دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 104

17ـ ويذاد عن ماء الفرات و وردها ذود البعير لخمسـة لم يصدر
18ـ ويداس بعد ركوبه خير الورى بحـوافر و سنـابك و بعسكر
19ـ و يدق ثغر كـان أحمد لم يزل عن لثمـه في الخد غير مفتر
20ـ وحريمـه من حولـه وحماته ماتوا ظما فورودهم من كوثر
21 ـ لم ينثنوا من نصره حتى غدوا أيدي سبا في سوء حال منكر


= قوله :« بذلة» غاية في السوء فقد تحمل الإمام الحسين عليه السلام لصنوف الأذى والمصائب ولكنه أطلق صرخته : « هيهات منا الذلة» وقد وقع في هذا الخطأ الكثير من الشعراء .
(17) ذاده عن المال : دفعه وطرده .
ورد الماء : صار إليه وداناه ، والصحيح أن يقول : « ورده » .
خمسة : لعلها إشارة إلى خمسة أيام حيث فرض الحصار على الحسين عليه السلام وأهل بيته وقطع الماء عنهم يوم السادس من المحرم . وقد يكون تصحيف « لخسة » وهو يناسب سجية معكسر أعداء الحسين عليه السلام .
صدر إلى الماء : صار إليه .
(18) قوله : « وركوبه خير الورى » إشارة إلى ركوب الحسن والحسين عليهما السلام ظهر جدهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صغرهما .
السنابك : جمع سنبك ، وهو طرف الحافر .
(19) دق الشيء : كسره .
الثغر : الفم ، مقدم الأسنان .
لثم الخد : قبله .
فتر : سكن بعد حدته ، وفتر عن العمل : قصر فيه .
(20) حريم الرجل : أهله ، أراد أن حريمه حول الجسد ، وصحبه ماتوا ، والعبارة غير وافية ، لأنها توحي بأن الجميع ماتوا حوله لمكان العطف ، والمعلوم أن الذين ماتوا ظمأ هم الحسين عليه السلام وصحبه ، أما حريمه فقد سقوا الماء بعد مصرع الحسين عليه السلام .
الكوثر : هو حوض الكوثر الذي يرده المؤمنون يوم الحساب ويطرد عنه الكافرون .
(21) انثنى : انعطف ، ارتد بعضه على بعض . والصحيح انثنى عن الشيء لا منه .
سبى العدو : أسره ، كأنه أراد : أنهم كالمأسورين المحاصرين لعدم تكافؤ القوى ، غير أنهم قاتلوا حتى استشهدوا ، وإن كان قد أسر بعضهم .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 105

22ـ مابين مضروب بأبيض صارم أو بين مطعـون بلدن أسمـر
23ـ أو بين مسحـوب ليذبح بالعرا أو بين مشهور و آخر موسر
24ـ أو بين من يكبـو لثقل قيـوده أو بين مغلـول اليديـن معفر
25ـ ورضيع حول بالحسام فطامه وصغير سن عن أذى لم يكبر
26ـ هذا وزيـن العـابدين مكتفـا بالقيد بين عصابـة لم تنظر
27ـ قد أثخنـوه بضربهم وبقيدهم قد أوثقوه فكان كالمتضـور
28ـ فكأن مولاي الحسين وقد غدا متـأهبـا لقتالهم لم يحـذر
29ـ ذو لبدة عز المعيـن مجـاهدا ثبت الجنان أشد كل غضنفر


(22) الأبيض والصارم : السيف .
اللدن : الرمح اللين .
الأسمر : الرمح .
(23) شهره بكذا : ذكره وعرفه به ، وشهر فلان : فضحه وجعله شهرة .
(24) كبا لوجهه : سقط .
الغل : القيد .
عفره : مرغه في التراب ودسه فيه ، وتعفر الشيء : تترب .
(25) الحول : العام الكامل .
الحسام : السيف . ولا يخفى أن فطامه كان بالسهم لا السيف ، ولو قال :« بالسهام » لم يخل بالوزن ، ولعله تصحيف .
فطم الصبي : فصله عن الرضاع .
(26) هذا : تكرر قوله : « هذا » في القصيدة ، واللفظ ضعيف في الشعر وهو للنثر والسرد أقرب . ولعله أبدله بلفظ آخر ـ كأن يقول : « وانظر لزين » ـ كان أسلم . مكتفا : النصب للحال ، والأولى الرفع صفة .
العصابة : الجماعة .
نظر فلانا : الذين أخروا أجله ، والمراد عدم أعتنائهم ورعايتهم له .
(27) أثخن في الأمر : بالغ فيه ، وأثخنته الجراح : أوهنته وأضعفته .
أوثقه : قيده من بالوثاق ، وهو مايشد به من قيد وحبل .
تضور : تلوى من وجع ضرب أو جوع .
(28) تأهب للقتال : تهيأ واستعد .
(29) ذو لبدة : الأسد . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 106

30 ـ يغشى النزال ولا يزال محاميا حتى رمـاه سهم رجس أبتـر
31ـ فهـوى الصعيد مجدلا ومعفرا يكبـو فينهض قائمـا لـم يقدر
32ـ يدعـو الإلـه ويستغيث بجده في حالة المستضعف المستنصر
33 ـ يومي إلى نحـو الخيام وتارة نحـو العدو كخـائف متحـذر
34ـ فكأنما قد ألبسـوه مـن الظبى ثـوبين بيـن معصفر ومزعفر
35ـ وأتـاه أشقاهـا لقطع كريمـة ولحـز أوداج وقطـع الأبهـر


= عز الشيء : ندر .
الثبت : الثابت .
الجنان : القلب لأنه يستتر في الصدر .
الغضنفر : الأسد . أراد أنه كالأسد بقي ثابتا ومجاهدا رغم قلة المعين والناصر .
(30) غشي المكان : أتاه .
نازله في الحرب : قاتله ، والنزال : القتال .
الرجس : القذر ، ورجل رجس : نجس .
الأبتر : المقطوع ولعله أراد الخامل الذكر .
(31) الصعيد : وجه الأرض .
جدله : صرعه على الجدالة وهي الأرض لشدتها أو الأرض ذات رمل دقيق .
تعفر الشيء : تترب .
لم يقدر : بتقدير :« ولم يقدر » ولعله لو قال :« وينهض » ليكون التقدير : « فلم يقدر » كان أحسن .
(32) أراد به حينما بقي وحيدا فقال :« أما من مغيث يغيثنا ، هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم » . في الأصل :« في حاله» بضمير الهاء ـ والصحيح ما أثبتناه .
(33) أومأ : أشار . ولم يحسن التصوير في هذا البيت والذي قبله ، فإنه أراد أن تكون فيهما مسحة حزن فجره ذلك إلى سوء التعبير ، فمتى خاف الإمام وقد كان صريعا على الأرض وكلما دنا منه أحد ليحتز رأسه أخذته الرعدة ؟ إلا ان يريد أنه خاف من هجوم العدو على خيامه وحريمه .
(34) الظبى : السيوف .
زعفر الثوب : صبغه بالزعفران ، ولون زهره أحمر إلى الصفرة ، وعصفره : صبغه بالعصفر ، وهو صبغ أصفر اللون ، كناية عن تغطيته بدماء جراحه .
(35) الكريم : النفيس ، أراد قطع الرأس لمكان العين ولنفاسته وكرمه .
حز : قطع . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 107

36ـ لـم يدر ذاك الرجس أي عظيمـة أم أي داهيـة أتـى أم منـكـر
37ـ لمـا أبـان الرأس بـان به الهدى وعلا الظلام على الضياء الأزهر
38ـ وهوى إلى السفل الحضيض مكرم والظلم سـاد وساد كل مغشمـر
39ـ والجن ناحت شجـوة في أرضها والغيث غاض وجف ماء الأبحر
40ـ وعليـه أمطرت السمـاء وقبلـه يحيى دما و سـواهما لم تمطـر
41ـ وهـوى يدور الأفق في أفلاكهـا فكـأنهـا من قبلـه لـم تبـدر
42ـ و كـأنمـا أفلاكهـا في كربـلا أو كربلا صارت فريـق المنبـر
43ـ يا كربلاء حـويت ما لـم تحـوه أرض سواك مـن الضيـاء النير


= الأوداج : جمع ودج ، وهي ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح .
الأبهر : وريد العنق .
(36) الداهية : المصيبة والأمر العظيم .
(37) أبان : قطع .
بان عنه : انقطع عنه وفارقه . كأنه قتل الهدى حينما قطع رأس الحسين عليه السلام .
(38) هوى : سقط من أعلى إلى أسفل .
الحضيض : القرار من الأرض عند أسفل الجبل . ولو قال :« مكرما » بيان حاله كان أفضل .
الغشمرة : التهضم والظلم . وفي الأصل : « الظلم شاد » ولا وجه له ، وهو تصحيف « ساد » .
(39) الشجو : الحزن ، يقال : « بكت الحمامة شجوها » ، فالصحيح « شجوها » لا « شجوه » أو أنه أراد بـ« شجوة » : حزينة ، والصحيح « شجية » وبه يختل الوزن .
الغيث : المطر .
غاض الماء : نقص أو غار أو نضب ، وغاض دمعه : حبسه .
وجف : لم ترد في المصدر ، وأضفناها ليستقيم الوزن .
(40) أي وقبله أمطرت السماء دما ليحيى حين قتل ، ولم تمطر دما لسواهما .
(41) الأفق : الناحية .
الفلك : مدار النجوم والبيت مبهم ، والأولى أن يقول : « البدر » بدل « الأفق » ليناسب « لم تبدر » إذ هو الذي يدور وليس الأفق .
(42) في الأصل : « وكأنها » وهو تصحيف .
فريق الخيل : سابقها ، كأنه كناية إلى سبق كربلاء في حلبة المعالي ، وفيه تكلف بين .
(43) في المصدر : « السواك » وهو تصحيف .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 108

44ـ غيبت بطن الأرض منك معظما وغدوت تفتخري بكل غضنفر
45ـ كنت مجازا ثم صرت حقيقـة بين البـلا و الكرب للمتبصر
46ـ و من العجائب بعد قتل المجتبى بـدع وأحداث لنسـل الأطهر
47ـ نسل النبي المصطفى و حريمه تسبى كما تسبى بنات الأصفر
48ـ ويشهرون ويسلبـون مدارعـا ومقانعا من بعد سلب المعجر
49ـ ويسيرون على المطايـا كالإما بين المـلا وبكـل واد مقفر
50 ـ شعثا مثاكيل عطاشى جوعـا أسـرى كأنهم لأسرة قيصر
51 ـ ويصغرون ويشتمـون عداوة بأوامـر من كافـر متجبـر


(44) أراد : غيبت في بطنك معظما . والصحيح « تفتخرين » وحذف النون لضرورة الوزن ولا يصح لغة .
الغضنفر : الأسد .
(45) في البيت زحاف في قوله :« كنت مجازا» وفي البيت من الركة والإبهام ما فيه .
(46) بدع الشيء : اخترعه وصنعه لا على مثال ، والبدعة : عقيدة أحدثت تخالف الإيمان .
(47) بنات الأصفر : لعله إشارة إلى الجنس الأصفر واللواتي سبين من تلك المناطق .
(48) شهر فلانا : فضحه وجعله شهرة .
المدرعة : جبة مشقوقة المقدم .
المقنعة : ما تغطي به المرأة رأسها .
المعجر : ثوب تشده المرأة على رأسها . وقد استخدم ضمير المذكر عودا على النسل هنا وفي الأبيات التالية ، ولو أراد التأنيث للزم استعمال نون النسوة ، ومعه يختل الوزن .
(49) المطية : الدابة التي تركب .
الإماء : جمع أمة وهي الخادمة والمملوكة .
القفر : الخلاء من الأرض لا ماء فيه ولا ناس ولا كلأ .
(50) شعث الشعر : كان مغبرا متلبدا .
ثكل أبنه : فقده ، و مثاكيل : جمع مثكال وهي الكثيرة الثكل ، يقال : « نساء الغزاة مثاكيل » ولا يخفى اختلال الوزن بها ويستقيم بتنوينها ، وهي لا تنون لغة .
(51) صغره : جعله صغيرا ، وكذا استصغره ، كناية عن الاستخفاف والاستحقار .
تجبر : تكبر وكان عاتيا .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 109

52ـ لم أنس زينب وهي حسرى حـائر في نسـوة متبرجـات حسـر
53ـ تمشي إلى نحـو الحسين وتشتكي مانـالهـا من ظلم ذاك المعشر
54ـ تدعو و تنـدب ياثمـال أرامـل و ربيـع أيتـام أطفـال صغر
55ـ ياابن النبي المصطفى خير الورى وابن البتولـة والإمـام الأطهر
56ـ قد جل رزؤك ياأخي وجـل مـا ألقـاه من ثكل وطـول تضرر
57ـ أأخي رزؤك ملبسي ثوب الضنى و مغيرا جسمي بلـون أصفـر
58ـ أأخي مذ فـارقت فـارقني العزا و علا علي تحسري وتزفـري
59ـ أأخي واصلني العـزا وهجـرتني ولقد عهدتك واصلا لـم تهجر


(52) حسرت الجارية عن وجهها : كشفته ، فهي حاسر . والصحيح في تأنيث حائر : حائرة أو حيرى ، فالصحيح أن يقول :« وهي حيرى حاسر » ولعله تصحيف . ولا ندري أية نسوة متبرجات أراد ، إذ لا نعرف أن زينب عليها السلام كانت مع نسوة عرف عنهن التبرج في مسيرة سباها ، فإن أرادهن ، فوصفهن بالتبرج ذم لا مدح ، وإن أراد وصف حالهن فقد أساء الوصف والتعبير .
(53) النحو : الموضع ، أي تمشي إلى موضع الحسين عليه السلام .
(54) ثمال القوم : غياثهم الذي يقوم بأمرهم .
أرملت المرأة : مات عنها زوجها ، والأرمل من لا أهل له .
الرباعة : حسن الحال ، وكأنه أراد حسن حالهم بوجود الإمام عليه السلام . ولا يخفى أن كلمة « أطفال » تضر بالوزن ولو قال : « ضعاف » لكان أولى .
(55) البتولة : من أسماء فاطمة الزهراء عليها السلام . والإمام الأطهر : هو أمير المؤمنين عليهم السلام .
(56) الثكل : فقدان العزيز بل مطلق الفقد .
(57) الضنى : المرض والهزال ، سوء الحال . ولا وجه لنصب « مغيراً » فالصحيح الرفع على الخبرية .
(58) عزا وعزي عزاء : صبر على ما نابه .
تحسر : تلهف .
زفر الرجل : أخرج نفسه مع مده إياه .
(59) واصل الشيء : داومه و واظب عليه من غير انقطاع.
عهد الأمر : عرفه . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 110

60 ـ أأخي حالي بعد بعدك ماصفا وحـلاوتي ممـزجـة بتمرمـر
61ـ أأخي بعد البعد منـك تقربت مني المصائب في الزمان الأعسر
62 ـ أأخي دار أميـة معمـورة وديار فـاطم عاطـل لم تعمـر
63ـ أأخي شمـل أميـة مستجمع وبنـات أحمـد شمـلهم يتكـدر
64ـ أأخـي أولاد لآل أميـــة مخفـورة و بناتنـا لـم تخفـر
65ـ ياسيـدي يـاواحدي وموئلي يامن إليـه شكـايتي وتجـوري
66ـ ياغـايتي يابغيتي يامنيتـي يـامـن يقيني نائبـات الأعصر
67ـ كم من أسى متهضم قد مسنا مـن ظالـم باغ علينـا مفتـر


= العزاء : الصبر ولا يناسب ، إلا أن نقول : أنه أراد بالعزاء في البيت السابق العزاء من الإمام ، أي أنه كان يصبرها فلما فارقها علاها الحزن ، وهذا الصبر من المعزين لها بمصاب الإمام ، وفيه تكلف واضح .
(60) تمرمر الشيء تمرمرا : أمتزج بالمر ، على قياس تترب الشيء وتلون . وفي المنجد : أنها عامية ، ولا دليل عليه والعامية تستعمل بمعنى العذاب والأذى .
(61) الأعسر : فعل تفضيل من العسر و هو ضد اليسر .
(62) عطل الرجل من الماء أو الأدب : خلا ، وعطلت المزارع : لم تعمر ولم تحرث ، والمراد هنا أنها مهجورة أو قلت عمارتها .
(63) الشمل : ما اجتمع من الأمر وما تفرق ( ضد ) يقال :« جمع الله شملهم» و« فرق الله شملهم » والصحيح في « يتكدر » أن يقول :« لتكدر» أو « بتكدر » إذ لا موجب لكسر المضارع .
(64) المراد بالأولاد هنا البنات لأن الولد يطلق على المذكر والمؤنث .
خفره : أجاره وحماه وأمنه .
(65) الموئل : الملجأ . والصحيح للوزن : « يا موئلي » بدل « وموئلي » .
جأر إلى الله : رفع صوته بالدعاء ، تضرع ، وحذف الهمزة للخفة .
(66) البغية : ما يرغب فيه ويطلب .
وقاه : صانه وستره عن الأذى .
الأعصر : جمع عصر .
(67) تهضم فلانا : ظلمه ، أذله وكسره .
بغى عليه : ظلمه
فرى الكذب وافتراه : أختلقه .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 111

68ـ كنـا نعدك للحـوادث ملجـأ فإذا فقدت فكسرنـا لـم يجبر
69ـ ظفر العدو بنـا ونـال مراده لما مضيت وقبـل ذا لم يظفر
70 ـ في ربع جدك آمنـون وغفل أخرجتنا لمصـائب لـم تشعر
71ـ فإذا ارعوت أهوت إليه تضمه وقناعهـا سلب ولـم تتخمـر
72ـ وسكينة عنها السكينـة فارقت لمـا ابتديت بفرقـة وتغيـر
73ـ و رقيـة رق الحسود لضعفها وغدا ليعذرهـا الذي لم يعذر
74ـ و لأم كلثـوم يجد جديـدهـا لثم عقيب دموعهـا لم يكرر
75ـ لم أنسهـا وسكينـة و رقيـة يبكينـه بتحسـر وتزفــر
76ـ يدعون أمهم البتولـة فاطمـا دعوى الحزين الواله المتحير


(68) عدد المال : جعله عدة لدهره ، والعدة : الاستعداد ، وما يعد لحوادث الدهر من مال وسلاح .
جبر العظم : أصلحه من كسر .
(69) لعله أراد بمراده : إذلال أهل بيت الحسين عليه السلام بالسبي والأسر .
(70) الربع : الدار والمحلة . والربوع : الأحياء .
غفل الشيء : ستره .
وإذا كان المخاطب في البيت الإمام الحسين عليه السلام فبئس ما قال .
(71) ارعوى عن جهله : رجع عنه ، وارعوى : كف عن الأمور .
القناع : ما تغطي به المرأة رأسها .
السلب : ما يسلب ، وسلبه الشيء : أنتزعه منه قهرا .
تخمرت المرأة : لبست الخمار ، وهو ما تغطي به المرأة رأسها .
(72) السكينة : الاطمئنان والاستقرار .
قوله : « بتغير » لا يناسب ، فليس من شأن الإمام أن يتغير على الأجانب فضلا عن أبنته .
(73) رقية : هي ابنة الحسين بن علي عليهما السلام المدفونة بالشام .
الحسود : أراد به العدو الحاسد لفضائلهم .
(74) لثم الوجه : قبله .
كر الليل والنهار : عادا مرة بعد أخرى . كأنه أراد أن الإمام كان يقبلها عندما تبكي لتهدأ ولم يحدث هذا بعد مصرع الإمام ، والعبارة ضعيفة .
(75) زفر الرجل : أخرج نفسه مع مده إياه .
(76) وله : حزن شديدا حتى كاد يذهب عقله . والصحيح في الصدر أن يقول : « يدعين أمهن » وبه يختل الوزن .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 112

77ـ يـاأمنـا هذا الحسـين مجدلا ملقى عفيـرا مثل بـدر مـزهر
78ـ في تربها متعفرا و مضمخـا جثمـانـه بنجيـع دم أحمــر
79ـ ظمآن فارق رأسـه جثمانـه عريـان مسلـوب الردا والمئزر
80 ـ يـاأمنا نوحي عليه و أعولي في قـبرك الـمستور بين الأقبر
81ـ يـاأمنـا لـو تعلمين بحالنـا لـرأيت ذا حـال قـبيح المنظر
82ـ أما الرجـال فمـؤسر ومعفر والمحصنـات ففي سبى وتشهر
83ـ هـذا وكيف يحمـل والعـزا منـا عقيب مصابنـا بـالمنـذر
84ـ أم كيف تسلو النفس عن تطلابه بـل بـالبكـاء عليهم بتحسـر
85ـ يا مؤمنـا متشيعـا بـولائـه يرجو النجا و الفوز يوم المحشر


(77) جدله : صرعه على الجدالة وهي الأرض لشدتها .
عفره في التراب : مرغه ودسه فيه . ونصب « مجدل ومعفر » بتقديره ترك مجدلاً ومعفراً .
(78) ضمخ جسده بالطيب : لطخه به .
النجيع : الدم ، وقيل : دم الجوف خاصة ، وقيل ما كان إلى السواد ، والثاني هو الأنسب لأن الأول يستلزم التكرار ، والأخير يستلزم التناقض بين الحمرة والسواد .
(79) الإزار والمئزر : كل ما سترك .
(80) أعول : رفع صوته بالبكاء والصياح .
(81) يحتمل أن يكون العجز :« لرأيت ذا حالاً قبيح المنظر » أي : هذا .
(82)المؤسر : هو الإمام علي بن الحسين عليه السلام الذي لم يبق من الرجال غيره فأخذ أسيراً .
(83) يحمل : كذا في المصدر، والصحيح أن يقول مثلاً : « هذا وكيف بحمل آلام العزا » ولعله من سهو النساخ .
المنذر : لعله أراد بعد مصابنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث تصفه الآية الشريفة « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » [ الرعد : 7] أو أراد به الإمام الحسين عليه السلام حيث أنه الهادي للناس في زمانه .
(84) سلا عن الشيء : نسيه ، وذهل عن ذكره . والأولى توحيد الضمير بأن يقول : « تطلابهم » و« بولائهم» في البيت التالي . ومعنى البيت : أنه لن يسلو عن تطلابهم ، وإنما يستمر بالبكاء عليهم بحسرة .
(85) المتشيع بالولاء : هو الموالي لأهل البيت عليهم السلام والتابع لهم .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 113

86ـ إبك الحسين بلوعـة و بعبـرة إن لم تجدها ذب فؤادك و اكثر
87ـ و امزج دموعك بالدماء وقل ما في حقـه حقـا إذا لم تنصـر
88ـ والبس ثياب الحزن يوم مصابه مابين أسـود حـالك أو أخضر
89ـ فعساك تحظى في المعاد بشربة من حوضهم مـاء لذيـذ سكـر
90ـ و يزيدني حزنـا بأن رؤوسهم تهدى إلى الطاغي يزيد المفتري
91ـ فكـأنها فـوق العـوالي أنجم زهرت بـأنوار الهدى للـمنظر
92ـ لما رأى الملعـون أحوال النسا والـرأس ظل بحالـه المستبشر
93ـ فعلـى أميـة كلهـا وعتيقهـا و دلامهـا لعن أبى لـم يحصر


(86) كأنه أراد : ابك الحسين كثيرا ، فإن لم تجد العبرة فأذب فؤادك حزنا . ولا يخفى أن الفعل هو « أذب » وبه يختل الوزن ، والهمزة في « أكثر » القطع ووصلت للوزن .
(87) مزج الدمع بالدم : كناية عن كثرة البكاء .
(88) حلك : اشتد سواده ولعل اللون الأخضر كان علامة حزن عند بعضهم في السابق ، وقد عرف ذلك عند قدماء المصريين .
(89) حظي بالرزق : نال حظا منه ، والحظ : النصيب والجزء .
إنما كسر « ماء لذيذ سكر » لأن أصل الجملة : « بشربة ماء لذيذ سكر من حوضهم » لكن لما جاءت « شربة » منونة فالصحيح فتح « ماء لذيذا سكرا » وفيه الإقواء .
(90 ) افترى افتراء عليه الكذب : اختلقه .
(91) العوالي : الرماح .
المنظر : واحد المناظر ، وهي إشراف الأرض وما ارتفع منها ، ولا يناسب ، ولعله تصحيف : « كالمنظر » تشبيها بالعلو والإرتفاع . والأتم للمعنى أن يكون : « للناظر » لكنه خروج على التفعيلة .
(92) لو قال : « بحالة المستبشر » كان أسلم ، لأن الاستبشار حالة يوصف بها الشخص لا الحال .
(93) العتيق : الجميل ، والعتق : الجمال .
الدلام : الرجل الطويل الأسود . وواضح أن الواو في « وعتيقها» زائدة ، وربما أتى بها للضرورة فأفسد التركيب . وربما أشار بعتيق ودلام إلى شخصين لم نعرفهما . والصحيح أن يقول «أن يحصر » إلا أنه أتى بـ « لم » ليكسر الفعل بالجزم فجاء ضعيفا .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 114

94ـ هـذا مصـاب للـنـبـي وآله يوم الطفوف جرى بصحة مخبر
95ـ ما في الرزايا الهائـلات رزيـة بأجل منهـا في الأمـور وأكبر
96ـ كل المصائب لو تعـاظم شـأنها هي دون ذلك في المحل الأكبر
97ـ عدت على أفعـال عاد واعتدت ما عقر ناقـة صالح من أحمر
98ـ و إليكـم يـاسـادتي وأحبتـي شعر كنظم الدر أو كـالجـوهر
99ـ حبـرت ألفاظـا فجـاءت درة هذبتهـا بجـوانحي و تفكـري
100ـ ألبستها حلل المعـاني فاغتدت تسبي العقـول بمسمع و بمنظر
101ـ أبهى وأسنى من عروس تجتلى وأرق من صهبا تروق بمحضر


(94) المخبر : أراد به الراوي ، أي صحة ورود ما جرى على آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
(95) الهائل : المفزع ، والهائل من الأمور : ما عظم عليك . وكسرت فتحة « أكبر» للضرورة . والصحيح : « منه» عطفا على المصاب .
(96) المحل : مكان الحلول وأراد المكانة .
(97) لايخفى اختلال البيت وضعفه ، فإن « عد » لا تعطي معنى جاوز وإنما يقال : تعدى الشيء ، أي : جاوزه ، نعم يقال : أعدى الأمر : جاوز غيره إليه . أما « اعتدت » فأراد بها تجاوز العدد كثرة .
الأحمر: الشديد ، واحمر البأس : اشتد ، كأنه أراد أن يقول : أين عقر ناقة صالح من مصاب الطف والموت الأحمر الذي كان فيه ، غير أنه لم يحسن التعبير .
(98) نظم الدر : ألفه وجمعه في سلك ، كناية عن حسن شعره ونظمه .
الدر : اللآلي العظام والواحدة درة .
الجوهر : كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع والجمع جواهر .
(99) حبر الكلام والشعر : حسنه وزينه .
الجوانح : أوائل الضلوع تحت الترائب مما يلي الصدر ، ولا وجه لها هنا إلا أن يريد الصدر والقلب .
(100) الحلل : الواحدة حلة ، وهو الثوب الجديد ، أو الثوب الساتر للبدن عموما .
(101) اجتلى العروس على زوجها : عرضها عليه مجلوة ، واجتلاها : نظر إليها ، أراد حسنها كحسن العروس حين زفافها إلى زوجها . الصهباء : التي خالط بياضها حمرة الخمر ، ولعله الأنسب .
راقه الشيء : أعجبه ، والروقة : الجميل جدا من الناس تستعمل للمذكر والمؤنث والجمع .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 115

102 ـ سادت إذا قرئت على أمثالهـا نظم يعيب لجـرول و لحبتـر
103ـ أرثي الحسين بها وأرجـو منكم يوم المعـاد كرامتي و تـوفري
104ـ والعفو عما قد جنيت من الخطا و جـرائم لـولاكم لـم تغفـر
105 ـ وعبيدكم سيف فتى ابن عميرة عبد لـعبد عبيد حيـدر قنبـر
106 ـ وعليكم صلى المهيمن ماسرى أو سار ركب في دجى أو مقمر


(102) ساد قومه : ترأسهم ، وساد : شرف ومجد .
جرول : هو جرول بن أوس العبسي المعروف بالحطيئة المتوفى سنة 59 هـ .
حبتر : هو حبتر بن ضباب بن خشرم الطهوي كما في لغت نامه دهخدا . وله مناقضات مع ذي الرمة (77 ـ 117 هـ ) .
(103) توفر على صاحبه : رعى حرماته ، والمراد انقاذه من ذنوبه والنار .
(104) لولاكم : أراد لولا شفاعتكم . ولما كان الحساب والعفو سيقع في المستقبل كان الأولى أن يقول :« لن تغفر » لكن فيه الإقواء ، إلا أن نقول : أنه قال : « لم تغفر » باعتباره أمرا محقق الوقوع .
(105) قنبر : هو عبد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أي أنه جعل نفسه بمثابة عبد لعبد صغير من عبيد أمير المؤمنين عليه السلام .
(106) سرى : سار ليلا .
الركب : ركبان الابل أو الخيل .
الدجى : الظلمة .
ليلة مقمرة : فيها القمر .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 116

الراء الساكنة
(44)
وسيلتي (*)

بيتان من المجتث (**) :
1ـ وسيلتي يوم المحشر مولاي موسى بن جعفر
2ـ و جـده و ابـيـه و السـيـدان وحيـدر


(*) البيتان لبعض الموالين لأهل البيت عليهم السلام من القرن الثاني الهجري .
نحتمل أن الشاعر كان في عصر الإمام الكاظم عليه السلام حيث عد الأئمة منه إلى أمير المؤمنين عليه السلام واحتمال أنه واقفي المذهب بعيد كاحتمال أنه ذكر سائر الأئمة ولكن الأبيات لم تصلنا ، لأن ظاهر البيتين أنهما كاملا المعنى ، وقد بدأ بالإمام الكاظم ، أو لعله كانت لديه حاجة قضيت ببركة الإمام الكاظم عليه السلام فذكره وآباءه الطاهرين .
(**) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب : 4/ 317 .
(1) الوسيلة : ما يتقرب به إلى الغير . ولو قال :« في المحشر » كان أتم للوزن . ولو قال : «موسى وجعفر » كان أحسن ليكمل ذكر الأئمة عليهم السلام .
(2) جده : هو الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام وأبوه : هو الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام . والصحيح ان يقول : « وابوه » .
السيدان : هما الإمامان الحسن والحسين عليهما السلام .
حيدر : هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

السابق السابق الفهرس التالي التالي