للمطبوعات، بيروت
1413هـ(1992م).
(2) ابراهيم الموسوي الزنجاني: جولة في الأماكن المقدسة، ص:83، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات ، بيروت - لبنان 1405 هـ
(1985م). محمد حسين مصطفى آل كليدار: مدينة الحسين، ص: 25 . موسوعة العتبات المقدسة، قسم كربلاء، ص: 260.
(3)مدينة الحسين، ص: 29، 30.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
122 |
|
 |
وفي عهد السلاجقة قام السلطان ملكشاه سنة 479هـ (1087م)
بإعادة تعمير سور مدينة كربلاء الذي شيده أبو محمد الرامهرمزي(1).
وقد تعرضت مدينة كربلاء من الناحية العمرانية للإهمال عند بداية
استيلاء المغول على العراق سنة 656هـ (1258م) ولكن في نفس الوقت
سلمت المدينة وعمارتها من الخراب والدمار الذي حدث لبغداد في تلك
الفترة(2).
وقد وصف عمارة مدينة كربلاء الرحالة ابن بطوطة عند زيارته لها
سنة 727هـ (1327م) حيث قال عنها: «بأنها مدينة صغيرة والروضة
المقدسة داخلها - ويستدل من ذلك بأن كربلاء كان يحيطها سور وهو السور
الذي شيده الوزير البويهي أبو محمد الرامهرمزي - وأن أهل هذه المدينة
طائفتان هما أولاد (زحيك) وأولاد (فائز) والخصام بينهما مستمر وهم علويون
ويرجعون إلى أب واحد»(3).
ويستدل من ذلك أيضا بأن كربلاء كانت مقسمة عند زيارة ابن
بطوطة إلى منطقتين عمرانيتين كبيرتين كل منطقة تسكنها إحدى الطائفتين،
فطائفة آل زحيك كانت تسكن المنطقة التي تعرف اليوم - بباب النجف وباب
الخان -، أما طائفة آل فائز فكانت تسكن المنطقة التي تعرف اليوم - بباب
السلالمة والقسم الشرقي من باب الطاق وباب بغداد وبركة العباس-.
وقد سكنت أيضا طائفة علوية أخرى هي آل عيسى المنطقة التي
تعرف اليوم - بمحلة المخيم والقسم الغربي من باب الطاق -(4).
|
(1) ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج16/ ص:259.
(2) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء، ص: 40، 41.
(3) رحلة ابن بطوطة، ص: 233.
(4) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء، ص: 98- 99. مصطفى عباس الموسوي: العوامل التاريخية لنشاة وتطور المدن العربية
والإسلامية، ص: 186، منشورات وزارة الثقافة والاعلام، بغداد - 1982.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
123 |
|
 |
وممن اهتموا بعمران مدينة كربلاء، السلطان أويس الجلائري سنة
767هـ (1366م) وواليه على بغداد الأمير مرجان وكذلك ولدا السلطان أويس
حسين وأحمد، حيث شملت المدينة حركة عمرانية واسعة وخاصة إعادة بناء
مرقد الإمام الحسين وبعض المباني الدينية الأخرى(1).
وأبدع ماأدخل في العهد الجلائري من فنون العمارة الإسلامية، هو
أسلوب زخرفة المباني الدينية في كربلاء بالنقوش الزخرفية، وهو استخدام قطع
صغيرة من الفسيفساء والخزف البراق المتعدد الألوان في تغطية الواجهات
والسطوح بالإضافة إلى البلاطات الخزفية (القاشاني) المتعددة الألوان أيضا،
وهذا ماظهر في مسجد ومئذنة العبد الشهيرة اللذين بناهما الأمير مرجان في
الجهة الشرقية من صحن مرقد [الإمام] الحسين(2).
|
(1) جعفر الخياط: موسوعة العتبات المقدسة - قسم كربلاء، ص: 266.
(2) عبد الجواد الكليدار: تاريخ كربلاء وحائر الحسين، ص: 241. مدينة الحسين، ص: 32.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
124 |
|
 |
الروضة الحسينية سنة 1935م وتظهر مئذنة العبد إلى اليمين الصورة
طاق الزعفراني في كربلاء
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
125 |
|
 |
عمارة كربلاء خلال الحكمين
الصفوي والعثماني للعراق
دخلت مدينة كربلاء المقدسة مرحلة عمرانية جديدة بعد استيلاء الشاه
إسماعيل الصفوي على العراق سنة 914هـ (1508م)، حيث قام الصفويون
بتعمير وتزيين المراقد المقدسة والمباني الدينية الأخرى. وساهموا بتطوير
المدينة حيث شيدوا بيوتا جديدة وجمعوا لهذا الغرض نخبة من البنائين والفنيين
المهرة من أطراف البلاد الإسلامية في بناء القباب والقبب والعقود وفن تزيين
العمائر بالبلاط المزجج (القاشاني) الملون وزخرفة الخشب والنقوش الجبصية
واستخدام الطابوق (الآجر) في البناء بطرق فنية رائعة.
وقد جلبوا أغلى المواد البنائية، كالرخام والمرمر والأخشاب النادرة
وغيرها لإكساء العديد من المباني وزخرفتها(1).
وعند ملاحظة الطابع المعماري للأبنية الدينية في كربلاء والمدن
المقدسة الأخرى في العراق والتي شيدت في العهد الصفوي، يمكن القول بأنها
جمعت بين العناصر المعمارية التي عرفت في أبنية العراق وإيران في فترات
زمنية مختلفة كالإيوان الكبير، والبهو الواسع المغطى بعقود نصف دائرية،
والفناء المكشوف الذي يتوسطه حوض ماء (نافورة)(2).
وقد تطرق الرحالة البرتغالي بيدرو تكسيرا إلى مباني مدينة كربلاء
عند زيارته لها في أوائل سنة 1013هـ (1604م) وامتدح العمارة الجميلة فيها
|
(1) د. حسين مؤنس: المساجد، ص: 99، عن معالم المعرفة - الكويت، 1401هـ(1981م).
د. عبد الجواد الكليدار: تاريخ كربلاء وحائر الحسين، ص: 253 - 254.
(2) نعمت إسماعيل علام: فنون الشرق الأوسط في العصور الإسلامية، ص: 204 -206، دار المعارف - مصر، 1974م.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
126 |
|
 |
وقال: بأن المدينة تضم حوالي أربعة آلاف بيت بعضها ذات تصاميم جيدة
ولكن معظمها من البيوت المتأكلة وبناؤها بسيط. ووصف أسواق كربلاء:
بأنها مبنية من الطابوق (الآجر) وبشكل متقن(1).
أما الرحالة الألماني كارستن نيبور الذي زار كربلاء ضمن الرحلة
الدنماركية سنة 1178هـ (1765م)، فقد وصف أبنية مدينة كربلاء قائلا: بأن
معظم بيوتاتها لم تكن متينة البنيان لأنها كانت مشيدة باللبن غير المشوي،
وأن سور المدينة مبني من اللبن المجفف بأشعة الشمس. كما كان لهذا السور
خمسة ابواب، ويعتبر هذا السور هو الثالث الذي كان يحيط بالمدينة(2).
وقد أصاب الخراب مباني مدينة كربلاء عندما دخل الوهابيون المدينة
سنة 1216هـ (1801م)، وبالخصوص المراقد المقدسة والمساجد والأسواق
وتهدمت الكثير من البيوت المحيطة بالمرقدين وهدموا سور المدينة أيضا(3).
وبعد هذه الحادثة تبرع أحد ملوك الهند بإعادة بناء ما خربه
الوهابيون، فأخذ المرجع الكبير آنذاك السيد علي الطباطبائي على عاتقه سنة
1217هـ (1802م) مسؤولية إعادة بناء وترميم المراقد المقدسة والأسواق
والبيوت وشيد للمدينة سورا حصينا تتوزع عليه الأبراج والمعاقل، وجعل لهذا
السور ستة أبواب هي:
1- باب الخان: وقد سمي بهذا الاسم لوجود خان أقيم بالقرب من السور.
ويقع الى الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة.
|
(1) The Travels of Pedro Teixeira, Second series, No. IX, page:51.
(2) Niebuhr, carsten: voyage en Arabic et.
ترجمة جعفر الخياط: موسوعة العتبات المقدسة، ص: 286- 290 قسم كربلاء.
(3) John L. Esposite: Modern Islamic World, Volume 2, Page: 399.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
127 |
|
 |
2- باب الطاق: وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى طاق (قوس) إبراهيم
الزعفراني أحد رجالات كربلاء الذين قاوموا الأتراك. ويقع الى الجهة
الشمالية الغربية من المدينة.
3- باب بغداد: وهو الباب الذي يمر منه المسافرون إلى بغداد. ويقع الى
الجهة الشرقية من المدينة.
4- باب النجف: وهو الباب الذي يمر منه المسافرون إلى مدينة النجف
الأشرف. ويقع الى الجهة الجنوبية من المدينة.
5- باب السلالمة: سمي بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي سكنتها عشيرة
(السلالمة) فعرف باسمها. ويقع الى الجهة الشمالية من المدينة.
6- باب المخيم: سمي بهذا الاسم تيمنا بوجود المخيم الحسيني (وهو الموقع
الذي خيم فيه الإمام الحسين (ع) مع أهله عند وصوله كربلاء)(1). ويقع
الى الجهة الغربية من المدينة.
وقد أصاب الخراب قسما من مباني مدينة كربلاء على يد قوات الوالي
العثماني نجيب باشا إثر حملته على المدينة سنة 1258هـ (1842م)، وقد
تهدم قسم من سور المدينة (2).
ومن الذين زاروا كربلاء وأشادوا بعمرانها المستشرق والرحالة الروسي
إيليا نيكولا بيرزين وذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي،
حيث وصل البصرة منتصف عام 1843م.
|
(1) سلمان هادي طعمة: كربلاء في الذاكرة، ص: 21 - 22، مطبعة العاني - بغداد، 1988م.
(2) موسوعة العتبات المقدسة، قسم كربلاء، ص:276.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
128 |
|
 |
وتكتسب زيارة (بيرزين) إلى كربلاء أهمية كبرى كونها تمت إثر
(حملة نجيب باشا) الدامية أوائل عام 1843م، تلك الواقعة التي نتجت عن
انتفاضة المدينة المقدسة ضد السلطات التركية.
وقد أورد (بيرزين) في دراسة له عنوانها (كربلاء) نشرها في مجلة
«دراسة الأرض والرحلات» (موسكو 1858م) حول أبنية كربلاء، عدة
ملاحظات عيانية قائلا: «توازي مدينة كربلاء بسعتها مدننا التي هي مراكز
أقضية، أما عدد السكان فهو أكثر بكثير مما عندنا، وذلك لأن الشوارع في
البلدان الشرقية أضيق بكثير من أزقتنا، والبيوت تبنى غالبا متلاصقة الواحدة
بالأخرى، ولا وجود للساحات والميادين في المدينة، ويحيط بها سور من
الطابوق المجفف بأشعة الشمس، ويتألف من صفين، الصف العلوي يكون
بمثابة مدارج ومشارف، وأما الصف السفلي فيتكون من أقسام أمامية خالية
ومكشوفة يفصل بعضها عن البعض بالحواجز، وتكون هذه الفروع أحيانا
مأوى للفقراء الذين لا سكن لهم، كما هي الحال في بغداد تماما»(1).
وقد وصف عمارة مدينة كربلاء عالم الآثار الإنكليزي (لوفتس) عند
زيارته لها سنة 1270هـ (1853م) وقال: بأن هناك الكثير من الأبنية مشيدة
خارج أسوار المدينة، ويستدل من ذلك أن المدينة أخذت بالتوسع عند زيارته
لها. وكذلك ذكر بأنه يوجد عدد من الأكوار المعدة لصنع الطابوق (الآجر)
في ضواحي المدينة، ويستدل من ذلك أيضا أن صناعة الطابوق بدأت تنتشر
حول المدينة. وذكر أيضا أن كثيرا من البيوت قد تهدمت نتيجة حملة نجيب
باشا على كربلاء(2).
|
(1) إيليا نيكولا بيرزين: مجلة دراسات الأرض والرحلات، موسكو 1858م.
(2) William Kennet Loftus: Travels and researches in Chaldea and Susiana, Page :65,66.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
129 |
|
 |
وممن زاروا مدينة كربلاء أيضا الرحالة البريطاني (جون أشر)، وكان
من علماء الآثار وعضو الجمعية الجغرافية الملكية في لندن. وقد وصل
كربلاء عن طريق مدينة المسيب سنة 1281هـ (1864م)، وأعجب بالبساتين
الممتدة على جانبي نهرالحسينية.
وقد أعجب (أشر) بكربلاء كثيرا، حيث قال: أنه لم يشاهد فيها معالم
الركود والانحطاط التي تميزت بها معظم مدن العالم الإسلامي المعروفة في
عصره، فلاحظ أن كل شبر فيها من الأرض كان مشغولا بالبيوت المتراصة
أو التي كانت في مرحلة التشييد(1).
وقد توسعت مدينة كربلاء عمرانيا في عهد الوالي العثماني مدحت
باشا، وذلك عند زيارته للمدينة سنة 1285هـ (1868م)، حيث أمر بهدم قسم
من سور المدينة من الجهة الجنوبية الغربية وتوسيع المدينة بإضافة قسم آخر
إليها سمي بمحلة العباسية التي قسمت بدورها إلى قسمين يعرفان بالعباسية
الشرقية والعباسية الغربية، ويفصل بينهما شارع العباس، فأصبحت لمدينة
كربلاء ثمانية أطراف (محلات)، ستة أطراف منها سميت بأسماء أبواب سور
المدينة وهي:
1- محلة بان الخان: وتقع إلى الجانب الشرقي من المدينة.
2- محلة باب الطاق: وتقع إلى الجانب الغربي من المدينة جنوب
محلة باب السلالمة.
3- محلة باب بغداد: وتقع إلى شمال المدينة باتجاه الذاهب إلى
بغداد.
|
(1) John Ussher, F.R.G.S.: A Journey from London to Persepolis, Pages: 458. 459.
|
 |
| كربلاء الحضارة والتاريخ |
|
130 |
|
 |
4- محلة باب النجف: وتقع في وسط المدينة بين الروضتين الحسينية
والعباسية وكانت تعرف بباب المشهد.
5- محلة باب السلالمة: وتقع إلى شمال المدينة، غرب محلة باب
بغداد.
6- محلة المخيم: وتقع في الجانب الغربي من المدينة وجنوب محلة
باب الطاق.
7- محلة العباسية الشرقية: وتقع إلى الجنوب الشرقي من المدينة وإلى
الشرق من شارع العباس.
8- محلة العباسية الغربية: وتقع إلى الجنوب الغربي من المدينة وإلى
غرب شارع العباس(1).
ومن الذين أشادوا بعمران مدينة كربلاء عالم الآثار والرحالة الأمريكي
جون بيترز عند زيارته للمدينة سنة 1309هـ (1890م)، ومما قاله: أن
كربلاء تقع على حافة السهل الرسوبي الخصب الذي يتصل بهضبة الجزيرة
العربية، ويبلغ عدد نفوسها حوالي ستين ألف نسمة، ويبدو أنها بلدة مزدهرة.
أما القسم الجديد منها الذي أنشئ خارج السور القديم ففيه شوارع واسعة
وأرصفة منتظمة بحيث تبدو كأنها مدينة أوروبية. وقال كذلك: مع أن سور
المدينة القديم مهدم فأن أبوابها(مداخله) كانت لاتزال قائمة(2).
وممن وصفوا عمران مدينة كربلاء عمانوئيل فتح الله عمانوئيل عندما
زار المدينة سنة 1329هـ (1911م) وقال: أن كربلاء الجديدة. ويقصد بها
|
(1) سلمان هادي طعمة: تراث كربلاء، ص: 99 - 100.
(2) John Punnet Peters: Nippur or Exp;orations and Adventures on the Euphrates 1880 - 1890.
Page: 331, volumen II - Second Campaign, 1897.
|
|
|