أدب الطف الجزء السادس 261


من مبلـغ الرسل أن رأس ابن سيدها في مجلـس الـراح بين اليم والزير (1)
وهل درت هاشـم أن ابـن بجـدتها لقـى تزملـه هـوج الاعـاصيـر
ومن معزي الهدى في شمـس دارته إذ سامها القـدر الجـاري بتكويـر
وهل درى البيت بيت الله أن هـدمت منه عتـاة قريـش كـل معمــور
وفتيـة مـن رجـال الله قد صبروا على الجـلاد وعـانـوا كل محذور
حتى تـراءت لهـم عـدن بزينتها مآ تمـا كـن عـرس الخرد الحور
وان رزءاً بكـت عيـن النبـي له لذاك في الديـن كسـر غير مجبور
ورب ذات حـداد مـن كـرائمـه تخاطب القـوم فـي وعظ وتـذكير
تدعو وتعلم ما في النـاس مستمـع لكنها نفثـة مـن قلـب مصـدور
الله فـي رحـم للمصطفـى قطعت مـن بعـده وذمـام منـه مخفـور
ما ظنكـم لـو رأى المختار أسرته بالطف ما بين مقتـول ومـأسـور
من عاطش شرقت صم الرمـاح به وذى براثن فـي الاصفـاد مشهور
وثاكـل مـن وراء السجـف قائلة يا جدغوثا فرزئي فـوق مقـدوري
أمثل شمـر لحـاه الله يـحمـلنـا شعث النواصي على الاقتاب والكور
ويولغ السيف في نحر ابـن فاطمة لله مـا صنعـت أيـدي المقـاديـر
بنـات آكلـة الاكبـاد فـي كلـل والفاطميـات تصـلى فـي الهياجير
وذات شجو لها فـي الصدر ثائرة تشـب في كـل تـرويـح وتبكيـر
تقـول والنفس قد جاشت غواربها والدمـع ما بيـن تهـليـل وتحـدير
يا والدي من يسوس المسلمين ومن يقـوم بالامـر فـي حـزم وتـدبير
ومـن تـركت على الإسلام يكلؤه من كل مبتـسدع بالكفـر مغـمـور
وهل جعلـت على التنزيل مؤتمناً يقيـه مـن رب تحـريـف وتغييـر
إليه بالعتـاق القـب ضـابحـة بكـل اشـوس فـلال الـمبـاتـيـر


(1) اليم: العود والوتر . والزير: مخالطة النساء.
أدب الطف الجزء السادس 262


والباتـرات تجلـت عن مشارقها ولا مغـارب إلا فـي المنـاحير
والزاغبية تحـت النقـع لامعـة لمع الثـواقـب فـي آناء ديجور
لولا انتظـار ليـوم لا خلاف به لشطـر الـوجـد قلبي أي تشطير
يوم أرى الملة البيضـاء مسفرة عن كل أبيـض ذي جـدٍ وتشمير
وموكب تحمـل الأمـلاك رايته أمام ملك على الازمـان منصـور
ملك إذا ركـب الـذيـال تحسبه نوراً تجلى لموسى من ذرى الطور
فتى يروقك منه حيـن تنـظـره لألاء فـرق بنـور الله محبــور
وكـم اجال العقول العشر خابطة في كنهه بين تعـريـف وتنكيـر
وان من يقتدي عيسى المسيح به لذاك يكبـر عـن تحـديـد تفكير
كأننـي بجـنـود الله محـدقـة من حوله بيـن تـهليـل وتكبيـر
والجن والإنس والاملاك خاضعة له فاكبـر بتصـريـف وتسخيـر
والمـسلمـون أعـز الله جانبهم في ظله بيـن مغبـوط ومسـرور


أدب الطف الجزء السادس 263


الشيخ محمد رضا الازري



ولد سنة 1162 وتوفي 1240 في بغداد، درس العلوم العربية على أخيه الشيخ يوسف الازري وعلى غيره من فضلاء عصره وولع بحفظ القصائد الطوال من شعر العرب فقد رووا عنه ان كان يحفظ المعلقات السبع وقسماً كبيراً من أشعار الجاهلية والإسلام مضافاً إلى الخطب والاحاديث المروية عن العرب. وكان نشيطاً مفتول الساعدين قوي البنية معدوداً من أبطال الفتوة بين اقرانه وهو أصغر أخوته.
أهم شعره في رثاء أهل البيت ، وقد حدثت في زمانه واقعة الوهابيين المعروفة في التاريخ حينما احتلو كربلاء ونهبوها وقتلوا من أهلها ما يزيد على خمسة آلاف نسمة وذلك سنة 1216 فنظم على أثرها ثلاث قصائد تشتمل على مائتين وستين بيتاً ذكر بها الواقعة المذكورة وختم كلاً منها بتأريخ وإذا لاحظنا تواريخ قصائده رأينا اكثرها نظمت بعد وفاة أخيه الشيخ كاظم الأزري.
ورأيت له قصيدة يرثي بها السيد جواد العاملي صاحب كتاب مفتاح الكرامة في الفقه ومؤرخاً في كل شطر منها عام وفاته، والقصيدة أولها:
أنخها على الاعلام واعقل ونادها وسل آية جاست ركاب جوادها

رواها الشيخ علي كاشف الغطاء في سمير الحاظر.
وللشيخ محمد رضا الأزري يصف بطولة العباس بن أمير المؤمنين يوم كربلاء:
أو ما أتاك حديث وقعة كربلاء أنى وقـد بلـغ السمـاء قتامها
يوم أبوالفضل استجاربه الهدى والشمس من كدر العجاج لثامها

رواها الشيخعلي كاشف الغطاء في سمير الحاظو ج 2 ص 100.
أدب الطف الجزء السادس 264


والبيض فـوق البيض تحسب وقعها زجل الـرعود إذا اكفهر غمامها
فحمـى عرينـتـه ودمـدم دونهـا ويذب من دون الشرى ضرغامها
من بـاسـل يلـقـى الكتيبـة باسماً والشـوس يـرشح بالمنية هامها
وأشـم لا يحـتـل دار هضيـمـة أو يستقل علـى النجـوم رغامها
أو لـم تـكـن تـدري قـريش أنه طلاع كـل ثنـيـة مقـدامـهـا
بطـل أطـل علـى العـراق مجلياً فاعصوصبت فـرقاً تمور شآمها
وشـأى الكـرام فـلا ترى من أمة للفخر إلا ابن الوصـي إمـامهـا
هو ذاك مـوئلهـا يـرى وزعيمها لرجل حادثـهـا ولـد خصامهـا
وأشدهـا بأسـاً وأرجحهـا حجـى لو ناص موكبها وزاغ قـوامهـا
من مقدم ضـرب الجبـال بمثلهـا من عزمه فتزلـزلـت أعلامهـا
ولكم له مـن غضبـة مضـريـة قد كـاد يلحق بالسحاب ضرامها
أغرى به عصب ابن حرب فانثنت كلح الجبـاه مطـاشـة أحلامها
ثم انبـرى نحـو الفـرات ودونه حلبـات عـاديـة يصل لجامها
فكـأنـة صقـر بـأعلـى جوها جلى فحلق ما هنـاك حمـامهـا
أو ضيغم شئـن البرائـن ملـبـد قد شد فانتشـرت ثبـى أنعـامها
فهنـا لكم ملـك الشـريعة واتكى من فوق قائـم سيفـه قمقامهـا
فأبت نقيـبتـه الـزكيـة ريهـا وحشى ابن فاطمة يشب ضرامها
وكذلكـم مـلأ المـزاد وزمهـا وانصاع يرفل بالحديـد همـامها
حتى إذا وافى المخيم جـلجلـت سوداء قد مـلأ الفضا إرزامهـا
فجلا تلاتـلهـا بجـاش ثابـت فتقاعسـت منكـوسـة أعـلامها
ومذ استطـال اليـهـم متطلعـاً كالأيم يقـذف بالشـواظ سمـاها
حسمت يديه يد القضـاء بمبـرم ويد القضـا لـم ينتقض إبرامها
واعتقاه شرك الردى دون الشرى ان المنايا لا تطيـش سهـامـها
الله اكبـر أي بـدر خـر مـن أفق الهداية فاستشـاط ظـلامها
فمن المعزي السبط سبـط محمد بفتى له الاشراف طأطـأ هامها


أدب الطف الجزء السادس 265


وأخ كـريـم لـم يخـنـه بمشـهـد حيـث الســراة كبـا بها أقدامها
تالله لا أنسـى ابـن فـاطـم إذ جلا عنـه العـجـاجـة يكفهر قتامها
من بعـد أن حطـم الـوشيـج وثلمت بيض الصفــاح ونكست أعلامها
حتـى إذا حــم الـبـلاء وانـمـا أيدي القضـاء جرت بـه أقلامها
وافـى بـه نحـو المخـيـم حـاملاً من شاهقـي عليـاء عـز مرامها
وهوى عليـه مـا هنـالـك قـائـلاً اليوم بـان عن اليمين حسـامهـا
اليوم سـار عـن الكتـائـب كبشهـا اليوم غــاب عـن الصلاة إمامها
اليــوم آل إلـى التـفـرق جمعنـا اليوم حـل مـن البنـود نظـامها
اليـوم خـر مـن الهـداية بـدرهـا اليوم غـب عن البلاد غمـامهـا
اليوم نامت أعيـن بـك لـم تنـهـم وتسهـدت أخـرى فعـز منـامها
أشقيق روحي هـل تـراك علمت إذ غودرت وانـثـالت عليـك لئامها
إن خلت أطبقت السمـاء على الثرى أو دكدكت فـوق الربى أعـلامها
لكن أهـان الخطـب عنـدي أننـي بك لاحق أمراً قـضى عـلامهـا
من مبـلـغ أشيـاخ مـكـة إنــه قد غاض زاخرهـا وزال شمامها
من مبلـغ أشيـاخ مـكــة انــه قد شـل سـاعـدها وفل حسامها
مـن مبلـغ أشيـاخ مـكـة إنــه قد دق مارنـهـا وجـب سنامها
الله أكـبـر أي غـاشيــة علـت بيت الرسالة واستـمـر قتـامها
الله أكـبـر مـا أجــل رزيــة مضت الدهو وما مضـت أيامها
يـوم بـه وتــر النـبـي وحيدر وبنو العواتك شيخهـا وغـلامها
وقلـوب صبيتهـم بقلبهـا الظمـا والمـاء عـائثـة بـه أنعـامها
وبنـوهـم أسـرى يعـض متونهم غل السلاسل تـارة وسقـامهـا
ورؤوسهم فوق الرمـاح شـوارع وعلى البطاح خـواشع أجسامها
هذي المصائب لا مصائب اليعقوب وإن صـدع الهـدى إلمـامهـا
هذا جزاء محمد من قومه فلبش ما قد أخلفتـه طغـامهـا
سمعا أبا الفضل الشهيد قصيدة أزرية مسكـاً يفـوح ختـامها


أدب الطف الجزء السادس 266



ومن شعره في أهل البيت عليهم السلام:
ومـن يبـصر الـدنيا بـعين بصيرة يرى الدهر يوماً سوف ينجاب عن غد
ولـست أرى عـز الـسعزيز بـمانع ولسـت أرى ذل الـذلـيل بـمخـلد
لمن يرفـع المـرء الـعمـاد مشيـدا وها هـادم اللذات مـنه بـمرصـد
وهـل دارع الا كـآخــر حـاسـر إذا ما رمـى المـقدور سهـم مسدد
فصاحب لمن تهوى اصطحاب مفارق وفي الكـل رجـع نظـرة المتـزود
إذا لـم يـكن عقل الفتى مرشد الفتى فـليس إلى حـسن الثنـاء بـمرشد
وانـي أرى الايام شتى صـروفهـا وأعـظـمهـا تـحكيم عـبد بسـيد
ويا رب وتـر عند باغ لـذى تقـى ولـكن لا وتـر كـوتـر مـحمـد
رموا بيتـه بالمـرجـفات وهـدموا قـواعـده بـعـد البنـاء الموطـد
فسـل كـربلا ماذا جرى يوم كربلا مـصاب مـتى الأفلاك تذكره ترعد
وانـى وتلـكـم حمـرة في جبينها إلـى الآن مـن ذاك الجوي المتوقد
وما ظهرت من قبل ذلك في الاولى لـراء ولـم تـعرف قـديماً وتعهد
ولـو جـل رزء فـي النبيين مثله لـبانـت وفـي هـذا بلاغ لمهتدي
وهاتيك اللاتي تسيـر علـى المطا حقائقـه يشهـرن فـي كـل مشهد
وتلك النفوس السائلات علـى القنا تقاطـر منـه مـن أكـف وأكبـد
وأسـرتـه فـي حالـة لو يراهم بها هرقل لاستقـرع النـاب بـاليد
فمن بين مقطوع الـوتين وفاحص بكفيـه عـن نـزع وبيـن مصفد
وكم ذي حشـى حرانة لو تمكنت لعطـت حوايـاهـا وطارت لمورد
ومرضعة مذهـولة عن رضيعها مخافة سلب يكشـف الستـر عن يد
فمـن يبلغـن الرسل ان زعيمها لذو عبـرة جيـاشية عـن تـوقـد


أدب الطف الجزء السادس 267


الشيخ احمد زين الدين الاحسائي
المتوفي 1241
أنزهو وقد ترنـو بياض المفارق وقـد مـر مسود الشباب المفارق
أجدك في اللهو الذي أنت خائض وداعي الفنا يدعوك في كل شارق
تضـاحكك الأيام في نيلك المنى كفعـل نصـوح لـلدعـابة وامق
وما بسطت آمالها لك عن رضى ولا ضـحكت سنا إلى كـل عاشق
ولكن لكي تصطاد من أم قصدها بما نـصبتـه من شراك البـوائق
فلا تثقن مـن وعدها إن وعدها كما قـد جرت عاداتها غير صادق
كأن الـمنايا مـلكتها صروفهـا فتطـرق من شاءت بشر الطوارق
لذاك أحلـت بالحسين مـصائبا بها تضرب الأمثال في كـل خارق
غـداة أنـاخت بالطفوف ركابه بكل فـتى للحـتف فـي الله تـائق
سلامي على أرواحهم، ودماؤهم تضوع بطيب في ثرى الأرض عابق
خليلى زرهـم وانتشق لقبورهم تـجد تـربها كالمسك من غير فارق

ويصف فيها شجاعة الحسين عليه السلام:
فكم فلقت ضربات من جماجم وكـم فـرقـت صولاته من فيالق
فأقرب ما قد كان لله اذ هوى صريعا بلا جرم وعطشان ما سقي
وطفل رضيع بالسهام فطامه وذبح غـلام بالـحسام مـراهـق


أدب الطف الجزء السادس 268


الشيخ احمد زين الدين الاحسائي



ولد بالمطير من الإحساء في شهر رجب سنة 1166 هـ كان من العلماء الراسخين في العلم، والفلاسفة الحكماء العارفين المتأهلين المطلعين وقد ترك 140 كتاباً ورسالة، وأجبوة بلغت 550 تقريباً. ومؤلفاته تربو على المائة مؤلف في مختلف العلوم الاسلامية نشرت أسماءها مكتبة العلامة الحائري العامة بكربلاء بكراسة خاصة، كما نشرت له رسائل في كيفية السلوك إلى الله تعالى.
هاجر إلى كربلاء ـ العراق وهو ابن عشرين سنة وحضر بحث الوحيد البهبهاني الاغا باقر والسيد الميرزا مهدي الشهرستاني والسيد علي الطباطبائي صاحب الرياض، وفي النجف على الشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيره، ثم حدث طاعون جارف ألجأ الناس إلى مغادرة الاوطان فعاد المترجم إلى بلاده وتزوج بها وبعد زمن انتقل بأهله إلى البحرين وسكنها أربع سنين، وفي سنة 1212 عاد إلى العتبات المقدسة بالعراق وبعد الزيارة رجع فسكن البصرة في محلة (جسر العبيد) ثم تنقل إلى عدة أماكن وذهب إلى ايران ثم عزم على الحج وتوفي بالحجاز قبل وصوله مدينة الرسول (بثلاث مراحل وذلك في يوم الأحد ثاني ذي القعدة حرام 1241 فنقل للمدينة ودفن بالبقيع مقابل بيت الأحزان.
وجاء في أنوار البدرين : العلامة الفاضل الفهامة الوحيد في علم التوحيد وأصول الدين الشيخ أحمد بن زين الدين الاحسائي المطيرفي (1) وهو صاحب

(1) قرية من قرى الاحساء كثيرة المياه.
أدب الطف الجزء السادس 269


جوامع الكلم مجلدان كبيران مشتملان على جملة من الرسائل وكثير من التحقيقات وله شرح الزيارة الجامعة الكبرى وله شرح العرشية والمشاعر لملا صدر الدين الشيرازي (ره) تعرض فيما عليه وعلى تلميذه الملا محسن الكاشاني (ره) وله جملة من المصنفات وحاله أشهر من أن يذكر وقد ذكر أحواله بالبسط والبيان السيد المعاصر السيد محمد باقر الأصفهاني في كتابه (روضات الجنات) . توفي (قده) مهاجراً لزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة البقيع عليهم السلام سنة اثنين وأربعين ومائتين والف من الهجرة وله الاجازة من جملة من المشائخ العظام واساطين الاسلام منهم السيد السند بحر العلوم ومجدد آثار الايمان والرسوم السيد محمد مهدي الطباطبائي والسيد الأجل السري السيد مير علي الطباطبائي صاحب الرياض والشيخ الافخر الشيخ جعفر كاشف الغطاء وابنه الأجل الانور الشيخ موسى والعلامة المشهور الشيخ حسين آل عصفور وأخيه الأسعد الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد آل عصفور والسيد الأجل الأمجد السيد محمد الشهرستاني والفاضل الأمجد الشيخ أحمد ابن العالم الرباني الشيخ حسن الدمستاني وغيرهم وقد وقفت على أكثر اجازاتهم له وفيها تفخيم له عظيم ويروي عنه جماعه من فحول العلماء منهم المحقق الشيخ محمد حسن (صاحب الجواهر) والسيد كاظم الرشتي والمحقق الحاج ابراهيم الكرباسي صاحب الاشارات وغيرهم قدس الله أرواحهم.
اقول وللشيخ الاحسائي قدس الله نفسه قصائد في الامام الشهيد الحسين سماها بـ (الأثني عشرية) وقد طبعت مع ترجمتها للغة الفارسية.

أدب الطف الجزء السادس 270


السيد حسن الاصم ـ العطار

قال مشطراً بيتي السيد عمر رمضان
لـفظت الـخيزرانة من يميني وإن كـانـت مهفهفة القوام
فـأبـغض أن الامسهـا بكفي وأكره أن أشاهـدهـا أمامي
ولـست بمسك ما عشت عوداً ولو أني عجزت عـن القيام
أأمسك عـود سوء في يميني بها نكثت ثنـايـا ابن الامام (1)


(1) عن سمير الحاظر ومتاع المسافر مخطوط المرحوم الشيخ علي كاشف الغطاء ج 1 ص 561.
أدب الطف الجزء السادس 271


السيد حسن العطار البغدادي

المتوفي 1241

هو السيد حسن ابن السيد باقر ابن السيد ابراهيم ابن السيد محمد العطار الحسني البغدادي عالم أديب وشاعر مجيد. وآل العطار بيت علم وفقه وأدب وشعر نبغ فيه غير واحد من اجلاء العلماء وعباقرة الشعراء، وشهرة رجالهم بالأدب والشعر أكثر منها في الفقه، مع أن فيهم بعض الفقهاء المتبحرين الذين لا يستهان بهم، ولقب العطار لحق جدهم السيد محمد لسكناه في سوق العطارين ببغداد.
والمترجم له كان عالماً فاضلاً أديباً وشاعراً مجيداً له ديوان شعر مرصوف وكان يعرف بالاصم، ذكره عصام الدين عثمان الموصلي العمري في (الروض النضر) في تراجم أدباء العصر المخطوط الموجود في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد، وذكره الشيخ محمد السماوي في (الطليعة) فاطراء وذكر بعض شعره توفي سنة 1241 ويوجد بخطه ديوان العلامة السيد حسين بن مير رشيد الهندي تلميذ السيد نصر الله الحائري، فرغ من كتابته في 1224 واستنسخ عنه العلامة السماوي.
فمن شعره:
من لصب أغرق الطرف بكاء وعراه من هواكم ما عراه
مسه الضـر وأمسـى شحـا ما لـه ظل إذ الشوق براه


أدب الطف الجزء السادس 272


قوض السفر وما نال من الـ ـنفر الماضين في جمع مناه
يا أهيـل الحي هل من نظرة ينجلي فيها مـن الطرف قذاه
فـعدونـي بـوصال مـنكم فعسى يشفي مـن القلب ضناه
وارحموا حال معنى مـغرم مستهـام شمـتت فـيه عداه
يـا رعـى الله زمـاناً معكم فيـه قـد البسنـا آلاس رداه
نجتنـي مـن قربكم عند اللقا ثمر الوصل وقـد طاب جناه
قـد تـقضى وانقضت أيامه ومحيا الوصـل قد زال بهاه
شابهـت ضـيفاً بطيف زانا ثم ولى حيث لـم نخش قراه


أدب الطف الجزء السادس 273


الشيخ علي الاعسم

كان حياً 1244

قال يخاطب أبا الفضل العباس ـ وقد ألم مرض نال الزائرين
أبا الفضل ليس الهم سقمي وعلتي ولكن هـمي أن يلـم بكـم عار
أخـاف مـقال الجاهلين لجهلهـم لقد عطب القوم الذين لهم زاروا
وأعـلم حقــاً أن ذاك بـشارة لزائركـم أن لا تـمر بـه النار


أدب الطف الجزء السادس 274


الشيخ علي الاعسم



هو الشيخ علي ابن الشيخ عبدالحسين ابن الشيخ محمد علي الشهير بالاعسم النجفي مولداً ومسكناً ومدفناً ذكره صاحب الحصون في ج 2 ص 466 فقال: كان شاعراً بليغاً وله إلمام في الجملة بنكت ودقايق الشعر الفارسي وكان ينظم بعض معانيه أحياناً بتكلف وكان شعره دون شعر أبيه ومن في طبقته ومن شعره قوله:
وغادة هويت ابراز طلعتهـا لناظري فنهاها الخوف واللمم
فأسفرت قبل المرآة فانطبعت تلك المحاسن فيها وهي تبتسم

قوله:
تواضع قوم فظن الجهول برتبتهـم أنـهـم وضـع
وقوم تساموا على غيرهم بغير اتصاف بمـا يرفـع
فهم كالغصون إذا ما خلت تسامت وان أثمرت تخضع

وله في واقعة اتفقت لبعضهم في بغداد:
وساترة الخدين عنا بأنمل تفوق على عقد الجمان عقودها
لقد بخلت لكن أرتنا أناملا وذلك يكفينا فللبخل جـودهـا

وله أبيات في الرد على بعض العلماء في مقالته أن مرض زوار عرفة علامة عدم قبول زيارتهم وذلك سنة 1244 هـ . الأبيات التي تقدمت وقوله:
قد كنت أرجو أن أنال بودهم ما يرتجيه من الفتى خلطاؤه


أدب الطف الجزء السادس 275


فبدت لي السحناء حتى قيل لي (ويل لمن شفعاؤه خصماؤه)

ولم أقف على سنة وفاته سوى أنه كان في أواسط القرن الثالث عشر. وذكره المحقق الطهراني في الكرام البررة ص 197 فقال: ومن تصانيفه مناهل الأصول في عدة مجلدات شرح على تهذيب الوصول للعلامة مجلده الثالث من العام والخاص إلى آخر الظاهر والمأول فرغ منه في عام 1239 وهو موجود عند الشيخ محمد جواد الأعسم وهو والد الشيخ محمد حسين بن الأعسم الشهيد في الدغارة عام 1288 هـ . ورأيت بخطه المجلد الاول من شرح اللمعتين تأليف الشيخ جواد ملا كتاب في عام 1232 هـ .

أدب الطف الجزء السادس 276


الشيخ علي نقي الاحسائي

المتوفي 1246
قال في مطلع قصيدة في الامام الحسين
هـل للـطول الـخاليات بلـعلع بـعد التفـرق والنوى من مرجع
لـم تبتسم بعهاد وكـاف الـحيا كـلا ولا طـربت لـورق سجع
لا ينفـعـن الـدار بـعد قطينها وكف السحاب وسقي فيض المدمع
وابك الأولى نزحوا بعاطلة الضبا إن كـنت مـكتئبـاً بـقلب موجع

وقال في أخرى
يـا سـعد لا رقصت في ربعك الابل ولا انثـنى مدلجاً ركب به عجل
ولا سـرى مـوهنـاً بـرق وغادية ولا سقـاك مـلثاً واكـف هطل
لـم يشجنى ربعك العافي الذي درست مـر الـرياح وفيه يضرب المثل
ولا تـذكـر سـكـان الـعقيـق ولا ماءالعذيب وروض ناعـم خضل
بلى رمـاني الـبلا منه بـقـارعـة فمهجتي بـلظـى الأحزان تشتعل
ومقلتي لـم تـزل تذري الدموع على ربـع الذين بأرض الطف قد قتلوا
ما إن جرى ذكر رزء السبط في خلدي إلا وشب بـقلـبي الـنار والشعل
بـقـي ثـلاثـة أيـام عـلى عـفر بالطف لا كفـن لهفـي ولا غسل
مزمـلا بـدمـاء لـيت عـينك يـا جـداه تـنظره في الترب منجدل


السابق السابق الفهرس التالي التالي