ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 89


مصائب ألإسلام

قـم ناشـد ألإسلام عن مصابه أصيب بالنبـي أم كتــابـه
أم أنَّ ركب الموت عنه قد سرى بالـروح محمولا على ركـابه
بلى قضى نفس النبي المرتضى وأُدرج الليـلة في أثــوابـه
مضى على اهتضـامه بغُصَّـة غص بهـا الدهر مدى أحقابه
عـاش غريبـا بينها وقد قضى بسيف أشقاهـا على إغتـرابه
لقـد أراقـوا ليـلة القـدر دماً دماؤهـا انصببن بإنصبابــه
تنزل الـروح فوافـى روحـه صـاعدةً شوقــاً إلى ثوابـه
فضجَّ و ألأملاك فيهـا ضجَّـةً منهـا إقشعر الكون في إهابـه
وانـقلب السـلام للفجـر بهـا للحشر إعـوالا علـى مُصابه
ألله نفـس أحمـد من قـد غدا من نفـس كل مؤمـن أولى به
غـادره ابـنُ ملجم ووجهــه مخضبٌ بالـدم في محرابــه
وجـهٌ لوجـه ألله كـم عفَّـره فـي مسجد كـان أبـا ترابـه
فاغبر وجـه الديـن لإصفراره وخُضب ألإيمـان لإختضابـه
ويزعمون حيـث طلـوا دمـه في صومهم قد زيـد في ثوابه
والصوم يدعو كلَّ عام صارخا قـد نضحوا دمي على ثيابـه
إطـاعةٌ قتلـهم من لـم يكـن تقبل طـاعات الـورى إلا به


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 90


قتلتـم الصـلاة في محرابهــا يا قاتليـه وهو في محرابـه
وشقَّ رأس العـدل سيف جوركم مذ شقَّ منـه الرأس في ذبابه
فليبك جبريـل لــه ولينتحـب في الملأ ألأعلى على مصابه
نعـم بكـى و الغيث من بكـائه ينحب والـرعد من انتحابـه
منتدبـا في صرخــة و إنمـا يستصرخ المهدي في إنتدابـه
يا أيهـا المحجوب عـن شيعته وكـاشف الغـم على إحتجابه
كـم تغمـد السيف لقـد تقطعت رقـاب أهل الحق في إرتقابه
فانـهض لهـا فليس إلاك لهـا قـد سئم الصابر جرع صابه
وأطلب أباك المرتضى ممن غدا منقلبـا عنـه علـى أعقابـه
فهـو كتـاب ألله ضـاع بينهم فاسئل بأمـر ألله عـن كتـابه
وقـل ولكـن بلسـان مرهـف و اجعل دمـاء القوم في جوابه
يا عصبة الإلحاد أين من قضى محتسبـا و كنـت في احتسابه
أيـن أميـر المؤمنيـن أوَ مـا عن قتله اكتفيت في إغتصابـه
لله كـم جرعـة غيـظ ساغها بعـد نبي ألله مـن أصحابــه
و هي على العـالم لو توزعت أشـرقت العـالم في شرابــه
فانـع إلى أحمد ثقــل أحمد وقـل لـه يا خير من يدعى به
أن ألأولى على النفـاق مردوا قـد كشفوا بعـدك عن نقـابه
وصيروا سـرح الهدى فريسة للغـي بيـن الطلس من ذيـابه
وغـادروا حـق اخيك مضغة يلوكـها البـاطل في أنيـابـه


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 91


وظل راعـي إفكهم يحلب مـن ضرع لبـون الجور في وطابه
فألأُمة اليـوم غـدت في مجهل ضلت طريـق الحق في شعابه
عـادوا بهـا بعـدك جاهليـة مذ قتلوا الهـادي الذي تهدى به
لـم يتشعب في قريـش نسـب إلا غـدا في المحض من لبـابه
حتـى أتيـت فأتى في حسـب قـد دخـل التنزيـل في حسابه
فيالهـا غلطـة دهـر بعدهـا لا يحـمد الـدهر على صـوابه
مشى إلى خلف بهـا فأصبحت أرؤسُـهُ تتبـع مــن أذنـابـه
وما كفـاه أن أرانــا ضِـلّة وهـاده تعلــو على هضـابـه
حتـى أرانـا ذئبـه مفترسـا بيـن الشبـول ليثـه في غـابـه
هـذا أميـر المؤمنين بعدمـا ألجـأهم للديـن فـي ضرابــه
وقـاد من عتـاتهم مصاعبـا ما أسمحت لـولا شبـا قرضابـه
قـد الـف الهيجاء حتى ليلها غـرابــه يـأنس في عقـابـه
يمشي إليهـا وهـو في ذهابه اشـد شوقــا منـه في إيابــه
كالشبل في وثبته و السيف في هبـَّتـه و الصـل فـي إنسيابـه
أرداه من لــو لحظته عيَّنـه في مـأزق لفـر مـن إرهــابه
و مـر من بين الجموع هاربا يـود أن يخــرج مـن إهـابـه
وهـو لعمري لو يشاء لم ينل ما نـال أشقى القـوم فـي أرابـه
لكـن غــدى مسلما محتسبا والخيـر كل الخيـر في إحتسابـه
صلى عليـه ألله من مضطهد قـد أغضبوا الرحمن في إغتصابه


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 92


كَبُرَتْ كل قُبَّةٍ

حُـزت بالكاظمين شـأنـا كبيـرا فابق يا صحن آهلا معمـورا
فـوق هذا البهـاء تكسى بهــاء ولهذي ألأنـوار تزداد نـورا
إنمـا أنـت جنـة ضــرب ألله عليـها كجنـة الخلد سـورا
إن تكـن فجـرت بهـاتيك عيـن وبهـا يشرب العبــاد نميرا
فلَكَـم فيــك من عيـون ولكـن فجـرت مـن حواسد تفجيرا
فـاخرت أرضك السماء و قـالت إن يكن مفخـر فمني أُستعيرا
تبـاهين بالضــراح وعنــدي من غدا فيهما الضراح فخورا
بمصابيحي استضيئي فمن شمسي يبدي فيـك الصبـاح سفورا
و لبيتي المعمـور ربـاً معــال شرَّفـا بيت ربـك المعمورا
لك فخـر المحـارة إنفلقت عـن درتين استقلتا الشمس نـورا
وهمــا قبتــان ليسـت لـكل منهمـا قبـة السماء نظيـرا
صـاغ كلتيهما بقـدرته الصــا ئـغ من نـوره وقـال أنيرا
حـول كـلٍ منارتـان من التبـر يجلـي سنـاهمـا الديـجورا
كبـرت كـل قبـة بهمـا شـأناً فأبــدت عليـهما التكبيـرا


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 93


فغـدت ذات منظر لك تحكـي فيه عـذراء تستخف الوقورا
كعروس بـدت بقرطي نضـار فـملت قلب مجتليها سـرورا
بوركت من منـائر قـد أُقيمت عمـدا تحمل العظيم الخطيرا
رفعت قبــة الوجـود ولـولا ممسكاهـا لأذنت أن تمـورا
يـا لك ألله مـا أجلك صحنـا وكفـى بالجـلال فيك خفيرا
حــرم آمــن بـه أودع ألله تعـالى حجـابـه المستـورا
طبـت أمّا ثـراك مسـك وأمّا عبق المسك من شذاه أستعيرا
بـل أراهـا كـافـورة حملتها الريـح خلديـة فطابت مسيرا
كلمـا مـرت الصبـا عرَّفتنـا أنهـا جددت عليـك المـرورا
أيـن منهـا عطر ألإمامة لولا أنهـا قبـلت ثـراك العطيـرا
كيف تحبيري الثنـاء فقل لـي أنـت مـاذا لأحسن التحبيـرا
صحــن دار أم دارة نيراهـا بهمـا الكون قـد غدا مستنيرا
إن أقـل أرضك ألأثير ثراهـا ما أرانـي مدحت إلا ألأثيـرا
أنت طُوْرُ النور الذي مذ تجلى لإبن عمران دك ذاك الطـورا
أنـت بيت برفعــه أذن ألله لفرهــاد فاستهـل سـرورا
و غـدا رافعـا قـواعد بيت طهــر ألله أهلــه تطهيـرا

وله أيضا:
قضاء حق الضيف أولى به من شرع الواجب من حقـه
و علـة المـرء أرى برئها ارجى لـذي العلة من خلقه
و العبـد لا يصلح من شأنه إلا الـذي يملك مـن رقـه


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 94


منتظر القيام

هـي دار غيبتـه فحيي قبابـهـا وإلثـم بأجفـان العيون ترابها
بذلت لزائـرها ولو كشف الغطـا لـرأيت أملاك السمـا حجابها
ولو النجـوم الـزهر تملك أمرها لهـوت تقبـل دهـرها أعتابها
سعدت بمنتظر القيـام و من بـه عقـدت عيـون رجاءه أهدابها
وسمت علـى أُم السمـا بمواثـل و أبيك ما حوت السما أضرابها
بضرايـح حجبت أبـاه وجــده و بغيبة ضربت عليـه حجابها
دار مقدسـة وخيـــر أئــمة فتـح ألإلـه بهم إليـه بابـها
لهـم على الكرسي قبـة سـؤدد عقـد ألإله بعرشـه أطنابـها
كانـوا أظلـة عرشـه و بدينـه هبطوا لـدائرة غـدوا أقطابها
صدعوا عن الـرب الجليل بأمره فغـدوا لكـل فضيلة أربابـها
فهـدوا بني ألألبـاب لكن حيروا بظهـور بعض كمالهم ألبابـها
لا غرو أن طابت أرومـة مجدها فنمت بأكـرم مغرس أطيابـها
فألله صـور آدمـا مـن طينـة لهم تخيـر محضهـا ولبابـها
وبراهـم غـررا من النطف التي هي كلها غـرر و سل أحسابها


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 95


تخبرك أنـهم جـروا في أظهـر طابت وطهر ذو العلى أصلابها
وتناسلوا فـإذا استهل لـهم فتـى نسجت مكـارمه لـه جلبابـها
حتى أتـى الدنيـا الـذي سيهزها حتى يدك على السهول هضابها
وسينتضي للحـرب محتلب الطلا حتى تسـيل بشفرتيـه شعابـها
و لسوف يدرك حيث ينهض طالبا تـرت لـه جعل ألإله طلابـها
هو قائـم بالحق كـم من دعـوة هزتـه لـولا ربـه لأجابــها
سعدت بمولـده المبـارك ليـلة حذر الصباح عن السرور نقابها
وزهت به الدنيا صبيحة طرزت أيـدي المسرة بالهنـا أثوابـها
رجعت إلى عصر الشبيبة غضة من بعدما طـوت السنين شبابها
فاليـوم ابهجت الشريعة بالـذي ستنـال عنـد قيـامه آرابـها
قد كدرت منها المشارب عصبة جعل ألإلـه من السراب شرابها
يا من يحـاول أن يقـوم مهنيا إنهض بلغت من ألأمور صوابها
و أشر إلى من لا تشير يد العلا لسـواه إن هي عدّدت أربابـها
هو ذلك الحسن الزكي المجتبى من سـاد هاشم شيبها وشبابـها
جمـع ألإلـه به مزايا مجدها و لهـا أعـاد بعصره أحقابـها
نُشِرت بمن قد ضم طي ردائه أطهراهــا أطيابهـا أنجابـها
وله مآثر ليس تحصى لو غدت للحشر أمـلاك السمـا كتابـها
أنـى وهن مآثتر نبويــــة كل الخلايق لا تطيـق حسابـها
ذاك الـذي طلب السماء بجده وبمجده حتـى إرتقـى أسبابـها


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 96


ما العلـم منتحل لديـه وإنمـا ورث النبـوة وحيّـها وكتابـها
يا من بريش سهام فكرته النهى فلأي شاكلـة أراد أصـابــها
ولدتـك أُم المكرمـات مبـرءا مما يشين من الكـرام جنابـها
ورضعت من ثدي ألإمامة علمها متجلببـا في حجـرها جلبابـها
وبنور عصمتها فطمت فلم ترث حتى بأمـر ألله نبـت منـابـها
فاليـوم أعمـال الخلايق عندكم وغـدا تلـون ثوابـها و عقابها
وإليكـم جعـل ألإلـه إيابــها و عليكـم يـوم المعـاد حسابها
يا من له انتهت الزعامة في العلا فغدا يروض من ألأمور صعابها
لو لامست يدك الصخور لفجرت بالماء من صم الصخور صلابها
ورعى ذمـام ألأجنبين كما رعى لبني أرومـة مجــده أنسابـها
رقت ألأنـام طبايعـا وصنـايعا بهمـا ملكت قلوبـها و رقابـها
وجدتك أبسط في المكـارم راحة بيضاء يستسقي السحاب سحابها
و رأتك أنـور في المعالي طلعة غـراء لم تنب النجـوم منابـها
لله دارك أنهــا قبـل الثنــا وبهـا المدايـح أثبتت محرابـها
هي جنـة الـفردوس إلا أنـها رضـوان بشرك فاتـح أبوابـها
فأقـم كما اشتهت الشريعة خالدا تطـوي بنشرك للهـدى أحقابها


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 97


أشرق العقل

يا غمـرة من لنـا بمعبرهــا موارد المـوت دون مصدرها
يطفح مـوج البلا الخطير بـها فيغـرق العقل في تصورهـا
وشـدة عنـدها انتهت عظمـا شدائـد الدهـر مـع تكثـرها
ضـاقت ولم يأتـها مفرجـها فجـاشت النفس في تحيرهـا
ألا إن رجس الضلالة إستغرق ألأرض فضجت إلى مطهرها
و مـلة ألله غيـرت فغــدت تصـرخ لله مـن مغـيرهـا
من مخبـري والنفوس عاتبـة ماذا يـؤدي لسـان مخبـرها
لم صـاحب ألأمـر عن رعيته أغضى فغصت بجـور أكفرها
ما عـذره نصب عينيه أخـذت شيعتـه و هو بيـن أظهـرها
يـا غيـرة ألله لا قـرار على ركـوب فحشائهـا ومنكرهـا
سيفك والضـرب أن شيعتكـم قـد بلـغ السيف حز منحرها
مـات الهـدى سيدي فقم وأمت شمس ضحـاها بليـل عثيرها
و أترك منـايا العـدى بأنفسهم تكثر في الـروع من تعثرهـا
لم يشف من هذه الصدور سوى كسرك صـدر القنـا بموغرها
وهذه الصحف محـو سيفك للأ عمـار منهم أمحـى لأسطرها
فالنطف اليوم تشتكي وهي في ألأرحـام منهـا إلى مصورها


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 98


فألله يبـن النبـي فـي فئــة ما ذخـرت غيركـم لمحشرها
مـاذا لأعدائــها تقــول إذا لم تنجها اليـوم مـن مدمرهـا
أشقـة البعـد دونـك إعترضت أم حجبت عنـك عين مبصرها
فهــاك قلِّب قلوبنـا تـرهـا تفطـرت فيـك مـن تنظـرها
كـم سهرت أعيـن وليس سوى إنتظارهـا غوثــكم بمسهرها
أيـن الحفيظ العليـم للفئـة ألـ ـمضاعة الحـق عنـد أفجرها
تغضى و أنـت ألأبو الرحيم لها ما هكـذا الظـن يابن أطهـرها
إن لـم تغثهـا لجـرم أكبـرها فارحم لها ضعف جرم أصغرها
كيف رقـاب من الجحيم بكـم حررهــا ألله فـي تبصـرها
ترضى بـأن تسترقَّهـا عُصب لم تلهـو عن نايـها ومزمـرها
إن ترض يا صاحب الزمان بها ودام للقـوم فعــل منكــرها
ماتت شعائـر ألإيمان واندثرت ما بين خمـر العـدى وميسرها
أبعـد بهـا خطـة تـراد بـها لا قـرب ألله دار مؤثـــرها
المـوت خيـر من الحيـاة بها لـو تملك النفس مـن تخيـرها
ما غـر أعـداءنــا بربـهم و هــو مليٌّ بقصـم أظهـرها
مهـلا فلله فـي بريتـه عـوا ئد جــل قـــدر أيســرها
فدعوة النـاس إن تكـن حجبت لأنهـا ســاء فعــل أكثـرها
فرب حـرى حشى لواحـدهـا شكـت إلـى ألله في تضـورها
توشـك أنفاسـها وقـد صعدت أن تحـرق القـوم في تسعـرها


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 99


المعجز الباهر

كـذا يظهـر المعجـز البـاهر فيشهـده البـر و الفـاجر
ويـروي كـرامة مـأثــورة يبلغهـا الغـائب الحـاضر
ويقـر لقــوم بهــا نـاظر و يقـذي لقـوم بهـا ناظر
فقلب لهــا ترحــا واقــع وقلب لهــا فرحـا طائـر
أجل طـرف فكـرك يا مستدل وأنجـد بطرفـك يا غائـر
تصفـح مآثـر آل الــرسول وحسبـك مـا نشر الناشـر
و دونــكهُ نبــأ صـادقـا لقلب العـدو هـو البــاقر
فمن صاحب ألأمرأمس إستبان لنـا معجـز أمـره بـاهر
بموضـع غيبتـه قـــد ألم أخـو علـة دائـها ظـاهر
رمى فمـه باعتقـال اللسـان رام هـو الزمـن الغــادر
فاقبـل ملتمسـا للشفـــاء لدى من هو الغائب الحاضر
ولقنـه القـــول مستـأجر عن القصتد في امـره جائر
فبينـاه فـي تعب نــاصب ومـن ضجـره فكره حائر
إذ إنـحل من ذلك ألإعتقـال وبـارحـه ذلك الضـائـر


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 100


فـراح لمولاه في الحامدين وهـو لآلائــــه ذاكـر
لعمري لقـد مسحت دائـه يـد كـل حي لهـا شـاكر
يـد لـم تزل رحمة للعباد كـذلك أنشـأها الفــاطر
تحدث وإن كـرهت أنفس يضيق شجى صدرها الواغر
و قـل إن قائـم آل النبي لـه النهـي و هو هو الآمر
أيمنـع زائـره ألإعتقـال ممـا بـه ينطتق الزائــر
ويدعـوه صدقـا إلى حله و يغضي على أنـه القـادر
ويكبو مرجيـه دون الغياث وهـو يقـال بـه العـاثـر
أُحاشيه بل هـو نعم المغيث إذا نضنض الحـادث الفاغر
فهذي الكـرامة لا مـا غدا يلفقـه الفـاسق الفــاجـر
أدم ذكـرها يا لسان الزمان و في نشرهـا فمك العـاطر
وهن بهـا سر مرآى و من به ربعهـا آهــل عــامر
هـو السيـد الحسن المجتبى خضـم النـدى غيثـه الهامر
و قـل يا تقدست من بقعـة بهــا يغفـر الزلـة الغـافر
كلا أسميك للنـاس بـاد له بـأوجههم أثـر ظــــاهر
فـأنت لبعضهم سـر مـن رأى و هـو نعت لـه زاهـر
وأنـت لبعضهم سـاء مـن رأى وبـه يـوصف الخـاسر
لقـد أطلق الحسن المكرمات محيـاك وهـو بهــا سـافر
فأنـت حديقـة أنسٍ بــه وأخلاقـه روضـك النــاظر


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 101


عليـم تربـى بحجر الهـدى ونسج التقى برده الطاهر
هو البحـر لكن طمى بالعلوم على أنـه بالندى زاخـر
على جـوده إختلف العالمون يبشر واردهـا الصـادر
بحيث المنى ليس يشكو العقام أبوهـا ولا أُمهـا عـاقر
فتى ذكره طار في الصالحات و في الخافقين بهـا طائر
لقـد جـل قـدرا فلا نـاظم ينـال عـلاه و لا نـاثر
يبـاري الصبـا كرمـا كفـه على انـه بالصبـا ساحر
فإن أمطـر استحيت الغاديات و نادت لأنت الحيا الماطر
فيـا حافظا بيضـة المسلمين لأنت لكسر الهـدى جـابر
فبلغت لذتهـا مـن ســواك و بالزهد أنت لهـا هـاجر
تمنيهم فـي حمـاك المنيـع و همـك خلفهـم سـاهـر
سبقتـم عـلا بـدوام ألإلـه يـدوم لكـم عـزه القـاهر
و حولك أهل الوجوه الوضاء وكـل هتو الكوكب الزاهـر
كـذا فلتكن عتـرة ألأنبيـاء وإلا فمـا الفخـر يـا فاخر
ولا سهرت فيك عين الحسود إلا و فـي جفنهـا غـائـر
فـليس لعليـائــــكم أول ولـيس لعليـائــكم آخـر
وكـلهم عــــالم عـامل وغيـــرهم لابِــنٌ تامر
لكم قولة الفصل يوم الخصام و يـوم النـدى الكرم الغامر
وفـرت على النـاس دنياهم فكـل لـه حسنها ســاحر


ديوان السيد حيدر الحلي ـ القسم الحسيني 102


وكل نجـوم هدى من علاك بهـا فلك بالهنـا دائر
فإن جدت فالعارض المستهل وإن قلت فالمثل السائر
فدم دار مجـدك مأهولــة وباب علاك بها عامر

هي جنة الفردوس

يابـن ألإمـــام العسكري ومن رب السماء بنوره إنتجبه
أفهكذا تغضـي وأنت تـرى نـار الوبــاء تشب ملتهبـه
لا تنطفـي إلا بغــاديــة من لطفكــم تنهل منسكبـه
أيضيق عنـا جـاهكم و لقد وسع الوجـود وكـنتم سببـه
الغـوث أدركنـا فلا أحـد أبـدا سـواك يغيث من ندبـه
غضب ألإله وأنـت رحمته يا رحمـة ألله اسبقي غضبـه


أرج النبوة

بشرى فمولـد صـاحب الامـر أهـدي اليـك طرائف البشر
و بطلعـة منــه مبــاركـة حـي بوجهك طلعـة البـدر
وكسـاك افخـر خلعـة مكثت زمنــاً تنمقهـا يـد الفخـر
هى من طراز الوحي لا نزعت عن عطف مجدك آخر العمر
واليـك نـاعمة الهبوب سرت قدسيـة النفحــات والنشـر
فحبتك عطـراً ذاكيـاً و سوى ارج النبـوة ليس مـن عطر
الآن اضحـى الديـن مبتهجـا وفـم الإمامـة بـاسم الثغـر
و تبـاشرت أهـل السماء بمن حقـت به البشرى إلى الحشر
فرحـت بمن لولاه مـا حبيت شـرف التنزل ليـلة القـدر
ولمــا اتت فيـــه مسلمة بالأمـر حتـى مطلـع الفجر
لله مولــده ففيـه غــدى ألإسـلام يخطـر أيمـا خطر
هـو مولـد قـال ألإله بـه كرمـاً لعينك بالهنـا قـري
وحبـاك أنظر نعمـة وفدت فيـه برائـق عيشك النظـر
باكـر بـه كأس السرور فما أحـلاه عيـداً مـر بالـدهر
صقلت بـه الأيـام غرتـها وجلت وجـوه سعودهـا الغر
هـو نعمـة لله ليس لــها من في الوجـود يقوم بالشكر
فلكم حشى مـن أنسه حبرت في روضة مطلولـة الـزهر
ولكم على نشر الحبور طوت طي السجل حشى على الجمر
من عصبة وتروا الهدى فلذا حنقوا بمولـد مـدرك الـوتر
سيف كـفاك بـأن طايعـه ملك السمـا لجماجـم الكـفر
بيديه قـائمه وعـن غضب سيسله لطـلا ذوي الغــدر
فترى بـه كم خـدر ملحدة نهب وكـم دم ملحد هــدر
حتى يعيـد الحـق دولتـه تختـال بين الفتـح و النصر


السابق السابق الفهرس