ادب الطف ـ الجزء السادس 1




ادب الطف
ا و
شعراء الحسين(ع)



ادب الطف ـ الجزء السادس 2




ادب الطف ـ الجزء السادس 3


جواد شبر


ادب الطف

او

شـعراء الحسيـــن ( عليه السلام)

من القرن الاول الهجري حتى القرن الرابع عشر

وما فاتني نصركم باللسان

اذا فاتني نصركم باليـد

الجزء السادس



مؤسـسة التـاريخ

بيروت ـ لبنان



ادب الطف ـ الجزء السادس 4


1422 هـ ـ2001 م

الطبعة الاولى


ادب الطف ـ الجزء السادس 5


بسم الله الرحمن الرحيم


أدب الطف ـ الجزء السادمس 6


دعاء وثناء

انهالت علينا مجموعة من رسائل الأصدقاء الأعلام وفيها عواطف صورت عن طريق النقد والتقريظ، آثرنا إرجاء نشرها. واعتزازاً بواحدة من هذه الرسائل هي ما تفضل به سيدي الوالد ـ قدس سره ـ فكتب دعاء ضمنه الثناء، وإني اعتبرها ذكرى له بها تذكرة وإليكم النص:
ولدي السيد جواد:
أملي من الأولاد، وذخري من أفلاذ الأكباد ، مفخرة الأعواد، ولدي الجواد، دام مثالاً للصلاح والسداد، ومحفوظاً برب العباد.
ها هي هديتك الثمينة، عليها الإهداء بيدك الأمينة، وهو الجزء الرابع من موسوعة (أدب الطف أو شعراء الحسين) وها أنا أقرأه بإمعان وأقف عند مدلوله ومنقوله، وأتمشى مع أبوابه وفصوله، فجزاك الله خير جزاء المحسنين، على ما أسديت من خدمة لسادتنا الميامين الهداة المهديين، وفي طليعتها بل على جبهتها تلمع الأشعة من أنوار الحسين أبي الأئمة التسعة.
يسرني أن أراك أرتقيت مرتقي يصعب على غيرك ارتقاؤه، وتسنمت منبراً لا يليق لغيرك اعتلاؤه، إذ أن هذا المجهود لا ينال بغير السهر والتعب، والإحاطة، بدواوين العرب، فمرحى لك مرحى لقد استخرجت منها اللباب، وأتيتنا بما لد وطاب، فطب نفساً، وقر عيناً، فعملك مذكور مشكور، وباق مع الدهور.
وكل ما أتمناه لموسوعتك، وأوصيك بمتابعته ومواصلته، هو التصميم على إكمالها دون ملل وضجر، إذ قل ما يحرم الصبور الظفر. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» .
3 شهر رجب 1393
والدكم
علي شبر الحسيني


أدب الطف ـ الجزء السادمس 7


تقديم

ما أكثر ما تقع عليه العين من الشعر في الدواوين المنتشرة وفي الكتب النادرة من المطبوعة والمخطوطة، ولما كان هدفنا وموضوعنا من موسوعتنا هذه هو الشعر المقول في أهل البيت عليهم السلام وبالأخص الإمام الحسين عليه السلام إذ تعني بشعراء الحسين خاصة الذين تحسسوا بنهضة وأشادوا بثورته وما أكثر هؤلاء وقد قيل ـ والحق فيما قيل ـ إنه رثي بكل لسان في كل جيل وفي كل عصر بمختلف اللغات وعلى جميع الألسن فإن يوم الحسين الخالد استخدم المشاعر وشحذ الأذهان واستهوى القلوب.
أما العقبة التي تواجه موسوعتنا (أدب الطف) فهي الكثرة من هؤلاء الشعراء فليس من السهل الوقوف على تراجمهم ومعرفة أسمائهم أو العصور التي عاشوا فيها، سيما وهم ليسوا من قطر واحد أو من دين واحد فقد نظم في يوم الحسين المسلم وغير المسلم واحتفل بيومه كل إنسان وكل من يحب الخير للانسان ذلك لأن هدف الحسين لم يك هدفاً خاصاً يقتصر على طائفة دون طائفة أو على أمة دون أمة بل الحسين للجميع ولكل من يتحسس بالإباء والكرامة والنخوة والشهامة ولكل من يكره الجور والطغيان والظلم والعدوان. يقول الأديب المسيحي بولس سلامة في ملحمته (عيد الغدير):

أدب الطف ـ الجزء السادمس 8


سيكون الدم الزكي لواءاً لشعوب تحاول استقلالا

وهذا هو الجزء السادس من (أدب الطف) يتضمن القسم الأول من شعراء القرن الثالث عشر وتتلوه أجزاء نستمد العون من الله وحده لإنجازها، وإن الله مع من أحسن عملا.
المؤلف


أدب الطف ـ الجزء السادمس 9


السيد احمد علي خان

المتوفي قبل سنة 1168
هي الطفوف فـطـف سـبعاً بمغناها فـما لبـكـة معنـى دون مـعناهـا
أرض ولكنمـا الـسبـع الشـداد لها دانـت وطأطأ أعـلاهـا لأدنـاهــا
هـي المبـاركـة الميمـون جانبـها ما طـور سينـاء إلا طـور سيناهـا
وصفوة الأرض أصفى الخلق حل بها صفـاه ذو العرش إكرامـاً وصـفاها
مـنزه في الـمزايـا عـن مـشابهة ونـزهت عن شبيه فـي مـزايـاهـا
وكيف لا وهـي أرض ضـمنت جثثاً مـا كان ذا الكون ـ لا والله ـ لولاها
فـيهـا الحسين وفتيـان لــه بذلوا فـي الله أي نـفوس كـان زكــاها
إذ القنا بينهـم كـالرســل بينـهـم والبيض تمضي مواضيها قضايـاهـا
أنسى الحسين وسـمر الـخط تشجره إذاً فمـا انتفعـت نفسـي بـذكـراها
أنساه يخطـب أحزاب الضلال وقـد أصمهـا الشـرك والشيطان أعمـاها
فحين أعـذر أعطى البيض حاجتهـا والسمـر في دم أهــل الغـي رواها
إن كر فرت كأسراب الـقطا هربـاً حـتـى تـعثر أولاهـا بـأخراهــا
فلت حدود سيوف الهنـد ما صنعت كأنه ما قــراهــا يــوم هيـجاها
ولم تكن كفـه هـزت مـواضـيها ولـم يكن كلمـا اسـتسقته أسـقاهـا
لـو عاينت يومـه عينـا أبي حسن قضـى مـآرب حـق قـد تـمنـاها
أو كان يـشهـده فـي كربلا حسن رأت أمـية مــنه سـوء عـقباهـا


أدب الطف ـ الجزء السادمس 10


يا باذل النـفس في الله العظيـم ولولا الله بـارؤهـا مـا كـان أغـلاهـا
الأرض بعدك نظـت ثـوب زينتـها وجداً وشوه بـعـد الحسن مـرآهـا
والشـمس لولا قضـاء الله ما طلعت حـزنـاً عـليك ولا كـنـا رأينـاها
تبكـي عـليك بقان فـي مـدامـعها ومـا بـكـت غيـر أن الله أبـكاهـا
واهتـزت الـسبع والعرش العظيم ولو لا الله أصـبحـت الـعليــاء سفلاها
الإنـس تبكي رزايـاك التي عظمت والجـن تحـت طبـاق الأرض تنعاها
رزيـة حل في الإسـلام مـوقعهـا تنسـى الـرزايـا ولـكن ليس تنساها
وكيف تـنسى مـصاباً قد أصيب به الطهر الوصى وقلـب المصطفى طاها
خطب دهى البضعة الزهراء حين دهى رزء جرت بنجيع مـنـه عـيـناهـا
فـأي قلب لـهـذا غـير مـنفـطر وجـداً فذلـك أشـجـاهـا وأقـساها
آل النبي عـلى الأقــتاب عاريـة كـيمـا يــسـر يزيـد عند رؤياها
ورأس أكرم خـلـق الله يـرفـعـه علـى الـسنـان سنـان وهـو أشقاها
فـيالـه من مـصـاب عـم فادحه كل البـريـة أقصـاهـا وأدنـاهــا
تبـكي لـه أنبيـاء الله مـوجـعـة وما بـكـت لـعـظيـم مـن رزاياها
وتستهـيج له الأمـلاك بـاكـيــة ومـا البـكـاء لـشيء مـن سجاياها
فأي عــذر لعيـن لـم تجـد بـدم لـو جـف مـن جـريان الدمع جفناها
تـالله تبـكي رزايا الطف ما خطرت وكـلمـا يقــرع الأسماع ذكـراهـا
تبكي مـصـارع آل الله لا بـرحت عليهــم مـن صــلاة الله أزكاهـا
حتى يـقـوم بـأمـر الله قـائـمنا فنشـحـذن ســيوفـاً قـد غـمدناها
بـقيـة الله من بـالسيـف يملؤهـا عدلا كمـا ملئت جــوراً ثـنايـاهـا
إليـك يا ابـن رسـول الله سائـرة مـن الـقوافـي ترجـي مـنك قرباها
بايـعت مـجدك فـيهـا وهي واثقة أن لا تـرد إذا مـــدت بيـمنـاهـا
وأشهـد الله أني سـلـم مـن سلمت لـكـم مـودتـه حـرب لمـن تـاها
برئت من معشر عمي بصائـرهــا والـت أنـاسـاً إلــه العرش عاداها
ولا تـزال عـلـى الأيـام باقـيـة عـلـيكـم مـن صـلاة الله أسناهـا


أدب الطف ـ الجزء السادمس 11


جاء في الذريعة ـ قسم الديوان ـ :
السيد أحمد بن السيد مطلب بن عليخان بن خلف بن عبدالمطلب المشعشي الحويزي.



كان معاصراً للسيد عبدالله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري. وكان عالماً ورعاً أديباً لم يتداخل في شيء من أمر أخوته ولاة الحويزة. وفي جواب مسائله كتب السيد عبدالله (الذخيرة الأبدية) كما كتب السيد عبدالله (كاشفة الحال في علم القبلة والزوال) باسم أخيه السيد علي خان الصغير ابن مطلب بن عليخان بن خلف. وترجمه السيد عبدالله في أجازته الكبيرة التي كتبها سنة 1168 ويظهر منها وفاته قبل التاريخ.
وقال السيد الأمين في الأعيان: السيد أحمد بن خلف بن المطلب بن حيدر الموسوي المشعشي، أخو السيد علي خان حاكم الحويزة.
عالم ورع كامل أديب زاهد، لم يدخل في شيء من أمر أخوته وعصبته ولاة الحويزة بل كان يمتنع من أخذ جوائزهم ويكتفي بغلة زرعه، جاور أئمة العراق عليهم السلام إلى أن مات في المشاهد المشرفة، له مسائل أجاب عنها السيد عبدالله بن نور الدين الجزائري. وله ديوان شعر.

أدب الطف ـ الجزء السادمس 12


الشيخ يوسف البحراني

المتوفي سنة 1186 هـ
بـرق تـألق بالـحمى لـحـماتـها أم لامع الأنوار في وجنـاتهـا (1)
وعـبير نـد عـطـر الأكـوان أم ذا عنبر أهدتـه مـن نفـحاتها
أكريـمـة الـحسين هـل من زورة تشفـي المعنى من عنا حسراتها
شـاب الـعذار ولـم تشوبوا هجركم منها بـشيء لا ولا بعـداتـها
جودوا ولـو بـالـطيف إن خـيالكم يطفي من الاحـشا لظى لهباتها
قـم يـا خـليل فـخل عن تذكارهم واحبس سخين الدمع من عبراتها
يـاهـل رأيـت مـتيمـاً تمت لـه في هـذه الـدنـيا سوى نكباتها
وأعـد عـلي حـديـث وقعة نينوى ولـواعـج الأشجان في ساحاتها
لله أيــة وقـعـة لـمـحـمــد في كـربـلا أربت على وقعاتها
ضربت عران الذل فـي أنف الهدى فـغـداً يـقـاد بـه بنو قاداتها
للـه مــن يــوم بـه قد نكست تلك الكماة الصيـد عن صهواتها


(1) عن أنيس المسافر ج 2 ص 51 للشيخ يوسف البحراني .
أدب الطف ـ الجزء السادمس 13


لله أنــصـار هـنـاك وفتـية سادت بما حفظته في سادتها
فـوق الخيـول تـخـالها كأهلة وبدور حسن لجن في هالاتها
وإذا سـطت تخشى الأسود لكرها في الحرب من وثباتها وثباتها
شربت بكأس الحتف حـين بدا لها في نصر خيرتها سنا خيراتها
الجسم مـنـها بالعـراء وروحها في سندس الفردوس من جناتها
نـفسي لآل مـحمد فــي كربلا محروقة الأحشاء مـن كرباتها
ترنـو الفـرات بلغـة لا تنطفي عطشاً وما ذاقت لطعـم فراتها
أطفالها غـرثى أضر بها الطوى وهداتها صرعى على وهـداتها
يـا حـسرة لا تنقضي ومصيبة تـترقص الأحشاء من زفراتها
دار الـنبي بـلاقـع مـن أهلها للبـوم نـوح في فنا عرصاتها
تبكـي مـعـالمـها لفقد علومها أسفاً وحـسن صلاتها وصلاتها
وديـار حـرب بالملاهي والغنا قد شيدت وبهـا شـدا قينـاتها
معمـورة بخــمورها وفجورها وبغاتها نشوى علـى نغمـاتها
وحريم آل مـحمـد مـسبيــة بين العدى تقتاد فـي فلـواتها
نـفسي لـزينب والسبايـا حسرا تبكي ومنظرها إلى أخـواتـها
تستعطـف الـقوم اللئام فلا ترى إلا وجيع الضرب من شفراتها
فلذاك خاطبـت الزمـان وأهـله بشكـاية الشعـراء في ابياتها
قد قلت للزمـن المضـر بـاهله ومغيـر السادات عـن عاداتها
إن كـان عنـدك يـا زمان بقية مما تـهين بـها الكرام فهاتها
يـا للرجال لوقعـة مـا مثلـها أذكت بقلب المصطفى جذواتها
يا للرجال لـعصـبة عـلويـة تبعت أمـية بعد فقـد حـماتها
من مخبر الزهراء أن حسينهـا طعم الردى والـعز من سادتها


أدب الطف ـ الجزء السادمس 14


أترى درت أن الـحسين علـى الثرى بيـن الورى عـار على تلعاتها
ورؤوس أبناها علـى سـمر الـقنـا وبناتهـا تـهـدى إلـى شاماتها
يا فاطم الزهـراء قومـي وانـدبـي أسراك في أشــراك ذل عداتها
يـا عين جـودي بــالبكاء وساعدي ست النساء علـى مصاب بناتها
نفـس تـذوب وحـسرة لا تـنقضي وجوى عراها مـد فـي سنواتها
هذي المصائـب لا يـداوى جرحـها إلا بسكب الدمع مـن عـبراتها
إني إذا هــل الـحـرم هـاج لـي حزنـاً يذيـق النفس طعم مماتها
يا يوم عـاشـوراء كـم لك لـوعـة تتفتت الأكباد مـن صـدمـاتها
يـا أمة ضاعـت حـقوق نــببـها وبنيه بين طـغاتهـا وبـغاتـها
فـي أي ديـن يـا أمــيـة حـللت لكــم دمـاء مـن ذوى قرباتها
زعـمـت بـأن الدين حـلل قـتلها أو ليس هذا الدين من أبيــاتهـا
ضربت بسـيف مــحمـد أبـنـاءه ورأت لـه الأغماد مـن هامـاتها
فمتى إمام العـصـر يظهر في الورى يحيي الشريعة بـعد طول مـماتها
ومتى نـرى الـرايات تشرق نـورها وكتــائب الأمـلاك في خدماتها
يا سعـد حـظي فـي الورى إن سـا عد التوفيق في نصري لدين هداتها
لأري الـعدى طعــم الردى بصوارم ولأروين الأرض مــن هـاماتها
يـا رب عـجل نـصره وانصربـه أشيـاعـه اللهفـا وخـذ ثـاراتبا
يا سادة قرنت سـجايـا جهـودهـا لوجودهـا فالنجـح من عـاداتهـا
واليتكـم وبرئت مـن أعـدائـكـم أبغي بذاك الفــوز فـي درجاتها
ما لابــن أحمـد يـوسـف لذنوبه إلا كـم يـرجـوه في شـداتـها
وإليــكـم أهـدي عروسـاً غـادة في الـحسن قد فاقت على غاداتها
قد زفها والمـهر حسن قبـولـكـم يــا سـادتي والـعفو عن زلاتها
وعلـى الـنبـي وآلـه صـلواتـه مـا غــرد القـمري في باناتها


أدب الطف ـ الجزء السادمس 15


الشيخ يوسف البحراني



الفقيه الكبير والمحدث الشهير، ناشر راية العلم ذو اليراع الجوال في مختلف العلوم.
هو يوسف بن أحمد بن ابراهيم بن أحمد بن صالح بن أحمد بن عصفور الدرازي البحراني، صاحب الحدائق. توفي بكربلاء ظهر يوم السبت 4 ربيع الأول سنة 1186 ـ من أفاضل علمائنا المتأخرين، جيد الذهن، معتدل السليقة، بارع في الفقه والحديث، قال في حقه أبو علي صاحب الرجال: عالم فاضل متبحر ماهر محدث ورع عابد صدوق دين من أجله مشايخنا المعاصرين وأفاضل علمائنا المتبحرين.
كان أبوه الشيخ أحمد من أجلة تلامذة شيخنا الشيخ سليمان الماحوزي وكان عالماً فاضلاً محققاً مجتهداً صرفا كثير التشنيع على الإخباريين كما صرح به ولده شيخنا المذكور في إجازته الكبيرة، وكان هو قدس سره أولاً إخبارياً صرفا ثم رجع إلى الطريقة الوسطى وكان يقول إنها طريقة العلامة المجلسي صاحب البحار انتهى.
وترجم له السيد الخوانساري في روضات الجنات فأثنى عليه ثناءاً عاطراً وقال في ترجمة نفسه في اجازته الكبيرة أنه ولد في السنة السابعة بعد المائة والألف في قرية الماحوز بالبحرين، واشتغل وهو صبي على والده طاب ثراه ثم على العالم العلامة الشيخ حسن الماحوزي،واشتغل أيضاً على الشيخ أحمد بن عبدالله البلادي وغيرهما. ودفن في الرواق عند رجلي سيد الشهداء مما يقرب من الشباك المبوب المقابل لقبور الشهداء.
له مؤلفات نافعة نذكر في مقدمتها موسوعة (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة) طبع أخيراً بمطابع النجف.

أدب الطف ـ الجزء السادمس 16


2 ـ الدرر النجفية.
3 ـ سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد رد به على شرح النهج.
4 ـ الشهاب الثاقب في معنى الناصب.
5 ـ جليس الحاضر وأنيس المسافر المعروف بـ (الكشكول).
6 ـ الأربعون حديثاً في مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام، استخرجها من كتب أبناء السنة والجماعة.
7 ـ لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العينين، وهي إجازة كبيرة مبسوطة كتبها لابني أخويه الشيخ حسين ابن الشيخ محمد والشيخ خلف ابن الشيخ عبد علي وكتب العلامة المعاصر السيد عبدالعزيز الحيدري له ترجمة ضافية أثبتها في مقدمة (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة) المطبوع جديداً بمطابع النجف وعدد له 45 مؤلفاً. وفي الكشكول كثير من الروائع والأدب والمنثور والمنظوم وله مراسلات أدبية مع أحبائه وإخوانه منها قصيدتان بعثهما إلى اخوته يشكو إليهم ما ألم به من حوادث وكوارث، وله تخميس لقصيدة مطولة بعث بها إليه أحد إخوانه. وقصيدة يمدح بها الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام حين جاء للعراق زائراً عام 1156. ودع الحياة عن عمر ناهز الثمانين كرسه لخدمة العلم والدين وفي تدوين الفقه وتبويبه وفروعه وأصوله وقضاه في جمع شتات أحاديث أئمة بيت الوحي صلوات الله وسلامه عليهم
لبى نداء ربه بعد زعامة دينية امتدت زهاء عشرين سنة وهرعت كربلاء لتشييعه ودفن بالحائر الشريف في الرواق الحسيني الأطهر عند رجلي الشهداء وأقيمت له الفواتح في كربلاء المشرفة وسائر البلاد الشيعية، وأول من أقام له الفاتحة تلميذه الأكبر آية الله السيد محمد مهدي بحر العلوم .

أدب الطف ـ الجزء السادمس 17


ممن رثاه السيد محمد الشهير بالزيني مؤرخاً عام وفاته في قصيدة مطلعها:
ما عذر عين بالدمـا لا تـذرف وحشاشة بلظى الأسى لا تتلف
واليـوم قـد أودى الإمـام العالم العلم التقي أبو المفاخر يوسف
درست مدارس فضله ولـكم بها كانت معارف دين أحمد تعرف
مـا أنت إلا بـحرعـلم طـافح قد كانت العلـماء مـنه تغرف

وفيها يقول:
يا قبر يوسف كيف أوعيت العلى وكنفت في جنبيك ما لا يكنف
قامت عليه نوائـح مـن كتــبه تشكو الظليمة بعده وتـأسـف
كحدائق العلم التي مـن زهرهـا كانت أنامل ذي البصائر تقطف
قد غبت عن عيـن الانـام فكلنا يعقوب حزن غاب عنه يوسف
فقضيت واحد ذا الزمان فأرخوا قد حن قلب الدين بعدك يوسف


أدب الطف ـ الجزء السادمس 18


علي بن ماجد الجد حفصي

المتوفى 1208
ما للعيون جــفت لذيذ رقادها عبراء إلف بكائها وسهادها
تذري دمـوعاً في الخدود كأنما مدت مياه البحر من امدادها

ويقول فيها:
لي مهجـة كـالنــار إلا أنها بـمـدامـعـي تزداد في إيقادها
صيرت مني الدمع أعذب مائها ولواعــج الأشجان أطيب زادها
أسفـا علـى فتيان حق جرعت بالطف كأس الحتف من اضدادها
أفــديـهـم مـن فتية علوية قد جاهـدت في الله حق جهادها
شغفـت بـذكـر الله حتى أنها لم تخل يـوم الحرب من أورادها
المجـد من أقرانها والفخر من أخدانها والسحب مـن وفــادها
والخير مابين الورى من جودها ومـحمد المختار مـن أجـدادها
لهفي لهـم والبيض تورد منهم فتعود حمراً من دما أجسـادهـا
قـد أشرقت بهم الطفوف كأنما خرت نجوم الأرض بيـن وهادها
يا للرجـال لعـصـبة أمويـة أطفـت بـأيديـها سراج رشادها
لله كـم أجـرت لأحـمد عبرة قد أخمـدت منـها لظى أحقادها


أدب الطف ـ الجزء السادمس 19


تباً لهـا تـركت حبيـب مــحمد فوق الصعيد يجود تحت جيادها
صدتـه عن ورد الفرات وقـلبـه صاد وكل الوحش مـن ورادها
قد أغضبت فـيه الإلـه ورجحـت إرضاء نفس يزيـدهـا وزيادها
تالله لـو علمـت ظبا الأعـدا بـه منعتهم التجريد مـن أغـمادهـا
والضمر لـو علمت رأت إصدارها عنه ولو غصبت على إيرادهـا
وبكـت لـه العليا أسى وتعـوضت أجفانـها عـن غمضها بسهادها
نفسـي فـداه وما فداي بنـافــع من أدركـت منه الـعداة مرادها
ملقى علــى حر الصعيـد ورأسه قد صعدته القوم فـوق صعادها
يسـرى بـه ظـلماً أمام نـسائـه ونساؤه حـسرى بـذل قـيادها
أين البتولـة فاطـم الـزهراء ترى مافي الزمان جرى على أولادها
أترى درت أن العدى مـن بـعدها أصمت بـأسهمها صميم فؤادها

ذكره الشيخ أغا بزرك الطهراني في الذريعة ـ قسم الديوان ـ فقال:
ديوان السيد علي بن ماجد الجد حفصي، المتوفي 1208 هـ الموجودة مرائية في مجموعة دونها الشيخ لطف الله بن علي الجد حفصي في سنة 1201 أقول وفي المجموعة كثير من شعره ومنه قصيدته التي تحتوي على 67 بيتاً وأولها:
تجف جفون السحب والدمع جائد ويخمد وقد النار والقلب واقد

وأخرى تتكون من 58 بيتاً وأولها:
ألا من لصب قلبه منه واجب مباح لديه الوجد والندب واجب


الفهرس التالي التالي