|
|
| الطبعة الاولى |
|
|
|
|
| المقدمة |
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين ولصلاة على أفضــــــل من علِم وعلّم سيد الخلق والصادق بالحق وعلى آل الميامين .
بهذا الجزء وهو التاسع من موسوعة (ادب الطف) أحسست بأن عملي قد تحقق نجاحه وأن البذرة قد أثمرت وآتت أكلها ، فكثيراً ما سألني الادباء والعلماء عن عدد أجزاء هذه الفكرة وعندما يكون الجواب انها عشرة كاملة يستبطئ البعض تحقيق هذا الأمل وصعوبة انجاز العمل ولهم الحق بذلك إذ كثيراً ما نوى الباحثون والمؤلفون القيام بمهام كثيرة كبيرة وعندما واجهوا الحقيقة واصطدموا بالواقع تراجعوا أو وقفوا .
ولكن اليوم وقد أتمت هذه الموسوعة أجزاءها التسعة ورمت عن كاهلها ما كنت تنوء به من أثقال السنين الماضية وأدت رسالتها بأمانة واخلاص ولم يبق لها إلا جزء واحد يختص بالمعاصرين الذين ما زالوا على قيد الحياة فقد أحرزت نجاحها وحققت مستقبلها وبدأ الباحثون يحرصون على اقتنائها والاعتزاز بها والحمد لله أولاً وآخرا
المؤلف
|
|
|
|
| تقريض سماحة العلامة السيد حسين نجل المغفور له السيد محمد هادي الصدر |
|
|
فضيلة الاخ الكريم الخطيب الكبير البحاثة السيد جواد شُبّر المحترم
تحياتي وأشواقي ودعائي . وبعد فإن أبسط ما تفرضه عليّ أعراف الاخاء الصادق هو أن أبعث اليك بهذه السطور لاهنئك وأُهنئ بك . اهنيك بهذا الجهد الأدبي الضخم الذي بذلته في موسوعتك النفسية (أدب الطف) فجاءت بتوفيق الله وتسديده فريدة الفصول رائعة البنود متكاملة الحلقات ، نقية اللون ، حلوة البيان ، غزيرة المادة ، عذبة الاسلوب . وهذا ما تستحق عليه التهنئة .
وإني لأثمّن وأُقدّر ما عانيت في هذا السبيل من متاعب وصعاب لم تثنك عن مواصلة السير حتى قاربت نهاية الشوط بصبر عجيب ، وجلد نادر ، وعزيمة ماضية ، والمهم عندي ان عناءك المتواصل وأتعابك المضنية قد انصبت على موضوع هو في غاية الخطورة والأهمية ، وهل هناك شيء أثمن من أن يجنّد المرء طاقاته وإمكاناته ويصل الليل بالنهار ليطلع على الامة بموسوعة جليلة كموسوعتك لا تستهدف إلا خدمة الحسين عليه السلام وقضيته ولا تعنى إلا بنفض الغبار المتراكم على تراث ولائي ثمين حجب عن رواد المعرفة والأدب هو في سُداه ولحمته انتصار للحق والفضيلة وتعظيم لأئمة الهدى والرشاد ، ودعوة صريحة لانتهاج خط حياتي مشرق يستمد ينابيعه وأصوله من سيرة أبي الأحرار الحسين الشهيد عليه السلام ، ولست مبالغاً إذا قلت أن التهنئة لا تصلح إلا على مثل هذا العمل الهادف الجبار .
ثم أن كتابك الفريد هذا صدر من أهله ووقع في محله على حدّ تعبير الفقهاء
|
|
|
|
وشيء جميل والعصر عصر الاختصاص أن يعكف المختصون من رجالنا كل في حقله وميدانه على موضوعات حيوية نافعة ليخرجوا لنا مثل هذه الروائع ، لأن ذلك مما يتناغم مع اختصاصاتهم أولاً ومع روح العصر ثانياً ولا أملك في الختام إلا أن أشكرك جزيل الشكر على هديتك الثمينة ضارعاً اليه سبحانه أن يمدّك بكل ألوان التأييد لا كمال هذه الموسوعة القيمة .
واليك ازجي هذه القصيدة تقديراً لجهودك وجهادك :
| ضمـخت مـنك بالهدى الابرادُ | وزكت همـة وطاب جهاد | |
| ان تـكن عـدتَ باحـثاً ألمعياً | فبعلـياك تنطـق الاعـواد | |
| وتساميت مصدراً (ادب الطف) | فـراق الاصـدار والايراد | |
| روضة تزدهي بعطر المروءات | فتـندى الاغصان والاوراد | |
| وينابـيـعك الاصيلـة رفـّت | فاستقى من معينها الـوراد | |
| قد ملكت القلوب بالادب السمح | فـباهـت بجهـدك الـنقّادُ | |
| إن موسوعـة الطفوف عطاءٌ | ليس يقوى عليه إلا (الجواد) |
|
|
|
|
| موّن الدين بالخلود (حسين) | وبـلألائـه اسـتنار العباد | |
| فدماء الحسين أرسته صرحاً | وهي من شامخ البناء عماد | |
| وفصول الفداء خطّت مساراً | بفـتوحـاتـه انتشت أمجاد | |
| صورٌ تـجتلى فتمتلئ النفسُ | رواءً ويـستـطاب الـزاد | |
| وبطـولات كـربلاء نـشيد | كـل يـوم لحـونه تستعاد | |
| لوّن الطف صفحة الدهرألواناً | وللـظالمـين منهـا السواد |
| في حـنايا التاريخ ألف أُوارٍ | ليس يخبو لجمره إيقاد | |
| محـن الطف تستبيح البرايا | فتذوب القلوب والاكباد | |
| وجراح الطفوف تدمي ومنها | عبرة إثر عبرة تستفاد |
| للحسين الشهيد في كل عصر | شعراء عن نهجه الحق ذادوا | |
| يُستثارون والـملاحـم غـرّ | ويـصوغـون والنثار رشاد | |
| ولآلي الـبيان تـلمـع كالنجم | وضـيئاً ويـخلد الانـشـاد | |
| لـم يـريقوا دماً زكـياً ولكن | قـد يصون الدم الزكيّ مداد | |
| ولـقد ضمّهـم كتاب «جوادٍ» | فغـدا حافـلاً بـما يُسـتجاد |
محمد هادي الصدر |
|
|
|
|
| غزوة القزويني |
| أيـها الـمدلج فـي زيافـة | قـصدت في سائـقيها النجفا | |
| إن توصلت إلى حامي الحمى | فـي الـغريين فأبدي الأسفا | |
| قـل له إن حسينا قـد قضى | في شفار الكفر محزوز القفا |
هناك جملة من النساء النابهات والأديبات الشهيرات اللاتي ترجمت لهن الكاتبة عائشة تيمور في (طبقات ربات الخدور) أما اللاتي هنّ في عصرنا أو قريبات من عصرنا ولهن المكانة المرموقة بالأدب والشعر والكتابة من بينهن صاحبة الترجمة العلوية (غزوة) المتوفاة سنة 1331 هـ . والحاجة هداية بنت العلامة الكبير الشيخ محمد حسن كبّة المتوفى سنة 1336 وقد ترجمنا له سابقاً له وذكرنا شهرة هذا البيت الرفيع الذي خدم الأدب والعلم أكثر من قرن ، والحاجة هداية هي والدة الشاعرة (سليمة الملائكة ـ ام نزار) المتوفاة سنة 1373 هـ . والمصادف 1953 م . وجدة الشاعرة نازك الملائكة ، والحاجة هداية تعيش اليوم في بغداد وتنظم الشعر العالي وقد وقفت على باقة فواحة من شعرها مدّ الله في حياة سليلة الأمجاد وسلالة الكرماء الأجواد .
والأديبة المصونة (آمنة الصدر) المعروفة بـ (بنت الهدى) فهي ما زالت
|
|
|
|
أما الشاعرة غزوة فهي بنت السيد راضي ابن السيد جواد ابن السيد حسن ابن السيد أحمد القزويني ، وجدها السيد جواد هذا هو أخو العلامة الكبير والمجتهد الشهير السيد مهدي الحلي القزويني صاحب تصانيف الكثيرة المتوفى سنة 1300 هـ . وامها العلوية نازي بنت السيد مهدي المذكور .
ولدت في الحلة في حدود سنة 1285 هـ . ونشأت في كنف أخوالها الأعلام وأنكبت على الدراسة فدرست العلوم العربية الفقهية وتتبعت مصادر الأدب والشعر بحكم بيئتها وتربيتها ، فكانت تحفظ من أخبار العرب وقصصهم الشئ الكثير وتربّت بتربيتها جملة من نساء الاسرة وما يتعلق بها ، وقد اقترنت بابن خالها السيد أحمد بن الميرزا صالح القزويني وهو عالم فاضل وأديب شاعر فوجهها بصورة أعمق وجعلها قابلة لهضم محاوراته العلمية في شتى المجالات .
وغزوة شاعرة مقبولة سريعة البديهة مشهود لها بطرافة الأدب وكان لها بذلك كل الفخر إذ أنها عاشت في عصر أشبه بالعصر الجاهلي وحكمه على المرأة ومما أعتقد أنها لم تشاهد في بلدها ومحيطها مَن تحسن الكتابة والقراءة ولا واحدة ، وعزّت الكتابة والقراءة على الرجال آنذاك فما حال النساء .
توفيت رحمها الله في شعبان 1331 هـ . ودفنت في مقبرة الاسرة وأبّنها الشعراء بما يليق بها .
|
|
|
|
| السيد عيسى الأعرجي |
السيد عيسى ابن السيد جعفر ابن السيد محمد ابن السيد حسن ابن السيد محسن صاحب المحصول الحسيني الاعرجي الكاظمي ، ترجم له في اعيان الشيعة فقال :
توفي في أواخر شوال سنة 1333 هـ . في الكاظمية ودفن بها في بعض حجر الصحن الشريف . كان فاضلاً أديباً شاعراً فمن شعره قوله من قصيدة حسينية طويلة :| إلـى كـم أُمـني بالطلا والغلاصم | عـطاشى الـقنا والمرهفات الصوارم | |
| وحتى متى أطوي على الضيم أضلعاً | وأغضي وفي كفّي رمـحي وصارمي | |
| ألسـت إلـى الـبيت الـمشيد رواقه | نمـتني ابـاة الضيـم مـن آل هاشم | |
| فـإن لـم أثب في شزّب الخيل وثبة | مدى الدهر يبقى ذكرها في المواسـم | |
| فلست الذي في دوحة المجد والـعلى | تـفرّع قـدمـاً مـن عـلي وفـاطم | |
| وإن لم أثرها في العجاج ضوامـراً | عـليها مـثار النقـع مـثل الـغمائم | |
| فلـست قـديماً بالـذي راح ينتمي | لـعبد مـناف فـي العـلى والمكارم | |
| هـم القوم إما ان دعـوا لـفضيلة | فـما لهـم في فـضلهم مـن مزاحم | |
| ومهما ترى في الدهر منهم مسالماً | فـما لابـن حـرب فيهم من مسالـم | |
| بنـي هاشم أبـناء حـرب ببغيها | قـد ارتكبـت مـنكم عـظيم الجرائم |
|
|
|
|
| نسيتم غداة الـطف أبناء أحـمد | على الأرض صرعى من علي وقاسم | |
| فقوموا غضاباً واشرعوها أسنّة | تلـوّى عـلى الاكـتاف مثل الاراقم(1) |
قال الشيخ السماوي في (الطليعة) : وهي طويلة وله غيرها ، توفي في أواخر شوال سنة الف وثلثمائة وثلاث وثلاثين في الكاظميين ودفن بها عند جده المحسن .
وفي مخطوطنا (سوانح الافكار في منتخب الأشعار) جزء ثالث صفحة 51 قصيدة في الزهراء فاطمة عليها السلام وهي للسيد عيسى الكاظمي ، وأولها :| خطب يذيب من الصخور صلابها | ويزيل من شمّ الجبال هضابها |
ويقول الشيخ في كتابه (الطليعة) : انه كان فاضلاً خفيف الروح أديباً ، رأيته واجتمعت به فرأيت منه الرجل الحصيف الرأي العالي الهمة المنبسط الوجه واليد وكان شاعراً في الطبقة الوسطى ، فمن شعره قوله :| تراءت بلـيل مشـرقات كواكبه | بصبح محياها تجلّت غـياهبـه | |
| مهفهفة الاعطاف عقرب صدغها | على ملعب القرطين تبدو عجائبه | |
| فـبتّ أبـث الـعتب بيني وبينها | وإن هي لا تصغي لما أنا عاتبه | |
| أمخـجـلة الارام في لفـتاتـها | سألتك هل أت من العيش ذاهبهُ | |
| فـكم لـجّ قلبي يوم بنت بزورة | إذا أفـلس الـمديون لجّ مطالبه |
وللشيخ عبد الحسين اسد الله المتوفى 1336 هـ . والآتية ترجمته مؤرخاً وفاة السيد عيسى إبن السيد جعفر الاعرجي الكاظمي قال :| لله طـارقـة في الدين ما طرقت | سمع امرئ في الورى إلا وقد فزعا | |
| مذ أقبلـت رجـّت الغبراء زلزلةٌ | منها وكـادت بها الخضراء أن تقعا | |
| قالوا قضى نحبه عيسى قفلت لهم | كـلا لـقد أخطأوا مرأى ومستمعـا | |
| ارخـته (بأبـي حـياً بهـيكـله | عيسى بـن مريم روح الله قد رفعا) |
| (1) عن الطليعة من شعراء الشيعة . |
|
|
|
|
| حسين عوني الشمري |
| رزء تصاغـرت الـرزايا دونه | المجد يندب والمكارم تعول | |
| والمقـربات عـلى تنوّع جنسها | تبكي خواشع عينهنّ وتهمل | |
| تالله في صدري من الأحزان ما | عنه الجبال الراسيات تزلزل |
هو الشيخ حسين بن ملا عبد الله بن محمد بن أحمد الشمّري نسبة إلى العشيرة المعروفة بـ (شمّر) الحنفي المذهب البغدادي المولد .
أديب فاضل له نظم في أغراض متعددة طريفة ، وله مؤلفات جليلة في مباحث متفرقة . منها متن في النحو كتبه لولده علاء الدين ووسمه بـ (العلائية) كما له رسائل في الفقه مختصرة رأيت بعض أوراقها الخطية .
ولد ببغداد سنة 1270 هـ . ونشأ على يد والده المرحوم وكانت له دروس فيما أتقن من المباحث والعلوم يمليها على طلابه ، وقد توفي بمسقط رأسه بغداد سنة 1334 ودفن في مسجد الشيخ الشبلي في الاعظمية ، ومن شعره ما قاله في غرض لطيف :| ذهـبنا نـبتغي والقـوم مالاً | لنـقضي للـمعالـي بعض دين | |
| ففـاز القـوم فـي مال كثير | واني عـدتُ في خـفّي حـنين | |
| وما ذنبي سوى اني (حسين) | (يزيد) الـدهر ظلماً في (حسين) | |
| فـلا تعـجب لأيام رمـتني | فأهـل الفـضل اقذى كل عين(1) |
| (1) عن كتاب الرجال ، حـ 1 (المخطوط) للباحث السيد جودت القزويني . |
|
|
|
|
| الشيخ عبد الحسين أسد الله |
| ما للعـيون قـد استـهلّت بالدم | أفهلّ ـ لا أهلاً ـ هلال محرم | |
| حـيّا بطلـعته الـورى نعياً وقد | ردوا عـليـه تحيـة بالـمأتم | |
| ينعـى هـلالاً بالطفوف طلوعه | قد حفّ في فلك الوغى بالانجم | |
| يـوم به سبط الرسول استرسلت | نحو العـراق به ذوات المنسم | |
| أدّى مـناسكـه وأفـرد عـمرة | ولعـقد نـسك الحج لما يحرم | |
| ومن الحطـيم وزمـزم زمّت به | الأيام وهو ابن الحطيم وزمزم | |
| في فـتية بيض الوجوه شعارهم | سمـر القـنا ودثارهم بالمخذم | |
| يتحجبـون ظـلال سمرهـم إذا | ما الشمس ابيض وجهها للمحرم | |
| يتلـمضون تلـمض الأفعى متى | نفـثت اسـنتهم بشهب الانجم | |
| لغـوا بهـا أوجـد العلا فكأنـها | لصعـودهـم كانت مراقي سُلّم | |
| متـماوجي حـلـق الدروع كأنها | ماء تـزرد بالـصبا الـمتنسم | |
| مـن كـل مفتول الذراع تراه في | وثـباتـه وثباتـه كالـضيغـم | |
| جـعلـوا قسيّ النبل من أطواقهم | وبروا من الاهداب ريش الأسهم | |
| وتسنّموهـا شـمئلاً مـا إن بـدا | بـرق تعـنّ لـه ولـمّا يعلـم | |
| ان أوخـدت زفـّت زفيف نعامة | واذا خدت سفّت سفيف القشعـم | |
| حفـوا وهـم شهب السماء بسيد | بـدر بأنـوار الإمـامة مـعلم | |
| حتى اذا ركـزوا اللوى في نينوى | وإلـى الـنوى حنّوا حنين متيم |
|
|
|
|
| وحمى الوطيس فأضرموا نار الوغى | وهـووا عليها كالـطيور الـحوّم | |
| وتـقـلـّدوا بـيض الـضبا هـندية | وبـغير قـرع الـهام لـم تـتثلّم | |
| والـى الـفنا هـزوا قـناً خـطـية | بسوى صدور الشوس لم تتحطّـم | |
| فـكأن فـي طـرق السنان لسمرهم | سـراً بغـير قـلوبهـم لم يكتـم | |
| وثنوا خميس الجيش وهـو عـرمرم | بخميس بأس في النزال عـرمرم | |
| حتى ثـوت تحت الـعجاج كأنها الأ | قـمار تحجب بالـسحاب المظلم | |
| نـشوانـة بـمـدام قانـيـة الـدما | لـغــلـيل أفـئـدة صواد أوّم | |
| والعـالـمان تقاسـما فـرؤوسـهم | تنحوالسما والارض دامي الاجسم | |
| فـثنى ابـن حـيدرة عـنان جواده | طلقا محـياه ضحـوك المبسـم | |
| وسمـا بـعزمتـه على هـام العلا | بـسنابك المهـر الاغـرّ الادهم | |
| ان سـلّ مـتن الـمشرفي تتابعـت | لـعداه صاعقة الـبلاء الـمبرم | |
| ذا الشـبل مـن ذاك الهـزبر وإنما | تلـد الـضياغم كل لـيث ضيغم | |
| فسقاهـم صاب الـردى وسقوه من | راح الـدماء عن الفرات المفعـم | |
| حـتى إذا ما الـمطمـئنة نـفسـه | بالـوحي ناداهاالجلـيل أن اقدمي | |
| أضحـى يـجود بنفسـه ، وفـؤاده | بمشعّب السهم الـمحدد قـد رُمي | |
| فـتنـاهـبـوه فلـلظـبا أشـلاؤه | وحشا الفـؤاد لسمرها والاسهـم | |
| مـلقى ثـلاثاً في الـهجير تـزوره | الاملاك بـين مقـبـّل ومسلّـم | |
| وأجال جـري الصافـنات رحىً بها | من صدره طحنت دقيق الاعظـم | |
| بأبـي عقـائـله الهـواتـف نوّحاً | مـا بـين ثاكـلة واخـرى أيـّم | |
| سلبـت رداهـا واللـثام أُميط عـن | وجـه بـأنوار الجـلال مـلثـّم | |
| ومـن الحديـد عـن الحليّ استبدلت | طـوقاً لـجيد أو سـوار المعصم | |
| وتصــيح يا للـمسلـمين ألا فـتى | يحمـي الذمار ولا ترى من مسلم | |
| مـسبية مـسلـوبـة مـهتـوكـة | حملت عـلى عجف النياق الرسّم | |
| فـتخال أوجـهها الـشموس وإنـما | صبغـت بحـمر مـدامع كالعندم | |
| ومـن الطفـوف لارض كوفان إلى | نادي دمـشق بها الـمطايا ترتمي |
|
|
|
|
| بأبي رضيع دم الـوريد فطامه | فـي سهـم حـرملة ولما يفطم | |
| فـكأن نـبلتـه محالـب امـه | وكأن مـا درّت لـبان مـن دم | |
| إذ أنس لا أنسى الـعفرني ثاوياً | حلو الشمائل حول نـهر العلقمي | |
| ثاو وعين الشمس لم ترَ شخصه | مذ غاب في صعد القنا المتحطم(1) |
آل اسد الله اسرة علمية برز فيها خلال القرنين الأخيرين عدد من رجال العلم والأدب وفي طليعتهم جدهم الاعلى فقيه عصره المعروف الشيخ اسد الله الكاظمي التستري المتوفى سنة 1234 هـ . الذي عرفوا به وانتسبوا اليه . وكان من جملة من اشتهر منهم مترجمنا الفقيه الاديب الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ محمد تقي ابن الشيخ حسن ابن الشيخ اسد الله الكاظمي . ولد في النجف الأشرف سنة 1283 هـ . أيام كان أبوه يسكنها للدراسة وطلب العلم وقضى سنّي الطفولة هناك ، ثم حل في الكاظمية ـ تبعاً لأبيه ـ وهو في الحادية عشرة من العمر ، وبدأ فيها دراسته وتعلّمه على ضوء المنهج الدراسي السائد حينذاك وكان والده العلامة الشيخ محمد تقي هو الاستاذ الأكبر له خلال هذه المرحلة ، وبدافع من ذكائه وألمعيته وجد في نفسه القدرة على البحث والتأليف فكتب رسالة في الاستثناء سماها (المقابيس الغراء) كما كتب كرّاساً في تفسير حديث (اتباع النظرة النظرة) وفي سنة 1310 هـ . عاد إلى النجف لغرض الدراسة العليا والتخصص في علوم الدين على يد اعلام الشريعة فدرس على الفقيه الشيخ رضا الهمداني وغيره وكتب خلال مكثه في النجف حاشية على مباحث القطع من كتاب القطع من كتاب الرسائل في اصول الفقه للشيخ مرتضى الانصاري . وعاد إلى الكاظمية بعد إكمال دراسته العالية في سنة 1324 هـ . فاذا به الفقيه البارز والمدرّس المرموق والفاضل المشهود له بالفضيلة ، واتجهت به همته بعد عودته فقام بشرح كتاب استاذه الآخوند الخراساني في اصول الفقه شرحاً يقوم بمهمة ايضاح غوامض الكتاب وتبيان دقائقه وتفصيل ما أجمل فيه وفي غرة ربيع الثاني سنة 1330 هـ أتمّ كتابة الجزء الأول من الشرح المذكور وسماه (الهداية في شرح
| (1) مجلة البلاغ الكاظمية ، السنة الخامسة . |
|
|
|
|
| ما انفك يا بن العسكري تمسكي | أبداً بحبلٍ من ولاك متـين | |
| أقسمت أن أهـدي الـيك هدية | ولقد عزمت بأن أبرّ يميني | |
| هـذا الـكتاب هـدية مني لكي | أُعطى كتابي سيدي بيميني |
نظم الشعر في مقتبل عمره وعالج أكثر ألوان الشعر من غزل ونسيب ووصف إلى تهان ومدائح ومراث ، ومن اجتماعيات واخوانيات إلى اخريات في المناسبات الدينية ، ومن قصائد عمودية وموشحة إلى مقطعات مخمّسة ومشطرة ، وفي مجموع شعره نماذج رائعة تدل على شاعريته وسلامة ذوقه . ترجم له البحاثة الشيخ محمد حسن آل ياسين في مجلة البلاغ الكاظمية وجمع ما تسنّى له العثور عليه من شعره من غزل ومديح ورثاء وتخاميس وتشاطير وما جاء في أهل البيت وفي الحسين خاصة كما ترجم له الشيخ السماوي في (الطليعة من شعراء الشيعة) وذكر قصيدة من غزله واليكم بعض ما جاء في الترجمة ، قال الشيخ السماوي :
فاضل أخذ الفضل عن أب فأب وتنقل اليه بالنسب وزانه بالحسب وضمّ اليه الأدب فهو فقيه اصولي صميم غير فضولي له كتب مصنفة في العلمين ومدائح في آل البيت النبوي كثيرة وأكثر منها مراثي الحسين ، عاشرته فرأيت منه امرءاً سليم الجانب صافي النية كثير الحافظة متنسكاً تقياً فمن شعره قوله مصدراً ومعجزاً قصيدة في مديح النبي (ص) مهملة .
وله كثير من التصدير والتعجيز في الأئمة عليهم السلام وقصائد غرر في مراثي الحسين (ع) ولد سنة الف ومايتين وسبع وثمانين وتوفي في أواسط ربيع الآخر من سنة الف وثلثمائة وستة وثلاثين في الكاظميين ودفن بها مع أبيه رحمه الله .
الفهرس |
التالي |