(1) جاء في كتاب (دار السلام) للمحقق النوري نقلا عن كتاب نور العيون، ان السيد العالم الزاهد السيد هاشم الحائري قال استقرضت من بعض اليهود مائة دينار، واشترطت ان اوفيها في ظرف عشرين يوما كل يوم نصف عشرها، فأوفيت قسط عشرة ايام ، ثم طلبته ـ اليهودي ـ فلم اجد له اثرا ، وقيل انه ذهب إلى بغداد فرأيت في المنام كأن القيامة قد قامت وجُمع الناس في موقف الحساب ، وجيء بي وبآخرين عند الموقف والعرض على الله، فاذن لي بفضله ومنّه ان ادخل الجنة فأرسلني اليها، فلما قصدتها رأيت الصراط على جهنم ، ففزعت من زفيرها وشهيقها ولما وصلت اليه رأيت غريمي اليهودي كحجرة نار خرجت من جهنم، ووقف على الصراط ، وصدّ عنى الطريق ، وقال: أعطنى خمسين دينارا، ثم اقبل على شأنك ، فكلما تضرعت وقلت : كنت اطلبك دائما ولم آل جهدا في ايصالها اليك لم يفده شيئا، وقال: صدقت ولكن لا تجوز من الصراط إلا ان توفيني حقي ، فلما رايت اصراره بكيت وتضرعت وقلت : ليس عندي الآن شيء اقضي به حقك، فقال اليهودي : دعني اضع اصبعا واحدا مني على عضو من أعضائك،فرضيت بذلك لصده وإبرامه فيه، فوضع اصبعه على صدري فانتبهت من الم حرقته، فرايت صدري مجروحا هكذا ، والى الان انا مشغول بمعالجة، ولا اجد اثرا من اليهودي، ثم كشف صدره فرأى الناس الجراحة المنكرة فيه، وارتفعت اصواتهم بالبكاء والعويل «الجزء2/190.»
كما جاء في (بحار الانوار )عن احمد بن ابي الجوزي انه قال: كنت اتمنى ان أرى في المنام (ابو سليمان الداراني) الذي كان من العباد الزهاد، فرأيته بعد سنة من وفاته كيف كانت معاملة الله معك؟
فقال : يا احمد يوما ما حين كنت خارجا من باب الصغير رأيت حمل بعير فأخذت منه عودا لا ادري خللت به اسناني ام القيته بعيداً دون ان يبقي في فمي، وانا الان منذ سنة مبتليٌ بالحساب عليه .
ويؤيد هذه القصة الآية الشريفة في وصية لقمان لابنه « يا بنيَ إنها ان تكُ مثقالَ حبةٍ من خردلٍ فتكن في صخرة ٍأو في السمواتِ أو في ألأرض يأت ِبها الله » .
كما كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) في رسالة الى محمد بن ابي بكر: «وإعلموا عباد الله ان الله عز وجل سائلكم عن الصغير من عملكم والكبير «ويكفي في هذا المقام قوله تعالى «فمن يعملُ مثقالَ ذرة ٍخيراً يره، ومن يعملُ مثقالَ ذرةٍ شراً يره».
كما نقل في كتاب (دار السلام)عن السيد حسن بن السيد علي الاصفهاني انه قال: كنت مشغولاً بطلب العلم في النجف الأشرف حين مات أبي، وتعهد بأعمال أبي بعض أخوتي ولم يكن لي علم بتفاصيلها ، وبعد مضي سبعة شهور من وفاته توفيت امي في أصفهان ، وحملوا جنازتها الى النجف الأشرف، وفي ليلة من تلك الليالي رايت والدي في المنام فقلت له انك توفيت في اصفهان وانت الان في النجف الاشرف ، فقال بلى بعد وفاتي نقلوني الى هذا المكان ، فسألته عن والدتي قريبة منك؟ فقال هي في النجف ولكن في مكان آخر ، وعلمت انها ليست بدرجة ابي فسألته عن حاله فقال : كنت في الضيق والشدة والآن ارتحت منها فتعجبت وقلت : هل مثلك من يعذب ؟ فقال نعم ان الحاج رضا ابن (اقا بابا) كان له عليّ دين وكان يطالبني به لذا كنت في شدة.
=
|