تاريخ المراقد  الحسين وأهل بيته وأنصاره  (الجزء الخامس)

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره (الجزء الخامس)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

المصلى


إن مساحة المصلى أقل من الروضة بمقدار الثلث تقريباً حيث إنه مع صحنه يوازي مساحة الروضة، ولكنه ضم الجهة الربية من الروضة والمساحة المثمنة المحيطة بالضريح ليكون الشكل التالي:

ش924
(81)417

ولا يخفى أن سقف المصلى مسكي بالمرايا ذات القطع الهندسية الجميلة وبألوان مختلفة، وأما أرض المصلى فهي مبلطة بالرخام الغالب عليه اللون الرمادي، إلا أنه استخدم فيه قطع من ألوان أخرى على شكل نقوش هندسية زادته جمالاً ورونقاً وذلك على نمط اللبناني السوري القديم، وأما الجدران فقد أكسي أسفلها وبارتفاع متر تقريباً بالرخام على شاكلة سائر جدران المرقد، وما فوقه فجاء مكسياً بالقاشاني الإيراني(1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذه صورة أخرى من التمازج بين الطراز الإيرانيو اشامي سواء في استخدام المرايا أو الرخام أو القاشاني أو الكتابات الجدارية، وقد أضيف إلى ذلك عنصر الحاثو حيث استخدم الألمينيوم في الشبابيك وبعض الأبواب الداخلية.
إذاً تمكن الاختصاصيون من التنسيق بين الفكرتين بشكل يكون مطبوعاً ومقبولاً لدى أهل الفن أو الذوق الفطري حيث تولد منهما طراز جديد يمكن أن يعتمد في المستقبل القريب، وفي الواقع إن التطور الذي حدث في الطراز الهندسي والمعماري جاء بفضل مثل هذا النماذج التي قام به القدامى.

(417)

ش925
(82)
جانب من سقف المصلى المزين بقطع المرايا الهندسية الجميلة

ش926
(83)

جانب من نقوش البلاط الرخامي لأرضية المصلى

(418)

الجدار الغربي: فانه يحتوي على ثمانية أعمدة استوعبها الجدار، ثم يأتي على بعد خمسة أمتار تقريباً إلى الشرق صف آخر من الأعمدة بموازاتها، وقد ظهر منها خمسة أعمدة، حيث احتوى الأول الجدار الشمالي للمصلى، وأما السابع والثامن فقد احتواهما الجدار الجنوبي، إذ يوجد على الجهة الشمالية السلالم والممرات، وأما الصف الثالث للأعمدة فهي خمسة أيضاً، وأما الصف الرابع ففيه أربعة أعمدة حيث ألغي العمود الخامس لأنه يقابل المحراب، وأما الصف الخامس من الأعمدة فيحتوي على أربعة أعمدة أيضاً.

ش927
(84)

بداية الجدار الغربي للمصلى وتبدو صورة الكعبة المثبتة على القاشاني،
بدءاً من الزاوية الشمالية الغربية(1)

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هناك صورتان وحيدتان استخدمتا في هذا الصرح وهما صورة الكعبة وصورة المرقد النبوي مضافاً إلى صورة المسجد الأقصى وذلك لا عتبارات دينية وسياسية.

(419)

ش928
(85)

نهاية الجدار الغربي للمصلى وتظهر فيه المساجد الأربعة: المسجد الحرام،
المسجد النبوي، مسجد الأقصى، ومسجد الصخرة

الجدار الشمالي للمصلى: يحتوي على خمسة أعمدة، فالعمود الأول من اليمين والذي يقع عند المدخل الجانبي يشكل الزاوية الشمالية الشرقية، والعمود الخامس يشكل الزاوية الشمالية الغربية، وما بينهما ثالثة أعمدة، وما بين الأعمدة الخمسة مسافات أربع، فتح في وسط الثاني والثالث منها بالخط الأبيض على قاعدة زرقاء، وهي كالتالي:
فكتب في القسم الأول على العمود الأول الظاهر: يا جبار، يا صبار، يا بار(1).
وكتب فوق الشباك الأول والثاني والثالث: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) (الصادقون هم الأئمة علي بن أبي طالب والأوصياء من بعده).

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع دعاء الجوشن الكبير، المقطع (65).

(420)

بينما كتب قبل الشباك الأول: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)(1)، قال رسول الله ص: «أنا المنذر وعلي الهادي وجارٍ في أوصيائه إلى يوم القيامة»(2).
وقد كتب قبل الشباك الثاني ـ أي بين الشباكين ـ :( أفمن كان على بينه من ربه ويتلوه شاهد منه)(3)، قال علي عليه السلام: «أنا الشاهد على رسول الله ورسول الله ص على بينة من ربه»(4).
بينما كتب قبل الشباك الثالث: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)(5) قال الصادق عليه السلام: «نحن والله الناس المحسودون إذ جعل فينا الأئمة»(6).
فيما كتب بعد الشباك الثالث: ( وكذلك جعلناكم أمة وسلطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)(7)، قال الباقر عليه السلام: «نحن الأمة الوسط، نحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه»(8).
وكتب على العامود الثاني: «يا ستار، يا غفار، يا قهار»(9).
بينما كتب فوق الشباك الرابع: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
كما وكتب قبل الشباك الرابع: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار* جهنم يصلونها وبئس القرار)(10)، «النعيم هو النبي وعترته»(11).

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الرعد، الآية:7.
(2) راجع تفسير البرهان: 2/2218ـ 282.
(3) سورة هود، الآية:17.
(4) تفسير البرهان: 2/212.
(5) سورة النساء، الآية: 54.
(6) راجع تفسير البرهان: 1/377.
(7) سورة البقرة، الآية:143.
(8) تفسير البرهان: 1/159.
(9) راجع بالنسبة الى كتابات الأعمدة دعاء الجوشن الكبير، المقطع (65).
(10) سورة إبراهيم، الآية: 28ـ29.
(11) راجع تفسير البرهان: 2/316.

(421)

بينما كتب بعد الشباك الرابع:( عم يتساءلون* عن النبأ العظيم* الذي هم فيه مختلفون)(1)، قال رسول الله عليه السلام: «يا علي أنت حجة الله أنت باب الله أنت النبأ العظيم»(2).
وكتب على العامود الثالث: يا مختار، يا نفاخ، يا مرتاح.
وبذلك نصل ألى الزاوية الشمالية الغربية.

ش929
(86)

جانب من الجدار الشمالي للمصلى

ــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة النبأ، الآية: 1ـ3.
(2) راجع تفسير البرهان: 4/420.

(422)

الجهة الشمالية: وبالتحديد من عند الزاوية الشمالية الشرقية فقد وردت فوق الباب الجانبي كتيبتان، جاء في أعلى أولاهما:( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدن زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولايبدين زينتهن إلا لبعولتهن)(1).
وجاء في ثانيهما: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً)(2)، آمنا بالله صدق الله العلي العظيم».
أما العامود الذي يليه، فقد جاء فيه: «يا مبين، يامكين، يا رشيد»(3).
وجاء في المسافة التي بعدها شباكان، كتب فوقهما:(شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم* إن الدين عند الله الإسلام)(4)، أولوا العلم هم الأئمة المعصومون عليهم السلام(5).
بينما كتب على يسار الشباك الأيسر:(ياأيها الرسول بلغ مانزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)(6) (نزلت في تنصيب علي بالولاية والخلافة في حجة الوداع)(7).
وقد كتب ما بين الشباكين: «الإيمان هو ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من بعده»(8).

ــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة النور، الآية:31.
(2) سورة الأحزاب، الآية: 59.
(3) مقاطع من أسماء الله الحسنى من دعاء الجوشن الكبير.
(4) سورة آل عمران، الآية: 18ـ19.
(5) راجع تفسير البرهان:1/273.
(6) سورة المائدة، الآية: 67.
(7) راجع تفسير البرهان: 1/488ـ 490.
(8) راجع بحار الأنوار: 9/288و 35/340.

(423)

وجاءت الكتيبة التالية على يمين الشباك الأيمن: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)(1)(نزلت في غدير خم)، فقال رسول الله ص: «الحمدلله على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام»(2).
الجهة الغربية للمصلى: فقد كتب في أعلى القسم الأول من الجدار:( وإذ بؤأنا لإبراهيم مكان البيت أن لاتشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع والسجود)(2).
وجاء تحته على الحائط صورة الكعبة الشريفة في إطار مربع الشكل أثبتت على القاشاني، وقد كتب في أعلاها:( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس)(4)، جاء في أسفل الصورة: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين* فيه آيات بينات مقام إبراهيم)(5).
ثم يأتي العامود الأول وقد كتب عليه: «يا قدير، يا مجير»، وبعد العامود كتب على الشباك: ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكورا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها* كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)(6).
وجاء تحته مباشرة قال علي عليه السلام:« أنا حبل الله، وكلمة التقوى، أنا

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة المائدة، الآية:3.
(2) راجع تفسير البرهان: 1/435ـ 446.
(3) سورة الحج، الآية: 26.
(4) سورة المائدة، الآية: 97.
(5) سورة آل عمران، الآية: 96ـ97.
(6) سورة آل عمران، الآية:103.

(424)

عين الله وباب لسان الله الصادق، وأنا حبيب الله، أنا يد الله المبسوطة بالرحمة والمغفرة»(1).
بينما كتب قبل الشباك الأول:(إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين* ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)(2).
وكتب قبل الشباك الثاني: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب)(3).
كما كتب بعد الشباك الثاني ـ أي بين الشباكين ـ: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)(4) ـ آمنا بالله.
بينما كتب على العامود الثاني: «يا مبدئ، يا معبد، يا سميع»(5).
وكتب قبل الشباك الثالث: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسال عن أربع، عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن محبتنا أهل البيت»(6).
بينما كتب فوف الشباك الثالث:(الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً وهم بالآخرة كافرون)(7).

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تفسير العباشي: 1/194، وبحار الأنوار: 4/9و 26/6 و24/199و25/174.
(2) سورة آل عمران، الآية: 33ـ34.
(3) سورة الزمر، الآية:9.
(4) سورة النحل، الآية:90.
(5) راجع بشأن الأسماء الحسنى هذه وما سبقها ويلحقها دعاء الجوشن الكبير، المقطع (69)(73).
(6) بحار الأنوار: 7/258.
(7) سورة الأعراف، الآية:45.

(425)

قال الباقر عليه السلام: «علي هو السبيل إلى رب العالمين وألى رضوان الله»(1).
وجاء بعد الشباك الثالث: «اجعلوا آل النبي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، فإن الجسد لا يهتدي إلا بالرأس، والرأس لا يهتدي إلا بالعينين»(2).
بينم كتب على العامود الثالث: «يا مغيث، يا معز، يا مذل»(3).
وكتب فوق الشباك الرابع:(إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)(4).
وجاء تحته مباشرة: «الظالم هو من أشرك بالله ولو طرفة عين، والإمام من لم يشرك بالله طرفة عين»(5).
بينما كتب قبل الشباك الرابع: «مثل علي فيكم كمثل الكعبة(6) وعنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب عليه السلام»(7).
بينما كتب قبل الشباك الخامس ـ أي بين الرابع والخامس ـ:( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)(8)، قال رسول الله ص: «يا علي أنت وشيعتك في الجنة، أنت ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين»(9).

ــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تفسير البرهان: 24/24و 35/34ـ35.
(2) راجع بحار الأنوار: 23/121 وفيه «اجعلوا أهل بيتي».
(3) دعاء الجوشن الكبير، المقطع (73).
(4) سورة البقرة، الآية: 124.
(5) راجع تفسير البرهان: 1/148ـ150.
(6) راجع بحار الأنوار: 40/43.
(7) بحار الأنوار: 27/142.
(8) سورة البينة، الآية:7.
(9) راجع تفسير البرهان:4/490ـ 491وبحار الأنوار: 35/345.

(426)

وجاء بعد الشباك الخامس: «بغض علي سيئة لا تنفع معها حسنة، وحب علي حسنة لا تضر معها سيئة(1)، حب علي إيمان، وبغض علي كفر»(2).
بينما جاء على العامود الرابع: «يا حافظ، يا محيط، يا مغيث»(3).
وكتب فوق الشباك السادس: ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)(4)، قال علي عليه السلام: «إنا العروة الوثقى، أنا حبل الله المتين»(5).
بينما كتب قبل الشباك السادس:( وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)(6).
وجاء تحته مباشرة: «ولاية علي الصراط المستقيم»(7).
وكتب بعد الشباك السادس: (ألقينا في جهنم كل كفار عنيد)(8)،قال رسول الله ص يقول الله لي ولعلي:«أدخلا الجنة، وأدخلا من شئتما النار»(9).
بينما جاء على العامود الخامس: «ياشديد، ياشفيع، يا رفيق»(10)
وجاء قبل الشباك السابع: «قال رسول الله ص: علي باب حطة، من دخل منه كان مؤمناً، ومن خرج منه كان كافراً»(11).

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع بحار الأنوار: 39/348.
(2) راجع بحار الأنوار: 40/26.
(3) دعاء الجوشن الكبير، المقطع (73).
(4) سورة البقرة، الآية: 256.
(5) راجع بحار الأنوار: 24/199.
(6) سورة الشورى، الآية: 52.
(7) راجع تفسير البرهان: 4/132ـ 133.
(8) سورة ق، الآية:24.
(9) راجع تفسير البرهان: 4/223ـ225.
(10) دعاء الجوشن الكبير، المقطع (69 و77).
(11) بحار الأنوار: 40/76.

(427)

بينما كتب فوق الشباك السابع:(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة والزكاة وهم راكعون* ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)(1) صدق الله العلي العظيم.
وكتب قبل الشباك الثامن: «معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط»(2).
وجاء بعد الشباك السابع وقبل الشباك الثامن: «قال رسول الله ص: علي إمام البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»(3).
بينما جاء على العامود السادس: «يا حميد، يا مجيد، يا شهيد»(4).
وجاء في القسم الأخير في الأعلى:(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم)(5).
وتحته جاءت صورة الكعبة الشريفة والمدينة المنورة، وقد كتب على الصورة: «اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله»(6) يا مهدي أدركنا.
وهنا تنتهي الجهة الغربية.
ومن الجدير ذكره أن الجهة الغربية تنقسم إلى سبعة أقسام، القسم الأول والثالث والخامس والسابع أقل عرضاً من القسم الثاني والرابع والسادس، حيث إن المسافة بين هذه الثلاثة مضاعفة عن تلك، والعامود يفصل بينهما، فالأعمدة الظاهرة ستة، كما أن القسمين الأول والسابع لا يحتويان على شبابيك، بينما كل من القسم الثاني والرابع والسادس تحتوي

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة المائدة، الآية: 55ـ56.
(2) راجع بحار الأنوار: 39/258 و7/222.
(3) بحار الأنوار: 33/53.
(4) دعاء الجوشن الكبير، المقطع (78).
(5) سورة آل عمران، الآية: 103.
(6) مقطع من دعاء الإفتتاح.

(428)

على شباكين، وأما القسم الثالث والخامس فإن كل منهما يحتوي على شباك واحد، إذاً فإن عدد الشبابيك ثمانية.
الجهة الجنوبية: والتي يقع فيها المحراب، ولا يخفى أن القبلة منحرفة عن الجدار، ولذلك فإن الجدار ينحرف نحو الشمال قليلا وذلك عند منتصف هذه الجهة ليشكل المحراب، وقد جاء على الجدار عن الزاوية الجنوبية الغربية ما يلي:
فكتب قبل الشباك:(مثل الذين كفورا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء)(1) ـ الرب هو الإمام(2).
وجاء فوق الشباك: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(3).
بينما جاء بعد الشباك: (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)(4) ـ قال رسول الله ص: «هذا الإمام الذي أحصى الله فيه كل شيء»(5).
وجاء على العامود الذي بعده: «يا شفيع، يا رفيع، يا منيع»(6).
ثم جاء في أعلى القسم الثاني: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون)(7).
وجاء تحته مباشرة: «النور ولاية علي بن أبي طالب»(8).
كما جاء بعد العامود مباشرة باب ينفذ إلى باحة السلالم الصاعدة

ــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة إبراهيم، الآية:18.
(2) الرب هنا جاء بالمعنى اللغوي وهو الصاحب والقائد، والمعنى أن الذين جحدوا إمام زمانهم أي صاحب زمانهم.
(3) سورة النساء، الآية: 59.
(4) سورة يس، الآية:12.
(5) تفسير البرهان: 4/6وهذا أشارة الى مرقد الإمام علي عليه السلام.
(6) دعاء الجوشن الكبير، المقطع (70).
(7) سورة التوبة، الآية:32.
(8) بحار الأنوار: 35/396.

(429)

والنازلة والخارجة إلى صحن المصلى، ثم يأتي بعدها: «قال الله تعالى: (أنم يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(1)، قال الله تعالى: «يا ملائكتي ويا سكان سماواتي إني ما خلقت سماءً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا شمساً مضيئة، ولا قمراً منيراً، ولا فلكاً يدور، ولا بحراً يجري، ولا فلكاً يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الحساء، فقال الأمين جبرائيل: يا رب ومن تحت الكساء، فقال الله عز وجل: هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها»(2).
ثم ينحرف الجدار ليشكل بداية المحراب والذي مصمم على شكل قوس علوي وسفلي، كتب في قمته: (الله نور السماوات والأرض، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري، يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية، يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور، يهدي الله نوره لمن يشاء، ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم)(3).
بينما كتب على جانبي القوس الأعلى كتابات لم تنته بعد، ولكن جاء على الجهة اليمنى من القوس مباشرة: قال تعالى:(وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم أهتدى)(3).
بينما لم يثبت بعد قبله شيء، ولكن جاء على اليسار القوس الأعلى مباشرة: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)(5).
وجاء في تتمة القوس الأسفل والذي يقف فيه الإمام للصلاة، قال تعالى: (شهد الله أنه إله إلا هو وأولو العلم قائماً بالقسط لا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الأحزاب، الآية: 33.
(2) مقطع من حديث الكساءـ راجع: إحقاق الحق:2/555.
(3) سورة النور، الآية: 35.
(4) سورة طه، الآية: 82.
(5) سورة الأنبياء، الآية: 82.

(430)

إله إلا هو العزيز الحكيم)(1).
بينما كتب على يمين المحراب: «اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين»(2).
وجاء على يسار المحراب:(فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين)(3).
بينما جاء في ثلاثة أطر هندسية في داخل المحراب،في الوسط: (كلمة الله هي العليا)(4)، وعلى يمينه: «الصلاة عمود الدين»(5)، وعلى يساره: «الصلاة نور عيني»(6).
ثم يأتي كتيبة على سياق ما قبل المحراب يميناً، ولكن هذه المرة على اليسار منه في الأعلى:(في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه* يسبح له فيها بالغدو والآصال* رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار)(7).
بينما جاء تحته على يسار المحراب: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجنباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله، هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير)(8).

ـــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران، الآية: 18.
(2) مضمون الآية:7 من سورة الحجرات.
(3) سورة يوسف، الآية:101.
(4) سورة التوبة، الآية:40.
(5) بحاء الأنوار:79/218، وفيه روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: «الصلاة عمود الدين مثلها كمثل عامود الفسطاط إذا ثبت العامود تثبتت الأوتاد والأطناب، وإذا مال العامود وانكسر لم يثبت وتد ولا طنب». وروى المتقي الهندي في كنز العمال: 7/284«الصلاة عمود الدين».
(6) وفي الحديث النبوي: «جعلت قرة عيني في الصلاة» ـ كنز العمال: 7/288 وبحار الأنوار: 79/193، وجاء في الكنز: «الصلاة نور المؤمن».
(7) سورة النور، الآيتان: 36ـ37.
(8) سورة الحج، الآية: 78.

(431)

ش930
(87)

محراب المصلى الواقع في نهاية الجدار الجنوبي والمنحرف عنه
نحو اليسار قليلا

وبعده يأتي الباب الثاني المنفذ إلى ساحة السلالم، ثم على يساره تأتي الكتيبة التالية: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدو ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)(1) ـ سنة 1427هـ».
ومن بعد هذا تبدأ الزاوية التي شكلها المحراب ويعتدل الجدار ليأخذ بعد ذلك طريقه إلى القسم الذي يقع فوق محيط الضريح، وجاءت الكتيبة على الجدار الشرقي: «قال رسول الله ص: من آذى علياً فقد آذاني، وبعث يوم القيامة يهودياً أو نصرانياً(2)، وقوله ص: علي خير البشر، ومن أبى فقد كفر»(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الحج، الآية: 77.
(2) راجع بحار الأنوار: 39/333ـ 334.
(3) بحار الأنوار: 48/6.

(432)

ش931
(88)

نهاية جدار المصلى في الفسحة المقامة على المساحة المثمنة حول الضريح

ثم ينحرف إلى المساحة التي فوق الضريح والذي يشكل الرسم التالي:

ش932
(89)433 2

ويعلو هذه المساحة قبة شامخة قاعدتها ثمانية الشكلن فتحت في كل جهة منها ثلاثة شبابيك ليكون مجموعها أربعة وعشرين شباكاً، جاءت من الداخل مكسية بالقاشني الإيراني الرائع المزركش بأشكال هندسية ونقوش نباتية، أودعت في ثمانية عشر إطاراً هندسياً جميلاً، وقد كتب فيها اسم الجلالة وأسماء المعصومين عليهم السلام ثم قول: صلوات الله عليهم أجمعين، وهو بالشكل التالي: «الله جل جلاله، محمد المصطفى، علي المرتضى،

(433)

فاطمة الزهراء، الحسن المجتبى، الحسين الشهيد، علي السجاد، محمد الباقر، جعفر الصادق، موسى الكاظم، علي الرضا، محمد الجواد، علي الهادي، حسن العسكري، الحجة القائم، صلوات الله عليهم أجميعين».

ش933
(90)

نقشة القبة من الداخل والمستوحاة من ممر باب صحن القبلة من المرقد
الحسيني مع بعض الإضافات الفنية

وجاء فوق الشبابيك كتيبة حزامية أودع فيها بالخط الأبيض على قاعدة زرقاء سورة الفتح(1) من أولها مع البسملة إلى قوله تعالى:(جهنم وساءت مصيراً)(2)ـ إصفهان، عمل موسوي زادة(3) ـ 5836740ـ 312(4).

ــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الفتح: ترتيبها في القرآن الكريم برقم 48، وآياتها 29آية.
(2) سورة الفتح، الآية:6.
(3) موسوي زادة: أراد بذلك إنتاج مصنع«كاشي سازي موسوي زادة» بإصفهان، وقد مر بيان تفاصيله.
(4) هذا الرقم هو رقم هاتف المصنع بإصفهان.

(434)

ثم يأتي تحت الشبابيك كتيبة في كل ضلع من أضلاعها الثمانية أودع فيها آية قرآنية بخط أبيض وقاعدة زرقاء، وقد جارتها كتيبتان في أعلاها وأسفلها ولكن بعرض أقل منها، على قاعدة خضراء وخط أصفر، أودع فيها مقاطع من زيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الغدير(1) وجاءت على الشكل التالي، نذكر أولاً الكتيبة العليا (الزيارة) ثم الوسطى (الآيات) ثم السفلى (الزيارة).
الضلع الأول:
1- «السلام عليك يا أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأول العابدين وأزهد الزاهدين».
2- وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال إني جاعلك للناس إماما وقال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)(21).
3- «ورحمة الله وبركاته وصلواته وتحياته، أشهد أنكك مطعم الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً».
الضلع الثاني:
1- «وفيك أنزل الله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)(3).
2- (اليوم أكملت لكم دينكم وأتمتت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا)(4).
3- «وأنت الكاظم للغيظ والعافي عن الناس والله يحب المحسنين، وأنت الصابر في البأساء والضراء وحين البأس».
____________
(1) أخذت المقاطع من الزيارة الغديرية الثانية إلا الفقرة الأخيرة فإنها مأخوذة من الزيارة الثالثة – راجع بحار الأنوار: 97/365 وما بعدها.
(2) سورة البقرة، الآية: 124.
(3) سورة الحشر، الآية: 9.
(4) سورة المائدة، الآية: 3.

(435)

الضلع الثالث:
1- «ولك المواقف المشهودة والأيام المذكورة، يوم بدرٍ ويوم الأحزاب إذ زاغت الأبصار».
2- (ومن يتول الله وسوله والذين أمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)(1).
3- (وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا*هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً)(2).
الضلع الرابع:
1- «ويوم أحد (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم)(3)، وأنت تذوذ بهم المشركين عن النبي ذات اليمين وذات الشمال».
2- (إن الله اصطفى على آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين* ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)(4).
3- «حتى ردهم الله عنكما خائفين، ونصر بك الخاذلين، ويوم حنين على ما نطق به التنزيل».
الضلع الخامس:
1- «وعج الله تعالى بالتوبة وذلك قول الله جل ذكره: (ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء)(5) وأنت حائز.
2- (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة
___________
(1) سورة المائدة، الآية: 56.
(2) سورة الأحزاب، الآيتان: 10 – 11.
(3) سورة آل عمران، الآية: 153.
(4) سورة آل عمران، الآية: 34.
(5) سورة التوبة، الآية: 27.

(436)

ونجعلهم الوارثين)(1).
3ـ «درجة الصبر، فائز بعظيم الأجر، ويوم خبير إذ أظهر الله خور المنافقين وقطع دابر الكافرين والحمدلله رب العالمين».
الضلع السادس:
1ـ (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يويولن الأدبار وكان عهد الله مسؤولا)(2)، مولاي أنت الحجة البالغة.
2ـ (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون)(3).
3ـ «والمحجة الواضحة والنعمة السابغة والبرهان المنير، فهنيئاً لك بما آتاك الله من فضله، وتباً لشانئك ذي الجهل».
الضلع السابع:
1ـ «شهدت مع النبي ص جيمع حروب ومغازيه، تحمل الرأية أمامه، وتضرب بالسيف قدامه».
2ـ (ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين)(4).
3ـ «ثم لحزمك المشهور وبصيرتك في الأمور، أمرك في المواطن ولم يكن عليك أمير، وكم من أمر صدك عن إمضائه عزمك فيه التقى».
الضلع الثامن:
1ـ «اللهم صل على وصيك وأخي نبيك ووزيره وحبيبه وخليله وموضع سره ووصيه».

ـــــــــــــــــــــ
(1) سورة القصص، الآية:5.
(2) سورة الأحزاب، الآية: 15.
(3) سورة النحل، الآية: 90.
(4) سورة المائدة، الآية:5.

(437)

2ـ «قال تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)(1).
3ـ وصفوته وخالصته وأمينة ووليه وأشرف عترته الذين آمنوا به، وباب الحكمة والناطق بحجته».
وأما ما جاء من الكتيبة على جدران هذه المساحة فهي كالتالي:
أولاً: كتيبة ما فوق الشبابيك المطلة على صحن المصلى ـ وبالطبع بدءاً من اليمين وإلى اليسار ـ فهي آيات من سورة الصف(2) بدءاً بالبسملة حتى قوله تعالى: (ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا)(3) وتنتهي عند باب المصلى، ثم تبدأ من بعد الباب مما انتهت منه، أي من قوله تعالى: (هذا سحر مبين) وتنتهي إل قوله تعالى (وبشر المؤمنين)(4).
ثانياً: جاءت كتيبة أخرى فوق باب المصلى من الداخل:(قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حُسناً إن الله غفور شكور)(5).
وهذه الآيات جاءت باللون الأبيض على قاعدة زرقاء داكنة.
ثالثاً: لقد جارت الآيات القرآنية من سورة الصف أبيات شعرية من القصيدة الكوثرية للشاعر السيد رضا الهندي(6) وهي من بحر المندارك، من أولها(7):

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الأنبياء، الآية: 105.
(2) سورة الصف: رقمها حسب الترتيب القرآني
(3) سورة الصف، الآية: 6.
(4) سورة الصف، الآية: 13.
(5) سورة الشورى، الآية:23.
(6) وضا الهندي: هو ابن محمد بن هاشم (1290ـ1362هـ) ولد في النجف وتوفي في المشخاب ودفن في النجف، كان شاعراً وأديباً جليلاً، من مؤلفاته: الواقع في شرح الكافي، كتاب الظهار، درر البحور.
(7) راجع ديوان السيد رضا الهندي: 20، ولا يخفى أن الأبيات لم تقطع عروضيا كما يجب لدى الكتابة على الكاشاني.

(438)

أمفلج ثغرك أم جوهر(1) روحيق رضا بك أم سكر(2)
قد قال لثغررك صانعهُ «إنا اعطيناك الكوثـــــــــر»
والخالُ بخدك أم مسكٌ نقطت به الورد الأحمـــــــــر
أم ذاك الخالُ بذاك الخد فتيت الند علي مجمــــــــــر(3)
عجباً من جمرته تذكو وبهـــــــــــــا لا يحترقُ العنبر
يا من تبدو لي وفرته(4) في صبح محياهُ الأزهــــــــــر
فأجن به بـ«الليل إذا يغشى»«والصبح إذا أسفر»
إرحم أرقا لو لم يمرض بنعاس جفونك لم يسهــــــــر
تبيض لهجرك عيناهُ حزناً ومدامعهُ تحمــــــــــــــرُ
يا للعشاق لمــــــفتون بهوى رشاً أحوى أحــــور(5)
إن يبد لذي طرب غنى أو لاح لذي نســــــــك كبر(6)
آمنت هوى بنبوته وبعينيه سحـــــــــــــــــر يؤثر
أصفيتُ الود لذي ملل عيشي بقطيعته كـــــــــــــــــدر
يا من قد آثر هجراني وعلي بلقياهُ استــــــــــــــــــأثرْ
أقسمتُ عليك يما أولتــ ـك النضرة من حُسن المنظـــر
وبوجهك إذ يحمر حياً وبوجه محبك إذ يصفــــــر(7)
ويلؤلؤ مبسمك المنظو م ولؤلؤ دمعــــــــــــي إذ ينثر
إن تترك هذا الهجر فليـ س يليق بمثلي إن يهجــــــــر(8)

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) فلج الشيء: شقه وقسمه.
(2) الرحيق: ضرب من الطيب.
(3) فتيت البنت: خدرت.
(4) إلى هنا تصل الكتيبة الفوقانية لحد الباب، وقد كتبت تتمتها في الكتيبة التحتانية.
(5) رشأ الظبي: قوي ومشى مع أمه. والرشأ: ولد الظبية.
(6) إلى هنا يتصل إلى باب المصلى ثم تبدأ الأشعار من الأعلى من الجهة اليمنى للباب.
(7) ولقد أسقط من القصيدة ثلاثة أبيات وهي:
فاجلُ الأقداح بصرف الرا ح عسى الأفراح بها تنشر
وأشغل يمناك بصب الكأ س وخل يسارك للمزهــر
فدم العنقود ولحن العو د يعبد الخير وينف الشر
(8) هنا تصل الأيبات إلى نهاية الكتيبة الفوقانية لحد الباب وقد كتب تتمتها في الكتيبة التحتانية.

(439)

بكر للسكر قبيل الفجـ ر فصفوُ الدهر لمن بكر
وانر للزهر شطر النهر فوجهُ الدهـــــــر به أزهر
هذا عملي فاسلك سبلي إن كننت تقر على المنكر
فلقد أسرفت وما أسلفـ ـت لنفسي ما فيه أعــــذر
سودتُ صحيفة أعمالي ووكلتُ الأمر إلى حيدر(1)
ــــــــــــــــــــــ
(1) وأما تكملة القصيدة فهي كالتالي:
فهو كهفي من نوب الدنيا وشفيعي في يوم المحشر
قد تمت لي بولايته نعم جمت عن أن تشكــر
لأصيت بها الحظ الأوفى وأخصص بالسهم الأوفر
بالحفظ من النار الكبرى والأمن من الفزع الأكبر
هل يمنعني وهو الساقي أن أشرب من حوش الكوثر
أم يطردني عن مائدة وضعــــــت للقائع والمعتر
يا من قد أنكر من آيـ ـأت أبي حسن ما لاينــــكر
إن كنت لجهلك بالأيا م جحدت مقام أبي شبـــــر
فاسأل بدراً واسأل أحداً وسل الأحزاب وسل خيبرْ
من دبر فيها الأمر ومن اردى الأبطال ومن دمر
من هد حصون الشرك ومن شاد الإسلام ومن عمــــــر
من قدهه طه وعلى أهل الإيمان له أمـــــــــــــر
قاسوك أبا حسن بسوا ك وهل بالطود يقاس الدر
أنى ساووْك بمن ناووْ ك وهل ساووْ نعلي قنبــر
من غيرك من يدعى للحرب وللمحراب وللمنير
وإذا ذكر المعروف فما لسوال به شيء يذكـــــــــر
أفعال الخير إذا انتشرت في الناس فأنت لها مصدر
أحييت الدين بأبيض قد أودعت به الموت الأحمر
فاصدع بالأمر فناصرك الأ ستار وشـــــــــــانئك الأبتر
لو لم تؤمر بالصبروكظم الغيـ ـيظ وليتك لم تؤمر
ما آل الأمر إلى التحكيــ ـم وازيل مؤقفه الأشتــــــر
لكن أعراض العاجل ما علقت بردائك يا جوهــــــر
أنت المهتم بحفظ الديـ ـن وغيرك بالدنيا يغتـــــر
أفعالك ما كانت فيها إلا ذكرى لمـــــــــــن أذكر
حججاً ألزمت بها الخصما ء وتبصرة لمن استبصر
آيات جلالك لا تحصى وصفات كمالك لا تحصر

(440)

ومما تجدر الإشارة إليه، كل شطر وضع في إطار هندسي جميل مزخرف بالنقوش النباتية، كما فصل بين شطر وآخر شبه دائري كتب فيه:«وا محمدا، وا عليا، وا فاطمتاه، وا حسناه، واحسينا، وا مهديا» تتكرر هكذا وبهذا الترتيب.
وتأتي تحت الكتيبة الشعرية كتيبات تتخللها الشبابيك، ولا يخفى أن أرضيتها زيتونة وخطوطها بيضاء، وتبدأ بالطبع من اليمين إلى اليسار أولا يأتي الشباك الأول ثم تأتي الكتيبات كالتالي:
1ـ (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً)(1) ـ نزلت فيمن غصب علياً حقه وفاطمة حقها(2). ثم يأتي بعدها الشباك الثاني، ثم بعده:
2ـ «لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤُ أحداً(3)، وم عرفها فقد أدرك ليلة القدر»(4). وهنا ينحرف الجدار أيضاً، ثم يأتي بعده:
3ـ «أنا وعلي أبوا هذه الأمة»(5) ثم يأتي بعده الشباك الثالث:
4ـ (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين)(6) هو علي بن أبي طالب»(7)، ثم يأتي بعده الشباك الرابع وبعده:
5ـ «من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من

ــــــــــــــــــــــ
= من طول فيك مدائحه عن أدنى واجبها قصـــــــر
فاقبل يا كعبة آمالــــي من هدي مديحي ما استبصر
(1) سورة الأحزاب، الآية:57.
(2) راجع تفسير البرهان: 3/337.
(3) راجع بحار الأنوار: 43/145 و 58و141، لقد سبق وذكرنا أن الموجود في البحار: 43/58: «كفؤ أبداً».
(4) راجع بحار الأنوار: 43/65، ونص الحديث: «من عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وانما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها».
(5) بحار الأنوار: 36/11.
(6) سورة التحريم، الآية:4.
(7) راجع تفسير البرهان: 4/353.

(441)

عاداه، وانصرمن نصره، وأخذل من خذله»(1)، ثم يأتي بعده الشباك الخامس، وبعده:
6ـ«يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق»(2)، ثم يأتي بعده:
7ـ «قال رسول الله ص: أكثركم يوم القيامة نوراً أكثركم حباً لأهل بيتي»(3)، ثم يأتي بعده الشباك السادس، وبعده:
8ـ «يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي ما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما»(4)، ثم يأتي الشباك السابع، وبعده:
9ـ (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)(5)، قال رسول الله ص: «أنا المنذر وعلي الهادي(6)، وبك يا علي يهتدي المهتدون»(7)، ثم يأتي بعده الشباك الثامن، وبعده:
10ـ (واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)(8)، «النور هو علي بن أبي طالب وولاته من بعدي»(9)، ثم تأتي الزاوية، بعدها:
11ـ «أنا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجرة شتى»(10)، وبعده الشباك التاسع، وبعده:
«هلك في إثنان، مبغض قالِ، ومحب غالٍ»(11)، ومن بعده يأتي باب المصلى، ثم يأتي بعده:

ـــــــــــــــــــــــ
(1) دعاء الندبة: 21، كنز العمال: 6/397.
(2) بحار الانوار: 39/251.
(3) شواهد التنزيل: 2/299 ح948.
(4) راجع بحار الانوار: 5/28.
(5) سورة الرعد، الآية:7.
(6) كنز العمال: 6/157.
(7) راجع بحار الأنوار: 9/107.
(8) سورة الأعراف، الآية: 157.
(9) راجع تفسير البرهان:2/140.
(10) راجع المناقب للخوارزمي: 86، دعاء الندبة: 23.
(11) راجع بحار الأنوار: 34/344.

(442)
12ـ البيتان المنسوبان الى الشافعي:
علي حبه جنة قسيم النار والجنة
وصي المصطفى حقاً إمام الإنس والجنة

ومن بعده الشباك العاشر، ثم:
13ـ «قال رسول الله ص: «برز الإيمان كله الى الشرك كله(1)، حبنا إيمان وبغضنا كفر»(2)، ومن بعده زاوية ، ثم:
14ـ «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»(3)، وبعده الشباك الحادي عشر، ثم:
15ـ «لأعطين الراية غداً من يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرار غير فرار، يفتح الله علي يديه»(4)، ثم:
يأتي بعده الشباك الثاني عشر، ومن ثم:
16ـ «علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار»(5)، وبعده الشباك الثاث عشر، ثم:
17ـ «يا علي من أنكر ولايتك فقد أنكر رسالتي»(6)، ثم تأتي بعده الزاوية، وجاء على العامود: «يا مبين، يا معين»(7)، ومن بعده:
18ـ «قال رسول الله ص: خيررجالكم علي بن أبي طالب، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد»(8)، ثم يأتي الشباك السابع عشر، ومن ثم:
19ـ «علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الانوار: 20/215.
(2) بحار الأنوار: 27/91.
(3) دعاء الندبة: 23، أسد الغابة: 4/26.
(4) راجع بحار الأنوار: 21/21.
(5) بحار الأنوار: 10/432.
(6) راجع بحار الأنوار: 36/228.
(7) دعاء الجوشن الكبيرن المقطع (78).
(8) بحار الأنوار: 38/9.

(443)

الحوض»(1)، ومن بعده الشباك الثامن عشر، ثم بعده:
20ـ «يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، وما عرفني إلا ألله وأنت، وما عرفك إلا الله وأنا»(2)، ومن بعدها نصل الى الزاوية.
ومن المعلوم أن هناك ثمانية شبابيك على جهة الجنوب وأخرى مثلها على جهة الشمال، مع المنحرفات، واثنين إلى جهة الشرق، واحد على يمين باب المصلى وآخر على يساره، وفي وسط هذه المساحة تحت القبة تماماً توجد فتحة تطل على الطابق الأسفل يمكن من خلالها رؤية الضريح، وقد أحيط بمحجر من الرخام بارتفاع متر وربع تقريباً، وقد علق من وسط القبة قنديل كهربائي كبيرمن الكريستال ذي لون ذهبي جميل.

ش934
(91)

المحجر الرخامي المحيط بالتفحة المطلة من المصلى على الضريح

ــــــــــــــــــــ
(1) راجع بحار الأنوار: 32/206.
(2) راجع بحار الأنوار: 39/84.

(444)

ش935
(92)

صورة ملتقطة من فتحة المصلى المشرفة على سطح الضريح
المزدان بقديفة خضراء

وأما بالنسبة إلى الأعمدة المبانة في وسط المصلى، فهي كسائر الجدران مكسية من أسفلها بمقدار متر واحد تقريباً بالرخام على نسق سائر الجدارن، وما فوق الرخام إلى السقف مكسية بالقاشني الإيراني، وقد كتب على كل جهة منها إثنان من أسماء الله الحسنى، وضع كل واحد في إطار هندسي جميل، قاعدته بيضاء وكتابته سوداء.
فالصف الأول من الأعمدة إذا بدأنا من الغرب باتجاه الشرق فهي ستة، ثم يأتي الصف الثاني هكذا، وكل عمود له أربع جهات لأنها مربعة الشكل، ونشير إلى كل عمود وكتاباته على الشكل التالي، بادئين من اليمين إلى اليسار:
1ـ جهاتها الأربعة تبدأ من الشرق ثم الشمال ثم الغرب ثم الجنوب:
أـ يا سالم، يا راحم.

(445)

ب- يا مقدم، يا منذر.
ت- يا عاصم، يا مؤخر.
ث- يا دائم، يا قائم.
2ـ أـ يا زكي، يا رضي.
ب- يا غني، يا وفي.
ت- يا حفي، يا ملي.
ث- يا قوي،يا بدي.
3ـ أـ يا رضي، يا قاضي.
ب- يا معافي، يا وافي.
ت- يا داعي، يا هادي.
ث- يا باقي، ياعالي.
4ـ أـ يا كاسر، يا خاطر.
ب- يا قاهر، يا طاهر.
ت- يا ساتر، يا غافر.
ث- يا ذاكر، يا جابر.
5ـ أـ يا مهيب، يا حسيب.
ب- يا ناظر، يا صابر.
ت- يا طبيب، يا حبيب.
ث- يا رقيب، يا قريب.
6ـ أـ يا مفصل، يا مسهل.
ب- يا مجيب، يا مثيب.
ت- يا بصير، يا خبير.
ث- يا مدرك، يا مبدل.
الصف الثاني مكون من أربعة أعمدة، حيث ينقص عن الأول

(446)

العمودان الخامس والسادس لوجود المحراب، وهي كالتالي:
1ـ أـ يا منور، يا مظهر.
ب- يا مصور، يا ولي.
ت- يا مدبر، يا مقدر.
ث- يا مبشر، يا ميسر.
2ـ أـ يا صابر، يا وارث.
ب- يا قابض، يا قاسم.
ت- يا شاهد، يا واحد.
ث- يا حامد، يا ماجد.
3ـ أـ يا شافي، يا كافي.
ب- يا عالم، يا باسط.
ت- يا أحد، يا حاكم.
ث- يا باعث، يا راشد.
4ـ أـ يا إلهنا، يا ربنا.
ب- يا منول، يا منزل.
ت- يا مجزل، يا مُفصل.
ث- يا مُجمل، يا ممهل.

الصف الثالث فهناك عمودان يقابلان العمودين الرابع والخامس في الصف الأول، وقد كتب على الجهة الغربية فقط لكل واحد منها:
الأول: يا سريع، يا بديع.
الثاني: يا كبير، يا قدوس(1).

ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع بشأن هذه الأسماء الحسنى دعاء الجوشن الكبير.

(447)

ش 936
(93)

أعمدة المصلى وتظهر شبابيك القبة وبعض جدارياتها الكتابية

(448)