أدب الطف ـ الجزء السادمس 293


ويـزيد يـقرع ثغره بقضيبه مترنماً منـه الشماتـة بـاديـه
ابنى أمية هل دريت بقبح ما دبـرت ام تـدرين غـير مباليه
أو ما كفاك قتال أحمد سابقاً حتـى عـدوت عـلى بنيه ثانيه
أين المفر ولا مفر لكم غـدا فالخصم أحمد والمصير الـهاويه
تـالله انـك يـا يزيـد قتلته سـراً بـقتلك للـحسين عـلانيه
ترقى منابر قومت أعـوادها بظبـى أبـيه لا أبيـك مـعاويه
وإذا أتت بنت النـبي لربـها تشكو ولا تخفى علـيه خـافيـه
رب انتقم ممن أبادوا عترتي وسبوا علـى عجف النياق بناتيه
والله يغضب للبتول بدون أن تشـكو فـكيف إذا أتـته شاكيـه
فهنالك الجبار يأمـر هبهـا ان لاتبـقي مـن عــداها باقيه
يا ابن النبي ومن بنوه تسعة لا عشرة تدعـى ولا بثمـانيـه
أناعبدكالراجي شفاعتكم غدا والعبد يتبع فـي الرجـاء مـواليه
فاشفع له ولوالديه وسامـعي انشاده فـيكـم واسعـد قـاريـه

وقال:
معاذا لأرباب الحفيظة تغتـدى صـروف الـرزايـا فيهم تتصرف
وحاشا لعضب ارهف الله حده لاعدائه يـفرى وريديـه مـرهـف
وظلت وجوه المسلمين كواسفا لرزء لـه شـمس الظـهيرة تكسف
احين ترجيناك تستأصل العدى يـفاجـئنا الـناعـي بـقتلك يهتف
وحين تهيأنـا لتهنئـة العـلى بنصرك تأتينا مـراثـيك تـعصف
حرام على أجفاننا بـعد الكرى مدى العمر ليت العمر بعدك يحـتف
بمن بعدك العليا ترنح عطفـها وتـختال فـي جلبابـها تـتغطرف
بمن بعدك الملهوف يدرك غوثه وتجلى عن العاني الغموم وتصـرف
ومن ليتامى الناس بعدك يغتدى أبـاً راحمـاً يـحنو عليهم ويعطف
تجاوبت الدنيا علـيك مـآتماً نـواعيـك فيهـا للـقيمـة عـكف


أدب الطف ـ الجزء السادمس 294


فلـم أر رزء مـثـل رزئـك فـجعـة تكـاد لـه عوج الضلوع تثقف
مصاب لـه السبـع السمـوات اسـبلت دموع دم والجن بالنوح تهتـف
وهل كيف لا يشجي السموات رزء مـن بـخدمـته أمـلاكـها تتشرف
وقـطع أحـشائي انـقـطاع كـرائـم لأحمد يستعطفن من ليس يعطف
وجفت من العين الدمـوع فـإن بـكت فما هي إلا من دم القلب ترعف
ومخلسـة مـن دهـشة الخطب لم تطق نشيجاً سوى أن المدامع تـذرف
بـرغـم الـعلى تسبـى بـنات مـحمد على هزل يطوي بها البيد معنف
تـلاحـظ فـوق السـمر رأسا قـلوبها تحوم على أكنـافـه وتـرفرف
بنفسي من استجلى لـه الرمـح طلـعة لبدر الدجى بالأفق أبهى وأشرف
أحامل ذاك الرأس قل لـي بـرأس مـن تمـايل هـذا السمهري المثقف
ألـم تـعـه يـتلـو الـكتـاب ونـوره يشق ظلام الليل، والليل مسدف
أيهدى إلى الشامـات رأس ابـن فاطـم ليشفي مـنه ضـغنه المتحيف
وتقـرع مـنـه الخيـزرانـة مبسـماً له لم يزل خير الورى يترشف
وقيد لـه السجـاد بـالقيـد أحـدقـت به صبية مثل الأهلـة تـخسف
وسيقـت الـيه الـفاطميات فـاغتـدى يقرعها عما جرى ويـعــنف
فـواهـا لأرزاء سـلـبن عـيونـنـا كراهاً وأسراب المدامع وكـف


أدب الطف ـ الجزء السادمس 295


محمد بن ادريس مطر الحلي

المتوفي 1247
هـي كربـلا تنـقي حسراتهـا حتى تبيـن مـن الـنفوس حياتها
يـا كـربـلا مـا أنت إلا كربة عظمـت على أهل الهدى كرباتها
أضرمت نار مصائب في مهجتي لم تطفها مـن مقلـتي عبـراتهـا
شـمل النبـوة كـان جامع أهله فـجمعت جـمعاً كـان فيه شتاتها
ملأ البسيطة كل جيش ضـلالة فـيه تـضيق من الـفضا فلواتها
يـوم بـه للكـفر أعظم صولة وقـواعـد الاسـلام عـز حماتها
قـل النصـير بـه لآل محمد فكـأن أبنـاء الـزمـان عـداتها
غدرت به من بايعت وتتابـعت منهـا رسائلهـا وجـد سعـاتهـا
فحمى حمى الإسلام لما أن رآى عصب الضلال تظاهرت شبهاتهـا
فـي فتـية شم الأنوف فوارس إذ أحجمت يـوم النـزال كمـاتها
ترتاح للحرب الزبون نفوسهـم وقـراع فـرسان الـوغى لـذاتها
لهم من البيض الرقاق صـوارم أغـمادهـن مـن الـعدى هاماتها
خاضوا بحار الحرب غلباً كلما طفـحت بـأمواج الردى غمراتها


أدب الطف ـ الجزء السادمس 296


محمد بن ادريس مطر الحلي

هو الشيخ محمد بن مطر الحلي شاعر يعرف بابن مطر وعالم مرموق في عصره ورد ذكره في كثير من المجاميع المخطوطة وذكره صاحب الحصون في ج 9 ص 338 فقال: كان كاتباً أديباً وشاعراً مجيداً أكثر من النظم في الوقائع التي جرت في الحلة ونواحيها وكان أكثر شعره في الامام الحسين عليه السلام وأولاده الأطهار، وقد فقد أكثر شعره على أثر الطواعين والحروب التي وقعت في النصف الأخير في القرن الثالث عشر، رثا جماعة من الرجال منهم السيد سليمان الحلي الكبير بقصيدته الطويلة.
توفي في الحلة بالطاعون الكبير عام 1247 هـ ونقل إلى النجف فدفن فيها وذكره النقدي في كتابه (الروض النضير) ص 22 فقال:
محمد بن ادريس بن الحاج مطر الحلي أحد شعراء زمانه ـ من الموالين لأهل البيت عليهم السلام وشعره من الطبقة الوسطى ومراثيه مدرجة في المجاميع، فمات بالطاعون الكبير، ذكره الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة ـ قسم الديوان، وقال اليعقوبي في البابليات : هو الشيخ محمد بن ادريس ابن الحاج مطر، مولده بالحلة في أواسط القرن الثاني عشر ونشأ وتأدب فيها وهو معدود في الطبقة الوسطى من شعراء الشطر الأول من القرن الثالث عشر . فمن شعره في الرثاء.
آهـاً لوقعة عـاشوراء إن لها نيران حزن بها الأحشاء تشتعل
أيقتل السبط مظلوماً على ظمأ والماء للوحش منه العل والنهل
ورأس سيد خلـق الله يقرعـه بالخيزرانة رجس كـافر رذل
والسيد العابد السجـاد يـجهده ثقل الحديد وقد أودت به العلل
وتستحث بنات المصطفى ذللا بالأسر تسري بهن الانيق الذلل


أدب الطف ـ الجزء السادمس 297


إلـى الشـآم سرت تهدى على عجل يحدو بها العيس عنفاً سائق عجل
نـوادبـاً فـقدت فـي السير كافلها وفارقت خـدرهـا الأستار والكلل
عـقائل البضـعة الـزهراء حاسرة وآل هنـد عليها الحلـي والـحلل
ديار صخر بن حرب ازهرت فرحاً لهـا سرور بقتل السبـط مكـتمل
ودار آل رسـول الله مـوحـشـة خلو تغير منهـا الـرسـم والطلل
لهفي لزينب تدعـو وهي صارخـة والقلب منها مروع خائـف وجـل
ترنو كريم أخيهـا وهـو مـرتفـع كالبدر تـحملـه العسالـة الذبـل
يـا جـد نـال بنو الزرقاء وترهـم يوم الطفوف ونالوا فوق ما أمـلوا
رزيـة بـكت السبـع الـشداد لـها والأرض زلزل منها السهل والجبل
صلى عليكم آله الـعرش مـا ذكرت ارزاؤكم واسالـت دمعهـا المـقل

وله مرثية مطلعها:
يا مقلة الصب من فيض الدما جودي بهاطلٍ من دم الأكباد ممدود

أثبتناها في مخطوطنا (سوانح الأفكار في منتخب الأشعار) ج 2 ص 320 وأخرى أثبتها السيد الأمين في (الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد) أولها:
هذي الطفوف فقف وعينك باكية تجري الدما بدل الدموع الجارية


أدب الطف ـ الجزء السادمس 298


السيد محمد الادهمي

المتوفي 1249

قال صاحب الروض الأزهر (1) ص 12 : ورأيت له بيتين هما في الحسن كفرقدين في رثاء ريحانة سيد الكونين الإمام الشهيد الحسين وهما:
عجـباً لـقوم يدعون ولاءه عاشوا وفي الأيام عاشوراء
من لم يمت بعد الحسين تأسفاً عندي وأعداء الحسين سواء

وخمسهما الخطيب الشيخ كاظم سبتي المتوفى سنة 1342 .
أودى الحسين وقد أراق دماءه شمر فاشجى رزؤه أعداءه
فدعى الغريب وقد أطال بكاؤه عجباً لقوم يدعـون ولاءه
عاشوا وفي الأيام عاشوراء
فاسكب دموعك لابن بنت المصطفى إن كنـت ويـحك للبتولة مسعفاً
بـل مـت عـليه تأسفـاً وتلـهفاً مـن لم يمت بعد الحسين تأسفاً
عندي وأعداء الحسين سواء


(1) مؤلفه مصطفى نور الدين الواعظ.
أدب الطف ـ الجزء السادمس 299


السيد محمد الادهمي



المولود سنة 1170 والمتوفى 1249.
قال في الروض الأزهر: مولانا الجد العلامة والماجد الفهامة، الأخذ من الفضل زمامه، ذي النسب الذي لا يبارى فيضاهى، والحسب الذي لا يجارى فيباهى، السيد محمد أفندي نجل السيد جعفر الحسيني الحسنى نسباً، والحنفي مذهباً ، والأدهمي لقباً، والأعظمي مولداً، والبغدادي مسكناً ووطناً ومحتداً. ينتهي نسبه إلى الحمزة ابن الإمام الكاظم عليه السلام، ولد في أواخر القرن الثاني عشر صبيحة يوم الإثنين من شهر رجب الأصب سنة 1180.
وفي آخر عمره تولى القضاء في مدينة الحلة الفيحاء حتى مات بها شهيداً بأمر من الحاكم في الحلة. وجاءت ترجمته في (المسك الأذفر) تأليف محمود شكري الألوسي ـ الجزء الأول قال: وله نثر لطيف وشعر ظريف ، توفي في الحلة قاضياً وشهيداً.

أدب الطف ـ الجزء السادمس 300


عمر الهيتي

المتوفي 1250
بـأيـة آيـة يـأتـي يـزيد غـداة صحـائف الأعمال تتلى
وقام رسول رب العرش يتلو وقد صمت جميع الخلق (قل لا) (1)

أي بماذا يعتذر يزيد بن معاوية يوم يقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المحشر يتلو هذه الآية: قل لا أسئلكم عليه اجراً إلا المودة في القربى.

(1) رواهما الألوسي في تفسيره (روح المعاني) ج 5 ص 3 وانهما السيد عمر الهيتي وقال: ولله در السيد عمر الهيتي أحد الأقارب المعاصرين حيث يقول.
أدب الطف ـ الجزء السادمس 301


الشيخ عمر رمضان الهيتي الاصل البغدادي المسكن



جاء في المسك الأذفر:
كان في معرفة اللغة العربية لا يطاول وفي معرفة وقائع العرب لا يساجل قرأ سائر العلوم وبرع في المنقول والمفهوم ولا سيما فن الأدب ومعرفة كلام العرب لقد كان يشار اليه فيهما بالبنان، ولا يختصم في ذلك اثنان، وكان في الخط ابن مقلة، وبذلك اعترف كبار زمانه وأقروا له، وقد كتب كثيراً من الكتب الفريدة وجمع بخطه اللطيف عدة مجامع مفيدة وكان له شعر فصيح، وقعت بينه وبين الشاعر الشهير السيد عبدالغفار منافرات ومشاجرات، أفضت بهما إلى المهاجات، فهجا كل منهما صاحبه وعدد عليه عيوبه ومثالبه، وهذه شنشنة من مضى من الآباء وسبق، كما وقع مثل ذلك بين جرير والفرزدق، ولو لا خوف الأطناب لأثبتنا ذلك في هذا الكتاب، ولما انتقل المترجم إلى رحمة الله أسف عليه السيد عبدالغفار غاية الأسف ورثاه بهذه القصيدة
رمينا بأدهـى المعضلات النوائب وفقد الذي نرجو أجل المصائب

إلى أن قال:
فمـن لـفؤاد راعـه فـقـد إلـفـه فاصبح مـن أشجانه نهب ناهب
وجـفن يـهل الـدمـع مـن عبراته علىطيب الأعراق وابن الاطايب
على عمر الرمضان ذي الفضل والنهى أحاطت بي الأحزان من كل جانب


أدب الطف ـ الجزء السادمس 302


أذابت عليـه يوم مـات حشاشتي وأمـسيت في قلب من الحزن ذائب
بكيت وما يجدي الحزيـن بكـاؤه وضاقت علي الأرض ذات المناكب
فتى كـان فينا حـاضراً كل نكبة فغاب ولكن ذكـره غــير غـائب
وقـد كـان مثل الشهد يحلو وتارة لكالـصل نفاثاً ســموم العـقارب
وكـم أخبر التجريب عن كنه حاله ويظهـر كـنه الـمرء عند التجارب
لسان كحـد السيف مـاض غراره وأمـضى كلاحاً من شفار القواضب
وكم صاغ من تبر القريض جمانة وأفـرغ مـعناه بــأحـسن قالـب
وزانـت قـوافيه من الفضل أفقه فـكانـت كـأمثال الـنجوم الثواقب
وادرك فـضل الأولـين بما اتى فـقصر عــن إدراكـه كل طالب
مـعان بنـظم الشعر كان يرومها أدق إذا فـكرت مـن خصر كاعب
فتى كان يصميني الردى في حياته ولـما تـوفـي كان أدهى مصائبي
فتى ظلت أبكي مـنه حياً وميتـاً أصبـت علـى الحالين منه بصائب
رعيت لـه من صحبة كل واجب ولو كان حياً ما رعى بعض واجبي
سقى الله قبراً ضمـه مـزنة الحيا وبـلغ في الـجنات أعـلى المراتب
ولا زال ذاك القبر مـا ذر شارق تجـود عـليه ذاريـات السـحائب

توفي رحمه الله تعالى في نيف وخمسين بعد المانتين والألف.
وجاء في سمير الحاظر وأنيس المسافر للشيخ علي كاشف الغطاء ص 310 قال:
مما كتبه المرحوم عمي الشيخ حسن إلى السيد عمر رمضان ولم تقف على أبيات نفس الأسم وهي علي سبيل المداعبة.
سلام من محب ليس يسلو هواك وان تقادمت الليالي


أدب الطف ـ الجزء السادمس 303


يحن الى لقاك حنين صادِ قضى ظمأ الى الماء الزلال
دعاه منه داعي الشوق لما نوى ضعنا وهم على ارتحال

فكتب السيد عمر في جوابه
شبيـه أبـيه في عمل وعلم ويا من لم يزل حسن الفعال
يـعز عـلي والـرحمن أني أرى منك الديار غدت خوالي
خلت منك الـديار وان قلبي وحقك من ودادك غير خالي
سألبس بعد بعدك ثوب حزن جديـد لـيس تـبليه الليالي
نعم أو أن تهيء لي خيـالا لطيفك لست أقنـع بـالخيال


أدب الطف ـ الجزء السادمس 304


علي بن حبيب التاروتي


احبس ركابك ساعة يا حادي ذي كربلا فانشق عبير الوادي
لله أشـكو زفـرة لـم يطفها دمع بصوب كمستهل غوادي
مالي أراك ودمع عينك جامد أو مـا سمعت بمحنة السجاد
قلبوه عن نطع مسجى فـوقه فـبكت لـه أملاك سبع شداد

وفي آخرها
ابـلغ عـلوج أمية وسمية أهل الفساد وعصبة الالحاد
وقل اعملوا ما شئتم وأردتم إن الإله لكـم لبا لمرصاد

جاء في أنوار البدرين: هو الشيخ علي بن محمد بن حبيب التاروتي القطيفي كان من شعرائها المجيدين والصحاء المادحين الراثين وهو أيضاً من العلماء الفاضلين إلا أني لم اطلع على حقيقة أحواله، وذكر له الشيخ يوسف البحراني في (الكشكول) قصيدة مطولة عدد فيها مواقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وترجم له العلامة المعاصر الشيخ علي المرهون في كتابه (شعراء القطيف) وقال: توفي سنة 1250 أقول ولا بد أن تكون وفاته قبل هذا التاريخ لأنه قال في ترجمته ما نصه: ذكره الشيخ يوسف البحراني في كشكوله فاطرة، وإذا علمنا أن الشيخ يوسف كانت وفاته 1186 أي قبل المترجم بـ 64 سنة ثبت لنا كونه حياً قبل هذا التاريخ.

أدب الطف ـ الجزء السادمس 305


صادق العاملي

المتوفي 1250
عرج على شاطي الفرات ميمماً قبـر الأغر أبي الميامين الغرر
قــبر ثوى فيه الحسين وحوله أصحابه كالشهب حـفت بالقمر
مولى دعوه للهـوان فهـاجـه والليـث ان أحـرجته يوماً زأر
فانساب يختطـف الكماة ببارق كالبرق يخطف بالقلوب وبالبصر
صلى الإله على ثراك ولم يزل روض حللت حماه مطلول الزهر

لم نعثر له على ترجمة وافية سوى أنه توفي بقرية الطيبة من جنوب لبنان وانه عالم فاضل، أديب شاعر ومعروف بالشيخ صادق بن ابراهيم بن يحيى العاملي

أدب الطف ـ الجزء السادمس 306


حبيب بن طالب البغدادي


خـل الـنسيب فـلسـت بالـمرتاد لهـو الـحديث بـزينب وسعاد
مـالـي وكـاعبـة تكلفني الـهوى شتـان بـين مـرادها ومرادي
واذكـر مـصاب الطف فهي رزية فصم الضلال بها عرى الارشاد
يوم أصاب الشرك فيه حشى الهدى بمــسدد الأضـغان والأحقاد
يـوم غـدا فـيه عـلى رغم العلا رأس الحسين هـديـة ابن زياد
الله اكـبر يـاليـوم فـي الـورى لبـست بـه الأيـام ثوب حداد
يوم به عجـت بنـات مـحــمد مـن مـبلغ عـنا النبي الهادي
أمـا الـحسين فـفـي الوهاد وإننا في الإسر و السجاد في الأصفاد
أهـون بـكـل رزيــة إلا التـي صدعت بعاشوراء كـل فـؤاد
لك فـي جـوانحنا زعازع لم تزل منها تصب من الجفون غوادي
مـولاي يـا مـن حـبـه وولاؤه حـرزي ومدخري ليوم معادى
أينـال مـني مـا عـلمت شـفاءه ويريد لي سوءاً وأنـت عمادي
وعلـيكم صـلى المهيمن ما سرت نيب الفـلا وحـدا بهن الحادي


أدب الطف ـ الجزء السادمس 307


حبيب بن طالب البغدادي



الشيخ حبيب ابن الشيخ طالب بن علي بن احمد بن جواد البغدادي الكاظمي مسكناً الشيبي المكي أصلا نزيل جبل عاملة كان حياً سنة 1249 شاعر مجيد متفنن خفيف الروح يجمع شعره الرقة والانسجام وأنواع الطرائف. أصله من الكاظمية سكن جبل عاملة ثم عاد إلى الكاظمية وتوفى هناك له شعر كثير ومن شعره قصائد في مدح أهل البيت عليهم السلام.
قال الشيخ الطهران في طبقات أعلام الشيعة: هاجر إلى جبل عامل فسكنها وصحب أمراء البلاد ومدحهم بقصائد جيدة ثم عاد إلى العراق في سنة 1243 من (تبنين) فنظم أرجوزة طويلة ضمنها ما لاقاه في طريقه وجعلها بمثابة الرحلة أرخ فيها ابتداء سفرته من دمشق وسامراء والكاظميين وكربلاء والنجف وغيرها. رأيناها ضمن مجموعة شعرية. فوفاة المترجم بعد التاريخ ورأيت من شعره ما يدل على حنينه إلى بلده كقوله في آخر قصيدة:
وطنـي يـعز عـلـي إلا أنـه ألف السهام البعد من جور القسي
إن جئـتم دار السـلام فـبلغوا عني السلام أولى المحل الأقدس
واشرح لهم متن الصحيفة قائلا إنـي حـملت صـحيفة المتلمس


أدب الطف ـ الجزء السادمس 308


وقال في أهل البيت عليهم السلام: (1)
بنـي النبـي لـكم فـي القلب منزلة بهـا لـغير ولا كـم قط ما جنحا
يـلومني الناس في تركـي مديحـكم وكم زجرت بكم مـن لامني ولحا
عذراً بني المصطفى إن عنكم جمحت قريحتي وهي مثل الزند مقتـدحاً
فـلا أرى الـوهـم والأفهام مدركة ما عنون الذكر من أسراركم مدحا
سبقـتم الناس فـي علـم ومـعرفة والأمـر تـم بـكم ختماً ومفتتحاً
وأنــتـم كـلمات الله إذ رفـعـت وآدم مذ تـلقـى عهدهـا نجحـا
بهـا عني الذكر في لو كان ما نفدت فـكيف تـنفذهـا أبيات من مدحا
وعندكم علم مـا في اللوح مرتـسخ وما جرى قلم الباري بـه ومـحا
لكـنما النـاس فـي عشواء خابطة ليلاً وآثاركم في المعجزات ضحى
إن شاهدوا الحق فيما لا تحيـط بـه عقولهم جعـلـوا للـحق منتزحا
تـجارة الله لـم تـبـذل نفائـسهـا إلا لمن كان عن غش الهوى نزحا
وربما خاضت الألبـاب إذ شـعرت ومضاً من النوردون السترقد لمحا
شامـوا ظـواهر آيـات لـها وقفت ألبابـهم غيـر أن الوهم قد شرحا
وهم على خوض ما ألفوه مـن أثـر كمثل أعمـش من بعد رأى شبحا
فلـيس يـدري لتشعيب الظنون بـه أسانحاً ما رأى أم بارحـاً سرحـا
وكـلمـا شيـم مـن آثـار معجزة فإنهـا رشح ما عن فيضكم طفحا
فـالحجب عن سعة الآثار ما بخلت والحكم في صفة الأسرار ما سمحا
أدنى الـمديـح لكم أن قيل خادمكم جبريل والملأ الأعلى بكـم صلحا
نجا بـأسـمائـكم نـوح فقيل لكم سفـن الـنجاة وأمـر الله ما برحا
ورب مدح لـقوم عـنكـم جنحوا أنشدته حيث عـذري كان متضحا
نأتي من الوصف ما لا يدر كون له معنى ولا شربوا مـن كاسه قدحا
ولـو أتينـاهـم في حق وصفهـم لأوهـم الناس أن الـروم قد فتحا
فأين هم عن مدى القوم الذين لهـم صنع المهيمن ممن خف أو رجحا


(1) عن أعيان الشيعة


السابق السابق الفهرس التالي التالي