عقائدنا بين السائل والمجيب451

معنى اصطلاح آية الله

الاسم : حسن                     الدولة : البحرين
العمر :                           الرتبة العلمية :
السؤال
عندي سؤال لا يتعلق بالعقائد الشيعية السمحاء
هناك أناسا جهال عندما يسمعون كلمة آية الله يسخرون منها ويقولون بأن لا يصح هذا القول إلا للقرآن فقط وإنما أناسا مثلنا لا نقول لهم هذه الكلمة .


الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ؛ أن معنى الآية في اللغة «العلامة» وآية الرجل بمعنى شخصه ، لذا تسمى آيات القرآن آية لأنها علامة لانقطاع الكلام ، وتأتي أيضاً بمعنى العبرة قال تعالى : «لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين» ، أي أمور وعبر مختلفة ، وإذا استقصيت آيات القرآن الكريم لوجدت أن معنى آية هي العلامة والعبرة والحجة والدليل والبرهان إلى غير ذلك من المترادفات .
قال تعالى : «سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بيّنة» . وقوله تعالى : «أنّي قد جئتكم بآية من ربّكم» . وقوله تعالى : «وإن يرَوا كلّ آية لا يؤمنوا بها» وقوله تعالى : «إنّ في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة» . إلى آخر الآيات الكريمة التي تعطي مجتمعة بمعنى الحجية ، أي لو ضممنا جميع المعاني إلى بعضها لكان المعنى المستحصل من الآية بمعنى الحجة والحجية التي يحتج بها الله تعالى على عباده ، سواء كان مصداق الحجية نبياً من الأنبياء أو كان

عقائدنا بين السائل والمجيب452

كافراً من الكافرين ، فعلى الأول كما في قوله تعالى : «وجعلنا ابن مريم وأُمّه آية» . وعلى الثاني كما في قوله تعالى واصفاً مآل فرعون ومصيره : «فاليوم ننجّيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية» . فكلا المصداقين يكونان في مقام الحجية التي يحتج الله بها على عباده ، إلا أن مقام المصداقين متغايران ، فأحدهما مصداق الطاعة كما في مريم وابنها ، والآخر مصداق المعصية كما في فرعون وقومه . وكذلك إذن تتعدد أغراض الآية فكل بحسبه .
وهكذا دأبت الإمامية في أدبياتها المرجعية أن تطلق على كل من يكون حجة بينها وبين الله تعالى في أخذ الأحكام بكونه «آية» أي دليل ومرجع للناس في أخذ الأحكام الالهية ، ونسبة الآية إلى الله تعالى ، بمعنى حجة الله على عباده كي يحتج بها عليهم في التبليغ والارشاد .
فهل من مانع لغوي أو اصطلاحي يدفع بهؤلاء أن يستغربوا من المصطلح أو يؤدي بهم الى الاستهزاء كماعبّرتم ، وهذا لعله جهلاً منهم بمنشأ الاصطلاح وسببه «والناس أعداء ماجهلوا» .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب453

زواج المتعة
شرعي يتم بعقد بين الزوجين

الاسم : ك                          الدولة : المغرب
العمر : 31                         الرتبة العلمية : دكتوراه
السؤال
لدي عدة أسئلة حول الزواج المؤقت :
1 ـ ما الفرق بين المتعة والزنا ؟
2 ـ هل هذا الزواج يجوز لرجل له زوجته في البيت ويعيش مع اطفاله وعائلته بدون أن يستأذن زوجته ؟
3 ـ هل يجوز للمتمتعة ان تفسخ عقد المتعة ؟
4 ـ ما رأيكم حول هذا الحديث ؟
قال علي عليه السلام : رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن نكاح المتعة يوم خيبر .


الجواب
الأخت المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً : أن قولك ما الفرق بين المتعة والزنا ، هو كقولك : ما الفرق بين الزواج والزنا ، أو ما الفرق بين البيع والربا وهكذا ، فالزواج هو تشريع من الله تعالى بعقد يقع بين الطرفين لتتم العلاقة الجنسية بين الزوجين ، والزنا هو تمرد على ذلك العقد فتقع العلاقة بين الرجل والمرأة دون الاستناد الى شرعية هذا الاقتران ، وهكذا البيع فهو تبادل منفعة محللة والربا هو كسب الفائدة من الزيادة حراماً ، وهكذا يتم التقابل بين التشريع وبين غير التشريع ، أي بين

عقائدنا بين السائل والمجيب454

الحلال وبين الحرام ، فبالكلام يقع التحليل وبالكلام يتم التحريم ، فالكلام الذي هو العقد له أثره في التشريعيات ، وما نحن فيه من هذا القبيل ، فالمتعة عقد شرعي يقع بين الزوجين على مهر معين ، والزنا هو اتفاق محرّم لا يستند إلى عقد بين الرجل والمرأة .
إن مشروعية العقد تؤكدها الآية الكريمة «فما استمتعتم به منهنّ فآتوهن أجورهن فريضة» النساء : 24 .
قال السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية : «أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كانت متعة النساء في أول الإسلام ، كان الرجل يقدم البلدة ليس معه من يصلح له ضيعته ولا يحفظ متاعه ، فيتزوج المرأة إلى قدر ما يرى أنه يفرغ من حاجته ، فتنظر في متاعه وتصلح له ضيعته ، وكان يقرأ «فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى»... وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد «فما استمتعتم به منهن» قال : يعني نكاح المتعة . وأخرج ابن جرير عن أسدي في الآية قال : هذه المتعة ، الرجل ينكح المرأة بشرط إلى أجل مسمى ، فإذا انقضت المدة فليس له عليها سبيل ، وهي منه بريئة ، وعليها أن تستبرئ ما في رحمها ، وليس بينهما ميراث . ليس يرث واحد منهما صاحبه» .
وعلى هذا فان المتعة زواج شرعي يتم بعقد بين الزوجين وعلى مهر معلوم وبأجل معلوم ، أي أن فرقه بين الزواج الدائم ، أن في المتعة تحديد للأجل وليس هناك دوام ، وهذا كما تعلمين ـ أيتها الأخت ـ محاولة تشريعية راعى بها الإسلام تهذيب الدوافع الجنسية ومحاولة السيطرة عليها ، وتجنّب المزالق الاخلاقية التي تودي بالمجتمع الى مخاطر الانحراف والسقوط ، وعلينا أن نفرّق بين التشريع وحكمته ، وبين عواطفنا الفردية ومصالحنا الشخصية ، وأن لا نحمّل مسؤولية ذلك على حكمة التشريع البديعة ، والحكمة الإلهية الرائعة .

عقائدنا بين السائل والمجيب455

ثانياً : نعم ، يحق للزوج أن يتزوج متعة دون أن يستأذن زوجته فان ذلك معلّق برغبة الزوج وإرادته ، فكما يحق للزوج أن يتزوج زوجة ثانية بالزواج الدائم ، يحق له أن يتزوج ثانية بالزواج المنقطع ، واعلمي أيتها الأخت ، أن هذا الزواج المنقطع سيجنّب العائلة أزمات ومشاكل خطيرة ، حيث أن الرجل لو رغب بامرأة ما ولم يحق له الاقتران بها فانه سوف يرى كل شيء حوله غير مقنع وسيعكس هذه الحالة على زوجته وعلى علاقته بها وبأطفاله ، وسيجعل ذلك سبباً في عدم قناعته بحياته الزوجية ، فيلجأ إلى ارتكاب ما حرّمه الله وهو الزنا فتكون المشكلة وبالاً عليه وعلى عائلته وعلى المجتمع جميعاً ، في حين إذا وجد هناك مجالاً لتفيذ رغبته بطريق حلال فسوف يكون ذلك حافزاً لحب زوجته واحترامها وحب أطفاله كذلك ، لإمكانية تنفيذ رغبته واستجابة عواطفه ، وسيجد أن الإسلام قد استجاب في تشريعاته لرغباته ، فسيكون أكثر التزاماً وأكثر تمسكاً ، وعلى الزوج في الوقت نفسه مراعاة علاقته بزوجته وأطفاله وأن لا يكون اقترانه بأخرى متعة على حساب حبه لزوجته ولأطفاله كما عليه مراعاة احتياجات عائلته بكل مسؤولية .
ثالثاً : لا يحق للمرأة فسخ عقد المتعة ما دامت هي في مدة العقد ولم ينته أجله ، نعم يحق للزوج أن يهبها المدة المتبقية ، فان عصمة الزوجية بيد الزوج وليس بيد الزوجة ، فهو الذي يملك إنهاء المدة وإبراءها ، كما لا يحق للمرأة أن تطلق نفسها في الزواج الدائم لأن الزوجية بيد الزوج وليست بيد المرأة ، فانتهاء المدة في المتعة هو بمثابة الطلاق في الزواج الدائم .
رابعاً : أن روايات تحريم المتعة مضطربة اضطراباً عجيباً فبعضها تذكر أن علي عليه السلام قال أن النبي صلى الله عليه وآله حرّمها في خيبر والأخرى تقول إنه حرمها في حجة الوداع وثالثة تقول بتحريمها في عام أوطاس وهكذا رابعة وخامسة ، وكل رواية

عقائدنا بين السائل والمجيب456

تحكي أن وقت التحريم يختلف عما حكته الرواية الأخرى ، على أن نسخ الحكم ـ أي إلغائه ـ لا يكون إلا بآية بينة من كتاب الله أو بسنة قطعية عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، أما أخبار الآحاد ـ أي التي لم تصل إلى حد اليقين والعلم ـ لا يمكن الاعتماد عليها ، وهذه الرواية من هذا القبيل ، أي من قبيل أخبار الآحاد وهي ظنية فلا يمكنها نسخ حكم قطعي يقيني كنكاح المتعة الذي أحلّه كتاب الله تعالى وقرره رسول الله صلى الله عليه وآله ، وبهذا فقد ثبت جواز نكاح المتعة والإبقاء على حليته مهما كانت الظروف ، واُفترضت المقتضيات .
نرجو أن نكون قد أوفينا ببعض الإجابة التي يمكنك أن تعتمدي عليها في استيعاب تشريع الهي شريف .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب457

الزواج
في اختيار العلويات

الاسم :                             الدولة :
العمر :                             الرتبة العلمية :
السؤال
البعض من الشباب المقدمين على الزواج من ضمن الشروط التي يفضلونها كون الفتاة سيدة ، أي : ينتهي نسبها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فما رأيكم بذلك ؟

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا شيء حسن ولا حزازة فيه ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله : (أن كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا حسبي ونسبي) ، فالمصاهرة بالسادة لها آثارها الطيبة ، إلا أن ذلك لا يمنع عن الإقدام بزواج المؤمنات العفيفات من غير السادة اللواتي يتصفن بصفات الإيمان ، فضلاً عن مواصفات أخرى يرغبها الجميع .
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب458

متعة الحج
ماهيتها وتحريم عمر لها

الاسم :                         الدولة :
العمر :                         الرتبة العلمية :
السؤال
السلام عليكم
شكراً على المجهود الذي تبذلونه من أجل نشر مذهب أهل البيت ، ووفقكم الله إلى ذلك وأرجوا منكم وبدون مزاحمة أن توضّحوا لي : ما المقصود بمتعة الحج ؟
ودمتم موفقين
والسلام عليكم .


الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينقسم الحج إلى ثلاثة أقسام : حج إفراد ، وحج قِران ، وحج تمتع ، ولكل قسم أحكامه وخصائصه ، وقد كان القسمان الأول والثاني أي الافراد والقران معروفين حتى حجة الوداع ، حيث هبط جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله وأعلمه بقسم ثالث من الحج ، وهو حج التمتع .
وحج التمتع : أن يحرم من الميقات ، ويأتي مكة محرماً ، فيطوف حول البيت سبعة أشواط ، ثم يصلي ركعتي صلاة الطواف ، ثم يسعى بين الصفا والمروة ، ويقصّر فيحل من إحرامه ، فإذا أحل من إحرامه حلّ له كلّ شيء من النساء والطيب وكلّ تروك الإحرام .

عقائدنا بين السائل والمجيب459

وهذه الفترة بين عمرته ـ هي عمرة التمتع ـ حتى الوقوف بعرفة تسمّى متعة الحج فيتمتع الحاج خلال هذه الفترة بكل ما كان محظوراً عليه من تروك الإحرام ، فهذه هي متعة الحج .
وكان قد عارض النبي صلى الله عليه وآله في ذلك عمر بن الخطاب ، حيث قال : كيف نحل يا رسول الله ونتمتع بالنساء والطيب وغير ذلك ؟! وكان مع رسول الله عنيفاً جداً حين اعتراضه !! وأصرّ أن لايفعلها !! وأعلن تحريمها عند خلافته ، كما اعترفت بذلك صحاح أهل السنة .
روى البخاري : عن عمران بن حصين : تمتعنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونزل القرآن ، قال رجل برأيه ما شاء (البخاري 3 / 151) .
وقال العسقلاني : قال رجل برأيه ما شاء هو عمر بن الخطاب لا عثمان بن عفان ، لأن عمر أول من نهى عنها ، فكان مَن بعده تابعاً له في ذلك (إرشاد الساري 4 / 169) .
وعن أبي موسى الأشعري : أنه كان يفتي بالمتعة ، فقال له رجل : رويدك ببعض فتياك فانك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعدك ، حتى لقيته فسألته ، فقال عمر : قد علمت أن النبي قد فعله وأصحابه ، ولكني كرهت أن يظلوا معرسين بهن في الأراك ثم يروحون في الحج تقطر رؤوسهم (صحيح مسلم 1 / 472 ، وابن ماجة في السنن 2 / 229) .
وهذه مخالفة واضحة صريحة من عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله في أحكامه ، وهو يعلم أنّ رسول الله« وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى» فماذا تعني هذه المخالفة ، وهذا الرأي قبال حكم الله ورسوله ؟!
ودمتم سالمين

عقائدنا بين السائل والمجيب460

الضرب على القبور
تقليد صوفي لا علاقة له بالشيعة

الاسم : جاسم محمد                      الدولة : البحرين
العمر : 24 سنة                         الرتبة العلمية : دبلوم
السؤال
لماذا يضربون على القبر بالحجر أو بعض الأحيان باليد قبل قراءة الفاتحة أو قراءة الزيارة ؟ وهل لهذا الفعل استحباب أو أنه بدعة ؟ وإذا كان العمل مستحب أرجو ذكر الدليل ، وهناك نقطة أريد ذكرها أني رأيت في تلفزيون ايران أحد العلماء وهو يضرب قبر أحد الشهداء عند الزيارة . وشكراً

الجواب
الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ، انّ الضرب على القبور لم يرد عندنا شيء منه ، ولعل ذلك يفعله بعض الصوفية في حركات يختصون بها من الذكر والضرب بالدف وغير ذلك ، ونحن لا علاقة لنا بما يفعله هؤلاء .
نعم ، قد ورد استحباب وضع اليد على القبر وقراءة سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات ، فإنّ الميت يرى بعد ذلك الزائر لقبره ببركة قراءة هذه السورة ، وهذا كثيراً ما يعمله الناس .
أما ضرب القبر بالحجر أو باليد فلعلها عادة بعضهم عند زيارة قبور موتاهم ظناً منهم انّ ذلك أبلغ في وصول ما يهديه من الفاتحة ، ولم يرد في هذا المجال شيء من الروايات أو السيرة .
ودمتم سالمين

السابق السابق الفهرس