موسوعة بطل العلقمي الجزء الثالث

اسم الکتاب : موسوعة بطل العلقمي الجزء الثالث

المؤلف : أليف سماحة آية الله المحقق الكبير الشيخ عبد الواحد المظفر قدس سره
المطبعة : مؤسسة الشيخ المظفر الثقافية العراق النجف الاشرف مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت لبنان

 

 

 

 

 

الله تعالی عندهم أقل حلمه أربعين سنة وكذلك النبي (ص) وأمير المؤمنين والحسين «عليهما السلام» يقولون إن النبي (ص) فعلوا ما فعلوا معه من کسر رباعيته ونثر التراب عليه، وعلي «عليه السلام» قادوه بحمائل سيفه ، والحسين فعلوا معه ما فعلوا ومع ذلك صبروا، ولكن العباس «عليه السلام» لا يصبر ولهذا إذا قصدوا صاحوا : أبو رأس الحار المستعجل المصفي، فالمحلف عندهم لا يجوز أن يزور الحسين «عليه السلام» قبل تأدية الحلف لأنهم يقولون إذا دخل قبة الحسين «عليه السلام» فقد أستجار به والعباس «عليه السلام» لا يخفر جوار أخيه الحسين «عليه السلام» بلسانهم لا يأخذ دخيل أخيه.
هذه أمور مكشوفة لكل إنسان، أما قضاء الحاجات ونجاح الآمال فحدث ولا حرج وقد علم الشيعة كلهم إنه ما توسل إلى الله به متوسل إلا وقضى حاجته ، ولا سأله بحرمته سائل إلا وتيسر عليه مطلوبه فلذلك سمي بباب الحوائج.
للمؤلف:
أبو الفضل ابن داحي الباب أعلا إلــــه الـــعرش في الدنيـا مقامه
وكم من معجزات باهـــــــرات له قدعرفوهــــا بالـــكـــرامــــه
حباه الله فيها منه فضــــــــــــلا کــذا فـــرع النــبوة والإمامــــه
فمن حين الشهادة قد تجلــــــت لــنــاظــرها وتوصـتل بالقيامــه
فكم من لائذ فیـــــه حمـــــــــاه وكم من خائف اضحى عصامه
وكم من معدم أصحى عنــــــاه وكم ذي عــاهــة داوي ســقـامه
وكم قد حفت الأخطار شخصا فلما جائــه لاقــى الــســلامـــــه

يحدثني الخطيب الأديب الشيخ جاسم قسام عن السيد الفقيه السيد جاسم إمام جامع الصياغ في النجف وكان رجلا صالحا ظاهر الخشوع وأثر الزهد عليه بين أن رجلا علوية من سكان بلدة الكاظمية وكان غنية مثرية يجهز الزائرين لمرقد الحسين «عليه السلام» ويعينهم ويزودهم بالأقوات وأسباب الراحة ويبذل لهم المعونة والإسعاف بالنقليات من البغال وغيرها ويقوم بالنفقة عليمن رافقه إلى زيارة الحسين «عليه السلام» فأبتلي بالفقر في بعض الأعوام وأصابته ضائقة شديدة وفاقة وحاجة عجز معها عن تأدية ما كان يقوم فيه وأحتاج إلى ما يسد به حاجة رفقائه جرية على عادته فما تيسر له لذلك ولم ترض نفسه بقطع العادة فقام بكري حيوانات النقل وأوعد المكاريين أن يوفيهم الكراء بكربلاء وأستدان من التجار ما

(365)


يكفي لقوت من صحبه إلى الزيارة موعدة لهم بالوفاء عند رجوعه، فلما وصل إلى الحائر الحسيني والقي أثقاله هناك قصد الحرم الحسيني الشريف ووقف تجاه القبر المقدس وأنشأ يقول:
جئت أسعى إليك من غير زاد ناصر الخطو أحمل الآثاما
لم يدع إلى الحياة عندك نـطقاً ربما يمنع الحباء الكلامـــا

فخرج من القبر ولم ينل منه مقصوده بمقال في نفسه أخطأت لم أجب جهة الطلب علي أن أدخل البيت من بابه وباب الحسين «عليه السلام» هو أبا الفضل «عليه السلام» ، فجاء إلى ضريح أبي الفضل العباس «عليه السلام» فأنشا يقول:

أبا الفضل أنت الباب للسبط مثلما أبــــوك علي كان بـــاب لأحــمــــدا
إذا أنت لم تسعف بمقصد وافــد إلى السبط لم ينجح له السبط مقصدا

ثم خرج من القبر فلقي رجلا فناوله ورقة تحويل على بعض التجار فيها وفاء بحاجته وزيادة ، إنتهی.
ولدينا في النجف شاب علوي اسمه السيد سعيد بن السيد إبراهيم البهبهاني هو وأبوه من خطباء المنبر الحسيني، حدثني بقصته جماعة من الخطباء ثم سمعتها منه مشافهة وملخصها أنه أصيب بداء السل وعالجه كثير من الأطباء الحذاق والدكاترة المتخصصين بعلاج هذا الداء العضال حتى يئسوا من برئه وأجمعوا أنه لا يبرء وجزموا بموته عن قريب، فلما سمع منهم تضاعفت أجزائه وأقلقه الخوف ولم يرى وجها يرجو منه الشفاء ولم يجد سببة لبرء هذا الداء القتال فرأى منامة فيه أن رجلا يشير عليه بقصد باب الحوائج أبي الفضل العباس «عليه السلام» ، فلما أستيقظ قصد زیارة العباس بن أمير المؤمنين «عليهما السلام» للأستشفاء بضريحه الأقدس فلما وصل إلى المشهد الشريف وأضطجع إلى جنب الضريح أخذ البرء يدب في بدنه والشفاء يسري في عروقه ولا حث عليه أمارات الشفاء وظهرت علامات العافية ولم يطل الوقت حتى عوفي بإذن الله تعالى وكرامة العباس «عليه السلام» وها هو حي وفي تمام الصحة والعافية ، وقد أخبرني أن له شعراً في ذلك لم أكتبه عنه.
وهذه قصص كثيرة لو تلوناها عليك لأسهبنا.
قال الفاضل الدربندي في أسرار الشهادة(1): ثم إن مقاماته النورانية أي
______________
(1) أسرار الشهادة : ص ۳۲5.

(366)

تصرفه في جملة المواضع لأجل هذه النشأة من أستخلاص زوار الحسين «عليه السلام» في طرق الزيارة في شر الأشرار الكفار وإيصال جمع منهم إلى القافلة بعد أن ضلوا الطريق مما حصل به العلم لكل مؤمن مستبصر فما يقع في كل عصر من ذلك القبيل يغني عن كل ما نقل في عصر سابق عليه وهكذا خارق العادات والكرامات الصادرة عند قبره الشريف، فأقتصر على ذكر بعض من ذلك مما أتيقن بوقوعه:
من ذلك ما أخبرني به السيد الأجل السيد أحمد نجل السيد الأفخم السيد الشريف نصر الله المدرس الحائري بأني كنت مع جمع من الخدام قاعدين في الصحن الشريف للحضرة العباسية فبينما نحن كذلك إذا خرج رجل من الحرم الشريف راكضة عجة واضعة إحدى يديه على خنصر يده الأخرى حتى إنه خرج من الصحن فقمنا مسرعين نحوه فلقيناه بعد أن خرج من الصحن، فرفع يده من أصل الخنصر فإذا خنصره مقطوعة من أصلها والدم يسيل منها سيلان الماء من الميزاب ، فرجعنا إلى الحرم الشريف مسرعين فوجدنا خنصره بين شبكات الضريح معلقة عليها ولم تقطر قطرة منها كأنها عضو من أعضاء غير حي، ثم إن هذا الرجل قد مات بعد ليلة من ذلك اليوم وكان ذلك لأجل صدور تقصيره من الإهانة أو مخالفة عهد أو نذر ونحو ذلك، إنتهی.
للمؤلف:
سلام على باب الحوائج عــبـــــاس شبل الوصي علي فارس النـــــــاس
إن حامي الحمى الحسنـــي مواهبه في الدين والعلم والمعروف والبـأس
هو المجن لأحداث الـــزمان لـــنـا والـــــــــعون عند لقاء الفادح القاس
إن الحديث الذي يـــروي کرامتـه عندي صحيح على العينين والرأس
قد ثبت الله فيهم رکــــن مــلــتــــه ولا يثبتن الـبــنــا إلا بــأســـاســـــي
وإنهم عندنا سفن النـــجاة لـــنـــــا وما علينا بنقد الخصم مـن بــــــأس
نرجو الشفاعة منهم في المعاد لنا لسنا من الفوز بالفردوس في يــأس
وإنما رينا من حوض کوثرهــــم كأس هین روي طاب من كـــــأس
سیامرون غدا فينا إلـى غـــــرف محفوفة برياض الـــــــورد والآس
فالآمنون من النيران شيـعــتــهــم إن أوقدت بالحجار الصلد والنـــاس
وإن شيعتهم في الحشر منزلهـــم بين النبيين مثل الخضر واليـــــأس

(367)

روح وريحان فيها والنعيم بــــــها عرف ذکا نشره من طيب أنفاس
والجاحدون لهم في قعر مظلـــمة مع الشيـــاطين في ذل وإبــــلاس
یکب ظالمهم والقـاتلـــون لـــهـــم على المناخر في النــيران والرأس
إن تشتكي فاطم الزهراء ما لقيت أبناؤها من ضيع الأمة القاســــي
تجيء تحمل رأس السبط مهجتهـا وطفله ويدي ذي الفضــل عباس
هناك يشتد سخط الله إذا غضبت بنت النبي على الجاني من الناس

ويليه الملحق في إخوة العباس وأولاده وأحفاده، وشرح بعض المراثي التي رثي بها .


أولاد العباس بن علي «عليهما السلام» وأحفاده


«الحسن بن العباس، عبيد الله بن العباس، محمد بن العباس (أستشهد بكربلاء) أمهم جميعا أم الفضل الصغرى لبابة بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، الفضل بن العباس، عبید الله بن العباس، القاسم بن العباس أستشهد بكربلاء، ليس للعباس بن علي أنثى».
اختلف النسابون في عدد أولاده فمنهم المقل المقتصر على واحد، ومنهم الموصل عددهم إلى ستة ذكور، وخذ ما قاله النسابون في طرفي القلة والكثرة:
قال ابن قتيبة في المعارف(۱): وأما العباس بن علي فقتل مع الحسين بن علي ابن أبي طالب فولد العباس عبيد الله أمه لبابة بنت عبيد الله بن عباس وله عقب، الخ.
وقال صاحب ناسخ التواريخ الفارسي(۲): وولد له ولدان أحدهما الفضل والثاني عبيد الله، إنتهی.
أما محمد والقاسم فذكر محمداً في الشهداء ابن شهر آشوب في المناقب وتبعه المجلسي في البحار وذكرهما معا في الشهداء أبو إسحاق الأسفرایني الشافعي في نور العين وصاحب مطلوب كل طالب في أنساب آل أبي طالب فارسي مطبوع ذكرا أنهما بارزا وسنذكر كلامهما، وعبد الله مكبرة مذكور في بعض
____________
(1) المعارف: ص65. (۲) ناسخ التواریخ 5/ ۳۰6.

(368)

كتب الأنساب المخطوطة، وفي رياض الجنان(۱): إن عبد الله بن العباس بن على كان طفلا في الطف وأخذ مع السبايا، وعبيد الله بن العباس ولا عقب للعباس إلا منه عند جمهور النسابين إلا أبن قتيبة وصاحب طبقات الحنفية فإنهما ذكرا للحسن بن العباس عقبة وسيتضح عدم صحة ما قالا.
عبيد الله بن العباس:
كان رجلا جليلا فاضة رباه الإمام زین العابدين «عليه السلام» وثقفه وزوجه بنته خديجة وجمع له معها ثلاث حرائر من بنات الأشراف يقصد بذلك تنمية نسل عمه العباس «عليه السلام».
قال المجلسي (رحمه الله) في البحار(1): قال الزبير بن بكار: كان للعباس ولد إسمه عبيد الله كان من العلماء، إنتهی .
وقال أبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية مخطوط: عبيد الله بن العباس تزوج أربع عقائل کرام: رقية بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، وأم علي بنت علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «عليه السلام» فلم تلد له، وأم أبيها بنت عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب، وابنة مسور بن مخرمة الزهري؛ فولد لعبيد الله أبن العباس عبيد الله والحسن أمهما ابنة عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب والعدد والنسل في ولد الحسن بن عبيد الله، وتوفي الحسن بن عبيد الله وهو ابن 6۷ سنة، إنتهی.
قال السيد حسون البراقي النجفي في النفحة العنبرية مخطوطة: في بحر الأنساب: أولاد العباس المعقبين: عبد الله وعبيد الله والفضل، وذكر في حدائق الألباب أولاد العباس المعقبين الحسن وعبد الله ثم ذكر عقبهما، وأما ابن عنبة في العمدة فإنه ذكر عبيد الله بن العباس وهو المعقب وكذا في سبائك الذهب، إنتهی .
أما نسخة بحر الأنساب المطبوعة فليس فيها ما ذكر البراقي ولعلها حرفت عند الطبع عن أصل النسخة المخطوطة التي عند البراقي (رحمه الله) فإني أعتمد على نقله وإنهم مصرا بالتحريف.
أما ابن حزم في جمهرة أنساب العرب فلم يذكر غير عبيد الله ويحصر العقب فيه وظاهر كلامه أن له غير عبيد الله ولكنه إنما يذكر المعقبين فعبید الله هو المشهور بالعقب وهو المقدر والمحترم وكان الإمام زین العابدین «علیه السلام»
______________
(1) ریاض الجنان: ص ۳6۸ طبع بمبئي. (۲) بحار الأنوار ۹/ ۷۰۰ طبع تبریز .

(369)

عظیم العناية به، كثير الشفقة عليه، ما نظر إليه إلا بکی، ولا لمحه إلا أستعبر، وكان يحبه ويؤثره ويقدمه على سائر أقربائه، ويقربه ويدنيه يتذکر به موقف أبيه العباس ذلك الموقف الكريم أمام إمامه الحسین، ذلك الموقف الذي ألبس الإنسانية أردية الفخار، وكسي العروبة كساء الرفعة.
وكان عبيد الله طفلا عند قتل أبيه العباس «عليه السلام»، بقي عند أمه بالمدينة ولما طرق المدينة نبأ تلك المأساة الممضة وشاع خبر تلك المذبحة المؤلمة في أحياء يثرب فسددت سهام آلامها إلى الصميم من قلب كل عقيلة فاطمية بنوافذها، وممن شك قلبها بالسهم المحدد ذي الشعب الفتاكة هي فاطمة أم البنين فهي امرأة رقيقة الجنان، قوية العاطفة، وحصتها من تلك الفادحة عند الأقتسام الوافية وسهمها من تلك المأساة عند المساهمة الأوفي فكانت تحمل عبید الله الشبل الآساد الأربعة وخلف الليث الخادر على كتفها وتمضي به إلى بقيع المدينة فتندب أولادها الآساد الأربعة أشجی ندبة وتبكيهم أوجع بكاءاً وأحزنه، وكانت ندبتها تؤثر حتى في قلوب القسات التي هي بالجلاميد الصماء أشبه وتنصدع رقة لها افئدة الأعداء الغلاظ التي هي كألباد الإبل أقرب.
وقد كان مروان بن الحكم العدو الألد والخصم الأقس والبغيض الأجفى إذا سمع ندبتها البليلة بصوت الرقة الندية بسجع الحنان لا يملك نفسه الشريدة حتى يستعبر ولا يستطيع المكاتمة دون أن يغلبه البكاء انجذابا لتلك الرنة المحزنة والحنة المشجية، قال المجلسى (رحمه الله) في بحاره حكاه عنه صاحب ریاض الأحزان(۱) ولفظه : وأما دار العباس بن علي «عليهما السلام» وإخوته فلم يكن بها منهم أحد رجع إليها .
قال أبو الفرج على ما في البحار بعد ذكر العباس «عليه السلام» وإخوته : وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الإخوة القتلى تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجی ندبة وأحرقها فيجتمع إليها الناس يسمعون منها، فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي، إنتهى، هذا هو لفظ أبي الفرج بنصه في المقاتل(۲) فلا نطيل بإعادته .
قال الشيخ محمد السماوي (رحمه الله) في إبصار العين(۳) : أنا أسترق جدة من رثاء أمه (يعني العباس) فاطمة أم البنين الذي أنشده أبو الحسن الأخفش في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رياض الأحزان: ص۹۹. (۲) مقاتل الطالبيين : ص34.
(۳) إبصار العين : ص ۳۱.

(370)

شرح الكامل وقد كانت تخرج إلى البقيع كل يوم ترثيه وتحمل ولده عبيد الله فيجتمع لسماع رثائها أهل المدينة وفيهم مروان بن الحكم فيبكون لشجي الندبة قولها «رضي الله عنها »:
يامن رأى العبــــــاس كــرعلي جماهير النقد
ووراه من أبناء حيدر كــل لــيــث ذي لـــبــد
بنت أن أبني أصــيب بــــرأســـه مقـطوع ید
ويلي على شبلي أمــا ل برأسه ضرب العمد
لو كان سيفك في يــد يك لما دنا منه أحـــــد

وقولها «رضي الله عنها»:
لاتدعوني ويك أم البنيـــن فتذكريني بــلــيـوث الــعـريــن
کان بنون لي أدعى بهـــم واليوم أصبحت ولا من بنيــــن
أربعة مثل نسور الربـــی قد واصلوا الموت يقطع الوتين
تنازع الخرصان أشلائهم فكلهم أمسى صريعاً طعــــــين
ياليت شعري أكما أخبروا بأن عباس قطيــــع اليمـــــــين

انتهى، أنا أتهم المرحوم السماوي بوضعها كما أتهمه فضلاء المعاصرين من السادات وإن كان شرح الأخفش من قبيل الأحاجي والألغاز أو هو أحد المضمرات المستترة دوامة حركة الألف الملسا وإن وجد فقد يوجد بيض الأنوق وإن رؤي ربما ترى معه عنقاء مغرب ولكن أظن أن المرحوم السماوي نقل عمن نقل عنه من المتقدمين فعزاه إليه رأساً وحذف الواسطة على القاعدة القديمة، وكثير ما ترى المجلسي ينقل عن العياشي مثلا فيجيء بعده مؤلف لم يرى كتاب العياشي فيقول: قال العياشي معتمداً على نقل المجلسي لكنه ترك واسطة النقل وهو المجلسي فلهذا ينسب كثير من المؤلفين إلى الكذب ولم يكذبوا لكنها غلطة جرها ضعف العقل وقلة التفكير، فرحم الله السماوي وغفر لنا وله برحمته .
ومحمد والقاسم الشهيدان مع عمهما الحسين «عليهم السلام»
هما ولدا العباس بن علي «عليهما السلام»، ولا عقب لهما وأستشهدا مع عمهما الحسين «عليه السلام» بطف كربلاء، أما محمد وحده فنص عليه الثقة الثبت محمد بن شهر آشوب في المناقب في شهداء الطف وقال : قتل مع أبيه

(371)

العباس «عليه السلامه »وتبعه الفاضل المجلسي (رحمه الله) في البحار والدربندي في أسرار الشهادة وملا عبد الله في مقتل العوالم.
ونص على شهادته وشهادة أخيه القاسم وأنهما قتلا محاربين مبارزة أبو إسحاق الإسفرائيني الشافعي من أهل السنة والنسابة صاحب مطلوب كل طالب المطبوع في إيران فارسي، والقائني في الكبريت الأحمر وهو فارسي أيضا.
وملخص ما ترجمناه منهما: أن العباس «عليه السلام» لما ضرب بالعمود وسقط على المسناة وإن الحسين «عليه السلام» مشى إليه ورآه بتلك الحالة وأنه بعد رجوعه منه جعل ينادي : واغوثاه بك يا الله ، وا قلة ناصراه، فخرج إليه من الخيمة محمد بن العباس والقاسم بن العباس بنادیان: لبيك يا مولانا نحن بين يديك، وأجابهما الحسين «عليه السلام» بشهادة أبيكما الكفاية، فقالا: لا والله يا عماه، وبعد وداع عمهما خرجا إلى الميدان ثم ذكرا أنهما قتلا عددا كثيرة من الأعداء وثلما من جيش أهل الكوفة ثلمة كبيرة، وأن محمدا قتل أكثر من مائتين، وأخوه القاسم قتل أكثر منه.
ولا عجب فالشبل من ذاك الأسد أبوهما العباس وجدهما أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب فارس المشارق والمغارب، وعمومتهما الحسن والحسين ومحمد ابن الحنفية، وعمومة الأب جعفر الطيار وطالب وعقيل، وعمومة الجد حمزة والزبير والعباس، وأخوالهما الفضل وعبد الله وقثم، وأخوال الأب ملاعب الأسنة ونزال المضيف وفارس قرزل ومدرك الثار وأربد الحتوف.
أما أبو إسحاق فذكر في نور العين(1): أنه بعد نداء الحسين «عليه السلام» واستغاثته وطلبه المساعد عند فقد الأنصار وبعد شهادة العباس «عليه السلام» خرج إليه من الخيمة غلامان أحدهما محمد بن العباس والثاني أخوه القاسم وهما يقولان لبيك يا مولانا نحن بين يديك ، فقال : كفاكما قتل والدكما ، فقالا : لا والله يا عماه بل أنفسنا لك الفداء فأذن لنا بالبراز، وساق قصة شهادتهما وفيهما الكمية التي قتلاها من الجيش الكوفي. هذا ما نقله هؤلاء الثلاثة أهل العلم ونقلته بمعناه ولم أحك الألفاظ فليراجعها من أرادها.
أحفاد العباس بن أمير المؤمنين «عليه السلام»
العرب تطلق على ولد الإبن حفيد، وعلى ولد البنت سبط، وسار هذا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) نور العين : ص۲۰.

(372)

الاصطلاح في القرون الأخيرة فلهذا أطلقوا على ابن رشد الفيلسوف الحفيد لأن جده أبو الوليد ابن رشد قاضي أشبيلية في الأندلس، كما أطلقوا على صاحب تذكرة خواص الأمة الفقيه المؤرخ الحنفي سبط ابن الجوزي وهو تركي الأصل لأن جده لأمه أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي الواعظ الحنبلي المشهور ولأجل أن تفهم حررنا لك هذا.
أما أحفاد العباس فتنتهي سلسلتهم جميعا إلى عبيد الله بن العباس، وعند ابن قتيبة إن للحسن بن العباس أحفاد ووافقه بعض أهل الطبقات من الحنفية ، وسيأتي في آخر الباب.
وقد سمعت البراقي يذكر عن العميدي في بحر الأنساب أن للفضل وعبد الله عقباً.
وذكرت لك أن النسخة المطبوعة من بحر الأنساب لم تذكر ذلك فلذلك لا أرنب لهذا القول أثرة ولا أعبأ به .
أما أنتشار العقب من عبيد الله فعليه أكثر أهل النسب وجزم به كثير ممن يعتمد على قوله، والأمارات كلها معه، فهذا ابن حزم الظاهري الأندلسي يقول في جمهرة أنساب العرب(1): لا عقب للعباس بن علي بن أبي طالب إلا من ولده عبيد الله بن العباس فقط، فولد عبيد الله المذكور الحسن والحسين وحمزة بنو عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب، الخ.
وقال السيد العميدي النجفي في بحر الأنساب(۲): عبيد الله الرئيس ابن العباس بن علي بن أبي طالب «عليه السلام» أمه لبابة بنت عبيد الله بن العباس، أعقب من ثلاثة : الحسن والحسين وحمزة الخ.
فهذا شيء لا حاجة إلى التطويل فيه بنقل الأقاويل، ثم إن هؤلاء الثلاثة من ولد عبيد الله الرئيس كان أكثرهم أعقابا هو الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد بن الإمام علي بن أبي طالب، ومنهم الأشراف والأمراء وأهل الصيت الذائع وهم منتشرون في العراق واليمن والهند وطبرستان والشام ومصر وغيرها من البلاد الإسلامية.
قال صاحب العمدة(3): وعقب العباس «عليه السلام» قليل العقب من ابنه عبيد الله وعقبه ينتهي إلى ابنه الحسن فأعقب الحسن من خمسة رجال وهم: عبید
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جمهرة أنساب العرب: ص 60. (۲) بحر الأنساب: ص ۲۲۸.
(۳) العمدة: ص ۳۲4.

(373)

الله قاضي الحرمين وكان أميراً بمكة والمدينة قاضياً عليهما، والعباس الخطيب الفصيح، وحمزة الأكبر، وإبراهيم جردقة والفضل الخ.
وقال سبط ابن الجوزي في التذكرة(1): كان للعباس هذا يعني الخطيب إخوة علماء فضلاً : محمد وعبيد الله والفضل وحمزة وكلهم بنو الحسن بن عبيد الله بن العباس الخ، فزاد فيهم محمد(2) العباس الخطيب بن الحسن بن عبيد الله بن العباس الأكبر الشهيد بكربلاء كان من فصحاء الهاشميين وخطبائهم، ومن العلماء والشعراء، جامعة أخلاق وكلية فضائل.
قال سبط ابن الجوزي في التذكرة(3): أما العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس الفقيه الجليل الشاعر المشهور، وذكره الخطيب وغيره، له كتاب في أنساب الطالبين ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد وقال : من أولاد العباس بن علي العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي، قدم بغداد أيام هارون الرشيد وصحبه ثم صحب المأمون بعده وكان عالماً شاعراً فصيحاً، وتزعم العلوية أنه أشعر ولد أبي طالب.
دخل يوماً على المأمون فتكلم فأحسن، فقال له المأمون: والله إنك لتقول فتحسن، وتشهد فتزين، وتغيب فتؤمن.
جاء يوماً إلى باب المأمون فنظر إليه الحاجب ثم أطرق، فقال العباس: لو أذن لنا لدخلنا ولو أعتذر إلينا لقبلنا، ولو صرفنا لا نصرفنا فأما النظر الشزر والإطراق والقزة فلا أدري ما هما، وأنشد:
وما عن رضا كان الحمار مطبتي ولكن من يمشي سيرضى بما ركب

فخجل الحاجب، قال : وقال يذكر إخاء أبي طالب لعبد الله والد النبي (ص):

إنا وإن رسول الله يجمعــــنــــــا أب وأم وجدغير موصـــــــــــوم
جائت به وبنا من دون أسرتـــه غراه من نسل عمران بن مخزوم
فزنا بها دون من يدعي ليدركها قرابة من حواها غير مشهـــــــوم
رزقاً من الله أعطانا فضيلتـــــه والناس ما بین مرزوق ومحـروم

المشهوم المذعور، والغراء من نسل عمران بن مخزوم هي فاطمة والدة عبد الله و أبي طالب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تذكرة خواص الأمة: ص ۳۳.
(۲) نفسه: ص ۳۳. (3) تذكرة خواص الأمة: ص۰۹۳

(374)

وقال المسعودي في مروج الذهب: وأحسن من كتاب الزبير بن بكار الكتاب الذي سمع من يحيى بن طاهر العلوي الحسيني بمدينة النبي(ص) وفي أنساب آل أبي طالب كتب كثيرة منها كتاب العباس من أولاد العباس بن علي «عليهما السلام»، الخ.
وقال الداودي في عمدة الطالب(1): أما العباس الخطيب وكان بليغاً فصيحاً شاعرة، قال أبو نصر البخاري: ما رؤي هاشمي أغضب لسانة منه، وكان مكينة عند الرشيد فأعقب من أربعة رجال وهم أحمد وعبيد الله وعلي وعبد الله، كذا قال الشيخ العمري.
وذكر الفاضل المجلسي في بحاره(۲) عن الخطيب لفظ التذكرة.
قال أبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية المخطوطة: العباس بن الحسن ابن عبيد الله كان معرباً بليغاً ما رؤي هاشمي أخطب منه وكان مكيناً عند الرشید متوجهاً.
وقال أبو حيان التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة(۳): قال أبو العيناء : سمعت العباس بن الحسن العلوي يصف كلام رجل فقال: كلامه سمح سهل، كان بينه وبين القلوب نسب، وبينه وبين الحياة سبب كأنما هو تحفة قادم ودواء مریض وواسطة قلادة .
وقال أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد(4) بعد النسب أبو الفضل أخو محمد وعبيد الله والفضل وحمزة بني الحسن وهو من أهل مدينة رسول الله (ص) قدم بغداد أيام هارون الرشيد وأقام في صحابته وصحب المأمون بعده وكان عالماً شاعراً فصيحاً ويزعم أكثر العلوية أنه أشعر ولد أبي طالب.
وعن أبي العباس العلوي: الفضل بن محمد بن الفضل قال: قال عمي العباس ابن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب: أعلم أن رأيك لا يتسع لكل شيء ففرغه للمهم، وإن مالك لا يغني الناس كلهم فخص به أهل الحق، وإن كرامتك لا تطيق العامة فتوخى بها أهل الفضل، وإن ليلك ونهارك لا يستوعبان حاجتك وإن دأبت فيهما فأحسن قسمتهما بين عملك ودعتك من ذلك فإن ما شغلك من رأيك غير المهم أرزأ بالمهم، وما صرفت من مالك في الباطل فقدته حين تريده للحق، وما عمدت من كرامتك إلى أهل النقص أضربك في العجز

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) عمدة الطالب: ص۳۳6. (۲) بحار الأنوار ۹/ ۷۰۰.
(۳) الإمتاع والمؤانسة ۲/ 44. (4) تاریخ بغداد ۱۲/ ۱۲6.

(375)

عن أهل الفضل، وما شغلك من ليلك ونهارك في غير الحاجة أزری بك في الحاجة، ثم ذكر الأبيات المتقدمة في اتصال نسبهم برسول الله (ص) و دون بني العباس من حيث إخوة أبي طالب لعبد الله .
ثم قال(1): حدثني محمد بن إسماعيل: قال: دخل العباس بن الحسن العلوي العباسي على المأمون فتكلم فأحسن فقال له المأمون: ما علمتك إلا تقول فتحسن، وتشهد فتزين، وتغيب فتؤمن، ثم ذكر قصته مع حاجب المأمون وقد تقدمت .
وأما دسائس الخطيب التي يقصد بها الغض من أهل هذا البيت فهو ما ذكره في ترجمة يحيى صاحب الديلم(2) وهذا نصه : قال إدريس بن محمد بن يحيى: مات جدي يحيى بن عبد الله بن الحسن في حبس هارون الرشيد، قال جدي: وسمعت علي بن طاهر بن زيد يقول: لما توفي يحيى بن عبد الله وخرج بجنازته بعث الرشيد إلى رجل من العلويين يقال له العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي فقال: يقول لك أمير المؤمنين: صل على صاحبكم، فقال الرجل: ما كنت لأصل على جيفة خرج منها روحها وأمير المؤمنين عليها ساخط، إنتهی.
وهذا ظاهر لمن تأمل أدنى تأمل وخاصة من عرف نصب الخطيب وأنحرافه عن أهل البيت وإن صحت هذه القضية ولا تصح فلا توجب قدحاً في الميت ولا في الحي لأنها وردت لضرب من السياسة لأن الرشيد يتحری کشف ما في نفوس العلويين بشدة فحصه عن نواياهم بأساليب من الدهاء والمكر والخديعة وهذا أحدهما، والعباس المذكور كان متيقضاً فطناً عارفاً فإن الرشید ما أحال الصلاة عليه إلا ليكشف المخفي من سره أفي نفسه شيء من قتل هذا العلوي المظلوم الذي هو يحيى صاحب الديلم الذي قتله سيف غدر الرشید بعد أن قيده بقید الأمان الذي لا تفصم أقل حلقاته، وإلى الغدر أشار الحمداني :
یا جاهداً في مساويهم يكتمها غدر الرشيد ليحيى ليس ينكتم
وللعباس الخطيب مفتخراً ذكره العمري النسابة في المجدي:
وقالت قريش لنا مفخـر رفيع على الناس لا ينكر
بناتفخرون على غيرنا فأما علينا فلا تفخــــروا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) تاریخ بغداد ۱۲/ ۱۲۷. (۲) نفسه ۱4/ ۱۱۲.

(376)

من أحفاد العباس بن أمير المؤمنين «عليهما السلام»
بغداد لطيفور(1): أصيب المأمون بأبنة له كان يجديها وجداً شديداً فجلس للناس وأمر أن يؤذن لمن دخل، فدخل عليه العباس بن الحسن العلوي فقال : يا أمير المؤمنين! إنا لم نأتك معزین ولكن أتيناك مقتدين.
قال: ودخل العباس بن الحسن على المأمون فقال: يا أمير المؤمنین! إن لساني ينطق بمدحك غائباً، وأحب أن يتزيد عنك حاضراً أفتأذن لي فأقول؟ قال : قل فإنك تقول فتحسن، وتشهد فتزين، وتغيب فتؤمن، فقال: يا أمير المؤمنین! ما أقول بعد هذا فقد بلغت من مدحي ما لا أبلغه من مدحك.
من أحفاد العباس بن أمير المؤمنين «عليهما السلام»: عبيد الله الأمير بن الحسن بن عبید الله ابن العباس الشهيد بكربلاء.

ذكره سبط والداودي في العمدة وغيرهما وكان من أعيان الطالبيين ووجوههم ورجالهم المشهورين علما وسخاء وفصاحة وشجاعة، وله عقب في الكوفة.
وفي عمدة الطالب في موضع(2): كان قاضية على الحرمين وأميرة عليهما. وفي موضع آخر(۳): وأما عبيد الله الأمير قاضي قضاة الحرمين بن الحسن بن عبید الله بن العباس فله عقب كثير، ثم ذكر عقبه.
وفي تاريخ الكوفة المنسوب للبراقي(4) ما لفظه : بنو إسماعيل بن عبد الله بن عبيد الله الأمير بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب، إنتهی.
ولم يذكر لنا شيئاً من أمرهم ومن الذي ينتمي إليهم من سادة العراق في عصره.
قال الطبري في التاريخ(5): وولى المأمون صالح بن الرشيد البصرة، وولی عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب الحرمین، وحج بالناس في هذه السنة عبید الله.
وذكر في موضع آخر(6): إنه حج بالناس وهو والي الحرمین.
وذكر الطبري أن ولايته بعد ولاية صالح بن الرشید سنة ۲۰4.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بغداد: ص51.
(۲) عمدة الطالب: ص۳۲۰. (3) نفسه : ص۳۳۷.
(4) تاريخ الكوفة: ص420. (5) تاريخ الطبري ۱۰/ 255.
(6) نفسه ۱۰/ ۲5۷.

(377)

وفي تاريخ ابن الأثير(1) حوادث سنة ۲۰4: ولى المأمون أبا عيسى أخاه الكوفة، وصالحاً أخاه البصرة، وأستعمل عبيدالله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب على الحرمین، وحج بالناس عبيد الله . .
وفي حوادث سنة ۲۰5: إنه أيضا حج بالناس وهو أمير مكة والمدينة(۲).
وفي حوادث سنة ۲۰6: إنه حج بالناس وهو أمير الحرمین .
وفي سنة ۲۰۷ يذكر أن الذي حج بالناس أبو عيسى ابن الرشيد وعليه فإمارة عبيد الله على الحرمين ثلاث سنين .
قال أبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية المخطوطة : ولاه المأمون مكة والمدينة وكان كبير القدر.
وقال أبو نصر أيضا : عبيد الله بن الحسن يحمل عنه العلم ويروي عنه وكان يروي عن زيد بن علي وجعفر بن محمد «عليهما السلام» وغيرهما من العلماء وبقي إلى أيام المأمون ووفد عليه بخرسان فولاه مكة والمدينة والبحرين جزيها وخراجها.
وقال الفضل بن سهل : ما رأيت عبيد الله مع أحد إلا رأيت له عليه بسطة وأقام الحج للناس ثلاث سنين، سنة أربع وسنة خمس وسنة ست، مات بالعراق في زمن المأمون، إنتهی .
وقال أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد(3) بعد النسب: من أهل مدينة رسول الله (ص) و قدم بغداد غير مدة وولاه المأمون القضاء بالحجاز ثم عزله وببغداد كانت وفاته .
ثم قال بعد کلام: ولد الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب العباسي كان في صاحبة هارون ومحمد لا بقية له وأمهما أم ولد، وعبيد الله كان طاهر بن الحسين أستعمله على وفد أهل المدينة الذي أوفدهم العباس بن موسی أبن عيسى إلى المأمون بخراسان فزاده فيهم طاهر بن الحسين وأستعمله عليهم فلما شخص المأمون إلى بغداد ولاه المدينة ومكة وعك وقضائهن وكان عليها سنين ثم عزله عنها فقدم عليه بغداد فمات في زمن المأمون.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن الحسن بن محمد بن يحيى العلوي قال : سمعت محمد بن يوسف الجعفري يقول: ما رأيت أحداً في مجلس كان أهيب ولا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكامل في التاريخ 6/ 147. (۲) الكامل في التاريخ 6/149.
(۳) تاریخ بغداد ۱۰/ ۳۱۳.

(378)
أهيأ ولا أمرأ من عبيد الله بن الحسن.
ذکر محي الدين بن العربي في محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار(1) في حسن التلطف بالمكاتبة قال: ذكر إسماعيل بن أبي شاكر قال: لما أصاب أهل مكة السيل الذي شارف الجرف ومات تحته خلق کثیر، کتب عبيد الله بن الحسن العلوي وهو والي الحرمين إلى المأمون: يا أمير المؤمنین! إن أهل حرم الله وجيران بيته وآلاف مسجده وعمرة بلاده قد أستجاروا بعز معروفك من سیل تراکم جريانه في هدم البنيان وقتل الرجال والنسوان واجتياح الأصول وجرف الأثقال حتى ما ترك طارفة ولا تالدة للراجع إليها في مطعم ولا ملبس قد شغلهم طلب الغذاء عن الأستراحة إلى البكاء على الأمهات والأولاد والآباء والأجداد فأجرهم يا أمير المؤمنين بعطفك عليهم وإحسانك إليهم تجد الله مكافئك عنهم ومثيبك عن الشكر منهم.
قال: فوجه المأمون إليهم بالأموال الكثيرة وكتب إلى عبيد الله : أما بعد فقد وصلت شكيتك لأهل حرم الله إلى أمير المؤمنين فبكاهم بقلب رحمته وأنجدهم بسبب نعمته وهو متبع لما أسلف إليهم بما يخلفه عليم عاجلا وآجلا، إن أذن الله في تثبيت نيته على عزمه، قال: فكان كتابه هذا أسر لأهل مكة من الأموال التي أنفذها إليهم، إنتهی.
وعلماؤنا الرجاليون لم يذكروه إلا الأسترآبادی مختصراً وناقلاً الشيخ الطوسي مقتصراً عليه من دون زيادة، ونصه: عبيد الله بن الحسن من أصحاب الصادق «عليه السلام» في رجال الشيخ.
قال ابن حزم الظاهري في جمهرة أنساب العرب(۲): منهم عبيد الله بن الحسين ابن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب، ولي مكة والمدينة للمأمون وعمته نفيسة بنت عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب هي أم علي والعباس أبني عبد الله بن خالد، خرج علي المذكور بدمشق وهما أبنا عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، الخ.
ولعل الحسين هنا تحريف عن الحسن جاء من قبل النساخ.
بغداد لطيفور ما نصه(۳): حدثني أبو الفضل بن محمد العلوي قال: لما قدم المأمون تلقاه عبيد الله بن العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) محاضرة الأبرار ومسامرة الأخبار ۲/ ۱5.
(۲) جمهرة أنساب العرب: ص 60. (۳) بغداد: ص۱۲.

(379)

أبي طالب فقال: جعل الله قدومك يا أمير المؤمنین مفتاح رحمة لك ولمن قدمت عليه من رعينك فقد أشرقت البلاد حين حللت بها وأنس الله بقربك أهلها ونصبت الرعية إليك أعينها، ومدت إلى الله فيك ولك أيديها لتصيب من مقدمك عدلاً يحييها، ومن نيل يدك فضلا يغنيها.
وأبو(1) حسان الزيادي وغيره من أصحاب الأخبار أنه ولي مكة والمدينة سنة 204 عبد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عند قدومه بغداد فلما حضر الموسم كتب إليه بالولاية على الموسم وإن يقيم الحج بالناس.
حدثني(2) الفضل بن محمد العلوي قال: قال عبيد الله بن الحسن للمأمون لما دخل بغداد وطاهر يساير المأمون: ملأك الله يا أمير المؤمنين النعمة وجعله مقدم سلامة وأدام لك العز والسلامة والحمد لله الذي لافانا عند ظهور الفتنة وشمولها وتراخي دارنا عنك وأغترابها بذي اليمينين صنيعتك وسيفك المسلول على أهل معصيتك فجمعنا على طاعتك حتى إنا بحمد الله من عند آخرنا كالنبال المطرورة نصالها المقومة صعارها، إن نقرتها حنت لك وإن أزلتها عن كبد قوسك شكت عدوك فنسأل الله تعالى أن يحسن جزاءك عنا وجزاؤه على ما حفظ فينا من غيبك وركب منا من منهجك وقصدك.
من أحفاد العباس الأكبر «علیه السلام»: حمزة بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليهما السلام»
وهذه الشخصية في العباسيين من الشخصيات البارزة المتميزة بالصفات النفسية الكاملة والحائزة للشمائل الفذة كالشجاعة والعلم وفصاحة اللسان ويوصف بالشعر ولم أقف على شعره.
وقد قال ابن حزم في الجمهرة(3) بعد ذكر أخويه الحسن والحسين ابني عبيد الله الرئيس وأخوهما حمزة بن عبيد الله الشاعر، الخ.
وقد تقدم کلام سبط ابن الجوزي.
وقال السيد الداودي في عمدة الطالب(4): وأما حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ويكنى أبا القاسم وكان يشبه بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) نفسه: ص ۹۱. (۲) بغداد: ص۲۱.
(۳) جمهرة أنساب العرب: ص60. (4) عمدة الطالب: ص ۳۲5.

(380)

«عليه السلام» خرج توقيع المأمون بخطه يعطي حمزة بن الحسن لشبهه بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» مائة ألف درهم، الخ.
وهذا بعينه لفظ أبي نصر البخاري في سر السلسلة العلوية فلا نطيل بإعادته .
من أحفاد العباس الأكبر «عليه السلام»، إبراهيم الملقب جردقة بن الحسن بن عبید الله بن العباس الشهيد «عليه السلام»:
قال السيد العميدي في بحر الأنساب(1): كان من الفقهاء الأدباء الزهاد.
وقال السيد الداودي في العمدة(2): أما إبراهيم جردقة بن الحسن بن عبید الله بن العباس وكان من الفقهاء والأدباء والزهاد، إنتهی .
وهذا بعينه لفظ أبي نصر البخاري في سر السلسلة العلوية، وتقدم کلام سبط ابن الجوزي.
قال في القاموس : الجردقة - بالفتح - الرغيف معرب کرده فيجوز أن يكون قد لقب به لكرمه وأنه باذل له كما يقال في لسان العوام فلان «بیدر العيش» وقد القبوا أحد السادات في العراق أبو طبيخ لكثرة بذله الأرز للأضياف، والأرز المطبوح يسمونه طبيخا.
قال الجواليقي في المعرب من الكلام الأعجمي: قولهم للخبز الغليظ جردق وهو بالفارسية كرده ولكنه قال : جرذق بالذال.
وفي التعليقة عن لسان العرب عن ابن الأعرابي أنه سمعها من رجل فصيح وفيها لغة أخرى بالدال المهملة.
وفي شفاء الغليل للخفاجي(3): جردة بالدال والدال رغيف غليظ معرب کرده.
ومن أحفاد العباس الشهيد «عليه السلام» الفضل بن الحسن الفقيه الشاعر الشجاعة
ذكره سبط بما سمعت، وقال السيد الداودي في العمدة(4): أما الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس وكان لسنا فصيحاً شديد البدن عظیم الشجاعة، إنتهی.
وهذا بعينه لفظ أبي نصر البخاري في سر السلسلة العلوية .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحر الأنساب: ص۲۲۷. (۳) شفاء الغليل: ص5۸.
(۲) العمدة : ص۳۲5. (4) العمدة : ص ۳۲5.

(381)

وقال السيد العميدي(1): الفضل أمه بنت الحارث بن الفضيل بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب كان لسنا فصيحا شدید الدین عظیم الشجاعة صديق العراق يعرف بنوه ببني الصديق، إنتهی .
ومن أحفاد العباس الأكبر الشهيد «عليه السلام»: محمد بن الحسن بن عبيد الله بن العباس:
أحد النساك الزهاد والعلماء الكبار، قال أبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية المخطوط: محمد بن الحسن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب من الزهاد والعباد.
وقال في موضع آخر: ولد محمد بن الحسن بن عبيد الله بن العباس الشهيد «عليه السلام» علي بن محمد وأمه زینب بنت الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولا عقب لمحمد بن الحسن هذا ولا نسل، إنتهی .
وذكره الخطيب البغدادي مختصرة، ورثاه أخوه العباس الخطيب لما توفي كما في المجدي للنسابة العمري العلوي المخطوط، فقال:
واري البقیع محــــــمد الله ما وارئ البقیـــــــــع
من نائل وندی ومعرو ف إذا ظن المـــــــــنوع
وحب للأيتـــــــام وأر ملة إذا جف الــــــــربيع
ولی فولي الجود وال معروف والحسب الرفيع

انتهى، والشعر يدل على وفاته بمدينة الرسول (ص) لابنه علي بن محمد العباسي العلوي کتاب سيرة الإمام الهادي العلوي الحسيني إمام الزيدية باليمن وأعتمد في النقل عنه أحد علماء الافرنج والكتاب لا يزال مخطوطة نص عليه في مجلة الأزهر(2).
أعقاب هؤلاء الإخوة الخمسة من ولد الحسن بن عبيد الله بن العباس الشهيد «علبه السلام»
ونحن نذكر ما عرفناه في عجالتنا هذه من المبرزين منهم من له شهرة أدبية أو علمية أو وجاهة وتقدير أو عرف بديانة أو شجاعة وأمثال ذلك من مميزات الرجال فإن الرجال تتمایز بسجاياها وتعرفها أخلاقها وشمائلها وبالفضائل تعرف أقدار الرجال وقد قرأنا في سيرة الأحنف بن قيس التميمي أنه قال : من يحسن مثل ما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحر الأنساب : ص ۲۲۷. (۲) مجلة الأزهر عدد ۹ج۲۳.

(382)
أحسن فهو نظيري، ومن أحسن ما لم أحسن فهو فوقي، ومن لم يحسن ما أحسن فهو دوني، وهذا أقتبسه من کلام إمامه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» أمير الحكماء: «قيمة كل امرىء ما يحسنه».

أعقاب العباس الخطيب بن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس

منهم عبد الله بن العباس الخطيب وعقبه بمصر: قال العميدي في بحر الأنساب(1): عبد الله بن العباس بن الحسن بن عبيد الله بمصر لأم ولد.
وقال الداودي في العمدة(۲): فأعقب العباس من أربعة رجال وهم أحمد وعبيد الله وعبد الله وعلي، كذا قال الشيخ العمري.
وقال أبو نصر البخاري: العقب منه لعبد الله بن العباس لا غير، والباقون من أولاده انقرضوا ودرجوا.
وكان عبد الله بن العباس شاعرة فصيحة خطيباً، له تقدم عند المأمون، وقال المأمون لما سمع بموته : أستوى الناس بعدك يا بن عباس، ومشى في جنازته ، وكان يسميه الشيخ ابن الشيخ، إنتهی .
قال الجهشیاري في كتاب الوزراء(3): قال الفضل بن محمد بن منصور بن زياد: أتيت عبد الله بن العباس العلوي في حاجة لبعض جيراننا بعد وفاة أبي وكانت بيني وبينه مودة وثقت بها ثم قلت له: جئت في حاجة إن سهل قضاؤها أعظم الأمير بها المنة وإن تعذر فالأمير معذور فقال لي: يا حبيبي إحفظ على إذا أوجبت على نفسك أنت تنهض لرجل في حاجة غضب بها أم رضي وإلا فالزم منزلك، إنتهی .
وقال أبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية: عبد الله بن العباس بن عبيد الله كان لسان آل أبي طالب، أجمع الناس إنهم لم يروا مثله في زمانه، إلى آخر الكلام الذي نقله صاحب العمدة .
عبد الله بن العباس حفيد السابق:
هو عبد الله بن العباس بن عبد الله بن العباس الخطيب كان شاعرة فصيحاً يعد من الشعراء المجيدين في الدولة العباسية ولكنه كان مقلا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) بحر الأنساب: ص 226.
(۲) العمدة: ص336. (۳) الوزراء: ص۲16.

(383)

قال السيد الداودي في العمدة(1): فمن ولد عبدالله بن العباس عبدالله بن العباس أمه أفطسية ويقال لولده أبن الأفطسية، ومن شعره:

وإني لأستحي أخي أن أبـــــره قريبا وأن أجفوه وهو بعيد
علي لإخواني رقيب من الهوى تبيد الليالي وهو ليس يبيـد

انتهى . وذكره السيد العميدي في بحر الأنساب ولم يترجم له غير أنه کنی ابنه بأبي الفضل.
بغداد لطيفور(2): كتب عبد الله بن العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب إلى إبراهيم بن المهدي: ما أدري كيف أصنع؟ أغيب فأشتاق ثم نلتقي فلا أشتفي ثم يجدد لي اللقاء الذي طلبت به الشفاء شفاء من تجديد الحرقة بلوعة الفرقة، فكتب إليه إبراهيم بن المهدي : أنا الذي علمتك الشوق لأني شكوت ذلك إليك فهيجته منك.
وفيه(۳): عن محمد بن عبد الله بن الحسين أبي طالب الجعفري قال : رأيت جماعة في أيام المأمون يقتتلون على أخذ كتاب عبد الله بن العباس بن الحسن إلى أبي دلف فقال: إن هذي رجل عليه نذر من ماله بسببنا ونحن أولى من صانه ولكن هذا كتاب أكتبه في كل سنة إليه وأبيض إسم صاحبه وتقع القرعة لمن خرج إسمه فهو له.
فذكر لي بعض أن أبا دلف لما بلغه ذلك جعل له في كل سنة مائة ألف درهم يوجه بها إليه ليقسمها على من يراه ممن يهم بزيارته ومائه ألف درهم يصله بها.
قال: وسبب ما ضمنه أبو دلف لعباس بن حسن أن إسحاق الموصلي قال: حدثني أبو دلف قال: دخلت على الرشید قال: فقال لي: كيف أرضك؟ قال: قلت: خراب يباب قد أخربها الأكراد والأعراب، قال : فقال له قائل:هذا آفة الجبل يا أمير المؤمنين فرأيتها قد أثرت فيه، فقلت : يا أمير المؤمنین! إن كان صدقك فإني صلاح الجبل، قال: فقال لي : كيف ذلك؟ قلت: أكون سببا لفساده كما زعم وأنت علي ولا أكون سببا لصلاحه وأنت معي، فلما خرج قال له شیخ إلى جانبه : يا أمير المؤمنین! إن هممته لترمي به وراء شینه مرمي بعيد، فسألت عن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العمدة : ص321. (۲) بغداد: ص۱۱۰.
(3) نفسه: ص۱۳۸.

(384)
الشيخ فقيل لي: العباس بن الحسن العلوي، قال : فلقيته شاكرة وقلت: الله علي أن لا تكتب إلي في أحد إلا أغنيته، إنتهی .
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الخطيب:
وابن عم السابق أحد فحول الشعراء ومن أعيان أدباء الدولة العباسية المبرزين، قال المرزباني في معجم الشعراء(1) : محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب يكنى أبا إسماعيل، شاعر يكثر الأفتخار بآبائه «رضوان الله عليهم وكان في أيام المتوكل وبقي بعده دهراً، وهو القائل:

وإني کریم من أكارم ســــــــــــادة أكفهموا تندي بجزل المواهــــب
هموا خير من يحفي وأفضل ناعل وذروة هضب للمعرف غالــــب
هم المن والسلوى لدان بــــــــــود و كالسم في حلق العدو المجانب
وله أيضا:
بعثت إليـــــها ناظــــــري بتحـــــية فأبدت لي الإعراض بالنظر الشزر
فلما رأيت النفس أوفت على الردى فزعت إلى صبر فأسلمني صـــبري

وله أيضا :
وجدي وزير المصطفى وابن عمه علي شهاب الحرب في كل مـلحـم
ألبس ببدر كان أول قاحـــــــــــــم يطير بحد السيف هام الـــــــمقـحم
وأول من صلى ووحد ربــــــــــه وأفضل زوار الحطيم وزمـــــــزم
وصاحب يوم الدوح إذا قام أحمد فنادى برفع الصوت لا بتهــــــمهم
جعلتك مني يا علي بمـــــــــنزل کهارون من موسى النجيب المكلم
فصلى عليه الله ما ذر شـــــارق وأوفت حجور البيت أركب محرم

ولم يرتجم له العميدي وذكر له ثلاثة أولاد: علي وإسماعيل وجعفر.
محمد بن جعفر بن محمد بن زید بن علي بن العباس بن الحسن بن عبيد الله أبن العباس الشهيده
شاعر لم يروي لنا من شعره ما نثبته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) معجم الشعراء: ص435.

(385)