|
|
 |
| الحسين في طريقه الى الشهادة |
|
218 |
|
 |
فقال العنوه : وقال جدي في كتاب الرد على المتعصب العنيد ـ قد جاء في الحديث . لعن من فعل ما لا يقارب معشار عشر فعل يزيد . وذكر الاحاديث التي ذكرها البخاري في صحيحه . ومسلم في صحيحه . مثل حديث ابن معسود . عن النبي (ص) انه . لعن الواشمات والمتوشمات . وحديث ابن عمر . لعن الله الواشمة والمتوشمة . ولعن الله المصورين . وحديث جابر . لعن رسول الله (ص) آكل الربا وموكله الحديث وحديث ابن عمر في مسند أحمد . لعنت الخمر على عشرة وجوه الحديث ، وأورد أخبارا كثيرة في هذا الباب ، وهذه الاشياء دون فعل يزيد في قتله الحسين (ع) واخوته وأهله . ونهب المدينة وهدم الكعبة . وضربها بالمجانيق . وأشعاره الدالة على فساد عقيدته . ومن اراد الزيادة على هذا فليقف على كتابه المسمى ـ بالرد على المتعصب العنيد ـ وحكى جدي أبو الفرج . عن القاضي أبي يعلى بن الفراء في كتابه ـ المعتمد ـ في الاصول . باسناده الى صالح بن أحمد بن حنبل . قال : قلت لابي . ان قوما ينسبونا الى توالي يزيد . فقال : يا بني وهل يتولى يزيد أحد يؤمن بالله . فقلت فلم لا تلعنه . فقال : ومتى رأيتني لعنت شيئا يا بني لم لا نلعن من لعنه الله في كتابه . فقلت واين لعن الله يزيد في كتابه . فقال : في قوله تعالى «فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم»(27) فهل يكون فساد أعظم من قتل الحسين (ع) . وصنف القاضي أبو يعلى كتابا . ذكر فيه بيان من يستحق اللعن . وذكر منهم يزيد(28) قلت أجمع المؤرخون على أن يزيد بن معاوية حكم ثلاث سنين وتسعة أشهر ففي السنة الاولى كانت باكورة أعماله قتل ريحانة رسول الله (ص) وقتل أصحابه الصفوة وأهل بيته البررة والذين ما كان لهم على وجه الارض من شبيه حينذاك . وسبى حرائر الرسالة
|
وهدمها وأحرقها . وذلك لما حوصر بها ابن الزبير . وبعد قتل ابن الزبير ، كل هذا بأمر من يزيد الفاجر .
(27) سورة محمد (ص) .
(28) انظر سبط ابن الجوزي ـ تذكرة خواص الامة ـ ص 162 .
|
 |
| الحسين في طريقه الى الشهادة |
|
219 |
|
 |
من قطر الى قطر . وفي السنة الثانية حارب اهل المدينة وقتل من كان فيها من الصحابة وأباحها لجيشه يفعل فعل الوحوش حتى اكثر النهب والهتك والسفك قيل كان جابر بن عبد الله الانصاري يومئذ قد ذهب بصره فجعل ينادي في ازقة المدينة تعس من اخاف الله ورسوله ؟ قال سمعت رسول الله يقول : من أخاف اهل المدينة فقد اخاف ما بين جنبي فحمل رجل عليه بالسيف فترامى عليه مروان فأجاره وامره ان يدخله منزله ويغلق عليه بابه . قال ابن كثير في البداية والنهاية . وقد أخطأ يزيد في أمر مسلم بن عقبة باباحته المدينة ثلاثة أيام خطأ كبيرا . فانه وقع في هذه الايام الثلاثة من المفاسد العظيمة في المدينة النبوية ما لا يحد ولا يوصف مما لا يعلمه الا الله عز وجل . وقد اراد بارسال مسلم بن عقبة توطيد سلطانه ودوام أيامه فعوقب بنقيض قصده فقصمه الله قاصم الجبابرة وأخذه أخذ عزيز مقتدر . قال شاعر أهل المدينة مخاطبا بني امية وهو محمد بن اسلم :
| فان تقتلونا يوم حرة واقم |
|
فنحن على الاسلام اول من قتل |
| ونحن تركناكم ببدر اذلة |
|
وابنا باسيـاف لنـا منكـم تحل |
وفي السنة الثالثة هدم الكعبة واشعل النار باستارها ، ثائرا لالهته التي كان يعبدها آباؤه . وهي اللات والعزى وهبل وختاما أقول :
| عليه دام اللعن كلما جرى |
|
دم على الارض وغصن التوى |
الا لعنة الله على القوم الظالمين ، كان الانتهاء منه في 3 رجب سنة 1375 هجـ
| |