تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السادس

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السادس

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

بهذه الرواية حيث يصرح قائلاً حكى لي صديق من الصاغة: أنه استخرج منه ـ أي من جبل الجوشن ـ نحاساً في غاية الجودة لكنه لم يربح لكثرة النفقة في استخراجه»(1) ومن الروايتين يمكن فهم السبب.
ثم يضيف المحقق نصاً آخر من الكيالي(2) حيث يقول: ولما وصلوا بالسبي إلى حلب وضعوا الرأس على حجر وهم مخيمن في الجبل الواقع غربي حلب والذي سمي بالجوشن باسم القاتل شمر بن ذي الجوشن»(3).
ويقول المحقق: فقد أكثر الشعراء الحلبيون قديماً من ذكر الجبل باسم جوشن حيث قال الصنوبري من المتقارب:

فللظهر من حلب منزل تثاب العيون على حجه
أعد نحو جوشنه نظرة إلى بيعة إلى برجــــــــه
ولعيسى بن سعدان(4) من البسيط:
يا حبذا التلعات الخضر من حلب وحـــــــــبذا طلل بالسفح من طلل
يا ساكني البلد الأقصى عسى نفسٌ من سفح جوشن يطفي لاعج الغُلل
ويقول الخطيب محمد بن عبد الواحد(5) من الطويل:
يقر للعيني أن أروح بجوشن وماء قويق تحته متسربا(6)
ثم يعرج المحقق على الحدث الذي وقع في هذا الدير وعلى صاحبه

ــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهر الذهب: 1/43.
(2) الكيالي: هو عبد الرحمن بن عبد القادر الحلبي (1294ـ 1389هـ) ولد وتوفي في حلب، تخرج من كلية الطب من الجامعة الامريكية ببيروت طبيباً، وانتخب نائباً لحلب، كما تولى وزارة المعارف ثم العدل ثم الاقتصاد ثم غيرها، من مؤلفاته: الجهاد الاسلامي، شريعة حمورابي، ورسالة عن الإمام جعفر الصادق.
(3) اضواء وآراء: 2/63.
(4) عيسى بن سعدان: يلقب بالحلبي شاعر، قال عنه ياقوت الحلبي المتوفى سنة 626هـ: شاعر حلبي عصري لم ادركه ـ راجع معجم البلدان: 2/102.
(5) محمد بن عبد الواحد: هو حفيد حرب الحلبي كان من الخطباء الشعراء في حلب في القرن السابع الهجري.
(6) ديوان الصنوبري: وآثار آل محمد في حلب:47.

(121)

فيقول: لقد عرفنا أن الديرك ان محط رحال المسافرين من حلب إلى جنوبها والقادم إليها من الجنوب فهو يقع على طريق قنسرين وان السبي نزل على سفح جبل جوشن والذي ربما كان قبل ذلك يعرف بحبل النحاس، وان رأس الحسين عليه السلام وضع في هذا الدير فيورد من المصادر المتاحة له والذي اهمها النص الذي رواه الأعمش(1) حيث يقول:
اللهم اغفر لي، وأنا أعلم أنك لا تغفرلي، قال: فارتعدت لذلك ودنوت منه وقلت:
يا هذا أنت في حرم الله وحرم رسوله، وهذه أيام حرم في شهر عظيم، فلم تيأس من المغفرة؟ قال: يا هذا ذنبي عظيم، قلت: أعظم ن جبال تهامة؟ قال: أعظم.
قلت: يوازي الجبال الرواسي؟ قال نعم، فإن شئت اخبرتك، قلت: أخبرني، قال: أخرج بنا عن الحرم، فخرجنا منه، فقال لي: أنا أحد من كان في العسكر الميشوم عسكر عمر بن سعد حين قتل الحسين عليه السلام، وكنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس إلى يزيد من الكوفة، فلما حملناه على طريق الشام، نزلنا على دير للنصارى، وكان الرأس معنا مركوزاً على رمح ومعه الحراس(قرب در مارت مروثا)ـ فوضعنا الطعام وجلسنا لنأكل فإذا بكف في حائط الدير تكتب من الوافر:

أترجو أمة قتلت حسيناً شفاعة جده يوم الحساب
قال: فجزعنا من ذلك جزعاً شديداً، واهوى بعضنا إلى الكف ليأخذها فغابت.
ثم عاد اصحابي إلى الطعام، فإذا الكف قد عادت تكتب:
فلا والله ليس لهم شفيعٌ وهو يوم القيامة في العذاب
فقام أصحابنا إليها فغابت، ثم عادوا إلى الطعام، فعادت تكتب:

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأعمش: هو سليمان بن مهران (61ـ 148هـ) ولد وتوفي في الكوفة أهله من بلاد الري لقب بالأسدي ولاءً، كان عالماً بعلوم القرآن والحديث والأحكام، كان عزيز النفس رغم فقره.

(122)

وقد قتلوا الحسين بحكم جوراً وخالف حكمهم حكم الكتاب
فامتنعت وما هنأني اكله.
ثم اشرف علينا راهب من الديرـ الذي في حلب ـ فرأى نوراً ساطعاً من فوق الرأس فأشرف فرأى عسكراً فقال الراهب للحراس: من أنتم؟ قالوا: نحن أصحاب ابن زياد، قال: وهذا رأس من؟ قالوا: رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ابن فاطمة بنت رسول الله صلى عليه وآله وسلم، قال: نبيكم؟ قالوا: نعم، قال: بئس القوم أنتم، لو كان للمسيح ولد لأسكناه أحداقنا، ثم قال: هل لكم في شيء؟ قالوا: وما هو؟ قال: عندي عشرة آلالف درهم تأخذونهم وتعطوني الرأس يكون عندي تمام الليلة واذا رحلتم تأخذوه، قالوا: وما يضرنا؟ فناوله الرأس، وناولهم الرأس، وناولهم الدراهم، فأخذه الراهب فغسله وطيبة ووضعه في حجره، ولم يزل ينوح ويبكي حتى ناوده، وطلبوا منه الرأس فقال يخاطب الرأس: يا راس والله لا أملك إلا نفسي وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن جدك محمداً رسول الله واشهد أنني مولاك وعبدك، ووضع الراهب وجهه على وجه الحسين وقال: لا ارفع وجهي عن وجهك حتى تقول: أنا شفيعك يوم القيامة فتكلم الرأس وقبل له الشفاعة ثم أعطاهم إياه(1).
ثم ينهي المحقق كلامه عن الدير بالاستنساج التالي: قطرت قطرات دم من رأس الحسين عليه السلام على صخرة داخل هذا الدير وبقيت فيه إلى أن دخل سيف الدولة الحمداني حلب وجعلها عاصمة للاماءة الحمدانية، فتعلق قلبه بهذا الدير تعلقاً شديداً وشغف به ايما شغف، ولا أدل على ذلك من جعله هذا الدير آخر محطة واول محطة عند خروجه لغزو الروم وعودته، وقد اقتضت عادة من كان كسيف الدولة أن يجعل آخر عهده وأوله بمن يود من الأهل والولد، ومعتمديه في البلد.
لقد تعامل سيف الدولة مع هذا الدير، لا لأنه دير، فكثيرة هي الأديرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب:4/60، بحار الأنوار، 45/185، تذكرة الخواص: 263.

(123)

والكنائس في عاصمته، فما بال هذا الدير بل هذه البقعة من بين كل البقاع والاديرة التي علق قلبه بها، جعله يحتو عليها، وعلى ساكنيها؟
لم يكن ذلك منه إلا لشيء واحد، وهو: ما يحتضنه هذا الدير ويحتفظ به من دم إمامه الحسين عليه السلام الذي جعله قبله له في حله وترحاله ليستلهم منه الجهاد ضد البيزنطيينين والشهادة في سبيل الدين، فنكسبه تلك الدماء قوة وصموداً وثباتاً تغنى بأجمعها شعراء عصره فأطنبوا وأجادوا.
أجل إن تلك القطرات هي التي استهوته من ذلك الدير حتى كأنه كان يشهدها في ذهابه وإيابه، أنه على خط الجهاد الذي رسمه الإمام الحسين عليه السلام، وليس غريباً على سيف الدولة بعد ذلك أن يكون أول من شيد البناء على تلك الصخرة الغالية ليجعل من حولها بقعة مباركة تشد أفئدة المؤمنين من كل بقاع الأرض وليجعل منها مشهداً باسم مشهد الإمام الحسين عليه السلام(1) وقد بين المحقق السر الذي كن يلجأ إليه سيف الدولة، ونضيف أن أمه هي الأخرى كانت تلجأ إليه ولذا كان عطاؤها لأهل الدير كريماً كما كانت وصيتها لنجلها بأن يكون كذلك.
هنا لا بد من القول بأن الصورة اتضحت تماماً أن الركب الحسيني جاء من جهة الشمال ومرت من قرية حلب ـ آنذاك- والذي سمي بعد ذلك بجبل جوشن- ووضع الرأس بجانب دير مارت مروثا ثم طلب صاحب الدير أن يبيته عنده في الدير ازاء دراهم بعدما شاهد منه كرامات، وهناك سقطت قطرة الدم وأصبح بعدها مشهداً، وأما الركب فكانوا على بعد ثلاثمائة متر جنوبي الدير(2) حيث كان مقر العسكر عند الدير ومخيم الركب على مقربة منهم وهناك سقط محسنُ.

ــــــــــــــــــــــــ
(1) انتهى كلام المحقق عن تحقيقاته- تاريخ آثار آل محمد في حلب:52.
(2) التحديد أخذ من كتاب آثار آل محمد في حلب:123، وجاء في تاريخ مشهد الإمام الحسين في حلب:11 أن السبايا نزلوا عل ثلة على بعد مائتي متر جنوب مكان الرؤوس.
(124)

ش976
(40)40

صورة الصخرة التي وضع عليها الرأس الشريف

(125)

المشهد وتطور البناء

 

في البداية إن المشهد مثبت في سجلات بلدية حلب هكذا: يقع في المنطقة الرابعة من المحضر رقم (2475/10) في طريق الأنصاري، وتمسى المنطقة بمنطقة الأنصار(1).

هذا والمشهد يحتوي على صخرة سقطت علهيا قطرة دم من الرأس الشريف وهو في طريقه إلى دمشق ليقدم إلى طاغية زمانه يزيد بن معاوية، وعرف المكان أيضاً بمشهد النقطة أيضاً باعتبار نقطة الدم، ومن المعلوم أن المشهد يعني المكان الذي شهد هذه القطرة، والمكان يقع على سفح جبل جوشن(2) وهذا المقام للرأس له تاريخه بسبب الانجازات التي تحققت على أرضه نحاول أن نسردها حسب تسلسلها التاريخي إن شاء الله تعالى:
• في ليلة الأحد 26/1/61هـ وصل الرأس الشريف إلى هذا المكان وبات الركب فيه وترك الرأس الشريف على صخرة فقطرت منه قطرة دم بقيت أثراً يقدسه المؤمنون(3).

ـــــــــــــــــــ
(1) راجع الآثار الاسلامية والتاريخية في حلب:69، دليل الاماكن المقدسة في سورية 120.
(2) جبل جوشن: نسبة إلى والذي هو الدرع، حيث كان هذا الجبل يستوي على النحاس فعرف به حيث كانت تصنع منه الدورع، وقيل نسبة إلى شمر بن ذي الجوشن الضبابي كما تقدم، ولكن لا أجد لهذا القاتل من دور لتكون نسبته إليه وهو أقل من ذلك بكثير، واتصور أن عائلة الإمام الحسين عليه السلام أكبر من أن يستجدوا الماء والخبز من أناس لا يعرفونهم إذ ربما العطاء منهم يكون صدقة وهم امتنعوا عن اخذها في الكوفة، فما ورد في ذلك لعله من تشابك المفردات وتداخلها وكان للصدفة دور في ذلك.

(126)

وجاء في بعض المصارد: لما كان الرأس على الحجرسالت منه قطرة دم فلما رآها الناس حفظوا الحجر الذي سالت عليه، وظلوا محافظين عليه إلى الوقت فتح فيه سيف الدولة مدينتهم فوضعوا هذه الامانة في تصرفه(1).
• في سنة 351هـ(2) قام سيف الدولة الحمداني بتشييد هذا المقام على الظاهر حيث شيد قبر محسن بن الحسين عليه السلام على تفصيل أوردناه في محله، حيث أورد بعض المؤرخين:«وبناء سيف الدولة لهذين المشهدين- مشهد الحسين- ومشهد محسن- معروف وشائع في حلب(3)، وبما أن من المسلم به مشهد السقط بناه في سنة 351هـ فالمرجع أن بناء مشهد النقطة تزامن مع بناء مشهد السقط فمن المقطوع أنه لم يتأخر عنه، ولا يخفى أن سيف الدولة ملك حلب سنة 333هـ كما أن الظاهر أنه شيد مشهد الرأس قبل مشهد السقط.
وقد سبق ونقلنا بأن أهل حلب حافظوا(4) على الحجر الذي سالت علهي قطرة الدم من الرأس الشريف إلى أن فتح سيف الدولة مدينتهم فسلموها إليه ولكن ابن أبي الطي(5) عزى كشف الصخرة إلى رؤيا رآها عبد الله راعي الأغنام الذي كان يسكن في درب المغارية، حيث كان كل يوم

ــــــــــــــــــــ
(3) راجع تاريخ المراقد:5/93.
(1) المساجد في الاسلام:115.
(2) جاء في آثار آل محمد في حلب: 52 أن الاستاذ سماقية المشرف على ترميم المشهد من قبل مديرية الآثار يحدد بناء المصلى والصحن في عهد سيف الدولة بسنة 333هـ (944م) ويستدل على ذلك بشكل وطريقة البناء- نقلاً عن مجلة الثقافة الاسلامية الدمشقية: 14/176.
(3) راجع أضواء وآراء: 2/63.
(4) بل إن اصحاب الدير هم الذين واصلوا محافظتهم على الصخرة أيضاً.
(5) ابن أبي الطي: هو يحيى بن حميد بن ظافر بن علي الغساني الحلبي النجار المتوفى سنة 630هـ بعدما أصبح كهلاً، كان من علماء الإمامية وفقهائهم، وهو من أهل حلب، له من الآثار: البديعة في أخبار الشيعة، مناقب الأئمة الإثني عشر.

(127)

يرعى غنمه، فاتفق يوماً بعد صلاة الظهر أن نام في المكان الذي بني فيه المشهد، فرأى في منامه كأن رجلاً خرج من شقيف الجبل المطل على المكان، ومد يده إلى أسفل الوادي وأخذ عنزاً، فقال له: يا مولاي لأي شيء أخذت العنز وليست لك؟
فأجابه: قل لأهل حلب أن يعمروا في هذا المكان مشهداً ويسموه مشهد الحسين.
فقال له: إنهم لا يرجعون إلى قولي.
فقال: قل لهم أن يحفوا هناك، ورمى بالعنز من يده إلى المكان الذي أشره إليه فاستيقظ الراعي ورأى العنز غاصت قوائمها في المكان، فجذبها فظهر الماء من المكان، ثم دخل حلب ووقف على الجامع القبلي وحدث بما رأى، فخرج في جماعة من أهل البلد إلى المكان الذي ظهرت فيه العين وهو في غاية الصلابة بحيث لا تعمل فيه المعاول وكان في معدن النحاس قديماً فخطوا المشهد المذكور»(1)
وعلق ابن أبي طي على هذه الرؤيا قائلاً: ومقتضى هذه الحكاية ان هذا المكان هو المشهد المعروف بمشهد النقطة وهو قبلي المشهد المعروف بمشهد الحسين.
ولا يخفى أنه اطلق تسمية مشهد الحسين على مشهد السقط، ولعل الرؤيا ينافي ما ورد في الرؤيا أن يسمى هذا المكان بمشهد الحسين، ولعل الرؤيا هي في مشهد السقط الذي قيل بأن سيف الدلوة الحمداني رأى الانوار منها تتصاعد إلى السماء.
لعل مقتضى ما ذكره أن الرؤيا حصلت في عهد سيف الدولة وهو الذي تبنى بناءه، فيكون ارشاد المكان بالرؤيا أما لصخرة فكما سبق وذكر

ـــــــــــــــــــــــ
(1) المساجد في الاسلام:115 ومجلة الموسم:13/130 عن أضواء وآراء:2/78 عن نهر الذهب في تاريخ حلب:2/378 عن تاريخ ابن أبي طي.

(128)

المؤرخون أن محبي أهل البيت احتفظوا بها خوف الاندراس ولما أتى سيف الدولة سلمت له، وكانت في دير مارت مروثاً.
• بعد سنة 570هـ أنفق صلاح الدين الايوب(1) مبلغ عشرة آلاف درهم على المشهد(2).
• قبل عام 577هـ قام الحاج أبو النصر ابن الطباخ(3) بسماعدة الأ/ير محمود بن الختلو(4) بعمارة المشهد وقد تعاضد معه الناس في البناء، فكان كل ا÷ل حرفة يفرض على نفسه عمل يوم، حيث فرض أهل الأسواق على أنفسهم دراهم تصرف في المؤن أو الكلف فجاء البناء قصيراً فلم يرض ذلك الشيخ إبراهيم بن شداد(5) فعلاء من ماله(6) ويذكر في هذا مجال: أن الجمال يوسف الإكليلي أخذ لابن الطباخ طالعاً يوم الشروق في بناء المشهد فكان القمر في برج الأسد على تثليث المشتري، ويعلق المؤرخ ابن شداد على ذلك ويقول: وبلغني عن الجمال لما عجزوا، هذا وقد أمدهم الملك الصالح بالأسرى والآلات التي تحمل عليها الأثقال وشرعوا في البناء بنوا الحائط القبلي واطيا(7).

ــــــــــــــــــــــ
(1) صلاح الدين الأيوبي: هو يوسف بن أيوب بن شاذي (532ـ 589هـ) الملقب بالملك الناصر من أصل كردي من شرقي اذربايجان نزلوا بتكريت ـ العراق ـ عمل وزيراً عند السلطان الفاطمي العاضد أعاد الحكم للعباسيين وكان أميراً على مصر وسوريا فكانت مدة حكمه في 24سنة وفي سوريا 19سنة وتوفي في دمشق.
(2) مجلة الموسم: 13/145 عن نهر الذهب: 1/269.
(3) أبو النصر ابن الطباخ: كام من أعيان حلب ولم نحصل على اسمه الصريح، وعائلة الطباخ من العوائل المشهورة في حلب، ولا زالوا كذلك.
(4) محمود بن الختلو: من إداريي حلب (549هـ ـ ب600هـ) كان قائماً باعمال حلب أيام الملك الصالح ابن الملك العادل نور الدين والذي حكم حلب بعد أبيهالملك العادل سنة 569هـ وقد وفي سنة 577هـ.
(5) ابراهيم بن شداد: هو حفيد خليفة بن شداد، كان من قضاة حلب في القرن السادس الهجري ومن أحفاده المؤرخ ابن شداد.
(6) مجلة الموسم:13/145 عن نهر الذهب.
(7) آثار آل محمد في حلب:52.

(129)

وفي عام 579هـ قام الحاج أبو غانم سويق(1) ببناء الايوان الذي في صدر المشهد من ماله فجاء قصيراً، وقد كتب على صدر الايوان: «بسم الله الرحمان الرحيم: امر بعمل هذا الديوان المبارك العبد الفقير إلى رحمته أبو غانم أبي الفضل عيسى البزاز الحلبي رحمه الله في شهور 579»(2).
• في عام 585هـ قام الرئيس صفي الدين ابن طاروق(3) بجديد بناء الايوان بعدما هدمه فرفعه بما يناسب المشهد فجاء مرتفع البناء(4).
• في عام 589هـ إهتم به الملك الظاهر الغازي(5) وذلك عندما تولى الأمر، ووقف عليه رحى تعرف بالكاملية(6) وفوض النظر فيه إلى نقيب الأشراف شمس الدين الحسن بن زهرة(7)... ليصرف

ــــــــــــــــــــــــــ
(1) أبو غانم سويق أو شقويق: وهو ابن أبي الفضل عيسى البزاز الحلبي (القرن السادس الهجري) كان من كبار تجار حلب.
(2) مجلة الموسم: 13/145 عن نهر الذهب.
(3) صفي الدين ابن طاروق (طارق ـ فاروق): هو ابن علي النابلسي(551ـ613هـ) كان زعيماً في حلب، وكان اخوه ابو القاسم رئيس المدينة.
(4) مجلة الموسم: 13/145 عن نهر الذهب: 2/278، وجاء في آثار آل محمد في حلب: 53 أن سنة 585هـ هو تاريخ الانتهاء من البناء.
(5) الملك الظاهر غازي: هو الغازي الاول هو ابن صلاح الدين يوسف بن ايوب (586ـ 613هـ) تولى أمر حلب عام 589هـ بعد وفاة أبيه، ولد في القاهرة، وقد ولاء أبوه أمر حلب فتولاها إلى أن توفي.
(6) رحى الكاملية: تقع في اطراف حلب وكانت من الموارد المدرة بالمال، حيث كان طحن الحنطة وامثالها من أهم الامور المعيشية.
(7) شمس الدين الحسن بن زهرة: المكنى بأبي علي هو حفيد الحسن بن زهرة بن علي بن محمد الحسيني الاسحاقي (584ـ640هـ) كان نقيب الأشراف في حلب، وكان زعيم الإمامية هناك، وكان من العلماء الأعيان الذين ذاع صيتهم.
(8) بهاء الدين الخشاب: هو أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب الحلبي تولى القضاء فيحلب سنة 589هـ بعد وفاته ابيه ابراهيم بن يحيى بن محمد وكانا من اجلاء علماء الإمامية في حلب.

(130)

ريعها على المشهد(1)، وقد أوقف عقارات للمشهد بلغت وارداتها ستة آلاف درهم(2).
• في سنة 596هـ قام الملك الغازي ابن الملك الناصر(3) بتعمير المقام وقد أرخ ذلك في كتابات خطت بخط الثلث ووضعت على نجفة الباب الداخلي المؤديإلى الصحن وذلك في خمسة اسطر كالتالي:
1ـ بسم الله الرحمن الرحيم: عمر مشهد مولانا الحسين بن علي بن أبي طالب...
2ـ عليهما السلام في أيام دولة مولانا الملك الظاهر العادل سلطان الاسلام....
3ـ والمسلمين سيد الملوك والسلاطين ابي المظفر الغازي ابن الملك الناصر يوسف بن أيوب...
4ـ ناصر أمير المؤمنين من شهور سنة ست وتسعين...
5ـ وخمسمائة(4).
ويمكن ملاحظة الكتابات التي حفرت على الصخور المحلية في الصور التالية: ومن الجدير ذكره أن بعض أجزاء هذه الصخور بقيت

ــــــــــــــــــــــ
(1) راجع مجلة الموسم: 13/145.
(2) مجلة الموسم الهولندية: 13/146 مقال للدكتور محمد حريثاني بعنوان: «مشهد الإمام الحسين في حلب».
(3) وقد علق في آثار آل محمد في حلب: 57 على هذه الكتابات بما مضمونه:«إن اسماء آل محمد ليس مبتكرها الملك الغازي كما ادعاء الغزي في كتاب نهر الذهب، بل هو سيف الدولة، وقد جددت في عهد الملك الغازي، ولا يستبعد أن يكون الرئيس صفي الدين طارق المعروف بابن الطريرة هو أول من ازال آثار سيف الدولة عن مشهد الإمام الحسين عليه السلام والتي من جملتها اسماء آلم حمد عليهم السلام واسم بانيه سيف الدولة، كما فعل ذلك بمشهد محسن».
(4) مجلة الموسم الهولندية: 13/147 مقال للحريثاني، وجاء في هامش مراقد المعارف: 2/302« سنة 572» فهو تصحيف لأن سلطان غازي لم يحكم البلاد بعد، وكذلك جاء في حلب والتشيع:29، وآثار آل محمد في حلب.

(131)

ش977
(41)41

الكتيبة الغازية

إلى يومنا هذا. وقد استخدمت في إعادة بناء المشهد الحسيني ما أمكن لتكون مطابقة للإنشاء الأول.
وتوجد فوق هذه الكتيبة ثلاثة مقرنصات كتب عليها:
1ـ اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل محمد وسلم «في ثلاثة أسطر».
2ـ ورضي الله هن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي. «في ثلاث أسطر».

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في كتاب حلب والتشيع: 29 في هذا المكان،«وارض اللهم عن سيدنا أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وارض...». وعلق المؤلف على مفردة «أبا» وقال إن الأسماء الخمس تكتب في حالتي الجر والنصب بالألف ومن الشاذ عدم نصبها ومن ذكل قول الشاعر من الرجز:
إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها

(132)

3ـ ورضي الله عن اصحاب رسول الله اجمعين(1) «في ثلاثة أسطر»(2).

ش978
(42)

المدخل إلى المسجد

ــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة الموسم: 13/147، هامش كتاب الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب:73 وفيه وكتبن على نجفة الباب في ثلاثة أنصاف دوائر.
(2) مجلة الموسم: 13/130 عن مقال السيد حسين مكي باسم تاريخ مشهد الإمام الحسين عليه السلام.

(133)

ش979
(43)

باب المدخل إلى الرواق المشهد

(134)

• في عام 613هـ استأذن القاضي بهاء الدين الخشاب المك العزيز(1) في بناء هرم إلى جانب المشهد، وبيوت يأوي إليها من انقطع إلى هذا المشهد للعلم أو العبادة فأذن له ، فشرع في البناء(2).
• في سنة 630هـ وما قبله كان المشهد عامراً حيث وصفه ابن أبي طي بخير الأوصاف وقد سبق.
• في عام 658هـ قام التتار(3) بنصب ما كان للمشهد بعدما استولوا على حلب، وكان الناس قد أثثوا المشهد بما يحتاجه، ورقم أن البناء الذي بدأه القاضي بهاء الدين الخشاب لم ينته بعد إلا أنهم نهبوا الستور والبسط والفرش، والأواني النحاسية، والقناديل الذهبية والفضية، والشمع، وكان شيئاً كثيراًـ لا يحصى- وشعثوا بناء المشهد ونقضوا أبوابه(4) بل وصفه ابن العديم(5) المتوفى سنة 660هـ بقوله:

وفي سفح جبل جوشن الشمالي مشهد الدكة مشهد آخر يسمى مشهد الحسين، بناه الحبلبيون لمنام زعموا أنه رؤي، وتنوقوا في بنائه واحكامه ومنجوره، وتبرع جماعة من الصناع في عمارة شيء منه، وأظهر صنعته فيه، ووقف المك الظاهر غازي وقفاً حسناً استماله لقلوب الشيعة من أهل حلب»(6)

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) الملك العزيز: هو محمد ابن الغازي الاول ابن يوسف بن أيوب الأيوبي (610ـ 634هـ) ولد وتوفي في حلب ولي أمر حلب بعد وفاة أبيه سنة 613هـ وله من العمر ثلاث سنوات، وكان عمره قصيراً.
(2) مجلة الموسم: 13/146.
(3) التتار: قبائل كانت تسكن في أواسط آسيا بين بحيرة بايكال وجبال الثاتريا، سمي المغول بهذا الإسم لأنهم قسم منهم.
(4) مجلة الموسم: 13/146.
(5) ابن العديم: هو عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقبلي (588ـ660هـ) ولد في حلب ووتوفي في القاهرة مضت ترجمته.
(6) بغية الطلب في تاريخ حلب:1/412.

(135)

• وفي عام 660هـ لما تولى الملك الظاهر(1) جدد بناء المشهد ورمم ما هدم(3) وأعاد أليه نشاطه الديني والثقافي والاجتماعي، واستمر في اداء رسالته حتى سنة 1302هـ(2).
• في سنة 915هـ كان المشهد عامراً وكان للسيد أحمد من بني زهرة(4) الفضل في ذلك(5).
• وقبل عام 914هـ والذي توفي فيه نور الدين الصابوني(6) كان يرسل ألى المشهد النقاديل الفضية وغيرها(7).
• أواخر القرن العاشر الهجريلعله رمم المشهد وأعيد ما كتب على عهد سيف الدولة الحمداني(8) حيث كتب على جانبي المدخل من اليمين وكذلك من الشمال كل طرف في سطرين:

ــــــــــــــــــــــــ
(1)الملك الظاهر: هو بيبرس الأول (625ـ 676هـ) رابع سلاطين الممالكي البحريين، حكم عام 658هـ كان من مماليك الملك الصالح الايوبي، حارب التتار بقيادة الملك المظفر قطر، توفي في دمشق.
(2) تاريخ مشهد الإمام الحسين في حلب للمكي:12.
(3) مجلة الموسم الهولندية:13/146 مقال للدكتور محمد حريثاني بعنوان:« مشهد الإمام الحسين في حلب» راجع أيضاً آثار محمد في حلب:55.
(4) أحمد: هو ابن عبدالله بن حمزة الحسيني الاسحاقي (...ـن915هـ) يصل نسبه إلى الشريف حمزة أبو المكارم(511ـ 585هـ) كان من الأعلام الإمامية هناك ومن مؤلفيهم ودفن بالمشهد الحسيني، ودفن حفيد أحمد بن عبدالله أيضاً في تربتهم هناك وكانوا من نقباء الأشراف، وكانوا يتسترون بالشافعية- راجع حلب والتشيع:200.
(5) در الحبيب في تاريخ أعيان حلب: 1/187 وحلب والتشيع:199.
(6) نور الدين الصابوني: كان من اعيان حلب ولد وتوفي فيها في 945هـ، وظل نسله إلى يومنا هذا، ففي نسله من الكتاب والدارسين.
(7) مجلة الموسم: 13/147.
(8) جاء في حلب والتشيع: 30«وأما الكتابة الموجودة فوق إيوان المشهد فهي وإن لم تكن نفسها في عصرسيف الدولة إلا أنها صورة عما أمر به وذلك أن المشهد عندما تهدم بنيانه كان من العسير جمع تلك الأحجار التي امر سيف الدولة أن تكتب عليها اسماء الائمة الاثني عشر».

(136)

اليمين: بسم الله الرحمان الرحيم، اللهم صل على محمد النبي وعلي الوصي والحسن المسموم والحسين الشهيد المظلوم وعلي زين العابدين ومحمد الباقر علم الدين الصادق والأمين.

ش980
(44)

الكتيبة اليمنى

اليسار: وموسى الكاظم الوفي وعلي الطاهر الرضا، ومحمد البر التقي، وعلي الهادي النقي، والحسن العسكري، وصاحب الزمان الحجة المهدي، واغفر لمن سعى بهذا المشهد ورأية وماله(1).
ومن الملاحظ أن الكتيبة تحتوي على اسماء أئمة أهل البيت عليهم السلام ما يؤكد أن الذي أنشأها كان ممن يتدين بمذهب أئمة أهل البيت عليهم السلام، وأن الأيادي الأمينة حافظت على الكتيبة على صورتها القديمة.

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وجاء في هامش الاثار الاسلامية والتاريخية في حلب: 72« وكتب على دهليز الباب».

(137)

ش 981
(45)45

الكتيبة اليسرى

كما كتب على الإيوان الرئيسي للمشهد بالخط الثلث في سطرين:
1ـ بسم الله الرحمان الحريم، اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والمجتبى والحسين الشهد وعلي زين العابدين ومحمد الباقر.
3ـ وجعفر الصادف وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي الهادي والحسن العسكري ومولانا محمد بن الحسن القائم بأمر الله تعالى,
وقد كتب المجدد لهذه الكتابات فوق المحراب ما يلي:
صنعة أبي عبدالله وأبي الرجاء ابني يحيى الكناني رحمهما الله(1).
وقد ذكر بأن هناك كتابة في صدر الايوان تنص على ذكراسم المتبرع ببناء الايوان- أي تجديده- واسمه أبو الفضل عيسى البزاز إلا أننا- محمد حريثاني- وجدنا مؤخراً حجرة صغيرة كتب عليها: « بسم الله

ـــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة الموسم: 13/148 مقالة للحريثاني.

(138)

الرحمان الرحيم: تبرع بعمل هذا العبد الفقير إلى الله تعالى أبو الحسن البزاز ابن المعالي التباري رحمة الله» وقد يكون هو حجر الايوان، وان الاسم الذي ذكره المؤرخون خطا(1).
ولا منافاة بين الروايتين إذ لعل عيسى البزاز له كنيتان أبو الفضل وأبو الحسن وهو ابن المعالي التياري وكن بالفعل بزازاً من تجار حلب والله العالم بحقائق الأمور.

ش982
(46)

كتيبة الايوان الرئيسي

وهذه الصورة التي أثبتناها هنا ليست عن البناء القديم وإنما هي على شاكلتا حيث عمد المجددون للمشهد الحسيني إلى أن تكون على شاكلة الإنشاء القديم، كما أن السقف لم يكن موجوداً في الإنشاء القديم.

ــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة الموسم: 13/148 مقالة للحريثاني.

(139)

• في سنة 1066هـ(1) وضع أحمد بهاء الدين الزهراوي أوقافاً لهذا المشهد كما لغيرها وارخها(2).
• في سنة 1302هـ قام السلطان عبد الحميد العثماني(3) بتجديد الجهة الشمالية للمشهد(4) بعدما كان مهملاً نحو نصف قرن اخذت تقام فيه يوم عاشوراء، واحتفالاً بمعراج الرسول ص ومبعثه يوم السابع والعشرين من رجب(6) ويذكر بأن مراسم عاشوراء والاحتفالات كانت تصرف بواسطع الخزينة السلطانية الخاصة التي تجبي غلات القرى الموقوفة على المشهد وهي: أبو الرويل(7)، وكفر حداد(8)، ودلامة(9)(10).

ـــــــــــــــــــــ
(1) جاء في آثار محمد في حلب: 61 أنه أوقفها سنة 1064هـ، ووصفها بأوقاف عظيمة نقلاً عن تاريخ حلب: 1/267 و2/282.
(2) مجلة الموسم: 13/147 مقالة محمد حريثاني.
(3) عبد الحميد العثماني: هوا لثاني ابن عبد المجيد الأول الذي حكم ما بين(1293ـ 1327هـ) وكان السلطان الرابع والثالثين من العثمانيين حيث حكم قبله اخوه مراد الخامس، وحكم بعده اخون محمد الخامس.
(4) هامش الآثار الاسلامية والتارخيية في حلب: 71.
(5) جاء في حلب والتشيع: 30«أن السنة كانوا يقميون مجالس عاشوراء بمناسبة استشهاد الإمام الحسين عليه السلامفي المشهد ويقومون ببذل الطعام في اليوم العاشر من المحرم ويصطلحون على هذا أنه في محبة أهل البيت، ويضيف قائلاً: وهذا طبعاً كان بعد اختفاء الشيعة، على ماسمعته من بعض اخواننا السنة وتناقلوه، وقال أيضاً: إن المشهد يحتوي على مسجد متسع للصلاة ومحفل لاقامة مجالس عاشوراء من أيام محرم الحرام بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
(6) راجع هامش الآثار الاسلامية والتاريخية في حلب: 71، مجلة الموسم:13/146.
(7) أبو الرويل: قرية تابعة لناحية تل الضمان من منطقة جبل سمعان من محافظة حلب، وتقع جنوب حلب.
(8) كفر حداد: ثرية تابعة لناحية المطخ (المنخ) من منطقة سمعان من محافظة حلب، وتقع جنوب حلب.
(9) دلامة: قرية تابعة لناحية من منطقة سمعان من محافظة حلب، وتقع جنوب حلب.
(10) آثار آل محمد في حلب: 60.

(140)

ش983
(47)

صورة المشهد الحسيني على العهد الفرنسي
التقطتها آلة تصوير الفرنسي (Oppenboim.v) والذي يقع جنوب شر ق جبل جوشن.

ش984
(48)

صورة اخرى التقطتها الفرنسي أيضاً والذي يرى فيها المشهد شرق جبل جوشن

في سنة 1305هـ تقريباً أهدى السلطان عبد الحميد(1) ستاراً حزيرياً

ـــــــــــــــــــ
(1) جاء في مقالة الدكتور محمد حريثاني في مجلة الموسم: كان ذلك لارضاء سكان حلب المسلمين.

(141)

مزركشاً بآيات قرآنية وضع على المحراب، وفرشت أرض قبلية المقام بالطنافس الجميلة وجدد ترخيم أرض الصحن، ورتب له اماماً ومؤذناً وخادماً وموظفين يقرؤون كل يوم أجزاءً من القرآن، وقد اتفق كل هذا من حساب ملاك السلطان في حلب(1).
• في سنة 1306هـ وما بعدها أهمل المشهد بسبب تداعيات الانقلاب الدستوري العثماني(2)، وكانت حلب خاضعة للحكم العثماني آنذاك(3).
ويذكر أنا لعثمانيين أرادوا حمل الحجر الى الجامع النبي زكريا عليه السلام في قلب حلب إلا أن الدابة لم تتحرك فارجعوها إلى مكانها(4).

• في سنة 1312هـ عاد الاهتمام بالمشهد ثانية فوضع فيه منبر خشبي جميل واقيمت فيه خطبة الجمعة والعيدين، واستمرت
إقامة الشعائر فيه حتى الحربا لعالمية الأولى وعن هذه الفترة وما قبلها قال المؤرخون: إن هذا المشهد كان يشد إليه الرحال لطلب العلم وكان يعطن فيه عدد كبير من العلماء يلقون فهي دروسهم على رواد العلم، وكانت احتفالات عاشوراء والمبعث النبوي ونودله والاسراء والمعراج تقام فيه بشكل مهيب ويصرف علهيا بواسطة الخزانة السلطانية الخاصة من بيت المال(5)
• في سنة 1332هـ بعدما اندلعت الحرب العالمية الأولى أبطلت في المشهد جميع الشعائر الدينية والاحتفالات بسب تحويله
إلى مستودع للذخيرة من قبل العثمانيين الاتحاديين(6) وبعيد هذا التأريخ استخدم العثمانيون هذا المشهد مستودعاً للاسلحة النارية وذخيرة للعتاد مما تسبب بالقصف المعاكس من قبل الفرنسيين وقد تبعثرت أحجاره(7).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة الموسم: 13/146.
(2) الانقلاب الدستوري العثماني: حصل مرتين: الأولى في سنة 1294هـ (1877م).
(3) والذي كان السلطان عبد الحميد الثاني العثماني يحكم البلاد.
(4) دليل الأماكن المقدسة في سورية: 120.
(5) مجلة الموسم: 13/146.
(6) مجلة الموسم: 13/146.
(7) مجلة الايمان الكندية: 15/18.

(142)

ش985
(49)49

المدخل إلى الحرم المشهد الحسيني ويبدو أن له بابين

ش986
(50)

كتيبة واجهة المدخل إلى المشهد الحسيني

• في 20/1/1337هـ(1) بعدما انسحب العثمانيون من حلب(2) وبدأ

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة الموسم: 13/146 مقال للحريثاني.
(2) كان ذلك في نهاية الحرب العالمية الأولى.

(142)

الفرنسيون بعد انسحاب البريطانيين بدخول حلب قامت جماعة من رعاع الناس بنهب ما في المشهد من الذخائر والسلاح الذي تركه العثمانيون، وبينما كان أحدهم يعالج قنبلة لا ستخراج ما فيها من البارود وإذا نار أورت وانفجرت القنبلة(1) وسرى منها النار إلى الاعتاد الأخرى الموجودة هناك فانفجرت جميعها وتهدم بنيان المشهد كله سوى القليل منه(2). وعندها حمل اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام الصخرة التي وضع رأس الإمام الحسين عليه السلام إلى مشهد السقط للحفاظ عليها(3) ووضعت إلى جانب الضريح وغطيت بقطعة مزركشة من الجوخ، ووضعت الصخرة بالشكل التالي: صخرة صلدة مستطيلة من الرخام الأبيض المعرق بعروق حمراء شبيهة بالدم وسطها املس من توالي اللمس وغير مستو، بل فيه انخفاضات ونتوءات طبيعية(4).

• في سنة 1342هـ وصف القمي(5) المشهد لدى زيارته له بقوله: شاهدت عمارة المشهد الشريف(6) كانت مبنية من صخور عظيمة في غاية الاتقان والاستحكام، ولكن الاسف أنها لأجل المحاربة الواقعة في حلب تهدمت بنيانها، وهي الآن مخروبة ساقطة حيطانها على سقوفها خاوية عن عروشها(7).

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وكان عدد القتلى ثلاثين شخصاً. راجع نهر الذهب في تاريخ حلب: 1/268 وعنه مجلة الموسم: 13/146.
(2) حلب والتشيع: 28 عن أضواء وآراء: 2/62، المساجد في الاسلام: 115، نهر الذهب: 1/268.
(3) حلب والتشيع: 28.
(4) المساجد في الاسلام: 116 عن أضواء وآراء للكيالي: 2/81، راجع آثار آل محمد في حلب: 76عن نهر الذهب: 2/283.
(5) القمي: هوعباس بن محمد رضا مضت ترجمته.
(6) جاء في المصدر لدى حديثه عن مشهد محسن السقط: ولكنه لم يهدم وإنما المهدوم هو مشهد النقطة.
(7) نفثة المصدور: 613(المطبوع مع نفس المهموم).

(144)

ش987
(51)

جانب من المشهد الحسيني المدمر

• قبل سنة 1352هـ جاء وصف الشيخ كامل الغزي لاحياء ذكرى الإمام الحسين عليه السلام في هذا المشهد وعنه
بالتالي:«كانالناس يخرجون في هذا اليوم ـ يوم عاشوراء ـ حيث تقام وليمة حافلة يحضرها الوالي ومن دونه، فيتلى شيء من القرآن الكريم وصحيح البخاري، وقصة المولد النبوي وتنشد مرثية ابن معتوق(1) في سيدنا الحسين التي أولها ـ من الكامل ـ:
هل المحرم فاستهل مكبرا وانثر به درر الدموع على الثرى
ثم يأكل الجميع وينصرفون، وفي اليوم السابع والعشرين من شهر رجب يخرج الناس إلى المشهد ويخرج الوالي ومن دونه وتعطل الحكومة فيسمعون فيه قصة الاسراء والمعراج، ويسقون الشراب ويطعمون الحلوى وينصرفون، وكانت النفقة تصرف بواسطة الخزينة السلطانية الخاصة التي تجبي غلات القرى الموقوفة عليه ـ على المشهد- وهي ابو الرويل وكفر

ـــــــــــــــــــــ
(1) ابن معتوق: هو احمد بن ناصر الموسوي الحويزي المشهور بشهاب الدين (1025ـ 1111هـ) كان من العلماء الادباء، والشعراء، طبع شهره في ديوان باسم ديوان ابن معتوق، أصله من حويزة بجنوب إيران.

(145)

هرارة ودلامة، ولما صارت هذه القرى مضبوطة(1) للخزينة المالية كانت النفقة المذكورة تنفق من بيت المال(2).

ش988
(52)

محراب المصلى بعد التفجير

• في سنة 1375هـ قام اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام في حلب برفع كتاب إلى مديرية الأوقاف في حلب تطالب فيه باعادة بناء المشهد فوعدت المديرية بدرءة الموضوع.
• في 12/8/1375هـ قامت مديرية الأوقاف برفع كتاب إلى مديرية الآثار في حلب تطالب مديرية الآثار في إعادة بناء المشهد وذلك برقم6/1122 وتاريخ 25/3/1956م.
• وفي 19/8/1375هـ ردت مديرية الآثار على كتاب مديرية الاوقاف واعلنت عن ترحيبها بالفكرة وأبدت تعاونها، وذلك برقم:274 وتاريخ 29/3/1956م إلا أها بقيت في ادراج مديرية الأوقاف لسنوات.

ــــــــــــــــــــــــــ
(1) مضبوطة: أي محولة إلى ادارة الاوقاف.
(2) مجلة الموسم:13/146 عن نهر الذهب: 1/268.

(146)

• وفي 19/1/1378هـ عاودت مديرية الأوقاف بالحاح من أهالي حلب برفع كتاب إلى مديرية الآثار لتقوم مديرية الآثار بترميم المشهد، وذلك بكتاب رقم 1684 وبتاريخ 5/8/1958هـ.
• وفي 14/2/1378هـ ردت مديرية الآثار على كتاب مديرية الأوقاف بأن النفقة الترميم وتجديد البناء على عاتق مديرية الأوقاف لأنه من اختصاصها وذكل بكتاب رقم: 618 وتاريخ 30/8/1958م(1) ولكن لم ييأس اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام بل اعادوا الكرة ولكن بشكل آخر حيث قاموا بالتوجه إلى عالم نبل(2) الشيخ إبراهيم الضرير(3) واطلعوه على ما قاموا به وعرضوا له حال المشهد وضرورة إعادة بنائه، فكان أول خطوة قاموا بها أن صحبوا الشيخ إلى موقع المشهد ليشهد الوضع المتردي للمشهد عندها تحركت عزيمته، وعقدوا اجتماعاً لدراسة الموضوع واتفقوا على تقديم عريضيتن مذيليتن بتواقيع العشرات من أهالي المنطقة إلى مديرية الحسين عليه السلام، وبعد أن درس مجلس أوقاف حلب هاتين العريضتين، واطعل المؤيد بحاشيتي المحاسبة والهندسة، أصدر مجلس أوقاف حلب قراره المرقم برقم 3812 بتاريخ 2/6/1378هـ (14/12/1985م)، وكانت خلاصة القرار تحتوي على الطلب التالي:
1ـ تحديد أعضاء اللجنة بسبعة أشخاص.
2ـ اشعار مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل لترخيص اللجنة بجمع الأموال.
3ـ مخابرة المصالح الفنية في الجيش للكشف عن بقايا الذخيرة العثمانية خوفاً من تكرار المأساة التي حدثت في الماضي.

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) آثار آل محمد في حلب: 88ـ89.
(2) نبل: قرية حلبية تقع قرب سمعان وهي في شمال غرب حلب، ويبعد مركزه عشرون كيلومتراً.
(3) إبراهيم الضرير: هو ابن حسين النبلي (1308ـ1413هـ) سبقت ترجمته.

(147)

4ـ بيان الجهة الممولة لهذا المشورع نظراً لعدم إمكان الاقتصار فيه على جمع التبرعات من الجمهور كما هو مفهوم من مراجعات بعض الموقعين على العريضتين وبعد أن قدم الموقعون على العريضتين برئاسة الشيخ الضرير العريضتين إلى مديرية الاوقاف أصدرت المديرية قراراً ثانياً برقم 2867 بتاريخ 9/6/ 1378هـ (21/12/1958هـ).
هذا وعينوا لجنة تضم سبعة اشخاص ليقوموا بجمع التبرعات ليكون السيد عون الله الاخلاصي مندوباً عن مديرية الأوقاف للإشراف على أعمال اللجنة المكونة من حلبيين وأربعة نبليين وشخص في الفوعة(1) وقد اعلمت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بذلك مديرية الأوقاف أن جمع المال يتم عن طريق الجمعيات والاتحادات المرخصة لها من قبلها وليس من قبل مديرية الأوقاف(2).

ش 989
(53)53

بعض الآثار الباقية من المشهد الحسيني

ــــــــــــــــــــ
(1) الفوعة: قرية تقع شمال محافظة حلب السورية وهي تابعة لها إدارياً.
(2) آثار آل محمد في حلب: 78ـ 92.

(148)

• وقبل سنة 1379هـ(1) وصف الكيالي المشهد بقوله: «إن مشهد الإمام الحسين في وضعه الحاضر مهدوم وخراب وقد كنت أزروه قبل الحرب العالمية 1333هـ (1914م) و1337هـ (1918م) وكان عامراً وكنا نقصده أيام عاشوراء للتبرك، وفي غير أيام عاشوراء، للنزهة في جواره، وكانت آثاره الهندسية داعية للإعجاب، يقصده الشيعة وأهل السنة عن عرب واعجام وهنود، ويأتونه للزيارة والتبرك في كل سنة من قريب وبعيد، ويقصده الأجانب من علماء الآثار والتاريخ لتدوين ما فيه وما في الشهباء من كتابات وآثار ومبان قديمة لها أهميتها في تاريخ حلب خاصة وفي تاريخ البلاد الشامية عامة»(2).

ش990
(54)
معالم من المشهد الحسيني بعد التفجير

ـــــــــــــــــــــــ
(1) تحديد التاريخ جاء بتحديد طباعة الكتاب.
(2) المساجد في الاسلام: 115 عن أضواء وآراء للكيالي:2/78، راجع أيضاً آثار آل محمد في حلب:61.

(149)

وقد وصف المشهد قبل تجديد بنائه الأخير بالتالي:
وهو أجمل آثار حلب، ولكنه نصف متهدم مع الأسف بسبب انفجار البارود فيه حين دخول جنود الحسين بن علي، وانه بناء فخم لتنوع قبابه وعقوده، فيه قبة عظيمة لها متدليات، وقبة ذات كوى بعواميد صغيرة، ومحراب فخم له عمودان من المرمر والبناء متوهن جداً إلى درجة أنه يجب الاسراع باصلاحه للاحتفاظ ببقيته الباقية، كما يجب رفع الانقاض منه وجمع الحجارة المنقوشة، والكتابات القديمة المنثورة بين تلك الانقاض، ووضع حد لسرقة حجارته(1) وقد اهتمت دار الآثار المؤسسة التأريخية فرممتها بعض الترميم(2).

ش991
(55)

بقايا المشهد الحسيني المدمر

• في سنة 1380هـ توصل الشيخ الضرير ومن معه إلى أن تبرعات المحسنين من اتباع أهل البيت عليهم السلام في حب وقراها لا تكفي لبناء المشهد

ـــــــــــــــــــــــ
(1) الآثار الاسلامية والتأريخية في حلب:70.
(2) هامش الآثار الاسلامية والتاريخية في حلب: 72.

(150)

فعمدوا إلى التوجه إلى المرجعية الدينية وقد بارك لهم السيد حسين مكي(1) في دمشق ذلك الأمر وكتبوا رسالة إلى السيد الحكيم(2) باعتباره مرجع الشيعة وانتظروا رد السيد الحكيم على رسالتهم.
• في 22/6/1380هـ حرر السيد على رسالتهم.

بسم الله الرحمن الرحيم: جناب الفاضل الكامل المهذب الزكي الشيخ إبراهيم الحاج حسين الضرير المحترم دام تأييده، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والدعاء لكم بالسداد والتأييد، وبعد فقد تسلمنا رسالتكم وفيها تذكرون انكم تحاولون القيام بإعادة تشييد مشهد النقطة، وإننا نرحب بهذا المشروع الخيري الجلل ونشجعه وندعو اخواننا المؤمنين وفقهم الله تعالى إلى المساهمة فيه ولو من الحقوق الشرعية، ولكن مثل هذا المشروع يستدعي أن تقومبه لجنة تشكل من عدة أفراد تتوفر فيهم صفات الثقة ولأمانة والكياسة لتكون على ثقة الناس واطمنئان نفوسهم من نجاح المشروع والمحافظة عليه، فالمأمول منكم السعي في تشكيل هذه اللجنة ودعوة الناس لمساعدتها ومساندتها، سنكون إن شاء الله تعالى في طليعة المساهمين في هذا المشروع الخيري كما وأننا في صدد ارسال بعض الأشخاص لغرض الاطلاع على المشروع واعلام الناس به ودعوتهم للمشاركة فيه والله سبحانه هو المسدد المعين وهو حسبنا ونعم الوكيل والسلام عليكم ورحمةة الله وبركاته22/ج2/1380هـ محسن الطباطبائي الحكيم، ملاحظة من الضروري ضمان كون المشروع بعد إكماله يبقى تحت إشراف ايدٍ أمينة.

ــــــــــــــــــــــــــ
(1) حسين المكي: هو ابن يوسف بن محمود بن ابراهيم العاملي(1328ـ 1397هـ) ولد في حبوش قضاء مرجعيون اللبنانية وتوفي في دمشق، من علماء الامامية في دمشق، من مؤلفاته: العصمة،عقيدة الشيعة في الإمام الصادق، قواعد استنباط الحديث، وسبيل الرشاد.
(2) الحكيم: هو محسن بن مهدي بن صالح الطباطبائي(1306ـ 1390هـ) ولد في النجف وتوفي في بغداد ودفن في النجف، من مراجع التقليد، له من الآثار مكتبة الإمام الحكيم وفورعها في العراق، ومن مؤلفاته، مستمسك العروة الوثقى، منهاج الصالحين، وحقائق الأصول.

(151)

ش992
(56)

نص رسالة السيد الحكيم

• وبالفعل فقد أوفد السيد الحكيم مندوبين عنه ليطلعا على واقع المشهد وهما السيد محمد صادق الحكيم(1) والسيد عبدالكريم
نور الدين(2)اللذان رفعها بدوريهما التفاصيل إلى السيد الحكيم.

ــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد صادق الحكيم: هو ابن محمد باقر بن باقر بن مهدي بن مصطفى (1334ـ1402هـ) المولود والمتوفى في النجف كان من علمائها، ومن مؤلفاته: الطباطبائيون في العراق، شرح أربعين الشيخ البهائي، والأخلاق.
(2) عبد الكريم نور الدين: هو ابن عبد الحسين ابن علي بن إبراهيم الموسوي المولود سنة 1347هـ في لبنان وبعد أن أكمل دراسته الحديثة انتقل إلى النجف سنة 1364هـ لتحصيل العلوم الدينية هناك فكان ممن حضر عليهم وتخصص بهم السيد الحكيم، وفي سنة 1380هـ عاد إلى النبطية الفوقا وتحمل مسؤولياته الدينية ثم دخل سلك القضاء سنة 1383هـ، وهو الآن يعمل في المحكمة العليا في بيروت.

(152)

ش993
(57)

الموالون في عمل دؤوب لتشييد المشهد الحسيني

ش994
(58)57

اهتمام بالغ من أهالي حلب في إعادة إعمار المشهد

(153)