دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 71


قافية الدال


دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 72




دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 73

الدال المفتوحة
(23)
حاربوا الله (*)

بيتان من المجتث (**) :
1ـ إنـهم حـاربـوا الإلـ ـه و آذوا مـحـمدا
2ـ شاركوا في دم الحسيـ ـن وزيـد تـعنـدا


(*) البيتان من مقطوعة لإسماعيل بن محمد الحميري المتوفى عام 178 هـ أنشأها في رثاء زيد بن علي بن الحسين عليه السلام يهجو فيها خراش بن حوشب بن يزيد بن مزيد الشيباني الذي كان على شرطة يوسف بن عمر الثقفي المتوفى سنة 127 هـ ونبش قبر زيد وصلبه ، كما يهجو حوشب ومزيد ، وأولها :
بت ليلي مسهدا ساهر العين مقصدا
(**) أعيان الشيعة : 7/ 125 .
(1) جاء في الحديث المروي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في ذخائر العقبى : 7 :« ما بال أقوام يؤذونني في قرابتي ؟ من آذى قرابتي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله » .
(2) جاء في الغدير : 3/ 72 :
شاركوا في دم الطهـ ـر زيـد تـعـنـدا
وبذلك يخرج عن كونه في الإمام الحسين عليه السلام كما يختل به الوزن .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 74

الدال المضمومة
(24)
أيقتل ظمآنا (*)

ثلاثة أبيات من الطويل (**) :
1ـ أيقتل ظمـآنـا حسـين بكربـلا ومن نحره البيض الصقال لها ورد
2ـ وتضحي كريمات الحسين حواسرا يلاحظهـا في سيرهـا الحر والعبد
3ـ فيالـه مـن رزء عظيم مصابـه يشـق الحشـا منـه ويلتدم الخـد


(*) الأبيات تنسب إلى السيدة فاطمة الكبرى بنت الإمام الحسين عليه السلام المتوفاة سنة 107 هـ قالتها في آخر خطبتها في الكوفة مذكرة بمأساة العاشر من محرم .
(**) المفيد في ذكرى السبط الشهيد : 138 .
(1) في المصدر :« أيقتل حسين ظمآنا» والذي أثبتناه الصحيح .
البيض : السيوف .
والصقال : المصقولة .
ورد الماء : صار إليه والورد : النصيب من الماء .
(2) كريمة الرجل : أبنته .
حواسر : جمع حاسر ، وحسرت الجارية عن وجهها : كشفته ، وتصدق في المذكر والمؤنث على السواء فيقال رجل حاسر وامرأة حاسر .
(3) في هذا البيت خبن في كلمة«فيا له » والصحيح أن يقال : « فيا لك ممن رزء عظيم . . . » ويصح رفع « عظيم »على الابتداء .
الحشا : ما انضمت عليه الضلوع .
لدمه : لطمه ، ضربه بشيء ثقيل يسمع وقعه .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 75

الدال المكسورة
(25)
نور الله (*)

ثلاثة أبيات من البسيط (**) :
1ـ فيم الكـلام لسـابق في غايـة والنـاس بين مقصـر ومبلـد
2ـ إن الذي يجـري ليدرك شـأوه في غايـة تنمى لغيـر مسـدد
3ـ بل كيف يدرك نور بدر ساطع خيـر الأنـام و فرع آل محمد


(*) الأبيات لذكوان مولى الحسين عليه السلام المتوفى عام 106 هـ قالها في مجلس معاوية ابن أبي سفيان مادحا سيده الحسين عليه السلام .
(**) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب : 4/ 82 ، جمهرة خطب العرب : 2/ 159 ح 137 .
(1) بلد الرجل : كان عاجز الرأي ضعيف الهمة .
قصر عن الشيء : تركه وهو لا يقدر عليه ، وقصر في الأمر : توانى فيه ، والأول أنسب بالمقام .
(2) في الجمهرة :« ينمى لغير مسود ومسدد » .
الشأو : الغاية .
نمى : ارتفع .
السدد : ما كان سديدا ، والسداد : الرشاد والصواب والاستقامة .
(3) الساطع : المنتشر .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 76

(26)
ارتكبوا عظيما (*)

اثنا عشر بيتا من الخفيف (**) :
1ـ قد سبتنا حسين هذي الأعادي مثـل سبي العبيد بين البـوادي
2ـ قد سبـوا مهجتي بقتل حسين وهو سـؤلي وبغيتي ومـرادي
3ـ يا وحيد الزمـان قـرة عيني قـد قضوا منك مالهم من مراد
4ـ ابـن بنت الرسول وابن علي أنت هادي الورى لطرق الرشاد
5ـ رفعوا رأسه على رأس رمح و لهـا بـارق كقـدح الزنـاد
6ـ و بنـو أحمد يقادون جهـرا ويطعـن العدو فـوق الجيـاد

(*) الأبيات لسكينة بنت الحسين عليه السلام المتوفاة عام 117 هـ أنشأتها بعد مقتل أبيها الحسين عليه السلام قبيل السبي . وأغلب الظن أن ناظما نظمها على لسانها ، ويؤيد ذلك ما في بعض الأبيات من ركة وضعف .
(**) نور العين في مشهد الحسين : 33 .
(1) سبى العدو : أسره ، والسبي : النهب وأخذ الناس عبيدا وإماء .
البوادي : جمع بادية ، وهو الفضاء الواسع فيه المرعى والماء ، ولا حضر فيها .
(2) المهجة : الروح .
السؤل : الطلب .
البغية : الحاجة المبغية .
(3) وحيد الزمان : أراد أنه أفضل أهل زمانه . قرت عينه : سر ورضي .
(4) لو قالت : « يا ابن » كان أسلم .
الورى : الخلق .
طرق : في الأصل : « طرق» وسكنت الراء للضرورة .
(5) انتقال إلى الغائب ثم رجوع إلى المخاطب ثم إلى الغائب ، وهذا الاضطراب دليل ضعف .
ولها : لم يتبين على من يعود الضمير ، والظاهر أنه غلط مطبعي ، والصحيح :« وله» عودا على الرأس.
برق السيف وغيره : لمع وتلألأ ، وسحاب بارق : أي ذو برق ، كناية عن اشراق الرأس الشريف وتلألئه .
قدح الزند : ضربه بحجر ليخرج النار منه .
(6) اضطراب البيت واضح ، فإن أراد ببني أحمد : البنين فلا يناسبه « ويطعن » وإن أراد =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 77

7ـ وكـذا نحـن بعدكم هتكونـا ورمـونـا بمـقتـهم والعنـاد
8ـ مـارعـوا حرمـة لمجد نبي سـيد فـاق بالهدى و الرشـاد
9ـ ظلمـوا بنتـه البتول و عاثوا بـفسـاد لـهم بـكـل عنـاد
10ـ و علي المـرتضى فجعـوه بحسـين و رهطـه في الجلاد
11ـ ياابن سعد قد ارتكبت عظيما سوف تصلى السعير يوم المعاد
12ـ يحكـم الله بيننـا و عليكـم ذلك الحشر بيـن كـل العبـاد


= به البنات ـ وهو المراد بقرينة العجز والهتك في البيت التالي ، وهي المنشئة أوعلى لسان حالها ـ فلا يناسبه قوله :« يقادون » ، وكيف كان فالبيت مضطرب ، والعجز مبهم المعنى فهل يطعن وهن فوق الجياد ، ولم يرد ذلك ، أو أن العدو هو الذي فوق الجياد فبماذا يطعنه بقودهن وإنما أركبن والنياق تقاد فلا وجه لطاعتهن .
الجياد : جمع جواد ، وهو من الخيل السريع السير .
(7) لاوجه لقولها : « وكذا نحن » إذ هم من جملة بني أحمد السالف ذكرهم .
هتك الستر : جذبه فأزاله من موضعه ، أو شقه فبدا ماوراءه .
مقت فلانا : أبغضه أشد البغض .
(8) فاق الرجل صاحبه : علاه وغلبه وفضله .
(9) الظلم : لقد ظلمت ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة الزهراء عليها السلام مرارا وذلك منذ وفاة أبيها في 28 / 2/ 11هـ وحتى أن لبت نداء ربها في 3/ 6 / 11هـ ولعل من أبرزها ما أورده ابن قتيبة في كتابه الإمامة والسياسة : 1/ 12ـ 14 ، فليراجع . عاث : أفسد وأخذ بغير رفق .
(10) صدر البيت مضطرب الوزن ، ويستقيم لو قالت مثلا : « وعلي وصيه فجعوه » .
فجعته المصيبة : أوجعته وآلمته شديدا .
رهط الرجل : قومه وعشيرته .
جالده بالسيف جلادا : ضاربه به .
(11) صلى النار : احترق فيها وقاس حرها .
السعير : النار ، والمراد جهنم .
(12) الحشر : الجلاء عن الأوطان ، ولعله كناية عن البعد عن رحمة الله تعالى . ويحشر المجرمون إلى النار : أي يجمعون ثم يساقون إليها . والحشر : جمع الناس يوم القيامة . وكل ذلك لايناسب التخصيص ، فكل من لا تشمله رحمة الله هو بعيد عنها ، وكثير من الخلق يساقون إلى النار ، والحشر لجميع الخلائق ، فالعبارة غير صحيحة . ويصح لو كان العجز مثلا :« أثقل الوزر بين شر العباد» .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 78

(27)
ألا ياعين (*)

خمسة أبيات من الوافر (**) :
1ـ ألا يـاعين فابكي ألف عـام و زيدي إن قدرت على المزيد
2ـ إذا ذكر الحسـين فـلا تملي وجودي الدهر بالعبرات جودي
3ـ فقد بكت الحمائم مـن شجاها بكت لأليفهـا الفرد الـوحيـد
4ـ بكين و ما درين وأنت تدري فكيـف تـهم عينك بـالجمود
5ـ أتنسي سبط أحمد حين يمسي ويصبـح بين أطبـاق الصعيد


(*) الأبيات لجعفر بن عفان الطائي المتوفى حدود عام 150 هـ رثى بها الإمام الحسين عليه الاسلام .
(**) أدب الطف : 1/ 95 ، أعيان الشيعة : 4/ 128 .
(1) ألا : أداة تحضيض ، والفاء زائدة .
(2) العبرات : الدموع .
(3) الشجو : الحزن .
ألفه : أنس به وأحبه ، والأليف : الصديق والمؤانس .
(4) هم بالشيء : عزم عليه وقصده . وقد تحول الشاعر من خطاب العين إلى خطاب نفسه أو شخص آخر ، والأول أنسب لاتصال الأبيات ، غير أنه لا يصح « تدري » فالصحيح « تدرين» وبه يختل الوزن ، ولو قال : «وأنت أدرى » لكان أسلم . ولا يناسب قوله :« عينك » إذ الكلام مع العين ، إلا إذا أراد التورية بالعين وقصد بها العين الجارية ، أي فكيف تهم دموع عينك النابعة بالجمود ؟ .
(5) أتنسي : المخاطب هو العين ، وحذف نون المضارع للتخفيف ، وهو كثير في الشعر . الأطباق : جمع طبق ، وهو الغطاء ، وجه الأرض ، والأول أنسب .
الصعيد : التراب ، وكونه غطاء كناية عن صيرورته قبرا تضمن جسد الإمام الحسين عليه السلام .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 79

(28)
نكثوا العهود (*)

بيتان من الوافر (**) :
1ـ دعـاه معشر نكثـوا أبـاه حسينـا بعـد توكيـد العهود
2ـ فسـار إليـهم حتى أتـاهم فما أرعوا على تلك العقـود



(*) الأبيات من قصيدة للفضل بن عبد الرحمان الهاشمي المتوفى حدود عام 173 هـ قالها في رثاء زيد بن علي بن الحسين عليه السلام وفي مطلعها :
ألا ياعين لاترقي وجودي بدمعك ليس ذا حين الجمود
(**) أعيان الشيعة : 7/ 124 ، كتاب زيد الشهيد للمقرم : 204 ، مقاتل الطالبيين : 143 ، أنساب الأشراف : 3/ 258 .
(1) ضمير دعاه يعود إلى زيد بن علي بن الحسين الشهيد .
نكث العهد : نقضه ونبذه ، والتقدير :نكثوا ما عاهدوا أباه عليه .
(2) فاعل سار : زيد بن علي الشهيد .
أرعى عليه : أبقى عليه وترحم ، و استرعاه الشيء : طلب منه حفظه ، والمراد رعاية حرمة تلك العقود والوفاء بها .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 80

(29)
المباهلة (*)

وهي أربعة أبيات من الكامل (**) :
1ـ وبكرن علقمة النصارى إذ عتت في عـزها والبـاذخ المتعقـد



(*) الأبيات لإسماعيل بن محمد الحميري المتوفى عام 178 هـ مطلعها :
واسأل بني الحسحاس تخبر أنه كاد الوصي برشق سهم مقصد
وهي في مدح أهل البيت عليهم السلام ويذكر فيها مباهلة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لنصارى نجران حين خرج هو والإمام علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام والحسن والحسين عليهما السلام وذلك في 24 / ذي الحجة عام 10 هـ وجاء في التفسير الكبير : 8 / 85 في تفسير الآية المباركة « فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين » [ آل عمران : 61 ]
روى أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما أورد الدلائل على نصارى نجران ، ثم إنهم أصروا على جهلهم فقال صلى الله عليه وآله وسلم :« إن الله أمرني إن لم تقلبوا الحجة أن أباهلكم » فقالوا : يا أبا القاسم ، بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك ، فلما رجعوا قالوا للعاقب : وكان ذا رأيهم ، ياعبد المسيح ماترى ، فقال : والله لقد عرفتم يامعشر النصارى أن محمدا نبي مرسل ، ولقد جاءكم بالكلام الحق في أمر صاحبكم ، والله ماباهل قوم نبيا قط ، فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، ولئن فعلتم لكان الاستئصال فإن أبيتم إلا الإصرار على دينكم والإقامة على ماأنتم عليه ، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج وعليه مرط من شعر أسود . وكان قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن ، وفاطمة تمشي خلفه ، وعلي رضي الله عنه خلفها ، وهو يقول ، إذا دعوت فأمنوا ، فقال أسقف نجران : يا معشرالنصارى ، إني لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة .
(**) أعيان الشيعة : 3/ 421 ، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب : 3 / 271 .
(1) بكر إلى الشيء : عجل ، وبكر : أسرع .
علقمة : بطن كان يقطن الحيرة ومن أديرته دير حنظلة بن عبد المسيح بن علقمة ، وهم من نصارى نجران سكنوا الحيرة بعدما أخرجوا من نجران في عهد عمر بن الخطاب وسمي الموضع الذي سكنوه في الحيرة بنجران أيضاً وهو على بعد يومين =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 81

2ـ إذ قال كـرر هـاتم أبنـاءكم و نسـاءكم حتى نبهل فـي غد
3ـ فـأتى النبي بفـاطم ووليهـا وحسين والحسن الكريم المصعد
4ـ جبريل سادسهم فأكرم سادس وأخيـر منتجب لأفضل مشـهد



= من الكوفة ، ولا يخفى أن نصارى نجران هم الذين باهلوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام وفيهم السيد واسمه وهب والعاقب واسمه عبد المسيح والأسقف وهو أبو حارثة« راجع معجم قبائل العرب : 2/ 808 ، ومعجم البلدان : 5/ 369» . فكأن الشاعر وصف أهل نجران بموضعهم الثاني .
عتا : إستكبر وجاوز الحد ، والعاتي : الجبار .
تبذخ الرجل فهو باذخ : تكبر وعظم شأنه .
رجل متعقد : متكبر . في الأعيان : « المتقعد » ولعله تصحيف .
(2) في المناقب :« إذا قال كررها هاؤموا ».
بهله الله : لعنه ، وتباهل القوم : تلاعنوا .
الولي : كل من ولي أمر أحد ، وأراد به هنا عليا عليه السلام .
(3) المصعد : من صعد بمعنى أرتقى وارتفع ، والصعد : العلو ، كناية عن رفعة الأصل والنسب والشرف .
(4) المنتجب : المصطفى والمختار .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 82

(30)
أولاد الرسول (*)

بيتان من المتقارب (**) :
1ـ وأولاد بنت رسـول الإله يضامـون فيها ولـم تكمد
2ـ فهم بين قتلى ومستضعف ومنعفر في الثـرى مقصد



(*) البيتان لإسماعيل بن محمد الحميري المتوفى عام 178 هـ من جملة أبيات أولها :
توفى النبي عليه السلام فلما تغيب في الملحد
أنشأها في غصب الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويشير فيها إلى مجزرة كربلاء .
(**) أعيان الشيعة : 3/ 422.
(1) ضامه : قهره وظلمه ، والضيم : الظلم . ولعل الضمير في «فيها » يعود إلى الوصية المذكورة قبل هذا البيت ، فالمعنى أنهم ظلموا بسبب الوصية ، أو أنهم لم تنفذ وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم .
أكمد الهم فلانا : غمه وأمرض قلبه ، والكمد : الحزن والغم الشديد ، وعلى ما سبق فلعل المراد أن الأمة لم تحزن لما فعلته بعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم تره إثما وخطأ .
(2) استضعفه : عده ضعيفا .
انعفر في التراب : تمرغ فيه ، وانعفر الشيء : تترب .
قصد الشيء : كسره ، وأقصده السهم : أصابه فقتله مكانه ، وتقصده : قتله مكانه ، وهو الأنسب ، والمقصد : من يمرض ثم يموت سريعا .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 83

(31)
قتيل ابن زياد (*)

ثلاثة عشر بيتا من مجزوء الرمل (**) :
1ـ ياحسـين بـن علي يـاقتيـل ابـن زيـاد
2ـ ياحسـين بـن علي ياصريعـا في البوادي
3ـ لـو رأى جدك بكى بـدمـوع كـالعهـاد
4ـ أو رأى حيدر أودى فيـه لا سيف المرادي
5ـ أورأت فاطم ناحت نـوح ورقـاء بـواد


(*) جاء في البحار : ان الأبيات لبعض التابعين . ومن الجدير بالذكر أن الصحابي من عاصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعي من عاصر الصحابة ، وفي الإصابة : 1/ 8 : إن الصحابة انقرضوا حدود سنة 110 هـ ، وعليه يكون وفاة التابعي غالبا في القرن الثاني .
(**) مقتل الحسين للخوارزمي : 2/ 157 ، بحار الأنوار : 45 / 228 ، عوالم العلوم : 586 ، ناسخ التواريخ : 4/ 161 .
(1) قتيل : اسم مفعول ، أي الذي قتله عبيد الله بن زياد برجاله .
(2) البوادي : جمع بادية ، وهي الصحراء .
(3) في البحار والناسخ والعوالم :« لو رأت فاطم بكت » والأولى ما هنا ، حيث سيرد ذكر فاطمة عليها السلام بعد حين .
بكى الميت : بكاه ورثاه ، والتقدير : بكاك .
العهاد : جمع عهد ، وهو أول مطر الربيع .
(4) هذا البيت أثبته الخوارزمي في مقتله . أودى : هلك ، والتقدير لهلك بسبب مارأى . المرادي : هو عبد الرحمن بن ملجم المرادي الذي ضرب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بسيف مسموم كانت فيه شهادته . أراد لو رأى حيدر حالك وما أصابك لهلك بسبب ذلك لا بسيف المرادي الذي صرعه .
(5) في البحار والعوالم والناسخ : « لو رأت » وما هنا أنسب .
ناحت المرأة الميت : بكت عليه بصياح وعويل وجزع .
الورقاء : الحمامة أو التي يضرب لونها إلى الخضرة .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 84

6ـ و أفاقت وهي ولهى لك تبـكي وتـنـادي
7ـ ولـدي قـرة عيني كبـدي حب فـؤادي
8ـ أنت روحي قسموها لـصعيـد وصعـاد
9ـ آه مـن شـمر بغي كـافـر وابن زيـاد
10ـ لعـن الله يزيـدا و ابن حرب لعن عاد


(6) في البحار والعوالم والناسخ :
وأقامت وهي ولها ء وتبكي وتنادي
وله : حزن شديدا حتى كاد يذهب عقله .
(7) في البحار والعوالم والناسخ :
ولدي سبط نبي قد بالشمر الشداد
وجاء في هامش العوالم : في الأصل« بالشمر» بدلا من « بالسمر » وهو تصحيف ظاهر .
قرت عينه : بردت سرورا وجف دمعها ، وقرة عيني : أي ما تقر به عيني وتسر .
حبة القلب : هنة فيه أو مهجته ، يقال : أصابت حبة قلبه ، أي شغف قلبه حبها ، كناية عن شدة حبها للحسين عليه السلام .
(8) هذا البيت أورده الخوارزمي .
الصعيد : التراب .
الصعاد : جمع صعدة ، وهي القناة المستوية المستقيمة .
(9) لم يرد هذا البيت في المقتل .
آه : شكا وتوجع ، وآه : كلمة معناها التحزن ، وهو المراد .
الشمر : هو شمر بن ذي الجوشن الذي احتز رأس الإمام الحسين عليه السلام .
بغى عليه فهو باغ : أستطال عليه وظلمه ، ولم يرد بغي والبغي : المرأة العاهرة الزانية ولا يقال للرجل : بغي ، ولو قيل أمكن حمل المعنى عليه ، فتأمل .
ابن زياد : هو عبيد الله بن زياد والي يزيد على الكوفة الذي أمر بقتال الحسين عليه السلام .
(10) في المقتل :
لعن الله يزيداً وزيادا لعن عاد
لعنه : طرده وأبعده عن الخير .
ابن حرب : هو معاوية ابن أبي سفيان ، ولعنه لأنه استخلف على الأمة مثل يزيد . وعلى ما في الجميع يصح قوله سواء كان «زياداً » أم« ابن حرب » ولو قال « ابن سعد» كان أولى لأنه ضمن من باشر القتل وأولئك كانوا السبب ، والمباشر أولى . =
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 85

11ـ هم أعاد لرسول الله أبـنــاء أعـــاد
12ـ ولهم عـاجل خزي وعـذاب في التنـاد
13ـ ومهـاد في الجحيم إنـهـا شـر مهـاد


=عاد : قبيلة ، وهم قوم هود عليه السلام . وعاد الأولى هم عاد بن عوص بن أرم بن سام ابن نوح الذين أهلكهم الله عز وجل : « وأنه أهلك عاداً الأولى» [ النجم : 50 ] .
وأما عاد الأخيرة فهم بنو تميم ينزلون رمال عالج ، وقد أرسل الله عليهم ريحا أهلكتهم ، والآيات المشيرة إلى ذلك كثيرة كقوله تعالى : « وأماعاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية » [ الحاقة : 6 ] .
والمراد الدعاء عليهم بالعذاب سواء منه ما حل بالأولى أو الأخيرة ، وسواء كان ذلك في الدنيا أو الأخرة ، ولاريب أن عذاب الآخرة أولى بالمراد حيث أنهم قد قضوا ، إلا أن يراد به سوء الذكر .
(11) الأعادي : جمع أعداء ، وهو جمع عدو . والمراد بالأولى قتلة الإمام الحسين عليه السلام وعلى رأسهم يزيد وابن زياد ، وبالثانية : آباؤهم وعلى رأسهم معاوية وأبو سفيان ، فأولئك حاربوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة في حياته وبتحريف منهجه بعد وفاته ، وهؤلاء حاربوه بقتل ذريته والمخلصين من المسلمين وأرسوا دعائم الانحراف التي وضعها آباؤهم .
(12) هذا البيت والذي بعده لم يردا في المقتل .
خزي : ذل وهان .
تنادى القوم : نادى بعضهم بعضا ، و يوم التناد : يوم القيامة ، وهو يوم ينادي فيه أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ، أو هو مأخوذ من قوله : ند البعير ، إذا هرب على وجهه ، أي يوم يفر بعضكم من بعض كما قال الله تعالى : « يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه » [ عبس : 34 ـ 35 ] .
وأيا كان المعنى فالمراد واحد .
(13) المهاد : الفراش ، وهي إشارة إلى الآية الشريفة : « لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش» [ الأعراف ـ 41 ] ولو قال : « جحيم » كان أسلم للوزن .
دائرة المعارف الحسينية ـ ديوان القرن الثاني 86




السابق السابق الفهرس التالي التالي