المجالس السنية ـ الجزء الخامس 79

ادم وعباءة قطوانية (1) وقربة ماء .
«تجهيز علي «ع» داره عند زفاف فاطمة «ع» اليه »

وكان من تجهيز علي داره انتشار رمل لين ونصب خشبة من حائط الى حائط للثياب وبسط اهاب (2)كبش ومخدة ليف فلما عرض المتاع على رسول الله «ص» جعل يقلبه بيده ويقول بارك الله لاهل البيت (فلما) كان بعد شهر او تسعة وعشرين يوما قال جعفر وعقيل لعلي الا تسال رسول الله «ص» ان يدخل عليك اهلك قال الحياء يمنعني قال عقيل اقسمت عليك الا قمت معي فقاموا فلقوا ام ايمن مولاة رسول الله «ص» فذكروا لها ذلك فدخلت الى أم سلمة فاعلمتها واعلمت رسول الله «ص» واعلمت نساء النبي «ص» فاجتمعن عند رسول الله «ص» وقلن فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله انا قد إجتمعنا لأمر لو إن خديجة في الأحياء لقرت عينها به قالت ام سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال خديجة واين مثل خديجة صدقتني حين كذبني الناس ووازرتني على دين الله واعانتني عليه بمالها ان الله عز وجل امرني ان ابشر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد لا صخب فيه ولا نصب قالت ام سلمة فديناك بابائنا وامهاتنا انك لم تذكر من خديجة امرا الا وقد كانت كذلك غير انها قد مضت الى ربها فهناها الله بذلك وجمع

(1) بالتحريك وهي عباءة بيضاء قصيرة الخمل نسبة الى قطوان موضع بالكوفة
(2) جلد .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 80

بيننا وبينها في جنته يا رسول الله هذا اخوك وابن عمك في النسب علي بن ابي طالب يحب ان تدخل عليه زوجته قال حبا وكرامة فدعا بعلي فدخل وهو مطرق حياء وقمن ازواجه فدخلن البيت فقال اتحب ان ادخل عليك زوجتك فقال وهو مطرق اجل فداك ابي وامي فقال ادخلها عليك انشاء الله ثم التفت الى النساء فقال من هاهنا فقالت ام سلمة انا ام سلمة وهذه زينب وهذه فلاته وفلانه فامرهن ان يزين فاطمة ويطيبنها ويصلحن من شانها في حجرة ام سلمة وان يفرشن لها بيتا ففعلن (فلما) كانت ليلة الزفاف اتى النبي (ص) ببغلته الشهباء او بناقته وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة اركبي وامر سلمان ان يقودها والنبي يسوقها ومعه حمزة وعقيل وجعفر واهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم ونساء النبي «ص» قدامها يرجزن وامر بنات عبد المطالب ونساء المهاجرين والانصار ان يمضين في صحبة فاطمة وان يفرحن ويرجزن ويكبرن ويحمدن ولا يقلن ما لا يرضي الله قال الشيخ في الآمالي وغيره فصار التكبير خلف العرائس سنة من تلك الليلة فانشات ام سلمة ترجز وتقول :
سرن بعنـون الله جـاراتـي و اشكرنه فـي كـل حالات
واذكرن مـا انعم رب العـلى مـن كشف مكـروه و افات
فـقد هـدانا بـعد كفـر وقد انعــشنـا رب السمـاوات
وسرن مع خيـر نساء الورى تفـدى بعـمـات وخـالات
يابنـت مـن فضله ذو العلى بالوحـي منـه والرسـالات


المجالس السنية ـ الجزء الخامس 81

ثم قالت عائشة :
يا نسـوة اسـترن بالمـعاجر واذكرن ما يحسن في المحاضر
واذكرن رب الناس اذ يخصنا بديـنه مـع كـل عبـد شاكر
والحـمد لله عـلى افضالـه والشـكر لله الـعزيـز الـقادر
سرن بها فالله اعـلى ذكرها وخصها منـه بطـهر طاهـر

ثم قالت حفصة :
فاطمة خير نساء البـشـر ومـن لها وجه كوجه الـقمر
فضلك الله على كل الورى بفضل من خص بآي الزمـر
زوجك الله فتى فاصلا (1) اعني عليا خير من في الحضر
فسرن جاراتي بها فـانها كريـمة بـنت عظيـم الخطر

ثم قالت معاذة ام سعد بن معاذ :
اقول قـولا فـيه ما فيه واذكـر الخـيـر وابـديـه
محمـد خـير بنـي ادم ما فيه مـن كـبر ولا تيـه
بفضله عرفـنا رشـدنا فـالله بـالخـيـر يـجازيه
ونحن مع بنت نبي الهدى ذو شـرف(2) قد مكنت فيه


(1) لا يخفى ان وزن هذا الشطر خارج عن وزن الابيات ولايكون بوزنها الا اذا قيل فتيا .
(2) هذه صفة مقطوعة .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 82

في ذروة شامخة اصلها (1) فما ارى شيئـا يدانيه

وكانت النسوة يرجعن اول بيت من كل رجز ثم يكبرن ودخلن الدار ثم انفذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى علي فدعاه واخذ بيد فاطمة فوضعها في يده وقال بارك الله لك في ابنة رسول الله (وفي رواية) أخذ عليا بيمينه وفاطمة بشماله وجمعهما الى صدره فقبل بين اعينهما ودفع فاطمة الى علي وقال يا علي نعم الزوجة زوجتك ثم اقبل على فاطمة وقال يا فاطمة نعم البعل بعلك ثم قام يمشي بينهما حتى ادخلهما بيتهما ثم دعا بماء فاخذ منه جرعة فتمضمض بها ثم مجها في القعب وصب منه على راسها ونضح بين ثدييها ومن بين كتفيها وفعل بعلي مثل الذي ذلك وقال اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في شبليهما (وروي) انه قال اللهم انهما احب الخلق الي احبهما وبارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافضا واني اعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم ودعا لفاطمة فقال اذهب الله عنك الرجس وطهرك تطهيرا (وروي) انه قال مرحبا ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان (وفي رواية) انه قال اللهم هذه ابنتي واحب الخلق الي اللهم وهذا اخي واحب الخلق الي اللهم اجعله لك وليا وبك حفيا وبارك له في اهله ثم قال يا علي ادخل باهلك بارك الله تعالى لك ورحمة الله وبركاته

(1) اصلها مبتدأ وجملة فما أرى خبره والفاء زائدة في الخبر
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 83

عليكم انه حميد مجيد ثم خرج من عندهما فاخذ بعضادتي الباب فقال طهركما الله وطهر نسلكما انا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما استودعكما الله واستخلفه عليكما ثم اغلق عليهما الباب بيده (اقول) من كانت هذه منزلتها عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اما كان يجب ان يحفظ فيها وكيف منعت من إرثها ونحلتها حتى عاشت حزينة باكية شاكية وماتت بغصتها واجدة ولم تر بعد وفاة ابيها ضاحكة ولا كاشرة حتى لحقت بربها ودفنت ليلا وعفي قبرها .
كان اكرام خاتـم الرسـل الـها دي البشير النذير لو اكرماها
و لو ابتيع ذاك بالـثمن الغالـي لما ضاع فـي اتباع هواهـا
و لكان الجـميل ان يـقطعاهـا فدكا لا الجميل ان يقطعاهـا
اترى المسلميـن كانوا يلومـو نهما في العطاء لو اعطياهـا
كان تحت الخضراء بنت نبـي صـادق نـاطق امين سواها


المجلس السابع

في كتاب كشف اليقين للعلامة الحلي عليه الرحمة (قال) ابن عباس رضوان الله عليه كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تذكر يعني تخطب فلا يذكرها احد لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم الا اعرض عنه وقال اتوقع ان الامر من السماء ان امرها الى الله تعالى فقال سعد بن معاذ

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 84

الانصاري لعلي بن ابي طالب «ع» اني والله ما ارى النبي صلى الله عليه واله وسلم يريد بها غيرك فقال له ما انا بذي دنيا يلتمسها عندي قد علم هو ما لي حمراء ولا بيضاء فقال سعد اعزم عليك لتفعلن فقال له ماذا اقول فقال قل جئتك خاطبا الى الله تعالى والى رسوله فاطمة بنت محمد صلى الله عليه واله وسلم فانطلق علي «ع» الى رسول الله «ص» فقال له النبي «ص» اكان لك حاجة فقال اجل فقال هات فقال جئتك خاطبا الى الله تعالى والى رسوله فاطمة بنت محمد «ص» فقال رسول الله «ص» مرحبا وحبا فقال علي «ع» ذلك لسعد فقال سعد انكحك ابنته انه لايخلف ولا يكذب فدعا رسول الله «ص» تلك الليلة بلال فقال اني قد زوجت فاطمة بنتي بابن عمي وانا احب ان يكون من اخلاق امتي الطعام عند النكاح اذهب يا بلال الى الغنم فخذ شاة وخمسة امداد خبز فاجعل لي قصعة فلعلي اجمع عليها المهاجرين والانصار ففعل ثم دعا الناس فاكل الجميع ثم قال يا بلال احملها الى امهاتك فقل لهن كلن واطعمن من غشيكن ففعل ثم ان النبي «ص» دخل على النساء وقال اني قد زوجت ابنتي بابن عمي واني دافعها اليه فدونكن ابنتكن فقمن الى الفتاة فعلقن عليها من حليهن وطيبنها وجعلن في بيتها فراشاً حشوه ليف ووسادة وكساء خيبريا ومركنا وجرارا ومطهرة للماء وستر صوف رقيق (وكان) النبي «ص» بعث سلمان وبلالا ليشتريا لها ذلك فلما وضع بين يديه بكى وجرت دموعه على خديه ثم رفع رأسه الى السماء وقال اللهم بارك لقوم جل آنيتهم

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 85

الخزف ثم ان النبي «ص» هتف بفاطمة فلما رأت زوجها مع رسول الله «ص» بكت فاخذ النبي «ص» بيدها ويد علي فلما اراد ان يجعل كفها في كف علي بكت فقال النبي «ص» قد زوجتك خير اهلي سيدا في الدنيا وسيدا في الاخرة ومن الصالحين وامكنه من كفها وقال لهما اذهبا الى بيتكما جمع الله بينكما واصلح بالكما ولا تهيجا شيئا حتى اتيكما فامتثلا حتى جلسا مجلسهما وعندهما امهات المؤمنين وبينهن وبين علي حجاب وفاطمة «ع» مع النساء ثم اقبل النبي «ص» فدخل وخرج النساء مسرعات سوى اسماء بنت عميس (1)وكانت قد حضرت وفاة خديجة «ع» فبكت خديجة عند وفاتها فقالت لها اسماء اتبكين وانت سيدة نساء العالمين وانت زوجة النبي «ص» ومبشرة على لسانه بالجنة فقال ما لهذا بكيت ولكن المرأة ليلة زفافها لابد

(1) عن كفاية الطالب تأليف محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ان ذكر اسماء بنت عميس في حديث تزويج فاطمة «ع» غير صحيح لأن اسماء هذه إمرأة جعفر بن ابي طالب تزوجها بعده ابو بكر فولدت له محمد فلما مات ابو بكر تزوجها علي بن ابي طالب وإن اسماء التي حضرت في عرس فاطمة إنما هي بنت يزيد ابن السكن الانصاري ولها احاديث عن النبي «ص» واسماء بنت عميس كانت مع زوجها جعفر بالحبشة وقدم بها يوم فتح خيبر سنة سبع وكان زواج فاطمة بعد بدر بأيام يسيرة .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 86

لها من إمرأة تفضي اليها بسرها وتستعين بها من حوائجها وفاطمة حديثة عهد بصبا واخاف ان لا يكون لها من يتولى امرها حينئذ قالت اسماء بنت عميس فقلت لها يا سيدتي لك عهد الله علي ان بقيت الى ذلك الوقت ان اقوم مقامك في هذا الامر فلما كانت تلك الليلة وامر النبي «ص» النساء بالخروج فخرجن وبقيت فلما أراد الخروج رأى سوادي فقال من انت فقلت أسماء بنت عميس قال الم امرك ان تخرجي فقلت بلى يا رسول الله وما قصدت خلافك ولكن اعطيت خديجة عهدا فحدثته فبكى وقال فأسأل الله ان يحرسك من فوقك ومن تحتك ومن بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ناوليني المركن واملأ يه ماء ، فملأ فاه ثم مجه فيه ثم قال اللهم انهما مني وانا منهما اللهم كما اذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فطهرهما ثم امرها ان تشرب منه وتتمضمض وتستنشق وتتوضا ثم دعا بمركن اخر وصنع كالاول ثم اغلق عليهما بابا وانطلق ولم يزل «ص» يدعو لهما حتى توارى في حجرته ولم يشرك احدا معهما في الدعاء (قال ابن عباس) لما كانت ليلة زفاف فاطمة «ع» كان النبي «ص» قدامها وجبرئيل عن يمينها وميكائيل عن يسارها وسبعون الف ملك من ورائها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر (اقول) من كان هذا فضلها وهذه منزلتها عند الله تعالى كيف تغصب ارثها وتمنع حقها ويدخل عليها بيتها بغير اذنها وقد قال رسول الله «ص» فاطمة مني من آذاها فقد اذاني ومن اذاني فقد

المجالس السنية ـ الجزء الخامس 87

اذى الله (ولم) تزل بعد وفاة ابيها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بادية الحزن معصبة الراس ناحلة الجسم لم تر ضاحكة ولا مبتسمة حتى توفيت (قال) ابن عباس فلما توفيت شقت اسماء جيبها وخرجت فتلقاها الحسن والحسين فقالا اين امنا فسكتت فدخلا البيت فاذا هي ممتدة فحركها الحسين «ع» فاذا هي ميتة فقال يا اخاه اجرك الله في الوالدة وخرجا يناديان يا محمداه يا احمداه اليوم جدد لنا موتك اذ ماتت امنا ثم اخبرا عليا «ع» وهو في المسجد فغشي عليه حتى رش عليه الماء ثم أفاق فحملهما حتى ادخلهما بيت فاطمة وعند راسها اسماء تبكي وتقول وايتامى محمد كنا نتعزى بها بعدك فلما جن الليل غسلها علي «ع» ووضعها على السرير وقال للحسن ادع لي ابا ذر فدعاه فحملاها الى المصلى فصلى عليها ثم صلى ركعتين ورفع يديه الى السماء فنادى هذه بنت نبيك فاطمة اخرجتها من الظلمات الى النور ثم دفنوها (وروي) انه لما توفيت فاطمة «ع» انشا امير المؤمنين «ع» يقول (1).
نفسي على زفراتها محبوسة يا ليتها خرجت مع الزفرات
لاخير بعدك في الحياة وانما ابكي مخافة ان تطول حياتي

* * *


(1) مر انه انشده بعد دفن النبي «ص» .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 88

المجلس الثامن

في احتجاج الطبرسي مرسلا عن سويد بن غفلة وفي معاني الاخبار وشرح النهج لابن ابي الحديد بالاسناد عن عبد الله بن الحسن عن امه فاطمة بنت الحسين «ع» وفي امالي الشيخ بسنده عن ابن عباس وفي كشف الغمة عن صاحب كتاب السقيفة عن رجاله عن عبد الله بن حسن عن امه فاطمة بنت الحسين وبين رواياتهم بعض التفاوت انها لما مرضت فاطمة الزهراء «ع» المرضة التي توفيت فيها واشتدت علتها اجتمعت اليها نساء المهاجرين والانصار ليعدنها فسلمن عليها وقلن لها كيف اصبحت من علتك ( من ليلتك ج ل ) يا بنت رسول الله «ص» فحمدت الله تعالى وصلت على ابيها ثم قالت :

( خطبة الزهراء عليها السلام بعد وفاة ابيها «ص» )
( المتضمنة الاحتجاج على القوم والتظلم منهم )
( بمحضر من نساء المهاجرين والانصار )

اصبحت والله عائفة (1)لدنياكن قالية (2)لرجالكن لفظتهم (3) بعد ان (اذ خ ل )عجمتهم (4) وشنأتهم (5) بعد ان (اذ خ ل )

(1) كارهة
(2) مبغضة
(3) اللفظ الطرح من الفم
(4) عجم العود عضه باسنانه لاختبار صلابته
(5) ابغضتهم
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 89

سبرتهم (1) فقبحا لفلول (2) الحسد (لافون الرأي (3) وخطل القول (4) خ ل) واللعب بعد الجد وقرع الصفاة (5) وصدع (6) (وخور خ ل (7))القناة (8) وخطل الآراء (9)( الراي خ ل) وزلل الاهواء (ولبئسما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون) لا جرم (10) والله لقد قلدتهم ربقتها (11) وحملتهم اوقتها (12) وشنت عليهم غاراتها (13) (عارها خ ل) فجدعا (14) وعقرا (15) وبعدا (وسحقا خ ل ورغما خ ل) للقوم الظالمين ويحهم انى زعزعوها «زحزحوها خ ل» عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة والدلالة ومهبط الروح الامين والطبين (16) بامور «بامر خ ل» الدنيا والدين الا ذلك هو الخسران المبين وما الذي نقموا من ابي الحسن نقموا منه والله

(1) اختبرتهم
(2) الفلول الثلم او جمع فل وهو الثلمة
(3) ضعفه
(4) فساده واضطرابه
(5) كناية عن النيل بسوء
(6) شق
(7) ضعف
(8) الرمح
(9) فسادها واضطربها
(10) كلمة تورد لتحقيق الشيء
(11) الربقة عروة في حبل الله يجعل في عنق البهيمة او يداها تمسكها والضمير للخلافة او فدك او حقوق اهل البيت
(12) ثقلها
(13) شن الغارة تفريقها من كل وجه من شن الماء اي رشه رشا متفرقا
(14) الجدع قطع الانف او الاذن او الشفة وبالانف اخص
(15) العقر بالفتح القتل والهلاك
(16) الفطن الحاذق
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 90

نكير (1) سيفه وقلة مبالاته بحتفه وشدة وطأته ونكال وقعته وتنمره (2) في ذات الله عزوجل وتالله لو مالوا عن الحجة (3) اللائحة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم اليها وحملهم عليها وتالله لو تكافوا (4) عن زمام نبذه اليه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لاعتقله (5) ولسار بهم سيرا سحجا (6) لا يكلم (7) خشاشه (8) ولا يكل سائره ولا يمل «ولا يتعتع (9) ج ل» راكبه ولاوردهم منهلا نميرا (10) صافيا ورويا (11) فضفاضا (12)تطفح ضفتاه (13) ولا يترنق جانباه (14) ولأصدرهم بطاناً (15) ونصح لهم سرا واعلانا ولم يكن يتحلى (16) من الغنى بطائل

(1) النكير الانكار اي انكاره للمنكر وتغييره له بالسيف أو اسم مصدر من التنكر وهو التغير عن حال تسرك الى حال تكرهها
(2) غضبه كما يفعل النمر
(3) جادة الطريق اي معظمه
(4) كف بعضهم بعضا والمراد كف المرء نفسه وغيره
(5) امسكه
(6) بضمتين لينا سهلا
(7) لا يجرح من باب ضرب ونصر
(8) الخشاش بكسر الخاء المعجمة ما يجعل في انف البعير من خشب ويشد به الزمام ليكون اسرع لانقياده
(9) يقلق ويزعج
(10) ناميا في الجسد
(11) كثيرا مرويا
(12) واسعاً
(13) جانباه
(14) كناية عن عدم نقصانه فلا يكون في جانبيه وحل يرنقه
(15) عظمت بطونهم من الشرب
(16) لعل صوابه يحلى يقال لم يحل منه بطائل اي لم يستفد منه كثير فائدة ولا يستعمل الا مع النفي .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 91

ولا يحظى من الدنيا بنائل غير ري الناهل (1) وشبعة الكافل (2) «ولا صدرهم بطانا قد تحير بهم الري (3) غير متحل منه بطائل الا تغمر (4) الناهل وردع سورة الساغب (5) ح ل» ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب «ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين » الا هلم فاستمع وما عشت ارك الدهر عجبا . وان تعجب فعجب قولهم . (فقد اعحبك الحادث خ ل) ليت شعري الى أي لجأ (6) لجأوا والى اي سناد (7) استندوا وعلى اي عماد اعتمدوا بـاي عـروة تمسكـوا وعلـى اي ذريـة قدمـوا واحتنكـوا (8) لبئس الولى ولبئس العشير وبئـس للظالميـن بـدلا إستبدلـوا والله الذنابـى (9) بالقوادم (10) والعجز بالكاهل (11) فرغما (12) لمعاطس (13) قوم

(1) النهل اول الشرب والناهل العطشان والريان.
(2) من يكفل اليتيم ويكفي من ماله بشبع بطنه.
(3) لعل صوابه قد تخير لهم الري اي اختاره وانتقاه.
(4) التغمر الشرب دون الري ماخوذ من الغمر بضم الغين وفتح الميم وهو القدح الصغير.
(5) الجائع .
(6) اللجأ بالتحريك الملجأ .
(7) بالكسر ما يستند اليه.
(8) استولوا.
(9) بالضم ذنب الطائر.
(10) الريشات العشر من مقدم الجناح .
(11) ما بين الكتفين .
(12) الرغم لصوق الانف بالرغام وهو التراب كناية عن الذل .
(13) لأنوف .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 92

يحسبون انهم يحسنون صنعا الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ويحهم أفمن يهدي الى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن ُيهدى فمالكم كيف تحكمون أما لعمري «اما لعمر الهك خ ل» لقد لقحت فنظرة (1)ريثما تنتج ثم احتلبوا ملء «طلاع (2) خ ل » القعب دما عبيطا (3) وذعافا (4) مبيدا (5) «ممقرا (6) خ ل» «مـمـضـا (7) خ ل » واطمئنوا «وطامنوا (8) للفتنة جأشاً (9) وابشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم وبهرج (10) دائم شامل واستبداد من الظالمين يدع فيأكم زهيدا وجمعكم « وزرعكم خ ل » حصيدا فيا حسرة لكم وانى بكم وقد عميت عليكم «الانباء خ» انلزمكموها وانتم لها كارهون «قال سويد بن غفلة » فاعادت النساء قولها على رجالهن فجاء اليها قوم من المهاجرين والانصار معتذرين وقالوا يا سيدة النساء لو كان ابو الحسن ذكر لنا هذا الامر من قبل ان يبرم العهد ويحكم العقد لما عدلنا عنه الى غيره «فقالت عليها السلام»

(1) بفتح النون وكسر الظاء مصدر بمعنى التاخير بدل من اللفظ بالفعل اي انظروا نظرة .
(2) احتلاب طلاع العقب ان يمتلئ من اللبن حتى يطلع عنه ويسيل .
(3) طريا جديدا .
(4) سما .
(5) مهلكا .
(6) مرا .
(7) موجعا .
(8) طامنته سكنته فاطمأن .
(9) الجأش مهموز النفس والقلب .
(10) الهرج الفتنة والاختلاط .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 93

اليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم (1) ولا امر بعد تقصيركم (وروى) صاحب كشف الغمة انها لما حضرتها الوفاة قالت لاسماء ان جبرئيل اتى النبي صلى الله عليه واله وسلم لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة فقسمه ثلاثا ثلثا لنفسه وثلثا لعلي وثلثا لي وكان اربعين درهما فقالت يا اسماء ائتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا فضعيه عند راسي فوضعته ثم تسحت بثوبها وقالت انتظريني هنيهة وادعيني فان اجبتك والا فاعلمي اني قد قدمت على ابي فانتظرتها هنيهة ثم نادتها فلم تجبها فكشفت الثوب عن وجهها فاذا بها قد فارقت الدنيا فوقعت عليها تقبلها وهي تقول يا فاطمة اذا قدمت على ابيك رسول الله «ص» فاقرئيه عن اسماء بنت عميس السلام فبينا هي كذلك اذ دخل الحسن والحسين فقالا يا اسماء ما ينيم امنا في هذه الساعة قالت يا ابني رسول الله ليست امكما نائمة قد فارقت الدنيا فوقع عليها الحسن يقبلها وهو يقول يا اماه كلميني قبل ان تفارق روحي بدني واقبل الحسين يقبل رجلها وهو يقول يا اماه انا ابنك الحسين كلميني قبل ان ينصدع قلبي فاموت قالت لهما اسماء يا ابني ريول الله انطلقا الى ابيكما فاخبراه بموت امكما فخرجا حتى اذا كانا قريب المسجد رفعا اصواتهما بالبكاء فابتدرهما جميع الصحابة فقالوا ما يبكيكما يا ابني رسول الله لا ابكى الله اعينكما لعلكما نظرتما الى موقف جدكمـا فبكيتما شوقا اليه فقـالا

(1) المعذر المظهر للعذر اعتلالا من غير حقيقة .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 94

او ليس قد ماتت امنا فاطمة قال فوقع علي «ع» على وجهه يقول بمن العزاء با بنت محمد كنت بك اتعزى فبمن العزاء من بعدك ثم قال :
لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الفراق قليل
وان افتقادي فاطما بعد احمد دليل على ان لا يدوم خليل


المجلس التاسع

لما منعت فاطمة الزهراء على ابيها وعليها افضل الصلاة والسلام فدكا بعد وفاة النبي «ص» خطبت خطبة طويلة عظيمة جليلة غاية في الفصاحة والبلاغة والمتانة بمحضر من المهاجرين والانصار تتضمن ابلغ الحجج على القوم واقواها وأمتنها وهذه الخطبة رواها الفريقان باسانيدهم وفي رواياتهم بعض التفاوت (وفي كشف الغمة) انها من محاسن الخطب وبدائعها عليها مسحة من نور النبوة وفيها عبقة من ارج الرسالة وقد اوردها المؤالف والمخالف (قال) ونقلتها من كتاب السقيفة لابي بكر احمد بن عبد العزيز الجوهري (1) من نسخة قديمة مقروءة على مؤلفها روى عن

(1) (قال) ابن ابي الحديد في شرح النهج وابو بكر الجوهري هذا عالم محدث كثير الأدب ثقة ورع اثنى عليه المحدثون ورووا عنه مصنفاته وغير مصنفاته ثم اورد الاسانيد التي روى بها هذه الخطبة (وقال) صاحب كشف الغمة انه نقلها من نسخة قديمة =
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 95

رجاله من عدة طرق (اقول) ونحن نقلناها عن كتاب الاحتجاج للطبرسي (1) (قال) روى عبد الله بن الحسن باسناده عن ابائه «ع» انه لما اجمع ابو بكر على منع فاطمة فدكا وبلغها ذلك لاثت خمارها على راسها واشتملت بجلبابها واقبلت في ُلمة (2) ( لميمة خ ل) من حفدتها (3) ونساء قومها تطأ ذيولها (تجر ادراعها (4) تطأ في ذيولها خ ل) ما تخرم (5)مشيتها مشية رسول الله «ص» (ما تخرم من مشية رسول الله «ص» شيئا خ ل) فدخلت عليه وهوفي حشد (6)من المهاجرين والانصار وغيرهم فنيطت (7)دونها ملاءة (8)فجلست ثم أنت أنة اجهش القوم لها بالبكاء (9) فإرتج المجلس ثم أمهلت هنيهة حتى إذا سكن نشيج (10) القوم وهدأت فورتهم افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله ابيها «ص» فعاد القوم في بكائهم فلما امسكوا عادت في كلامها فقالت :

= مقرؤة على مؤلفها المذكور قرئت عليه في ربيع الاخر سنة 322 رواها عن رجاله بعدة طرق .
(1) واشرنا الى بعض التفاوت واختلاف النسخ .
(2) بضم اللام وتخفيف الميم اي جماعة ما بين الثلاثة الى العشرة .
(3) الحفدة الاعوان والخدم .
(4) الدرع ثوب للمراة يشمل حميع البدن تلبسه فوق القميص.
(5) يقال ما خرم من الامر الفلاني شيئا اي ما ترك ولا نقص ومن هنا كانت النسخة الثانية اوضح.
(6) جماعة.
(7) علقت .
(8) ازار .
(9)هموا به وتهيأوا له .
(10) نشج غص بالبكاء من غير انتحاب .
ـ المؤلف ـ
المجالس السنية ـ الجزء الخامس 96

( خطبة الزهراء عليها السلام بعد وفاة ابيها «ص» )
( المتضمنة الاحتجاج على القوم والتظلم منهم )
( بمحضر من المهاجرين و الانصار )

الحمد لله على ما انعم ، وله الشكرعلى ما الهم ، والثناء بما قدم (1) من عموم نعم ابتداها (2) وسبوغ (3) الاء (4) اسداها (5) وتمام نعم والاها (6) ، جم (7) عن الاحصاء عددها ، ونأى (8) عن الجزاء «المجازاة خ ل» امدها ، وتفاوت (9) عن الادراك ابدها ، وندبهم (10) لإستزادتها بالشكر لاتصالها (11) واستحمد الى الخلائق باجزالها (12) وثنى بالندب الى امثالها (13) ، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الاخلاص تأويلها (14) ، وضمن القلوب

(1) أعطى قبل الاستحقاق .
(2) اعطاها بلا مسالة .
(3) كمال .
(4) نعم جمع الي بفتح الهمزة وكسرها .
(5) اعطاها .
(6) تابعها واحدة بعدة واحدة .
(7) كثر .
(8) بعد .
(9) بعد .
(10) دعاهم .
(11) علة للندب .
(12) طلب منهم الحمد بسبب اجزال النعم واكمالها عليهم .
(13) ندبهم ثانيا الى طلب امثالها من النعم الاخرة ويحتمل من نعم الدنيا او الاعم .
(14) لان من ايقن لله بالوحدانية فحق له ان يخلص له في العبادة .
ـ المؤلف ـ

السابق السابق الفهرس التالي التالي