ابصار العين  في انصار الحسين  «عليه وعليهم السلام»

اسم الکتاب : ابصار العين في انصار الحسين «عليه وعليهم السلام»

المؤلف : الشيخ محمد بن الشيخ طاهر السماوي رحمه الله
المطبعة : الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية

 

 

 

 

 

في خطبته: وهذا الليل قد غشیکم الخ، فقام أهله أولا فقالوا ما تقدم، ثم قام سعيد ابن عبدالله فقال: والله لا تخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا نبيه محمداً (ص) فيك، والله لو علمت أني أقتل ثم أحيى ثم أحرق حياً ثم أذر؛ يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقي حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً، وقام بعده زهیر کما تقدم.

وروى أبو مخنف أنه لما صلى الحسين الظهر صلاة الخوف، ثم اقتتلوا بعد الظهر، فاشتد القتال، ولا قرب الأعداء من الحسين وهو قائم بمكانه، استقدم سعيد الحنفي أمام الحسين فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً، وهو قائم بين يدي الحسين «عليه السلام» يقيه السهام طوراً بوجهه وطوراً بصدره وطوراً بيديه وطوراً بجنبيه، فلم يكد يصل إلى الحسين «عليه السلام» شيء من ذلك حتى سقط الحنفي إلى الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عاد و ثمود، اللهم أبلغ نبيك علي السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإني أردت ثوابك في نصرة نبيك، ثم التفت إلى الحسين فقال: أوفيت یابن رسول الله؟

قال: نعم، أنت أمامي في الجنة.

ثم فاضت نفسه النفيسة. وفيه يقول البدي المتقدم ذكره:

سعید بن عبدالله لا تنســــــينـــه               ولا الحر إذ اسی زهيراً على قـسر

فلو وقفت صم الجبال مكانــــهم               لمارت على سهل ودقت على وعر

فمن قائم يستعرض النبل وجهه               ومن مقدم يلقي الأستة بالصـــــــدر

(167)

الخاتمة

في فوائد تتعلق بأنصار الحسين «عليه السلام» وفي فهرستين للكتاب

 

الفائدة الأولى

قال الشيخ المفيد في الإرشاد: لما رحل ابن سعد بالرؤوس والسبايا وترك الجثث الطاهرة، خرج قوم من بني أسد كانوا نزولاً بالغاضرية إلى الحسين في وأصحابه عالی فصلوا عليهم ودفنوهم، دفنوا الحسين «عليه السلام» حيث قبره الآن، ودفنوا ابنه علياً عند رجليه، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجل الحسين «عليه السلام» وجمعوهم فدفنوهم جميعا معا، ودفنوا العباس بن علي عل في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن.

وقال غيره: دفنوا العباس في موضعه لأنهم لم يستطيعوا حمله لتوزيع أعضائه كما أن الحسين لم يحمله على عادته في حمل قتلاه إلى حول المخيم لذلك.

ودفنت بنو أسد حبیباً عند رأس الحسين علي حيث قبره الآن اعتناء بشأنه، ودفنت بنو تميم الحر بن يزيد الرياحي على نحو ميل من الحسين «عليه السلام» حيث قبره الآن اعتناء به أيضا.

أقول: وسمعت مذاكرة أن بعض ملوك الشيعة استغرب ذلك فكشف عن قبري حبيب والحر فوجد حبيباً على صفته التي ترجم بها في الكتب، ووجد الحر على صفته أيضاً، ورأى رأس الحر غير مقطوع وعليه عصابة، فحلها ليأخذها تبركاً بها فانبعث دم من جبينه فشتها على حالها وعمل على قبرها صندوقين، فإن صحت هذه الرواية فيحتمل أن بني تميم منعوا من قطع رأس الحر لرياسته وشوكتهم.

(168)

الفائدة الثانية

قطعت في الطف رؤوس أحبة الحسين «عليه السلام» وأنصاره جميعا بعد قتلهم، وحملت مع السبايا إلا رأسين: رأس عبدالله بن الحسين «عليه السلام» الرضيع فإن الرواية جاءت أن أباه الحسين «عليه السلام» حفر له بعد قتله بجفن سيفه ودفنه، ورأس الحر الرياحي، فإن بني تميم منعت من قطع رأسه وأبعدت جثته عن القتلى کا سمعت من أن بعض الملوك كشف عنه فرآه معصوب الرأس، و في غير الطف قطع رأس مسلم بن عقیل ورأس هاني بن عروة في الكوفة حيث قتلا وأرسلا إلى الشام قبل ذلك كما عرفت.

الفائدة الثالثة

جاءت أنصار الحسين «عليه السلام» غير الطالبيين مع الحسين «عليه السلام» وإلى الحسين «عليه السلام» بلاعيال؛ لأن من خرج منهم معه من المدينة لم يأمن لخروجه خائفاً، ومن جاء إليه في الطريق وفي الطف انسل انسلالاً من الأعداء إلا ثلاثة نفر جاؤا إلى الحسين لا بعيالهم وهم:

جنادة بن الحرث السلماني فإنه جاء مع عياله وانضم إلى الحسين «عليه السلام» وضم عياله إلى عيال الحسين «عليه السلام»، فلما قتل أمرت زوجته ولدها عمر أن ينصر الحسين «عليه السلام» فأتاه يستأذنه في القتال فلم يأذن له وقال: هذا غلام قتل أبوه في المعركة ولعل أمه تكره ذلك، فقال الغلام: إن أمي هي التي أمرتني، فأذن له.

وعبدالله بن عمير الكلبي فإنه رحل إلى الحسين «عليه السلام» من بئر الجعد وأقسمت عليه امرأته أن يحملها معه فحملها وحمل جميع عياله وجاء إلى الحسين «عليه السلام» فانضم إليه وضم عياله إلى عيال الحسين «عليه السلام» فلا خرج إلى القتال خرجت امه تشجعه، ولما قتل خرجت زوجته تنظر إليه فوقفت عليه وقتلت.

(169)

ومسلم بن عوسجة فإنه جاء بعياله إلى الحسين «عليه السلام» فانضم إليه، وضم عياله إلى عيال الحسين «عليه السلام»، فلما قتل صاحت جارية له واسيداه! وامسلم بن عوسجتاه! فعلم القوم قتله، كما عرفت في ترجمته.

الفائدة الرابعة

قتل من أصحاب رسول الله مع الحسين «عليه السلام» خمسة نفر في الطف:

أنس بن الحرث الكاهلي؛ ذكره جميع المؤرخين.

وحبيب بن مظهر الأسدي؛ ذكره ابن حجر.

ومسلم بن عوسجة الأسدي؛ ذكره ابن سعد في الطبقات.

وفي الكوفة هاني بن عروة المرادي؛ فقد ذكر الجميع أنه نيف على الثمانين.

وعبدالله بن يقطر الحميري فإنه لدة الحسين «عليه السلام»؛ ذكره ابن حجر.

الفائدة الخامسة

قتل من الموالي مع الحسين «عليه السلام» خمسة عشر نفرة في الطف:

نصير وسعد موليا علي «عليه السلام».

ومنجح مولى الحسن.

وأسلم وقارب موليا الحسين «عليه السلام».

والحرث مولى حمزة.

وجون مولى أبي ذر.

 ورافع مولى مسلم الأزدي.

 وسعد مولى عمر الصيداوي.

وسالم مولى بني المدينة.

(170)

وسالم مولى عامر العبدي.

وشوذب مولی شاکر.

وشبيب مولى الحرث الجابري.

وواضح مولى الحرث السلماني.

وفي البصرة: سليان مولى الحسين «عليه السلام».

الفائدة السادسة

قتل بعد الحسين «عليه السلام» في الطف من أنصاره أربعة نفر وهم:

سوید بن أبي المطاع فإنه ارتث وأغمي عليه فأفاق على أصوات البشائر بقتل الحسين وصراخ الواعية من آل الحسين، فأخرج سكيناً كان خبأها في خقه، فقاتل بها حتى قتل بعده.

وسعد بن الحرث وأخوه أبوالحتوف فإنهما كانا على الحسين فلما قتل وتصارخت العيال والأطفال مالا على قتلة الحسين «عليه السلام» فجعلا يضربان فيهم بسيفيها حتى قتلا بعده.

ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل فإنه لما شرع الحسين وتصارخت العيال والأطفال خرج مذعورة بباب الخيمة ممسكة بعمودها، وجعل يتلقت وقرطاه يتذبذبان، فقتله لقيط أو هاني بعده.

الفائدة السابعة

مات من أنصار الحسين بعده من الجراحات نفران:

سوار بن منعم النهمي فإنه أسر ومات لستة أشهر من جراحاته. والموقع بن ثمامة الصيداوي فإنه أسر ونفي إلى الزارة ومات على رأس سنة من جراحاته.

(171)

الفائدة الثامنة

قتل مع الحسين «عليه السلام» في الطف سبعة نفر وقتل آباؤهم معهم في الطف: علي بن الحسين، وعبدالله بن الحسين وعمر بن جنادة وعبدالله بن يزيد وعبيد الله بن يزيد، ومجمع بن عائذ، وعبدالرحمن بن مسعود.

وقتل معه في الطف نفران وقتل أبوهما في الكوفة وهما: عبدالله ومحمد ابنا مسلم؛ فإن أباهما مسلم بن عقیل قتل في الكوفة.

وقتل معه في الطف رجل وقتل أبوه مع أميرالمؤمنين في صفين وهو عمار بن حسان الطائي؛ فإن عمار قتل مع الحسين «عليه السلام» في الطف وحساناً قتل مع أميرالمؤمنين في صفين.

الفائدة التاسعة

قتل في الطف مع الحسين «عليه السلام» خمسة إخوة من بني هاشم وهم: العباس وعثمان وجعفر وأبوبكر وعبد الله أولاد علي «عليه السلام» فيكون الحسين «عليه السلام» سادسهم.

وثلاثة إخوة وهم: أبوبكر والقاسم وعبدالله أولاد الحسن «عليه السلام».

وثلاثة آخرون وهم: مسلم وعبدالرحمن وجعفر أولاد عقیل.

وثلاثة آخرون من غيرهم وهم: قاسط وكردوس ومقسط أولاد زهير التغلبي.

وأخوان منهم وهما: علي وعبدالله ولدا الحسين «عليه السلام».

وآخران وهما: عبدالله ومحمد ولدا مسلم.

وآخران وهما: عون و محمد ولدا عبدالله بن جعفر.

و آخران من غيرهم وهما: عبدالله وعبيد الله ولدا يزيد العبدي.

وآخران وهما: عبدالله وعبدالرحمن ولدا عروة الغفاري.

(172)

وآخران وهما: النعمان والحلاس ولدا عمرو الراسبي.

وآخران وهما: سعد وأبوالحتوف ولدا الحرث الأنصاري.

وآخران لأم وهما: مالك وسيف الجابريان.

الفائدة العاشرة

قتل في الطف تسعة نفر وامهاتهم في الخيم واقفات تنظرن إليهم وهم:

عبدالله بن الحسين؛ فإنه أمه الرباب واقفة عليه تنظر إليه.

وعون بن عبدالله بن جعفر؛ فإن أمه زينب العقيلة واقفة تنظر إليه.

والقاسم بن الحسن «عليه السلام»؛ فإنه امه رملة واقفة تنظر إليه.

وعبدالله بن الحسن؛ فإن أمه بنت الشليل البجلية واقفة تنظر إليه.

وعبدالله بن مسلم؛ فإن أمه رقية بنت علي «عليه السلام» واقفة تنظر إليه.

ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل؛ فإن أمه واقفة تراه مذعوراً ممسكاً بعمود الخيمة وقد ضربه لقيط أو هاني فقتله وتنظر إليه.

وعمر بن جنادة؛ فإن أمه واقفة تأمره بالقتال و تراه يقتل وتنظر إليه.

وأم عبدالله الكلبي؛ فإنها واقفة على ما ذكره الطاوسي تحثه على الجلاد مع زوجته و تنظر إليه.

وعلي بن الحسين؛ فإن أمه ليلى واقفة تدعو له في الفسطاط على ما روي في بعض الأخبار وتراه يقطع وتنظر إليه.

الفائدة الحادية عشرة

قتل مع الحسين «عليه السلام» في الطف من الصبيان الذين لم يراهقوا الحلم خمسة نفر وهم:

عبدالله بن الحسين؛ فإنه رضيع عرض على أبيه فأخذه إليه فرماه حرملة في نحره وقتله.

 

(173)

وعبدالله بن الحسن «عليه السلام»؛ فإنه خرج إلى عمه الحسين «عليه السلام» يشتد وعمته زینب تمانعه فلم يمتنع حتى وصل إلى عمه فرآه صريعاً فوقف إلى جنبه، ورأى بحر بن كلب يريد ضربه فصاح به: أتضرب عمي يابن الخبيثة؟! فقصده بالضربة وقتله.

ومحمد بن أبي سعيد؛ فإنه لما صرع الحسين «عليه السلام» وتصايحت النساء ذعر فخرج إلى باب الخيمة ممسكا بعمودها فأهوى إليه لقيط أو هاني بسيفه وقتله.

والقاسم بن الحسن «عليه السلام»؛ فإنه خرج يريد القتال على صغر سته فانقطع شسع نعله فوقف عليه ليشده فأهوى إليه بسيفه عمر بن سعد الأزدي وقتله.

وعمر بن جنادة الأنصاري؛ فإنه خرج إلى القتال مستأذنا أباعبدالله الحسين ع بأمر من أمه، فأهوى إليه بعضهم بسيفه وقتله.

الفائدة الثانية عشرة

أبن الحسين راثياً من أحبته وأنصاره عشرة نفر وهم:

علي بن الحسين«عليه السلام»؛ فإنه لما قتل وقف عليه وقال: قتل الله قوما قتلوك، ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا.

والعباس بن علي «عليه السلام»؛ فإنه لما قتل وقف عليه وقال: الآن انكسر ظهري، وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي.

والقاسم بن الحسن «عليه السلام»؛ فإنه لما قتل وقف عليه وقال: بعد لقوم قتلوك، وخصمهم فيك رسول الله ص، ثم قال: عز على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، إلى آخر كلامه.

وعبدالله بن الحسن؛ فإنه لما قتل ضمه إليه وقال: يابن أخي! إصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين ، إلى آخر كلامه.

وعبدالله بن الحسين«عليه السلام»؛ فإنه لما قتل رمی بدمه نحو السماء وقال: اللهم لا يكن

(174)

أهون عليك من دم فصيل، إلى آخر كلامه.

ومسلم بن عوسجة؛ فإنه لما قتل وقف عليه وقال: رحمك الله يا مسلم، وتلا: (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)(1)

وحبيب بن مظهر؛ فإنه لما قتل وقف عليه وقال: عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي.

والحر بن یزید الرياحي؛ فإنه لما قتل وقف عليه وقال: أنت کما سمتك أمك حر في الدنيا وسعيد في الآخرة.

و زهير بن القين؛ فإنه لما قتل وقف عليه وقال: لا يبعدنك الله يا زهير من رحمته، ولعن الله قاتليك لعن الذين مسخوا قردة وخنازير.

وجون مولى أبي ذر؛ فإنه لما قتل وقف عليه وقال: اللهم بيض وجهه وطيب ريحه وعرف بينه وبين محمد و آله.

وأبن نفرین بغير الطف وهما : مسلم بن عقيل وهاني بن عروة فإنهما لما قتلا بالكوفة وبلغه خبرهما بالثعلبية قال: رحمة الله عليها وجعل يكرر ذلك.

الفائدة الثالثة عشرة

مشى الحسين«عليه السلام» يوم الطف إلى سبعة نفر من أحبته وأنصاره بعد ما قتلوا وهم:

مسلم بن عوسجة؛ فإنه لما قتل مشى إليه ومعه حبیب بن مظهر وقال له: رحمك الله يا مسلم.

والحر بن یزید؛ فإنه لما قتل مشى إليه وقال له: أنت كما سمتك أمك.

وواضح الرومي أو أسلم التركي؛ فإنه لما قتل مشى إليه واعتنقه ووضع خده الشريف على خده.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) الأحزاب: ۲۳.

(175)

وجون بن حوي؛ فإنه لما قتل مشى إليه وقال: اللهم بيض وجهه، إلى آخر ما قال.

والعباس بن علي «عليهما السلام»؛ فإنه لما قتل مشى إليه وجلس عنده وقال: الآن انكسر ظهري ، إلى آخر كلامه.

وعلي بن الحسين «عليهما السلام»؛ فإنة لما قتل مشى إليه ووقف عليه وقال فيا قال: على الدنيا بعدك العفا.

والقاسم بن الحسن «عليهما السلام»؛ فإنه لما قتل مشى إليه ووقف عليه وقال: بعداً لقوم قتلوك، إلى آخر ما قال.

الفائدة الرابعة عشرة

        قطعت أعضاء ثلاثة نفر من أحبة الحسين «عليه السلام» وأنصاره في حال قتلهم يوم الطف وهم:

العباس بن علي «عليهما السلام»؛ فإنه قطعت يمينه ثم شماله ثم رأسه.

 وعلي بن الحسين «عليهما السلام»؛ فإنه ضرب على رأسه ثم قطع بالسيوف إرباً إرباً.

وعبدالرحمن بن عمير؛ فإنه قطعت يده في منازلة سالم ويسار ثم قطعت ساقه ثم قطع رأسه ورمي به إلى جهة الحسين «عليه السلام».

الفائدة الخامسة عشرة

رمي لنحو الحسين «عليه السلام» من رؤس أصحابه في الطف ثلاثة رؤس: رأس عبدالله بن عمير الكلبي؛ فإنه رمي به إلى نحو الحسين «عليه السلام» فأخذته أمه.

ورأس عمر بن جنادة؛ فإنه رمي به أيضا إلى نحو الحسين فأخذته أمه وضربت به رجلا على ما روي فقتلته، ثم أخذت عمود الخيمة فأرادت القتال فمنعها الحسين«عليه السلام».

(176)

ورأس عابس ابن أبي شبيب الشاكري؛ فإنه لما قتل قطع رأسه وتنازعته جماعة ففصل بينهم عمر بن سعد وقال: هذا لم يقتل إنسان واحد، ثم رمی به لنحو الحسين «عليه السلام».

الفائدة السادسة عشرة

قتلت مع الحسين«عليه السلام» في يوم الطف إمرأة واحدة وهي أم وهب العمرية القاسطية زوجة عبدالله بن عمير الكلبي؛ فإنها وقفت عليه وهو قتيل فقالت: أسأل الله الذي رزقك الجنة أن يصحبني معك، فقتلها رستم غلام شمر بعمود.

الفائدة السابعة عشرة

قاتلت مع الحسين«عليه السلام» يوم الطف امرأتان و هما:

أم عبدالله بن عمير؛ فإنها بعد قتل ولدها أخذت عمود خیمة وبرزت به إلى الأعداء، فردها الحسين «عليه السلام» وقال: ارجعي رحمك الله فقد وضع الله عنك الجهاد.

وأم عمر بن جنادة؛ فإنها على ما روي أخذت بعد قتل ولدها رأسه وضربت به رجلا فقتلته، ثم أخذت سيفا وجعلت تقول:

أنا عجوز في النسا ضعيفه                    بالية خاوية نحيفــــــــــه

أضربكم بضربة عنيـــــــفه                   دون بني فاطمة الشريفه

فأتاها الحسين«عليه السلام» وردها إلى الخيمة على ما ذكره جماعة من أهل المقاتل .

الفائدة الثامنة عشرة

برزت بين الأعداء يوم الطف من مخيم الحسين «عليه السلام» خمس نسوة وهن:

(177)

جارية مسلم بن عوسجة، صرع فخرجت صائحة: واسيداه!

 وأم وهب زوجة عبدالله الكلبي ، خرجت معه لتقاتل وبعد قتله، فقتلت.

وأم عبدالله هذا خرجت مع تشجعه وبعد قتله لتأبنه وتقاتل.

وأم عمر بن جنادة خرجت بعد قتله تقاتل.

وزينب الكبرى خرجت بعد قتل علي بن الحسين «عليه السلام» تنادي صارخة: ياحبيباه! يابن أخياه! وجائت حتى انكبت عليه، فجاء إليها الحسين «عليه السلام» وردها.

الفائدة التاسعة عشرة

بقيت عيالات غير الطالبيين من أنصار الحسين«عليه السلام» بالكوفة وذلك لأنهن حين الوصول إلى الكوفة شقع فيه ذووقرباهت من القبائل عند ابن زیاد، فأخذهن من السبي ، وسبي الطالبيات إلى الشام.

الفائدة العشرون

قتل بعد قتل الحسين«عليه السلام» صبيان في الكوفة على ما رواه جماعة منهم الصدوق في الأمالي وذلك أنه لما جيء إلى الكوفة بالسبايا من العيال والأطفال، فر من الدهشة والذعر صبيان وهما: إبراهيم ومحمد من ولد عقیل أو جعفر، فلجئا إلى دار فلان الطائي، فسألها عن شأنها، فأخبراه وقالا له: إنا من آل رسول الله (ص) فررنا من الأسر ولجأنا إليك، فسولت له نفسه الخبيثة أن لو قتلهما وجاء برأسيهما إلى ابن زیاد لأعطاه جائزة، فقتلهما وأخذ رأسيهما وجاء إلى عبيدالله ابن زیاد فدخل عليه وقدم الرأسين إليه، فقال له ابن زیاد: بئسما فعلت، عمدت إلى صبيين استجارا بك فقتلتها وخفرت جوارك، ثم أمر بقتله، فقتل.

فهؤلاء مائة وإثنا عشر نفر من أنصار الحسين«عليه السلام»، ترجمتهم في هذا الكتاب

(178)

 

المسمى (إبصار العين)، وما حصلت على هذه التراجم إلا بكد اليمين وعرق الجبين وسهر الناظر وفكر الخاطر، وما استسهلت هذه المخاطر إلا لأني:

خدمت به سبط النبي مترجماً          لأنصاره المستشهدين على الطـــــف

فإن كان مقبولا وظني هــكذا          فياسعد حظي بالكرامة واللطـــــــــف

وإلا فإني واقف وسینهمي              على واقف تحت الحياصيب الوطف

وهذا آخر ما يجري به اليراع، وتنثني عليه العضد والذراع، ختمته حامدا لله رب العالمين مصلياً على محمد و آله الميامين في البلد الأمين نجف کوفان، لثمان بقين من شعبان سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وأربعين من الهجرة النبوية على مهاجرها الصلاة والسلام والتحية.

(179)