تَارِيخُ المَراقِد  (الحُسَيْن وَأهْل بَيْته وَأنصَاره  (الجزْءُ الثّامِنْ)

اسم الکتاب : تَارِيخُ المَراقِد (الحُسَيْن وَأهْل بَيْته وَأنصَاره (الجزْءُ الثّامِنْ)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

مرقد السيدة رقية

 

هناك مرقد منسوب إلى السيدة رقية تحديداً في محلة العمارة بدمشق والواقع على مقربة من باب الفراديس الذي يقع في سوق العمارة، وذلك خلف المسجد الاموي المعروف، ولا يخفى أنّ هذا المكان يتناسب مع الخربة التي كان بها أسرى كربلاء، والتي ورد ذكرها في كتب السير والتاريخ.
هذا وقد اختلف القدامى في نسبة هذا المرقد إلى الثاوية به، فقيل إنه للسيدة رقية بنت علي أمير المؤمنين عليه السلام وهناك مَنْ ذكر بأنه للسيدة رقية بنت الإمام الحسين عليه السلام، وممن ذكر بأنَّ الثاوية به هي السيدة رقية ابنة أمير المؤمنين عليه السلام الشبلنجي(1) لدى ذِكره مناقب السيدة رقية بنت الإمام علي عليه السلام والتصريح بأنها مدفونة في القاهرة، قال ما نصه: لقد أخبرني بعض الشوام أنَّ للسيدة رقية بنت الإمام علي كرم الله وجهه ضريحاً بدمشق الشام وأنَّ جدران قبرها كانت قد تَعَيَّبَتْ فأرادوا إخراجها منه لتجديده فلم يتجاسر أحدٌ أنْ ينزله من الهيبة، فحضر شخص من أهل البيت يدعى السيد ابن مرتضى(2) فنزل في قبرها ووضع عليها ثوباً لَفّها فيه وأخرجها فإذا هي بنتٌ صغيرة دون البلوغ. وقد ذكرتُ ذلك لبعض الأفاضل فحدثني به ناقلاً عن أشياخه»(۳).
وهذا النص تنقصه أمور بل لا يفي بالموضوع لجهات:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الشبلنجي: هو مؤمن بن حسن مؤمن (۱۲5۲ ـ ب ۱۳۰۸ هـ) ولد في شبلنجة في مصر، وتوفي في القاهرة، أزهري، له من المؤلفات: فتح المنان، مختصر الجبركي، ونور الانوار.
(2) السيد ابن مرتضى: ربما أراد به السيد إبراهيم آل مرتضى، الآتي ذكره، وال مرتضى هم السادة البعلبكيون الذين تولوا سدانة الحرم الزينبي في دمشق.
(3) نور الابصار: ۳۱۳.
(145)

١ ـ أنَّ الناقل يذكر بأنها مدفونة في القاهرة (1)، ولم يُعلّق على نسبة مرقدين لشخصية واحدة.
۲ ـ انه لم يبين السبب من مجيئها إلى دمشق ولم يُبين سبب وفاتها هناك.
3 ـ انه نقل بأن للإمام أمير المؤمنين عليه السلام ابنتَين بهذا الاسم إحداهما من زوجته فاطمة الزهراء عليها السلام وهي الكبرى، والثانية من زوجته أم حبيب لتكون شقيقة لعمر بن علي عليه السلام وهي الصغرى، ولم يقدم تحقيقاً في ذلك.
4 ـ انه وصف بأنها كانت صغيرة، وهل يتناسب أنْ تكون ابنة علي عليه السلام وعلي سكن في المدينة أولاً وفي الكوفة ثانياً، فكيف وصلت إلى الشام اولاً، وانه استشهد سنة 40 هـ ثانياً.
5 ـ إنَّ المُتفق عليه لدى الإمامية أنَّ الزهراء عليها السلام لم تنجب إلا خمسة: الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم ومحسناً والذي كان سقطاً لستة أشهر، إلا إذا قيل إنَّ أم كلثوم اسمها رقية، وهذا هو الآخر لم يثبت.
6 ـ إنَّ المتفق عند غير الإمامية بأن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لم تكن له أكثر من بنت واحدة تسمى «رُقيّة» كما ذكر الشيخ الشبلنجي حيث يقول: «وجمهور المؤرخين وأصحاب السير على أنَّ للإمام علي كرم الله وجهه رُقيّة واحدة من غير السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينقل الخلاف إلا من الليث بن سعد»(۲).
۷ ـ إن رُقيّة بنت الإمام علي عليه السلام دفنت في البقيع (۳)، وللعلم فانها كانت زوجة مسلم بن عقيل الهاشمي، فإذا كانت مع الحسين عليه السلام ومرضت هناك وماتت فما معنى ان لها قبراً في البقيع.
وممن ذكر بأنَّ القبر الذي في محلة العمارة لابنة علي عليه السلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان: 5 / ۱4۲ لدى ذكره مزارات القاهرة بمصر «ومشهد فيه قبر رُقيّة بنت علي بن أبي طالب» ومنه نقل الأمين في الأعيان: 7 / 34.
(۲) نور الأبصار: ۳۱۳.
(۳) معالم مكة والمدينة بين الماضي والحاضر: 45۰.
(146)

الشناوي (۱) حيث قال: وأما قبر رقية أخت الحسين وبنت الإمام علي فهو في دمشق» (2).
ولا يخفى أنَّ الإمام أمير المؤمنىن عليه السلام كما سبق وحققنا ذلك له ابنتان باسم رقية وصفنا الأولى بالكبرى والثانية بالصغرى، فالاولى أمها الصهباء التغلبية وقد ولدت في جمادى الأولى من سنة 13 هـ في المدينة وتوفيت في المدينة أيضاً سنة 45 هـ، وكان قد تزوجها مسلم بن عقىل نحو سنة ۲۷ هـ، والثانية أمها أم شعيب المخزومية، وقد ولدت في المدينة سنة ۲4 هـ وتوفيت في المدينة أيضاً بعد سنة 61 هـ، فقد تزوجها مسلم بن عقيل الهاشمي في سنة 45 هـ بعد وفاة أُختها (3) وكلاهما دفنتا في البقيع في المدينة ولا مجال للقول بأنهما دُفِنَتا خارج المدينة ولم يعهد أنها خرجت مع السيدة زينب عليها السلام إلى مصر أو الشام.
كما إننا تحدثنا عن أولاد الإمام الحسين عليه السلام وتوصلنا إلى أن إحصاءهم بالتالي:
١ ـ السيدة رباب الكلبية (6 ـ 6۲ هـ) أنجبت له أربعة أولاد هم:
أ ـ فاطمة الكبرى (۲۰ ـ ۱۱۰ هـ).
ب ـ سكينة (4۲ ـ ۱۱۷ هـ).
ت ـ رقية (5۷ ـ 6۱ هـ).
ث ـ عبد الله (61 ـ 61 هـ).
۲ ـ ملومة القضاعية (۲۰ ـ ق 5۰ هـ) وقد أنجبت له ولدين هما:
أ ـ جعفر (ب ۲۰ ـ ق 50 هـ).
ب ـ فاطمة الوسطى (ق 5۰ ـ ۱۲6 هـ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الشناوي: هو فهمي، طبيب مصري مستبصر، ولد في القاهرة ونشأ فيها ولا زال حياً يمارس نشاطه الثقافي فهو باحث وكاتب، من مؤلفاته: أسرار المؤامرة على الإسلام، المسلمون وعقدة التكنولوجيا، والفكر السياسي عند الشيعة.
(2) مجلة الغدير البيروتية، العدد: ۸ ـ 9 / ۱۲6، التاريخ: ربيع الأول / ۱4۱۱ هـ.
(3) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): ۱ / ۲5۸ ـ ۲5۹.
(147)

3 ـ شاه زنان الساسانية (۱۱ ـ ۳۳ هـ) وقد انجبت له ثلاثة أولاد هم:
أ ـ أم كلثوم (ن ۳۲ ـ ۳۳ هـ).
ب ـ علي السجاد (۳۳ ـ ۹۲ هـ).
ت ـ زينب (ن ۳۱ ـ ق 45 هـ).
4 ـ أم إسحاق التيمية (ن ۳۰ ـ ب ۹۳ هـ) وقد أنجبت له ولدين هما:
أ ـ فاطمة الصغرى (5۱ ـ ۱۱۷ هـ).
ب ـ علي الاصغر (60 ـ 61 هـ).
5 ـ عاتكة العدوية (ق ۱۷ ق.هـ ـ ب ۳۷ هـ) وقد أنجبت له ولدين هما:
أ ـ محسن (61 ـ 61 هـ).
ب ـ ابراهيم (48 ـ 61 هـ).
6 ـ ليلى الثقفية (۲۰ ـ 6۳ هـ) وقد أنجبت له ولدا واحداً هو:
أ ـ علي الاكبر (۳۸ ـ 61 هـ) (۱).
هذا وقد حققنا في أولاد الإمام أمير المؤمنىن عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام في معجم الانصار (الهاشميون) فلا حاجة إلى التكرار، تمخض عن ذلك بأنَّ للإمام علي عليه السلام ابنتين باسم رُقيّة من غير زوجته فاطمة ولا ثالث لهما وكلاهما دُفنتا في البقيع في المدينة، وأنَّ للإمام الحسين عليه السلام ابنة واحدة والتي دفنت في الشام وأمها السيدة رباب الكلبية.
هذا ولم نجد مَنْ ذكر بأنَّ إحدى بنات الإمام علي عليه السلام المُسماة برقية قد دُفنت في دمشق، نعم ظَهَرَ ذلك القبر وتلقاه الناس بأنه قبر بنت علي عليه السلام ولعل ذلك يعود إلى أنَّ شُهرة علي عليه السلام شملت كل أحفاده وأسباطه كما يقال لكل الهاشميين ابناء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن الذي شاع بين الناس وكُتب على المقام رقية بنت علي عليه السلام.
وكل اللوحات التي أُقيمت إلى أواخر القرن الهجري الماضي كانت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع معجم أنصار الحسين (النساء): ۳ / ۲۲۱.
(148)

تشير إلى أنَّ المرقد منسوب إلى السيدة رقية بنت الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وسنأتي على ذكرها حين الحديث عن تاريخ بناء المرقد.
وجاء في الاشارات(1) سردٌ لاسم السيدة رقية بنت على علي عليه السلام إلا إنه لم يصرح بأنها مدفونة في دمشق، ولكن الكتاب عدّها من ضمن المراقد التي في الشام، ومن هنا ذكر المحقق في الهامش ما يلي: لعله ذكر هذا إشارة إلى أنَّ السيدة رقية بنت علي بن أبي طالب مدفونة في حي العمارة، وفي مسجد يقال له مسجد السيدة رقية، ويقال: إنَّ السيدة رقية بنت علي بن أبي طالب مدفونة في مصر كما ذكر الشعراني في الباب العاشر من المِنَن، أُنظر كتاب لطائف المنن والأخلاق، وكتاب الدر المنثور(2)، ويرجح أنَّ هناك نقصاً في المتن، وقد سألت أحد علماء الشيعة عن السيدة رقية المدفونة في هذا المكان فأجاب بأنها رقية بنت الحسين بن علي بن أبي طالب فليحرر، واجتمعتُ أيضاً بأحد علماء الهند الشيعة، فقال: إنَّ علماء الهند يذكرون أنَّ هذا قبر سكينة بنت الحسين، أما علماء ايران فيقولون إنها رقية بنت الحسين» (3)، حيث ذهب بعض المؤرخين الى أن المدفونة في محلة العمارة هي ابنة الإمام علي عليه السلام.
هذا وقد جاء في منتخب التواريخ لدى عدّه مراقد الشام قبر السيدة رقيّة بنت الحسين في خرابة الشام، وفيه يسرد حكاية ترتبط بالموضوع لا بأس بذكرها وترجمتها جاءت كالتالي: نقل لي الشيخ محمّد علي
الشامي(4) عن السيد إبراهيم الدمشقي والذي كان في التسعين من عمره وكان له ثلاث بنات وذات ليلة رأت الكبرى من بناته السيدة رقية بنت الحسين عليه السلام في الرؤيا وهي تقول لها: قولي لوالدك يذهب إلى الوالي ويقول له: إنَّ المياه غمرت جسدي ولحدي وأنا غير مرتاحة من ذلك فليُعمّر قبري، ولما أفاقت من نومها نقلت الرؤيا لوالدها ولكن الوالد لم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الاسم المعروف به «زيارات الشام»: ۲5.
(2) لطائف المنن والاخلاق: 404، الدر المنثور لزينب فواز: ۲۰6.
(3) هامش زيارات الشام: 26، والهامش من تحقيقات بسام بن عبد الوهاب الجابي.
(4) محمّد علي الشامى: درس في النجف وكان من العلماء الأجلاء، جاء في المصدر أنَّ نسبه من أُمه يصل إلى السيد المرتضى علم الهدى.
(149)

يأخذ الرؤيا على محمل الجد، ثم في الليلة الثانية رأت ابنته الوسطى ما رأت الكبرى ونقلته لوالدها ولكنه تمهّل ولم يقدم على شيء، وفي الليلة الثالثة رأت الصغرى مثلما رأت الكبرى والوسطى، ولما نقلته إلى والدها لم يظهر شيئاً خوفاً من الوالي العثماني الذي لم يكن من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام ولكنه في الليلة الرابعة هو الذي رأى الرؤيا فعرف أنَّ في الأمر شيئاً، فذهب إلى الوالي وأخبرة بكل ما رآه في الرؤيا هو وبناته الثلاث، عندها أمر الوالى عدداً من العلماء والصلحاء من السنة والشيعة أنْ يغتسلوا ويتطهروا ويرتدوا أفضل الملابس ويتقدموا، فمَن فتح بيده الباب فليقدم على نبش القبر ويُخرج الجثمان ليُعمَّر القبر المطهر، فقام العلماء والصلحاء من الفريقين بما أمرهم الوالي، فلما ذهبوا إلى المرقد فلم ينفتح إلا بيد السيد إبراهيم الدمشقي (1) فقام بنبش القبر فوجد الجثة صحيحة سالمة مُكفّنة وحولها الماء ووضعها في حِجره وكان لا ينقطع عن البكاء إلى أنْ عمّروا لحدها وذلك خلال ثلاثة أيام، وكان عند حاجته وصلاته يضعها على موضع طاهر ويعود فيحضنها فدفن السيدة الجليلة في لحدها الجديد، وعند وضع الجدث الطاهر في اللحد تذكر أنْ يطلب من الله أنْ يُرزق ولداً حيث لم يرزق إلا ثلاث بنات فدعا ورُزق إبناً فسماه مصطفى.
وكتب الوالي تفصيل ذلك إلى السلطان عبد الحميد العثماني(2) فنصَّب السلطان السيد ابراهيم الدمشقي تولية المقام بالاضافة إلى المرقد الزينبي وأم كلثوم وسكينة، ويذكر المصدر أنَّ في عصره كان السيد عباس(3) ابن السيد مصطفى ابن السيد ابراهيم يتولى سدانة المراقد الدمشقية هذه، وعلى ما اعتقد فإنَّ ذلك حدثَ في سنة ۱۲۸۰ هـ (4)،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إبراهيم بن مرتضى الدمشقي: (ن ۱۱۸۸ ـ ن ۱۲۸۳ هـ) من أشراف دمشق وأعيانها.
(۲) عبد الحميد العثماني: لعله المراد به الثاني والذي هو ابن عبد المجيد الأول ابن محمود الثاني الذي تولى الحكم سنة ۱۲۹۳ هـ من مراد الخامس وخلفه محمد الخامس بن عبد المجيد سنة ۱۲۹۳ هـ أيضاً، وهذا لا يناسب سنة ۱۲۸۰ هـ والذي كان على سدة الحكم العثماني آنذاك هو عبد العزيز الأول ابن محمود الثاني، والذي يُعد الخامس والثلاثين من سلاطين الدولة العثمانية.
(3) عباس: هو ابن مصطفى بن إبراهيم، ولم نحصل على المزيد من ترجمته.
(4) منتخب التواريخ: ۳۸۸.
(150)

وهناك مَنْ ذكرَ أنَّ هذا القبر هو لفاطمة الصغرى بنت الحسين عليه السلام حيث يقول: «وبدمشق مشهد فاطمة الصغرى بنت الحسين عليه السلام شرقي الجامع الاموي»(1).
واشتُهر بين الجالية الباكستانية والهندية أن هذا المرقد هو لسكينة بنت الحسين عليه السلام لكننا لم نجد له قائلاً من القدامى، وكل ما في الامر هو ما ورد في بعض المصادر أنَّ بدمشق مشهد سكينة بنت الحسين عليه السلام ومشهد أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب» (2)، ولكن سبق وقلنا في مقام أم كلثوم بمقبرة باب الصغير في دمشق أنّ هناك مقامها وليس مرقدها.
• في سنة 61 هـ، وبالتحديد يوم السادس من شهر صفر، بدأ تاريخ هذا المرقد حيث أنَّ موتها كان ليلة السادس من شهر صفر فإنهم بالقطع لم يتركوا جثتها دون دفن، فمن هنا يمكن القول بأنّ المرقد تاريخه وبناؤه بُدِئَ من ذلك اليوم.
• في سنة 5۲6 هـ، قام الايوبي(3) ببناء مرقد السيدة رقية بمحلة العمارة.
• في سنة ۷6۸ هـ، قام السيد حسين بن موسى آل المرتضى(4) بتشييد مرقد السيدة رقية في روضة صغيرة عليها قبة صغيرة (5).
• في سنة ۸۰۸ هـ، كان مبنى المرقد قائماً وقد دُفن تيمّناً له في يوم الاحد 27 / 9 / ۸۰۸ هـ الملك الكامل ناصر الدين محمّد بن جمال الدين (6) صاحب ساقان قنبر، على تفصيل سنأتي عليه (7).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) مشاهد العترة الطاهرة: ۹۰.
(۲) مشاهد العترة الطاهرة: ۹۱.
(3) الأيوبي: لم نتمكن من تحديد شخصيته حيث لم يحكم الايوبيون بلاد الشام إلّا بعد هذه الفترة وذلك منذ سنة 588 هـ، لا في الشام ولا تركيا ولا مصر.
(4) حسين بن موسى آل مرتضى الموسوي، لم نحصل على ترجمته.
(5) دائرة معارف تشيع: ۱ / ۷۷ عن أوراق مخطوطة لعائلة آل مرتضى.
(6) محمد بن جمال الدين: لم نحصل على ترجمته.
(7) ثمار المقاصد في ذكر المساجد: ۳ / ۲۲۹ عن الدر المنثور لفواز: 6 / ۲۰6.

(151)

• في سنة ۱۰۳۰ هـ، قام الشيخ البهائي(1) بتعمير مرقد السيدة رقية، وأودع في قبتها الاشعار المنسوبة إلى الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام(2) ولعله أراد بالاشعار هي مناجاة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.
• في سنة ۱۱۲5 هـ، جُدد بناء المرقد من قبل الميرزا بابا المستوفي الكيلاني(۳) وقد أوقف معه دكّاناً بين النِطاعَين من قبل الحاج محمّد بن الحبوب العميري الجلالاتي(4) في سوق الجابرية لتُصرف نفقته للمرقد(5).
• في حدود سنة ۱۲4۳ هـ، قام الشيخ محمّد صالح البرغاني الحائري(6) لدى عودته من الحج ومروره بالشام بشراء أرضٍ بمساحة 7 × 14 م من الجهة الجنوبية وبنى عليها مسجداً والذي كان قائماً إلى قبل التوسعة الحديثة، وكان له باب يطل على الروضة وآخر يطل على الصحن، وذلك على نفقة السردار حسن خان القزويني(7) حيث كلفه الشيخ البرغاني بذلك(۸).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الشيخ البهائي: هو محمد بن الحسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي (۹5۳ ـ ۱۰۳۱ هـ) كان من أعلام الإمامية، ولد في بعلبك وتوفي في اصفهان وفيها قبره، كان مشاركاً في معظم العلوم والفنون، من مؤلفاته: خلاصة الحساب، تشريح الافلاك، ومفتاح الفلاح.
(۲) دائرة معارف تشيع: ۱ / ۷۷.
(3) الميرزا بابا المستوفي الكيلاني، لم نحصل على ترجمته.
(4) محمّد بن الحبوب العميري الجلالاتي: لم نحصل على ترجمته.
(5) ثمار المقاصد في ذكر المساجد: ۳ / ۲۲۹ عن الدر المنثور لفواز: 6 / ۲۰6، وستأتي تفاصيل ذلك.
(6) محمّد صالح البرغاني الحائري: هو ابن محمد بن محمد تقي بن محمد جعفر (۱۲۰۰ ـ ۱۲۸۳ هـ) ولد في برغان وسكن كربلاء وتوفي فيها، كان من أعلام الإمامية وفقهائها، من مؤلفاته: بحر العرفان، كنز الأخبار، وغنيمة المعاد.
(۷) حسن خان القزويني: هو ابن محمد خان القاجار الأيروانى، كان قائداً في الجيش ومن هنا لقب بالسردار أي القائد، أثبت شجاعته ووطنيته في حرب إيران مع الروس، كان هو وأخوه حسين من أصحاب الخير وله مؤسسات ثقافية، من منجزات السردار حسن خان انشاؤه مدرسة حسن خان في كربلاء سنة 1181 هـ، توفي في كرمان سنة ۱۲۷۱ هـ وحمل جثمانه إلى النجف فدفن بجوار أمير المؤمنين عليه السلام.
(۸) دائرة معارف تشيع: 1 / ۷۷.
(152)

• في سنة ۱۲۸۰ هـ، قام السيد إبراهيم الدمشقي بتجديد لحد(۱) السيدة رقية عليها السلام على ما مرّ في قصة الرؤيا التي رآها السيد إبراهيم وذلك بأمر الوالي العثماني في دمشق والذي كان حسب مؤشرات التاريخ هو محمد رشدي باشا (۲).
• في سنة ۱۲۸۲ هـ، عُمّر قبرها (۳) ولعل هو ما تقدم في سنة ۱۲۸۰ هـ.
• في سنة ۱۳۲۳ هـ، قام الميرزا علي أصغر خان (4) وزير الصدارة في ايران بتجديد المرقد حيث توجد لوحة رخامية على الباب الرئيسي للمرقد جاء فيها ستة أبيات من الشعر من بحر الوافر:
تمسكْ بالولاء لآل طه بِحُبِّهِمْ غداً في الحشر تَسعدْ
وهذا باب حطة فادخلوه وأنـــــــــــــتم ركَعٌ لله سُجَدْ
له ذو الرتبة العليا عليُّ وزير الصدر في ايران جُدّدْ
لِأسنى بقعة طهرت وطابتْ بـــــازكى خفرة وبخير مَرقدْ
فزرها واستجر وَاسْألْ فقيهاً يماط الذنب والحسنات تُصَعدْ
وقد ارختها (5): تزهو سناءً بقبرِ رُقيَّةٍ من آل أَحمدْ (6)
كما أُرّخ الباب الذي جدّده الميرزا علي أصْغر خان من قبل الشاعر السيد داود بن إبراهيم صندوق الشامي (7) بقوله من البسيط:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اللحد: أراد به القبر والمرقد.
(۲) محمد رشدي باشا: وهو الملقب بالشرواني الداغستاني والمتوفى سنة ۱۲۹۱ هـ، كان والياً على الحجاز وكان من العلماء كما كان على صداقة مع الصدر الأعظم فؤاد باشا فأعطاه رتبة الوزارة وأدخله في السلك الملوكي.
(۳) جولة في الأماكن المقدسة: ۱6۸.
(4) علي أصغر خان: كان الوزير الأول للسلطان ناصر الدين القاجاري ومظفر الدين القاجاري، يعرف بـ «أتابك أعظم» المتوفى سنة ۱۳۲5 هـ.
(5) جملة ما بعد ارختها تعادل ما يلى:418 + 112 + ۳۰4 + ۳۱5 + ۹۰ + ۳۱ + 5۳ = ۱۳۲۳، ولا يخفى أنه قد عد الألف في آل واحدة.
(6) أعيان الشيعة: ۷ / ۳4.
(7) داود بن إبراهيم الصندوق: هو حفيد علي بن إبراهيم بن اسماعيل الحسيني =

(153)

لُذ في رقية سرّ الله كعبته شمسٌ بها انْشقَّ داجى الليل مظلمه
وزر حماها فللزوار إن دخلوا ولا ابيها نعيم الخلد منسمه
وهو الإمام عليّ خير منتجب صفو النبي وسيف الله مخذمه
قد شاد للدين ركناً لا انهدام له حبل الإله صراط الله اقومه
هذا هو النور نور الله اظهره بالطور قدماً لموسى إذ يكلمه
يلوح من حضرة قد قدّست وسمت لها من الشرف العلوي اعظمه
مغنّى لدرة قدس من بني مضر تبغي الدراري من الآفاق تلثمه
من معشر باهت الأرض السماء بهم والذكر بالنصّ فيهم جاء محكمه
هم آل بىت رسول الله من بهم تمت علينا من الرحمن انعمه
نثرت من أدمعي دُرّاً بمأتمهم في سلك حبل ولائي رحت أنظمه
صلى عليهم اله العرش ما غربت شمس الضحى وبدت في الافق أنجمه
مقامُهُم في العلى نادى مؤرخه: العرش أرجاه والكرسي معلمه (1)

• وجاء عن وصف المرقد في هذه السنة (۱۳۲۳ هـ) ما يلي:
مسجد السيدة رقية في العمارة: هو مسجد حسن له باب حديث من الحجر الاسود والذي جُدد سنة ۱۳۲۳ هـ، ووراء هذا الباب بهوٌ صغيرٌ فيه بابان أحدهما إلى المسجد فضريح السيدة، والثاني إلى دار الخادم، أما المسجد فليس فيه شيء يُذكر إلا ثلاث لوحات حجرية إلى جانب المحراب، كُتب على الأولى: «بسم الله الرحمان الرحيم، ثم بضعة أحاديث في فضائل أهل البيت وبعدها: قد صار التوفيق لجناب الميرزا بابا المستوفي الكيلاني في عمارة البقعة المشهورة بمقام ستّنا رقية بنت سيدنا علي وموضع رأس الحسين، ووقف الدكان . . . بين النطاعين من الحاج محمّد بن الحبوب العميري الجلالاتي (2) في سوق الجابرية بصف بعضهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الدمشقي، توفي حدود عام ۱۳۲6 هـ (۱۹۰۸ م)، كان من أهل العلم والفضل ومن أدباء دمشق وشعرائها، وأعقب فقط من ابنه محمد سليم.
(1) ما بعد قوله مؤرخه يعادل ما يلي: 6۰۱ + ۲۱۰ + ۳۲۷ + 185 = 1323 هـ.
(۲) محمد بن الحبوب العميري، لم نحصل على ترجمته.
(154)

لتُصرف نفقتهما في هذه البُقعة الأهم فالأهم، لعن الله مَنْ بدّلَهُ بعد ما سمعه، حرّره المُلا أحمد القراجداغي (۱) ۱۱25 هـ.
• وجاء على الثانية: هذا المكان المبارك فيه مدفون كامل السلطان الشهيد الغازي المجاهد المرابط في سبيل الملك الكامل ناصر الدين محمّد بن جمال الدين صاحب ساقان قنبر قدس الله روحه ونوّر ضريحه، دُفن في هذا المشهد الحسيني بباب الفراديس في يوم الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان وثمانمائة.
• وعلى اللوحة الثالثة جاء ما يلي: أربعة أبيات لم أهتد إلى قراءتها، وفي المسجد محراب ومنبر عاديّان.
وأمّا قبة الضريح فقديمة من طراز قباب المماليك ولكنها مجددة ومدهونة، وللضريح إطار من نحاس مُزخرف وبجانبه في خزانةٍ صخرة قيل إنَّ عليها موضع قدم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقيل إنَّ السيدة رقية مدفونة في مصر (2).
• في سنة ۱۳4۳ هـ، نقل بعض الخطباء (۳) عن بعض العلماء (4) عن السيد محسن الأمين العاملي (5) كما نقل بعض الخطباء (6) بأنه حضر مع السيد محسن الأمين العاملي على قبر السيدة رقية بنت الحسين عليها السلام بأنَّ المرقد تداعى بناؤه بسبب مجرى نهر على مقربته وقد أثّر على قبرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أحمد القراجداغي، لم نحصل على ترجمته.
(۲) ثمار المقاصد في ذكر المساجد: 3 / ۲۲۹ ليوسف بن عبد الهادي، المطبوع سنة ۱۳6۱ هـ في بيروت عبر المعهد القرشي بدمشق، نقلاً عن كتاب الدر المنثور لفواز: 6 / 206.
(3) هو الشيخ حسن الإثني عشري من الخطباء التقيت به في دمشق كراراً وكان يفد على السيد حسن الشيرازي، ولم أسمع منه ولا من السيد حسن هذه المقولة وربما نقل له السيد الشيرازي ذلك وهو من النقل الشائع الذي لا يمكن الاعتماد عليه.
(4) بعض العلماء: هو السيد حسن بن مهدي بن حبيب الله الحسيني الشيرازي الذي كان رفيق دربي رحمه الله، وقد استشهد في بيروت سنة ۱4۰۰ هـ، لم يتطرق إلى هذا الموضوع رغم إننا كنا شركاء في كثير من المشاريع.
(5) من الغريب اذا كانت الحادثة قد وقعت بالشكل الذي نقل فلمَ لم يذكرها السيد محسن الامين لدى ترجمتها في اعيان الشيعة، رغم انه يروي صغار الامور.
(6) بعض الخطباء: هو الحاج ملا فرج الله الدرّي، لكننا لم نحصل على ترجمته.
(155)

الشريف فاتفق الموالون على تغيير محله ليكون بعيداً عن مجرى الماء، فقاموا عندها بنقل رأيهم إلى السيد الأمين العاملي فوافقهم حيث من الصعب تغيير مجرى الماء وطلبوا منه أنْ يقوم هو بنبش القبر وإخراج الجثة وتهيأ لذلك واغتسل وارتدى ملابس بيضاء ولما حضر القبر قام هو بإزاحة اللحد وما إنْ وقع نظره على الجدث إلا وغاب عن الوعي، ولما أفاق كان يتمتم بكلمات العتب على نفسه حيث قرر أنْ يغيّر مكانه، فأخذ على عهدته أن يغيّر مجرى النهر مهما كلف ثمنه، وقال: ذكروا لنا أنَّ يزيد بعثَ مَنْ يُغسّلها ويُكفّنها ولكن يبدو أنَّ ذلك لم يتم حيث إنها مدفونة بثيابها، وقد فاحت رائحة عَطِرة من القبر الشريف، وألزم نفسه على تغيير مجرى النهر (1)، والله العالم بحقائق الامور.
• في سنة ۱۳5۰ هـ، كان بناء المرقد قديماً يحتوي على الروضة المقدسة ويتوسطه مرقد السيدة رقية، وعنده جامع صغير سعته بقدر الروضة لا تتجاوز مساحة الجميع ستين متراً، والضريح كان محاطاً بشباك فضي والروضة مُزدانة بالمرايا والثريات والالواح الخطية كما كان معموراً بالزوار الذين يتوافدون من أنحاء العالم، وقد جَدّد هذا البناء كل من السيدين كامل (2) ومحمّد علي (۳) ابني المرحوم محمّد نظام الدين الدمشقي (4) في ۱۲ جمادى الأولى سنة ۱۳5۰ هـ، وكان يوجد على الضريح لوحة فيها زيارة السيدة رقية وهذا نصها:
«السلام على سيدنا ومولانا رسول الله، السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، السلام على أهل بيت رسول الله الذين أذهب الله عنهُمُ الرجس وطهرهم تطهيرا، السلام عليكِ يا بنت أمير المؤمنين، السلام عليكِ يا بنت سيد الوصيين، السلام عليكِ يا بنت أول القوم إسلاماً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) ريحانة كربلاء: ۱۱۷ عن 450 داستان از معجزات وكرامات إمام حسين: 9 و۱۱۸ بنقل ملا فرج، وجاء في كتاب ريحانة كربلاء أيضا: عن كتاب دويست داستان از مصائب وكرامات حضرت رقية: ۲۲6 بنقل الاثني عشري، حيث في التعليق بعض التغيير.
(۲) كامل بن محمد نظام الدين الدمشقي، لم نحصل على ترجمته.
(3) محمد علي بن نظام الدين الدمشقي، لم نحصل على ترجمته.
(156)

وأقدمهم إيماناً ورحمة الله وبركاته، لعن الله أمة ظلمتكم، ولعن الله أمةً قتلتكم وانتهكت في قتلكم حُرمة الاسلام، فيا ليتنا كُنّا معكم فنفوزَ فوزاُ عظيماً والسلام عليك ورحمة الله وبركاته» (1). وهذه الزيارة جرت على مجرى ما كان شائعاً آنذاك أنه قبر السيدة رقية بنت علي عليها السلام.
والضريح كان قبل العمارة الحديثة بعرض مترين وطول مترين مصنوع من الفضة وفيه صندوق خاتم من عمل أصحاب الفن في إصفهان وإلى جنوب الروضة هناك مسجد بمساحة نحو ۱۰۰ متر.
• في 4 / 10 / 1394 هـ، صدر مرسوم جمهوري بترخيص استملاك أربعة وعشرين عقاراً لصالح مرقد السيدة رقية بنت الإمام الحسين عليه السلام وجاء نصه كالتالي:
المرسوم رقم: (۱۲۷6) رئيس الجمهورية ـ بناء على أحكام قانون الاستملاك ذي الرقم: ۲۰ لعام ۱۹۷4 م يرسم ما يلي:
مادة أولى: يعتبر ذا نفع عام استملاك الرقعة المؤلفة من كامل العقارات ذات الارقام: ۱6۸ و۱6۹ و۱۷۰ و۱۷۱ و۱۷۲ و۱۷۳ و۱۷4 و۱۷5 و۱۷6 و۱۷۸ و۱۷۹ و۱۸۰ و۲۷4 و ۲4۸ و۲4۹ و۲5۰ و۲5۱
و۲5۲ و۲5۳ و۲6۰، ومن أجزاء العقارات ذات الارقام ۱۸۱ و۲54 و۲56 و۹۸۸ من منطقة العمارة الجوانية بدمشق المبينة على المصور الاستملاكي ذي الرقم (9) المحفوظ نسخة منه لدى وزارة الأوقاف، وذلك من أجل توسيع مقام السيدة رقية بنت الإمام الحسين في حي العمارة وإقامة منشئآت خيرية وثقافية إلى جواره.
مادة ثانية: يُنشر هذا المرسوم ويبلَّغ لمن يلزم تنفيذه.
دمشق في 23 / 9 / ۱۳۹4 هـ الموافق 9 / ۱۰ / ۱۹۷4 م.
3028 / 10
رئيس الجمهورية
حافظ الأسد
توقيع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) محمد نظام الدين الدمشقي: لم نحصل على ترجمته.
(۲) هذا ما شاهدناه في سنة ۱۳۸۸ هـ، وورد في مجلة الموسم، السنة: ۱ / الصفحة:
(157)

نسخة إلى وزارة الأوقاف مع الإضبارة، إشارة للكتاب رقم 3331 (4 / 11) تاريخ 4 / ۸ / ۱۹۷4 م.
مدير مكتب شؤون مجلس الوزراء
10 / 10 / 1974
خاتم وتوقيع
الرقم: 6863، التاريخ: 21 / 10 / 1974 م، التصنيف: ۳۰۰
صورة إلى: مكتب الوزير، مديرية الدراسات والشؤون القانونية ـ مديرية الشؤون الادارية، الشؤون الفنية ـ الذاتية ـ المالية والمحاسبة ـ رئيس الديوان ـ مديرية أوقاف دمشق ـ مستودع المحفوظات ـ المتسلسل ۳۳ / ۲5 / خ / ب
وزير الأوقاف
عبد الستار السيد
توقيع
صورة المرسوم ۱۲۷6
(158)

ص159

(159)

• في 23 / 4 / 1405 هـ، بُدئ العمل في بناء المرقد وقد راعى ذلك وزير الأوقاف السوري محمّد محمّد الخطيب (1) حيث بيده ضرب أول معول للهدم لأجل البناء (۲) وذلك على أرض مساحتها 4500 متر مربع، يشتمل على الروضة والصحن والمسجد والمرافق الصحية، فالمسجد مساحته ۸۰۰ م2، وأما الروضة والرواق فمساحتهما 2600 م (3)، و600 م2 خُصصت للصحن (4).

ش ۱۳5۹
(93)93

مخطط مرقد السيدة رقية في دمشق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
۱۰۷۷ التاريخ: ۱۹۸۹ م.
(۱) محمد محمد الخطيب: ولد في دمشق سنة ۱۳4۷ هـ ونشأ فيها، نال شهادة الحقوق من جامعة دمشق سنة ۱۳۷5 هـ، حصل على دبلوم في القانون وآخر في الشريعة من جامعة القاهرة، زوّد من قبل الجامعة اللبنانية بشهادة الدكتوراه في الحقوق سنة ۱4۰۱ هـ، تولى وزارة الاوقاف السورية للفترة ما بين ۱4۰۰ ـ ۱4۱۹ هـ.
(۲) دائرة معارف تشيع: ۱ / ۷۸.
(3) ريحانة كربلاء: ۱4۰.
(160)

ش 1360
(94)94

روضة السيدة رقية بشكل عام
ش 1361
(95)95

جانب من الروضة
(161)

ش 1362
(96)

جانب آخر من الروضة
ش 1363
(97)

منظر آخر من داخل الروضة
(162)

ش 1364
(98)

أعمدة الروضة والتي جاءت على نوعين
ش 1365
(99)

الأقواس الجانبية للروضة
(163)

ش 1366
(100)

مساحات أضيفت إلى الروضة
ش 1367
(101)

جانب آخر من المساحات المضافة إلى الروضة
(164)

ش 1368
(102)

جانب من أروقة الروضة
ش 1369
(103)

جانب آخر من الأروقة الداخلية
(165)

(166)

 

القبة


أما القبة فهي مكسوّة بالقاشاني الأبيض المزركش بنقوش هندسية بلون أسود حيث كَوَّنَ اللونان في تركيبتها نقوشاً هندسية جميلة، له باب يدخل إلى القبة الداخلية التي تفصل بينها وبين القبة الخارجية مسافة ليست بالكثيرة إلّا أنه خلالها يمكن الوصول إلى قمة القبة، ويحيط بالقبة الخارجية أربعة عشر شباكاً مصنوعةً من الخشب المقزز بارتفاع متر ونصف المتر وعرض متر تقريباً يفصل بين شباك وآخر بمقدار عرض الشباك، ويوجد فوق الشبابيك بشكل مباشر كتيبة قرآنية فيها: «بسم الله الرحمان الرحيم، ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ، رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (۱)، صدق الله العلي العظيم».
ولا يخفى أن قاعدة القبة تعلو عن سطح الروضة أربع درجات ثم ترتفع عن ذلك بمقدار ثلاثة أمتار مما ترك مجالاً لفتح النوافذ ثم كتابة الكتيبة القرآنية الدائرية ومن ثم يبدأ الإنحناء والانتفاخ.
هذا ويعلو القبة شاخص طوله نحو مترين تحتوي على قَرْعَتَين بينهما رمانتين تعلوها حلقة دائريةمصنوعة من النحاس المطلي بالذهب، فالقَرعة السُّفلية كبيرة والعلوية صغيرة وهكذا الحال بالنسبة إلى الرُّمانَتَين وقد غُلِّفَتِ الحلقة الدائرية بالأضوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة النور، الآيات: ۳5 ـ ۳۸.
(167)

ومن النوافذ هذه استخدمت أقنية التكييف المركزي.

ش 1370
(104)

قبة مرقد السيدة رقية
ش 1371
(105)

القبب التي تعلو مبنى مرقد السيدة رقية

(168)

ش 1372
(106)

مئذنة مرقد السيدة رقية
(169)

ش 1373
(107)

منظر مرقد السيدة رقية في الليل
(170)

 

الجدار الخارجي للمرقد

 

في سنة 1408 هـ، وضعت كتيبة قرانية على أعلى الجدار الخارجي لمرقد السيدة رقية، ومما يجب ذكره أن الجدار الخارجى مكسوٌّ كلّه بالرخام الأبيض المائل إلى الأدم وقبل أن ينتهي ارتفاع الجدار بأكثر من
متر واحد جاءت الكتيبة بعرض نحو 60 سم على قاعدة قاشانية زرقاء داكنة وخطوط ذهبية متداخلة وفيها نقشة من خطوط نباتية لطيفة جداً والخط يبدأ عند الباب ويتجه من الغرب إلى الشمال وقد جاء فيه سورة المدثر (1) من أولها إلى آخرها مع البسملة والتصديق، ثم يلحق بها سورة الكوثر (۲) دون التصديق وذلك لعدم وجود مجال، إلا أنه جاء في آخرها: «كتبه فضائلي (3) (4).
يوجد في الجنوب الغربي الشمالي والشرقي كتيبة جاء فيه ما يلي (5).
والجدار الخارجي للمرقد مكسي بالرخام الحمّصي من عند الأرض وحتى ارتفاع ستة أمتار تقريباً وتحيط به كتيبتان إحداهما علوية قريبة من نهاية الجدار والأخرى ترتفع عن الأرض بأكثر من مترين، فأما الكتيبة العليا فخطّها غير متداخل خلافاً للكتيبة السفلى فإن خطها متداخل، احتوت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة المدثر، هي السورة ۷4 وآيا تها 56 آية.
(2) سورة الكوثر، هي السورة ۱۰۸ وآياتها ثلاث آيات.
(3) فضائلي: هو حبيب الله بن محمد هاشم (۱۳4۰ ـ ۱4۱۷ هـ) ولد وتوفي في إصفهان، التحق بالحوزة العلمية ودرس على علماء مدينته، تخرج من جامعة اصفهان مختصاً بالأدب الفارسي، تولى رئاسة اتحاد الخطاطين في اصفهان ما بين (۱۳۸۹ ـ 1399 هـ)، كتاباته كانت واضحة في أغلب مراقد الائمة في ايران والعراق وسوريا.
(4) وهو سنة الإنشاء بالتاريخ القمري الهجري.
(5) لم نتمكن من الحصول على ما ورد في الكتيبة بسبب الأوضاع الأليمة التي عصفت بهذا البلد العزيز.
(171)

العليا على سورة مريم بدأت قبل الباب الجنوبي الرئيسي ووصلت عند منعطف الباب إلى قوله تعالى ﴿هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾ (۱).
وفي الكتيبة السفلى وردت سورة الجمعة (2) بأكملها.
وهناك بعض الشبابيك المُطلّة على الخارج جاءت ضمن قوس مُحاط بالرخام كما هو الحال في كل الجدران.
هذا ويحيط بالقسم الغربي من الجهة الجنوبية سياج حديدي تتوسطه أعمدة مكسوّةٌ بالرخام الحمّصي اللون على قمة كل واحدة منها أضوية كرويّة الشكل وينتهى هذا السياج ذو اللون الأسود إلى نهاية الجهة الغربية.
وجاء على قمّة القوس وطرفيه على شكل بيضاوي متداخل ما يلي:
قال رسول الله لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام: «أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم» (3)، وقال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما» (4).
وجاء على اليمين منه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ولو أن رجلاً صلّى وَصَفَّ قدميه بين الركن والمقام ولقي الله ببُغضكم أهل البيت دخل النار» (5).
وتتجه الكتيبة من الجنوب الغربي إلى جهة الشمال ثم الشرق وقد جاءت بعرض أقل من نصف متر وبخط غير متداخل بدءاً بسورة مريم من أولها إلى قوله تعالى: ﴿عَلَيَّ هَيِّنٌ﴾ (6) ثم سورة الجمعة من أوّلها إلى آخرها ولكن في كتيبة متداخلة كما هو الحال في سورة المدثر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة مريم، الآية: ۹، ويبدو أنها مستمرة لوجود بعض آياتها في الطرف الآخر.
(۲) سورة الجمعة، آياتها: «۱۱» تسلسلها: 6۲.
(۳) مسند أحمد: ۲ / 44۲، المصنف لأبي شيبة الكوفي: 7 / 5۱۲.
(4) المعجم الكبير: ۳ / ۳۷ و۱۹ و۳۷ و۳۹ و۲۹۲.
(5) أمالي الصدوق: ۷۳.
(6) سورة مريم من أولها إلى منتصف الآية التاسعة.
(172)

 

أبواب الصحن


إنّ أبواب الصحن والروضة قد تكون متداخلة فأما التي على جهة الجنوب فتطل على الصحن مباشرة، أما الصحن الأول ففيه باب واحد وهو الرئيسي، وهناك بابان آخران أحدهما يطل إلى الصحن الثاني والآخر اختص بالمدرسة العلمية.
كما وهناك باب آخر أُنشئ في الجهة الغربية وهو الوحيد الذي يطل مباشرة إلى الروضة الشريفة، وهناك بابان أنشئا في الجهة الشمالية.
أما الباب الجنوبي الرئيسي الذي يدخلنا إلى الصحن الأول فهو يزحف إلى الداخل بنحو ثلاثة أمتار أو أكثر بقليل بينما يتصدر مساحة ليصل إلى السياج الرئيسي للمرقد، وبشكل عام جدار المدخل مكسوٌّ بالرخام الحمّصي وجاءت الكتيبة التي فوق قوس الباب: «هذا مقام السيدة رقية بنت الحسين».
وهذا الباب الرئيسي يقع في منتصف الصحن الأول وفي مدخله شبه انحراف نحو الغرب مما أحدث فسحة لتدارك الانحراف الذي خطط لأن تكون الروضة باتجاه القبلة، وعلى أي حال فإن سقفه مقبب مكسوّة جدرانه العليا بالقاشاني الإيراني على شكل أقواس ومقرنصات، وقد جاء لون قاعدة القاشاني ازرقاً وقد زركش بالنقوش الهندسية والنباتية ويبدأ القاشانى من فوق الباب بينما أكسيت الجدران إلى الأرض بالرخام الحمّصي اللون، هذا وتوجد ثلاث كتيبات على القاشاني حيث جاءت ضمن إطار هندسي
جميل فالأولى التي إلى جهة الغرب جاء فيها: ﴿رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا﴾ (۱) بينما كُتب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة الإسراء، الآية: ۸۰.
(173)

في الأوسطين على الباب بيت من الشعر كل شطر منه في إطار هندسي منفصل عن الآخر وهو من الوافر:
بآل محمد عُرِفَ الصواب وفي أبياتهم نزل الكتاب (1)
وجاء في الضلع الرابع: ﴿رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ﴾ (۲).
وأما على قوس الباب من الداخل فقد كتب: قال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ (3)، وهو بخط أصفر على قاعدة خضراء من القاشاني، وتوجد كتيبة ممتدة إلى قمة الباب، فيما أكسي الجدار والسقف بالقاشاني الأزرق منقوشاً بالنقوش الهندسية والنباتية وجاء سقفه مقوساً، وفيه عدد من المقرنصات الهندسية كلها مكسوّة بالقاشاني، وهناك كتيبة تتوسط هذه المقرنصات كتبت باللون الذهبي على قاعدة قاشانية زرقاء داكنة «الله جل جلاله» وجاء تحتها ثلاثة أطر هندسية كتب في أولها بنفس اللون «محمد رسول الله» وفي الثانية «فاطمة الزهراء» وفي الثالثة «علي ولي الله» وعلى يمينها على مسافة أبعد «الحسن المجتبى» وعلى يسارها «الحسين سيد الشهداء»، وفي أسفلها جاءت أسماء الأئمة عليهم السلام بدءاً بـ «علي السجاد» ثم «محمد الباقر»، «جعفر الصادق»، «موسى الكاظم»، «علي الرضا»، «محمد التقي»، «علي النقي»، «الحسن العسكري»، «الحجة القائم».
وأما الباب الجنوبي الأوسط:
ينفذ من الجدار الجنوبي باب إلى الصحن الثاني وقد أحيط بقوسه القاشاني الإيراني المزركش بالنقوش النباتية، وفي الجانب الأيمن كتب «الرحمان» بينما كتب في الجانب الأيسر «الرحيم».
وهناك باب شمالي يعلو عن سطح الفضاء الخارجي خمسة سلالم وقد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البيت للناشئ الصغير علي بن عبد الله بن وصيف (۲۷۱ ـ ۳66 هـ) من شعراء الإمامية، توفي في بغداد.
(۲) سورة المؤمنون، الآية: ۲۹.
(۳) سورة الرعد، الآية: ۲4.
(174)

انسحب إلى الداخل مقدار متر ونصف مما كوّن سقفاً مقعراً أُكسي بالقاشاني الإيراني الجميل والمزركش بالنقوش النباتية وجاءت قاعدة السقف أرضيتها زرقاء، وأما المساحة التي تقع فوق الباب فقد جاءت قاعدتها صفراء إلا أن وسطها أُبدلت إلى الزرقاء ليكتب في وسطها ضمن إطار هندسي ثلاثة أسطر الآية التالية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (۱).
وأما على الجانبَين فلا يوجد من القاشاني إلا قوس جاء وسط رخام.
وأما واجهة هذا الباب فهي كبقية الواجهات فيها قاشاني ذو قاعدة خضراء ونقوش نباتية ذهبية اللون كما هو حال الكتيبة والتي جاء فيها البيت التالي من الوافر:
كفاكمُ من مديح الخلق طُرّاً إذا ما قيل أُمّكم البتولُ (۲)
وهناك باب شمالي آخر بشبه الباب الأول إلا أنه قيد التعمير.
وأما الباب الغربي: يطل مباشرة إلى الروضة ويعلوه قوس كبير في جبهته العليا كتبية جاء فيها من الوافر:
إليكم كل مكرمة تؤول إذا ما قيل جدّكم الرسولُ (۳)
ويزحف الباب مقدار متر ونصف المتر إلى الداخل ليشكل مسقفاً مقعراً زين سقفه بالمقرنصات الهندسية الجميلة المكسوّة بالقاشاني الأزرق والمطعم بالأبيض والأحمر والذهبي وجاء في كتيبته المحيطة به من جوانبه الثلاثة الشمال والشرق والجنوب سورة الكوثر مع البسملة، ثم آية التطهير، وقد علاهما شكل هندسى مكتوب في داخله «السلام عليكِ يا بنت الحسين الشهيد»، هذا والباب مصنوع من الخشب الساج وليست فيه أيّة زخرفة إلا بعض الأُطر الهندسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة التوبة، الآية: ۱۱۹.
(2) روضة الواعظين: ۱ / ۱56، وهذا بيت من أربعة أبيات وهي لمحمد بن علي بن أحمد الفتال النيسابوري المتوفى سنة 5۰۸ هـ.
(3) هذا البيت تابع لما قبله.
(175)

(176)

 

الصحن


يدخل الزائر من الباب الجنوبي الرئيسي إلى الصحن الذي يتقدم الروضة والذي ترتفع عند مدخله مئذنة شامخة طولها عشرون متراً تقريباً ولها أربع حلقات في الحلقة الأولى يمكن الإحاطة منها دون الثلاث الأخرى وهي بشكل عام مثمنة الشكل مكسوّة بالرخام الحُمّصي اللون معلمة بسبعة خطوط سوداء من جرّاء الرخام الأسود المستخدم ما بين الرخام الحُمّصي اللون.
والحاصل أن الصحن بشكل عام مربع الشكل يحيط به من جوانبه الأربعة أروقة وطارمات بعرض متر إلى مترين مسقفة ويتقدمها أقواس أربعة صغار وثلاثة كبار، ففي الجهة الجنوبية استخدم القوس الكبير الوسطي للدخول والخروج كباب رئيسي، وأما في قباله من الجهة الشمالية فهو ينفذ إلى الروضة، وأما عدد الأقواس الصغار والذي عددها ستة عشر قوساً كتب فوقها في إطار دائري وقاعدة قاشانية زرقاء وبالخط الأبيض بدءاً من الباب الرئيسي للصحن بالطبع وبالتحديد من الزاوية الجنوبية الغربية «الله جل جلاله» وفي الثانية «محمد رسول الله» ثم بعد قوس الباب «علي ولي الله» ومن ثم «فاطمة الزهراء» ليصل إلى الزاوية الجنوبية الشرقية، هذا وجاء في الجهة الشرقية: «الحسن المجتبى» ثم «الحسين الشهيد» ومن بعده «علي زين العابدين» ثم «محمد الباقر» ليصل إلى الزاوية الشمالية الشرقية، وفي الجهة الشرقية جاء ما يلي: «جعفر الصادق» ثم «موسى الكاظم» ليصل إلى الباب الرئيسي لدخول الروضة، ومن بعده جاء: «علي بن موسى الرضا» ثم «محمد بن علي التقي» ليصل إلى الزاوية الشمالية الغربية، ومن ثم يتابع إلى الجهة الغربية وفيها أولاً: «علي النقي الهادي» ثم «الحسن العسكري» ثم «الحجة القائم المنتظر» وفي آخرها جاء: «صلوات الله عليهم أجمعين» ليصل إلى نهايتها وذلك في الزاوية الجنوبية الغربية.
(177)