عبقرية مبكرة لأطفالنا 153

مشاركة الطفل في لعبه

إن ضرورة مشاركة المربي الطفل في لعبه أصبحت غير قابلة للجدال، أو المناقشة فإن تنازل المربي ونزوله إلى عالم الطفل له معان كبيرة عند الطفل.من المربين ممن لم يلتفتوا إليها بعد؛ فيحسبها البعض إضاعة للوقت، ويظنها آخرون ترفاً لا يلزم الالتفات إليه. في حين أن الإسلام أعطى هذه المسألة الأهمية كبرى، بحيث إن أعظم رسول على وجه الأرض النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم على جلالة قدره وشأنه يلاعب الحسنين في زمن صباهما حيث كان يحملهما على كتفه ويقول لهما : «نعم المطي مطيكما ونعم الراكبان أنتما».
إن هذا السلوك من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم له دلالة كبيرة تدل على أهمية الأمر، ولم يكتف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفعله هذا بل أمر كل من عنده صبي أن يتصابى له، ويلعب معه ويشاركه في لعبه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : «من كان عنده صبي فليتصابى له».
ويمكننا على نحو الاختصار نذكر بعض الفوائد التي ترجع على الطرفين سواء كانت للمربي أو الطفل وهي كالتالي:

1 ـ تقوية الروابط بين المربي والطفل:


إن الأمور المشتركة من شأنها تقوية الروابط بصورة عامة خصوصاً ما كان فيه إثارة البهجة والمرح؛ فإنها تطبع في ذهن الطفل الصورة الجميلة عن الأب أو الأم لا سيما أنهما يشاركانه في استكشافاته وتطلعاته، ويجدهما قريبين منه لذا تغمر الطفل السعادة والإحساس بالحنان، وتعيشه في جو

عبقرية مبكرة لأطفالنا 154

عاطفي أسري وأنه مقبول من قبل والديه، أو المسؤولين عنه لا سيما أن تعلقه بهما كبير جداً مما يعطيه استقراراً روحياً وثابتاً عاطفياً فيكون شخصية ناضجة. ولقد أثبتت التجارب أن التلاميذ الكسولين دراسياً غير متأخرين ذهنياً ولكن يعوزهم الدفء العاطفي.
والكل منا يحمل ذكريات جميلة في أيام صباه كيف أن والديه أو أحد أجداده كان يلاعبه ويحاول أن يكون قريباً منه سواء بالقصص والحكايات أو غيرها. وما أروعها من صورة تلك التي ينقلها التاريخ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعامله مع أطفال المسلمين! حيث كان صلوات الله عليه وعلى آله إذا قدم من سفر يتلقاه الصبيان، فيقف لهم ثم يأمر بهم فيرفعون إليه فيرفع منهم بين يديه وخلفه ، ويأمر أصحابه أن يجمعوا بعضهم فربما يتفاخر الصبيان بعد ذلك، فيقول بعضهم لبعض: حملني رسول الله بين يديه وحملك أنت وراءه، ويقول بعضهم: أمر أصحابه أن يحملوك وراءهم.
نعم ، إنها صورة حية تبقى في مخيلة الأطفال ويستمتعون بذلك مما يغمرهم بالعطف والحنان الأبوي من شخصية عظيمة مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الطفل بحاجة ماسة إلى قرب والديه منه، وهذا الأمر منذ الساعات الأولى لولادة الطفل فضلاً عن تجاوزه الرضاعة؛ فقد دلت الدراسة على أن حمل الطفل واحتضانه ومداعبته والتحدث إليه واللعب معه بطريقة حنونة أمور مهمة للنمو العاطفي للطفل، وأظهرت الاختبارات التي أجريت على الحيوانات أنه إذا لم يتلقى الطفل تدليلاً ومداعبة وحضناً من والدته خلال سنته الأولى، فلن يتمكن من التصرف بصورة مناسبة عندما يكبر. كما أكدت هذه التجارب أن الطفل الذي ينمو في محيط تنقصه اللمسة الدافئة والمحبة العاطفية من والدته أو حاضنته قد يفشل صحياً ومن المحتمل أن يموت .

عبقرية مبكرة لأطفالنا 155

2 ـ تنمية قدرات الطفل الذهنية:


سبق أن ذكرنا أن اللعب بحد ذاته ينمي الذكاء ويطور الذهنية، ولكن الطفل الذي يشاركه أحد والديه في اللعب يرتقي إلى الذكاء بشكل سريع وواضح، وذلك لأن والديه سيقومان بتذليل الصعوبات التي يواجهها الطفل ويحاول أن يرقى بعقله وتفكيره.
فعندما يقول أميرالمؤمنين علي عليه السلام : «من كان له ولد صبا» أي يتظاهر بنزوله إلى عالم الطفل وتفكيره حتى يأخذ إلى عالمه هو. لا مجرد اللعب المحض بل يحاول أن يغذي ذهن الصبي بالمعارف والعلوم.
الأب أو الأم التي تلعب مع ابنها بسيارة صغيرة وتحاول أن تدفعها إلى الإمام أو إلى الخلف وتشير إلى الطفل أن السيارة تسير بأربع عجلات، وأن العجلات شكلها دائري، حتى يسهل حركة السيارة كل ذلك في أثناء اللعب. كم سيرتقي ذهن الصبي إلى الكمال. وهذا الأسلوب الذي اعتمدت عليه المدارس الحديثة من تخصيص المعلم كي يجيب على أسئلة الأطفال أثناء اللعب ويشبع فضولهم العلمي.
كما أن اللعب مع الطفل يكشف لك المقدرة التي يتعامل بها مع الحوادث التي تقع له، والمشاكل التي تواجهه، وأيضاً من خلال ذلك يلاحظ المربي الأمور عن كثب ويرى التطور الذي بلغه الطفل في هذه المرحلة أو تلك ويعرف مقدار موفقيته.

3 ـ تقوية القدرة اللغوية:


إن اللغة هي الوسيلة التي يتم التخاطب بها بين البشر، ومن خلالها يعبر الإنسان عما يختلج في فؤاده ويدور في خلده، فكلما تمكن الإنسان من اللغة أصبح التعامل مع الغير أسهل.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 156

يقول بيرتون وايت: «ان اللغة هي المكون الأساسي لذكاء الأطفال والطفل المتمكن لغوياً يمتلك كل الأسباب ليكون كائناً بشرياً كاملاً».
وحيث إن اللغة أمر اكتسابي، وإن الطفل في طور التعلم والاكتساب فهو بحاجة ماسة إلى من يحصل منه هذه اللغة، ولا يوجد أقرب من الوالدين له ليفضي عليه اللغة، ولا يكون ذلك إلا من خلال مشاركة الطفل في حياته التي مدارها اللعب، ففي مشاركة الطفل اللعب يتعلم المخططات والمفردات اللغوية . . خذ السيارة . . أحضر المسدس . . هاك اللعبة . . ارفعها . . الخ.
فهو من خلال حديثك معه، والتحدث بلغة يتعامل معها، ويشاهده يرسخ في ذهنه المفاهيم، لذلك يرى علماء التربية أن على الوالدين أن لا يتحدثا مع الطفل عن الماضي ولا عن المستقبل، بل يكثران من الحديث الحاضر المشاهد أمام الطفل، فأنت عندما ترى طفلك يلعب بشيء معين يمكنك أن تتحدث عن الشيء الذي يشغل فضول طفلك بلغة مبسطة يفهمها، أو قريبة من فهمه. وشيئاً فشيئاً حتى يتمكن الطفل من فهم الماضي والمستقبل، ولا يمكن أن يفهم الطفل المغيبات أو المجردات ما لم توضع في قالب محسوس وملموس حتى يمكن تصوره وتعقله. وهذا لا يخص الطفل فحسب بل كل العقول المتعلقة بالمادة والتي تقصر النظر عليها.
هذه بعض الأمور التي ترجع إلى المربي والطفل من مشاركته في اللعب معه ونكتفي بهذه الأمور للاختصار.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 157



الباب الثاني

الفصل الثاني


عبقرية مبكرة لأطفالنا 158



عبقرية مبكرة لأطفالنا 159

التعليم في سن مبكر

يطمح بعض الآباء أن يتصف أبناؤهم بالنبوغ. لذا يعكفون على تعليمهم وتحفيظهم كماً هائلاً من المعلومات، ويفرحون إذا وجدوا أبناءهم قد استحابوا إلى هذه الطريقة، ولكي يطبقوا هذه النظرية على أبنائهم فهم يأخذون من أوقات لعبهم ومرحهم حتى يتعلموا.
ولكن علماء التربية يرفضون ذلك رفضاً باتاً وقاطعاً، فقد أثبتت التجارب أن هؤلاء الأطفال الذين يجبرون على التعلم في سن مبكر وإن أبدوا تفوقاً على أقرانهم إلا أنهم يعانون من نقص في كمال شخصيتهم واستوائها. يقول ربيرتون وايت:
«إذا أردنا أن نعلم الطفل كيف يتعرف على الأرقام والحروف قبل الأطفال الآخرين بسنتين فلا بأس من ذلك شريطة أن لا نعرض نواحي النمو الأخرى إلى الخطر، أما إذا كانت عملية تعليم الطفل ستؤدي إلى الإخلال بتوازنه، كأن يكون هناك تركيز أكثر على المهارات اللفظية والعقلية مما يؤدي إلى حرمان الطفل من الوقت اللازم لعلاقاته الاجتماعية فهذا النوع من التعليم لن يخدم الطفل».
إن التعليم الإجباري الذي يلزم الطفل بالبقاء لكي يحفظ أو يردد أشياء وهو يرى الآخرين يلعبون يجلب له الملل ويفقده حب الاستطلاع.
ونحن عندما نحاول أن نعرف ما هو العلم؟
نقول : إن العلم ليس جمع معلومات وتكديسها في الذهن، بل هو الطريق المثلى من القدرة على الاستنباط من هذه المعلومات إلى حل المشاكل التي تواجهه في حياته، أثره على الواقع الخارجي بمقدار تفاعله مع الأمور.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 160

وحقيقة التعلم تقوم على ثلاثة أركان:
1 ـ الاستعداد النفسي والجسدي.
2 ـ القدرة على التعلم.
3 ـ الرغبة في التعلم.
ونحن عندما نحاول أن نطبق هذه الأركان على طفل صغير لم يتجاوز سن اللعب، ونريد أن نشحن ذهنه بالمعلومات والمعارف فهو يفقد كل هذه الأركان؛ لأن الركن الأول وهو الاستعداد النفسي والجسدي يفقده، فهو ما زال غضاً طرياً تسمو نفسه أن تأخذ كفايتها من اللعب والمرح، وزيادة الخبرة من خلال اللعب لا من خلال قاعات الدرس، أو التدريس.
أما عن الركن الثاني وهو القدرة على التعلم إذا أردنا من التعلم قدرة الاستنباط لكي يتعامل مع المعلومات التي تعلمها في حياته ولتصحيح أموره فهو يفقد هذه القدرة. نعم، قد يحفظ وتكون عنده قدرة على الحفظ، ولكن ليس المراد من التعلم الحفظ فقط.
وقد ذكرنا سابقاً أن الطفل يتعلم المقدرة على الربط والتحليل في أثناء اللعب وفي الميدان التجربي. لذا يقول علماء التربية أن أفضل طريق لتعلم الثروة اللغوية هو استخدام المحسوسات في أثناء اللعب. وأما الحديث عن الأمور المجردة أو الغيبيات فإن الطفل لم يصل إلى تعقلها وهو في قاعة الدرس لن يجد سوى المصطلحات الغريبة عنه والبعيدة عن عالمه لذا لا يوفق في إدراكها حق الإدراك.
أما الركن الثالث وهو الرغبة في التعلم فهو غير موجود عند الأطفال لأن رغبتهم الحقيقة منصبة على اللعبة والحركة والقفز والتنقل من مكان إلى آخر.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 161

فتلخص من ذلك أن جميع أركان التعلم وأساسياته يفقدها هذا الطفل الصغير، ولا يوجد حينها من فائدة في إرغامه على التعليم، نعم إذا أردنا أن نعلمه وبشكل مدروس ومقنن فلنجعل من البيئة له مادة دراسية يتعلمها ويكتشفها وبشكل غير مباشر. وذلك عن طريق اللعب وقد أجمع على ذلك كثير من علماء التربية كشو مسكي، وهجمسلان، وهو مبولدت جاكوبسون، ولوكاكس وبياجيه وغيرهم كثيرون، بأن الثقافة العفوية التي يتشربها الولد من محيطه تساهم في إعطاء شخصيته طابعاً معيناً أكثر مما يفعل كل ما ينقل إلى الولد بالطريقة التعليمية الصرف.
فالبيت هو المدرسة الحقيقية التي يتعلم فيها الطفل، فبإمكان الأم أن تعلم ولدها في المطبخ كأن تعطيه درساً في العلوم من غير اسم الدرس، كأن تقول له: أعطني الماء السائل، أو الماء المتجمد، وهي بهذه الطريقة علمته أن المادة قد تكون سائلة وقد تكون متجمدة. ثم تحاول أن تضيف إلى معارفه معارفاً بعد أن يعي المطلب، أو تعطيه درساً في الحساب والرياضيات كأن تقول له : ناولني الصحن الأول والصحن الثاني والملعقة الثالثة. فإذا أخذت منه صحناً أو ملعقة تطرح عليه سؤالاً كم بقى من الصحون أو الملاعق؟
ثم تضيف إليه عدة صحون وتسأله عن عددها وهذه أوليات الرياضيات والحساب، وكذلك بإمكانها أن تعلمه الألوان كأن تطلب منه إحضار حذائه الأسود وجوربه الأبيض والحذاء الآخر الأخضر أو الأحمر. وهكذا أو تعلمه كيفية سقوط المطر بسبب التبخر معتمدة على تبخر الماء في الإبريق. وبهذه الوسيلة تجعل البيت مدرسة، والمطبخ فصلاً من فصوله الدراسة. وهذه الطريقة أفضل من امتحان الولد وإلزامه بطريقة معينة تحد من حريته ونشاطه.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 162

الطرق الحديثة للتعلم

نشأت في العصور الحديثة بعض المدارس التي تستخدم أسلوباً مغايراً عن الأساليب التقليدية في التعليم، وذلك لفشلها أو عدم إثبات جدارتها عند مؤسسي المدارس الحديثة، وجميع هذه المدارس تعاملت بطريقة توحي أن اليوم الدراسي ما هو إلا عبارة عن اللعب والاكتشاف بدلاً عن الوسيلة التي تعتمد التلقين كالطريق الوحيد للمعرفة والتعليم.
وسنذكر هذه المدارس والطرق التي تعتمد عليها حتى نعرف أن المدارس الحقيقة للطفل (دع ابنك يلعب سبعاً أو خلي عنه سبعاً) كما جاءت به الروايات.
1 ـ قام المربي الألماني (فروبل) برياض الأطفال واعتمدت طريقته في تعليم الأطفال على عدة نقاط:
أ ـ الدائرة أو الكرة: وفيها يجد الأطفال السكون والحركة والسطح الواحد والسطح الكثير الجوانب وعنصري الظهور والخفاء.
ب ـ المكعب: وهو يشبه الكرة في أشياء ويختلف عنها في أشياء أخرى، وفائدته أن يعلم الأطفال بعض الحقائق الأولية عن الشكل، الحجم، المساحة، العدد، بواسطة التجربة الحسية المباشرة.
ج ـ الاسطوانة: وهي حلقة وسطى بين الكرة والمكعب أي بين الحركة والسكون إلى غير ذلك من الوسائل، والتي أساسها المباشرة واللعب بهذه الأمور وملاحظة الفوارق بينها.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 163


2 ـ قام نفر من رجال التربية بوضع أساسيات التعليم والعمل بها وهم (كلباتريك ، وكولنجز ، وستفنسون ، والفيلسوف جون ديوي) ، وتقوم فكرتهم على أساس إنشاء وحدة نشاط يقوم المتعلم في محيط يشبه محيطه الاجتماعي وظروف شبهة تماماً بظروف الحياة. وله غرض محدد وهدف يجب تحقيقه من وراء هذا النشاط.
والغاية من ذلك إثارة فضول الطفل نحو أشياء معينة من محيطه يقام تعريفه بهذا الشيء، كما يعتمد هذا الأسلوب على كون المتعلم له كامل الحرية.
والخلاصة : هذه المدرسة تريد أن تجعل المدرسة عبارة عن الحياة نفسها وليس إعداداً لها.
وهذه المدرسة تعتمد على الإجابة على فضول الطفل عن البيئة الخارجية، والشيء الذي قامت به فقط هو التوجيه الصحيح من إشباع فضول الطفل فقط، أما فضوله وحب الاستطلاع فناتج عن البيئة الخارجية التي يلعب فيها الطفل؛ فبلعبه يحتك مع الأشياء ويتعرف عليها، وقد تقدم أن التصابي مع الولد يعطيه التوجيه الصحيح للمعرفة وإشباع فضوله.
3 ـ قامت مربية إيطالية بإنشاء مدرسة أسمتها (بيوت الأطفال) واعتمدت في تعليمها على عدة نقاط:
أ ـ توفير الجو المدرسي الفني بالوسائل الشيقة القادرة على إثارة اهتمام الطفل (وهذا الذي يخلقه اللعب في نفسية الطفل).
ب ـ يتمتع الطفل بقدر كبير من الحرية إذ لا يفرض عليه أي عمل لا يرغب فيه.
(حتى لا يصاب بالإحباط أو الملل مما يؤدي إلى عدم تعلمه الشيء الذي يراد تعليمه).

عبقرية مبكرة لأطفالنا 164


ج ـ أهمية اللعب ليس لمجرد تمضية الوقت بل للتعليم عن طريق اللعب.
د ـ التركيز على الفروقات الفردية القائمة بين الأطفال.
هـ ـ ليس النظام مشكلة بحد ذاته في المدرسة فرغبة الأطفال هي المهمة.
و ـ تربية الحواس هي في أساسيات اهتمام مدرستها.
ونحن عندما نتأمل نجد أن هذه النقاط المراد منها خلق جو مرح ليس فيه تقييد لحرية الأطفال مما يساعدهم على التعليم، وهذا الذي نجده في اللعب تماماً. والفارق الوحيد هو التوجيه أي الحاجة إلى الموجة للإجابة على أسئلة الأطفال.
4 ـ استفاد دالتون من تجربة مدرسة ريفية في الولايات المتحدة، حيث كانت تدرس أربعين طالباً موزعين على ثمانية صفوف وكانت هي المعلمة الوحيدة؛ فكانت تشرح الدرس وتراقب باقي الفصول فكان عليها أن تجد عملاً يشغل بقية الطلاب عن الفوضى، فحولت المدرسة إلى مختبر، أو معامل تربوية يشغل الطلاب بدلاً من الروتين.
فاستفاد دالتون وجعل طريقة التعليم عنده تعتمد على الحرية والتعاون وتحمل المسؤولية.
أقول: وهذا الشيء ما يولده اللعب الجماعي مع بقية الأطفال، حيث يلعبون بكامل حريتهم مع التعاون القائم بينهم لنجاح اللعب، وهو في حد ذاته تحمل المسؤولية.
ومهما يكن من أمر سواء اعتمد النظام المدرسي نظام الفروقات بين الأطفال، كما أوصى به المربي (أكوزينبيه) من الاتجاه الفرنسي، أو تركز على الاهتمام على موضوع مشترك بين التلاميذ كما اقترح دوكر ولي، أو

عبقرية مبكرة لأطفالنا 165

استهدف القيام بعمل جماعي كالمطبعة في بعض المدارس الفرنسية، أو كان العمل المدرسي جزءاً من بنية اجتماعية كما في المدارس التعاونية اليوغوسلافية، أو حتى المدرسة والأسرة التي ينتمي إليها التلاميذ، والوسط الاجتماعي الذي يكتنفهم على المساهمة في العمل التربوي كما يحصل في مدارس الصين الشعبية الجماعية، فإن الهدف التربوي يبقى هو الوصول إلى أفضل حالات اندماج الفرد بالجماعة. وهذا ما يحققه اللعب الجماعي بين الأطفال كما تقدم علاوة على الفوائد التي يقدمها اللعب، والتي لا يحتاج إلى إعدادها. ومن خلال هذا البحث نقول أخيراً للآباء الذين يريدون أن يقحموا أبناءهم في المدارس والتعليم الإجباري أن يقوموا هم بتعليمهم، وملاحظتهم وتشجيعهم من خلال مراقبة لعب الأطفال سواء كانت على شكل فرادي أو جماعي.
ومن هنا نعرف السر الذي أولاه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته للعب الذي يمارسه الأطفال.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 166



عبقرية مبكرة لأطفالنا 167



الباب الثاني

الفصل الثالث


عبقرية مبكرة لأطفالنا 168



عبقرية مبكرة لأطفالنا 169

طريقة توجيه الخطاب إلى الطفل

إن الأوامر التي يراد توجيهها إلى الطفل لابد أن تحمل في داخلها مصالح يراد من خلالها إفادة المأمور به، أو مفاسد يراد تجنبها إلى المنهي عنه، فعليه لابد أن تكون الأوامر الموجهة إلى الطفل ذات أهمية، وغير عبثية حتى تعود على الطفل بالمنفعة له وللآخرين.
وهذه الأمور أو النواهي يجب أن تكون قابلة لتعقل الطفل وإلى عالمه البسيط؛ حتى يستطيع أن يتفاعل مع هذه الأوامر. ومن المهم قبل أن نوجه الأمر إلى الطفل ـ وخصوصاً في النواهي والزجر ـ أن يرفع أساس هذا الأمر حتى لا يعود على نفسية الطفل بالإحباط والسلب؛ فمثلاً عندما تريد أن تنهى طفلك عن العبث بالكتاب يجب عليك من الأول أن تزيل عن عينيه الكتاب حتى لا يعبث به، ومن خلال ذلك توفر عليك توجيه الخطاب إلى الطفل.
ويشير ابن سينا إلى هذا المطلب في كتابه (القانون) يقول: «يجب أن يكون وكد العناية مصروفاً إلى مراعاة أخلاق الصبي، فيعدل وذلك بأن يحفظ كيلا يعرض له غضب شديد أو خوف شديد أو غم سهر، وذلك بأن يتأمل كل وقت ما الذي يشتهيه ويحن إليه فيقرب إليه وما الذي يكرهه فينحى عن وجهه. وفي ذلك منفعتان أحدهما في نفسه بأن ينشأ من الطفولة حسن الأخلاق، ويصير ذلك له ملكة لازمة، والثانية لبدنه فإنه كما أن الأخلاق الرديئة تابعة لأنواع سوء المزاج فكذلك إذا حدثت عن العادة استنبعث سوء المزاج المناسب لها، فإن الغضب يسخن جداً، والغم يجفف جداً، والبليد يرخي القوة النفسانية وتميل بالمزاج البلغمية ففي تعديل الأخلاقية حفظ للنفس والبدن جميعاً معاً» ج 1 ، ص 157.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 170

أقول : قد يقول شخص إن إعطاء الولد كل ما يريد قد يفسد أخلاقه ويجعله مايعاً، أو من أين يمكن تنفيذ كل ما يرغب إليه الولد خصوصاً إذا كانت إمكانية الوالدين محدودة؟
الجواب قلت: إن الطلب والرغبة متفرعة على المعرفة، والعلم به وعند الجهل بها لا يمكن طلبها. لذا يسعى أن لا يطلع الطفل على الأشياء التي يجب أن لا يحصل عليها، فالطفل الذي يعيش في الصحراء مثلاً لا يشتاق إلى الشوكلاته فضلاً عن عدم معرفته بها. هكذا نستطيع أن نتحكم في ميولات ورغبات الطفل من خلال رفعه من أمامه قبل مشاهدته حتى لا يطلبه.
كما أنه من البديهي أن الطفل لأن يحصل على كل ما يريد بل التوازن بين القبول والرفض، بين العطاء والمنع حتى لا يحدث تفريط ولا إفراط.
وإذا تقرر هذا نقول: يجب أن يكون في طريقة الأمر أو النهي عدة أمور:
الأمر الأول: توجيه الأمر أو النهي بشكل فيه الأدب والاحترام لشخصية الطفل، كأن يقول له: (من فضلك ارفع المنديل) وهكذا، أو بنبرة لا حدة فيها حتى لا يحس بالإهانة أو التحقير فضلاً عن عدم الأمر بصور التقريع أو الشتم.
الأمر الثاني: أن يقرن الأمر أو النهي بتعليل بسيط الذي دعا لإيجاد الأمر حتى يكون الباعث إليه أشد وأقوى. بخلاف الأمر المجرد والذي يصدر إليه ويحس أنه مطالب به من غير معرفة ولماذا؟
كأن نقول له: (لا تقترب من الإبريق فإنه حار جداً) فقد يتعقل الأمر والتعليل معاً، وقد يحدوه الفضول وعدم التعقل إلى التجري والمخالفة من غير معرفة الآثار التي ستحدث له، وقد يكون ترك الطفل لكي يخالف بعض الأوامر فيها إيجاب بشرط أن لا يكون ضررها أكثر من النفع، ففي مثالنا

عبقرية مبكرة لأطفالنا 171

السابق قد يقدم على لمس الإبريق فيلسعه ومنها يتعقل معنى الحرارة وأثر المخالفة. وعليه فإنه يستحيل أن يلمس إبريقاً آخر ما لم يتأكد من أنه غير حار.
الأمر الثالث: تطبيق الأمور التي يلزم بها الطفل سواء كانت سلباً أو إيجاباً ولو ظاهراً أمامه، لأنه لا يفرق بين كونه صغيراً أو كبيراً؛ فعندما تقول له،: قم إلى النوم وأنتم تشاهدون التلفاز، فإنه لا يفهم أنه صغير أو يلزمه النوم مبكراً حتى يذهب إلى المدرسة، فإنه عندما يرى الكبار، أو يراك لم تذهب إلى النوم فلن يذهب بل حتى لو ذهب لكان في نفسه شيء من هذا الأمر.
لذا طبق ما تقوله له حتى يقتدي بك.
الأمر الرابع: حبب إلى الطفل ما تريد أن تأمره به. وهذا الأمر من فنون توجيه الخطاب ليس إلى الطفل أو الصغير فحسب بل حتى الكبير يجب أن تصور له الفائدة التي سيحصل عليها من خلال استجابته للأمر؛ كأن تصور له أن من يفعل هذا الفعل يكون ولداً محبوباً، أو ذكياً كأن تقول له: الولد المؤدب هو الذي لا يعمل الفوضى عند مجيء الضيوف مثلاً.
وبإمكانك أيضاً أن تقدم له الإغراءات من أجل استجابته للأمر، كأن تقول له: إذا عملت واجباتك المدرسية سآخذك في نزهة قصيرة، أو أشتري لك هدية وهكذا حتى يكون الباعث له للاستجابة قوياً.
الأمر الخامس: مراعاة قدرة الطفل على تنفيذ المأمور به أي ملاحظة قابلية البدنية والنفسية للاستجابة للأمر والانبعاث نحو تنفيذه؛ فلا يمكن قبول توجيه أمر لطفل لا يتجاوز عمره السابعة أو الثامنة من عمره في تحمل أعباء تنظيف البيت مثلاً. وخير ما قيل: (إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع).

عبقرية مبكرة لأطفالنا 172


الأمر السادس: توجيه النقد للعمل وليس للطفل بعد أن يتصرف الولد بتصرف غير لائق في الخطوة الأولى والتي تسبق عملية العقاب هو أن نوجه النقد للعمل الذي قام به، كأن نقول: هذا العمل غير جيد، أو الولد المؤدب لا يفعل هذا.
وفائدة ذلك أن يحافظ على شخصية الطفل وكرامته أمام نفسه؛ فهو ما زال مؤدباً وطفلاً جيداً، ولكن هذا الفعل الذي صدر منه ليس من سجيته أو تعمده بل وقع خطأ واشتباهاً فيكون تغيره بالنسبة إليه أمراً سهلاً.
الأمر السابع: توخي توجيه اللوم أو النقد للطفل وإرجاعه إلى نقطة إيجابية فيه؛ فإن من شأن ذلك أن يجعل الطفل يتهرب من النقد بواسطة نفي النقطة الإيجابية التي يتحلى بها. وشيئاً فشيئاً قد تؤثر عليه سلباً كأن يقول لطفل: أنت تعتقد أنك ذكي فلماذا لم تحفظ هذا الشيء أو القصيدة؟ مثلاً فيحاول في رفع اللوم عنه بأن يقول: أنا لست ذكياً فتؤثر عليه سلباً.
الأمر الثامن: أن يكافأ الولد على الاستجابة، أو يعاقب عند المخالفة بصورة فورية، بحيث إن أحسن في فعله ورأى أثر هذا الفعل قد عاد عليه بالمنفعة تشتاق نفسه إلى هذا العمل لشوقها إلى العطاء الذي ناله، نعم، يشير علماء التربية إلى أن إهداء الطفل على شكل فترات متقطعة خير من إهدائه شيئاً دفعة واحدة؛ فإعطاؤك الطفل خمس بلونات في أوقات متفرقة يجعله يشعر بأنه محبوب جداً وتجدد له السعادة أيضاً، بخلاف العكس.
وكذا العقاب على مخالفته الأوامر التي توجه إليه مع الملاحظة أن هذا العقاب مجرد تأديب لا تشفي، أو إطفاء غضب. ومن هنا تعلم ما معنى قول

عبقرية مبكرة لأطفالنا 173

أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : «ضربكم لأولادكم مثل السماد للزرع فإن زاد أو نقص أفسد».
ومن الضروري أن لا يقوم بتأديبه أو ضربه أحد غير الوالدين وذلك حتى لا يحس الولد أنه حقير أو ذليل، أو تنشأ عنده عقدة نفسية من جراء ذلك فتذهب شخصيته واحترامه لنفسه، فإن العزيز لا يرضى أن يهان أو يحقر بأي صورة أو شكل وهذه العزة يجب أن تغرس فيه منذ طفولته.

تنبيه :


إن أهم نقطة والتي تشكل العمود الفقري في كل ما تقدم هي الهيبة التي يجب أن يتحلى بها الأب أو الأم حتى يكون انبعاثاً حقيقياً، وإلا مع فقد الهيبة والاحترام والسلطنة فلا فائدة فيما تقدم. لذا يلزم المحافظة على صورة الأب أو الأم ولو ظاهرياً، ومن هنا يجب على كل من الزوجين أن لا يخالف الأوامر التي يصدرها الآخر بخصوص الطفل، فإذا قال الأب: لا تشاهد التلفاز في الوقت الفلاني، أو لا تخرج في الساعة الفلانية مثلاً لا تأتي الأم وتسمح للطفل مخالفة أبيه وكذا العكس. نعم ، يمكن أن يظهر بصورة المتوسط الذي يدعو الطرف المقابل إلى التنازل عن رأيه لأجله وهكذا.
الأمر التاسع: استخدام الإيحاء للطفل أي الإيحاء إليه أنه قادر على تنفيذ المأمور به، كأن تقول له مثلاً: أنت شجاع تستطيع أن تحمل هذا الصحن إلى المطبخ، أو أنت ذكي تستطيع أن تحل المسألة وتعمل الواجب وهكذا؛ فبإستخدامك لهذا الإيحاء فإنه يمثل دوراً في نفسية الطفل في تأدية الشيء.
قد يرتكب الولد خطأ فعند استجوابه من قبل والديه قد يقول الحق والصدق، ففي هذه الصورة يجب أن لا يعاقب الولد على فعله ، لإنه إن

عبقرية مبكرة لأطفالنا 174

عوقب قد يلتجىء لرفع العقاب عنه مرة أخرى بالكذب فينجو من العقاب مثلاً، فعندها يعتقد أن الصدق غير جيد وأن الكذب حسن فيتعود هذا الأسلوب.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 175



الباب الثاني

الفصل الرابع


عبقرية مبكرة لأطفالنا 176



عبقرية مبكرة لأطفالنا 177


ثق بولدك

إن أول خطوات بناء الذات لطفلك هو أن يثق بنفسه، ولا يمكن لطفل لا يتجاوز سنيه الأولى أن يحصل على الثقة بالنفس من تلقاء نفسه وذاته، وعليه على الوالدين أن يسقياه الثقة ويمداه بها عبر نظراتهما، وقد تحس بتفوق ابنك على أقرانه وزملائه فتجد عند بوادر التفوق أو النبوغ من خلال ملاحظاتك إلى اسئلته، أو تصرفاته التي توحي أنها أكبر من عمره. من هنا يجب أن يبادر الوالدان إلى المحافظة على هذا المستوى ورفعه. وربما يفقد الولد نبوغه الظاهري بسبب استخفافه في دراسته، أو العمل الذي يوكل إليه وهنا تتزعزع ثقة الوالدين بابنهما لا سيما إذا تكرر الفشل أو الإحباط للولد؛ فينصرف الوالدان عن تشجيعه إلى تحبيطهن وهما لا يعلمان.
ولكن في الحقيقة يجب أن لا تضعف ثقتك بولدك مها تكرر فشله؛ فقد يكون فشله راجعاً إلى عوامل غير المستوى الذهني أو الذكاء. بل قد أثبتت التجارب التي قام بها (ليموف) أن أكثر من ثلاثين بالمائة من التلاميذ الذين لم يكملوا دراستهم الثانوية تزيد نسبة ذكائهم على 135 درجة من نسبة الذكاء (وعلى حسب تقرير (كرونباخ) أي شخص بنسبة ذكاء تزيد على 130 قادر على النجاح في أي عمل يسند إليه) . وقد أظهرت دراسات أخرى أن كثيراً من الأطفال المتفوقين كانوا من المتأخرين دراسياً.
فعليه يلزم المحافظة على الثقة بالولد أو إيجادها في الواقع الخارجي، لا مجرد تلفظ أجوف لا ينبىء عن حقيقة، ولا يكفي أن تثق بابنك فقط بل لا بد أن يشعر هو بهذه الثقة ويحس بها.
أما كيف يحس الولد بأنك تثق به؟ فبعدة خطوات تلتزم بها وهي كالتالي:

عبقرية مبكرة لأطفالنا 178

الخطوة الأولى: التشجيع والدعم الدائم من الوالدين وكل المحيطين به بمختلف مراتب التشجيع والتشويق سواء كان بالثناء والمدح لكل عمل يقوم به حسن وجيد، أو بالفعل، كأن يحصل على الهدايا التي يحبها حتى تكون حافزاً قوياً له للتقدم أكثر فأكثر.
فقد نصح علماء التربية الآباء الذين يشكون في تفوق أطفالهم أن يعاملوهم على أنهم متفوقون فعلاً على الأقل إلى أن يصلوا للسنة الثانية أو الثالثة الابتدائية، ويجعلوا أي صفة إيجابية حتى يساعدوا الطفل لكي يثبت نفسه.
الخطوة الثانية: الاستماع إلى الطفل ومشاركته في الحديث.
إن الإصغاء إلى الطفل وهو يتحدث يعود على الوالدين بالفوائد الجمة؛ فعندما تستمع لابنك وهو يتكلم فإنك تعرف ما يجول في خاطره، وما يؤثر عليه، ما يحب، ما يكره، وما يطمئن إليه وما يخاف منه بل دع ابنك يتحدث عن كل شيء عنده حتى لو سمعته يقول شيئاً لا تحبه منه؛ فإن ذلك سيكشف لك ما الذي أثر فيه سلباً أو إيجاباً؛ فتقيه من الشر وتحثه على الخير، وخير لك أن تعرف ذلك قبل أن يتوغل هذا الاعتقاد أو ذاك في ابنك ويصعب بعدها علاج الأمر ولا يمكن أن تحصل على كل شيء منه ما لم يطمئن لك أنك لن توبخه أو تعنفه.
وأما الذي يعود على الطفل بالفائدة فهو إشعارك إياه أن كلامه وأفكاره لها قيمة بحيث تجذبك إلى الاستماع إليه ومشاركتك إياه في الحديث، وتبادل الآراء يؤثر في تفكيره ويقفز به إلى مراحل كبيرة جداً، فمن ذلك تعلمه الاستماع وكيف يتحدث مع الآخرين ومتى.
وللأسف أن بعض الأطفال يحسون بالاستصغار، وعدم الاعتراف بهم، خصوصاً إذا كان المجلس مجلس كبار وحديثهم؛ فتجد بعض الأطفال

عبقرية مبكرة لأطفالنا 179

يحب أن يشارك في الأحاديث ولكن يجد التوبيخ والزجر قبل أن يتكلم، هذا إذا لم يطرد من المكان! فعامل ابنك على أنه كبير يكون كبيراً.
الخطوة الثالثة: اعتمد على طفلك في بعض الأمور.
إن من أبرز مظاهر الثقة بولدك أن تعتمد عليه في بعض الأمور التي تناسب شأنه ولا تضر به، كأن توكل إليه شراء بعض الحاجيات للبيت من المحل المجاور، أو تطلب منه إدخال الضيوف والجلوس معهم حتى تأتي من الخارج وهكذا.
وليكن هذا الاعتماد مصحوباً بالقول كأن تقول له: إني أعتمد عليك في هذا الأمر، وإنك قادر على أدائه على أكمل وجه؛ فإن من شأن ذلك كله أن يولد في نفسه الاعتزاز والثقة.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 180



السابق السابق الفهرس التالي التالي