كربلاء في الذاكرة 398

على جدران جامع الخواجه مرجان في بغداد . وتاريخ الوقفية سنة 758هـ(1) .
3 ـ علي بن عبد الجليل الحائري . خطاط بارع نسخ بخطه كتاب (تهذيب طريق الوصول الى علم الأصول) للعلامة الحلي ، فرغ من كتابة نسخته سنة 777هـ(2) .
4 ـ مهدي الگلگاوي . خطاط معروف كان حياً سنة 1183هـ ومن آثاره التي تدل على مهارته في هذا الفن الكتيبة التي سجلها على ضريح العباس بن علي (عليهما السلام) وهي (لازال مطافاً لخيار الناس)(3) والكتابة منحوتة بشكل فني .
5 ـ صالح بن مهدي الگلگاوي . اشتغل بتدوين الخط العربي ، وترك آثاراً حسنة منها الكتيبة التي كتبها على صندوق ضريح الامام الحسين بن علي (عليهما السلام) المؤرخة سنة 1225هـ(4) .
6 ـ حسين خان خوئي الكربلائـي . خطاط مشهور كتب نسخة من كتاب (خلاصة الحساب) للشيخ بهـاء الدين العاملي بخط التعليق سنة 1223هـ / 1808م(5) .
7 ـ السيد محمد حسين بن محمد مهدي الشهرستاني الموسوي المتوفى سنة 1247 هـ كان من الخطاطين الذين يشار

(1) تاريخ العراق بين احتلالين / عباس العزاوي ج 2 ص 78 .
(2) الذريعة / الشيخ اغا بزرك ج 4 ص 512 .
(3) مدينة الحسين / محمد حسن الكليدار آل طعمة ج 4 ص 30 (ملحق مستدركات السلسلة 3) .
(4) تاريخ كربلاء / الدكتور عبد الجواد الكليدار آل طعمة ص 255 (الطبعة الثانية) .
وانظر : بغية النبلاء في تاريخ كربلاء / للسيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة ص 168 .
(5) مجلة (المورد) البغدادية مجلد 11 ع 4 (1984م) .
كربلاء في الذاكرة 399

اليهم بالبنان . كتب عدة نسخ من القرآن الكريم أوقفها على بعض المشاريع الخيرية في كربلاء منها نسخة في مكتبة السيد كاظم الرشتي(1) . وكانت هذه النسخة على شكل احزاب صغيرة كتبت بخط نسخ جيد .
8 ـ محمد علي المكاري . كان متمكناً من الكتابات الدقيقة كتب آيات قرآنية في اسفل القوس الهلالي لمدخل باب قبلة الحسيـن (عليه السلام) تاريخها سنة 1257هـ(2) .
9 ـ الشيخ علي الناصر . هو بن حسن بن صالح بن فليح ابن حسن بن الحاج كنيهر السلومي المولود في كربلاء سنة 1250 هـ والمتوفى بها سنة 1300هـ . كان شاعراً أديباً وراقاً نسخ بنفسه كثيراً من الكتب . ومن بين الكتب التي نسخها كتاب (يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر) للثعالبي برسم السيد نعمان الآلوسي والنسخة من ممتلكات مكتبة ديوان الاوقاف العامة في بغداد . وكان تاريخ الفراغ من نسخها سنة 1291هـ(3) .
10 ـ الشيخ فليح بن حسون رحيم الجشعمي توفي سنة 1296هـ كان شاعراً أديباً فاضلاً مهنته خط المصاحف الشريفة ، وكانت له غرفة في صحن العباس(4) .
11 ـ الشيخ حمد الكعبي . كان يدير كتاباً في صحن الحسين ، وبالاضافة الى ذلك فهو خطاط ماهر يكتب الخط الجلي . ومن ابرز آثاره انه كان يكتب على حبة ارزة سورة التوحيد مع البسملة ، وذلك بواسطة شعره ولم يضارعه أحد من الخطاطين

(1) اعيان الشيعة / محسن الامين العاملي ج 49 ص 9 .
(2) مدينة الحسين / محمد حسن الكليدار ج 1 ص 47 .
(3) الكشاف عن مخطوطات خزائن كتب الاوقاف / محمد أسعد طلس ص 234 .
(4) شعراء كربلاء / سلمان هادي آل طعمة ج 1 ص 150 .
كربلاء في الذاكرة 400

في كتابة هذا النوع . ومن الكتب الخطية التي كتبها بخط يده كتاب (بحر الأنساب) المحفوظ في مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني(1) .
12 ـ السيد محمد مهدي السيد سليمان آل طعمة المتوفى سنة 1324هـ من خدمة الروضة الحسينية ، عنى عناية فائقة بكتابة الخط العربي لاسيما خط النسخ ، ومن آثاره التي تركها بخطه لوقفية جده السيد مصطفى المؤرخة سنة 1319هـ وكتاب (زيارات) وشجرة آل فائز وهو جد المؤلف .
13 ـ السيد محمد علي الموسوي . من خطاطي الحضرات المقدسة . كتب بخطه الكتيبة التي تقع في أعلى ايوان باب القبلة وتاريخها سنة 1335هـ(2) .
14 ـ الشيخ جعفر الطهراني . كان خطاطاً متقن الخط وهو من خطاطي الحضرات المقدسة من آثاره الكتيبة المؤرخة سنة 1293هـ .
15 ـ احمد الحكيم الطباطبائي . برع في الخط لاسيما خط الثلث والنسخ براعة تامة ، ومن آثاره الكتيبة المؤرخة سنة 1299هـ عند باب قاضي الحاجات في صحن الحسين .
16 ـ عبد العلي اليزدي . خطاط معروف . نموذج من كتابته في كربلاء وفي صحن النجف وفي جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني ببغداد ومدرسة الشيخ كاظم اليزدي في النجف وجامع الامام الاعظم والامامين الكاظمين توفي سنة 1364هـ ـ 1944م(3) .

(1) مخطوطات كربلاء / سلمان هادي آل طعمة ج 1 ص 17 .
(2) تاريخ وجغرافيائي كربلا معلا / عماد الدين حسين اصفهاني ص 153 .
(3) مجلة (سومر) ـ عباس العزاوي ج 1 ـ 2 مج 25 (1969م) .
كربلاء في الذاكرة 401

17 ـ الشيخ علي أكبر النائيني . كان يدير كتاباً في صحن الحسين (عليه السلام) وهو خطاط بارع له آثار خطية جميلة كزيارات الائمة المخصوصة والمطلقة وتائية الشاعر دعبل الخزاعي وغيرها . اختص بكتابة النسخ والتعليقي ، توفي سنة 1384هـ .
18 ـ السيد ضياء مهدي الطباطبائي . فاضل جليل ، خطه حسن من آثاره نسخة من القرآن الكريم كتبها بخط النسخ .
19 ـ محمد مهدي الراجه . كان يدير كتاباً في الصحن الحسيني ، خطه مليح حسن ، ومن آثاره نسخة من القرآن الكريم كتبها بخط النسخ ، وبعض الابيات الشعرية التي كتبها على شكل لوحات مزخرفة بماء الذهب .
20 ـ الشيخ محمد اليزدي . كان خطاطا بارعا يعمل في دكان له عند راس سوق الميدان . درس معظم الخطوط والزخرفة الاسلامية ، ويمتلك قواعده واصوله . وله لوحات زخرفية .
21 ـ الشيخ جواد علي مهدي الخطاط . ولد في كربلاء سنة 1902م وتوفي سنة 1987م كان يعمل في دكان له عند مدخل زقاق شير فضه . وهو أشهر خطاطي المدينة . له جملة كتابات تذكارية على جدران الروضتين الحسينية والعباسية ، وبرع في كتابة أنواع الخط العربي ، وهو شديد العناية بكتابة خط الثلث .
22 ـ السيد محمد رضا مهدي آل طعمة (1310 ـ 1402هـ) تعلم الخط عن والده ، فكتب الرسائل والكتب منها كتاب (أخبار غيبة الامام الثاني عشر)(1) وقدم الواحاً من القرآن الكريم ، ونسخ المشجرات الكثيرة .

(1) مخطوطات التاريخ والتراجم والسير / اسامة النقشبندي وظمياء محمد عباس ص 22 .
كربلاء في الذاكرة 402

23 ـ السيد هادي بن محمد مهدي آل طعمة (1323 ـ 1396هـ) تعلم الخط من أخيه السيد محمد رضا المتقدم ذكره . له جملة آثار كتبها بخطه منها كتاب (منتخب الدعوات)(1) وديوان المازندراني(2) ومجموعة اشعار(3) وهو والد المؤلف.
24 ـ عبد الباقي رضا . شاعر مرهف الحس وخطاط برع في كافة الخطوط العربية . لاسيما خط الرقعة والديواني وكذلك يعتبر من اشهر رسامي كربلاء في فترة الخمسينات ، ونذر قلمه لفائدة مديرية معارف اللواء . وكان الى وقت قريب مديراً للتأمين .
25 ـ رفيق حمودي اطيمش . من اشهر خطاطي المدينة ولد سنة 1929م وبرع في كافة فنون الخط . وبالاضافة الى جودة خطه فانه يجيد الرسم ، واستفادت منه كثيراً مدارس كربلاء ، وعين مديراً للنشاط المدرسي بتربية كربلاء حتى كتابة هذه السطور . أظهر فنه الأصيل في عدة لوحات عرضها كعناوين الكتب واللافتات والنشرات وغير ذلك ، واختص بالرقعة والديواني والتعليق .
27 ـ عبد الرزاق المخ . من الخطاطين الماهرين . كان له دكان بسوق السراجين . وكان مولعاً بهذا الفن ، وقد وجدت له جملة خطوط تدل على مهارته وحسن ذوقه . وقد خط أحزاباً من القرآن الكريم لتلاوتها في مجالس الفواتح .
28 ـ منير مهدي ملك . من مواليد كربلاء سنة 1930م ، تتلمذ في مطلع فتائه وعنفوان صباه على الخطاط الشهير الشيخ علي أكبر النائيني وتدرب على خط الثلث ، وكان يختلف في

(1) الذريعة / للشيخ اغا بزرك ج 22 ص 402 .
(2) المخطوطات الادبية في مكتبة المتحف العراقي / اسامة النقشبندي وظمياء محمد عباس ص 281 .
(3) المصدر السابق ص 560 .
كربلاء في الذاكرة 403

حينه على الخطاط العراقي الشهير صبري الهلالي فاقتنى طريقته في كتابة الثلث التي يتفنن بها المرحوم صبري في تنسيقه الجميل وليونته وطراوته المعروفة التي تجلت في كتابة سورة (هل أتى) في الروضة الحسينية . ومن كتابات منير الكتيبة التي سجلها على محراب مسجد العلقمي وأخرى في جدران مسجد براثا في الكرخ من بغداد وعلى باب مسجد الكوفة .
29 ـ السيد صادق محمد رضا آل طعمة . وهو من مواليد سنة 1928م احتل مكانة مرموقة في صفوف الخطاطين وطبقت شهرته الأوساط كأديب وخطاط دخل دورات عديدة لتطوير موهبته في هذا الفن العربي الأصيل وقدم معرضاً يضم عدة لوحات تمثل أنواع الخط العربي لاسيما خط الثلث . ومن آثاره التي تشهد على رسوخ فنه الكتيبة التي كتبها في الطارمة الحسينية في عهد السيد عبد الصالح آل طعمة سادن الروضة الحسينية .
30 ـ محمد علي هادي الكربلائي ولد سنة 1926م . خطاط معروف ، له دكان في سوق النجارين ، استطاع ان يقدم لوحات زخرفية قريبة من الفن التشكيلي ، كما انه كتب شعارات كثيرة في المناسبات الوطنية والمحلات التجارية .
31 ـ الشيخ محمد علي محمد حسين داعي الحق . خطاط مشهور على نطاق المدينة . له جمة من الخطوط العربية الجميلة واللوحات الرائعة من الفن الأصيل بريشته . وجدت له بخطه الذي هو أملح ما رأيته من الخطوط البديعة . وخط كثيراً من الكلائش لعدة كتب مؤلفة بخط الثلث والنسخ والديواني والتعليق وغيرها ، حاز على درجة امتياز في الدورة القطرية من معهد الفنون الجميلة ببغداد . وهو عضوجمعية الخطاطين .
32 ـ محمود علي محمد ولد سنة 1947م عشق الخط العربي منذ نعمة أظفاره استطاع أن يقدم لوحات عديدة في

كربلاء في الذاكرة 404

كافة فنون الخط . وكتب الكثير من اللافتات الرسمية وعناوين الكتب وغيرها .
33 ـ محفوظ علي عباس . ولد سنة 1955م وهو خطاط مشهور متمكن من الكتابات بخطه النسخ والرقعة المتقنين . كتب الكثير من العناوين واللافتات وأسماء الكتب . اضافة الى كونه خطاطاً فهو يجيد الرسم . يعمل في دكان له بشارع العباس .
34 ـ عبد الكريم محمد حسين . خطاط انفرد في ابداعه لكافة الخطوط التي كتبها لاسيما خط التعليق والنسخ والديواني ، وتأثر بالخطوط البديعة التي كتبها المرحومان صبري الهلالي وهاشم محمد البغدادي . يعمل في دكانه بشارع صاحب الزمان .
35 ـ سالم جواد النجار . خطاط له شهرة واسعة في المدينة بكتابته المتقنة ، وله مهارة في أنواع الخط . كتب اللافتات العديدة في المناسبات الوطنية .
36 ـ جليل ابراهيم النقاش : خطاط مليح الخط له كتابات على القاشاني في الواجهات الامامية للصحن الحسيني وفي داخل مسجد الكوفة وبعض مساجد كربلاء ، برع في فنون الخط المختلفة كالكوفي والثلث .
37 ـ ياسين القرعاوي . وهو من مشاهير الخطاطين ، يعمل في دكان له بشارع العلقمي . مهر في كافة أنواع الخط . وقد تلمس ذلك في الخرائط والتصاميم والكلائش خاصة على البلاستك وخط اللافتات الكثيرة في المناسبات الوطنية .
38 ـ عادل ابو المعالي . خطاط استهواه جمال الحروف ، فبرع في فن الخط وأصوله وانواعه له جملة من الكتابات التي كتبها على المحلات التجارية واللافتات وما الى ذلك تدل على كفاءة وقدرة وضبط واتقان .

كربلاء في الذاكرة 405

39 ـ نجاح الكريطي . أحد الخطاطين المبدعين الذين نبغوا في هذا الفن . ونال شهرة واسعة من خلال تفننه في جمال التصاميم وقد كتب عدة لوحات غاية في الروعة والجمال وحسن التنسيق .
40 ـ حميد فاضل الشريفي . بالاضافة الى كونه مدرساً في متوسطة المعارف ، الا انه خطاط ورسام ، له جملة آثار تدل على تفوقه ومهارته في هذا الفن .
41 ـ ضياء السيد صادق آل طعمة ولد سنة 1957م ولع بالخط ولعاً مفرطاً وقدم لهذا الفن الشيء الكثير من خلال ما سجله على المحلات التجارية واللافتات والنشرات الجدرانية بخطه المتقن واجادته له .
42 ـ مرتضى السيد صادق آل طعمة ولد سنة 1958 له مهارة في انواع الخط العربي ومن الآثار التي تركها كتباته لبعض جدران المساجد والمحلات التجارية اضافة الى اللافتات في المناسبات الوطنية .
43 ـ محمد حسن السيد صادق آل طعمة ولد سنة 1964 وهو اليوم خطاط ماهر وعضو جميعة الخطاطين العراقيين . أظهر فنه الأصيل في عدة لوحات رائعة تدل على مهارته في كافة فنون الخط العربي .
44 ـ ثامر رضا الموسوي . خطاط تخرج من معهد الفنون الجميلة سنة 1985 وهو يمارس فن الخط العربي بكافة أنواعه وأساليبه ، اضافة الى اجادته فن التصميم والزخرفة .
اخيراً ، ليس آخراً فان الخط العربي سيظل تراثاً خالداً ومفخرة رائعة من مفاخرنا القومية ، وسيخلد هذا الفن الأصيل كأسمى ما وصل اليه الخط العربي من جمال وسحر لدى عشاق هذا الفن الجميل .

كربلاء في الذاكرة 406

البيت الكربلائي

حاولت في هذا البحث القاء الضوء على المباني والدور التراثية الكربلائية ، باعتبار أنها صورة صادقة للماضي .
تكاد تكون هذه المباني متقاربة الشبه الى حدٍ كبير مع أبنية بغداد من حيث التصميم الهندسي ومواد البناء والزخرفة ، وهذه الأبنية تتميز بخصائص ومميزات انشائية وتخطيطية ، فمنها ما كان بناؤها ساذجاً ، والبعض الآخر منها تمتاز بأنها ذات تخطيط خاص ، فقد اتخذت هذه البنايات في شكلها ومقاييسها ونوعية تزويقها أهمية لم يسبق لها مثيل ، ولاشك أنها تحمل خصائص وتأثيرات الحضارات القديمة.
ان الطراز المعماري الشائع في بناء البيوت في الجيل الماضي كان على نمطٍ معيّن ، فقد كان لازدحام الدور الكربلائية حول الحائر المقدس على حساب اتساع الطرق واستقامتها ، وتوزع توزيعاً خاصاً ، كأن تكون متقاربة الى حدً ما ، ومتلاصقة بعضها ببعض ، وربما لا توجد فواصل بينها ، أي ينفذ بعضها على بعض سواء من الداخل أو من السطوح .
ولعل من المفيد هنا أن أشير الى أنّ الممرات والأزقة المؤدية الى البيوت كانت تحوي التواءات ذات شكل حلزوني أو متعرج ، إذ سرعان ما يلتوي وينكسر . فقد يمرّ الشخص في احدى تلك المسالك والأزقة ، ولا يكاد يصل الى النهاية حتى يفاجأ بوجود جدار أو مدخل دار مما يضطر الى الرجوع من حيث أتى .
وانّ الأسباب الموجبة في اتباع هذا الطراز من البناء آنذاك هي المحافظة على أمن المدينة ، تجنياً لعميلات السطو من قبل الأعداء والمحتلين الطامعين ، واتقاءً للبرد القارص في الشتاء وهرباً من أيام القيظ الحارة . ولعدم معرفة الناس الفن

كربلاء في الذاكرة 407

الهندسي في تنسيق البيوت وتوزيع الطرق بينها بشكل منسق ، لم يُعتن بها ، لذا نجد التواءات كثيرة في بعض الأزقة كزقاق العكيسة في محلة باب السلالمة وعقد النصّه في محلة باب الطاق وبركة الحافظ وعقد السادة في محلة باب بغداد وعقد الجرّاخ في محلة باب النجف وبركة العباس وعقد ياس في محلة باب الخان وعقد سيد يوسف طعمه في محلة المخيم وغيرها .
وقد يعمد بعض الأثرياء والموسرين الى انشاء بيوتهم في نهاية الزقاق وذلك لتوفير الحماية لساكنيها من الطوارئ والاحداث التي اجتاحت المدينة من ذي قبل ، كما كانت قيمتها أغلى من الدور المتقدمة .
وبالنظر لدراسة الآثار الفنية لتلك المباني والدور التراثية في كربلاء اقتضى التنويه بأهم المواد الأولية المستعملة في عملية بناء تلك البيوت وهي : مسحوق النورة والرماد وهما اللذان يستعملان في أساس البناء وما فوقه . وذلك لمنع تسرب الرطوبة الى جدران البناء ، وكذلك يستعمل الرماد المجلوب من فضلات طمة الحمام . كما يجلب مسحوق النورة من ارجاء القطر .
أما الطابوق المربع فقد غدا أكثر استعمالاً في عملية البناء . وتختص أبنية تلك الدور باستعمال طابوق (اللبن) غير المفخور ، ومما يذكر بهذا الصدد ان البلدة كانت محاطة بسور من اللبن المجفف بالشمس كما يظهر من رحلة نيبور لكربلاء سنة 1765م ومن الواضح ان الأبنية التراثية التي انشئت من طابوق اللبن تكون متينة ، لاحتوائه على مزيج من الرمل والطمي والطين . يُبيض طابوق اللبن هذا بالجص والبورق ، من أجل ان يظهر الجدار جميلاً ، وكذلك استعمل الطابوق (الفرشي) والطابوق الأبيض والأحمر المستطيل الشكل والمربع . ويوجد في ضواحي كربلاء عدد من (الكور) المعدة لصنع الطابوق .

كربلاء في الذاكرة 408

ويجلب (الأشگنك) وهو كسر الطابوق (الآجر) لأجل وضعه في أساس البناء ، كما يفيد للتربيع أيضاً أي وضعه مع الطابوق . أما الطابوق الأبيض فانه ينحت ويزخرف من قبل (الأسطه) المعمار وذلك بواسطة الفأس والأزميل . وهناك الطابوق المقصوص وهو الناعم الذي يقص بالمنشار مرتباً بأشكال هندسية مختلفة منها مثلثة ومربعة ومستطيلة شاع استعمالها قديماً ، وذلك لوضعه في واجهات البيوت . وقد ترسم على حافة الطابوقة اشكال ورسوم كالطيور واوراق العنب يتفنن فيها البنّاء . ومما يلفت النظر في بعض البيوت التراثية تلك الجدارن المنقوشة والمزخرفة بدقة متناهية .
أما مدخل البيت فانه يتناول الباب المطل على الزقاق ، ويستعمل من خشب التوت ، تزينه مطرقة من البرونز أو الحديد في الأعلى ، وهي ذات طلاقة أو طلاقتين . كما تدق على الباب مسامير كبيرة للحفاظ على متانته وجماله . وتزين الباب نقوش بديعة . وتوجد في أعلى الباب كتيبة كتبت عليها آيات قرآنية مثل : «بسم الله الرحمن الرحيم» أو «ادخلوها بسلام آمنين» أو «هذا من فضل ربي» أو« الله جل جلاله» أو بعض الأحاديث الشريفة.
وقد يعلّق في أعلى الباب قرن غزال أو رأس سمك أو شربه أو سيراميك أزرق أو حذاء عتيق وذلك اتقاءً للشر .
ويتقدم البيت (المجاز) أو (الدالون) وهو مدخل يوصل الزقاق بالباحة (الحوش) أي فناء الدار ، ويعزل البيت عن عيون المارة ، ويمنع تسلط الجار على جاره . ومن خصائص المجاز أيضاً ترطيب الهواء عبر اختراقه للمجاز .
أما الطابوق الارضي فيشمل (البرّاني) وهو المكان

كربلاء في الذاكرة 409

المخصص للضيوف والأصدقاء والجيران ، ويطلق عليه بـ (الديوانية) أو (گبّة الخطار) . و(الدخلاني) وهو المكان المخصص لبقية أفراد العائلة ، ويطلق عليه (الحرم) .
وتسمى (الغرفة) بـ (الحجرة) أو (الگبّة) المأخوذة من القبة . وتتألف الغرف الفارهة والغرف النموذجية ذات طول 4 ـ 7 ذراع وعرض 3 ـ 4 ذراع وارتفاع 3 ـ 4 ذراع ، وتغطى بسقوف مؤلفة عادة من الخشب والقوغ وجذوع النخل القديمة ، وانها تفضل في الاستعمال بسبب تعرضها لمواد تجعل صعوبة وصول الحشرات اليها . وفي الطابق الأول يكسى سقف كل غرفة بحصيرة ذات الوان ونقوش زاهية ، وهي مصنوعة من قصب البردي المكبوس ، حتى تمنع تسرب التراب من السقف .
أما باب الغرفة فانها تقع الى الشمال طلباً للبرودة في الصيف والدفء في الشتاء ، ووقاية من الهواء الشرجي ، ويعلو الباب مشبك نصف دائري مطعم بزجاج ملون .
ويقابل فناء البيت (الليوان) وهو محل استراحة أفراد العائلة صيفاً ، ويكون موقعه حسب تصميم الدار ، وهو أبه بالغرفة المفتوحة من جهة واحدة ، ويسمى حالياً بـ (الهول) . ويوجد في فناء البيت أو في احدى زواياه حوض عميق أو حوضان تصب عليه حنفية ماء ، وفي أسفل الحوض حنفية تستعمل لغسل الأواني . وفي وسط الحوش نجد ثقباً صغيراً به (البالوعة) تفيد لتصريف المياه .
وتقع (البئر) في احد أركان الدار ، فقد كانت في معظم البيوت آبار يستقي منها الأهلون الماء الحلو ، ولولا كثرة الآبار في العهود الماضية لما استطاعت المدينة مقاومة الحصارات الطويلة التي طال أمدها الى ثمانية عشر شهراً أو أكثر ، كما حدث في واقعة المناخور في عهد الوالي داود باشا سنة 1813م ، والحصار

كربلاء في الذاكرة 410

الذي فرض على كربلاء في واقعة غدير دم في عهد الوالي نجيب باشا سنة 1843م .
ويتم جلب الماء من البئر ، وقد علقت على فتحته بكرة ودلو ، كما كانت الفواكه والخضروات تنزل بواسطة الدلو الى قعر البئر للاستبراد ، ويستعمل ماء البئر لغسل الاواني والملابس ورش الأرض .
أما (الحمام) فهو يقع في ركن من أركان البيت ، ومساحته متر مربع أو أكثر ، يحوي حوض ماء ، وتوقد النار تحت المشربة ثم تدخل الى الحمام فيفرغ ماؤها في اناء كبير ، وهنا تبدأ عملية الاستعمام .
وغالباً ما يكون موقع (المرحاض) مجاوراً للحمام ، وهو عبارة عن حائطين متوازيين بينهما ضلع ثالث خلفهما ، وارضيته عبارة عن دكتين بينهما برزخ عميق ترمى فيه فضلات الانسان ، ويوجد ابريق من الصفر يحوي ماء لغرض الاستعمال .
كما يطل على فناء الدار (المطبخ) أو (الموگد) حيث يُنخر من جدار المطبخ مسافة متر واحد وتفتح من أعلاه فتحه اشبه بالبادگير يخرج عبره الدخان الى الفضاء . بينما يقع مخزن الحطب خلف الموگد . وفي المطبخ يصف طابوق يميناً ويساراً على هيئة مثل ينتصب عليها القدر ، وتنشأ فجوة تحت القدر لأضرام النار بواسطة الخشب والسعف والعيدان لأجل طهي الطعام .
أما (السرداب) جمعه سراديب ، فلا يخلو منه البيت الكربلائي ، ويستخدمه الناس لقضاء ساعات القيلولة في موسم الصيف القائظ . ويكون السرداب منخفضاً عن أرضية فناء الدار بمقدار (10) أو (15) پايه أي درجه .

كربلاء في الذاكرة 411

وسقفه معقود بمقرنصات بديعه . وفي منتصف السرداب توجد فتحة ترتبط بممر يؤدي الى فناء الدار ، تعرف بـ (الزنبوره) تغطى بشباط ، والغرض منها انتقال الهواء من السرداب الى فناء الدار . وفوق الزنبورة تثبت مروحة من قماش تربط بالحبال معلقة في سقف السرداب ، يقوم بتحريكها أحد أفراد العائلة أو الخادمة ان وجدت ، فتجلب لهم الهواء وعلى جدران السرداب تقع (البادگيرات) جمع (بادگير) وهي كلمة فارسية مؤلفة من مقطعين (باد) أي هواء و(گير) أي جالب أو ساحب ، ويراد بها منافذ تهويه ، وهذه البادگيرات عبارة عن فتحات داخل الجدار وفوهتها في أعلى السطح ، تنقل الهواء من الأعلى عبر هذه الفتحات الى أسفل السرداب .
ونلاحظ وجود حباب الماء الصغيرة (التنگ) في اسفل البادگير لتبريد الماء . كما توضع المخضرات على المنافذ لتبريدها أيضاً . وتبلط أرضية السرداب بالطابوق الفرشي ، والبعض الآخر غير مبلط ، وقسم يبلط بالقير الأسود .
أما في الشتاء فان السراديب تتخذ مخزناً لحفظ الحبوب والغلال وبعض الحاجيات المنزلية الاخرى .
وقد يكون في بعض البيوت عدة سراديب تتصل مداخلها الواحد بالآخر مكونة حلقة تحيط بالدار من جوانب شتى ، وتفصل بينهماعقود مفتوحة ، والبعض من هذه السراديب يفضي الى بئر ماء مشتركة بين البيوت المجاورة عن طريق شباك صغير .
وهناك في المنزل سرداب صغير يعرف بـ (الخنجه) أو (نيم سرداب) وهو يشرف على السرداب الكبير ، ويكون منخفضاً عن مستوى أرضية الدار ، وفيه منافذ هوائية ، يستغل النوم فيه أوقات فصل الخريف .

كربلاء في الذاكرة 412

أما الطابق الثاني فيبدأ بـ (السلّم) ويستعمل للصعود الى الطابق الثاني والطابق الثالث فالسطح . وهناك سلالم موزعة باتقان على جوانب البيت . ويوجد سلم واحد أو سلمين ينزلان الى السرداب .
ونلاحظ وجود (الكنجينه) أو (الكنجه) وهي فتحه داخل احدى جدران الغرف أو جنب السلم ، توضع فيها حوائج بسيطة تحت اليد .
أما (الصندخانه) فهي مخزن أو غرفة صغيرة داخل غرفة كبيرة أو مجاور لها ، تحفظ فيها الصناديق المرصعة التي تضم الملابس واللوازم الثمينة والأسلحة ، ثم (الچيل) وهو المواد الغذائية كالرز والدهن والسكر ، وكذلك الجاون والرحى والمشربة والبستوگة والطشوت وقدور الصفر والمنقلة النحاسية وما الى ذلك .
و(الطارمة) فهي الشرفة المطلّة على باحة البيت أو خارجه ، يتقدمها سياج حديدي أو خشبي يطلق عليه (المحجر) يحيط بفناء البيت ، ويعلوه آخر بالسطح . وتخصص الطارمة للجلوس وقت الفراغ ، وتكون أرضيتها مفروشة بالطابوق الفرشي .
وكانت بعض البيوت مؤلفة من طابق واحد ، والبعض الآخر من طابقين ، وتستند الطوارم على أعمدة خشبية زخرفت تيجانها بالنقوش البديعة ، وهذه الأعمدة تعرف بـ (الدلگات) ويعلوها المحجر .
وفي الغرف العليا تطل شبابيك خشبية على فناء الدار أو خارجه ، وتكون متحركة ترفع الى الأعلى احياناً ، وهي مزينة بنقوش جميلة ومطعمة بزجاج ملون ، حتى اذا أشرقت الشمس في داخل الغرف عن طريق الشبابيك (الأراسي) ظهر لأشعتها بريق .

كربلاء في الذاكرة 413

ومعظم تلك البيوت الكبيرة والصغيرة تحف بها من داخل الغرف (الروازين) جمع رازونه ، أو (الرف) وهي كوّه صغيرة تفتح في الجدار ، وما أكثرها في الغرف ، توضع عليها اللالات والقرآن الكريم وحوائج منزلية صغيرة .
وتطل على الزقاق الشناشل (البنجرات) (جمع بنجرة) وهي قضبان من الشيش تقف عمودياً الى خشبة عليا مرتكزة في الجدار ، وأخرى تستند الى الرازونة ، وفي الصيف تُصَف (تُنگ) الفخار على الشبابيك من أجل تبريد مائها . ويذكر جون بيترز الذي زار كربلاء سنة 1890م أنه نظراً لشدة الحرارة كانت تعلق على الشبابيك في البيوت العامرة طبقات من العاقول المنقع بالماء .
وقد تفنن النجارون في صنع زخارف الشبابيك وريازاتها ، والحفر على الخشب مما تضفي على الغرف جمالاً أخاذاً . وتزين سقوف الغرف العليا بزخارف بديعة الصنع منها المقرنصات ، وتظهر بأشكال زاهية للغاية تختلف في شكلها وحجمها ، ومما يزيد من روعتها وبهائها تزين داخلها بالعناصر النباتية . وتتجلى روعة الزخارف الهندسية ومهارة الفنان العربي في أبواب الغرف الخشبية ، وغالباً ما تحتوي تلك الأبواب على زخارف بشكل أطباق نجمية لها أشرطة مطعمة بالعاج .
أما (السطح) فانه يقع في الطابق العلوي من الدار ، ويستخدم للنوم ليلاً خلال موسم الصيف هرباً من الحر الشديد ، ويلاحظ موضع الجرار (التنگ) الفخارية على (التيغ) لأكتساب بعض البرودة من الفضاء المحيط وبالسطح وليطيب شربها . وتتشابه السطوح فيما بينها وذلك لأن معظم بيوت المناطق ذات ارتفاع واحد ، مما يسبب تيسر عملية التنقل بينها ، جاء ذلك نتيجة للتكيّف الاجتماعي ، ولأجل انتقال النساء والأطفال الى الدور المجاورة في حالة الهجوم على منزلهم .

كربلاء في الذاكرة 414

الى جانب ما تقدم فإن هناك بعض الدور المشيدة من قبل الوجهاء والأعيان تتألف من دارين أو ثلاث ، فالدار الأولى تخصص للضيوف ، والدار الثانية أي الوسطى فهي بيت المطبخ ، ويحوي على غرف للخدم وتهيئة الطعام ، اضافة الى وجود حب الماء المعدّ للشرب ، وكان يغطى بـ (طبگ) من خوص أو قش وقد يغطى بقطعة من قماش الململ ، ويشرب منه الماء بواسطة كاسات معدنية أو كيزان فخارية . ويكون الحب قائماً على كرسي خشبي ، وتحته اناء فخاري تتجمع فيه قطرات الماء المتساقطة من الحب والتي تعرف بـ (ناگوط الحب) . وكان الكربلائيون يعتمدون على السقائين في الحصول على شرب الماء ، وان السقائين يأتون بالماء من نهر الحسينية المتفرع من نهر الفرات ، ويتم جلبه بالقرب محمولاً على ظهور الحمير ، ثم يفرّغ الماء في الحب . ويتقاضى السقاءون أجورهم في نهاية كل أسبوع أو شهر وذلك بموجب تأشير الخطوط التي يرسمونها على الجدار .
ولا يفوت القارئ أن معظم العمائر الكربلائية زينت بالأشكال الهندسية التي تشمل المقرنصات والكتابات ، وكان للزخارف المتنوعة أثرها الشاخص في الجص والرخام والقرميد الكاشي الكربلائي المشهور والخشب وما الى ذلك . كما ان بعض الأشخاص يخصص غرفة خاصة للصلاة يزينها محراب محلى بنقوش من الجص والبورق .
وأخيراً ، وليس آخراً ، وان كنتُ معتقداً بأني لم استوعب البحث كتابته ولا استقصيتُ نهايته ، أرجو أن أكون قد وفقت بعض التوفيق لاعطاء صورة عن التراث المعماري لمدينة كربلاء التاريخية .
ولا يسعني الا أن أهيب بكافة المعنيين والآثاريين الحفاظ

كربلاء في الذاكرة 415

على تلك الممتلكات الثقافية المتمثلة في المباني والدور التراثية والجوامع والمآذن والمدارس وتكديس الوثائق والمخطوطات وأرشفتا ، وايجاد السبل الكفيلة لمسحها وتوثيقها ، وصيانة تلك المباني الأثرية وترميمها ، باعتبارها آثار تاريخية نادرة وهامة تستحق العناية والرعاية ، بالاضافة الى ذلك فإن المحافظة عليها تعتبر وفاءً منّا لحفظ آثار الأسلاف للأبناء والأحفاد . والأمل وطيد أن تُحقق أهدافُنا هذه خدمةً لتراثنا الحضاري العريق .
الكاشي الكربلائي

اذا كان هناك شيء تنفرد به مدينة كربلاء عن باقي المدن العراقية فهو صناعة الكاشي الكربلائي . ويختص بهذه المهنة عدة أشخاص يديرون معامل تنتج ارقى أنواع الكاشي .
هذه النقوش والألوان الجذابة والخطوط الهندسية التي غالباً ما تدهش الزوار والسواح تتم مراحل صناعتها يدوياً وبطريقة أشبه بالبدائية ، ومادته الأولية تراب نقي مطحون ، تضاف اليه كميات من الرمل ثم الماء ، ويعجن ليصبح طينه يمكن تطويعها حسب الشكل المطلوب . وبعد أن تقطع العجينة وتكبس ، تتم عملية الفخر في النار الموقدة داخل الكورة ، بدرجة حرارة تصل الى الف ومائة درجة مئوية . وتعاد الى الكورة ثانية بعد صبغها بصبغة أساسية ، وهو اللون الابيض لغرض تثبيته . ثم يتم تشكيل قطع الطابوق حسب القياسات والاشكال المطلوبة ، وبعدها تقطع النقشة يدوياً ثم تعاد الى الكورة من جديد .
أما كيف يتم تحضير الألوان ؟ فلا توجد قاعدة ثابتة ، بل يتم ذلك بالخبرة المكتسبة ، وهذا ينسحب على الرسامين الماهرين الذين يتمتعون بتفوق فني عالٍ ، ناتج عن الممارسة الطويلة لهذه المهنة .

كربلاء في الذاكرة 416

بقي ان نعرف أن الكاشي الكربلائي يمتاز عن كافة أنواع السيراميك العالمي من حيث الجودة والاتقان ونوعية الزخرفة .
جولة ميدانية في معمل كاشي الحسيني

يحسن بنا أن نفيد الدارسين عن هذه الصناعة الشعبية التي اختصت بها مدينة كربلاء دون غيرها من المدن العراقية ، فهي المنبع الأصيل لهذا التراث . وفي هذه الدراسة نود ان نلقي بعض الضوء على صناعة النقش على الكاشي التي يمتهنها حرفيون اجادوا وأبدعوا في تنسيقها وانتاجها ، وهي اليوم تزين واجهات القباب والمنائر وبعض البنايات بزخارف وكتابات نافرة في الآجر . وكذلك استعملوا الآجر في اكساء ظاهر القباب التي انشأوها في المدارس والمساجد والمشاهد ، كما زينوا جوانب البنايات بزخارف وكتابات تثير الأعجاب من هذا الآجر .
هناك في كربلاء عدة معامل للكاشي أهمها : معمل السيد ابراهيم النقاش(1) الكائن في محلة باب الخان . والآخر معمل كاشي الحسيني الكائن في محلة المخيم . وهذ المعامل تصدر الآجل المطلي بالقاشاني الملون بالألوان الزاهية العجيبة الصنع لاكساء جدران المساجد العراقية . وامتاز صنّاع كربلاء بأنهم لم يكونوا مقلدين في تلك الصناعة ، بل ابتكروا مما ورثوه وطوروه وجعلوه فناً خاصاً بهم .
جولتنا هذه في معمل كاشي الحسيني الذي يقع خلف سور المخيم قرب نهر الهنيدية ، وصاحبه عبدالمجيد بن حسين أبو الكاشي الذي اختص بهذه الصناعة الفولكورية منذ زمن طويل ،

(1) مجلة (التراث الشعبي) عدد 5 (كانون الثاني 1970م) مقالة عزي الوهاب آل طعمة (النقش على الكاشي) .

السابق السابق الفهرس التالي التالي