الأسرة ومتطلبات الأطفال 81


الفصل الثاني


الحاجة للنوم والراحة

المقدمة


الانسان موجود يتعرض للاجهاد والتعب بسبب الحركة والجهد الذي يبذله ، وهذا التعب يكون أحياناً على شكل تعب ذهني ، نفسي وقتي ، أو غالباً ما يكون بدنياً ، ولغرض ازالة هذا التعب تراه يقدم على النوم والاستراحة ويقوم باعادة قواه عن هذا الطريق والمواضيع التي سنتاولها وهي موضوع بحثنا في هذا الفصل ، هي مسألة الارهاق وأسبابه ومخاطره ، وحاجة الانسان إلى الراحة ، وكيفية تأمينها .

الأطفال ومشاعر الخوف والقلق 82

مسألة الارهاق واسبابه :


قلنا ان الارهاق امر يتعرض وجود الانسان ، واسبابه الاساسية كما يلي :
1 ـ نقصان المواد المخزونة في الجسم مثل الماء والمواد السكرية والغذائية .
2 ـ ظهور المخلفات والمواد السامة في الدم والتي تعمل على تقليل فاعلية الدم في عملية ايصال الغذاء والهواء إلى الانسجة .
3 ـ استهلاك الكثير من طاقات الجسم على أثر استهلاك المواد الغذائية في بناء الانسجة .
4 ـ النشاط الذهني والذي يولد ارهاقاً اقل نسبياً في طبيعة الحال إلا إذا كان بصورة مفرطة .
مخاطر الارهاق :


للارهاق آثار ومخاطر متعددة اذ نحتاج لغرض دراسة جميع جوانبها إلى مؤف منفرد ، وما يمكن الاشارة إليه في هذه الدراسة بشكل مختصر ما يلي :
  • للارهاق تأثير واضح في النمو الجسمي والروحي للطفل ، ويساعد على خلق الأجواء المناسبة لعوامل الاضطراب والتأزم ، فيغير العواطف ويدفع الانسان إلى الكسل والكمال ، ويتسبب في ايجاد حالة العصبية الشديدة وينمي العواطف غير المرغوبة .

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 83


    وعلى أثر الفعاليات البدنية تتولد في الجسم سموم معينة تصيب العضلات باضرار جسمية وتسبب في سوء الهضم والصداع وتصيب اعصاب الطفل باضرار بالغة ، ويتسبب الارهاق أيضاً بفقدان الشهية وسوء الخلق ، ويصبح دافعاً لارتكاب الافراد المزيد من الاخطاء ، ويؤدي أيضاً إلى انخفاض مستوى الاداء والعمل بحيث ان الفرد لن يعد قادراً على التطور والتحسن ، وتقل رغبته بمتابعة الأمور ، وفي حالة الاستمرار على هذا الوضع فان حياة الانسان ستتعرض إلى الخطر بل وحتى الموت أحياناً .
    الحاجة إلى الاستراحة :


    وبناءً على هذا الاساس من الضروري ان يلجأ الطفل إلى الاستراحة والتي يحتاجها الطفل أيضاً . وتصل شدة هذا الاحتياج أحياناً لدرجة يشعر معها الطفل بعدم رغبته في الطعام . خاصةً اذا كان هذا الارهاق ناجحاً عن الفعاليات البدنية الحادة وبعد مزاولة اللعب اذ سيسعى الطفل حينئذ ان يتخلص من الارهاق بأي صورة كانت حتى لو بحجة التنازل عن الكثير من الاشياء التي يحبها .
    ولا ينبغي الايحاء إلى الطفل بأنه مرهق ، بل يجب توفير مستلزمات استراحته بشكل لائق . ويجب ان تكون استراحة الطفل متناوبة لكي يزول التعب تماماً وان تكون كاملة أيضاً لكي يكون بوسع الطفل الاستغراق في نوم عميق ويأخذ حاجته منه .
    ان قلة النوم الناجم عن الارهاق يتسبب غالباً في فقدان الشهية وفقر الدم . واضافةً للحاجة إلى الاستراحة اليومية الاسبوعية فان الانسان بحاجة

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 84

    إلى هذه الاستراحة بشكل عام بأن يستريح بعض الشيء خلال الشهر أو السنة ، ويحظى هذا الأمر بأهمية بالغة فيما يتعلق بنمو الاطفال واستقرارهم الذهني والعصبي . وعدم الاستفادة من ذلك سيكون سبباً في ظهورها حالات الضعف وأحياناً التوترات العصبية .
    الاستراحة اشكالها وفوائدها :


    تتجدد الطاقات في ظل الاستراحة ، ويتحقق الأمن الروحي للطفل . ويشعر الطفل بالتحرر من القيود وانه قادر على إداء جهد أكبر . ويستعيد نشاطه وحيويته ويشعر بالاستعداد للعمل وبذل الجهد .
    أما بخصوص صور الاستراحة ينبغي القول انها باحدى صورتين :
    السكون وعدم الحركة ، النوم ، أو الاستلقاء والتمدد على الظهر بشكل كامل يعد بحد ذاته من عوامل الاستراحة ، أو الاتكاء على ذراع الكرسي بشكل كامل له بالغ التأثير في هذا الأمر ، إلا ان نسبة تأثير ذلك لا تصل مطلقاً إلى نسبة تأثير النوم العميق بأن ينام الطفل ويرتاح بكامل وجوده .
    ولا بد من القول ان النشاطات الاجتماعية والترفيهية لها دخل في ازالة الارهاق واغناء الحياة اليومية . كما ان ايجاد التنوع في الحياة يعتبر من عوامل تخفيف الارهاق واضفاء الراحة ، واضفاء الراحة ، وتحديد ساعات العمل وتقليلها في الليل له تأثير واضح في توفير الراحة والمحافظة على السلامة ، وتساعد على ازالة الارهاق الفكري والعاطفي والبدني ، ولكن ليس بمقدور أي منها الاحلال مكان النوم .

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 85

    أهمية النوم :


    لا تقتصر أهمية النوم على الطفل فحسب بل أنه مهم لجميع الافراد أيضاً ، وأهميته بمنزلة أهمية الموت والحياة ، وأنه لنعمة كبير للانسان ، ذلك أن في ظله نسيان الآلام وزوال الهموم ، ويصبح سبباً لاستعادة نشاط الانسان وشحن قواه وتجديدها ، وأنجح دواء لازالة الارهاق الذهني ، وأن نمو الطفل وصحته الجسمية والنفسية مرهونة به .
    ولم يتم التعرف على أساس النوم بعد ، ولو حقن دم الفرد الغالب عليه النوم بحقنة اليقظة لما تسبب في النوم ، وهذا يدل على أن ماهية النوم لا علاقة لها بحالة الدم ، ولكن في نفس الوقت فان راحة وهدوء الانسان ترتبطان به .
    معدل النوم :


    تتفاوت معدلات النوم باختلاف الافراد ، اذ ينبغي مثلاً ان يكون اكثر للاطفال النحاف لان نموهم منوط بهذا الأمر ، كما ان نسبته لها علاقة بالوزن ، والغذاء والحركة ، والجهد وبدانة الجسم أو نحافته واستهلاك الطاقة .
    ويستغرق الاطفال في الشهر الأول من الولادة مدة 16 ـ 18 ساعة خلال اليوم والليلة في النوم تقريباً ، وتقل هذه المعدلات كلما يتقدم بالعمر تدريجياً ، وعلى سبيل المثال تصل هذه النسبة في نهاية العام الأول من العمر حوالي 12 خلال اليوم والليلة فضلاً عن القيلولة التي تتغلب عليهم .

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 86


    ويحتاج الاطفال في عمر 9 ـ 12 سنة وبمعدل متوسط إلى 5/9 ساعة نوم وإلى عمر 20 سنة بحدود 8 ساعات ، وفي عمر 30 سنة بحدود 5/7 ساعة ، ومن 30 إلى 50 سنة بحدود 20/7 ساعة ، ومن 50 فما فوق بحدود 7 ـ 8 ساعات نوم ، وفي كل الاحوال من الضروري ان ينام الطفل بالمقدار الكافي ، وان لا يكون مكانه نومه مائلاً إلى البرودة أو الحرارة كثيراً .
    كما أن أفضل الأوقات وأنسبها للنوم هو الليل ، ومن الافضل ان ينام الطفل مبكراً ، ولو تسنى للاطفال في عمر 1 ـ 4 سنوات ان يناموا قبل طعام الغداء ساعة من الوقت لكان ذلك مفيداً جداً مناسباً لهم ، ومن الأفضل ان يتعودوا على هذا الأمر .
    كفاية النوم :


    ان الأمر المهم الذي ينبغي اخذه بنظر الاعتبار هو كفاية النوم ، إذ ان مقداره ونسبته المتوازنة هي السبب في تعادل فعالية الافراد ، وان انخفضت نسبته فان فعالية الافراد تنخفض هي الاخرى ، ويعتبر النوم والراحة الكافيين ضروريات لنمو ونضج العقل ، ولهما دور أساسي في سلامة التفكير .
    ويتصور بعض الافراد انهم قادرون على إداء عمل أكبر في حالة التقليل من نومهم ، غافلين عن ان هذا الأمر يؤدي إلى انخفاض نسبة ادائه ، ويتضح هذا الأمر بشكل جلي لدى الاطفال الفقراء الذين يضطرون إلى العمل والاقلال من النوم بسب الفقر المادي . ومن الممكن أحياناً ان لا يظهر معدل النوم كفاءة جهود الطفل ومساعيه .

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 87


    وفي مثل هذه الحالة لو احتاج الطفل إلى غفوة قصيرة يجب مساعدته في هذا الامر . وبشكل عام فان المكوث أو التوقف اثناء العمل دليل على نعاس الفرد والذي يسلبه امكانية التركيز والدقة الكافيين اثناء العمل .
    ويعتبر النوم الكافي من العوامل المهمة في النمو أيضاً ، وله أهمية كبرى لكافة مراحل العمر وخاصة في مرحلة البلوغ ، ويتمتع الاطفال الاصحاء بنوم منظم وان ساءت تصرفاتهم وأوجدوا الضوضاء تقلل من نومهم ، واثناء الاضطراب أو بعد البكاء والصراخ الشديد لن يكون لهم وضع جيد اثناء النوم .
    محل النوم :


    من المسائل المهمة في النوم هي مسألة محله ، ان الاستراحة المنتظمة والكافية في ظل الاستفادة من الهواء الطلق ، والمحل المضاء ، يوفر المناخ الملائم سلامة الجسم والروح على حد سواء ، كما يجب ان يكون محل نوم الطفل في مكان تتمكن الام من سماعه في أي وقت ينادي عليها واجابته فوراً ، وهذا الأمر ضروري أكثر للسنوات الست الاولى من العمر .
    ويجب ان يكون محل نوم الطفل بعيداً عن العوامل المزعجة ، وعن الضوضاء والروائح الشديدة والكريهة ، وان لا يشعر الطفل بالاشمئزاز والخوف وعدم الاطمئنان ، ويحظى هذا الأمر بأهمية أكبر بالنسبة للأطفال الصغار والرضع ، انه بحاجة لأن ينام باطمئنان اكثر وفي مكان معتدل ونظيف ، وذو نور ملائم .

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 88

    مسألة الأرق


    من المسائل المهمة التي لها تأثير كبير على صحة الأطفال ، هي مسألة الأرق . ويعاني الطفل أحياناً من حالة عدم النوم ، ويحدث ذلك تماماً عندما يثار الطفل بشكل حاد أو عندما يعاني من ألم معين في المعدة أو في مكان آخر من جسمه .
    وكذلك فان الوساوس والأزمات النفسية ، وتغيير العادات تؤثر بشكل كبير في عدم نوم الافراد ، وتزيد حالات الافراط في طعام العشاء ، والارهاق الشديد ، وتناول الاطعمة المهيجة ، والافراط في تناول الشاي والقهوة من نسبة الأرق ، كما ان الانتقادات الشديدة ، والتركيز كثيراً على اخطاء الاطفال ، واحراجهم دائماً وتعييرهم تسبب كلها في ازعاج الطفل ومعاناته الفكرية وتسلب النوم من مآقيه .
    ان تناول العقاقير الطبية لمرة أو مرتين لا خطورة فيها ، ولكن الخطورة تكمن في تكرار استعمالها ولمدة طويلة ، من الخطأ ان يلجأ الوالدين دائماً الى زج الاقراص في فم الطفل لتنويمه وذلك لانها ستتحول الى عادة فيما بعد ولها عواقب وخيمة .
    مخاطر الأرق أو الحرمان من النوم :


    للأرهاق أو الحرمان من النوم مخاطر جمة ، إذ كلما ازدادت نسبته كانت مخاطره اكثر ، فالطفل الذي يعاني الحرمان من النوم يتغير لون وجهه ، وتسود مآقيه ورائحة فمه كريهة ، ويصاب بارهاق شديد ، ونقصان الوزن ، والانكسار ، وقلة التحمل والدوار .
    وليس بمقدور هؤلاء الأفراد المحافظة على حيويتهم ، أو القدرة على

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 89

    العزم والارادة الصحيحين ، ولا يفكرون بشكل سليم ، ويجيبون على الاسئلة بشكل مجمل ، ويعانون أحياناً من الأوهام الحادة ، فهمهم بطيء ويعانون في مشاكل وصعوبات معينة في بعض الامور الهامة كالتنفس وضربات القلب وكذا في الاعصاب .
    ان الحرمان من النوم يهيئ الأرضية اللازمة للتفكير غير المنطقي ، والاجوبة التي يعطيها الطفل على الاسئلة الموجهة إليه تتسم بالشطحات ، وتترك السموم الناجمة عن الارهاق آثاراً سلبية على الجسم والأعصاب ، وتنغلق العيون تلقائياً وتحتاج الى جهود كبيرة لغرض ابقائها في حالة متعادلة .
    وكما ان قلة النمو له آثاراً مضرة ، فان كثرة النوم تؤدي الى الخمول ، بحيث ان الفرد يكون غير قادراً على تركيز حواسه ، إذ يزول ذكاء الفرد وكفاءته بل وحتى تظهر عليه آثار الدوار .
    ان الافراد الذين يناممون أكثر مما هو مقرر لهم يصابون تدريجياً بالكسل والخمول ، ويفقدون شهيتهم ولا يحظون بالحيوية والنشاط اللازم ، وتتغير ملامحهم ، وينتفخ وجههم وعيونهم ، وتزول عنهم طباع المرح والنشاط .
    كيفية النوم :


    لكي يكون النوم عاملاً مساعداً على خلق حالة النشاط والفرح ومزيلاً للتعب والارهاق من الضروري أن يتم وفقاً لبعض الضوابط والخصائص ، فالنوم مكشوفاً دون غطاء أمر حسن إلا انه يصبح أحياناً سبباً في رؤية بعض الاحلام ، كحالة الطيران مثلاً ، وتغطية الرأس اثناء

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 90

    النوم يؤدي إلى الارهاق أو الاحلام المزعجة ، والنوم على الوجه يؤدي الى ضعف ضربات القلب ، والذي يؤدي بدوره إلى الاصابة بالصدمة والتسبب في رؤية الاحلام المرعبة والخطرة لدرجة تؤدي بالطفل ان يصرخ وينزعج بشكل مخيف .
    إذن ، ينبغي تعلم أساليب النوم الصحيحة والعادات المناسبة ، مثلاً على الطفل ان يدرك متى ينام وكيف وكم ينام . ويوصي أصحاب الرأي بأن ينام الافراد ورأسهم إلى الشمال والاقدام إلى الجنوب ، وأوصى الاسلام بأن ينام الافراد مستقبلين القبلة ، والنوم على جهة اليمين مع ضم الرجلين الى البطن قليلاً أكثر ملائمة لهضم الغذاء .
    بعض الملاحظات لنوم الاطفال :


    لا بد من مراعاة بضع الضوابط والملاحظات بصدد نوم الاطفال ، وأهمها ما يلي :
  • تغوط الطفل قبل النوم .
  • الذهاب الى التواليت عند الاستيقاظ في منتصف الليل .
  • عدم ارهاق الذهن قبل النوم .
  • عدم الذهاب الى الفراش قبل التهيؤ .
  • استخدام ملابس النوم العريضة وحتى ارتداء السروال (البجامة) بدلاً عن الشورت .
  • الابتعاد عن الاضطراب .
  • استخدام الاغطية المناسبة مثل البطانيات اللينة والمرنة ليصبح

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 91

    بالامكان تحريك الاطراف ونقل الطفل من مكان الى آخر .
  • التحوط من ذكر القصص المرعبة قبل النوم واخراج اليدين من القماط .
  • عدم تغطية الرأس بالبطانية .
  • عدم التعود على التدحرج في الفراش أو النوم مقلوباً وعلى الوجه .
  • استخدام الفراش الصلب والخشن نسبياً والغطاء المرن .
  • الامتناع عن اجبار الطفل على النوم .
  • عدم استخدام النوم كوسيلة للعقاب .
  • عدم الاصرار على النوم المبكر .
  • مغادرة الفراش بمجرد الاستيقاظ صباحاً ، و . . . الخ .
    النوم المريح :


    النوم المريح يحتاجه الطفل بشدة ولا بد من مراعاة الملاحظات المدونة ادناه لهذا الغرض .
  • ان لا يكون متخماً بالطعام لانه سيؤدي الى عدم الارتياح اثناء النوم ، وان يكون الطعام مناسباً ومعتدلاً .
  • ان لا يكون جائعاً لانه حائل كبير أمام النوم .
  • توفر الالعاب المناسبة قبل النوم ، يؤدي الى الشعور بالامن والهدوء اثناء النوم .
  • لو كانت للطفل حاجة معينة أو رغبة ما ، فيجب عليكم توفيرها له كي

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 92

    لا يشعر بالقلق .
  • الارهاق والتعب الشديدين سواء من الناحية الذهنية أو البدنية يؤدي الى النوم المزعج والكسل فاحذروا ذلك واجتنبوه .
  • ينبغي ان نعود الطفل ان ينام على ذكر اسم الله تعالى ، وينام براحة تامة .

    * * *



    الأسرة ومتطلبات الأطفال 93


    الفصل الثالث


    الحاجة إلى التغوط

    المقدمة


    لماذا نبحث في موضوع التغوط في الوقت الذي تعتبر فيه هذه المسألة من الامور البديهية ، ويمكن تفهمها بدون الاشارة إليها أيضاً ، بل ان الاطفال عادة سيبلغون مرحلة معينة يتمكنون معها على اية حال بقضاء حاجتهم بهذا الصدد ؟
    والجواب هو ان لمسألة التغوط جوانب واصول معينة لا بد من مراعاتها ، وان عدم مراعاتها تؤدي الى بروز بعض المخاطر والآثار يصعب أحياناً ازالتها وتلافي نتائجها .
    وبعبارة اخرى ففي مسألة التغوط فضلاً عن الابعاد الطبية والمعيشية هناك مسائل تربوية واخلاقية لابد من مراعاتها ، ولهذا السبب سعينا الى تناولها بالبحث والتحقيق ، وأهمية البعض من تلك المواضيع المتعلقة بهذه المسألة تصل الى درجة قد تؤدي عدم

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 94

    مراعاتها إلى ان تكون مكانة الاسرة وسمعتها ثمناً لها .
    ومن جهة اخرى ، فان أهمية مسألة التغوط تصل أحياناً الى أهمية سلامة جسم الطفل وروحه ، وان عدم مراعاة بعض الضوابط في هذا المجال تؤدي الى الحاق الضرر بجسم الطفل وأيضاً تسبب له صدمة نفسية ، ولهذا لاسبب من الضروري الاشارة هنا الى الابعاد المتعلقة بالجوانب الاخلاقية والتربوية ، والجسمية والنفسية ولو بنحو الاختصار .


    الأسرة ومتطلبات الأطفال 95

    بداية تحكم الطفل بالتغوط :


    لا يعير الطفل أهمية معينة بالتحكم في الادرار أو المدفوع في الأشهر الاولى بعد الولادة ، ويتم هذا الأمر عند الطفل تلقائياً ، ومن الطبيعي ان يقبل الوالدين والمربين بهذا الوضع وان يظهر تقبلهم واحتضانهم للطفل .
    ولو كان الطفل صحيحاً معافاً فانه يخطو الخطوات الاولى في حدود الشهر الثامن الى العاشر في اظهار تحكمه بمسألة الدفع تحت ضابطة ونظام معينين ، وفي الشهر الثاني عشر يمكن ان نتوقع حصول هذا الأمر مرتين أن ثلاثة مرات منه في اليوم عند الحاجة وفي أوقات مشخصة .
    وابتداءً من أواسط السنة الثانية تتولد الرغبة لدى الطفل للتحكم بنفسه والسيطرة عليها ، ويتضح هذا الأمر في الاطفال بشكل علني بحدود الشهر الثامن عشر ، إذ يطمح ان يمارس عملية السيطرة على نفسه ، ويستخدم اشارة معينة لاخبار والدته بالوضع الذي هو فيه ، ولكن تبقى مسألة التحكم بالمدفوع ورود الفعل ازائها متفاوتة باختلاف الافراد ، ومن هذا المنطلق لا ينبغي مقارنة وضع طفل ما بطفل آخر ، ولا ينبغي الشعور بعدم الارتياح والاضطراب ولماذا طفلي كذا وكذا ؟
    مخاطر التحكم السريع والمبكر :


    إن اصرار الوالدين على مسألة التحكم بالادرار قبل أوانه وقبل ان يكون ذلك ممكناً للطفل من الناحية الفسيولوجية والنفسية يعتبر بمثابة جهد لا طائل منه ، ومحاولة عابثة وخطرة بل وحتى من الممكن ان يتسبب في تأخير تحقق هذا الأمر لدى الطفل ، ان الضغط المستمر والالحاح على تنظيم هذا الأمر من الممكن ان يؤدي الى خلق حالة عدم الاستقرار النفسي لدى الطفل ، واكتشاف

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 96

    ان جزء من الانفعالات ، وحالات الأرق وعدم النوم وحتى سوء النوم لدى الطفل تتعلق بهذا الأمر .
    الاساس هو ان يصل الطفل من حيث النمو الى درجة تمكنه من المحافظة على استقلاله بهذا الخصوص ، وان تكون حالته النفسية بالشكل الذي يساعده على الوصول لهذا الهدف ، ولغرض تحقيق هذا الأمر لابد من التحلي بالصبر لمدة سنة أو سنتين ، وان نداري الطفل لغاية عمر 4 ـ 5 سنوات ، بمعنى ان الطفل لو بلل نفسه أحياناً حتى في السنة الرابعة من عمره ، ينبغي أن لا نلومه .
    أسباب الامتناع عن الدفع :


    بالرغم من ان الطفل أحياناً يبلغ مرحلة من النمو تمكنه الاخبار عن حالته أو الذهاب بنفسه الى التواليت إلا انه يصبح في حالة معينة يبدو معها وكأنه يمتنع عن التغوط ، ويسعى جاهداً لتأخير هذا الأمر أكثر فأكثر ، وفيما يتعلق باسباب هذا الامتناع يمكن الاشارة إلى الامور التالية :
  • عدم اهتمام الام بالطفل وعدم متابعته أو تعليمه ، خاصة عندما يتردد الطفل في الذهاب الى التواليت بسبب الخوف من الظلام أو لاسباب اخرى .
  • اصرار الطفل على مواصلة اللعب وتمسكه بمواصلة ذلك بسبب جماليته الشديدة لديه .
  • اصرار الام والحاحها على الطفل في الذهاب الى التواليت ، والذي يساعد على دفعه الى العناد .
  • اثبات استقلاله الشخصي والانتقام من الوالدين ، والذي يمكن ان يخلق المتاعب لهم .

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 97

  • رد الفعل الناجم عن ولادة الطفل الآخر ، وابراز اعتراضه والذي يتجلى بصورة حبس الادرار أو توسيخ نفسه .
  • الشعور باللذة جراء حبس الإدرار ، والذي يمكن ان ينظر إليه على انه نوع من الارضاء الغريزي لدى الطفل .
  • الشعور بالألم بسبب ضيق المجاري البولية أو مسألة اخرى كاليبوسة .
  • الخوف من الجلوس في المستراح والشعور بالخطر من هذا الأمر .
    خطورة ذلك على الطفل :


    الامتناع عن التغوط لأي سبب كان مضر بالطفل ، وضرره الجسمي يكمن فيما ذكره الاطباء ويساعد على الاصابة بالالتهابات وآثاره النفسية تكمن في اتساع حالة التشاؤم وسوء الظن ، الخسة واللؤم ، ومسائل اخرى من هذا القبيل والتي أشار لها علماء النفس .
    أما الخطر الآخر الذي سنشير له في هذا البحث هو ان هذا الامتناع والحبس يهيئ المناخ الملائم أحياناً لظهور الانحراف الجنسي عند الاطفال، بل وحتى من الممكن ان يدفعهم الى الكشف ارضاءً لنفسه والاستمناء ، وهذا بحد ذاته يعتبر من احدى عوامل الانحراف ، وقد اشرنا لذلك في كتاب الاسرة والمسائل الجنسية لدى الاطفال .
    ان حبس الإدرار في البنات اضافة لتسببه في خلق الاجواء المناسبة لهذا الانحراف ، إذ يعد بحد ذاته سبباً لكشف الفعاليات ، ومن الممكن ان يؤدي الى انحناء انبوب الرحم والذي يتسبب في السنين التالية وخاصة اثناء الولادة بايجاد الصعوبات والمشاكل ، ويقال بان احدى اسباب صعوبة الولادة في

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 98

    السنين اللاحقة هو هذا الأمر .
    أما كيف يمكن جعل مسألة الدفع لدى الطفل تتم بشكل طبيعي فالجواب كالتالي :
    أولاً : يجب ان نصل الى مرحلة يكون الطفل فيها قد بلغ النضوج النفسي .
    ثانياً : ان ندفع الطفل إلى هذا الأمر من خلال التشجيع والترغيب .
    ثالثاً : مساعدة الطفل عندما يشعر بالحاجة الى التخلي لكي يشعر بالارتياح ولا يحمل انطباعاً سيئاً عن هذا الأمر في نفسه .
    رابعاً : لو كان الطفل يعاني من اضطراب في وضعه المزاجي ينبغي القيام بمعالجته لكي لا يشعر بالألم من حالات اليبوسة في الدفع .
    بداية تحكم الوالدين :


    السؤال المطروح امامنا الآن هو كما يلي : متى يقوم الوالدان بحمل الطفل على التحكم بمسألة المدفوع ؟ والجواب انه لا بد من التحلي بالصبر والتحمل في هذا المجال ولا ينبغي الاستعجال في ذلك ، طبعاً يمكن عن طريق الانعكاس الشرطي للطفل تعويده على التحكم بالادرار وبسهولة ابتداءً من الشهر العاشر إلا ان الدراسات العلمية اوضحت ان هذا الأمر يحمل مخاطر نفسية للطفل ، وبعد زوال الشرط يعود مرة ثانية الى وضعه السابق .
    ويقترح بعض علماء النفس للاطفال ان يكون البدء بتمرينه على هذا الأمر ابتداءً من الاشهر 14 ـ 16 من العمر ويدعون بان الطفل في هذه المرحلة يكون مسيطراً على اعصابه ، وبامكانه أيضاً ان يسطير على نفسه في هذا

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 99

    المجال ، إلا ان المتفق عليه اجماعاً هو وجوب البدء بهذا التمرين بحدود الشهر الثامن عشر ولكن ليس بصورة جدية ورسمية .
    الشهر الثامن عشر هو عمر البدء بالتمرين ويجب ان يستمر على هذا المنوال الى نهاية السنة الثالثة من العمر تقريباً بشكل هاديء ومنظم ، والعمر المناسب للتحكم الجدي بالادرار يبدأ مع نهاية السنة الثالثة من العمر إذ ان الطفل يبدأ بادراك شخصيته وعمره ، وفي نفس الوقت لا يعني ذلك ان الطفل في هذا العمر يكون قادراً وبشكل كامل على السيطرة والتحكم ، ففي بعض الاحيان يفقد الطفل السيطرة على نفسه وعلى الوالدين في هذه الحالة ان يغضوا الطرف إلا إذ اعلموا بوجود لمدة التعمد في هذا الأمر .
    تنظيم اوقات الدفع :


    لا يجوز تنظيم اوقات معينة لعملية التغوط في الأشهر الاولى بأي حال من الاحوال ، لأن هذا الأمر يعرض الحالة النفسية والسلوكية للطفل الى الخطر ، ويخلق بعض المتاعب للوالدين أيضاً ، ولكن يكتشف أحياناً ان الطفل يقوم بالادرار في ساعة معينة من اليوم ، وفي هذه الحالة ينبغي ان تقوم الام في اليوم التالي وقبل دقائق معدودة من تلك الساعة بايقاف الطفل على قدميه لكي تترسخ هذه العادة فيه تدريجياً .
    كما يجب حمل الطفل على الدفع قبل النوم وبعده ، وقبل الاستحمام وبعده ابتداءً من الشهر 18 تقريباً ، وفي هذا الصدد لا ينبغي ان نعاقب الطفل لكي يقوم بالدفع حتماً لان هذا العمل له اثر سيء على نفسية الطفل .
    ان اتباع اسلوب المداعبة والتشجيع واعطاء هدية مناسبة في بعض

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 100

    الحالات ، يعد أفضل طريقة لحمل الطفل على الدفع والتغوط المنتظم ، ومن الضروري أيضاً عندما تستيقظ الام أحياناً في منتصف الليل ان تأخذ طفلها معها الى التواليت ، خاصة في الليالي التي يتناول فيها الطفل مقادير كبيرة من السوائل لما له من دور اساسي في الحؤول دون الانحراف .
    التمرينات والعادات الضرورية :


    ان عملية التغوط تعد أمراً مهماً لابد ان تكون متقاربة مع بعض التمرينات والتعليمات ، خاصة وان هذا الأمر يكون مقروناً في المجتمعات المختلفة بنوع من الآداب والتعاليم وبشكل عام يعتبر ثقافة ، وعلى سبيل المثال فان بعض الامور المتعلقة بهذه المسألة مثل كيفية الجلوس اثناء التغوط ، ومراعاة النظافة ، والغسل بعد ذلك ، وتجنب التغوط في الأماكن العامة ، وامام انظار الآخرين ، وعدم النظر الى عورته وجهازه التناسلي ، مع مراعاة الموازين الاخلاقي الاخرى والتي لابد من اخذها بنظر الاعتبار .
    ومن الضروري أيضاً ان يكون هذا الأمر مصحوباً بعادات مناسبة مثل عادة التغوط قبل النوم وبعده ، وعند الخروج من المنزل ، ذكر الله تعالى مع المحافظة على الضوابط الاخلاقية ، مراعاة الاصول العامة كالصحة والنظافة و . . . الخ .
    وكلنا يعلم ان ما يصبح كعادة في مرحلة الطفولة سيساعد كثيراً على تسهيل حياة الفرد فيما بعد .
    ولا بد في هذا التعليم من مراعاة الجوانب والأبعاد المرتبطة بامن الطفل ومشاعره واخذها بنظر الاعتبار ، وبالأخص يجب بذلك كل الجهود كي لا يقترن

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 101

    هذا الأمر بالشدة وان لا يترك أثراً سيئاً في الطفل ، إذ ان آثار ذلك ستظهر في الحياة الاخلاقية والسلوكية للطفل في الوقت الحاضر أو في المستقبل .
    خطر اليبوسة على الطفال :


    ان مزاج الاطفال يجب ان يتفعل في كل يوم مرتين أو ثلاث مرات وهذا الأمر بالنسبة للطفل الذي يتناول حليب الام يعتبر أمراً طبيعياً ، وفي السنين التالية بحدود السنة الخامسة من الممكن ان ينخفض ذلك الى مرتين في اليوم ، وفي حالات التغذية الاعتيادية من الممكن ان يصل الى مرة واحدة في اليوم في السنين التالية .
    ولكن ينخفض هذا الأمر في بعض الموارد الى أقل من هذا المقدار ، وهذا يحمل عواقب جسمية ونفسية وغريزية غير محمودة وينبغي معالجته بأسرع ما يمكن ، وفيما يتعلق باسباب اليبوسة لا بد من القول أنه :
  • أحياناً منشأوه نفسي ويفصح عن مرض أو اضطراب نفسي .
  • وأحياناً يكون بسبب الألم الناجم عن الدفع .
  • ويكون أحياناً كرد فعل على اجراءات الام الشديدة لتعويد الطفل على الذهاب الى المستراح ، إذ ان هذا الأمر يؤجج مقاومته وعناده .
  • الاضطرابات في المعدة والامعاء تعد بحد ذاتها من العوامل الاخرى في هذا الأمر . وعلى أي حال ليس من الصالح ان يكون الطفل بهذا الوضع خاصة وأنه فضلاً عن الاضرار الجسمية والنفسية من الممكن ان يساعد على ظهور الانحراف لدى الطفل .

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 102

    اللعب بالأعضار التناسلية :


    من المسائل الاخرى التي يمكن ذكرها في امر الدفع هو ان الطفل يقوم أحياناً وحتى في سني الرضاعة واثناء تبديل الخرقة يقوم بملاعبة اعضائه التناسلية ويساعد ذلك على اعداد الارضية المناسبة للافصاح عن اللذات الغريزية ومصادرها ، ومن الممكن ان يؤدي ذلك الى الاستمناء وزيادة الشهوة فيما بعد ، ولهذا السبب فان هؤلاء الاطفال بحاجة الى مراقبة اكثر ، وعلى الامهات ان يمنعن الطفل عن ذلك دون اللجوء الى ممارسة الخشونة .
    كما يجب ان تحذر الامهات اثناء غسل الاطفال ان يقمن بالغسل بشكل لا يساعد على خلق الاجواء المناسبة لهذا الانحراف ، أو ان لا تلمس الامهات الاعضاء التناسلية للطفل لأي سبب كان أو ان لا تمد يدها الى فخذ الطفل وعورته اثناء مداعتبه ، على ان هذه العادة مع الأسف موجودة لدى بعض الامهات غير الواعيات .
    الاستقلال في الدفع :


    عندما يصبح الطفل قادراً على الجلوس على صخرة المستراح أو يكون قادراً على الجلوس على القعادة (المكان المخصص لتغوط الطفل) لا بد من اعداد الارضية المناسبة للاستقلال في الدفع ، ويجب ان يتم هذا الأمر أيضاً عندما يكون الطفل قادراً على توضيح احتياجاته والاعراب عنها ، وقد أوضحت التجربة ان من عوامل التهرب من الدفع هو الشعور بالخطر من الجلوس على صخرة المستراح .
    كما يجب ان يحصل الاستقلال في الدفع عندما يكون الطفل قادراً على اقامة ارتباط عاطفي وثيق بينه وبين المربي وان يطمئن الى مساعدته اياه

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 103

    وعلاقاته به ومن هذا المنطلق يجب ان لا يتقطب وجه الام حين تغوط الطفل أن لا يبدو عليها طابع الطرد بحيث يشعر الطفل بأنه اصبح مؤذياً لها ، لان هذه الحالة مضرة على سلامة الطفل فكرياً ونفسياً .
    ان تغسيل الطفل بعد الدفع من قبل الام في حالة نمو الاطفال يعتبر أمراً ضرورياً خاصة ، وانه من عوامل الانحراف الغريزي في الطفل . وفي بعض الأحيان يشعر الطفل بالحكة في موضع الدفع بسبب عدم غسل الموضع وتنظيفه ، وان القيام بحك الموضع يصبح سبباً للكشف عن موضع اللذة ، ويؤدي الى الانحراف فيما بعد ، والمعروف ان مراعاة النظافة والتغسيل يعد بحد ذاته أمراً أساسياً في تأمين سلامة الطفل ، وكذا الحال في غسل الجسم إذ يمهد الارضية للتنفس الجلدي بشكل افضل وعدم القيام بذلك يصبح سبباً لسوء الخلق ، ونفاذ الصبر ونفوذ السموم والاخطار في الجسم .
    الابتعاد عن الاضطراب في الدفع :


    ينبغي ان يحصل الدفع بهدوء واطمئنان وليس بشكل مضطرب وفي الوقت الذي ينبغي فيه ان يقوم الطفل بانجاز عملية الدفع بشكل سريع و أن لا يتأخر في ذلك كثيراً ، ويجب ان لا يتم ذلك مصحوباً بالسرعة والاضطراب أو الخوف والتهديد .
    ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحمل ذات مرة طفلاً في حجره وشرع الطفل بالإدرار وأراد من حوله ان يأخذوا الطفل عنوة من حجر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يسمح لهم بذلك وقال : دعوه يتم بوله بهدوء ، إن ملابسي قابلة للتطهير ، ولكن غزالة الأذى النفسي للطفل لا يتم بسهولة .

    الأسرة ومتطلبات الأطفال 104

    وعلى العموم فان وجود حالة الخوف والهلع اثناء الدفع يولد في ذاكرة الطفل مناسبة مرة وغير مستساغة جداً بحيث تصبح بالتالي سبباً في حبس الادرار .
    ويجب طمأنة الطفل انه لو بال في فراشه فلا بأس بذلك لكي ينام بكل راحة ولا يشعر بالخوف والاضطراب ، بعض الاطفال ينامون في وقت متأخر او يعانون من سوء النوم لسبب واحد هو انهم يخشون من تبليل فراشهم ومؤاخذة امهاتهم أو آبائهم لهم ، في الوقت الذي يؤدي هذا الأمر الى خلق مخاطر نفسية .
    ويجب ان يدرك الوالدين والمربين ان تبليل الفراش لا ينجم دائماً من عدم معرفة الطفل بالدفع ، إذ من الممكن ان يكون أحياناً ناجماً عن الامراض الجسمية ، والاضطراب ، والقلق النفسي ، والرجوع الى مرحلة الطفولة والشعور بالوحدة والضيق تجاه الحياة ، ويكون هذا الأمر اكثر رواجاً بين الاطفال الأيتام في دور الحضانة الذين لا يحظون بالحنان والمحبة الكافيين .

    * * *




  • السابق السابق الفهرس التالي التالي