يرتقي تاريخ تأسيس الحضرة الحسينية إلى أيام قتل الحسین (عليه السلام) فقد ذكر ابن قولويه(1) في (كامل الزيارة): إن الذين دفنوا الحسين أقاموا رسما لقبره ونصبوا علما له وبناء لا يدرس أثره، وروى الشيخ المفيد رحمه الله أن يوم عاشوراء كان يوم الجمعة 61 هـ الموافق 49 (یزدجرمی) والشمس في الميزان بالدرجة الواحدة والعشرين منه، وقد ابتدأت الحرب في الساعة الثانية بعد طلوع الشمس وانتهت في الثامنة والنصف، وعلى هذا الأساس فإن الشمس إذا كانت في الميزان فمعناه أنها في شهر أيلول أي في آخره، وإذا لاحظنا التاريخ المنوه عنه أعلاه والذين يقولون بأن الحسين (عليه السلام) قتل اليوم العاشر في تشرين فإنه يصادف يوم 27 من أيلول الشرقي وهو ينطبق مع ما كتبه صاحب القمقام الصارم، وفيما يلي ننشر الإحصاء الدقيق والتاريخ المتسلسل على ضوء ما سجله المؤرخون في مدوناتهم:
الحوادث
التاريخ هـ. التاريخ م الحوادث
ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
61 1تشرين الأول 680 دفن الحسين في الحائر الحسيني
65 18آب 684 احاط المختار بن ابي عبيد الثقفي القبر الشريف بحائط
المسجد وبنى عليه قبة بالآجر و الجص ذات بابين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رحلة ابن بطوطة ج ۱ ص/۱۲۹ طبع مصر 1357.
(87)
134 3آب749 في عهد ابي العباس السفاح بنيت الى جانب القبر سقيفة
146 21 آذار 763 في عهد ابي جعفر المنصور هدمت هذه السقيفة
158 11 تشرين الثاني 774 في عهد المهدي شيدت هذه السقيفة
171 22حزيران787 في عهد الرشيد هدمت هذه السقيفة و قطعت شجرة السدرة التي كانت
بقربها وهدم بناء القبة
193 25 تشرين الاول 808 أعيد البناء في عهد الأمين
236 15 تموز 850 حرث القبر وخرب البناء المتوكل العباسي
247 17 آذار 861 أمر المنتصر بإعادة بناء المشهد و أقام عليه ميلاً يستدل به الزائرون، العلويين يفدون إلى زيارة الحسين والسكن بجواره وفي مقدمتهم السيد إبراهيم المجاب.
273 8 حزيران 886 تداعت بناية المنتصر فقام بتجديدها محمد بن محمد بن زيد القائم بطبرستان
280 23 آذار 893 شيد الداعي العلوي قبة على القبر لها بابان وبنى حولها سقيفتين وأحاطها بسور.
376 29 آب 977 شيد عضد الدولة البويهي قبة ذات أروقة وضريحاً من العاج وعمر بيوتاً وأحاط المدينة بسور وبنى عمران ابن شاهين مسجده المتصل بالرواق.
(88)
407 10 حزيران 1016 احترق مشهد الحسين أثر سقوط شمعتين على المفروشات وقام بإعادته الوزير الحسن ابن الفضل.
479 1086 زار المشهد الحسيني ملك شاه فأمر بترميم سور المشهد.
620 4 شباط 1233 وقام الناصر لدين الله العباسي بتشييد الضريح.
767 8 أيلول 1365 بنى السلطان أويس بن الحسن الجلائري القبة الداخلية وأحاط المشهد بصحن مسور.
62487 شباط 1384 بنى السلطان أحمد بن أويس المنارتين وزينها بالذهب ووسع الصحن.
914 1508 فتح إسماعيل الصفوي بغداد وذهب في اليوم الثاني لزيارة المشهد الحسيني وأمر بتذهيب حواشي الضريح وأهدى له اثني عشر قنديلاً من الذهب.
920 1514 زار السلطان إسماعيل الصفوي كربلاء وصنع صندوقاً من خشب الساج على الضريح.
932 1526 أهدى السلطان إسماعيل الصفوي الثاني شبكة بديعة الصنع من الفضة لوضعها على القبر.
983 1575 جدد علي باشا والي بغداد الملقب وند زاده بناء قبة الحسين ع
1032 5 تشرين الثاني 1266 بنى الشاه عباس الصفوي شباكاً من
(89)
النحاس على الصندوق وزين القبة بحجارة القاشاني.
1048 15 أيار 1638 زار السلطان مراد الرابع العثماني كربلاء وأمر بتبييض القبة من الخارج بالجص.
1135 1722 أمرت زوجة نادر شاه كربلاء وأمر بتزيين الأبنية وأهدى الهدايا النفيسة إلى خزانة الحضرة.
1211 7 تموز 1796 أمر الشاه محمد القاجاري بتذهيب القبة فكسيت بالذهب.
1216 14 آيار 1801 أغار الوهابيون على كربلاء فهدموا الشباك والرواق ونهبوا كل ما في الروضة الحسينية من النفائس.
1227 1812 تداعت بناية المشهد فكتب أهالي كربلاء إلى السلطان فتح علي شاه القاجاري يخبرونه بتردي حالة القبة وتداعيها فأمر بتجديدها وتبديل صفائح الذهب، وأرسل من يشرف على الإنفاق وعمل الترميم.
1232 21 تشرين الثاني 1816 جدد السلطان فتح علي شاه الشباك من الفضة وزين صدر إيوان القبة بالذهب وعمر كل ما هدمه الوهابيون.
(90)
1250 1834 أمر السلطان فتح علي شاه ببناء قبتي الحسين والعباس وتذهيبهما وكان الذي يتولى الأنفاق وكيله الصدر الأعظم إبراهيم خان الشيرازي.
1273 1856 جدد السلطان ناصر الدين شاه القاجاري بناء القبة الحسينية وقسماً من تذهيبمها.
1283 16 آيار 1866 وسع ناصر الدين شاه الصحن الشريف.
1351 1932 جدد طاهر سيف الدين الداعية الإسماعيلي الشباك الفضي.
1360 29 كانون الثاني 1941 جدد طاهر سيف الدين إحدى المنارتين بعد أن هدمت.
1367 1947 تم هدم الدور المحيطة بالصحن الشريف والمدارس الدينية بغية توسيع الصحن.
1370 1950 قام المرحوم صبري الهلالي الخطاط بكتابة (سورة الدهر) في الحضرة الحسينية والعباسية. وجرى بناء الجهة الشرقية التي أضيفت للروضة وزينت الأواوين وعقدها بالقاشاني النفيس.
1371 1951 جدد بناء القبة مجدداً وأرصعت بالأحجار الذهبية ثانية.
1373 1953 جرى تجديد مرايا سقوف الحرم
(91)
الشريف والأروقة بأكملها وجلب الكاشي المعرق من مدينة أصفهان لإكساء جدران الروضتين الحسينية والعباسية وجرى تذهيب القسم العلوي من الإيوان القبلي (إيوان الذهب).
1383 1963 قامت لجنة التعميرات لجلب الرخام الإيطالي لإكساء الجدران الخارجية المحيطة بالحرم الشريف وكذلك تبرع المحسن المعروف قنبر رحيمي بأعمدة رخامية فاخرة للإيوان القبلي وأكسى أيضاً جدران المذبح بالمرمر الناصع.
1383 1964 قامت لجنة التعميرات بتعلية الأواوين ورصفت جدرانها بالقاشاني.\
1384 1965 تبرع أحد المحسنين بتقديم أعمدة رخامية لإيوان الذهب.
1388 1986 جلبت الأعمدة الرخامية من إيران القديم واهتمت رئاسة ديوان الأوقاف العراقية بإرسال الرافعات اللازمة لنصب المرمر.
1390 1970 دقت – بايلات – كونكريتية مسلحة ربطت بجسور مسلحة تحت الأرض لأسس الأعمدة الرخامية.
1392 1973 وضع الحجر الأساس لإقامة صرح إيوان الذهب.
(92)
1394 1974 وضع خطة تناسق الصحن الحسيني وشمل هذا التناسق إعادة إعادة بناء الإيوان وهدم الجبهة الغربية من الصحن ورصف جدرانها بالقاشاني.
1395 1975 بوشرت التعميرات في الروضة الحسينية والعباسية بإكساء الواجهات الأمامية بالقاشاني وبناء مكتبة ومتحف في الجبهة الغريبة من الروضة الحسينية.
1396 1976 قامت وزارة الأوقاف بتزيين وتعمير إيوان الذهب بالقاشاني المعرق والفسيفساء.
(93)
(94)
(95)
(96)
قال الإمام الصادق(عليه السلام) : موضع قبر الحسين (عليه السلام) منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنة ، وروى الإمام السجاد (عليه السلام) عن عمته زینب بنت علي عن جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: (وينصبون بهذا الطف علمة القبر سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على مرور الليالي والأيام)، وتميز قبر الحسين والحائر المحيط به بأربع خصال عوضه الله تعالى بها عن قتله وشهادته (فقد جعل الشفاء في توبته وإجابة الدعاء تحت تبته والأئمة من ذريته وأن لا تعد أيام زائريه من أعمارهم). وقد امتاز الحسين بشخصية فذة لها من وفرة العلم والاجتهاد وروح التضحية والفداء ما يوضع في منزلة ورثة الأنبياء، فهو وارث النبيين وسبط رسول رب العالمين وسيد شباب أهل الجنة، فلا غرو أن يتنافس المتنافسون على تشييد قبره المطهر وتزیین حضرته المقدسة بأروع الزخارف وأجمل الريازات فقد بذل الأمراء والسلاطين والملوك وأصحاب المال والثراء أموالا طائلة، وجلبوا الذهبية والفضة للحرم المقدس وجلبوا الفنانين والصناع وأساتذة الفن الأصيل من بنائين ونقاشين ومهندسين ومزقين من أنحاء البلاد ليؤدوا ما عليهم من علم ومعرفة في صناعة الفن والإبداع. وقد أجاد أهل الفن بفنهم كما جاد أهل المالي بأموالهم، فصار البناء الشامخ الذي يضم جسد سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسترعي الانتباه فيدهش الفكر ويغيب عن الواقع ويسرع الخيال. يقف الإنسان في حيرة وذهول مما يشاهده من الفن الجميل والریازة البديعية والمرايا العاكسة والثرياته الفائقة الصنع والكتائب القرآنية التي تزين الروضة والقبة السامية. وكم يعجب قول الأديب الكربلائي الدكتور محمد رضا
(97)
مهدي خريج جامعة لندن حول زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) (إني لا أدخل مشهد ابن بنت رسول الله إلا عندما أجد في نفسي زيغا عن عن الحق فأحج ضريحه لأرد لنفسي كرامتها الإنسانية مهتدية بسنا أعظم الشهداء).
قدم مهرة الصناع تلك الفنون في وقت يعز فيه الوصول إلى ما يحتاجه الفنان، فقد كان الفنان والعامل معتمدين على الوسط المادي العادي والأشياء البسيطة البدائية، فتمكن أولئك المهرة من صناعة وتشكيل الآثار الفنية التي تحيط بالقبر إحاطة النجوم بالبدر، لأن صاحب الروضة أعظم وأجل من كل هذه الماديات، فالحسين (عليه السلام) حجة الله تعالى في أرضه، وباعث بثورته تلك تعاليم جده النبي المصطفی(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فجاءت تلك الصناعات آيات بينات في الفن يندر أن نلاحظ بحسنها مثيلا في الوقت الحاضر فالبناء العالي القائم في الروضة الحسينية تظهر فيه روعة الفن الإسلامي، ويشير إلى التقدم الحضاري الذي بلغته حضارة الإسلام والمسلمين في نبوغ أهل الفن، حيث استخدم الصناع الماهرون الزجاج بألوانه في صناعة الريازة الزجاجية الناعمة التي تتألف منها أحجام هندسية مختلفة، وتتألف المقرنصات والعقود القائمة للبناء في الجدران الجانبية والسقوف التي تعكس الأضواء فتجعل الحرم منورة يسطع فيه نور الشمس الكونية كما يسطع فيه نور الهداية الإلهية. ومما يلفت النظر الصياغة البديعة للذهب والفضة والمعادن الأخرى التي زين بها الضريح والأبواب الفضية التي تتوسط الحرم والأروقة، وتمتاز بها صناعة القناديل والشمعدانات التي توضع فيها الشموع والفوانيس الجميلة والذهب الذي يرصع التيجان وجلود المصاحف الكريمة الموجودة في خزانة الروضة، ويزين قبضات السيوف والدروع وأغمادها، كل ذلك امتاز بدقة الصنع فأكسبه روعة وبهاء. كما تلاحظ المرمر الناصع الذي جيء به من خارج العراق المصنوع بدقة فائقة، وهو يفترش أرضية الحرم، والبعض الآخر أكسيت به الجدران ما بدهش المشاهد بنصاعته كأنه کافور نقي يزهو بلونه ولمعانه.
إن تاريخ بداية التزويق وبناء الزخرفة والفسيفساء وإدخال الذهب والفضة والقناديل الجميلة والثريات الكريستال البديعة كان في عهد الحكم الصفوي سنة 914 هـ، وقبل ذلك كان البناء بسيطة يقتصر على الجص
(۹۸)