تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السادس

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السادس

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

15

الدكة كاملة وجوارها
يبدو لنا أن الدكة(1) حديثة الصنع حيث لم يرد ذكر لها في كتب التاريخ ومن الناحية الفنية فإن أغلب المساجد كانت فيها دكة تستخدم لاستقبال الملوك والسلاطين من يرد عليهم.
والأغرب من ذلك أن تسميتها بدكة أسارى آل البيت لم ترد في المصادر التي تتحدث عن الجامع الأموي لا القديمة ولا الحديثة إلا مصدر حديث واحد(2) لم يعتمد على مصدر.
ويبدو من الصور التي لدينا أن الدكة كانت ارضيتها واطرافها من الخشب إلا أنها جددت متأخراً فأصبحت مبلطة بالرخام المنقش بالنقوش الشامية وكان لون المحجر بنياً فاصبح أبيض بلون الحليب واما الطريق إلى الصعود إليها فهو من وسطها من الجانب الشمالي ولها درج واحد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الدكة: بالفتح تجمع على دكاك بالكسر، وهو ما استوى من الرمل، أو كل بناء يسطح أعلاه للجلوس أو لجعل كرسي عليه. لأنه تدك الأرض حتى يسوى سطحها من الهبوط والصعود، ومنها دكة القضاء، وأخذ الفرس منها الدكان وهو الحانوت وأصلها دكة البيع والشراء، ثم استخدمت في غيرها.
(2) راجع كتاب دليل الأماكن المقدسة في سورية: 53.
(63)

مدخل الدكة والدرج الذي يرتقى منه إليها

أتباع مدرسة أهل البيت يستذكرون الحدث
(64)16
وقد بثت إذاعة طهران عن هذه الدكة وملابساتها ما يلي:
أما الجامع الأموي فقد ساءت إرادة الله تبارك وتعالى أن تخلد فيه مجموعة مهمة من مشاهد أهل بيت النبوة «عليهم السلام» منها مقام رأس الحسين «عليه السلام» حيث نصب ضريح في المكان الذي وضع فيه رأسه الشريف عندما حمل مع السبايا إلى الشام.
وفي الجهة اليسى لمن يدخل المسجد من باب العمارة(1) يوجد محراب أقيم في الموضوع الذي كان مصلي فيه الإمام السجاد زين العادبين «عليه السلام» أيام إقامته في دمشق مع سبايا واقعة الطف.
كما أقيم منبر يعرف بمنبر الإمام السجاد «عليه السلام» في مكان المنبر الذي اعتلاه زين العابدين «عليه السلام» وألقى خطبته الشهيرة، بحضور الطاغية يزيد.
ويقع في مقابل هذا المنبر دكة نصبت في الموضع الذي جلس فيه اسارى آل الرسول (ص) عندما ادخلوا مجلس الطاغية يزيد(2).
ويشتمل الجامع الأموي على ضريح منصوب في المكان الذي وضعت فيه الرؤوس الطاهرة لشهداء واقعة الطف المجيدة عندما حملت مع الأسارى إلى الشام(3).
الكلام جميل يتطابق مع الأحداث التي جرت أيام تواجد الركب الحسيني على أرض الشام وبالأخص في المسجد الذي عرف فيما بعد بالمسجد الأموي، إلا أن تحديدها بهذا المكان وبالأخص المنبر والدكة يحتاج إلى تكلف لأن الجامع الأموي آنذاك كان نصف هذه المساحة وإنما توسع في عهد الوليد الأموي عام 86هـ فهل كان موقع هذا المنبر وهذه الدكة كما هو الآن أم لا؟ بمعنى آخر، هل المنبر كان في نهاية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) باب العمارة: هو باب الشمالي للمسجد الأموي الذي يدخل إلى ساحة المسجد المكشوفة.
(2) وجاء في روضة الشهداء: 472 أن يزيد أمر ليقف الأسرى على منصة صغيرة أمامه، وضرب ستاراً خلفهم ووضع الرؤوس خلفه.
(3) موضوع الحلقة مراقد ومشاهد رقم 25 بتاريخ 28/12/2008م.
(65)
القسم الشرقي الذي كان مسجداً آنذاك؟ وهل كان موقع جلوس الأسرى عند منتصف الحائط الفاصل بين المعبدين الإسلامي والمسيحي أم لا؟.
ولا شك في إن احضار أسرى آل الرسول (ص) عند يزيد بن معاوية لم يكن لمرة واحدة ولعله تم في كل يوم من أيام تواجدهم في دمشق البالغ نحو عشرة أيام والظاهر أنه لم يكن في مكان واحد فتارة كان في المسجد وتارة كان في قصره الملاصق للمسجد، وما ورد في المسجد هو النقاش الذي دار بين يزيد وأهل بيت الإمام الحسين «عليه السلام» والذي ادى إلى ارتقاء الإمام زين العابدين «عليه السلام» المنبر وكان ذلك في التاسع من صفر، أي في الجمعة الثانية من بقائهم في دمشق، وقد فصلنا الحديث عن ذلك(1)، وهذا هو المسلم أنه كان في المسجد حيث خطب الإمام السجاد «عليه السلام» خطبته المعروفة وأراد يزيد قطعها بأذان العصر وهو الذي يناسب أن يكون في المسجد. وكان إلى جانب ذلك احضار الرؤوس والقادة وإقامة مجالس اللهو والطرب والشرب فهذا قد تم في قصره والذي سنحدده حسب المعطيات التي لدينا.
لا شك أن لقاء يزيد بالإمام السجاد «عليه السلام» والعترة الطاهرة كان في إحداها في المسجد وهو النصف الشرقي من الجامع الأموي (قسم المصلى) الماثل في يومنا الحاضر، وقصر ملك يزيد كان إلى جهة الجنوب (القبلي) من هذا الجزء من المسجد وكان يخرج إلى المسجد من باب صغير يربط قصره بالمسجد دهليز(2) واما قصر سكن يزيد فكان في الجهة الشرقية(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تفاصيل ذلك في الخبر الأخير من باب السيرة الحسينية من هذه الموسوعة.
(2) جاء في دمشق القديمة: 52 عن حاشية كتاب سوفاجية: 57. وكان معاوية يصل إلى الجامع من باب جديد فتح في الحائط الجنوبي وعرف باسم باب الزيادة، وقد بني أمام هذا الباب ممر مسقوف يماثل تلك الممرات التي كانت في العهد البيزنطي تصل المدينة بأبواب الكنيسة والتي كانت مزودة بالاروقة من الجانبين.
(3) ويعد مقام رأس الحسين «عليه السلام» جزءاً من قصر يزيد (دار سكناه) والذي كان يتطلع منه إلى ورود اسارى أهل البيت «عليه السلام».
(66)
ومن جهة أخرى فإن دخول السبايا في أول ورودهم على الأكثر كان من الباب الشرقي والذي اختلفوا فيس تسميته فقيل باب الساعات(1) وباب جيرون وقيل غيرهما وقد تحدثنا عن ذلك بشيء من التفصيل والذي يمكن القول بأن هناك تشابكاً بين اسماء ابواب مدينة دمشق وابواب المسجد(2) بالاضافة إلى فترات مختلفة تغيرت فيها التسميات وإذا ما قلنا بأن أسرى آل الرسول (ص) وقفوا عند باب الصغير ثم داروا بهم شرقاً ليدخلوا من الباب الشرقي للمدينة فإن دخولهم للمسجد يكون من الباب الشرقي للمسجد وهو اليوم مائل بين المسجد وبين مقام رأس الحسين «عليه السلام»، ولكن إذا اعتمدنا ما توصلنا إليه أن احضار أهل بيت الحسين «عليهم السلام» لدى الطاغية أكثر من مرة(3) فإن دخولهم قد يكون من هذا الباب (الباب الشرقي) وقد يكون من الباب الشمالي (باب العمارة أو باب الفراديس) للمسجد والذي يوازيه تقريباً باب مدينة دمشق المتقدم شمالاً عن مرقد السيدة رقية «عليهم السلام»، وكلا بابي المسجد يؤديان إلى باب العمارة للمدينة على تفصيل بيناه في محله من باب السيرة.
والكلام في جلوس آل الحسين «عليه السلام» في المسجد (الجانب الشرقي) الذي كان آنذاك مخصصاً للمسلمين، فهل كان في الوسط أو في الجانب فهذا ما لا يمكن البت به، ولكن لا يستبعد أن يكون في هذا المكان من دون دليل يؤيده، وبما أن المحراب تغير والمنبر تغير فلا يمكن الاعتماد على مكانيهما الحاليين(4)، ولكن بالقطع لم يكن جلوسهم خارجاً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كان يسمى باب الساعات ثم تغير واطلق الاسم على باب الزيادة الذي يقع إلى جهة الجنوب وذلك بسبب نقل الساعات من مكانها إلى هناك.
(2) جاء في دمشق القديمة واهل البيت: 49 لدى حديثه عن سويقة جيرون (النوفرة) وهي السوق الصغيرة التي تصل بين جيرون الداخلي وبين الشرقي للمسجد المسمى باب جيرون، طول السويقة 120 متراً، وهو نموذج حي عن اسواق دمشق القديمة لاسيما تلك المقامة عند مداخل المسجد الجامع ومن هذه السويقة مر موكب الرؤوس والسبابا لأهل البيت «عليهم السلام» في طريقهم إلى يزيد وهو في قصره.
(3) نرى والله العالم أن يزيد كان يحضرهم في أغلب الأيام فتارة في قصر يزيد الواقع إلى شرق المسجد وتارة في دار امارته (دار الخضراء) الواقع إلى جنوب المسجد.
(4) كان المحراب في مكان المحراب الأول من جهة الشرق والمعروف بمحراب الصحابة والذي خصص فيما بعد بالمالكية.
(67)
عن المسجد (الجانب الشرقي) منه والذي تعد الدكة جزءاً منه على الظاهر(1).
ومن جهة أخرى لا يمكن القبول بأن القبة والدكة نصبتا على أثر جلوس أسارى أهل البيت «عليهم السلام» هناك لأن القبة بناها الوليد المعادي لأهل البيت «عليهم السلام» وقد جددت على أثرها، وأما الدكة فنراها من الطبيعي أن تقام أمام المنبر والمحراب وتحت القبة من الناحية الهندسية والاعتبارات العرفية في طقوس المساجد وبالأخص في بلاد الشام، والتي لاحظت وجود مثل هذه الدكات في المساجد إما لأجل قراءة القرآن، وإما للاحتفاء ببعض الضيوف في المناسبات وقد حضرت عدداً من الاحتفالات التي اقيمت في مساجد الشام من حلب حتى دمشق في مناسبة المولد النبوي فكان الرسميون والعلماء يجلسون على هذه الدكات، كما أن الصوفيين كانوا يقيمون طقوسهم من عليها.
وفي ختام حديثنا عن هذه الدكة فلا بأس باعتبارها رمزاً لتلك الأحداث التي ألمت بأهل بيت الحسين «عليه السلام» وإن لم نتشبت من دقة المكان من دون الاصرار على صحة التقديرات والله العالم بحقائق الأمور.
وهناك من يرى بأن خطاب الإمام زين العابدين «عليه السلام» كان في صحن المسجد تحت القبة الشرقية للصحن والتي يقال لها قبة زين العابدين «عليه السلام» كما يقال لها قبة الساعات(2).
ولكن القول بأن ذلك كان في الصحن المكشوف مستبعد لأن الفصل لم يكن فصل الصيف بل كان في الشهر الأخير من فصل الخريف ودمشق في تلك العصور كانت باردة، فلذلك فمن المحتمل جداً أن يكون جلوسهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هناك من يرى بأن المسجد الذي اقيم في القسم الشرقي من المعبد كان أقل من نصف مساحته الآن فالقبة لا تشمله – راجع دمشق القديمة وأهل البيت: 66.
(2) راجع دمشق القديمة وأهل البيت: 103.
(68)

في الجانب الشرقي المسقف وفي مقابل محراب الصحابة (المالكية) والله العالم بحقائق الأمور(1).

18

مخطط الجامع الأموي ومرافقه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وما ورد في زينب الكبرى من المهد إلى اللحد: 374 لدى حديثه عن ركب الأسر الحسيني: «ثم جاؤوا بهن حتى أوقفوهن على دكة كبيرة كانت أمام باب المسجد الجامع حيث كانوا يوقفون سبايا الكفار على تلك الدكة ويعرضونهم للبيع ليتفرج عليه المصلون...» نقلاً عن معالي السبطين: 2/140 المجلس الرابع (148 – 150) فهو نقل بالمضمون – ليس بدقيق حيث جاء في المصدر: 148 «حتى أتى بهم باب دمشق فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي» وفي صفحة: 150 «فاقيموا على درج المسجد حيث يقام السبايا».
(69)


الرأس الشريف


قتل الإمام الحسين بن علي «عليه السلام» بعيد الظهر من يوم عاشوراء عام 61هـ في كربلاء باجماع المؤرخين ولا خلاف في ذلك، كما لا خلاف بأن الرأس الشريف حز عن بدنه الشريف بعيد مقتله «عليه السلام» أو عند قتله، ولا خلاف أيضاً بأن الرأس الشريف رحل من كربلاء إلى الكوفة حيث الوالي عبيد الله بن زياد الأموي ثم إلى دمشق حيث يزيد بن معاوية الأموي المتربع على عرش الملك الأموي بعد أبيه.
وأما فلسفة قطع الرأس عن الجسد بشكل عام وحمله إلى الوالي السلطان فتمكن في التالي:
1- قطع الشك باليقين بأن المقصود قتله قد قتل.
2- الحصول على إكرامية من قبل الوالي أو السلطان.
3- زيادة التحقير والتنكيل بالمقتول واتباعه.
4- تلقين الدرس للشعب إن فكر بالقيام ضد السلطان.
5- تشفي الحاكم من غريمه بأشد أنواع التشفي.
نعم حز الرأس الشريف وتم ترحيله من معركة القتال. وقطع الرأس بعد ازهاق النفس محرم في الإسلام(1)، ويعد من الكبائر والموبقات فكيف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يجوز قطع الرأس في المناجزة ليكون موت العدو بقطع رأسه في القتال أما إذا مات أو قتل حرم قطع رأسه وهو من المثلة المحرمة شرعاً، ولا يخفى أن للمثلة دية ذكرها الفقهاء في باب الديات، وقد أوردنا تفاصيل أحكام المثلة في شريعة المثلة، وقد قال(ص): «لعن الله من مثل بالحيوان» البحار: 61/4282، وذهبت المالكية إلى حرمة حمل رأس كافر عدو من بلد قتله إلى بلد آخر، أو لأمير جيش في بلد القتال، واعتبروا ذلك مثله [الموسوعة الفقهية: 36/109].
(70)
إذا كان ذلك رأس إبن بنت رسول الله (ص)(1) وقرة عينه، وبالأخص إذا كان على يد من هو من نسل تلك الشجرة الملعونة(2) في القرآن الكريم.
وأول راس قطع في تاريخ النبوة فهو رأس النبي يحيى بن زكريا(3) «عليه السلام» ووضع في طشت أما حاكم زمانه(4).
واما أول رأس قطع في الاسلام ربما كان رأس مالك بن نويرة(5) والذي مثل به(6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يرجع أن قطع رأس الإمام الحسين «عليه السلام» حصل بعد أن طعن واثخن بالجروح ثم إن شمراً جلس على صدره وقبض على شيبته المقدسة وضربه بالسيف اثنتي عشرة ضربة واحتز رأسه المقدس [مقتل الحسين للمقرم:284 عن مصادر متعددة] فالظاهر أن الضربات الاثنتي عشرة كانت قاضية بعد أن اثخن بالجراح، وعلى فرض أن مقتل الإمام الحسين «عليه السلام» كان بحز الرأس فإن سائر أهل بيته الأطهار وأنصاره الكرام فصلت رؤوسهم بعد استشهادهم لتحمل إلى الكوفة ثم دمشق- راجع مقتل الحسين للمقرم: 303، والملهوف: 190، نعم جاء في الملهوف: 177 «فاحتزوا رأسه وإنه ليكلمهم».
(2) راجع آية: 60 من سورة الاسراء، وكتاب يزيد بن معاوية فرع الشجرة الملعونة في القرآن.
(3) يحيى بن زكريا: هو حفيد برخيا بن نشوا بن نحرائيل بن سهلون بن ارسوا بن شويل بن يعود ابن النبي موسى بن عمران (642 – 610ق.هـ) بعث نبيا وله من العمر ثلاث سنوات ولد عام ولادة النبي عيسى ابن مريم «عليه السلام» وهو أول من آمن به، وقد توفي قبل رفع النبي عيسى «عليه السلام» إلى السماء بسنة واحدة.
(4) كان النبي يحيى «عليه السلام» قد نهى الملك هيروس الإسرائيلي المعاصر له من نكاح أحد محارمه فكبر ذلك على زوجته هيرودية أم البنت فحرضت الملك فقتل يحيى ووضع رأسه في طشت أمامه على تفصيل يراجع بشأنه كتب التاريخ.
(5) مالك بن نويرة: هو حفيد جمرة بن شداد اليربوعي التميمي، استشهد على يد خالد ابن الوليد سنة 12هـ على الولاء لأهل البيت «عليهم السلام» كان من خيار اصحاب الرسول (ص) وقد استعمله على صدقات بني تميم، رفض خلافة أبي بكر ومال إلى علي «عليه السلام» حيث أراه الرسول (ص) الخليفة بعده فرفض أن يسلم الزكاة إليه وعلى أثره قتل ونكح خالد زوجته بعد قتله مباشرة، وكان شاعراً من اردان الملوك في الجاهلية، ويقال له فارس ذي الخمار.
(6) حيث قتل ثم قطع رأسه حسب بعض الروايات وحمل رأسه إلى أمير الجيش خالد بن=
(71)
وأما أول رأس حمل في الاسلام(1) هو رأس عمرو بن الحمق الخزاعي(2). وقد نقل من بلد إلى بلد(3) وأول رأس نصب على الرمح(4).
وهناك أمران مثيران للجدل أولهما: كيف يمكن للرأس الشريف أن يسقط منه قطرات من الدم بعد أيام أو أسابيع من حزه من الجسد المبارك في ذلك الطقس الحار والجاف وهو محمول على الرمح، وثانيهما: كيف يمكن أن يغلي الدم الطاهر الذي تساقط على الصخرة التراب كل سنة في يوم عاشوراء رغم أنه جف والتأريخ لا يرتبط بالطقس لأنه أرخ بالتاريخ الهجري حيث وقت بعاشوراء.
إن الإجابة عن هذين الأمرين تحتاج إلى مساحة واسعة بحيث تخرجنا من البحث لو أردنا مناقشتها هنا لذلك نحيل القارىء إلى باب الشبهات والردود من هذه الموسوعة.
وأما مسألة تعدد المقامات والمراقد للرأس الشريف فتعود إلى أمرين:
الأول: استخدام لفظي المقام والمرقد بمعنى واحد، وهذا ما وضحناه في أول هذا الباب(5)والتزمنا باستخدام المقام للمكوث والمرقد للدفن، وتوصلنا إلى أن أكثر المشاهد التي سنذكرها هي من مكوث الرأس الشريف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الوليد وجاء في الغدير: 7/159 «ان مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس فلما قتل أمر خالد برأسه فنصب ائفية لقدر فنضج ما فيها قبل أن يخل النار إلى شؤون رأسه» ويروى أنه شرب الخمر في قحف رأسه ونكح زوجته في الليلة التي قتل فيها.
(1) بحار الأنوار: 41/342.
(2)عمرو بن الحمق الخزاعي: هو حفيد كاهل (كاهن) الخزاعي الكعبي (ق 30 ق. هـ - 50هـ) كان من أصحاب الرسول (ص) ومن السابقين إلى الولاء لعلي «عليه السلام»، لاحقه معاوية إلى أن قتله على الولاء، وذلك على يد واليه على الموصل عبد الرحمن بن عبد الله الثقفي وحمل رأسه إلى معاوية.
(3) بحار الأنوار: 34/301.
(4) هامش بحار الأنوار: 44/131 وقيل أول رأس نصب على الرمح هو رأس حجر بن عدي الكندي راجع متن البحار: 44/131.
(5) تاريخ المراقد: 1/13.
(72)
في طريق الأسر، وهذا ما يدخل في عملنا حيث نبحث عن المقامات والمراقد معاً.
الثاني: اختلاف الأقوال في دفن الرأس الشريف بعد أن طيف به في البلدان للتبجح وإخافة الأمة والتنكيل بأهل بيت النبوة، ولا شك أن المقامات يمكن تعددها أما المرقد فلا يتعدد، وتعدد المراقد يعود إلى أمرين: أحدهما اختلاف الآراء، وثانيهما احتمال ان يكون الدفن قد تم ثم انتقل إلى مكان آخر، وهذه الأمور هي التي سنبحثها إن شاء الله تعالى.
وأخيراً فإن اختلاف الأقوال في ذلك يعود إلى أمور عدة أهمها: الاضطهاد الذي مورس بحق أهل البيت «عليهم السلام»، وعدم دقة الرواة والمؤرخين، الفصل الزمني بين الحدث والنقل، وجود بعض الآثار التي في أغلبها مقطوعة الأثر، وقد ذهب البعض إلى أن ظهور مثل هذه المشاهد يدل على عمق حب الشعوب المؤمنة لأهل بيت الرسول (ص) لمناقبيتهم(1)، ولها آثار وبركات أي ما نسب إليهم حيث إن الارتباط بهم لا ينحصر بالمكان بل إن ذكرهم هو الذي يوجب البركة والطمأنينة في النفوس(2) وقد سبق وذكرنا مدى تأثير هذه المشاهد في نشر مبادىء واهداف الاسلام في المناطق التي تحيط بها(3)، ولعلنا نتمكن بدراستنا هذه الوصول إلى ما هو محقق وما هو ليس بصحيح إن شاء الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع مناقب آل ابي طالب لابن شهرآشوب: 4/77 وعنه سفينة البحار: 3/236.
(2) راجع مناقبية حديث الكساء على ما رواه صاحب العوالم في عوالم العلوم: 11/933 وهو في القسم الثاني من الجزء الخاص بحياة فاطمة الزهراء «عليها السلام».
(3) راجع تاريخ المراقد: 1/45.
(73)
الأقوال والاحتمالات
إن هناك أكثر من موقع قيل إن الرأس الشريف وضع فيه لفترة معينة قد تكون ساعات وقد تكون أياماً، كما هناك أكثر من موقع زعم بأن الرأس الشريف قد دفن فيه، وإليك سرد بأسماء الأماكن حسب الحروف الهجائية.
1- بالس(1)(سوريا) في الرجعة من دمشق
2-بعلبك (لبنان) في الذهاب إلى دمشق
3-البقيع (الحجاز) - المدينة – في قول
4- حلب (سوريا) في الذهاب إلى دمشق
5- حماة (سوريا) في الذهاب إلى دمشق
6- حمص (سوريا) في الذهاب إلى دمشق
7-حنانة (العراق) - الكوفة – في الذهاب إلى الكوفة
8-دمشق (سوريا) مقصد الرأس
9-الرقة (سوريا) في الرجعة من دمشق
10-عسقلان(فلسطين) في قول
11-القاهرة (مصر) في قول
12- كربلاء(العراق) في شارع السدرة (مقام) وفي الروضة (مرقد)
13-مرو(إيران) في قول
14-معرةالنعمان (سوريا) في الذهاب إلى دمشق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بالس: تقع بين حلب والرقة شمال صفين وتبعد بقليل عن نهر الفرات غرباً.
(74)
15- الموصل(العراق) في الذهاب إلى دمشق
16- النجف (العراق) في الرجوع من دمشق
17- نصيبين (تركيا) في الذهاب إلى دمشق
ولعل في بعض المدن يوجد أكثر من موقع وسنتحدث عن هذا لدى الحديث عن تلك البقعة إن شاء الله تعالى.
(75)


المشاهد والأقوال


لا بد من سرد هذه الأقوال مع ذكر من تبناها أو مصادرها لتتضح الصورة أولاً، ثم فتح الباب أما الحديث عن تاريخها وتطورها، ومن الأولى هنا سرد الأقوال حسب نظمها الجغرافي بملاحظة الحدوث التاريخي ليكون الحديث أقرب إلى الواقع.
1- كربلاء: روى المؤرخون وأرباب المقاتل أن عمر بن سعد الزهري أمر بالرؤوس فقطعت، وقد سيرها مساء يوم الجمعة في العاشر من محرم عام 61هـ(1).
ولا يخفى أن رأس الإمام الحسين «عليه السلام» سير لوحده إلى الكوفة قبل سائر الرؤوس(2).
ويذكر بأن شمراً عندما قطع الرأس الشريف وضعه على رمح طويل وكبر فكبر معه القوم ثلاثاً(3) ثم إن الرأس سير إلى الكوفة على تفصيل أوردناه في السيرة.
ويقال: إن الرأس الشريف وضع لفترة قصيرة على مقربة من مصرعه، واقيم عليه شاهد(4)، ولم نجد في النصوص ما يدل على ذلك وربما وضعوه في هذا الموضع وهو مرفوع على الرمح الطويل الذي حمله شمر بن ذي الجوشن الضبابي، وممن ذكر هذا المقام صاحب نفس المهموم(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع مقتل الحسين للمقرم 303 و305، الملهوف: 190، نفس المهموم: 348.
(2) راجع نفس المهموم: 348.
(3) راجع أسرار الشهادة: 3/79.
(4) راجع تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 270.
(5) نفس المهموم: 390.
(76)
2- الكوفة: لا شك أن القوم رحلوا بالرأس الشريف إلى الكوفة ليعرض على عبيد الله بن زياد الأموي، وقد سبق وقلنا بأن الرأس الشريف حمل يوم عاشوراء بينما حمل سائر الرؤوس يوم الحادي عشر من محرم، وقد ذكر بأن الخولي بن يزيد الأصبحي(1) هو الذي حمل الرأس الشريف إلى الكوفة(2).
ذكر المفيد(3): نزل شمر إليه «عليه السلام» فذبحه ثم دفع رأسه إلى خولي بن يزيد، فقال: إحمله إلى الأمير عمر بن سعد(4) وسرح عمر بن سعد من يومه ذلك – وهو يوم عاشوراء – برأس الحسين «عليه السلام» مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد الله بن زياد..(5).
وزاد الطبري(6): فأقبل به خولي فاراد القصر فوجد باب القصر مغلقاً، فأتى منزله فوضعه تحت أجانة في منزله، وله امرأتان...(7) ثم في الصباح نقله إلى عبيد الله بن زياد(8) ونحتمل والله العالم أنه المكان الذي بني مسجداً وهو مسجد الحنانة على تفصيل سنبينه إن شاء الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الخولي بن يزيد الأصبحي: قائد كتيبة في الجيش الذي وجد لمحاربة الإمام الحسين «عليه السلام» رمى عثمان وجعفر ابني الإمام علي «عليه السلام» سحب النطع من تحت الإمام السجاد «عليه السلام»، سلب قناع السيدة زينب «عليها السلام»، حمل رأس الإمام الحسين «عليه السلام» إلى الكوفة، قاد فرقة لاقاء القبض على عبد الله بن عفيف الأزدي، تركته زوجتاه إثر مقتل الإمام الحسين «عليه السلام»، قتله المختار سنة 66هـ.
(2) جاء في روضة الواعظين: 1/189 ان شمراً هو الذي حز رأسه الشريف ثم دفعه إلى خولي بن يزيد الأصبحي وقال له: احمله إلى الأمير عمر بن سعد.
(3) المفيد: هو محمد بن محمد بن النعمان العكبري (336 – 413هـ) ولد في عكبرة – في طريق سامراء – وتوفي في بغداد، كان من اعلام الإمامية، وقد تولى زعامتهم في بغداد، من مؤلفاته: الأمالي، الاصول، ومسار الشيعة.
(4) الارشاد: 2/112.
(5) الارشاد: 2/113.
(6) الطبري: محمد بن جرير بن يزيد (224 – 310هـ) ولد في آمل – إيران – وتوفي في بغداد، من المؤرخين والمفسرين واشتهر بهما، ومن مؤلفاته: اختلاف الفقهاء، المسترشد، والقراءات.
(7) تاريخ الطبري: 3/335.
(8) نفس الهموم: 348.
(77)
وجاء في بعض المصادر(1) أن رأس الحسين «عليه السلام» مدفون الحنانة(2) نقلاً عن القاضي ملا عبد الله الأفندي(3) والظاهر إلتباس ورود الزيارة أو المكث هناك كما ورد ذلك في روايات الإمام الصادق «عليه السلام»، وسنأتي على بيانها بأن الذي قصده الإمام «عليه السلام» هو الروضة العلوية وليست الحنانة، وما فعله في الحنانة هو لأجل وضع الرأس فيها.
3- الموصل: لا شك أن ركب الأسرى عندما وصل شمال العراق مر على مقربة من الموصل في مكان يقال له العقر حيث حصلت مواجهة بين الأهالي وازلام النظام الأموي فبات الركب الحسيني خارج المدينة(4).
ولا يخفى أن ركب الأسر بات في العقر ليلة الأربعاء 22/1/61هـ، ويذكر أن فيها توفيت زبيدة (زينب) بنت الإمام الحسين «عليه السلام»(5)، وقد يسمى المشهد بمشهد الطرح(6) والقول بوجود مشهده في الموصل أو ما جاورها أورده صاحب الروضة(7)، ولم يتحدث أحد بأن هنا مدفن الرأس.
4- نصيبين: لقد توقف ركب الأسر في بلدة نصيبين ليلة الجمعة 24/1/61هـ، وقد سقط الرأس الشريف فيها في أخذ ورد بين الأهالي والعسكر(8) وقد ذكر وجود المشهد القمي(9) في نفس المهموم، وقال: ولعل مسقط الرأس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ماضي النجف وحاضرها: 1/77.
(2) جاء في مجلة لغة العرب: 7/559 ضمن سرد الأقوال في مدفن رأس الإمام الحسين «عليه السلام»، «ومنها أنه مدفون في الحنانة وهي موضع بين النجف والكوفة، وهذا القول ضعيف ولاسيما لم يعرف قائله».
(3) ملا عبد الله الأفندي: هو عبد الله (الأفندي) بن عيسى الأصفهاني (1066 – 1330هـ) ولد وتوفي في اصفهان، كان من المؤرخين وأعلام الإمامية وله مشاركات في علوم شتى، ومن مؤلفاته: ثمار المجالس، لسان الواعظين، وروضة الشهداء.
(4) تاريخ المراقد: 5/95.
(5) تاريخ المراقد: 5/93.
(6) الموصل في العهد الأتابكي: 165.
(7) روضة الشهداء: 458، ونه نفس المهموم: 388، كما ذكره العديد من المصادر منها معالي السبطين: 2/129، شهر حسين: 126، الموصل في العهد الأتابكي: 165.
(8) تاريخ المراقد: 5/93.
(9) القمي: هو عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم (1294 – 1359هـ) ولد في قم وتوفي في النجف، من علماء الإمامية ومحدثيهم، له مؤلفات جمة منها: صحائف النور، وقائع الأيام، وطبقات العلماء.
(78)
الشريف صار مشهداً(1). ولم تذكر المصادر بأن المشهد مدفن الرأس الشريف، وممن ذكر بأن الراس سقط هنا صاحب الروضة(2).
5- حلب: اتفق المؤرخون على أن ركب الأسر مر في حلب وذكروا بأنهم باتوا عند سفح جبل جوشن، وكان ذلك ليلة الأحد 26/1/61هـ(3) وعرف بمشهد النقطة، ولم نجد من يقول بأن هنا مدفن الرأس الشريف، وقد ورد ذكره في عدد من المصادر جمع لمة منها صاحب حلب والتشيع(4).
6- معرة النعمان: ذكر المؤرخون بأن الرأس الشريف حط في معرة النعمان وبها عسكر حملته فاستقبلوا بها وكان ذلك ليلة الاثنين 27/1/61هـ(5).
7- حماة: لقد مر ركب الأسر الطاهر وركب الرأس الشريف من حماة وباتوا ليلة الثلاثاء 28/1/61هـ، وذكر بعض المؤرخين أنهم وضعوا الرأس هناك وللرأس فيه مقام(6).
8- حمص: ذكر المؤرخون بأن الرأس الشريف مر من حمص نهار يوم الثلاثاء في 28/1/61هـ(7) وذكر بأن للرأس الشريف فيها مشهداً(8).
9- بعلبك: جاء في كتب المقاتل أن الركب الحسيني الأسير بيد جلاوزة بني أمية وصل إلى بعلبك نهار يوم الأربعاء 29/1/61هـ وباتوا فيها ليلتهم وغادروها صباحاً(9).
10- دمشق: لا شك لدى المؤرخين بل هو مجمع عليه أن الرأس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نفس المهموم: 388.
(2) روضة الشهداء: 459.
(3) تاريخ المراقد: 5/93.
(4) حلب والتشيع: 27، وورد ذكره في در الحبيب في تاريخ أعيان حلب: 1/187 (القسم الأول)، وفي الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب: 69، معجم البلدان: 2/186، المساجد في الاسلام: 114، إلى غيرها مما يمكن التوصل إليها ضمن سردنا لاحداث هذا المشهد.
(5) تاريخ المراقد: 5/193، أسرار الشهادة: 3/295.
(6) راجع نفس المهموم: 389 عن رياض الأحزان للقزويني: 83.
(7) تاريخ المراقد: 5/94.
(8) نفس المهموم: 389.
(9) راجع تاريخ المراقد: 5/94. وسيلة الدارين: 375، أسرار الشهادة: 3/296.
(79)
الشريف حمل إلى دمشق حيث مقر الدولة الاموية(1) وهناك تفاصيل كثيرة عن الأحداث التي رافقت الرأس الشريف خلال تواجده في دمشق لمدة عشرة أيام ما بين 2/2/61هـ و11/2/61هـ(2)، وقد بينا ذلك في باب السيرة فليراجع.
11- كربلاء: المشهور عند علماء الإمامية ومحققيهم أن الرأس الشريف ألحق بالجسد المبارك، حيث أخذه الإمام زين العابدين «عليه السلام» من يزيد بن معاوية الأموي ورجع إلى كربلاء فوصلها يوم الأربعين ولذلك عرفت زيارة الأربعين بزيارة رد الراس الشريف وسنأتي على تفاصيل ذلك. ولكن بالاجمال أورد المقرم(3) لدى تأكيده على إلحاق الرأس بالجسد أقوال العلماء والمؤرخين القائلين بذلك وها نحن نذكرهم بتصرف جزئي لننقل فيما بعد ما لزم ذكره من نصوصهم، وقال المقرم، لما عرف زين العابدين الموافقة من يزيد طلب منه الرؤوس كلها ليدفنها في محلها فلم يتباعد يزيد عن رغبته فدفع إليه رأس الحسين مع رؤوس أهل بيته وصحبه فألحقها بالأبدان، ونص على مجيئه بالرؤوس إلى كربلاء ابن القتال النيسابوري(4) وابن نما الحلي(5) وابن الطاوس الحلي(6) والطبرسي(7)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كل المصادر التاريخية التي كتبت عن هذه الحقبة الزمنية وجيمع المقاتل الحسينية.
(2) راجع تاريخ المراقد: 2/94 و101.
(3) راجع مقتل الحسين للمقرم: 62 – 63.
(4) روضة الواعظين: 192 لمحمد بن الحسن الفتال النيسابوري (ق436 – 508هـ) ولد في نيسابور وقتل فيها على يد حاكمها عبد الرزاق بن اسحاق الطوسي وزير سنجر السلجوقي على التشيع، من آثاره: التنوير في معاني التفسير، كان من أعلام الإمامية.
(5) مثير الأحزان: 107 لجعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما (567 – 645هـ) ولد في الحلة وتوفي في النجف، كان من أعلام الإمامية.
(6) الملهوف على قتلى الطفوف: 225 لعلي بن موسى بن جعفر بن طاوس الحلي (589 – 664هـ) ولد في الحلة، وتوفي في بغداد ودفن في النجف، من آثاره: الأمان من أخطار الأسفار والزمان، اسرار الصلاة، والطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، من اعلام الإمامية.
(7) أعلام الورى: 1/477. للفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (3/4 ق. 5 – 548هـ) ولد في طبرستان وتوفي في نيسابور ودفن في مشهد الإمام الرضا «عليه السلام» من آثاره: مجمع البيان، الآداب الدينية، والنور المبين، كان من أعلام الإمامية.
(80)
البحراني(1) وابن شهرآشوب(2) والمجلسي(3) والشريف المرتضى(4) والقزويني(5) والشبراوي(6) وابن حجر الهيثمي(7) والسبط ابن الجوزي(8) والمناوي(9)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عوالم العلوم (حياة الحسين): 453 لعبد الله بن نور الله البحراني الاصفهاني (القرن 11 و12هـ) ولد في أصفهان وتوفي فيها. من اعلام الإمامية المعاصر للمجلسي (1037 – 1111هـ) والمتتلمذ عليه.
(2) مناقب آل أبي طالب: 2/200 و4/63 لابن شهرآشوب محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني (489 – 588هـ) ولد في مازندران وتوفي في حلب من آثاره: معالم العلماء، مثالب النواصب، واعلام الطريق، كان من اعلام الإمامية.
(3) بحار الأنوار: 45/144 لمحمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1037 – 1111هـ) ولد وتوفي في أصفهان من آثاره: مرآة العقول، ملاذ الأخيار، وعين الحياة، كان من اعلام الإمامية.
(4) رسائل الشريف المرتضى: 3/130 للشريف المرتضى علي بن الحسين بن موسى الموسوي (355 – 436هـ) ولد وتوفي في بغداد، من آثاره: الشيب والشباب، الغرر والدرر، ديوان الشريف الرضي، كان من إعلام الإمامية.
(5) عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات: 67 للقزويني زكريا بن محمود القزويني الكموني (605 – 682هـ) ولد في قزوين وتوفي في بغداد من آثاره: آثار البلادن خطط مصر، وعجائب المخلوقات.
(6) الاتحاف بحب الأشراف: 70 للشبراوي عبد الله بن محمد بن عامر (1091 – 1171هـ) من علماء مصر تولى مشيخة الأزهر، من مؤلفاته: منائح الألطاف، عنوان البيان، وديوان شعره.
(7) المنح الملكية في شرح همزية البوصيري لابن حجر الهيثمي أحمد بن محمد بن علي ابن حجر الهيثمي المصري الشافعي (909 – 974هـ) ولد في محلة الهيثم في مصر، وتوفي في مكة ودفن فيها من آثاره: تحفة الأخبار، الجوهر المنظم، والصواعق المحرقة، كان من اعلام الشافعية.
(8) تذكرة الخواص: 265 لسبط ابن الجوزي يوسف بن فرغلي بن عبد الله البغدادي الحنفي (581 – 654هـ) ولد وتوفي في بغداد، من آثاره: كنز الملوك، الجليس الصالح، وأئمة الأنصار، كان من اعلام الحنفية.
(9) الكواكب الدرية في مناقب الصوفية: 1/104 للمناوي محمد بن علي بن زين العابدين الحدادي المصري الشافعي (952 – 1031هـ) ولد وتوفي في القاهرة، من آثاره: كنوز الحقائق، التيسير بشرح الجامع الصغير، وشرح شمائل الترمذي، كان من اعلام الشافعية.
(81)
والقرطبي(1) وابو الريحان البيروني(2) والطوسي(3) وسديد الدين الحلي(4) والقمي(5) وغياث الدين(6) والشعبان(7).
ونضيف: الصدوق(8) والكاشفي(9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المقتبس (تاريخ القرطبي) للقرطبي حيان بن خلف بن حسين بن حيان الاندلسي (337 – 422هـ) ولد وتوفي في قرطبة، من آثاره: المتين، اخبار الدولة العامرية، والبطشة الكبرى، راجع مقتل الحسين للمقرم: 363.
(2) الآثار الباقية عن القرون الخالية: 1/331 لابي الريحان البيروني محمد بن أحمد الخوارزمي (362 – 440هـ) ولد وتوفي في خوارزم، فيلسوف رياضي مؤرخ، من آثاره: الاستيعاب في صنعة الاسطرلاب، تاريخ الأمم الشرقية، واحكام النجوم.
(3) الأمالي: ، للطوسي: محمد بن الحسن (385 – 460هـ) ولد في طوس وتوفي في النجف. من أعلام الإمامية وزعمائهم من مؤلفاته: التبيان، الاستبصار، والتهذيب.
(4) العدد القوية لدفع المخاوف اليومية: لسديد الدين علي بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي (635 – ح726هـ) ولد وتوفي في الحلة، كان من اعلام الإمامية، وهو أخو العلامة الحلي.
(5) نفس المهموم: 425 للقمي عباس بن محمد رضا القمي (1294 – 1359هـ) ولد في قم وتوفي في النجف من آثاره: سفينة البحار، مفاتيح الجنان، ووقائع الأيام، كان من علماء الإمامية.
(6) حبيب السير في اخبار افراد البشر: 2/60 لغياث الدين: محمد بن همام الدين المدعو بـ«خوانده مير» الشيرازي الهروي (880 – 942هـ).
(7) رياض الاحزان: 155 لمحمد حسن بن شعبان الكردي القزويني (2 1220 – ق 1305هـ) ولد في قزوين وتوفي في طهران، كان من اعلام الإمامية، ويعد كتابه هذا مقتل الإمام الحسين «عليه السلام» كتبه على شكل استدلالي.
(8) الأمالي: 142، للصدوق محمد بن علي بن الحسين القمي (306 – 381هـ) من اعلام الإمامية ولد وتوفي في قم، من مؤلفاته: من لا يحضره الفقيه، ثواب الأعمال، والتوحيد.
(9) روضة الشهداء: 485 للكاشفي حسين بن علي البيهقي السبزواري (ن835 – 910هـ) من العلماء والكتاب من مؤلفاته: آينة اسكندري، أنوار سهيلي، والأربعون.
(82)


مقام الرأس في كربلاء


يوجد في يسار شارع السدرة على بعد حوالي خمسة وثلاثين متراً من باب السدرة باتجاه الشمال مسجد عرف بمسجد رأس الحسين «عليه السلام» ويذكر بأنهم وضعوا الرأس الشريف في هذا المكان قبل ترحيله إلى الكوفة(1).
وجاء في المصدر أن اتباع مدرسة أهل البيت «عليهم السلام» قدسوا هذا المكان وبنوا عليه مسجداً عرف بمسجد رأس الحسين.
وجاء في مصدر آخر ما نصه: جامع رأس الحسين التاريخي العظيم وكان قد أقيم في وسط هذا الجامع العظيم منذ العهد الأول مقام أثري تذكاري لأن الرأس المطهر كان قد وضع في ذلك المحل قبل أن يوخذ إلى الكوفة، وكان الشيعة قاطبة يعلقون أمنيثة كبيرة على هذا الجامع، وكان هو من المقدسات الدينية عندهم(2).
إذاً فإن تطورات هذا المقام جاءت كالتالي:
* بعيد ظهر عاشوراء 61هـ وضع سنان بن أنس الرأس الشريف هناك بعد أن حزه شمر ليقوم بترحيله إلى الكوفة.
* في مساء يوم عاشوراء 61هـ أخذ الرأس من هناك لتبدأ رحلته من كربلاء إلى الكوفة ثم الشام.
* لعله بعيد سنة 132هـ أي بعد سقوط دولة بني أمية وضع شاخص على هذا المكان.
وفي عام 369هـ عندما قام عضد الدولة ببناء وتجديد مرافق الحرمين الحسيني والعباسي في كربلا بنى عند مسجد رأس الحسين هذه مدرسة عرفت بمدرسة عضد الدولة الأولى، وبنى هذا المسجد(3)، وقد بقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجلة الحوزة القمية: 72/173.
(2) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 270.
(3) راجع مجلة الحوزة القمية: 72/173 وتاريخ المراقد: 1/298.
(83)
المسجد قائماً إلى عام 1365هـ. حيث قام طاهر القيسي(1) متصرف لواء كربلاء بهدم الجزء الأكبر منه بغرض فتح الشارع الدائري حول الصحن الحسيني الشريف ثم فتح شارع السدرة، وحسب المخطط الذي رسمه المصدر فإن مقام الرأس كان في وسط المسجد(2) الذي بناه عضد الدولة والظاهر أن المدرسة كانت جنب المسجد من جهة الغرب(3)، وقد اعترض العلماء على هدم هذا المسجد وسائر الآثار في حينها(4).
* في عام 1368هـ أنشئ المسجد من طابقين أرضي وأول فالطابق الأرضي كان بعرض متر تقريباً وبطول سبعة أمتار وكان مرتفعاً عن أرض الشارع مقدار متر تقريباً. واما الطابق الثاني فقد كان عرضه حوالي المترين حيث شيدت شرفة على فضاء الرصيف بعرض متر واحد تقريباً على امتداد طول البناء، وقد استخدم الطابق الأرضي كمصلى لأيام الصيف حيث كان مفتوحاً على الشارع إلا بالسياج الحديدي (المحجر) وأما الطابق الأعلى فكان مغلقاً وله سبع شبابيك مطلة على الشارع.
* في عام 1407هـ تم هدم المسجد كاملاً ضمن خطة تطور ما بين الحرمين(5) ولا أثر في يومنا الحاضر للمقام وللمسجد(6).
وفي نهاية الحديث عن مقام رأس الحسين «عليه السلام» في شارع السدرة في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طاهر القيسي: هو ابن محمد... ولد في منطقة الفضل في بغداد، دخل السلك العسكري تخرج برتبة لواء، وهو أول من قاد العسكر إلى فلسطين سنة 1367هـ، وأصبح قائم مقام الموصل كما كان متصرف لواء كربلاء مابين (1364 – 1367هـ) توفي في بغداد.
(2) ويذكر بأن المقام كان عبارة عن صخرة قبل وضع الرأس الشريف عليها وقد سيج بسياج.
(3) والظاهر أن المدرسة بعد الأحداث التي ألمت في كربلاء تحولت على مرور الزمان إلى خان من الخانات والذي كان له باب من داخل زقاق الزعفراني.
(4) راجع باب مدينة الحسين من هذه الموسوعة، وتاريخ كربلاء وحائر الحسين: 270 – 273.
(5) راجع تاريخ المراقد: 3/154.
(6) نتمنى أ، تعاد الآثار إلى ما كانت عليه أو على الأقل وضع شواهد لذلك.
(84)
كربلاء والذي يعد الأول من حيث السرد التاريخي فلم أعثر على نص يؤيد ذلك إلا أن امكان صحته وارد جداً إذ من غير المعقول أن لا يوضع الرأس في مكان للاستعداد لترحيله إلى الكوفة، وإذا ما صحت المقامات الأخرى من حيث تحديد اماكنها كمقام علي الأصغر وعلي الأكبر ومقام لقاء الإمام الحسين «عليه السلام» بعمر بن سعد فإن هذا المقام من حيث الموقع الجغرافي لا يعد شاذاً بل احتمال صحته متوقع، والله العالم بحقائق الأمور.
(85)


مقام الرأس في الحنانة


الحنانة: مسجد يقع جنوب مسجد الكوفة على طريق النجف على جهة الغرب من الطريق العام(1).
والحنانة لغة: صيغة مبالغة من حن بمعنى كثير الحنان وهو ذو الرحمة ومنه اسم الله سبحانه وتعالى، ويوجد موضعان بهذا الاسم أحدهما يقع غربي الموصل(2)، والثاني موضع قرب النجف(3) والثاني هو المقصود، وكانت قديماً تعرف بالعلم(4)، ووجه تسميتها في الحانة غير مذكور، وربما لأنها حنت على أمير المؤمنين «عليه السلام» حينما انحنت عندما مروا بجثمانه الشريف عليها(5)، فقد روى ابن مسكان(6) عن الإمام الصادق «عليه السلام»، قال: سألته عن القائم المائل(7) في طريق الغري؟ فقال: نعم إنه لما جاوز سرير –
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وجاء في مزارات أهل البيت وتاريخها: 50 أن الحنانة تصحيف عن الجبانة إلا أنه لم يبين سببه واحتمال أن يكون القائم (الحنانة) جزءاً من الثوية التي كانت مدافن للمسلمين غير وارد.
(2) معجم البلدان: 2/310 وفيه: فتحها عتبة بن فرقد صلحاً.
(3) مجمع البحرين: 6/240.
(4) ماضي النجف وحاضرها: 1/100 عن مصباح الزائر لابن طاوس.
(5) جاء في وسيلة الدارين: 352 نقلاً عن الشيخ حسين النوري: إن القائم يسمونه بالعلم فلما قبض أمير المؤمنين «عليه السلام»، وجاؤوا إلى النجف الأشرف فلما وصلوا إلى العلم والقائم انحنى تعظيماً لأمير المؤمنين كالراكع فسمونه في الحنانة.
(6) ابن مسكان: هو عبد الله بن مسكان السجستاني (129 – 218هـ) ولد في سجستان – افغان – وتوفي في العراق على الظاهر (بغداد أو الكوفة) كان من أصحاب الإمام الصادق والكاظم «عليهما السلام» من ثقات الرواة.
(7) القائم المائل: المفردة الأولى تعني الشاخص الذي وضع لمعرفة الزوال، وكان قائماً غير منحن وعندما مروا بجثمان علي «عليه السلام» انحنى. وجاء في ماضي النجف وحاضرها:=
(87)
نعش – أمير المؤمنين علي «عليه السلام» انحنى أسفاً وحزناً على أمير المؤمنين «عليه السلام».. الحديث(1)وقد علق المجلسي(2) على ذلك بقوله: أقول رأيت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي(3) نقلاً عن خط الشهيد قدس الله روحهما «ولعل موضع القائم المايل هو المسجد المعروف الآن بمسجد الحنانة قرب النجف ولذا يصلي الناس فيه»(4).
وروى الطوسي(5) باسناده إلى المفضل بن عمر(6)، قال: جاز مولانا جعفر بن محمد الصادق «عليه السلام» بالقائم المائل في طريق الغري فصلى عنده ركعتين، فقيل له ما هي الصلاة؟ قال: هذا موضع رأس جدي الحسين بن علي «عليهما السلام» وضعوه ههنا(7).
ظاهر العبارة تدل على أنه المكان الذي وضع فيه الرأس الشريف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 1/100 عن نزهة القلوب أنه بقي على انحنائه إلى أواخر القرن الهجري، كما جاء في بحار الأنوار: 97/455 ان سرير أبرهة لما دخل عليه عبد المطلب انحنى ومال – [أمالي الطوسي: 693]، ويذكر أن الجذع الذي كان في مسجد الرسول (ص) أصبح له حنين بعد وفاة الرسول (ص) وكان موضع هذا الجذع معلم معروف في المسجد النبوي يعرف باسطوانة الحنانة – وكان أمير المؤمنين «عليه السلام» يصلي صلاة العيد في هذا المكان.
(1) أمالي الطوسي: 693 وعنه بحار الأنوار: 97/455، وفرحة الغري: 83.
(2) المجلسي: هو محمد باقر بن محمد تقي (1037 – 1111هـ)من أعلام الإمامية مضت ترجمته.
(3) محمد بن علي الجباعي: هو حفيد الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي (946 – 1009هـ) ولد في جباع وتوفي فيها، من اعلام الإمامية، من مؤلفاته: مدارك الأحكام، نهاية المرام، وحاشية الاستبصار.
(4) بحار الأنوار: 97/455.
(5) الطوسي: هو محمد بن الحسن مضت ترجمته.
(6) المفضل بن عمر الجعفي: كان من أصحاب الإمام الباقر ونجله الصادق «عليه السلام»، وهذا يعني أنه كان ما بين عام 95هـ سنة تحمل الإمام الباقر «عليه السلام» مسؤولية الإمامة وبين عام 148هـ والذي هو عام وفاة الإمام الصادق «عليه السلام»، وكان من خيرة أصحابهما ومن الثقات. من آثاره: كتاب التوحيد، وكتاب التفويض، والرسالة الأهليجية.
(7) أمالي الطوسي: 692.
(87)
وليس مكان دفنه بل ان تتمة رواية المفضل بن عمرو كما أوردها المجلسي: «وضعوه ههنا لما توجهوا من كربلاء ثم حملوه إلى عبيد الله بن زياد لعنه الله فقل هناك: اللهم إنك ترى مكاني وتسمع كلامي ولا يخفى عليك شيء من امري وكيف يخفى عليك ما أنت مكونه وبارئه، وقد جئتك مستشفعاً بنبيك نبي الرحمة ومتوسلاً بوصي رسولك فأسألك بهما ثبات القدم والهدي والمغفرة في الدنيا والآخرة»(1).
وهناك روايات دالة على أن الرأس دفن في النجف وسنأتي على بيانها إن شاء الله تعالى(2) وفيها ما يظهر أن الحنانة مكان دفن الرأس، ولكنها منصرفة عن ظاهرها إلى النجف الأشرف(3).
هذا وقد ورد في سيرة الإمام الحسين «عليه السلام» وما حدث بعد مقتله برأسه الشريف ما نص عليه الطبري: وما هو إلا أن قتل الحسين، فسرح برأسه من يومه ذلك مع خولي بن يزيد وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد الله بن زياد، فأقبل به خولي فأراد القصر، فوجد باب القصر مغلقاً، فأتى منزله فوضعه تحت إجانة في منزله، وله امرأتان: امرأة من بني أسد(4)، والأخرى من الحضرميين يقال لها النوار ابنة مالك بن عقرب، وكانت تلك الليلة ليلة الحضرمية.
وتقول الحضرمية: أقبل خولي برأس الحسين فوضعه تحت اجانة في الدار(5)، ثم دخل البيت، فأوى إلى فراشه، فقلت له: ما الخبر؟ ما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار: 97/282، سفينة البحار: 3/237.
(2) سنأتي على بيان ما ورد في ذلك تحت عنوان (مدفن الرأس في النجف).
(3) وما قول صاحب الجواهر: 20/93 « ويمكن أن يكون هذا المكان – القائم المائل – موضع دفن الرأس الشريف بعد سلخه، فإنهم لعنهم الله تعالى نقلوه بعد أن سلخوه» إلا من الخلط بين الروايتين، ولذلك قال بعدما نقله عن ابن طاوس «ان رأس الحسين «عليه السلام» اعيد فدفن مع بدنه في كربلاء» وذكر أن عمل العصابة على ذلك ولعله لا منافاة لإمكان دفنه مدة ثم نقل إلى كربلاء.
(4) جاء في هامش مقتل الحسين للمقرم: 304 نقلاً عن أنساب الأشراف للبلاذري: 5/238 أنها كانت أنصارية واسمها العيوف.
(5) ولعل الصحيح تحت إجانة في التنور في الدار – للجمع بين النصوص -.
(88)