عبقرية مبكرة لأطفالنا 107

أثر خروج الريق

هناك بعض المعارف والعلوم التي لم يطلع عليها أحد أو لم يتلفت انتباه أحد وذلك لغفلة، أو لعد هذا الأمر عادياً وما تميزت العلماء عن غيرها إلا بما أدركته ولم يتلفت إليه الجاهلون؛ فهذا نيوتن الذي اكتشف الجاذبية لسقوط تفاحة. كم هم الملايين الذين شاهدوا سقوط جداران، وصخور فضلاً عن تفاحة ولم يلتفتوا إلى ذلك؟ !
ومن هذه الأمور الريق الخارج من في الطفل؛ فقد قال الإمام جعفر بن محمد عليه السلام في حديثه مع تلميذه المفضل ـ ونحن نعرضه عليك لتعمم الفائدة ـ :
«فأما ما يسيل من أفواه الأطفال من الريقة ففي ذلك خروج الرطوبة التي لو بقت في أبدانهم لأحدثت عليهم الأمور العظيمة، كما تراه قد غلبت عليه الرطوبة فأخرجته إلى حد البله والجنون، والتخليط إلى غير ذلك من الأمراض المتلفة كالفالج واللقوة وما أشبههما، فجعل الله تلك الرطوبة تسيل من أفواههم في صغرهم لما لهم في ذلك من الصحة في كبرهم فتفضل على خلقه بما جهلوه ونظر لهم بما لم يعرفوه . . . ». (1)
و(الريق) هو عبارة عن سائل مائي تفرزه الغدد اللعبابية التي في الفم، لغاية ترطيب الفم واللسان ولتندية الكتلة الغذائية وتليين الطعام.
يقول محسن عقيل في كتابه (طب الإمام الصادق) معلقاً على هذه المسألة ما يلي: «لنعرف أن الطفل لما كان رطب الأعضاء لين الأطراف عند ولادته لزم

(1) البحار: ج 60 ، ص 280.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 108

أن يكون غذاؤه مناسباً لأعضائه رقيقاً في قوامه بزيادة مائية، فإذا تغذى الطفل وجب فصل تلك المائية فتذهب إلى الغدد لتخرج إلى الخارج فتراه يبول كثيراً ويسيل من فمه الريق كثيراً، وإذا لم تسل هذه المائية التي سماها الإمام (رطوبة) وبقيت في البدن رجعت إلى نفس الدم واختلطت معه، أو أنها تبقى في العضو مختلطة مع غذائه. وإذا استمر ذلك استرخى العضو وهذا بلا ريب يحدث في البدن أمراضاً عظيمة، وأحداثاً جسيمة لا يستهان بها مثل البله والجنون والتخلي، ومثل الفالج الذي يبطل فيه الحس والحركة، ومثل اللقوة التي يعوج منها الشق إلى أحد جانبي العنق وأمثالها، لكنها إذا سالت جفت الأعضاء وأخذ البدن بالنمو المطرد واكتسب القوة والنشاط) (1).

(1) ص 511.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 109

الجنبة الثالثة

في عصورنا الحاضرة قد استغني بشكل واضح عن المرضعات في حالة عجز الأم عن إرضاع ابنها، واستبدل هذا بالحليب المجفف أو غيره سواء كان لبن غنم أو بقر أو غيره، ولا شك أن فقد الوليد الحليب الطبيعي له من الأثر الواضح الذي لا يخفى على أحد من الناحية الصحية والمعنوية؛ إذ من خلال الحليب المجفف لن يحصل إلا على الغذاء المادي فقط، وأما الكمالات الروحية فانه سيفقدها.
وهنا خطر في روعي أن أسأل الأستاذ آية الحق والعرفان آية الله العظمى الشيخ بهجت حفظه الله تعالى عن هذه القضية. فسألته: هل يوجد أثر على الطفل في مثل الحليب المجفف إذا لوحظت فيه الشرائط الروحية من ذكر الله وغيرها؟
فأجاب بقوله: ولماذا لا يعطى الحليب الطازج (من البقر) ؟
فقلت له : إن مثل هذا الحليب لا يصح للطفل.
قال: إذا أكثر فيه الماء يصح. ثم أردف أن الحليب المجفف غير معلوم المنشأ. انتهى الحوار الذي جرى بيني وبينه.
أقول: إن منشأ تردد الشيخ (أدام الله وجوده) هو كون هذا الحليب غير معلوم المنشأ فلا يترتب عليه الأثر الروحي؛ فيكون حاله حال الغذاء المطروح في سوق المسلمين. وإن كان التردد هو أن المصنع الفلاني لا يدفع حقوق الله من الخمس، فيكون فيه غصب يمكن للوالدين إخراج خمس ما يشترون من الغذاء لأبنائهم وإن لم يجب شرعاً. فيعطى الولد

عبقرية مبكرة لأطفالنا 110

الحليب بعد أن يخرج خمسه ويضاف إليه ذكر الله والتوسل إليه والدعاء، إلى غير ذلك فيكون غذاء حلال المأكل طيب المشرب وان قلت الآثار الروحية التي يكسبها الطفل والله العالم.

ملاحظات ابن سينا:


ذكر ابن سينا في (القانون) ملاحظات لا بأس بذكرها في المرحلة الأولى من ولادة الطفل.
الملاحظة الأولى:


وإذا أردنا نقمطه فيجب أن تبدأ القابلة وتمس أعضاءه برفق فتعرض ما يستعرض، وتدق ما يستدق، وتشكل كل عضو على أحسن شكله كل ذلك بغمز لطيف بأطراف الأصابع ويتوالي في ذلك معاودة متوالية . . . تفرش يديه تلصق ذراعيه بركبته وتعميمه بقلنسوة.
أقول: قد يولد المولود وفيه أثر التغير من الولادة، فقد يضغط عنق الرحم على رأس الوليد فيخرج مستطيلاً أو عريضاً إلى غير ذلك؛ فمن هنا يجب التدارك لإصلاح هذا الأمر لا سيما أن أعضاء الولد ما زالت طرية قابلة للتشكيل والتغير.
وعملية التمهيد التي تمهد الطفل بشد أعضائه إلى البعض قد ثبتت فائدتها وإن حاول البعض التشكيك فيها وفي إيجابيتها. إن الطفل الرضيع قد يجلس من النوم فيرى يديه وهو لم يتعرف عليها بعد فيفزع، كما يساعد على عدم تخميش وجهه وما شابه ذلك.
الملاحظة الثانية:


ويدغدغ دبره بالخنصر لينفتح.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 111


الملاحظة الثالثة:


يجب أن يكون البيت (الذي فيه الطفل) إلى الظل والظلمة، وأن لا يسطع فيه شعاع غالب، وأن يكون رأسه في مرقده أعلى من سائر جسده.
الملاحظة الرابعة:


فإنه من الواجب أن يلزم الطفل شيئين نافعين أيضاً لتقوية مزاجه (الطفل) أحدهما التحريك اللطيف، والآخر الموسيقى التلحين الذي جرت العادة لتنويم الأطفال وبمقدار قبوله، لذلك يتوقف على تهيئته للرياضة والموسيقى أحدهما بدنه والآخر بنفسه.
أقول: لا شك أن تحريك الطفل بشكل بسيط هو عبارة عن التدليك، وهنا التدليك يعد من العوامل المحركة للدورة الدموية والمنشطة لها ويعطي حيوية للجسد والروح.
أما الموسيقي الكلاسيكية الخالية من الغناء على رأي كثير من الفقهاء جائزة لا إشكال فيها والموسيقى لها انعكاسات على النفس، إذ بها تغير الأمزجة من حال إلى حال، وأبرز آثارها تهدئة الأعصاب. ويجب أن يلاحظ في حال استماعها أن تكون خالية من ضجة عالية، ويستحب التغني بالقرآن أي تحسين القراءة بصوت حزين يؤثر في المستمع.
وقد التفتت أمهاتنا ـ رضوان الله عليهن ـ إلى هذا الفن فأخذن بالأناشيد والأراجيز عند إرضاع الطفل أو عند إرادة تنويمه بخلاف الضوضاء؛ فإنها تولد في نفسيته أثراً سلبياً.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 112



عبقرية مبكرة لأطفالنا 113



الباب الأول

الفصل الخامس


عبقرية مبكرة لأطفالنا 114



عبقرية مبكرة لأطفالنا 115


آداب اليوم السابع

امتاز الإسلام عن غيره بأن جعل لكل شيء آداباً وضوابط، ولهذه الأمور فوائد قد يعرفها الإنسان وقد يجهلها، ولكن لكل شيء مصلحة وأثراً على الفاعل؛ حيث إن الله لا يأمر أمراً عبثياً وهوائياً ـ والعياذ بالله ـ فهو الحكيم الذي لا يصدر منه إلا الحكمة، والعالم الذي لا يصدر منه إلا العلم. فقد تطرقنا سابقاً إلى الآداب التي تخص اليوم الأول بل الساعة الأولى للطفل والآن نتعلم مراسيم خاصة باليوم السابع وهي كالآتي:
الحسن الطبرسي في (مكارم الأخلاق) قال: قال عليه السلام: «سبع خصال في الصبي إذا ولد من السنة: أولاهن يسمى؛ والثانية يحلق رأسه؛ الثالثة يتصدق بوزن شعره ورقاً أو ذهباً إن قدر عليه؛ الرابعة يعق عنه؛ الخامسة يلطخ رأسه بالزعفران؛ السادسة يطهر بالختان؛ السابعة يطعم الجيران من عقيقته» (1).
ولكل أمر من هذه الأمور أداب خاصة به نتحدث عنها بشكل مختصر وعلى الله الاتكال.

الأول : التسمية

وهي عبارة عن إطلاق لفظة خاصة لمعنى خاص يراد به المسمى، وهي من الأمور الملازمة للإنسان في جميع العوالم التي يذهب إليها من الدنيا إلى القيامة، والاسم يؤثر تكوينياً على المسمى وله دخل في حياته من حيث السعادة والشقاء. فالأبراج من إحدى طرقها عبارة عن معرفة اسم الشخص

(1) الوسائل: ص 21.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 116

واسم أمه وتجمع بطريقة خاصة تحد بها كثير من التصرفات التي يريد أن يعملها كل ذلك بهذه النقطة أو العلامة التي يطلق عليها اسم الشخص، فإذا كانت لها هذه الأهمية يجب أن تلاحظ وتراعى بهذا المستوى. نعم، قد تطور الزمان وتفتحت العقول إلى الأمور الجمالية؛ فنشدت للبحث عن أسماء جميلة لأبنائها، وتشعر بسعادة في أثناء البحث، إلا أنه وللأسف ما زالت شريحة من الناس حتى على مشارف الظهور القرن الواحد والعشرين تسمي ابناءها بأسماء قبيحة المعاني وأعرف شخصاً رزق ابنة أسماها (مصيبة)!!
أتعرف كم هي الكارثة على هذه البنت؟ أو مقدار العذاب النفسي الذي ولده لها أبوها بسبب هذا الإسم؟ لذا تعال معنا لنطرق باب بيت النبوة وننظر كيف ينظرون إلى هذه المسألة:

الجانب الأول: وقت التسمية:


يوجد لوقت التسمية اتجاهان:
الاتجاه الأول: يسمي الولد قبل ولادته، قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «سموا أولادكم قبل أن يولدوا فإن لم تدروا أذكر أم أنثى سموهم بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى؛ فإن اسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولم تسموهم يقول السقط لأبيه : الا سميتني وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محسناً قبل أن يولد».
الاتجاه الثاني: وتميل إليه كثير من الروايات: وهو أن يسمى الولد في اليوم السابع بعد الميلاد.
عن عمار عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «وسألته عن العقيقة عن المولود كيف هي؟ قال: إذا أتى للمولود سبعة أيام سمي بالاسم الذي سماه الله عزوجل به» (1).

(1) الوسائل ج 21 .
عبقرية مبكرة لأطفالنا 117

أما وجه الجمع بين الخبرين فإنه عند الولادة أو قبل الولادة يسمى الولد بمحمد والبنت بفاطمة سبعة أيام فإن شاء غيرها وإن شاء أثبتها، وأما العلة من التسمية حتى يطرح الله فيه البركة ويتشرف بهذا الاسم المعظم أو تتشرف بهذا الاسم العظيم.
عن أبي عبدالله عليه السلام : قال «لا يولد لنا ولد إلا سميناه محمداً فإذا مضى سبعة أيام فإن شئنا غيرنا وإلا تركنا».

الجانب الثاني: اختيار أحسن الأسماء:


يسعى كل إنسان أن لا يوصف بأي وصف قبيح يدل على الاشمئزاز، أو النقيصة لذا يطمح إلى الكمال في كل ما ينسب إلى ذاته. ومن الامور التي تنسب إلى ذات الشخص اسمه واسم أبنائه. فمن الضروري حينئذ أن تكون جميلة في غاية الجمال؛ لأنها تعطي صاحبها السعادة والاطمئنان، إن كانت تبعث إلى البهجة وتعطي الشؤم إذا كانت منفرة. فما أحسن أن يكون الشخص اسمه حسناً! فيقول له الغير أحسن الله أيامك أو أخلاقك، وما أقبح أن يكون اسم الشخص كلباً أو حماراً ويشتم بمجرد ذكر أسمه!
لذا نجد الإسلام يركز على هذه المسألة فيأمر الأب أن يختار الاسم الحسن. بل يراه من حقوق الابن على الأب اختيار الاسم الجميل.
عن ابي عبدالله عليه السلام قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة يا فلان بن فلان قم إلى نورك وقم يا فلان بن فلان لا نور لك».
وفي حديث آخر يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : «حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه وأدبه».

عبقرية مبكرة لأطفالنا 118

الجانب الثالث: تغيير الأسماء القبيحة:


قد يصاب الشخص بأب لم ينل الوعي الكافي، أو الإدراك المطلوب فتنعكس هذه الثقافة والوعي على حياته؛ فيختار ما لا يناسب، أو لا يحسن الانتقاء، يجعل لابنه اسماً غير لائق فهنا يلزم على الولد أن يغير اسمه الذي سماه أبوه به، ويحسن هو الاختيار وليس عليه حرج ولا ضرر. بل حتى عائلته إن كان لقبها مقززاً كما حال بعض العوائل.
بل كانت عادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته صلوات الله عليهم يغيرون الأسماء القبيحة بأخرى حسنة.
جاء رجل نصراني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له رسول الله : «ما اسمك؟ فقال: اسمي عبدالشمس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بدل اسمك فإني أسميك عبدالوهاب».
وفي قصة أخرى: «أن رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما اسمك؟ قال: حزن؟ قال له الرسول: بل سهل. أجاب ذلك الرجل بقوله: بل اسمي حزن ولا حاجة لتغير اسمي.
فما زالت الحزون والشدائد في عقبه حتى لعنوه لأنه لم يسمع كلام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
وعندما ينهى الإسلام أن يسمي الإنسان نفسه باسم غير جيد ينهى أيضاً أن يطلق الإنسان على نفسه بعض المسميات المضحكة أو الجالبة للاستهزاء به أو الاستهتار من قبل الآخرين؛ فإن الاسلام يحرم على الإنسان أن يجعل نفسه سخرية للآخرين فهو أول مراتب الحقارة الذاتية التي تؤثر على نفس الشخص


عبقرية مبكرة لأطفالنا 119

الجانب الرابع: أثر التسمية:


قلنا سابقاً: إن التسمية الحسنة لها أثر إيجابي؛فهل يقتصر هذا الأثر على عدم الاستهزاء أو الاحترام فقط أو هناك آثار أخرى؟ لا يمكن لأحد أن يجيب على هذا السؤال غير مدرسة واحدة هي مدرسة أهل البيت عليهم السلام وذلك لأن علمها مستفاد من علم الله، والله العالم بحقائق الامور.
عن ربعي بن عبدالله قال: «قيل لأبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك إنا نسمي بأسمائكم وأسماء آبائكم فينفعنا ذلك؟ فقال: أي والله وهل الدين إلا الحب! قال الله : « قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم»
وإن من أول آثار المنفعة معرفة الموالي من خلال اسمه؛ فإذا كان اسمه علي بن حسين بن محمد بن مهدي فإن هذا أول الاستدلال على كونه من أهل الولاية؛ فيسكن الفؤاد عند سماع هذا النسب المشمول بأسماء الأنوار الإلهية. كما سكن فؤاد القاسم ابن الكاظم عليه السلام عندما سمع تلك الجارية تقسم بحق صاحب بيعة الغدير على صاحبها آلاف التحية والسلام.
وأما ما يسعى إليه بعض الآباء من تسمية أبنائهم بأسماء أعداء أهل البيت ـ وللأسف ـ حتى لا تكون العين على أبنائهم ، وحتى ينالوا الوظائف هنا أو هناك، وغيرها فهذا من ضعف الإيمان وقلة البصيرة وتلبس الأمر عليهم بالمتشابهات هداهم الله إلى حقائق الامور.
ونحن سنتحدث باختصار شديد عن آثار بعض الأسماء وما لها من الأحكام.
أولاً : محمد :


عبقرية مبكرة لأطفالنا 120


1 ـ من المستحب الأكيد تسمية أحد الأبناء بمحمد. قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم: «من ولد له أربعة فلم يسم بعضهم باسمي فقد جفاني».
2 ـ يجلب الخير لأهله ويقدس من قبل الملائكة.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما من مائدة وضعت فقعد عليها من اسمه محمد أو أحمد إلا قدس ذلك المنزل في كل يوم مرتين».
3 ـ يكون حاجباً عن النار موجباً لدخول الجنة.
عن أبي جعفر بن محمد عن آبائه عن ابن عباس قال: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا ليقم كل من اسمه محمد فليدخل الجنة لكرامة سميه محمد صلى الله عليه وآله وسلم»
وفي رواية أخرى.
للقطب الرواندي: أن رجلاً يؤتى في القيامة اسمه محمد فيقول الله له:
«ما استحيت أن عصيتني وأنت سمي حبيبي وأنا أستحي أن أعذبك وأنت سمي حبيبي».
4 ـ ما من قوم كانت لهم مشورة حضر معهم اسم أحمد أو محمد فأدخلوه في مشروتهم إلا خير لهم.
5 ـ إذا نذر أن يسمى الجنين الذي في بطن المرأة محمداً كان ذكراً.
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : «من كان له حمل فنوى أن يسميه محمداً أو علياً ولد له غلام».
أما الأحكام التي يجب أن تراعى عندما يسمي الشخص ولده باسم محمد، أو عندما يتعامل مع شخص اسمه محمد، أو أحمد يجب أن يكرمه بجميع أنواع الإكرام ويحترمه يوقره ويوسع له في المجالس إلى غير ذلك.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 121

عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا سميتم الولد محمداً فأكرموه وأوسعوا له في المجالس ولا تقبحوا له وجهاً». وفي رواية أخرى: «ولا تضربوه ولا تسموا أبناءكم محمد ثم تلعنوهم».

ثانياً: أثر اسم علي على الشخص:


1 ـ من الآثار التكوينية لاسم علي أنه يطيل العمر لصاحبه:
ففي حديث طويل عن الرضا عليه السلام أنه قال: «سمه علياً فإنه أطول لعمره».
2 ـ إذا نذر أن يسمي الجنين علياً يكون غلاماً ولداً.
ثالثاً : آثار من تسمى بأسماء أهل البيت:


1 ـ إذا وجد شخص في بيت بأسمائهم ينتفي عن هذا البيت الفقر.
عن سليمان الجعفري قال: «سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبدالله أو فاطمة من النساء».
أقول: والمراد منه الفقر الحقيقي لا الظاهري إذ الظاهري ربما قد يحصل في بعض الأحيان وفي الروايات: «أن الرجل ما دام عنده ولاية أهل البيت وهو متمسك بها ليس بفقير»، وإن كان ظاهره الفقر المادي. هذا والله العالم.

الجانب الخامس: الأسماء المنهية عنها:


هناك بعض الأسماء التي نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التسمي، أو التكني بها ونحن نوردها من غير سرد الروايات حتى لا يطول المقام إذا اقتضت الحاجة. هي كالآتي: همام والحارث ومبارك وبشير وميمون؛ لئلا يقال: ثم مبارك ثم بشير ثم ميمون. وقال: لا تسموا شهاباً فإن شهاب اسم من أسماء النار وفي

عبقرية مبكرة لأطفالنا 122

رواية أبغض الأسماء إلى الله حارث ومالك وخالد. وأيضاً الحكم وحكيم وضرار ومرة وحرب وظالم. وفي الكنى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ولا يكنيه بعيسى ولا بالحكم ولا بالحارث ولا بابي القاسم إذا كان الاسم محمداً.
هذا كله في الرجال أما النساء فلا يسمى بالحميراء.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 123

الثاني : الحلق

الحلق من الأمور التي أكدت عليها الشريعة الإسلامية حتى وردت أكثر من سبعة وثلاثين رواية تؤكد على حلق الذكر والأنثى على حد سواء، والبعض يتصور أن بشرة الطفل ما زالت رقيقة لا تتحمل، أو يخاف من حلق رأس الطفل فيتغير نعومته، ولكن الحق والإنصاف هو خلاف ذلك. فالمتأمل لبعض الأطفال يجد أن شعره في تساقط ثم يتراجع من جديد. فعند الحلق يوفر الوقت للطفل وستعمل الاستحباب المؤكد فلم يأمر المولى إلا بما هو صلاح للطفل ولوالديه.
عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه السلام في المولود قال: «يسمى في اليوم السابع ويعق عنه ويحلق رأسه ويتصدق بوزن شعره فضة». وفي رواية أخرى «أو ذهب».
وقد يخطر على بال الشخص تساؤل عن العلة الموجبة للحلق؟
عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «سئل ما العلة في حلق شعر رأس المولود؟ قال تطهيره من شعر الرحم».
كما يلزم عند حلق الطفل أن لا يلعب برأسه فيحلق من جهة ويترك من أخرى.
قال أميرالمؤمنين : «لا تحلقوا للصبيان القزع، والقزع أن يحلق موضعاً ويترك موضعاً».
وهناك نكتة ـ الله ورسوله أعلم بها ـ وهي أنه إذا تجاوز المولود أكثر من سبعة أيام لا يحلق له. أما ما هي أسرار القضية؟ يحتاج إلى بحث أكثر.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 124

سأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر عليه السلام عن مولود لم يحلق رأسه يوم السابع فقال: «إن مضي سبعة ايام فليس عليه حلق» (1).



(1) البحار 104 ، ص 133 .
عبقرية مبكرة لأطفالنا 125

الثالث : الختان

وهو من الأمور اللازمة والواجبة شرعاً على الصبي وقد ثبت علمياً أنه يفيد الولد من إزالة الجراثيم والبكتريا عن المنطقة المخصوصة كما يفيد نبات اللحم وسرعته في جسد الصبي.
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «اختنوا أولادكم يوم السابع فإنه أطهر وأسرع لنبات اللحم». وقال: «الأرض تنجس ببول الأغلف أربعين صباحاً».
ومن الأمور التي تجب أثناء الختان قراءة دعاء خاص وهو ما روي عن أبي عبدالله عليه السلام في الصبي إذا ختن قال: يقول: «اللهم هذه سنتك وسنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم، واتباع منا لك ولدينك بمشيتك وبإرادتك لأمر أردته وقضاء حتمته وأمر أنفذته، فأذقته حر الحديد في ختانه وحجامته لأمر أنت أعرف به مني. اللهم فطهره من الذنوب وزد في عمره وادفع الآفات عن بدنه والأوجاع عن جسمه وزده من الغنى وادفع عنه الفقر؛ فإنك تعلم ولا نعلم».
قال أبو عبدالله عليه السلام: «من لم يقله عند ختان ولده فليقلها عليه من قبل أن يحتلم فإن قالها كفى حر الحديد من قتل وغيره» (1).
ومن الطريف ما نقل أنه جرت محاورة بين الإمام أبي عبدالله وزنديق وذلك عن الختان.
قال الزنديق: أخبرني هل يعاب شيء من خلق الله؟
قال أبو عبدالله : لا.

(1) الوسائل: ج 21.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 126

الزنديق : فإن الله خلق خلقه غلفاً غير تم خلق الله، وجعلتم فعلكم في قطع الغلفة أصوب مما خلق الله، وعبتم الأغلف والله خلقه، ومدحتم الختان وهو فعلكم أم تقولون: إن ذلك كان من الله خطأ غير حكمة؟
فقال ابو عبدالله : ذلك من الله حكمة وصواب غير أنه سن ذلك وأوجبه على خلقه. كما أن المولود إذا خرج من بطن أمه وجدتم سرته متصلة بسرة أمه المولود، كذلك أمر الله الحكيم فأمر العباد بقطعها وفي تركها فساد بين المولود والأم، وكذلك أظفار الإنسان أمر إذا طالت أن تقلم وكان قادراً يوم دبر خلقة الإنسان أن يخلقه خلقة لا يطول، وكذلك الشعر في الشارب والرأس يطول ويجز، وكذلك الثيران خلقها فحولة وإخصاؤها أوفق وليس في ذلك عيب في تقدير الله عز وجل».
هذا الحديث كله في ختان الصبي.
أما ختان الفتاة فإن الإسلام جعل ذلك مكرمة أي هبة ان فعلت كانت حسنة وإن لم تفعل لا ضير فيها. وفي زماننها هذا قل ختان الفتيات. نعم، في أفريقيا ما زال هذا العمل قائماً وإن كان بطريقة خاطئة؛ إذ المعمول به هناك هو استئصال البظر كاملاً، وهذا الذي نهي عنه الإسلام، وحث على المرأة التي تريد ختان ابنتها أن تبقي منه شيئاً حتى تحس مما يجب عند الزواج. وفي قصة طويلة خلاصتها: أنه كانت هناك امرأة تسمى أم حبيبة وكانت خافظة هاجرت إلى المدينة رآها الرسول فسألها عن بقائها في عملها؟ فأجابت بالإيجاب. فقال لها رسول الله: «إذا أنت فعلت فلا تنهكي أي لا تستأصلي وأشمي؛ فإنه أشرق للوجه وأحظى عند الزوج».
وفي رواية عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام قال: «يا معشر الناس إذا خفضت بناتكن فبقين من ذلك شيئاً، فإنه أتقى لألوانهن وأحظى لهن».

عبقرية مبكرة لأطفالنا 127

الرابع : العقيقة

العقيقة من الأمور الضرورية التي يجب عملها عن الطفل ويستحب تماثل الذكر بالذكر والأنثى بالأنثى من الشاة. ويفضل أن تكون سمينة وهي لازمة على الأغنياء والفقراء إذا تيسروا. فإذا لم يعق عن الولد يعق عن نفسه حتى مع الكبر، والعقيقة لا تعطى إلا لأهل الولاية؛ فإن أراد أن يوزعها فليوزعها على الفقراء وعلى الأغنياء على السواء لا فرق، وإن أراد أن يقيم عليها وليمة.
عن ابي عبدالله عليه السلام قال: «كل امرىء مرتهن يوم القيامة بعقيقة والعقيقة أوجب من الأضحية».
وكما يلزم من ذبح العقيقة ولا يكفي التصرف بثمنها. كما جاءت الرواية عن ابي جعفر لما عسرت أن يجد العقيقة لا يذبحها فسألة زيد بن علي بقوله: قسرت علي الأخرى فأتصدق بثمنها؟ قال: لا أطلبها فإن الله عزوجل يحب إهراق الدماء وإطعام الطعام.
أقول : والظاهر أن لزوم العقيقة، وأن الله يحب الدماء أنها لأمرين؛ أولها لسلامة المولود عن المخاطر؛ فهو عند الذبح يقول: «لحمها بلحمه ودمها بدمه وعظمها بعظمه اللهم اجعله وقاء لفلان بن فلان».
ويمكن أن يقال في الأمر الثاني: إن الروح قبل أن تلج في المولود كانت في عالم الأرواح تعيش معها، وتأنس بها، كما جاءت الرواية: «أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف». فهي تعيش في ذلك العالم وعند ولوجها في بدن الإنسان فارقت ذلك العالم مما أوجدت مكانا خالياً فاستوحشت الأرواح لفقدانها، وعند ذبح العقيقة. روح العقيقة تكون هي مكانها في ذلك العالم حتى تعود إليه. والله العالم.
كما يلزم عند ذبح العقيقة أن يدعو بما هو المأثور ومنها:

عبقرية مبكرة لأطفالنا 128

عن أبي عبدالله عليه السلام قال: يقال عند العقيقة: «اللهم منك ولك ما وهبت وأنت أعطيت اللهم فتقبله منا على سنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم».
وتستعين بالله من الشيطان الرجيم وتسمي وتذبح وتقول: «لك سفكت الدماء لا شريك لك، والحمد لله رب العالمين اللهم اخسىء الشيطان الرجيم».
ويعطي من الذبيحة القابلة ربعها، أو الرجل والورك كما يكره للاب، أو أحد عياله ـ وخصوصاً الأم ـ أن يأكل من العقيقة. فإن أكلت الأم من العقيقة لا ترضع ولدها؛ لأنه يؤثر سلباً على الطفل. وقد تكلمنا بما فيه الكفاية عن أثر الأكل على المرأة الحامل وولديها فلا نعيد.
وعن الصدوق في المقنع وفي فقه الرضا عليه السلام يقول: «وإذا أردت أن تعق عنه فليكن عن الذكر ذكراً وعن الأنثى أنثى، وتعطي القابلة الورك ولا يأكل منه الأبوان. فإن أكلت منه الأم فلا ترضعه، وتفرق لحمها على قوم مؤمنين محتاجين، وإن أعددته طعاماً ودعوت عليه قوماً من إخوانك فهو أحب إلي، وكلما أكثرت فهو أفضل، وحدة عشره أنفس وما زاد. وأفضـل ما يطبـخ به ماء وملح» (1).

الخامس : أن يلطخ رأسه بالزعفران

وهو أن يؤتى بماء يوضع فيه زعفران ويأخذ هذا الماء ويغسل رأس الطفل بهذا الماء. وأما ثمرة هذا الفعل وأثره فالله ورسوله أعلم.

(1) البحار: ج 104 ، ص 116.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 129

ملحق

يوم الولادة:


هذا اليوم والذي يعد أول يوم لمخلوق جديد على بسيطة الأرض والذي يترقب الوالدان، بل الأهل أجمعون يترقبون اليوم الذي يولد فيه بل الساعة بفارغ الصبر. هل خطر على بال أحد من الوالدين، أو الأهل أن اليوم الذي يولد فيه يكون له أثر على المولود من حيث السعادة أو الشقاء فتكتب له السعادة.
نعم، فقد يولد في يوم سعيد وطالع سعيد حسن، وقد يولد في يوم شؤم فيكتب له الشقاء إلا أن يشاء الله ويمحو وعنده أم الكتاب.
في رواية طويلة جداً تتحدث عن الأيام من حيث سعادتها وشقاوتها، وما يصلح فيها، ذكرها العلامة المجلسي في البحار وكذلك النوري في مستدركه للوسائل ونحن نوردها لتعم الفائدة أكثر.
عن الصادق عليه السلام أنه قال في اليوم الأول من الشهر: هو يوم مبارك محمود فيه خلق الله آدم، ومن يولد فيه كان محبوباً مقبولاً مرزوقاً مباركاً.
الثاني: يوم محمود خلق الله تبارك وتعالى فيه حواء، ومن ولد فيه كان مباركاً ميموناً.
الثالث: يوم نحس فيه قتل هابيل قتله أخوه قابيل (عليه اللعنة والعذاب السرمد) ، ومن ولد فيه كان منحوساً، وفي رواية أخرى: «ومن ولد فيه كان مرزوقاً طويل العمر».
الرابع: يوم متوسط صالح لقضاء الحوائج فيه ولد هبة الله شيث ابن آدم . . . ومن ولد فيه كان مباركاً.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 130

الخامس: يوم نحس فيه لعن إبليس وهاروت وماروت . . . ومن ولد فيه كان مشؤوماً ثقيلاً عسير الرزق.
السادس : يوم صالح ولد فيه نوح عليه السلام، ومن ولد فيه كان مباركاً موسعاً عليه في حياته.
السابع : يوم سعيد مبارك فيه ركب نوح عليه السلام السفينة . . . ومن ولد فيه كان مباركاً ميموناً على نفسه وأبوه خفيف النجم موسعاً عيشه.
الثامن: ومن ولد فيه كان متوسط الحال طويل العمر. (إنه يوم مبارك) .
التاسع: يوم صالح محمود فيه ولد سام بن نوح عليه السلام، ومن ولد فيه يكون محبوباً مقبولاً عند الناس يطلب العلم ويعمل عمل الصالحين.
العاشر: يوم محمود رفع الله فيه إدريس مكاناً علياً . . . ومن ولد فيه كان مباركاً حليماً صالحاً عفيفاً.
الحادي عشر: ومن ولد فيه كان مباركاً صالح التربية (يكون مباركاً مرزوقاً في حياته طويل العمر ولا يفتقر أبداً) .
الثاني عشر: يوم مبارك . . . ومن ولد فيه كان عفيفاً ناسكاً صالحاً.
الثالث عشر: يوم نحس . . . ومن ولد فيه كان مشؤوماً عسير الرزق كثير الحقد نكر الخلق.
الرابع عشر: يوم صالح . . . ومن ولد فيه عاش سليماً سعيداً وكان في أموره مسدداً محموداً مرزوقاً.
وفي رواية أخرى: «من ولد فيه يكون في آخر عمره كثير المال يكون حسن الكمال مشغوفاً (شدة الحب) بطلب العلم ويعمر طويلاً ويكثر ماله في آخر عمره ويكون غشوماً ظلوماً».

عبقرية مبكرة لأطفالنا 131

الخامس عشر: ومن ولد فيه يكون ألتغ اللسان أو أخرس . (يوم المبارك) . وفي رواية أخرى : «يوم محذور».
السادس عشر: يوم نحس رديء مذموم لا خير فيه . . ومن ولد فيه يكون مشؤوماً عسر التربية منحوساً في عيشه وفي رواية أخرى: «ومن ولد فيه في صبيحته إلى الزوال كان مجنوناً ومن ولد فيه بعد الزوال أعمال صالحة (يكون مخبلاً)».
السابع عشر: من ولد فيه كان مباركاً سعيداً في كل أمره.
الثامن عشر: من ولد فيه كان حسن التربية محمود العيش.
التاسع عشر: يوم مختار مبارك . . . ومن ولد فيه كان ثانياً مباركاً مرزوقاً.
العشرون : يوم جيد محمود صالح مسعود مبارك . . ومن ولد فيه كان طويل العمر ملكاً يملك بلداً أو ناحية منه.
وفي رواية أخرى: «يوم متوسط . . ومن ولد فيه عاش في صعوبة».
الحادي والعشرون: يوم نحس مذموم . . . ومن ولد فيه كان ضيق العيش نكد الحياة (ومن يولد فيه يكن محتاجاً فقيراً في أكثر أمره ودهره).
الثاني والعشرون: يوم سعيد مبارك . . . من ولد فيه كان مباركاً ميموناً سعيداً.
الثالث والعشرون: يوم سعيد . . . ومن ولد فيه كان سعيداً وعاش عيشاً طيباً (يكون مباركاً صالحاً).
الرابع والعشرون: يوم نحس مستمر . . . ومن ولد فيه كان منحوساً. وفي رواية أخرى : «ولد فيه فرعون والمولود يقتل في آخر عمره إذا حرص على طلب الرزق أو يغرق».

عبقرية مبكرة لأطفالنا 132

الخامس والعشرون : يوم نحس مكروه ثقيل نكد . . . ومن ولد فيه يكون ثقيل التربية نكد الحياة.
السادس والعشرون: يوم صالح . . . ومن ولد فيه كان متوسط الحال. وفي رواية أخرى : «المولود يطول عمره».
السابع والعشرون : يوم صاف مبارك من النحوس، ومن ولد فيه كان مباركاً خفيف التربية. (إنه يكون طويل العمر كثير الخير) .
الثامن والعشرون: يوم مبارك . . . ومن ولد فيه يكون مباركاً خفيف التربية. (إنه يكون طويل العمر كثير الخير) .
وفي رواية أخرى أنه يوم مبارك . . . ومن ولد فيه يكون مباركاً مقيداً (إن يعقوب ولد فيه ومن ولد فيه، يكون محزوناً طويلاً عمره ويصيبه الغم ويبتلى في بدنه).
(ومن يولد فيه يكون مرزوقاً محبباً إلى الناس وإلى أهله، محسناً إليهم، إلا أنه تصبيه الهموم والغموم ويبتلى في آخر عمره ولا يؤمن عليه من ذهاب بصره).
التاسع والعشرون: يوم مبارك . . . ومن ولد فيه كان مباركاً (الذي يولد فيه يكون حليماً).
الثلاثون : يوم مبارك مسعود . . . ومن ولد فيه كان مباركاً ميموناً مقبلاً حسن التربية موسعاً عليه. (1)
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في خصوص من يولد في يوم الثلاثين:

(1) مستدرك الوسائل: ج 8 ، ص 146.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 133

«ومن ولد فيه يكون حكيماً حليماً صادقاً مباركاً مرتفعاً أمره ويعلو شأنه، ويكون صادق اللسان صاحب وفاء» (1).
أقول أولاً: إن معنى السعادة والنحوسة بلحاظ الآثار الواقع فيها لا بخصوص نفس الأيام. فاليوم بما هو أربع وعشرون ساعة لا نحس فيه ولا سعادة. وكما قال الإمام علي عليه السلام: «كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد»، وعلى هذا لقي الخير في أيامه والحوادث الحسنة ويتخلص من الشؤم والنحوسة، كما قال آية الله مظاهري بالتوكل على الله وبواسطة الدعاء وقراءة القرآن والصدقة حتماً سيزول الحزن، وانتهى كلامه على فرض وجودها.
ويقسم العلماء سعادة الأيام ونحوستها على قسمين:
القسم الأول: يقول بوجود سعادة وشقاوة مستدلاً بقوله تعالى: « فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيام نحسات» (2).
هذا في النحس.
القسم الثاني: لا سعادة ولا شقاوة في الأيام.
وذلك أولاً: لأن لحاظها بالآثار الواقعة فيها وهو ما ذهبنا إليه.
ثانياً : قد يحصل في أيام النحوسة ولادة إمام طاهر مثل ميلاد الإمام علي ابن أبي طالب في الثالث عشر ، والحسين في الثالث من شعبان، وزين العابدين في الخامس منه إلى غير ذلك. وهذا لا يدل على نحوستهم ـ والعياذ بالله ـ بل قد يظهر في واقع المصاب فرحة عظيمة تغطي نحوسة ذلك

(1) مستدرك الوسائل : ج 8 ، ص 169.
(2) فصلت : آية 15.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 134

اليوم؛ فمثلاً: قد يحدث أن شخصاً يركب سيارته ثم يحدث له حدث عظيم فهو عليه نحس وفي نفس الوقت يكون سعيداً لخروجه حياً من الموت المحقق فخروجه أنساه النحوسة.
ثالثاً: مع تسليم وجود أيام سعادة وأيام نحوسة فإنه إرشاد الإمام، وإن من يولد فيها يكون كذا أو كذا ما هو إلا إشارة إلى قابليته واستعداده لذلك. وقد تقدم إيضاح ذلك في مقدمة النكاح فراجع.

السابق السابق الفهرس التالي التالي