عبقرية مبكرة لأطفالنا 28

تاثير الأكل على النطفة

لا شك أن للأكل أثره على النطفة أثراً واضحاً؛ إذ إن النطفة هي في حقيقتها خلاصة الغذاء الذي يأكله الإنسان، ومن الثابت أن لكل غذاء خاصية وأثراً خاصاً به؛ فتتشكل النطفة من تشكيل الغذاء وتأثيره عليها أشد من تأثير الطعام على الإنسان إذا بلغ إنساناً سوياً.
ولا يقتصر الأثر على الناحية الشكلية فقط أو المادية بل على الناحيتين على حد سواء؛ فالمادية والمعنوية تتأثران بالغذاء، ولقد لوحظ انتقال صفات الحيوانات المأكولة إلى آكليها. لذلك نجد الإسلام قد وضع قوائم من الأطعمة والحيوانات لا يجوز أكلها نظراً إلى ما تخلف من الآثار السلبية، بل حتى التي يحل أكلها إذا عرض لها شيء يؤثر فيها يحرم أكلها، مثل الدواجن أو الحيوانات التي تتغذى على العذرة لا يجوز أكلها حتى تطهر.
قال ابن خلدون: «أكلت الأعراب لحم الأبل فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة».
لقد قام العلماء بإجراء تجارب كثيرة على الاطفال لمعرفة تأثير المغذيات على شخصيتهم وسلوكهم ؛ فانعدام وجود الفيتامين أو النشويات أو الأحماض الأمينية في الأطعمة أثر تأثيراً بالغاً على سلوك الأطفال.
هذا وقد وجد أيضاً أن الرضاعة الطبيعية كان لها أثر أفضل بكثير من الرضاعة الاصطناعية . أضف إلى ذلك أنه قد ثبت أن أكل لحوم العجل

عبقرية مبكرة لأطفالنا 29

المحقون بمادة هرمونية (diebhy istiberterog) كان به تأثير على سلوك وشخصية الناس حيث زاد بهم عملية اللواط أو المساحقة.
فإذا كان هذا حال من أعطي مادة هرمونية، فمن باب الأولى من كان بالذات فإن تأثيره أشد نكالاً وأقوى فعالية.
فإذا تقرر ذلك لزم الوالدين من مراعاة نوعية الطعام الذي يأكلانه لسلامتهما ولسلامة أولادهم من الآثار الجانبية. ومن الضروري أن تعلم أن بقاء الغذاء يؤثر في البدن لمدة أربعين يوماً.
عن الحسين بن خالد قال: «قلت لأبي الحسن عليه السلام إنا روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من شرب الخمر لم تحتسب صلاته أربعين يوماً.
قال: فقال: صدقوا.
قلت: كيف لا تحتسب صلاته أربعين صباحاً لا أقل من ذلك ولا أكثر؟
فقال: إن الله جل وعز قدر خلق الإنسان فصيره نطفة أربعين يوماً، ثم نقلها فصيرها علقة أربعين يوما، ثم نقلها فصيرها مضغة أربعين يوماً؛ فهو إذا شرب الخمر بقى في مشاشته أربعين يوماً على قدر انتقال خلقته.
ثم قال عليه السلام: وكذلك جميع غذائه أكله وشربه يبقى في مشاشه أربعين يوماً» (1).
وبهذا يظهر أن جمع الأغذية والتأثير لها يدوم أربعين يوماً، ومنه لا يمكن أن يعرج المصلي بصلاته وهو في حالة نجاسة؛ لذا فهي لم تصل إلى

(1) الكافي: ج 6 ، ص 402.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 30

ساحة القدس بل ليس لها قابلية العروج أصلاً فهو لم يصل فعلاً حتى تقبل، وإن لهذا الحديث مقاماً آخر.
ولنعود إلى صلب الموضوع لننقل ما يقوله الدكتور سيد غياث الجزائري في كتابه : «إذا كانت نطفة الأب مسمومة حين الاتصال الجنسي فإن الجنين يوجد ناقصاً وعليلاً، وهذا التسمم ينشأ من تناول الأطعمة الفاسدة أو معاقرة الخمر. إذن يجب الاجتناب عن الاتصال الجنسي وحين التسمم والسكر بالخصوص» ص 152.
وفي صفحة أخرى يقول: «لقد قام أحد الأطباء الحاذقين في أوربا بجمع إحصائيات دقيقة للنطف التي تنعقد في ليلة رأس السنة المسيحية فوجد 80% من الأطفال المتولدين من تلك النطفة ناقصوا الخلقة، وذلك لأن المسيحيين في هذه الليلة يقيمون أفراحاً عظيمة وينصرفون إلى العيش الرغيد والإفراط في الأكل والشرب ويكثرون من تناول الخمر .. » ص 154.
يقول الدكتور كاريل في كتابه (طريق الحياة) : «إن سكر الزوج أو الزوجة حين الاتصال الجنسي بينهما يعتبر جريمة عظيمة؛ لأن الأطفال الذين ينشأون في ظروف كهذه يشكون في الغالب من عوارض عصبية ونفسية غير قابلة للعلاج».
ومن الطبيعي أن يهتم الوالدان بالنطفة قبل انعقادها بأربعين يوماً ويولون لهذه المسألة أهمية كبيرة؛ وذلك لأن نطفتهما بداية مخلوق جديد سيخرج إلى حيز الوجود وهو مسلوب الإرادة والقدرة والاختيار، وهو في مثل هذا الحال سيحدد سعادته من شقائه ورزقه وعمره وكل الأمور المرتبطة به؛ فإذا كانت نطفته من الحرام ـ والعياذ بالله ـ كيف سيكتب له التوفيق؟!

عبقرية مبكرة لأطفالنا 31

لهذا فإن هذا المخلوق أحوج ما يكون للمساعدة من قبل والديه في مثل هذه الحالة، فإن بسط جناح الذل من الرحمة للوالدين وطلب الدعاء لهما لخصوصية التربية في الصغر حيث ينعدم القدرة عنده ويقع الاتكال الكلي على الوالدين فهو في وضع التقلب العنايتي للوالدين ينقل من مرحلة إلى أخرى والتي تنشأ قبل إيجاد نطفته من كونه إنساناً سوياً، قال تعالى : « واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا» (1).
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه حتى الرجل يجب أن يكون غذاؤه طاهراً من الحلال الخالص حتى بعد انعقاد النطفة في رحم امرأته. لا سيما إذا كان يريد أن يغشاها في فترة الحمل؛ لأن المادة المنوية تتحول إلى غذاء يتغذى عليه الطفل، وأما بالنسبة للمرأة فهو واضح جداً حيث يكون غذاء الطفل وشرابه من غذاء أمه وشرابها لذلك يلزم الاعتناء بهذه الأمور بشكل أكبر.
ففي حديث طويل عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال: «ثم يبعث الله ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عزوجل فيقف منه ما شاء الله، فيقول: يا إلهي أذكر أم أنثى؟ فيوحي الله عز وجل إليه من ذلك ما يشاء ويكتب الملك، ثم يقول: إلهي أشقي أم سعيد؟ فيوحي الله عز وجل إليه ما يشاء من ذلك، ويكتب الملك فيقول: اللهم كم رزقه؟ وما أجله؟ ثم يكتبه ويكتب كل شيء يصيبه في بين عينيه ثم يرجع به فيرده في الرحم، فذلك قول الله عز وجل: « ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها»» (2).

(1) الاسراء 24.
(2) البحار: ج 60 ، ص 340.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 32

فيا أيها الزوجان إن ولدكما أمانة في أعناقكما؛ فإذا كنتما تريدان حياة طيبة لأبنائكم عليكما أن تطيبا طعامكما وشرابكما وتجعلاه من الحلال الذي لا شبهة فيه.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 33

كيفية حصول الشبه

وهذا البحث من أعقد الأبحاث إلى الآن في علم الوراثة، وهو كيفية تفسير اكتساب الولد الشكل الخارجي. فهو بين خمسة أمور: إما أنه يشبه أباه أو لا، أو يشبه أمه أو لا، أو أخواله أو لا ، أو أعمامه أو لا، والأخير أن يشبه شخصاً لا يمت له بصلة قريبة.
العلم الحديث توصل إلى أنه يوجد في كل من مني الرجل وبويضة المرأة كروموسومات فيها عناصر الشبه بين الوالدين إما من الأم وإما من الأب، وهو يأخذ صفاته الوراثية منهما الشكلية، وحتى الخلقية القابلة للتوريث مثل الذكاء، والشجاعة، والجبن إلى غير ذلك ولكن لم يعرف على أي أساس يكون الشبه إلى الأب، أو إلى الأم! أو كيف يحدث؟ وهل باستطاعتنا التحكم في عناصر الشبه؟ وذلك لأن المادة المنوية هي عبارة عن مجموعة من الحيوانات المنوية، ولكل واحد منها حياته الخاصة والسيرة الخاصة، وهو عالم خاص مجموع من الأسرار تنطوي فيه. وواحد منها أو اثنين أو ثلاثة يقع في عملية ناجحة في التقليح من بين الملايين.
هذا هو الذي توصل إليه العلم الحديث.
أما أسرار آل محمد فقد أعطت تفسيراً متكاملاً عن كيفية حصول الشبه للوالدين، أو الأخوال، أو الأعمام أو غير ذلك .
فأنت تستطيع أن تحدد شبه ولدك لك أو لزوجتك أو أخواله أو أعمامه بمراعاة أمرين:

عبقرية مبكرة لأطفالنا 34

الأمر الأول: إذا أراد الرجل أن يكون الولد شبيهاً لأحد والديه فما عليه إلا أن يغشي أهله وهو في حالة من الاستقرار والهدوء.
الأمر الثاني: إذا أراد الرجل أن يكون الولد شبيهاً لأعمامه، أو أخواله فما عليه إلا أن يقارب أهله وهو في حالة الاضطراب أي مرهق ومتعب لا خائفاً ولا وجلاً.
سأل رجل أميرالمؤمنين عليه السلام عن الولد ما باله تارة يشبه أباه وأمه، وتارة يشبه خاله وعمه؟ قال للحسن : «أجبه».
فقال الحسن عليه السلام : «أما الولد فإن الرجل إذا أتى أهله بنفس ساكنة وجوارح غير مضطربة اعتلجت النطفتان كاعتلاج المتنازعين؛ فإن علت نطفة الرجل نطفة المرأة جاء الولد يشبه أباه، وإن علت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه أمه؛ أما إذا أتاها بنفس مزعجة وجوارح مضطربة غير ساكنة اضطربت النطفتان فسقطتا عن يمنة الرحم ويسرته، فإن سقطت على عروق الأعمام والعمات فيشبه أعمامه وعماته، وإن سقطت عن يسرة الرحم سقطت على عروق الأخوال والخالات فيشبه أخواله وخالاته.
فقام الرجل وهو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته».
علق صاحب البحار على الرواية ما هذا نصه:
«أقول: يحتمل أن يكون المراد أنه إذا لم تضطرب النطفة تحصل المشابهة التامة، لأن المني يخرج من جميع البدن فيقع كل جزء موقعه، وإذا اضطربت حصلت المشابهة الناقصة فيشبه الأعمام إذا كان الأغلب مني الرجل لأنهم يشبهون الأب مشابهة ناقصة، وإن غلب مني الأم أشبه الأخوال كذلك . . . .
ومعنى العلو في الرواية كما عليه بعض المحققين أنه سبوق إلى الرحم سواء كانت مني الرجل أو بويضة المرأة؛ فإذا أراد الزوج أن يخرج الولد

عبقرية مبكرة لأطفالنا 35

شبيها بأخواله، أو خالاته، أو أمه، عليه أن يكثر المداعبات وخصوصاً غمز الثديين كما جاء عن الإمام الرضا عليه السلام: «الأمر قبل الجماع بالمداعبة والتقبيل وتغميز الثديين، لأن ماء المرأة يخرج من ثديها، وشهوتها في وجهها فالتقبيل طلباً للشهوة حتى تريد هي منك ما تريد أنت منها، وأما تغميز الثديين فطلباً لنزول مائها حتى يتخلق من المائين؛ لأن البنت إذا تخلقت من ماء الرجل وحده تكون سليطة تشبه الرجال بالأوصاف».
وكان العرب إذا أرادوا تشبه الأولاد بهم عمدوا إلى مواقعة النساء وقت الرحيل لكثرة مشاغل نسائهم فلا يردن ذلك الأمر، بخلاف الرجال فيكون الولد شبيهاً لأبيه ولذلك أنشدوا:
فمن حملن به وهن عواقد حب النطاق فشب غير هبل

اتصاف المولود بصفات مغايرة لذويه:


تقدم البحث عن كيفية اتصاف الولد بصفات أحد والديه، أو الأقرباء. ولكن قد يصادف أن يكون الولد مغايراً كلياً لصفات ذويه فما هو تفسير ذلك؟
يوجد اتجاهان:
الاتجاء الأول: وهو أن تكون المرأة ـ والعياذ بالله ـ قد مارست الزنا، وجامعت رجلاً بصفات غريبة جداً عنهما (الزوجان) كأن تجامع المرأة البيضاء رجلاً أسود أو العكس. وهذا خارج عن محل بحثنا.
الاتجاء الثاني: والذي يسعى أن يعطي هذه الظاهرة صورة علمية ومنطقية. اختلفوا في التفسيرات، فهنا ثلاثة تفسيرات نحاول عرضها بشكل مختصر قد تعرض لها الشيخ محمد تقي فلسفي في كتابه (الطفل بين الوراثة والتربية) وقال:

عبقرية مبكرة لأطفالنا 36

«كثيراً ما نشاهد طفلاً أشهب العينين أشقر الشعر أبيض البشرة ذا هيكل غربي تماماً، في حين أن أبويه يملكان عيوناً سوداً وشعراً أسود وبشرة سمراء وهيكلاً شرقياً تماماً، إن هذه التغيرات التي تخالف السر الطبيعي لقانون الوراثة يمكن أن تستند إلى المتغيرات الأولية والفجائية للجينات ..
ومنشأ هذا كله راجع إلى الطفرة، ولكن العلوم البشرية لم تتوصل بعد إلى العلل الواقعية لأفعال هذه الطفرات الحاصلة، اللهم إلا مجرد بعض النظريات والاحتمالات الفارغة . . .» (1).
النظرية الأولى: ترجع هذه الطفرة أو التغيير المفاجىء إلى بعض أشعة الطبيعة كإشعاعات الأرض المتصلة بالقوة الناقلة لأمواج الاديو في التربة، أو إشعاعات الهواء الناشئة من الشمس أو إلى غير ذلك من الإشعاعات.
النظرية الثانية: وجود الجينات الصانعة للصفات الجديدة في خلايا الأجيال السابقة بصورة مضمرة وظهورها عند حصول الشروط المساعدة لها.
أقول: وإن كنا نتفق مع هذه النظرية من حيث النتيجة، لكن نختلف معهم من حيث الاستدلال عليها؛ فهم يقولون : بأن الإنسان فيه صفات مختفية من حيث الآباء اختفت في الأبناء ثم ظهرت في واحد منهم، فالمجرم يعرف إلى صورة الشكل فاندفاع الجبهة إلى الأعلى وحدة الأذن وعدم التصاق تماماً إن هذه العلامات كانت في آبائه السابقين المجرمين.
النظرية الثالثة والمختارة: وهي عبارة عن تبني الرأي النبوي للموقف، وأن حدوث ذلك هو من الجينات أنفسها والتي عبرت عنها الرواية بالعرق، أي أن عامل الوراثة قد ظهر من أثر الأجيال السابقة التي لم يلحق عليها الوالدان فيعتقدان الغرابة من حيث الصفات للمولود.

(1) ج1 ، ص62 .
عبقرية مبكرة لأطفالنا 37

عن أبي جعفر عليه السلام قال: «أتى رجل من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هذه ابنة عمي وامرأتي لا أعلم منها إلا خيراً، وقد أتتني بولد شديد السواد منتشر المنخرين جعد قطط أفطس الأنف، لا أعرف شبهه في أخوالي ولا أجدادي.
فقال لامرأته: ما تقولين؟
قالت: لا والذي بعثك بالحق نبياً ما قعدت مقعده منذ ملكني أحداً غيره.
قال: فنكس رسول الله رأسه ملياً ثم رفع بصره إلى السماء ثم أقبل على الرجل فقال: يا هذا إنه ليس من أحد إلا وبينه وبين آدم تسعة وتسعون عرقاً كلها تضرب في النسب. فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق تسأل الله الشبه لها فهذا من تلك العروق التي لم تدركها أجدادك وأجدادك، خذي إليك ابنك. فقالت المرأة: فرجت عني يا رسول الله
».
وهنا يكتفي الفلسفي وغيره عنده هذه الرواية التي تشير إلى أن هذه الطفرة لم تنشأ من عنصر غريب عن الزوجين بل هو منهما. ولكن يبقى السؤال وهو ما هو المفعل لظهور هذه الطفرة وما منشؤها؟
علمنا أن العرق دساس وأنه قد يكتسب الصفات الوراثية البعيدة. ولكن ما هو تفسير هذه الظاهرة؟
في معرض الجواب نقول:
أولاً: لقد ثبت علمياً أن المادة المنوية تحتوي على ثلاثمائة مليون حيواناً منوياً، يعني لو كانت هناك قابلية تلقح كل هذه الحيوانات بأي طريقة كانت لكان عندنا ثلاثمائة مليون إنساناً له صفات خاصة تخصه تختلف عن الآخر.
ثانياً: إن تلقيح حيوان واحد من ثلاثمائة مليون دون غيره له سر خاص منشؤه الإرادة الإلهية في المقام الأول، وفي المقام الثاني أن المفعل لهذا

عبقرية مبكرة لأطفالنا 38

الحيوان هو الحالة النفسية التي يكون فيها الزوجان والتي عبرت عنها النظرية الثانية ظهورها عند حصول الشروط المساعدة لها. هذه الشروط هي الحالة النفسية وبالخصوص الحالة التخليلية للزوجين أثناء الجماع. فقد ذكرنا في بداية الكتاب أن النظر إلى صورة شخص، أو صب الاهتمام في شخص معين يؤثر في تشكيل الشخص على حسب المراد، ولا ننتظر الطفرة لتحدث. فقد ذكر صاحب (البحار) تعليقاً على الرواية السابقة التي جرت بين دانيال وبخت نصر ما هذا نصه: «أقول: ذكر الاطباء أيضاً أن للتخيل في وقت الجماع مدخلاً في كيفية تصوير الجنين. قال ابن سيناء في القانون: قد قال قوم من العلماء ولم يعدوا عن حكم الجواز: إن من أسباب الشبه ما يمثل حال العلوق في وهم المرأة والرجل من الصورة الإنسانية تمثلاً متمكناً» انتهى. وقال بعضهم: «تصور رجل عند الجماع صورة حية فتولد منه طفل كان رأسه رأس إنسان وبدنه بدن حية» (1).
ومما يعضد ذلك، أن إحضار الصورة وقت اللقاء الجنسي يؤثر في المشابهة، ما رواه المجلسي في بحاره عن أبي عبدالله عليه السلام وهو يتحدث عن قصة نبي الله شعيب وموسى.
قال: «فلما قضى موسى الأجل لشعيب: قال لا بد لي أن أرجع إلى وطن أمي، وأهل بيتي فمالي عندك؟
فقال شعيب أما وضعت أغنامي في هذه السنة من غنم بلق (بلق سواد وبياض) فهو لك.


(1)البحار : ج60 ، ص367 .
عبقرية مبكرة لأطفالنا 39

فعمد موسى عندما أراد أن يرسل الفحل على الغنم إلى عصاه فقشر منه بعضه وترك بعضه وغرزه في وسط مربض الغنم وألقى عليه كساء أبلق ثم أرسل الفحل على الغنم فلم تضع الغنم تلك السنة إلا ابلقاً . . .» (1).
وأيضاً مما يدعم هذا الاستنتاج وهذا الرأي ما نجده في حكم الإمام علي عليه السلام، وقوله عندما جيء بامرأة إليه قد ولدت ولداً أسود الوجه وكان والداه يتصفان بالبياض. زوجها رفع عليها دعوة بأن هذا الولد ليس له، نظر الإمام علي إلى المرأة وإلى حديثها فوجد صدق اللهجة، وأنها امرأة عفيفة. بعد أن سمع حديثهما حكم بأن الولد للرجل. ثم قال الإمام للرجل: ألم يوجد في الغرفة التي انعقدت النطفة فيها صورة سواد؟ قال الرجل ولماذا؟
قال الإمام علي : إذا توجه الرجل والمرأة في أثناء انعقاد النطفة إلى صورة. هذا التوجه يؤثر على النطفة. وولدك أصبح أسـود بسبـب توجهكـم إلـى الصـورة السـوداء (2).
وليس الأثر للعرق الدساس فقط أو الوراثة البعيدة أو القريبة، بل قد يحصل تشابه حتى مع الغرباء الذين لا ربط لك بهم، وهذا نادر وإليه تشير الأمثال الشعبية (يخلق من الشبه أربعين).
والأصرح في ذلك كله والمؤيد له قول أبي عبدالله عليه السلام حيث قال:
«تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق خلقاً جمع كل صور بينه وبين أبيه آدم، ثم خلقه على صورة أحدهـم فلا يقولن أحد هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئاً من آبـائي» (3).

(1) البحار: ج 13 ، ص 27.
(2) تربيت فرزند از إسلام ص 65.
(3) البحار: ج 60 ، ص 340.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 40

كما تجدر الإشارة إلى أن الفضاء والمكان الذي يقع فيه اللقاء الجنسي يجب أن يكون مكاناً خالياً من المعاصي بعيداً عن آثارها وظواهرها؛ لأن ذلك يؤثر في الزوجين مما يلزم أن يقع ذلك الأثر على الجنين بصورة غير مباشرة، وهناك أحكام كثيرة في مثل هذا الأمر نتطرق لها حسب المقام ـ إن شاء الله ـ أو تفصيلاً في محله.
وهنا نكتفي بالحديث عن هذه المسألة رعاية للاختصار الذي ألزمنا أنفسنا به.

عبقرية مبكرة لأطفالنا 41

تعجيل الولادة ورفع العقم
إن من غايات الزواج هي النسل وتكثير قول (لا إله إلا الله)، ولكن قد تشاء القدرة الإلهية من جعل الرجل، أو المرأة عقيماً لا يرزق الخلف. وذلك لحكمة اقتضاها علم الله، أو قد تتأخر عنه الذرية لا لشيء سوى قدرته، وعلمه بحقائق الامور قال تعالى: « أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير» (1).
ومع ذلك فتح الله الباب على مصراعيه فلم يجعله مسدوداً على العباد، بل حثهم على طلبه والتوسل إليه؛ فإن أكرم الأكرمين لا يرد أحداً خائباً لا سيما إذا أكثر الطلب والح فيه، وإنه لا يوجد لديه سبحانه وتعالى مستحيل بل أمره إذا أراد أن يقول له كن فيكون .
فهذا زكريا عليه السلام قد دعا ربه بأن يهبه ذرية طيبة مع ما بلغ من الكبر وكانت زوجته عاقراً لا تلد ومع ذلك لم ييأس من الاستجابة.
قال تعالى: «هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملآئكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيدا وحصوراً ونبياً من الصالحين * قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء». (2)

(1) الشورى: 50.
(2) آل عمران: 28 ـ 40.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 42

ولذلك عندما استفهم زكريا من الله كيف يرزقه الذرية على ما به وبزوجته جاء الجواب الإلهي، قال تعالى: « قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً». (1)
وفي قصة نبي الله ابراهيم عليه السلام مع ضيفه المكرمين عندما بشروه بغلام عليم قال تعالى: « فاقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم * قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم» (2).
فإذا تأملنا هذه الآيات جيداً نجد الجواب يأتي من قبل الله عزوجل بأن الله يفعل ما يشاء، وأن هذا الأمر عليه هين، وإنه حكيم عليم. فإذا عرفنا أن الله يفعل ما يشاء ولا يقف شيء حاجزاً لمشيئة الله عن حدوث ذلك الشيء إلا عدم المشيئة، فلنسع في الحث والطلب من الله أن يشيء لا سيما أن هذه الإشاءة عليه سبحانه وتعالى هينة غير عسيرة، وما يؤخرها سوى حكمته، وعلمه بمصالح الأمور وأفضلها للعباد. فلندعه بأحسن حال ويتلطف علينا بالإجابة، وأن يرزقنا الذرية الصالحة الطيبة. ولا سلاح لذلك إلا الدعاء؛ فالدعاء يغير ما هو مثبت في اللوح المحفوظ « وعنده أم الكتاب» « يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب» (3).
لذلك نجد أهل البيت صلوات الله عليهم أرشدونا إلى السبيل ولم ييئسونا من الذرية، بل حثونا على السعي والطلب في الطريق الذي من خلاله يحصل الطالب على مبتغاه؛ فكما أن الدواء المادي طريق للعلاج كذلك الدواء الروحي طريق آخر للعلاج الروحي والمادي أيضاً. ومن هذه الأمور ما يلي:

(1) مريم: 9.
(2) الذاريات: 29 ـ 30.
(3) الرعد: 39.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 43

1 ـ أن يرفع صوته عالياً بالأذان في المنزل، ويكثر من ذلك.
روى محمد بن راشد عن هشام بن إبراهيم «أنه شكا إلى أبي الحسن عليه السلام سقمه وأنه لا يولد له فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله. قال: ففعلت فأذهب الله عني سقمي وكثر ولدي» (1).
2 ـ أن يكثر من الاستغفار ليلاً ونهاراً.
شكا الأبرش الكلبي إلى أبي جعفر عليه السلام أنه لا يولد له وقال: «علمني شيئاً فقال: استغفر الله في كل يوم وفي كـل ليلة مائـة مـرة فـإن الله عزوجل يقـول: « استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم بأموال وبنين . . » (2).
3 ـ أن يقول كل يوم إذا أصبح أو أمسى: سبحان الله سبعين مرة ويستغفر الله عشر مرات، ويسبح تسع مرات، وتختم العاشرة بالاستغفار.
4 ـ أن يصلي ركعتين بعد صلاة الجمعة ويطيل فيها الركوع والسجود ويدعو بالأدعية المأثورة، منها:
1 ـ «اللهم إني أسألك بما سالك به زكريا يا رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين.
اللهم هب لي ذرية طيبة إنك سميع الدعاء. اللهم باسمك استحللتها وفي أمانتك أخذتها، فإن قضيت في رحمها ولداً فاجعله مباركاً ولا تجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيباً . . ».
2 ـ ما رواه أبو بصير عن أبي عبدالله عليه السلام: إذا أبطأ على أحدكم الولد فليقل: «اللهم لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين وحيداً وحشاً فيقصر شكري

(1) الوسائل: ج 21 ، ص 373.
(2) الوسائل: ج 21 ، ص 368.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 44

عن تفكيري، بل هب لي عاقبة صدق ذكوراً وأناثاً آنس بهم من الوحشة وأسكن إليهم من المودة، وأشكرك عند تمام النعمة يا وهاب يا عظيم يا معظم، ثم أعطني في كل عافية شكراً حتى تبلغني منها رضوانك في صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء العهد» (1).
3 ـ أن يقرأ قبل الجماع قوله تعالى: « وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانـك إني كنت من الظالمين» (2) إلى ثلاث آيات.
وهناك كثير من الأدعية والصلوات المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، فمن أرادها فليطلبها في محلها.

(1) الوسائل: ج 21 ، ص 368.
(2) الانبياء: الآية 87.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 45

انتخاب نوعية الولد

إن عملية انتخاب الولد ذكراً كان أو أنثى حلم من أحلام الزوجين لا سيما أن لكل شخص ميوله الخاصة به، والرغبة التي تؤثر عليه في اختيار جنس الولد ذكراً أو أنثى. ويمكن القول: إن هذه المسألة كانت منذ القدم تشغل بال الكثيرين ونتاج هذه الحاجة الماسة خرجت بعض الآراء التي لا تقوم على أساس علمي وما هي إلا نوع من الدجل والخداع، ومنها قام على أساس البحث والتحقيق، وإن لم يطابق الواقع 100% بل قاربها. ولله الحكمة البالغة.
وقبل الخوض في الطرق نقدم مقدمات لابد منها.
المقدمة الأولى: أن تحديد الجنس للمولود لا يخص الرجل وحده ولا المرأة وحدها، بل كلا الزوجين لقوله تعالى: « يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا» (1).
فالآية تدل على كون خلقه تم عبر الاثنين وأن الزوجين الذكر والانثى لهما مدخلية في تكوين الجنس، وقال تعالى: « إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج» (2).
و (الأمشاج) هو الاختلاط بين الماءين ماء الرجل وماء المرأة.
المقدمة الثانية: أن المادة المنوية والبويضة هما عبارة عن قابل وفاعل؛ فالمني فاعل والبويضة قابلة للتأثر وكذلك البويضة. ولكن بصورة أضعف

(1) الحجرات : 13.
(2) الإنسان: 2.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 46

للفاعلية وحقيقتهما حيوانات لها وظائف خاصة تسير وفق نظام وضعه الخالق لتسير عليه.
المقدمة الثالثة: أن هذه الحيوانات يؤثر فيها بعض الأمور من حيث تكوينها الذاتي، أو يؤثر عليها من حيث العرض كالأشعة أو غير ذلك.
المقدمة الرابعة: في الرجل يتكون نوعان من الحيوانات الذكورية والتي يصطلح عليها ب (y) ومن ميزاتها صغر الحجم، والسرعة ، وضعف البقاء، والنوع الثاني الحيوانات الأنثوية ويصطلح عليها (x) ومن مميزاته كبر الحجم وطول البقاء.
بخلاف بويضة المرأة التي لا تحمل إلا الحيوانات الأنثوية فقط (XX) ، ولكي ينتج ولد ذكر لا بد من أن يلقح حيوان المذكر (y) الحيوان المؤنث (X)، وإن لقح الحيوان المؤنث (x) بويضة المرأة فيخرج حتماً أنثى؛ لأنه يتكون من (X مذكر وXمؤنث) .
المقدمة الخامسة: يفرز المهبل مادتين على نوع الحيوان المنوي عند الرجل:
فالمادة الأولى: حامضية تقضي على الحيامين الذكورية مما تسبب القضاء عليه، وبقاء الحيوانات الأنثوية وهي تفرز ذلك قبل الإخصاب بثلاثة أيام تقريباً.
المادة الثانية: المحيط الفلوي فهو يناسب من الحيامين الذكرية والأنثوية على حد سواء، ولكنها موجبة النفاذ إلى البويضة مما يؤدي إلى ذكورية الجنين، وتفرز ذلك قبل الإخصاب بيوم واحد أو ست ساعات على أقل تقدير.
وإذا تقرر هذا نقول: يوجد لتحديد الجنس ذكر أو أنثى ثلاث طرق:

عبقرية مبكرة لأطفالنا 47

الطريق الاول: الاتكال على الله والتوسل اليه بالامور الموجبة لتيسيره بقوله« لله ملك السموات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور ... » وهذه الاشياء متعلقة بمشيئته لأمور منها:
الامر الاول: دخل رجل على الامام الصادق عليه السلام فقال: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولد لي ثمان بنات راس على راس ولم ار قط ذكرا.
فقال الامام الصادق عليه السلام (اذا اردت المواقعة وقعدت مقعد الرجل من المراة فضع يدك اليمنى على يمين سرة المرأة واقراء «انا انزلناه في ليلة القدر» سبع مرات ثم واقع اهلك فانك ترى ما تحب . واذا تبينت الحمل فمتى ما انقلبت من الليل فضع يدك يمنة سرتها واقرا «انا انزلناه في ليلة القدر »سبع مرات).
قال الرجل : ففعلت فولد لي سبع ذكور راس على راس وقد فعله غير واحد فرزقوا ذكورا.
اقول : وقول الامام : (تضع يدك اليمنى على يمين سرة المراة ) ربما يشير الى ان البويضة الانثوية والتي تخرج من قالوب الايمن تساعد على الذكورية . وذهب الى هذا الراي كل من الفيلسوف (بارفيد) حيث اعلن «بان جنس الذكر يتكون من الطرف الايمن من الرحم بينما يتكون جنس الانثى في الطرف الايسر » (1) وايضا الدكتور (داوسون) ونظريته تقول :«اذا خرجت البويضة من المبيض الايمن فان الجنين سيكون حتما ذكرا والعكس يكون انثى » (2)

(1) ص26.
(2) انتخب مولودك صبي او بنت.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 48

فقراءة هذه الآيات بهذه الطريقة يفعل دور الحيوان الذكوري بإذن الله ويعطيه الإذن بتلقيح البويضة. هذا والله العالم .
الأمر الثاني: عن أبي عبدالله قال لرجل يريد ولداً: « إذا رجعت إلى بلدك فأردت أن تأتي أهلك فاقرأ« وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» إلى ثلاث آيات فإنك سترزق ولداً إن شاء الله» (1).
الأمر الثالث: أن ينوي أن يسمي ما في بطن امرأته محمداً أو علياً.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من كان له حمل فنوى أن يسميه محمداً أو علياً ولد له غلام» (2).
الأمر الرابع: وهو كثرة الاستغفار وقيل كل يوم سبعين مرة كلما كثر الاستغفار كان أفضل.
الطريق الثاني: ما ذكره ابن سينا في (القانون) للحصول على الذكورية عدة نقاط ملخصها ما يلي:
1 ـ يجب على الزوجين أن يأكلا الأكل الذي فيه سخونة.
2 ـ أن يهجر زوجته من الجماع لكي تقوى الحيوانات المنوية عنده لا عن زهد فيها.
3 ـ أن يقارب أهله في حالة سرور وانبساط.
4 ـ أن يفكر في الذكور في أثناء اللقاء الجنسي ويتصـور الأقويـاء الأشـداء منهـم (3).

(1) الوسائل: ج 21 ، ص 373.
(2) الوسائل: ج 21 ، ص 377.
(3) القانون: ج 1 ، ص 568.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 49

وتبعه على ذلك الدكتور شتلز بأنه يجب أن يتوقف عن الجماع حتى وقت الإخصاب لما تقدم في المقدمة الخامسة، وأضاف إلى أنه يلزم أن ينزل الرجل في أثناء رعشة زوجته (إنزالها)، أو بعده لا قبلها كما يلزم قبل المقاربة على المرأة أن تغسل مهبلها بمحلول بيكربونات الصوديوم الموجود في الأسواق بكثرة، وذلك بأن تضع ملعقتين من هذه المادة في لتر واحد من الماء.
ولكي يكون المولود أنثى يجب أن تغسل المرأة مهبلها بمحلول بالماء والخل الأبيض، وذلك بوضع ملعقتين من الخل من الماء وغسل الموضع بالمحلول. (1)
الطريق الثالث: وهو يعتمد على نوعية غذاء الزوجين؛ فقد تقرر في المقدمة الثالثة أن الأغذية تؤثر على الحيوانات المنوية والبويضة، فلذا يؤمر الزوجان بالإكثار من بعض الأغذية والابتعاد عن آخرى لمدة لا تقل عن شهرين ونصف قبل فترة الحمل.
فالزوجان اللذان يريدان الأناث عليهما أن يكثرا من الأطعمة الغنية بالكالسيوم والمغنيزيوم، ويبتعدان عن الأطعمة التي يوجد فيها صوديوم وأملاح.
هذا الذي أحببنا أن نذكره باختصار شديد حتى لا يخرجنا عن المطلوب والمقصود الأساسي من الكتاب.

لا تأكلي هذا:


الغذاء له الأهمية الكبرى في بقاء الإنسان حياً معافى، بحيث إن لكل طعام خصوصية تختلف عن الآخر بما يوجب مراعاة سلامة الإنسان في

(1) انتخب مولودك صبي أو أنثى: ص 56 ـ 57.
عبقرية مبكرة لأطفالنا 50

نوعية تناوله الأطعمة ؛ فنجد أنه في بعض الأمراض ينهى المريض عن تناول بعض الأطعمة لأنها تؤثر سلباً عليه، وهي لا تؤثر على غيره لخصوصية في المريض. هناك بعض الأطعمة نهى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المرأة في اسبوعها الأول من الزواج من تناولها لما لها من الآثار الوخيمة على المرأة نفسها وهي الألبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض.
وأما سر ذلك فما رواه سعيد الخدري قال: أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب لما زفت إليه فاطمة عليها السلام فقال: «وامنع العروس في أسبوعها الأول من الألبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض من هذه الأشياء الأربعة.
فقال علي عليه السلام: يا رسول الله ولأي شيء أمنعها هذه الأشياء الأربعة؟
قال: لأن الرحم تعقم وتبرد من هذه الأربعة أشياء.
فقال علي عليه السلام: يا رسول الله ما بال الخل تمنع منه؟
قال: إذا حاضت على الخل لم تطهر أبداً بتمام، والكزبرة تثير الحيض في بطنها وتشد عليها الولادة، والتفاح الحامض يقطع حيضها فيصير داء عليها
».
وبخلاصة نقول: كل غذاء أو شراب يؤثر سلباً على الوضع الطبيعي يجب الاجتناب عنه والاتقاء منه، وكل شيء من شأنه أن يفعل ويفيد من الأغذية كالبيض بالبصل أو أكل الهندباء فليداوم عليه.

السابق السابق الفهرس التالي التالي