| ليت أشياخي ببدر شَهِدُوا |
|
جَزَعَ الْخَزْرَجِ من وَقْعِ الأَسَلْ |
| قد قَتَلْنا القَرْمَ من سَادَاتِكُمْ |
|
وَعَدَلْنَا مَيْلَ بدر فَاعْتَدَلْ |
| فأَهَلُّوا واستهلُّوا فَرَحاً |
|
ثمَّ قالوا يا يزيدُ لاَ تُشَلْ |
| لَسْتُ من خندفَ إِنْ لم أَنْتَقِمْ |
|
من بني أَحْمَدَ مَا كَانَ فَعَلْ |
| لَعِبَتْ هاشمُ بالملكِ فلا |
|
خبرٌ جاء ولا وَحْىٌ نَزَلْ |
| اللهُ أيُّ دَم في كربلا سُفِكا |
|
لم يَجْرِ في الأرضِ حتَّى أَوْقَفَ الفَلَكا |
| وأيُّ خيلِ ضلال بالطفوفِ عَدَتْ |
|
على حريمِ رسولِ اللهِ فانْتُهِكَا |
| يومٌ بحاميةِ الإسلامِ قد نَهَضَتْ |
|
له حَمِيَّةُ دينِ اللهِ إِذْ تُرِكا |
| رأى بأنَّ سبيل الغَيِّ مُتَّبَعٌ |
|
والرُّشْدُ لم يَدْرِ قومٌ أيَّةً سَلَكا |
| والناسُ عَادَتْ إليهم جَاهِلِيَّتُهُمْ |
|
كأنَّ مَنْ شَرَعَ الإسلامَ قَدْ أَفِكَا |
| وقد تَحَكَّمَ بالإسلامِ طَاغِيةٌ |
|
يُمْسِي ويُصْبِحُ بالْفَحْشَاءِ مُنْهَمِكَا |
| لم أَدْرِ أينَ رجالُ المسلمينَ مَضَوا |
|
وكيف صار يزيدٌ بينَهُمْ مَلِكَا |
| العاصِرُ الخَمْرِ من لُؤْم بعُنْصُرِهِ |
|
ومن خَسَاسَةِ طَبْع يَعْصُرُ الْوَدَكا |
| لَئِنْ جَرَتْ لَفْظَةُ التوحيدِ في فَمِهِ |
|
فسيفُهُ بسوى التوحيدِ مَا فَتَكا |
| قد أصبح الدينُ منه يشتكي سَقَماً |
|
وَمَا إلى أَحَد غيرِ الحسينِ شَكَا |
| فَمَا رأى السِّبْطُ للدينِ الحنيفِ شِفَاً |
|
إلاَّ إذا دَمُهُ في كربلا سُفِكَا |