موسوعة بطل العلقمي

BOOK_NAME : موسوعة بطل العلقمي

author : تأليف سماحة آية الله المحقق الكبير الشيخ عبد الواحد المظفر قدس سره
publisher : مؤسسة الشيخ المظفر الثقافية العراق النجف الاشرف مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت لبنان

 

 

 

أولاد عقيل


مختلف في كميتهم قلة وكثرة، ونحن نرى الكثرة لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ، ومن ذكر الاقل يمكن أن يكون فإنه الاطلاع على الباقي:
أولاده الذكور:
مسلم أمه لم ولد، عيسى أمه أم ولده، عثمان أمه أم ولد، جعفر الأكبر أمه أم ولد، وقيل أم البنين الكلابية، جعفر الأصغر أمه أم ولد، سعيد أمه أم سعدي العامرين، ابو سعيد أمه أم البنين الكلابية، موسى أمه أم ولد، علي الأكبر أمه أم ولد، عبد الله الأصغر أمه أم ولد، عبد الرحمن أمه أم ولد، عبدالله الأكبر أمه ام ولد، عبد الله الأصغر أمه أم ولد، يزيد أمه أم سعيد العامرية، حمزة أمه أم البنين الكلابية، محمد أمه أم ولد، عون بن عقيل أمه أم ولد.
بنات عقيل: زينب لأم ولد، رملة لأم ولد، أسماء لأم ولد، أم القاسم لأم ولد، أم عبد الله لأم ولد، فاطمة لأم ولد، أم هانئ لأم ولد، أم النعمان لأم ولد.
اعتمدنا على في ذكر أولاده على ما في «بحر الأنساب» و«تذكرة السبط» ونترك كلام العميدي ونذكر كلام السبط ونصه(1): كان له عقب بالمدينة ومن أولاده: يزيد وبه كان يكنى، وسعيد وأمهما أم بنت عمرو بن صعصعة، وجعفر الأكبر وأبو سعيد وهو إسمه وكان احول امهما أم البنين الكلابية، ومسلم وهو الذي بعثه الحسين «عليه السلام» إلى الكوفة فقتله ابن زياد، وعبد الله وعبد الرحمن وعلي وجعفر وحمزة ومحمد ورملة وأم هاني وفاطمة وأم القاسم وزينب وأم النعمان لأمهات أولاد شتى، إنتهى.
والزيادة نقلناها عن «بحر الأنساب» ويستفاد منه ومن كتب المقاتل أنهم أكثر مما ذكر «السبط» لن فيهم علي الأكبر وعبد الله وموسى وعيسى واستشهد منهم تسعة مع الحسين «عليه السلام».
قال الحافظ المقريزي في النزاع والتخاصم(2) وهو يذكر أهمال بني أمية
(1) تذكرة خوا الأمة: ص7. (2) النزاع والتخاصم: ص13.
(223)
وأفعالهم الذميمة بما لفظه: وقتلوا لصلب علي بن أبي طالب «عليه السلام» تسعة ولصلب عقيل بن أبي طالب تسعة، ولذلك قالت نائحتهم:
عين جودي بعبرة وعويل واندبي ان ندبتي آل الرسول
تسعة كلهم لصلب علي قد أبيدوا وتسعة لعقيل
هذا وهم يزعمون أن عقيلا أعان معاوية على علي «عليه السلام» إلى آخر عبارته.
وقد خلت دار عقيل هجرة مع الحسين «عليه السلام» فلم يبق منهم أحد بالمدينة يوى نساء أما الذكور فلم يبق أحد منهم ولم ينجو منهم إلا طفل صغير هو عبد الله بن محمد بن عقيل ومنه كان عقب عقيل ولهذا يقول الحسين «عليه السلام»: «اللهم أقتل قاتل آل عقيل» ويقول «عليه السلام»: «صبرا آل عقيل فإن موعدكم الجنة» كما قال جده رسول الله(ص) لآل ياسر تسلية لهم عن القتل «صبرا آل ياسر فموعدكم الجنة» فإنه لم يبق منهم إلا عمار وقتل أبوه ياسر وأخوه عبد الله وأمه سمية فالحسين «عليه السلام» سلى آل عقيل بتل ك التسلية ونعم العوض عن الدنيا الجنة.
ولم نعرف دارا خلت من أهلها هجرة على الدين فبقيت فارغة إلا دار جحش بن رئاب الأسدي حلفاء بني أمية فإنهم هاجروا كلهم مع النبي (ص) وآل عقيل بن أبي طالب «عليه السلام» هاجروا كله ممع الحسين «عليه السلام» فلم يبق منهم إلا نساء عند الازواج ولكن نجد الفرق الجلي بين آل جحش وآل عقيل، إن آل جحش أستشهد منهم رجل واحد مع النبي (ص) يوم أحد وهو عبد الله بن جحش وبقي الباقون وآل عقيل استشهدوا كلهم مع الحسين «عليه السلام» يوم الطف ولم يبق منهم إلا عبد الله بن محمد بن عقيل طفل صغير لهذا يؤثرهم الإمام زين العابدين «عليه السلام» ويبرهم.
قال الفاضل المجلسي «رحمه الله»(1): كان علي بن الحسين «عليهما السلام» يميل إلى ولد عقيل فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عمك هؤلاء دون آل جعفر؟ فقال «عليه السلام»: إني لأذكر يومهم مع أبي عبد الله الحسين «عليه السلام» فأرق لهم، الخ.
(1) كامل الزيارات: ص214، بحار الأنوار:46/ 110، مستدرك الوسائل 2/ 466.
(224)

شهداء آل عقيل


فمن الشهداء الين عرفنا أسمائهم من آل عقيل: الفقيه محمد بن عقيل، موسى بن عقيل، مسلم بن عقيل العلامة السفير الحسيني هو وأخوه محمد فقهاء آل عقيل، عبد الله الأكبر بن عقيل تزوج أم هاني بنت أمير المؤمنين ثم أختها ميمونة، محمد بن أبي سعيد بن عقيل تزوج فاطمة بنت أمير المؤمنين بعد أن فارقها عمه، أبو سعيد بن عقيل كان متكلما مفوها سريع الجواب يشبه أباه في البديهة، جعفر بن عقيل تزوج أم الحسن بنت أمير المؤمنين، عبد الرحمن بن عقيل تزوج خديجة بنت أمير المؤمنين، عبد الله الأصغر بن عقيل، علي الأكبر بن عقيل له ذكر في فتوح الشام، أحمد بن محمد بن عقيل، محمد وعبد الله وجعفر وإبراهيم بنو مسلم بن عقيل وهما المذبوحان على شط الفرات وقصة ذبحهما أشهر القصص اورها أكثر العلماء فعلى هذا يكون جميع من استشهد من آل عقيل خمسة عشر نفسا، وعند ابن شهرآشوب عون بن عقيل وجعفر بن محمد بن عقيل، فعليه يكون شهداء آل عقيل سبعة عشر شهيدا.

(3) من أعمام العباس الأكبر «عليه السلام» جعفر الطيار مع
الملائكة في الجنة


ونحن نعتذر من عدم الاستيفاء عند من اعوزه العلم بحاله لكثرة فضائله ومن يحاوز مقدار الإيجاز عند من كان نصيبه الوافر في العلم وحصته الوافية في العرفان يعد مسرفا وعند القاصر يعد مقصرا.
لا تحسب أن جعفر الطيار كرجل عربي شريف خاصة أو بطل مجاهد فقط بل هو عالم وشجاع وكريم وعفيف وعاقل وزاهد وكل خصلة توجب التفضيل قد حيزت له مع قرابته من رسول الله (ص) وسبقه إلى الإسلام وكونه من الدعاة إليه ومن الأمراء المشهورين، أمره رسول الله (ص) على مهاجرة الحبشة من المسلمين وأمره في سرية مؤتة التي استشهد فيها وبلغ من الشجاعة مبلغا عظيما ثبت أمام جيش الرومان الجرار الذي لا ينقص عدده على ما قيل عن مائة ألف وهو في كتيبة صغيرة فوق الثلاثمائة رجل بيسير لم يكتف بالثبات أمام ذلك الجيش الهائل دون أن عقر فرسه لتيأس نفسه من النجاة فلا تطمع في الفرار وينقطع أملها من الحياة وليشد بذلك عزم أصحابه ويرتفع عنهم الضعف والوهن، وقد ترجمنا الطيار في
(225)
«الميزان الراجح» ترجمة مبسوطة تشتمل على جميع ما ينبغي أن يذكر من هجرة الحبشة وهجرة المدينة وإسلامه وشهادته وما شاكل ذلك ولا نذكر هنا إلا ما يلزم ذكره من فضائله وأخلاقه وما يجري مجرى ذلك وقد عرف نسبه مما تقدم.
قال الحلبي في سيرته(1) وفي أسد الغابة: إن أبا طالب رأى النبي (ص) وعليا «عليه السلام» يصليان وعلي «عليه السلام» على يمينه فقال لجعفر «عليه السلام»: صل جناح ابن عمك، فصلى عن يساره.
وكان إسلام جعفر بعد إسلام أخيه علي «عليه السلام» بقليل.
كنيته بأبنه وفعله
كان يكنى أبو عبد الله بابنه عبد الله الجواد ويكنى بـ«أبي المساكين» لحبه إياهم، كناه بذلك رسول الله(ص)
قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء(2) عن أبي هريرة قال: كنت لا آكل الخمير ولا ألبس الحرير وألصق بطني من الجوع وأستقري الرجل الآية من كتاب الله هي معي كي ينقلب بي فيطعمني، وكان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب وكان ينقلب فينا فيطعمنا ما كان في بيته إن كان ليخرج إلينا العكة فنشقها فنلعق ما فيها.
وعن أبي هريرة قال: كان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم يحدثهم ويحدثونه وكان رسول (ص) يسميه أبا المساكين، إنتهى
وهو متفق عليه عند السنة والشيعة وفي غرر الخصائص الواضحة(3): قال جعفر بن أبي طالب لأبيه: يا أبه إني لأستحي أن أطعم طعاما وجيراني لا يقدرون على مثله، فقال أبوه: إني لأرجو أن يكون فيك من عبد المطلب شبه.
سرور النبي رسول الله (ص) بقدوم جعفر
ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب(4): كان جعفر من المهاجرين الأولين هاجر إلى الحبشة وقدم منها على رسول الله (ص) حين فتح خيبر فتلقاه النبي (ص) واعتنقه وقال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أم بفتح خيبر وكان قدوم جعفر في السنة السابعة من الهجرة واختط له رسول الله (ص) دارا إلى جنب المسجد، الخ، وقد رواه أيضا أكثر المحدثين من علماء الفريقين:
(1) السيرة الحلبية 1/ 249. (2) حلية الاولياء 1/ 117.
(3) غرر الخصائص الواضحة: ص453. (4) الاستيعاب 1/ 81.
(226)
روى الحر العاملي في وسائل الشيعة(1) كثيرا من الأحاديث منها عن بسطام
عن أبي عبد الله (يعني الصادق) «عليه السلام» قال: قال له رجل: جعلت فداك! أيلتزم الرجل أخاه؟
قال: نعم إن رسول الله (ص) يوم فتح خيبر أتاه الخبر أن جعفرا قد قدم فقال: والله ما أدري بأيهما أنا أشد سرورا: بقدوم جعفر أم بفتح خيبر، فلم يلبث أن جاء جعفر فوثب رسول الله (ص) فالتزمه وقبل ما بين عينيه.
قلت: الأربع ركعات التي بلغني أن رسول الله (ص) أمر جعفر أن يصليهما؟ فقال: لما قدم جعفر عليه قال: إلا أعطيك؟ إلا أمنحك؟ إلا أحبوك؟ قال: فتشوق الناس ورأوا أنه يعطيه ذهبا وفضة، قال بلى يا رسول الله، قال: صل أربع ركعات ما صليتهن غفر لك ما بينهن، إن استطعت كل يوم وإلا فكل يومينأو كل جمعة أو كل شهر أو كل سنة فإنه يغفر لك ما بينهما إلى آخر الحديث الشريف، ولصلاة جعفر كيفية خاصة ذكرها الفقهاء في كتب الفقه.

الخصال التي شكرها الله لجعفر وهي تدل على وفور عقله


روى الصدوق القمي «رحمه الله» في كتاب «من لا يحضره الفقيه»(2) عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر «عليهما السلام» قال: أوحى الله عز وجل الى رسول الله (ص): إني شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال، فدعاه النبي رسول الله (ص) فأخبره فقال: لولا أن الله أخبرك ما أخبرتك: ما شربت خمرا قط لأني علمت إني إن شربتها أزالت عقلي، وما كذبت قط لأني علمت أن الكذب ينقص المروة، وما زنيت قط لأني خفت إن عملت عملت بي، وما عبدت صنما قط لأني علمت أنه لا يضر ولا ينفع، فضرب النبي رسول الله (ص) على عاتقه وقال: حق على الله عز وجل أن يجعل لك جناحين تطيربهما مع الملائكة في الجنة، إنتهى، ورواه المجلسي وغيره(3).
(1) وسائل الشيعة 8/ 50 ح 10070 ولمزيد من الاطلاع على كيفيتها وأحكامها، راجع
ص49 وما بعدها «بواب صلاة جعفر بن أبي طالب «عليه السلام».
(2) من لا يحضره الفقيه: 4/ 397 ح5847 وراجع أيضا: علل الشرائع 2/ 558 ح1،
الأمالي للصدوق: ص 133 ح127.
(3) بحار الأنوار 22/ 272 – 273 ح16، الجواهر السنية: ص220، الدرجات الرفيعة:
ص70، شجرة طوبى 2/ 396.
(227)

شبه جعفر برسول الله (ص) وشبهه فيه بالخلق والخلق


قال الحلبي في سيرته(1): كان رسول الله (ص) يقول له: أشبهت خلقي وخلقي، وفي لفظ: جعفر اشبه الناس بي خلقا وخلقا، الخ، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة.
والذين يشبهون رسول الله (ص) من بني هاشم، فاطمة الزهراء كانت أشبه الناس به ولهذا لما أشتد حزن أمير المؤمنين «عليه السلام» لفقدها وسلاه أصحابه عنها بما يناسب شأنه من الصبر على المصائب العظيمة والفوادح المؤلمة الممضة، أجاب أنها كانت لي عزاء وسلوة وبفقدها فقدت أباها رسول الله (ص) كانت إذا تكلمت ملأت سمعي بصوت رسول الله (ص) وإذا مشت لم تخرم مشيته.
وفي حديث عائشة الذي رواه المحب الطبربي في ذخائر العقبى(2) قالت: كنا أزواج النبي (ص) لم نغادر منهن واحدة فأبلت فاطمة «عليها السلام» تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله (ص) شيئا، وذكر الحديث بطوله، واستيفاء الأحاديث يوجب القطع في الموضوع.
والحسن والسين «عليهما السلام» كانا يشبهان رسول الله (ص) في خلقه وخلقه.
قال في ذخائر العقبى(3): عن أنس قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي من الحسن بن علي «عليهما السلام».
وعنه: كان الحسن أشبه أهل بيته برسول الله (ص).
وعن عقبة بن الحارث قال: رأيت أبا بكر حمل الحسن «عليه السلام» على رقبته وهو يقول:
بأبي شبيها بالنبي ليس شبيها بعلي
وهو يضحك، خرجه البخاري، وذكر روايات كثيرة منها عن علي «عليه السلام» قال: الحسن «عليه السلام» أشبه برسول الله (ص) ما بين الصدر إلى الرأس والحسين «عليه السلام» أشبه برسو ل الله (ص) ما كان أسفل ذلك.
وعلي بن الحسين الأكبر «عليهما السلام» شهيد الطف كان يشبه رسول الله(ص) خلقا وخلقا ومنطقا.
(1) السيرة الحلبية 3/ 39. (2) ذخائر العقبى: ص29.
(3) ذخائر العقبى: ص129.
(228)
قال الحسين «عليه السلام» لما أذن لابنه علي الأكبر بالبراز: اللهم أشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام هو أشبه الخلق برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى رؤية نبيك نظرنا ليه، اللهم امنعهم بركات الأرض وفرقهم تفريقا وأجعلهم طرائق قددا، ولا ترض الولاة عنهم أبدا، الخ.
وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قالوا: كان يشبه رسول الله (ص)، وذكروا جماعة غيره.
كمية الجراحات التي أصابت جعفر يوم شهادته
قال أبو نعيم في حلية الأولياء(1): عن ابن عمر قال: كنت مع جعفر «عليه السلام» في غزوة مؤته فالتمسنا جعفرا فوجدناه في جسده بضعا وسبعين ما بين طعنة ورمية.
وعنه قال: فقدنا جعفرا يوم مؤته فطلبناه في القتلى فوجدنا به بين طعنة ورمية بضعا وتسعين، ووجدنا ذلك فيما أقبل من جسده.
وعن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثني ابي الذي أرضعني وكنا في تلك الغزوة غزوة مؤته قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء ثم قاتل حتى قتل، وعن ابن إسحاق قال: أنشأ جعفر يقول شعرا:
يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها علي إن لاقيتها ضرابها(2)
قال ابن عبد البر في الاستيعاب(3): ثم غزا جعفر «عليه السلام» مؤته سنة
(8) من الهجرة فقتل فيها.
قال الزبير: بعث رسول الله (ص) بعثة إلى مؤتة في جمادى الأولى سنة 8 هجرية فأصيب بها جعفر بن أبي طالب «عليه السلام» حتى قطعت يداه جميعا ثم قتل فأبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء.
وعن سالم بن أبي الجعد قال: رأى النبي (ص) في النوم جعفر بن أبي طالب «عليه السلام» ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحا ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح، وروي أربعة وخمسون، والأول أثبت، الخ.
(1) حلية الأولياء 1/ 117.
(2) الاستيعاب 1/ 85.
(3) سيرة ابن هشام 3/833.
(229)

نعي جعفر والنياحة عليه:


قال في الأستيعاب: ولما أتى النبي (ص) نعي جعفر، أتى أمراته أسماء بنت عميس فعزاها في زوجها جعفر، ودخلت فاطمة «عليه السلام» وهي تبكي وتقول وا عماه! فقال رسول الله (ص): على مثل جعفر فلتبكي البواكي، الخ.
وهذا الحديث مشهور عند الحفاظ من أهل السنة رواه أهل السير كلهم منهم ابن إسحاق والحلبي والدحلاني وغيرهم.
قال المحب الطبري في ذخائر العقبى(1): عن انس: إن النبي (ص) نعى جعفراً وزيداً قبل أن يجيء خيرهم، وعيناه تذرفان، خرجه في الصفوة.
وعن عائشة: لما جائ نعي جعفر وزيد وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله (ص) يعرف الحزن في وجههن متفق على صحته.
وعن أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر وأصحابه، دخل علي رسول الله (ص) وقد دبغت اربعين منيئا – وفي رواية: منيئة – وعجنت عجيني وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم فقال رسول الله (ص): آتيني ببني جعفر، فأتيته بهم وذرفت عيناه فقلت: يا رسول الله (ص): بأبي أنت وأمي ما يبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: نعم، قتل اليوم هو وأصحابه، قالت: فقمنا وأجتمع النساء وخرج رسول الله (ص) إلى أهله فقال: لا تغفلوا عن آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم، ثم ذكر بعده الحديث الذي في «على مثل جعفر فلتبك البواكي».
تسليم جعفر على النبي (ص) بعد شهادته ورد النبي (ص) عليه سلامه:
قال الحافظ العسقلاني في الإصابة(2): عن ابن عمر قال: كنا مع النبي(ص) فرفع رأسه إلى السماء فقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فقال الناس: يا رسول الله ما كنت تصنع هذا؟ فقال (ص): مر بي جعفر بن أبي طالب في ملأ من الملائكة فسلم علي.
وفي الجزء الرابع من فوائد أبي سهل بن زياد القطان، عن ابن عباس: بينما رسول الله (ص) جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ قال: يا أسماء! هذا جعفر بن أبي طالب قد مر مع جبرئيل وميكائيل فردي «عليه السلام»، الحديث.
وفيه: فعوضه الله عن يديه جناحين يطير بهما حيث شاء، الخ، والأحاديث بهذا مروية بكثرة.
(1) ذخائر العقبى: ص218. (2) الإصابة 1/ 238.
(230)

مكانة جعفر ومنزلته عند أمير المؤمنين «عليه السلام»:


قال الحافظ بن عبد البر في الأستيعاب والعسقلاني في الإصابة(1) ولفظه: عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر قال: ما سألت علياً «عليه السلام» فأمتنع فقلت له بحق جعفر إلا أعطاني.
الافتخار بجعفر الطيار
والحق إن جعفرا لم يكن مفخراً لبني هاشم خاصة بل هو فخر العرب والمسلمين قاطبة من حيث شجاعته الباهرة وإنه ثبت أمام جيش عدته مائة ألف رجل – كما نص عليه ابن أبي الحديد وغيره – وهو في جيش عدته ثلاثمائة يزيدون قليلا عشرا أو ثلاثة عشر وقد حاولوا الرجوع والتقهقر فقوى عزمهم وثبتهم فوقف تجاه ذلك الجيش اللجب لم يتزعزع حتى تزعزع الجبال الرواسي، ولن يزول أو تزول الشم الرواسخ ثم لم يكتفي بهذا الثبات المدهش حتى عقر الشقراء وأقبل نحو المنية راكضا على قديمه فقطعت يده اليمنى فالتزم اللواء والسيف باليسرى فقطعت اليسرى فضم الباقي منهما على اللواء لكيلا يسقط فيتضعضع عسكره حتى ضرب على يافوخه بالسيف فسقط هو واللواء فهذا هو موقف الفخر وهذه هي الفعلة الحميدة التي توجب التنويه والثناء على مجد الماجد ومثل هذا المجاهد الكبير الذي علم الناس كيفية التفادي للدين وكيف يكون الدفاع عن الإسلام وأظهر من الحماس العربي الذي يسمى بالحفاظ ما لم يعهد صدوره من عربي قبله.
نعم، لم تزل الحماة من بني هاشم مظهر كل مكرمة وأعجوبة من عجائب الحروب الهائلة ولا عجب لمن كان أخوه علي بن أبي طالب «عليه السلام» وابن عمه محمد (ص) وعمه حمزة وأبوه أبو طالب أن يكون في الشجاعة المثل الأعلى وفي الثبات مفخرا وقدوة وتعويض الله تعالى له الجناحين عن اليدين ما أبقى له ولولده ورهطه ولك عربي مفتخرا باقيا على ممر الاحقاب، وحري بمن افتخر فيه أئمة الهدى كأمير المؤمنين علي المرتضى والحسن المجتبى والحسين شهيد كربلاء وغيرهم من عظماء بني هاشم أن يكون له الصدر في أندية الفخار والكرسي الأول في مجتمعات الفضائل.
قال ياقوت الحموي في معجم الأدباء(2): إن معاوية كتب إلى أمير المؤمنين
(1) الإصابة: ص327. (2) معجم الأدباء 5/ 366.
(231)
علي بن أبي طالب «عليه السلام»: إن لي فضائلا: كان أبي سيدا في الجاهلية وصرت ملكا في الإسلام وأنا صهر رسول الله وخال المؤمنين وكاتب الوحي، فقال: أمير المؤمنين «عليه السلام»: أبا الفضائل تفتخر علي ابن آكلة الأكباد؟ أكتب إليه يا غلام:
محمد النبي أخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يمسي ويضحي يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها فمن منكم له سهم كسهمي
سبقتكموا إلى الإسلام طرا وليدا ما بلغت أوان حلمي
وأوجب لي ولايته عليكم رسول الله يوم غدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل لمن يلقى الإله غدا بظلمي
قال: فقال معاوية: أخفوا هذا الكتاب لا يقرؤوه أهل الشام فيميلوا إلى أين أبي طالب، إنتهى.
ورواها من حفاظ أهل السنة الحافظ الهيثمي الشافعي في الصواعق المحرقة(1) واسقط منها بيت الغدير ولكنه قال: قال البيهقي إن هذا الشعر مما يجب على كل متوان في علي «عليه السلام» حفظه ليعلم مفاخره في الإسلام.
ورواه كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في مطالب المسؤول(2) وأورد البرهان الحلبي الشافعي في سيرته(3) منها بيتا واحدا وهو: (سبقتكموا إلى الإسلام) ورواها مفتي الشافعية زين دحلان في سيرته على هامش الحلبية(4) كلفظ الهيثمي ورواه الحافظ محمد بن يوسف البلخي الشافعي في كتاب مناقب الثلاثة علي والحسن والحسين «عليهم السلام»(5).
وافتخر به أبو محمد الحسن بن علي «عليهما السلام» في مجلس معاوية بقصة مطولة، وأفتخر به سيد الشهداء الحسين «عليه السلام» يوم كربلا، رواه كمال الدين ابن طلحة في مطالب السؤول(6) ورواها غيره من العلماء وهو قوله:
(1) الصواعق المحرقة: ص79. (2) مطالب السؤول: ص11.
(3) السيرة الحلبية 1/ 394.
(4) سيرة زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية: ص203.
(5) مناقب الثلاثة: ص11. (6) مطالب السؤول: ص73.
(232)
أنا ابن علي الطهر من آل هاشم كفاني بهذا مفخرا حين أفخر
وجدي رسول الله أكرم من مشى ونحن سراج الله للخلق نزهر
وفاطمة أمي سلالة أحمد وعمي يدعى ذو الجناحين جعفر
وفينا كتاب الله أنزل صادقا وفينا الهدى والوحي والخير يذكر
ونحن ولاة الأمر نسقي محبنا بكأس رسول الله ماليس ينكر
وشيعتنا في الناس أكرم شيعة ومبغضنا يوم القيامة يخسر
وأفتخر به الإمام زين العابدين في مجلس يزيد بن معاوية وذلك حين أمر يزيد الخطيب أن يرقى المنبر ويشتم عليا «عليه السلام» فقام زين العابدين «عليه السلام» وخطب أبلغ خطبة قال في جملتها: أيها الناس! أعطينا ستا وفضلنا بسبع: أعطينا العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة فيقلوب المؤمنين وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد (ص) والصديق علي «عليه السلام» ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد رسوله ومنا سبطا هذه الأمة ومنا مهديها، الخ، وهذه قد رواها جماعة منهم الفاضب المجلسي وابن شهر اشوب وغيرهما.
وروى المجلسي في البحار(1) عن زر بن حبيش قال: سمعت محمد بن الحنفية «رضي الله عنه» يقول: فينا ستة خصال لم تكن في احد ممن كان قبلنا ولم تكن في أحد بعدنا: منا محمد سيد المرسلين وعلي سيد الوصيين وحمزة سيد الشهداء والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وجعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ومهدي هذه الأمة يصلي خلفه عيسى ابن مريم، إنتهى.
وهذا الباب واسع لا يسعنا إيراد أكثر مما ذكرنا، وإلا فإن أمير المؤمنين «عليه السلام» أفتخر به في مقامات عديدة واحتج به على أهل الشورى في أمر البيعة.

مقدار سن جعفر حين قتل وتأبينه وبعد الأتفاق على إنه قتل سنة
(8) للهجرة


كلمة وجيزة لأحد الآباء اليسوعيين في ذكر جعفر:
قال الأب لويس في شرح مجاني الأدب(2): أبو عبد الله جعفر بن أبي طالب
(1) الخصال: ص320، عنه بحار الأنوار 22/ 280 ح33.
(2) شرح مجاني الأدب 1/ 43.
(233)
كان من متقدمي الإسلام هاجر إلى الحبشة وكان هو وأصحابه سبب إسلام النجاشي وارتفق المسلمون بجعفر واعتضدوا به وكان أميرهم في الهجرة، وهناك ولد ابنه عبد الله ثم قدم من الحبشة هو ومن صحبه من المهاجرين ومن دخل في الإسلام هناك وجاؤوا في سفينة في البحر فقدموا على رسول العرب في خيبر فاسهم منها لهم ولم يسهم لمن لم يحضرها غير اهل السفينتين، ثم سكن جعفر المدينة مدة حتى تولى قيادة جيش لغزو مؤتة في الشام بعد زيد، فقتل هو وزيد فيها سنة (8) هـ سنة (630م)، وقيل: كان جعفر خير الناس للمساكين ينقلب بهم فيطعمهم ما كان في بيته وكان له يوم توفي إحدىى وأربعين سنة، إنتهى.
وهذا التقدير لسنة بعينه عن ابن عبد البر في الاستيعاب وفي الإصابة: أستشهد بمؤتة من أرض الشام مقبلا غير مدبر، مجاهدا للروم في حياة النبي (ص) سنة (8هـ) في جمادى الأولى وكان اسن من أخيه عل «عليه السلام» بعشر سنين فأستوفى أربعين سنة وزاد عليها على الصحيح، الخ.
وقال ابو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين(1) في حديث علي بن عبدالله الجعفري: قتل وهو ابن ثلاث وأربعين سنة وهذا عندي شبيه بالوهم لأنه قتل سنة (8) من الهجرة وبين ذلك الوقت ومبعث النبي (ص) (21) سنة وهو أسن من أخيه علي «عليه السلام» بعشر سنين وقد كان لعلي «عليه السلام» حين أسلم سنون مختلف فيها، فالمكثر يقول كانت سنة (15) والمقل يقول سنة (7) وعلى أي الروايات قيل علم إنه كان عند مقتله قد تجاوز هذا المقدار من السنين، إنتهى.

تأبين جعفر


كثير منه قول حسان بن ثابت الأنصاري في قصيدة أوردها ابن هشام في
سيرته عن ابن إسحاق(2)، منها:
رأيت خيار المسلمين تواردوا بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر
وزيد وعبد الله حين تتابعوا جميعا وأسباب المنية تخطر
غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم الى الموت ميمون النقيبة أزهر
أغر كضوء البدر من آل هاشم أبي إذا سيم الظلامة مجسر
فطاعن حتى مال غير مؤسد بمعترك فيه قنا متكسر
(1) مقاتل الطلبيين: ص6. (2) سيرة ابن هشام 3/ 220.
(234)
فصار مع المستشهدين ثوابه جنان وملتف الحدائق أخضر
فكنا نرى في جعفر من محمد وفاء وأمرا حازما حين يأمر
وما زال في الإسلام من آل هاشم دعائم عز لا يزال ومفخر
هموا جبل الإسلام والناس حوله رضام إلى طود يروق ويبهر
بهاليل منهم جعفر وابن أمه علي ومنهم أحمد المتبختر
وحمزة والعباس منهم ومنهموا عقيل وماء العود من حيث يعصر
بهم تفرج اللأواء في كل مأزق عماس إذا ما ضاق بالناس مصدر

أولاد جعفر الطيار


أختلف النسابون في عددهم فقيل: ثلاثة، وعليه أقتصر المحب الطبري في ذخائر العقبى وقيل أكثر وهو الصحيح ولعل المحب أقتصر على المشاهير منهم وإن كان بعيدا.
قال سبط ابن الجوزي(1) والديار بكري في تاريخ الخميس مثل قول المحب فعدوا عبد الله الجواد وعونا ومحمدا.
وأما الداوودي فقال في عمدة الطالب(2): ولد جعفر بن أبي طالب «عليه السلام» ثمانية بنين وهم عون ومحمد الأكبر ومحمد الأصغر وحميد وحسين وعبد الله الأصغر وعبد الله الأكبر وأمهم أجمع أسماء بنت عميس الخثعمية.
أما محمد الأكبر فقتل مع عمه أمير المؤمنين «عليه السلام» بصفين.
وأما عون ومحمد الأصغر فقتلا مع ابن عمهما الحسين «عليه السلام» بالطف.
هكذا في النسخة عبدالله ثلاثة ويصحح هذا الغلط بعون الأكبر وعون الأصغر.
وجملة شهداء الطف من ولد جعفر الطيارعلى مختلف الروايات في ذلك ومجموع ما ورد في المقاتل ستة نفر:
(1) عون الأكبر بن جعفر الطيار وهو زوج أم كلثوم بنت أمير المؤمنين «عليه السلام» وهو أكبر هاشمي استشهد مع الإمام الحسين «عليه السلام» بكربلاء فإنه لدة الحسين «عليه السلام» وفي سنه، ولد بالحبشة وهو صاحب القبر المشهور بين سدة الهندية وكربلاء كما سيجيء تحقيقه في الفصل الثالث من هذا الكتاب في
(1) تذكرة الخواص: ص108. (2)عمدة الطالب: ص3.
(235)
جغرافية كربلاء، عون هذا الذي ذهب عامة المؤرخين من أهل السنة أنه أستشهد بتسترمع أخيه محمد الأكبر وقد ذكرنا في كتابنا «الميزان الراجح» في ترجمة أم كلثوم ما في هذا القول من التناقض وعليه فلا يصح قتله بتستر.
(2) محمد الأصغر بن جعفر الطيار.
(3) محمدبن عبد الله بن جعفر الطيار وأمه زينب الحوراء «عليها السلام».
(4) عبد الله بن عبد الله بن جعفر.
(5) القاسم بن محمد بن جعفر الطيار وهو الذي زوجه الحسين «عليه
السلام» أم كلثوم بنت عمه عبد الله بن جعفر وامها زينب الحوراء وهي التي هطبها يزيد بن معاوية فامتنع الحسين «عليه السلام» من تزويجها له وزوجها من القاسم فكانت هذه القصة مما أكدت حقد يزيد على الحسين «عليه السلام».
فهؤلاء ستة نفر(1)، إذا رجحنا رواية من يروي أن الطفلين القتيلين بالمسيب هما من ولد عبد الله بن جعفر على رواية من يقول هما من ولد مسلم بن عقيل يكون مجموع شهداء بني الطيار ثمانية.
ولعل قائلا يقول: الأقتصارعلى الأقل متيقن والاكثر مشكوك فيه، فنقول أن القائل بالأكثر مثبت والقائل بالاقل نافي والمثبت مقدم على النافي وهذه قاعدة معمول بها عند الفريقين السنة والشيعة.
فممن نص عليها وأستدل بها الصدوق القمي أعلى الله مقامه ذكر في إكمال الدين في قصة مطولة يحتج في إثبات ولد الإمام الحسن العسكري «عليه السلام» على من نفى وجوده وهو الإمام المنتظر الحجة «عجل الله فرجه» وهذه عبارته: لا يجوز أن نشك في كل من يموت ولا عقب له ظاهرا، قيل له: لا نشك في أن الحسن «عليه السلام» كان له ولد من عقبه شهادة من أثبت له ولدا من فضلاء ولد الحسن والحسين «عليهما السلام» والشيعة الأخيار، لأن الشهادة يجب قبولها هي شهادة المثبت لا شهادة النافي وإن كان عدد النفين أكثر من عدد المثبتين إلى آخر كلامه، وأستدل بقصة خفاء ولادة موسى «عليه السلام».
ولا شك أن القاعدة إجماعية عند الشيعة مقررة في أصول الفقه وكذلك هي عن السنة نص عليها محمد بن إبراهيم اليماني الشافعي في الروض الباسم وغيره من علمائهم وإيراد كلامهم تطوي وسيأتي لهذه القاعدة مزيد إيضاح.
(1) وهم كما ترى خمسة نفر ولم يذكر المؤلف الشخص السادس.
(236)