زُرْ خَيْرَ قَبْر بالعراقِ يُزَارُ |
|
وَاعْصِ الحِمَارَ فَمَنْ نَهَاكَ حِمَارُ |
لِمَ لا أَزُورُكَ يَا حُسَينُ لَكَ الفِدَا |
|
قومي وَمَنْ عَطَفَتْ عليه نزارُ |
ولك المودَّةُ في قُلُوبِ ذوي النُّهَى |
|
وعلى عَدُوِّكَ مَقْتَةٌ وَدَمَارُ |
يا ابنَ الشهيدِ وَيَا شهيداً عمُّهُ |
|
خيرُ الْعُمُومَةِ جَعْفَرُ الطيَّارُ |
عَجَباً لمصقول أَصَابَكَ حَدُّهُ |
|
في الْوَجْهِ منك وقد عَلاَكَ غُبَارُ (2) |
يَا زائراً أَرْضَ العراقِ مُسَدَّداً |
|
سَلِّم سَلِمْتَ على الإمام السيِّدِ |
بَلِّغْ أميرَ المؤمنين تَحِيَّتي |
|
واذْكُرْ له حُبّي وَصِدْقَ تَوَدُّدي |
وَزُرِ الحسينَ بكربلاءَ وَقُلْ له |
|
يَابنَ الوَصِيِّ وَيَا سُلاَلَةَ أحمدِ |
ضَامُوكَ وانتهكوا حَريمَكَ عُنْوَةً |
|
وَرَمَوك بالأَمْرِ الفظيعِ الأَنْكَدِ |
ولو انّني شَاهَدْتُ نَصْرَك أوَّلا |
|
رَوَّيْتُ منهم ذابلي ومُهَنَّدِي |
منِّي السلامُ عليكَ يابنَ المصطفى |
|
أَبَداً يروحُ مَعَ الزَّمَانِ وَيَغْتدي |
وَعَلى أبيكَ وَجَدِّك الُْمختَارِ و |
|
الثَّاوينَ مِنْهُمْ في بَقِيعِ الْغَرْقَدِ (3) |
وَلَمْ أنسَ لَمَّا عُدْنَ ثكلى فَوَاقِداً |
|
فَحَنَّ لها نَحْوَ الطفوفِ ضميرُ |
وَمَا شَاقَها للطفِّ إلاَّ مَضَاجِعٌ |
|
لِفِتْيَتِها حَلَّت بها وَقُبُورُ |
وَقَدْ عَرَّجَتْ تَنْحُو مَصَارِعَ قَومِها |
|
تُجَدِّدُ عَهْداً عِنْدَهَا وتزورُ |
فلمَّا بَدَتْ أَعْلامُ عَرْصَةِ كَرْبلا |
|
عَلَتْ رَنَّةٌ منها وَدَامَ زفيرُ |
وَطُفْنَ بهاتيك الْقُبُورِ بِرَنَّة |
|
طَوَافَ حجيج والقلوبُ تفورُ |
ولم تَسْتَطِعْ تُبدي السَّلامَ من البُكَا |
|
فَرَاحَتْ إليها بالسَّلاَمِ تُشيرُ |
وَلَمْ تَسْأَلِ النُّزَّالَ إلاَّ شَجَىً فَقَدْ |
|
هَدَى زَائِرِيها لِلْمَزُورِ عبيرُ |
تَهَاوَتْ على تلك القُبُورِ كأنَّها |
|
طُيُورٌ تَهَاوَتْ نَالَهُنَّ هجيرُ |