معرفة النفس 43

(3)
النفس وتأثيرها المصيري على الانسان

حياة الانسان الدنيوية ومستقبله الاخروي ، كلاهما رهين وخاضع لتأثير حالته النفسية ، فاذا ماصفت النفس وانقادت لتوجيه العقل ضمن الانسان سعادته في الدارين ، واذا ما حصل العكس من ذلك بسيطرة اهواء النفس وشهواتها على قرار الانسان ، فان الشقاء سيلف حياته في الدنيا الاخرة .
والنصوص الدينية تؤكد هذه الحقيقة وتسلط الاضواء على براهينها وابعادها كما يأتي :
1 ـ يقول تعالى : « ونفس وما سواها . فالهما فجورها وتقواها . قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها » (1) .
ففلاح الانسان ونجاحه يرتبط بتزكيته لنفسه ، والخيبة والدمار نتيجة حتمية لتمركز الانحرافات وتلويثها للنفس ، وكما ان النفس تتقبل التزكية بالتقوى ، فانها مهيأة للانحراف والفجور .
2 ـ يقول الامام علي ( علي السلام ) : « ولا يلم لائم الا نفسه » (2) فالنفس هي التي تصنع مستقبل الانسان ، واذا ما لاحظ الانسان سوءاً في مصيره ومستقبله ، فلا يتحمل مسؤولية ذلك الا نفسه .
(1) سورة الشمس : 7 ـ 10 .
(2) نهج البلاغة خطبة : 16 .
معرفة النفس 44


معرفة النفس 45

(4)
من امراض النفس

انما تنبع الاسواء والمشاكل من تلك الحالات المرضية ، التي تحدث في النفس ، وتنمو وتترعرع في حناياها ، فما هي تلك الحالات المرضية ؟ وكيف يعالجها الانسان ؟
هذا ما تتحدث عنه بعض النصوص الدينية التالية :
1 ـ جرأة الانسان على قتل اخيه الانسان ومصادرة حقه في الحياة ، تعتبر اكبر جريمة بشعة ، وانما يقوم بها الانسان على بشاعتها نتيجة حالة نفسية مرضية ، ويتحدث القرآن الكريم عن اول جريمة قتل وقعت على الارض حيث قتل قابيل بن آدم اخاه هابيل ، وينسب القرآن هذه الجريمة الى النفس . يقول تعالى :
« فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله فاصبح من الخاسرين» (1)
2 ـ والخوف حالة نفسية يقول تعالى : « فاوجس في نفسه خيفة موسى ، قلنا لاتخف انك انت الاعلى » (2) .
3 ـ والبخل مرض نفسي يقول تعالى : « فاتقو الله ما استطعتم واسمعوا

(1) سورة المائدة : ـ 30 .
(2) سورة طه : ـ 68 .
معرفة النفس 46

واطيعوا وانفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فاؤلئك هم المفلحون» (1) .
4 ـ والنفس هي التي تزين للانسان وتدفعه للارتداد عن الدين وسوء التعامل مع قضاياه ، كما حصل للسامري ، صاحب نبي الله موسى ( عليه السلام ) ، والذي اضل الناس المؤمنين بتوجيههم لعبادة عجل صنعه من الحلي ، يقول تعالى : «قال فما خطبك ياسامري . قال بصرت لما لم يبصروا به فقبضت قبضة من اثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي» (2) .
5 ـ واهواء النفس سبب مخالفة الانبياء والعدوان عليهم يقول تعالى : « أفلكما جاءكم رسول بما لا تهوى انفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون » (3) .
6 ـ واخوة نبي الله يوسف ( عليه السلام ) انما قاموا تجاهه بتلك الجريمة النكراء ، حيث القوه في قاع الجب ، وهو ذلك الصغير الوديع المتفرد في جماله وحسنه ، انما صنعه ذلك لانحراف نفسي اصابهم يقول تعالى على لسان ابيهم يعقوب ( عليه السلام ) :
« قال بل سولت لكم انفسكم امراً فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون » (4) .
7 ـ والحسد حالة مرضية نفسية بين الافراد او الامم والمجتمعات يقول تعالى : «ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفاراً حسداً

(1) سورة التغابن : ـ 16 .
(2) سورة طه : ـ 96 .
(3) سورة البقرة : ـ 87 .
(4) سورة يوسف : ـ 18 .
معرفة النفس 47

من عند انفسهم» (1) .
8 ـ والتكبر مرض يعشعش في ارجاء النفس يقول تعالى : « لقد استكبروا في انفسهم وعتو عتواً كبيراً » (2) .
9 ـ والاعراض عن دين الله ورسالة الانبياء انما ينشأ من حالة انحراف نفسي يطلق عليه القرآن ( سفاهة ) يقول تعالى : « ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا ن سفه نفسه » (3) .
10 ـ ويقول الامام علي ( عليه السلام ) : « آفة النفس الوله بالدنيا » (4) .
11 ـ ويقول ايضاً ( عليه السلام ) : « عجب المـرء بنفسه احد حسـاد عقله » (5) .

(1) سورة البقرة : ـ 109 .
(2) سورة الفرقان : ـ 21 .
(3) سورة البقرة : ـ 130 .
(4) الري شهري : ميزان الحكمة : ج 10 ص 147 .
(5) نهج البلاغة / قصار الحكم رقم : 212 .
معرفة النفس 48


معرفة النفس 49

(5)
اصلاح النفس اولاً

اول واهم قية يجب ان يتوجه اليها الانسان ويركز عليها هي اصلاح نفسه ، لان ذلك مفتاح سعادته ، ولانه بع ذلك يستطيع معاجلة سائر القضايا ، وتحصيل مختلف متطلبات الحياة ، ويضمن حينئذ الاستفادة الصحيحة والاستخدام السلمي لما منحه الله من طاقات وقدرات .. اما مع انحراف النفس فكل المكاسب والامكانيات التي ينالها الانسان في هذه الحياة قد تصبح وبالاً عليه ، ووسائل دمار تصيبه والآخرين بالشر والضرر .
فالعلم او المال او القوة او الجمال او اي امكانية اخرى اذا كانت تحت تصرف نفس شريرة فاسدة ، او تحكمها قرارات شهوانية من وحي الهوى ، فانها قد تجلب الخسار والشقاء والدمار لصاحبها وللاخرين .
ومآسي البشرية في الماضي والحاضر هي سجل كبير لشواهد وادلة هذه الحقيقة الواضحة .
لذا كان من الطبيعي ان تركز النصوص الدينية على مسألة الاهتمام باصلاح النفس كنمطلق لا صلاح الانسان والحياة كما نلاحظ في النصوص التالية :
1 ـ يقول تعالى : « ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم » (1) .
(1) سورة الرعد : ـ 11 .
معرفة النفس 50

2 ـ ويقول الامام علي ( عليه السلام ) : « من لم يهذب نفسه لم ينتفع بالعقل ) (1) فكما سبق في الفصل الاول من الكتاب ، ان العقل يعطي رأيه وموقفه في القضايا والامور ، لكن النفس بشهواتها واهوائها غير المنضبطة والملتزمة تسكت صوت العقل ، وتدفع الانسان الى مخالفته .
3 ـ ويقول الامام علي ( عليه السلام ) : « اعجز الناس من عجز من اصلاح نفسه » (2) .
فالعاجز عن اصلاح نفسه هل يقدر على اصلاح نفوس الاخرين او اصلاح امور الحياة ؟
4 ـ ويقول الامام علي ( عليه السلام ) : « اعجز الناس من قدر على ان يزيل النقص عن نفسه فلم يفعل » (3) .
ومبدئياً فالانسان قادر على ازالة نواقص نفسه لكن الاهواء والشهوات هي التي تمنعه من ذلك ، ومن عجز عن مقاومة شهواته لا يرجى له الانتصار في الحياة .
5 ـ ويقول ايضا ( عليه السلام ) : « من اصلح نفسه ملكها من اهمل نفسه اهلكها » (4) .
6 ـ وما قيمة الحياة في اسر الهوى وعبودية الشهوة ؟ انها تصبح حينئذ جحيماً للمعصية والاثم ، وبؤرة للفساد والشر .
يقول الامام عليه ( عليه السلام ) : « من لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ، ومن كان في نقص فالموت خير له » (5) .
7 ـ واسوأ شيء ان يشعر الانسان باستغناء نفسه عن الاصلاح وعدم
(1) الري شهري : ميزان الحكمة : ج 10 ص 145 .
(2) (3) (4) (5) المصدر السابق : ج 10 ص 146 .
معرفة النفس 51
حاجتها للتهذيب ، عندها يغضب عليه السرب سبحانه ، ويكرهه الناس ، لتماديه في فساده وانحرافه . يقول الامام عليه ( عليه السلام ) :
« ومن رضي عن نفسه كثر الساخط عليه » (1) .
8 ـ ويقول الامام عليه ( عليه السلام ) : « ايها الناس تولوا من انفسكم تأديبها ، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها » (2) .
فالتعوذ على امر لا يعطيه الشرعية ولايجعله صحيحاً ان كان في اصله سيئاً ، وعلى الانسان ان لا يستسلم لعادات نفسه مهما كانت متمكنه في حياته .
9 ـ وكتب الامام علي ( عليه السلام ) وصية لابنه الامام الحسن ( عليه السلام ) جاء فيها : « ورأيت حيث عناني من امرك ما يعني الوالد الشفيق ، واجمعت عليه من ادبك ، ان يكون ذلك وانت مقبل العمر ، ومقتبل الدهر ، ذونبة سليمة ، ونفس صافية » (3) .
ففي بداية الحياة وقبل ان تتلوث النفس بالمصالح والانشدادات المادية يكون اصلاحها اسهل وافضل .
10 ـ عن الامام علي ( عليه السلام ) : « ليس على وجه الارض اكرم على الله سبحانه من النفس المطيعة لامره » (4) .
11 ـ وعنه ايضاً ( عليه السلام ) : سبب صلاح النفس الورع » (5) .
12 ـ وقال ايضاً ( عليه السلام ) : (6) « من ذم نفسه اصلحها ، من مدح
(1) نهج البلاغة / قصار الحكم رقم : 6 .
(2) المصدر السابق رقم : 359 .
(3) نهج البلاغة : كتاب : 31 .
(4) الري شهري : ميزان الحكمة : ج 10 ص 125 .
(5) (6) المصدر السابق : ص 144 .
معرفة النفس 52
نفسه فقد ذبحها » .
13 ـ ويقول الامام عليه (عليه السلام ) : « من جانب هواه صح عقله » (1) .
الى ان العقل لا يمارس دوره القيادي الكامل في حياة الانسان الا اذا استقل عن ثأثيرات اهواء النفس وشهواتها فيقول : « شهد على ذلك العقل اذا خرج من اسر الهوى وسلم من علائق الدنيا » (2) .

(1) المصدر السابق : ج 1 ص 436 .
(2) نهج البلاغة : كتاب : 3 .
معرفة النفس 53

(6)
النفس اخطر الاعداء

معرفة الانسان بعدوه ، واطلاعه على خططه واساليبه ، تجعله اقدر على مواجهته والتغلب عليه . وكلما خفي العدو او اخفى خططه ووسائله ، كانت مقاومته اصعب وخطورته اشد .
وهنا تكمن مشكلة الانسان مع نفسه ، حيث لا يكتشف عداوتها بسهولة ، كما تتفنن في استخدام الاساليب والوسائل الماكرة الخادعة والتي قد لا يحسب الانسان لها حساباً ، او لا يتوقع اثرها العدائي .
ومهمة النصوص والتوجيهات الدينية تتحدد بشكل اساسي في تعريف الانسان على نفسه ، وكشف دوافعها ونوازعها امامه ، ليتعامل معها بيقظة ونباهة ووضوح .
1 ـ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « اعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك » (1) .
2 ـ ويقول الامام علي ( عليه السلام ) : « عدو العقل الهوى » (2)
(1) المجلسي : بحار الانوار : ج 70 ص 64 .
(2) الري شهري : ميزان الحكمة : ج 6 ص 436 .
معرفة النفس 54


معرفة النفس 55

(7)
محاسبة النفس ومراقبتها

وجود الرغبات والميول الشهوانية في النفس امر لا خيار للانسان فيه ، حيث اقتضت ذلك حكمة الرب سبحانه ، لكن توجيه تلك الميول وترشيد تلك الرغبات هي مسؤولية الانسان التي خلق من اجل ان يؤديها في هذه الحياة .
وعلى الانسان ان يمارس بعقله ووجدانه دور الاشراف على نزعات النفس ، وملاحزة رغباتها ، ليمنع من نمو وترعرع الاتجاهات الفاسدة ، وليعالج ما قد يعتور النفس من امراض وعاهات ، وليضع حداً لما قد يحصل من اخطاء واغلاط . كما يحتاج الجسم الى الغسل والتنظيف ، واجراء الفحوص الطبية ، ومعالجة الامراض الطارئة ، كذلك تحتاج النفس الى صيانة مستمرة ، ورقابة دائمة ، للحفاظ عليه من التلوث ، ولحمايتها من الشوائب .
وتأتي النصوص الدينية بشكل مكثف داعية الى ضرورة اعتماد برنامج ثابت ، وخطة دائمة لمحاسبة النفس ومراقبتها .
1 ـ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « على العاقل ان يكون له ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يتفكر

معرفة النفس 56
فيما صنع الله عز وجل اليه » (1) .
(2) وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « لا يكون العبد مؤمناً حتى يحاسب نفسه اشد من محاسبة الشريك شريكه والسيد عبده » (2) .
3 ـ وعن الامام جعفر الصادق ( عليه السلام ) : « الا فحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ، فان في القيامة خمسين موقفاً كل موقف مقام الف سنة » ثم تلا هذه الاية ( في يوم كان مقداره الف سنة » (3) .
4 ـ وعن الامام موسى الكاظم ( عليه السلام ) : « ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان عمل خيراً استزاد الله منه ، وحمد الله عليه ، وان عمل شراً استغفر الله منه وتاب اليه » (4) .
5 ـ ويحذر الامام علي ( عليه السلام ) من غياب دور المحاسبة والمراقبة على النفس قائلاً : « من اهمل نفسه ضيع امره » (5) .
6 ـ وعلى الانسان ان يكون دقيقاً وصارماً في محاسبة نفسه ومراقبتها والا فسيدفع ثمن التساهل والتسيب غالياً . يقول الامام علي ( عليه السلام ) : « من سامح نفسه فيما يحب اتعبته فيما يكره » (6) .
7 ـ ويقول الامام علي ( عليه السلام ) : « من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر » (7) .
8 ـ وقال ايضاً ( عليه السلام : « عباد الله : زنوا انفسكم من قبل ان توزنوا ، وحاسبوها من قبل ان تحاسبوا » (8)
(1) (2) (3) (4) المجلسي : بحار الانوار : ج 70 ص 64 .
(5) (6) الري شهري : ميزان الحكمة : ج 10 ص 146 .
(7) نهج البلاغة / قصار الحكم رقم : 208 .
(8) المصدر السابق خطبة : 90 .
معرفة النفس 57

هكذا تتكرر المقارنة والملازمة في النصوص الدينية بين محاسبة الانسان نفسه في الدنيا ومحاسبة الله تعلى له في الاخرة ، فكلما واظب الانسان على الاشراف والتوجيه والملاحظة لنفسه في الدنيا ، وفر على نفسه عناء حساب الاخرة ، اما تفريطه وتماهله وتساهله في محاسبة نفسه في الدنيا ، فسيكلفه مشقة وعذاب طول الحساب امام الله تعالى في الاخرة .
9 ـ والعجيب من الانسان انه يتشاغل عن محاسبة نفسه ومراقبتها بملاحظة اخطاء الاخرين وثغراتهم ، والتحدث عن عيوبهم ومساؤئهم يقول الامام علي ( عليه السلام ) : « فحاسب نفسك فان غيرها من الانفس لها حسيب غيرك » (1) .

(1) المصدر السابق خطبة : 122 .
معرفة النفس 58


معرفة النفس 59

(8)
نتائج الانحراف النفسي

ان مضاعفات واخطار ما يصيب النفس من انحرافات وامراض هي مضاعفات واخطار عظيمة ، تطال مختلف جوانب حياة الانسان ، وتملأ واقعه الدنيوي ومستقبله الاخروي بالحسرة والشقاء .
والانسان الذي تدفعه غريزة حب الذات الى دفع الاخطار وتجنب الاضرار ، كيف يتساهل تجاه تلك المضاعفات والاخطار العظيمة ؟ وكيف يرضى لنفسه الدمار والشقاء من اجل شهوات محدودة ومكاسب حقيرة ؟
انه في حاجة ماسة الى التذكير والارشاد والوعظ حتى لا يقع في هذا المزلق الخطير ، وهذا ما تهدفه النصوص التالية :
1 ـ وكحقيقة مسلمة ينسب القرآن الحكيم كل ما ينال الانسان من مصائب ونكسات الى نفسه يقول تعالى : « وما اصابك من سيئة فمن نفسك » (1) .
2 ـ وفي التجمعات والامم كما في الافراد فان مصدر انتكاسات وهزائمها هي الحالات النفسية يقول تعالى : « او لما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم اني هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير»(2) .

(1) سورة النساء : 79 .
(2) سورة آل عمران : 165 .
معرفة النفس 60

والاية الكريمة تتحدث عن الهزيمة العسكرية التي اصابت المسلمين في واقعة احد فهي نتيجة للحالات النفسية الخاطئة التي اصابت نفوس المقاتلين . وخاصة الرماة الذين كانوا على قمة الجبل فتخلوا عن موقعهم الاستراتيجي للحصول على الغنائم مما مكن العدو من احتلال الموقع والسيطرة على المعركة كما هو معروف في التاريخ .
3 ـ ويقول تعالى : « ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم وان الله سميع عليم » (1) .
4 ـ ويقول الامام علي ( عليه السلام ) : « لا ترخص لنفسك في مطاوعة الهوى ، وايثار لذات الدنيا ، فتفسد دينك ولا يصلح ، وتخسـر نفسك ولا تربـح » (2) .
انها خسارة الدين والدنيا .
5 ـ ان من اخطر الانحرافات النفسية تأثيرها على العقل حيث تشل قدرته وتعطل دوره . يقول الامام علي ( عليه السلام ) : « ذهاب العقل بين الهوى والشهوة » (3) .
وماذا يبقى من الانسان اذا ذهب عقله ؟ وما هي قيمته بعد ذلك ؟ ليكون أداة لغيها بدل ان يمارس دور الارشاد والتوجيه لها ، فيقول : « قد خرقت الشهـوات عقلـه » (4) .

(1) سورة الانفال : 53 .
(2) الري شهري : ميزان الحكمة : ج 10 ص 146 .
(3) الري شهري : ميزان الحكمة : ج 6 ص 431 .
(4) نهج البلاغة خطبة : 109 .
معرفة النفس 61

7 ـ وكتب الامام علي ( عليه السلام ) الى معاوية بن ابي سفيان قائلاً :
« فان نفسك قد اولجتك شرا ، واقحمتك غيا ، واوردتك المهالك ، واوعرت عليك المسالك » (1) .
وذلك هو مكمن الخلل واصل الضلال والانحراف لدى معاوية .

(1) المصدر السابق كتاب : 30 .
معرفة النفس 62





السابق السابق الفهرس التالي التالي