الحسين وأهل بيته وأنصاره (الجزء الرابع)

اسم الکتاب : الحسين وأهل بيته وأنصاره (الجزء الرابع)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

أ- وأما القار أو القير فكانوا يستخدمون فيه مسامير محلية الصنع رؤوسها عريضة وربما وصل قطر المسمار إلى ثمانية سنتيمترات يثبت في الجدار بشكل متقارب بحيث يفصل بين الواحد والآخر نحو ثلاثين سنتيمتراً بغرض تماسك القار على الجدار، ومن المعلوم أن الجدار يترك نتوءات فتترك كما هي ليتماسك مع القار أكثر مما إذا كان أملساً.
والقار: أو القير مادة سوداء داكنة لزجة وربما قيل هو الزفت نفسه، تعرف عليه الإنسان منذ أمد بعيد حيث كان يظهر من الأرض وينتشر على سطحها، ومركباته الأساسية هي الكاربون والهيدروجين، ويقال: إن مصدره الأساسي هي البراكين، ويعد النفظ والزفت من أخواته، ويستخرج أيضاً من النفط بعد تكريره أو تقطيره ليبقى ما صلب منه وكان ذات مادة كثيفة، حيث يأتي خليطه بالنفط أيضاً. وهو مادة قابلة للاشتعال ويترك وراءه دخاناً أسود قاتماً.
ويستخدم القير (القار) في صناعة الأصباغ، وفي تعبيد الطرقات، وعلى سطوح الأبنية لأنها صامدة أما نفوذ الماء(1).
45- وفي سنة 1273هـ تم تجديد تذهيب القبة الحسينية(2) ولا شك أنهم تمكنوا من تطوير صناعة الألواح الذهبية لتكون الأجود والأكثر مقاومة للتأثيرات المناخية.
وجاءت هذه المرة محاطة بشريط من الكتابة القرآنية الملونة بالميناء الأزرق.
أ- الميناء: الصحيح غير مهموز (مينا) وربما أضافوا إليها الهمزة لدى التعريب، وهي أوستائية الأصل والتي تعد من أصول اللغة الفارسية، وتعني المينا المادة الشفافة المذابة من الزجاجيات (ماء الزجاج) تستخدم للطلي بغرض الزينة حيث يخلط معه اللون المرغوب فيه ثم يستخدم، وغلب عليها اللون الفيروزجي والأزرق الغامق، ويعد من طلاءات القاشاني أيضاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع مادة القار والقير في كتب اللغة وموسوعة المورد، والموسوعة العربية الميسرة.
(2) راجع تاريخ المراقد:2/160.
(225)
ويستخدم في الخطوط والتزيينات(1)، وهذا ما جاء في كتابة الكتيبة الحزامية للقبة الحسينية على صفحات الذهب، واستخدم اللون الأزرق الغامق مما زادها مع لون الذهب بهاءً وجمالاً.
46- ومنذ عام 1275هـ استمرت الإصلاحات وأضيف العديد من المنشآت إلى المرقد الحسيني، وكان من أهمها بناء الإيوان الكبير في واجهة المسجد الواقع في وسط الجهة الغربية من الصحن الشريف(2)، وقد بقي الإيوان وأزيل المسجد في تطور البناء الذي تم في المرقد، ومن بعدها سنة 1276هـ تم تسقيف إيوان الذهب، وأهم المواد الإنشائية التي استخدمت فيه هو الخشب، حيث إن الأعمدة التي أقيم عليها السقف الخشبي كانت من الخشب.
وهذه الأخشاب جلبت من الهند، وقد أريد منها أن تكون صلبة ومقاومة، بالإضافة إلى أن ذلك يتطلب أن تكون طويلة حيث إن طول بعضها وصل إلى إثني عشر متراُ وبعضها الأخر الى تسعة أمتار، وقطر قاعدتها لن يقل عن نصف متر، ومثل هذه الأشجار يكثر تواجدها في غابات الهند، وعادة ما يستخدم خشب الساج أو من فصيلة الصنوبريات، وكان يطلق على مثل هذه الأنواع الصلدة والمقاومة من الأخشاب حسب المصطلح العراقي بخشب «أبو الحزّ»، وهي قابلة لمقاومة الآثار المناخية نحو ألف سنة كما يدعون(3).
واما أخشاب السقف فلم تكن بأقل منها قوة وصلابة، ولكن الأعمدة والسقوف فقد أكسيت بأخشاب أخرى خفيفة ومطاوعة، أما الأعمدة فاستخدم فيها أخشاب بعرض قليل لتأتي مضلعة الشكل، وأما كساء السقف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع مادة المينا في المنجد وفرهنك فارسي.
(2) كان المسجد يقع بين مدرسة الصدر شمالاً، والمدرسة الزينبية جنوباً.
(3) وقد وجدت خشبة منها بطول ثمانية أمتار وقطر 25 سنتيمتراً مستخدمة في بيتنا في كربلاء، ويعود عمر البناء إلى ستين عاماً فلم تتأثر بشيء أبداً وحينما أردنا قطع جزء منها تناوب عليها أربعة أشخاص ليوم كامل تقريباً حتى تمكنوا من قطعها لصلابتها، وكانت كالحديد ترن إذا طرق عليها بالمطرقة، كما أن المسار لم يثبت فيها، وكانت ثقيلة جداً وقد استخدمناها مرة ثانية بمثابة جسر أثبتنا عليها حديد السقف.
(226)
فقد زين بنقوش هندسية ونباتية بديعة تخللتها بعض الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، وربما بعض الأبيات أيضاً.
47- وبعدها توالت التصليحات والإنشاءات، وقد ورد في تصريحات جون أشر ذلك الجغرافي الإنكليزي سنة 1281هـ بأن أرض الصحن لم تكن مبلطة(1)، وهذا يعني أنها كانت رابية أو رملية، وهذا ليس ببعيد حيث كانت معظم ساحات المساجد الكيرة كمسجد الكوفة ومسجد السهلة في العراق، والحرم المكي والمدني في السعودية على هذا النسق، ولكن لم يترك المرقد هكذا بل أخذوا في تطويره ولذلك نجد أنهم طوال السنة كانوا يتواصلون في إعمار وبناء المرقد الحسيني، فمن مدخل يضاف في الصحن أو الرواق أو الروضة إلى بقية الأبواب، أو باب يبدل أو يكسى بالفضة أو الذهب، ومن تحسينات تجري في الجدران والسقوف وأكسيتها، إلى غيرها مما يتعلق بالضريح نفسه.
وكان من تلك بناء الطابق الثاني للصحن الشريف سنة 1279هـ، واكسائه بالقاشاني، وإنشاء سقاية في سنة 1282هـ، وما هو جديد في هذه السقاية أنها كانت تتألف من مرفقين، مرفق لتصفية المياه، ومرافق أخرى لتبريدها، وكل ذلك كان يتم بالسبل الطبيعية.
أما الأول: ونعني به تصفية الماء فكانوا يستخدمون أسلوبين فيها، الأول: إضافة بعض المواد كالشب على سبيل المثال في الماء، فكان من تأثيراته أنه يساعد على عملية ترسب المواد الخليطة والعالقة مع الماء كالتراب والكلس إلى أعماق خزان الماء.
والثاني: هو عملية التقطير والتي كانت تتم عبر الفخار حيث كانوا ينصبون «الحب» المصنوع من الفخار والذي يسرب الماء من نوافذه ويقف عائقاً أما عوالق الماء، فيؤخذ الماء الصافي بالتقطير من نوافذ الفخار ليسقط في غناء معد لهذه الغاية، ثم يؤخذ للسقاية.
أ- الشب: بالفتح ثم التشديد هو الزاج أو من فصيلته، ويقال له
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تاريخ المراقد: 2/167.
(227)
حجر الشب، وهو ملح معدني أبيض أو شفاف، مركباته الطبيعية هي البوتاسيوم والألومينيوم ويتخذ قابضاً للبشرة، ومثبتاً للألوان في الصناعة، ومروقاً للماء، ويستخدم في صناعة الورق ودباغة الجلود.
ب – الزاج: له أنواع، فالأبيض منه يطلق على بعض الكبريتات المائية وعلى حمض الكبريتيك، ولجميع أنواعه استخدامات طبية، ولا يخفى أن الزاج يقال له بالفارسية زاغ، وهو معرب زاگ بالكاف الفارسية(1).
ت- الحُب: بالضم ثم التشديد، ويجمع على حببة بثلاث فتحات متوالية، وعلى حباب البكسر، وعلى أحباب بالفتح، وهي الجرة الكبيرة أو الخالبية، ويقال لصانعها الحباب، وبالفتح ثم التشديد، وقد أخذ الحب طابعاً مستقلاً عن الجرة حيث يصنع على شكل أوانٍ صغيرة لحفظ الماء بأشكالها المختلفة وأحجامها المتنوعة القابلة للحمل والنقل الفردي، فهذه هي الجرة، والتي يصنفها العراقيون بل وغيرهم إلى جرة وشربة، فالأولى ما ليس لها قاعدة يمكن وضعها عليها، وربما كانت لها فتحتان والتي يسمى كبيرها بالطربالة، والتي كانت أيضاً تستخدم لنزح مياه الأحواض الكبيرة بغرض سحب الرواسب من أعماقها، واما التي لها قاعدة فيسمونها الشربة، مأخذو من الشرب حيث كانوا يشربون الماء من افواهها مباشرة لإمكانية حملها.
ولعل الخابية أقرب إلى معنى الحب من غيرها، وجذر الكلمة من خبأ بمعنى ستر الشيء وأخفاه حيث إن المرء يختزن الماء فيها، وللتخفيف حذفت همزتها(2).
وأما صناعة الحب أو الخابية بل كل الخزف والفخار والتي جميعها تصنع من الطين، فتاريخها يعود إلى بدايات خلق الإنسان نفسه، حيث تعرف عليها بالصدفة حين وجد أن بعض التكتلات الطينية حافظت على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تحت مادة الشب والزاج المعاجم المختلفة كالمورد والموسوعة العربية الميسرة ودهخدا وغيرها.
(2) راجع كتب اللغة ومنها القاموس وتاج العروس ولسان العرب في مادة خبأ.
(228)
عدم تسرب الماء منها، ولما بحث عنه وجد بأن الشمس الحارقة أو النار كانت من وراء ذلك فأخذ يصنع منه الأواني بل مواد إنشائية أخرى.
إذاً فالطين المشوي في النار هو منشأ الحب والجرة والخابية بل كل من الخزف والافخار والطابوق وغيرها، ويختلف الطين (التراب + الماء) من نوع إلى آخر حسب مركباته، وقد سبق الحديث عنهما، ولكن الذي لا بد من الإشارة أليه أن هذه الأواني التي استخدمت لحفظ الماء وتخزينه أو للشرب إذا أريد منها أن تكون مصفاة للماء فلا بد وأن يكون طبخها بشكل متوسط حتى لا ينصهر التراب وتسد الفراغات، وإلا لما ترشح منها الماء، ولا تقطر حتى يمكن الاستفادة منه.
ولا يخفى أن الماء بحد ذاته إذا ترك لفترة قصيرة ترسبت عوالقه إلى الأسفل ويصفو ما علا منه، ولذلك نجدهم يقومون بتجديد هذه الأواني أو غسلها بشكل جيد، بل وجلفها لتنفتح المنافذ والمسامات وتتم عملية تصفية الماء. وأما الأواني التي لا يراد منها تصفية الماء فتعرض للنار لمدة أكثر حتى يبقى صلداً وتقل فيها المنافذ بل ويطلى عليها بمادة لعابية مستخدمة من الزجاج وأمثاله كما هو الملاحظ في القاشاني والأواني الصينية (الفرفوري).
ج- تبريد الماء يتم عبر وضعه في الحب أيضاً أو أخواته ويعرض للهواء، وربما لشمس المغيب فيتفاعل من جهة ويمكن رؤية نقاط من الماء على جدار الأواني الخزفية مما يفهم من تحويل الهيدروجين إلى ماء كدليل على برودة الماء بداخل الآنية، ومن جهة أخرى فإن الخزف يحافظ على برودة الماء.
48- وفي سنة 1283هـ فرشت أرض الصحن الحسيني الشريف بالرخام اليزدي الأبيض حسب تعبير صاحب النص(1)، وبما اننا قد تحدثنا عن الرخام فلا حاجة إلى تكرار الأمر، ولكن لنا في النفس شيء من التعبير بالرخام كما ورد في النص، ونحتمل والله العالم بأن الصحن قد فرش بالحجر، والفرق بين الحجر والرخام فنياً، أن الأول مهما صقلته فلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تاريخ المراقد: 2/170.
(229)
يمكن أن يصبح أملساً بينما الثاني قابل لذلك، وقد كان قصر النبي سليمان «عليه السلام» مفروشاً به حيث قال تعالى حكاية عن قول سليمان مخاطباً بلقيس ملكة سبأ: (قال: إنه صرح ممرد من قوارير)(1) حيث أريد بالممرد الأملس، وبالقوارير الزجاجي الشفاف واللماع.
وقيل إن الثاني أي الرخام معدن دون الأول، ومن هنا نجد أن الفقهاء اختلفت آراؤهم في مسألة السجود أو التيمم على الرخام، فمنهم من لم يجزهما على الرخام باعتباره معدناً، وأما الأول أي الحجر فاعتبروه جزءاً من الأرض وأجزوا السجود عليه(2).
ولم نشاهد بعد أقل من قرن أن ارض الصحن مفروشة بالرخام بل الذي شاهدناه أنها كانت مكسية بالحجر، نعم إن أرض الروضة قد كسيت بالرخام منذ أمد بعيد.
وهنا لا بأس بالإشارة إلى المفردات الثلاث: الرخام، الحجر، الصخر ولو باختصار: فالصخر: يطلق على الرخام والحجر، وأما الرخام فهو إن لم يكن معدناً فهو شبه المعدن كالعقيق والفيروزج والياقوت وأمثالها، والحجر: فهو كل ماسواه من قطع الجبال سواء أكانت صخرية أو كلسية، وتتواجد أيضاً تحت طبقات الأرض القريبة من وجه الأرض وصعيده. والصخر: لغة يطلق على الحجر العظيم الصلب، بينما يطلق الحجر على الصخور الصغيرة والتي تبنى منها البيوت، وفي الغالب يتراوح لونها بين الأبيض والأصفر والأسود، وتختلف الألوان فيما بينها شدة وضعفاً، وأما الرخام فيحتاج إلى بلورة من الحجر، وذلك بفعل الحرارة والضغط والمحاليل المائية، ويتميز بقابليته للصقل، وبألوانه المتعددة أو المعرقة، أو المجزعة، وألوانه كثيرة منها الأبيض والأحمر والأزرق والأصفر، والبني و... والأحجار الكريمة تعد من فصيلته إلا أنها تعد في مرحلة متقدمة عنه بفضل العوامل السابقة الذكر(3).
49- وفي سنة 1282هـ بعد أن وسعوا الصحن الحسيني الشريف من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة النمل، الآية: 44.
(2) العروة الوثقى: 1/486 و589.
(3) راجع كتب اللغة والموسوعات المختصة في مادة الصخر، الرخام، الحجر.
(230)
الجهة الغربية قاموا بتوسيع الزاوية الجنوبية الشرقية، واستمرت الإصلاحات أيضاً دون توقف، كما أن الهدايا أخذت تنهال إلى المرقد الشريف، ومن أهمها «الماسة» ثمينة كتب عليها سورة الملك، وذلك سنة 1287هـ(1)، وقد سبق وتحدثنا عن الألماس فلا نكرر.
ومن الجدير بالذكر أن الكتابة على الأحجار الكريمة تتم بالحفر، وحتى يمكن أن تكتب كل سورة الملك على الألماسة فإنها توضع تحت المجهر ويقوم الحكاك الخطاط بالكتابة عليها بحروف ناعمة، وتارة يضاف في الأماكن المحفورة بعض الألوان الشفافة الخفيفة ليتضح الكلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تاريخ المراقد: 2/173.
(231)

(232)


القرن الرابع عشر الهجري


(2/11/1883 = 8/11/1980م)
50- لم تنقطع الإصلاحات كما لم تنقطع الهدايا عن المشهد الحسيني الشريف طيلة العقود الماضية، بل ازدادت منذ بداية هذا القرن، وما لفت انتباهنا قول رئيس بعثة الآثار الأميركية إلى العراق سنة 1309هـ عن الحرم الحسيني بأن فيه الكثير من أعمال الحفر الخشبي(1) والذي اختفى الكثير منه وما بقي إلا على بعض الأبواب الخارجية.
لقد سبق وتحدثنا عن الحفر بالخشب بإيجاز ولكن أمره موكول إلى الفصول القادمة وسيتم البحث عنه هناك.
51 – وفي سنة 1312هـ نصبت الساعة الدقاقة الأولى على برج خاص بها(2)، ولم نشاهد الجديد في إنشائه من مواد إنشائية لانه كان من الطابوق والجص ثم كسي بالقاشاني.
* كما أن القنصل الألماني فردريك روزن حين زار كربلاء سنة 1316هـ صرح بأن الألواح التي استخدمت في إكساء القبة كانت من النحاس المطلي بالذهب(3)، وقد تقدم الحديث عن النحاس وعن الذهب.
52- وفي سنة 1330هـ أعيدت الكرة وجلبت الأعمدة الخشبية لتجديد الطارمة الذهبية بأحسن منها، بينما استورد مولد كهربائي خاص لإضاءة الحرم الحسيني(4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تاريخ المراقد: 2/202.
(2) راجع تاريخ المراقد: 2/206.
(3) راجع تاريخ المراقد: 2/207.
(4) راجع تاريخ المراقد: 2/225.
(233)
53- وفي سنة 1330هـ جلب لأول مرة مولد كهرباء للروضة الشريفة وهذا أول عهدها بذلك، ومن المعلوم أن المدينة لم تكن بعد مؤهلة بشبكة الكهرباء، ولكن لأهمية الروضة فقد خصصوها بالمولد الكهربائي.
الأول المولد الكهربائي: في الحقيقة إن هذه الآلة تنقسم فنياً إلى قسمين، القسم الأول لا يرتبط بالآخر فالقسم الأهم هو ما يتعلق بتوليد الطاقة الكهربائية مباشرة، وأما القسم الأول وهو المحرك لا يرتبط عضوياً بتوليد الطاقة الكهربائية، فالمحرك قد يكون الهواء وقد يكون الماء أو البخار أو اي شيء آخر يمكن أن يتغذى بالطاقة السائلة النفط ومشتاقته أو الطاقة الجامدة كالفحم وغيره أو بأساليب أخرى(1) لا يهم نوعيتها بل المهم أن تحرك عجلة المولد الكهربائي.
وأما القسم الثاني والذي هو المولد للطاقة الكهربائية، فإن العملية تعود في الحقيقة إلى تحويل الطاقة الميكانيكية (المعناطيسية) إلى طاقة الكترونية (كهربائية)(2) والبحث هنا أولاً في المفردة.
أ- الكهرباء: مأخوذة من الكهربا، المفردة الفارسية والتي تطلق على الصمغ الشجري المتخذ من بعض شجر الصنوبر، وفي الغالب لونه أصفر يميل إلى الحمرة إذا حصل احتكاك مع شيء آخر وبالأخص الصوف فيجذب التبن وأشياء خفيفة الوزن، ومن هنا قيل له رافع التبن لدى الحديث عنه في الصيدلة القديمة(3)وقسم آخر منه فيزيائي يسمى بالكهرمان
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وكنا قد صنعنا محركاً على الطاقة الكهربائية استخدمناه للمولد الكهربائي نفسه أي بعملية دائرية بعد تخفيف العبء عن المحرك لكي لا يستهلك قوة كبيرة، وفي البدء لا بد من الاعتماد على وسائل أخرى او الشحن الكهربائي، ولكن بعد تشغيل المولد فإنه يغذ المحرك من طاقته.
(2) ولا يخفى ان عملية التحويل ذات طرفين فكما يمكن تحويل الطاقة المغناطيسية إلى طاقة كهربائية كذلك يمكن تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة مغناطيسية، وهذه قاعدة لا تشذ عنها معظم العناصر، فكما يمكن استخراج الأوكسجين من الماء بفصله عن الهيدروجين فكذلك يمكن تحصيل الماء بدمج الأوكسجين مع الهيدروجين.
(3) راجع تذكرة أولي الألباب: 2/276.
(234)
يتحول بسبب تجاذبات حرارة الأرض والبحار بين طبقات الأرض على السواحل ويطفو على سطح البحر – وذلك بتحجر بعض المخروطيات المنقرضة ويكون أكثر شفافية وأكثر كهربية وأثمنه الشفاف، ويتواجد في سواحل البحر البطلي (البلطيق) ويتخذ منه الخرز والسبح وأدوات الزينة(1) وقد كشف الإغريق خصائصه الكهربية منذ أمد بعيد(2)، وقد استخدمه الأطباء القدامى في العلاج أيضاً كما هو الحال بالنسبة إلى النوع الأول منه حيث استخدم كعقار من العقاقير في علاج المرضى(3) ويذكر الأطباء القدامى أن أجوده الأصفر، والأبيض منه رديء، وأفضله الأصفر المائل إلى الحمرة(4).
ولما تم اكتشاف وجود الكترونيات في كثير من الأجسام وبالأخص جلد القطة والتي تعد الأقوى من غيرها – كما جربناها أيضاً – وكانت تشبه إلى حد بعيد في جذبها لصغائر الأشياء وبالأخص بعد الاحتكاك فسميت هذه الطاقة الكامنة في الأجسام بالكهرباء – بالهمزة – وكان أول من استخدم هذا اللفظ الفيزيائي الإنكليزي وليم جيلبرت(5) من اللفظة الكترون (Elektron) والذي يرى البعض أنه أخذها من الكهرمان من المفردة اليونانية أيضاً.
ب- الطاقة الكهربائية: هي قوة تتولد في بعض الأجسام بواسطة الاحتكاك أو الحرارة أو التفاعلات الكيماوية، ولا تنحصر الطاقة في القوة الكهربائية بل هي إحدى أشكال الطاقة تنشأ عن انعدام التوازن بين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع فرهنك فارسي: 3/3142.
(2) الموسوعة العربية الميسرة: 2/1491 – 1492.
(3) وكان والدي قدس سره قد أصيب بإسهال معوي دموي فوصف له الأطباء القدامى بتناول مسحوق الكهرباء مع اللبن فطاب.
(4) راجع تذكرة أولي الألباب: 2/276، المنجد في اللغة: 701، فرهنك فارسي: 3/3142.
(5) وليم جيلبرت: (William Gilbert) المولود سنة 951هـ (1544م) والمتوفى سنة 1012هـ (1603م) الطبيب الفيزيائي الإنكليزي، له تجارب هامة في المغنطة، وقد أعلن سنة 1600هـ أن الأرض تتصرف وكأنها حجر مغناطيس ضخم.

(235)

نوعين من جسيمات المادة(1) (الالكترونات(2) والبروتونات)(3) اللذين يتمتعان بخاصية التجاذب والتننافر، فالالكترونات تتجاذب مع البروتونات، ولكنها تتنافر مع مثيلاتها من البروتونات، وهذه الخاصية هي التي تعرف بالشحنة الكهربائية.
إذا فالشحنات السالبة (الكترونات) تتوازن مع الشحنات الموجبة (البروتونات) في الحالات العادية، وأما إذا تغير هذا التوازن بأن قل عدد الالكترونات أصبحت موجبة، فعندها تضاف في الطرف الآخر عدد البروتونات فتصبح سالبة، وبذلك يفتقد التوازن ويحدث الجهد الكهربائي أو السيال الكهربائي الذي ينتقل عبر الأسلاك الموصلة للجهد الكهربائي إلى المكان المطلوب، وهذا هو الذي يعرف بالتيار الكهربائي(4).
ت – أما كيفية توليد هذه الطاقة فلها طرق مختلفة ونتائج متنوعة فالذي نحن بصدده هنا حسب ما زود المرقد الحسيني به هو المولد الكهربائي، والذي من خلاله تتحول الطاقة المغناطيسية إلى طاقة كهربائية، وذلك بدوران ملف الأسلاك المعدنية العازلة في المجال المغناطيسي، أو بالعكس أي دوران المغناطيس حول الملف النحاسي العازل، عندها تتولد الطاقة الكهربائية، وتجري الطاقة في الأسلاك النحاسية، ومن الملاحظ أن أحد جانبي السلك يكون موجباً والآخر سالباً، يرتبط تحديده بدوران الملف يميناً أو شمالاً، من جهة أخرى كلما كان دوران الملف في المجال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المادة (Particles).
(2) الالكترونات (Electrons).
(3) البروتونات (Protons).
(4) ولا بأس بالإشارة إلى المقياس المستخدم في التيار الكهربائي وبيان مصطلحاته وهي كما يلي:
الفولت (Volt) لقياس القوة الدافعة للتيار.
الكلوم (coulomb) لقياس الكمية الكهربائية.
الواط (Watt) لقياس القوة الكهربائية.
الأوم (Ohm) لقياس المقاومة الكهربائية.
الأمپير (Ampere) لقياس شدة التيار الكهربائي.
(236)
المغناطيسي سريعاً كانت ذبذبات السيال الكهربائي أسرع والفاصلة بينهما أقل. أيضاً كلما كانت الأسلاك أسمك والمجال المغناطيسي أقوى كان التوتر أعلى، ونضيف أن الطاقة لا تكون فاعلة إلا إذا ما حصل دوران حقيقي للسيال الكهربائي(1)، وتقدم العلم فأصبح ينتج الطاقة الكهربائية بأسلوب كيمياوي.
ولسنا هنا لبيان كل هذه الخصوصيات والتي هي كثيرة والمهم بيان بعض الأمور العامة لإعطاء الفكرة عن ذلك، ومن المعلوم أن الفولت المستخدم بشكل عام هو إما 110 فولت أو 220 فولت أو ما يعادلهما، والمولد الذي كان مستخدماً في الروضة الحسينية كان من النوع الثاني(220) فولت، وأما نسبة الواط فيه فكانت في حدود خمسين كيلو فولت(2).
ث- وقد استخدمت مادة النفط المكرر (البانزين) لتشغيل المولد، وكانوا قد خصوا غرفة خاصة في الصحن الحسيني الشريف ومشرفاً فنياً لهذه الغاية، والحديث عن الكهرباء طويل ومتشعب، ومن تلك صناعة المصباح، والمراوح والمكيفات وغيرها التي استخدمت في الروضة الشريفة، ولكن الاقتصار على ما أوردنا هو الأنسب، ولعل البحث عن بعض التفاصيل سيتم في مكان آخر من هذه الموسوعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فلو أنك أخذت سلكاً من مولد وسلكاً آخر من مولد آخر دون أن يحصل دوران لا يمكنك أن تستفيد من الطاقة إذ لا بد من إعادة الالكترونات إلى مصدرها، نعم إذا حصل أن المولد الأول له ما يشغله ويحقق الدوران والمولد الثاني كذلك فإنك حينئذ يمكنك أن تأذخ سلكاً من هذا وآخر من مولد آخر فيمكنك الاستفادة ولكن ذلك من نتاج الدوران الحاصل في كل واحد من المولدين والطريقة ليست عملية.
(2) الفولت (Volt): هي القوة الدافعة الكهربائية، ويسمى كل ألف فولت كيلو فولت، كما يسمى كل مليون فولت: ميغا فولت، وأما الجزء من الألف فيسمى بـ ملي فولت، بينما الجزء من المليون فيسمى ميكرو فولت، وقد سمي بالفولت على اسم مكتشفه الفيزيائي الإيطالي الكون اليساندرو فولتا (Count Alessandro Volta) الذي أخترع البطارية، وقد ولد سنة 1158هـ (1745م) وتوفي سنة 1243هـ (1827م)، والذي تحقق اختراعه سنة 1215هـ (1800م).

(237)

54- وبمناسبة نصب ساعة دقاقة أخرى على باب الشهداء(1) قبل سنة 1337هـ لا بد من ذكر برجها الذي أنشئ من الخشب وأكسي بصفائح الزنك.
أ – الزنك: كلمة ألمانية يقال لها في العربية التوتياء المعدنية، وهي تشبه ما يعرف اليوم بالتنك، ولكنها أرقى منها نوعية، والتوتياء على نوعين حجري، وىخر معدن خليط من بعض المعادن، فالأولى لها استخدامات طبية وتتواجد في الجبال بشكل طبيعي، والثانية: فهي خليط من الرصاص وغيره، وهي مفردة يونانية، ويقال لها الخارصين، وهي كما ذكر: فارسية(2)، ولكن ما وجدناه في المعاجم الفارسية هي كلمة خارصيني، ولعلهم لدى التعريب أسقطوا الياء منها، وعلى أي حال فهو معدن ذو لون أبيض يضرب إلى الزرقة يستخدم في التصنيع وفي طلي الحديد وقاية للصدأ.
تقول بعض المصادر الفارسية إن أول ما وجد الخارصين في الصين، وقد وجد على شكل تكتلات مشوكة بسبب تفاعلات المناخ(3). وفي الحقيقة إن هذه الكتل التوتيائية أو الخارصينية كثيرة الشبه بالقنفذ، ولعله من هنا أطلق الفرس عليها «خارصيني» لتكون مركبة من «خار + صيني» حيث تعني الأولى الشوك والثانية اسم الدولة صين مع إلحاق ياء النسبة إليها لتكون الترجمة الحقيقية «شوكة الصين»، وهذا التحليل يتطابق مع وصفها وأنهم تعرفوا عليها لأول مرة في الصين.
ويذكر أنه يتواجد متحداً بالنحاس على صورة نحاس أصفر، ويبدو أن الهنود هم الذي تمكنوا من فرز بعضهما عن الآخر ولأول مرة قبل الميلاد بثلاثة عشر قرناً أي قبل الهجرة بعشرين قرناً، وأما الصينيون فتمكنوا من إنتاجه بشكل واسع بعد الميلاد بستة عشر قرناً أي بعد الهجرة بتسعة قرونن فهل هي شوكة الهند أو شوكة الصين!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تاريخ المراقد: 2/233.
(2) معجم لاروس: 476.
(3) راجع المعاجم الفارسية في مادة توتياء وخارصيني.
(238)
والحاصل فإنه يتأكسد في الهواء فيشكل عليه طبقة واقية ضارباً لونها إلى الرمادي، ويوجد بكميات ضئيلة في جسم الإنسان وبالأخص في الكريات الحمر(1).
وأخيراً فإن التوتياء المعدنية (اليونانية الأصل) والزنك (الألمانية الأصل) والخارصين (الفارسية الأصل) والتنك (التركية الأصل) كلها تعني معدناً خليطاً ما بين الرصاص والنحاس بشكل طبيعي، أخذ لنفسه الاستقلالية بعد أن لعب المناخ فيه فعلته ويعمل على شكل صفائح ويستخدم في طباعة الكتب حيث يصور عليه الكتيبة من على الأقلام ثم تحبر لترتسم صورتها على الأوراق(2).
هذا وإلى مادة إنشائية أخرى ألا وهو الأسمنت فلقد دخلت إلى العراق هذه المادة الإنشائية قبل منتصف القرن الرابع عشر الهجري وذلك عبر البريطانيين أيام احتلالهم للعراق، وأخذ الأسمنت طريقة إلى البناء بشكل سريع وقام عدد من الشركات بتصنيعه محلياً.
ب- والأسمنت مفردة إنكليزية أصلها «Cement» سمنت ولما عربت أضيف إليها الهمزة، وتنسب إلى حجر الكلس المتواجد في جزيرة پورتلاند(3) البريطانية، وقد اكتشفها بناء بريطاني يدعى جون سميتن(4) في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي (القرن الثالث عشر الهجري) بغرض تجديد بناء المنار البحري المتداعي في جزيرة اديستون(5) حيث كان بحاجة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع الموسوعة العربية الميسرة، وموسوعة المورد، ولغت نامه دهخدا وغيرها. في المفردات التي ذكرها.
(2) راجع مقدمة معجم المصنفات الجزء الأول من هذه الموسوعة.
(3) پورتلاند: (Portland) جزيرة تقع في جنوب البلاد على مقربة من ميناء ويماوث (Weymouth) تربط بها جسر.
(4) جون سميتن: (John Smeaton) ولد في استوري قرب مدينة ليدز سنة 1136هـ (1724م) وتوفي سنة 1206هـ (1792م) مهندس مدني يعد أبو الهندسة المدنية في بريطانيا، حيث قام بتصميم عدد كبير من الجسور والموانئ وغيرها.
(5) اديستون: (Eddystone Rocks) صخرة شبه جزيرة صغيرة تقع في جنوب البلاد في قبال المدينة الساحلية (Ply mouth)، وقد بنى عليها جون سميتن مناراً، وتبعد عنها 14 ميلاً، كما أن ارتفاع المنار يقدر بـ 41 متراً.
(239)
إلى مادة لا تهترئ في الماء ثم جاء البناء الآخر ألا وهو جوزيف أسپدن(1) سنة 1240هـ (1824م) وطورها فسجلها باسمه، وجاءت نسبة المفردة إلى كلس جزيرة پورتلاند فكانوا يطلقون عليه اسمنت پورتلاند، وللمفردة معنى لغوي أيضاً وتعني كل مادة صخرية لاحمة سواء أكانت طبيعية أو صناعية، إلا أن المفردة غلب استخدامها على هذه المادة المصنعة والتي أصبحت أهم مادة إنشائية ذات اللون الرمادي الداكن، وقد صنعوا منها ألواناً أخرى إلا أن اللون الرمادي هو الشائع إلى يومنا هذا. والأسمنت: خليط من مادتين هما:
1- الحجر الجيري أو الطباشير بنسبة 60%.
2- الطين أو الطَفَل بنسبة 40% ويوضع في أفران ذات حرارة عالية دون درجة اانصهار، ثم يطحن(2).
وأما كيفية استخدامه فالغالب عليه ثلاثة أشكال:
1- يخلط الاسمنت بنسبة 30% مع الرمل بنسبة 70% مع الماء ويخلط خلطاً جيداً ويستخدم هذا الخليط في البناء ويعرف بالاسمنت.
2- يخلط الاسمنت بنسبة 30% مع 25% حصى و45% رمل ويستخدم للبناء أيضاً ويعرف بالصب أو الصبة.
3- يخلط الاسمنت بالنسبة التي مرت في الشكل الثاني ولكن مع وضع شبكة حديدة في داخله تتناسب مع ضخامة البناء، ويصب الخليط على الشبكة الحديدية ولا بد أن تملى كل الفراغات ويتم ذلك عبر حركة اهتزازية ليكون صلداً وتسمى الخرسانة، وقد سبق وتحدثنا عن الخرسانة في الجزء السابق(3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جوزيف اسپدن: (Joseph Aspdin) ولد سنة 1214هـ (1799م) وتوفي سنة 1271هـ (1855م)، يذكر أنه حرق صخور ليمستون (Limestone) مع الطين فنتج ما يعرف اليوم بالأسمنت، وعندما وجد أن لونه يشبه لون صخور پورت لاند سماها باسمها.
(2) راجع المعاجم العربية الحديثة باسم الاسمنت، والمعاجم الفارسية الحديثة باسم سيمان.
(3) راجع هامش تاريخ المراقد: 2/366.

(240)

فالشكل الأول عادة يستخدم للبناء ووضع الحجر على الآخر، وإكساء الجدران به وما شابه ذلك ولكن باختلاف نوع الرمل، وخشونته ونعومته، والثاني لتعبيد ما أريد تعبيده، والثالث لبناء الأسقف والجسور والأعمدة حيث يكون صلداً ومتماسكاً ومقاوماً، ومن خصوصيته أنه يقاوم الرطوبة، وبالأخص إذا أضيف إليه بعض المواد، ولا يخفى أنه يتعرض لبعض الآفات فيتآكل وينهار البناء او الجسر، وقد عولج أخيراً بإدخال بعض المواد لمكافحة مثل هذه الآفات، كما أن أفضل شيء لقصه بشكل فني هو رشه بالرمل المركز وبضغط عالٍ فيقصه قصاً، لوجود المادة الزجاجية في الرمل.
وعلى أي حال أخذ الأسمنت طريقة في الإنشاءات والإصلاحات التي تقام في المرقد الحسيني، وقد ظهرت مفردة الخرسانة في النصوص التي تتحدث عن المرقد الحسيني ولأول مرة سنة 1355هـ حيث استخدمت في ترميم أصول المئذنة الغربية التي كانت آيلة إلى السقوط(1) واستمرت أعمال الصيانة والترميم وأصبح الأسمنت عنصراً هاماً في ذلك وإلى يومنا هذا.
ت- هذا وجاء في أحد النصوص من عام 1373هـ مفردة «الكريستال» كإحدى مقومات القناديل المهداة والمستخدمة في الحرم الحسيني(2)، وهذه المفردة أجنبية بالطبع ويذكر أنها فرنسية(3) وتكتب كالتالي (Cristal)(4) وتعني البلور، والمراد به البلور الصافي وأصله كما في معاجم اللغة الفرنسية هو كربونات الصوديوم المتبلر(5) والإنكليز يكتبونها كالتالي: (crystal)(6) والظاهر أنهم أخذوها من الفرنسيين حسب ما ورد في معاجمهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع تاريخ المراقد: 2/312.
(2) واستخدمت المفردة أيضاً في سنة 1400هـ حيث أهدي إلى الحرم الحسيني عدد من القناديل المصنوعة من الكريستال.
(3) راجع قاموس الفارسية: 537.
(4) فرهنك عميد: 829 والمنهل: 272، ومعجم الوسيط: 197.
(5) الكنز: 196.
(6) المورد: 236، وقاموس إلياس العربي: 73.
(241)
وخلاصة القول فيها: أنها تتشكل نتيجة لتصلب عنصر أو مركب كيميائي عادة(1) وكلما كان شفافاً كان ثمنه أغلى، وربما قارب الأجود منه قيمة أبخس الألماس، ويصنع منه عادة الكؤوس الثمينة والقناديل والثريات، وفي الواقع هو البلور الصناعي(2).
55- وجاء في سنة1375هـ أن الصحن الحسيني فرش بأحجار سوداء تعرف بأحجار الغرانيت (Granite) وسبق في سنة 1368هـ أنهم بلطوا أرض الصحن بأحجار محلية بيضاء استخرجت من الأراضي القريبة من بلدة شفاثا والتابعة إدارياً لكربلاء(3).
فالحجر الأبيض: هو حجر كلسي وقد سبق الحديث عنه ويتواجد على سفوح الجبال، والجبال غير المرتفعة، أو تحت الطبقة الظاهرة للأرض، حيث يغطيها عادة التراب الذي رست عليه، ومثل هذا الحجر يتواجد على أطراف كربلاء، وبالأخص في الجهة الغربية والشمالية، ويوجد في غالب دول العالم.
وأما الحجر الأسود، فهو حجر ناري شديد الصلابة خشن التحبب إلى متوسط وربما يظهر دون تحبب، يتركب من فلسبار (Feldspar)(4) في المقام الأول، ولكنه غني بالمرو(5) أي الكوارتز (Quarts) أيضاً، وقد تعرف عليه الإنسان منذ أقدم العصور وهو منتشر في العالم كله وبالأخص المناطق الاستوائية ومنها الحجاز ولصلابته تشيد به واجهات المباني(6) والمحبب منه يستخدم لجلف القدم من الدرن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) موسوعة المورد: 3/126.
(2) راجع البلور في الفصول السابقة.
(3) راجع تاريخ المراقد: 2/371 و389.
(4) الفلسبار: هي المادة الأساسية المكونة للحجر، وتتكون من سليكان الألمينيوم، مضافاً إلى البوتاسيوم، والصوديوم، والكالسيوم.
(5) المرو: معدن زجاجي متبلر، وهو أحد مقومات الحجر الرملي وسماه اليونان بـ(كريستالوس) ولعل منهم أخذ الافرنج كلمة الكريستال.
(6) موسوعة المورد: 5/23.
(242)
* وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أن التعميرات الأخيرة التي بدأت منذ أواخر القرن الهجري الماضي وانتهت في بدايات القرن الحالي والتي شملت جدران الصحن الحسيني من الخارج والداخل وقسماً من جدران الروضة الخارجية استخدم فيها الآجر الأصفر المعروف في العراق بالطابوق الجمهوري نسبة إلى الجمهورية حيث انتشرت مصانعه في العراق بعد العهد الملكي الذي أطيح به في 30/12/1377هـ (14/7/1958م) ليصبح الحكم فيه جمهورياً، ولعله نسبة إلى أول مصنعم لهذا النوع من الطابوق الذي يقال له المصنع الجمهوري، والذي شاعت تسميته بالجمهوري بعد الانقلاب السابق الذكر.
وعلى أي حال فإن هذا النوع من الطابوق لا يختلف عن غيره والذي تحدثنا عنه إلا في المميزات التالية.
1- مقاومته للضغط، وللتغييرات المناخية.
2- قلة الأملاح فلا تظهر عليه الأملاح لدى تعرضه للأمطار أو الرطوبة.
3- متحد اللون حيث احتفظ بلونه الأصفر الزاهي.
4- محافظ على شكله وحجمه الهندسي بدقة.
5- أملس مظهره نوعاً ما.
6- خفيف الوزن.
كل هذه جاءت بفضل الخلطة المدروسة علميا، وتعرضها للحرارة بشكل موزون، مضافاً إلى استخدامهم الأدوات والوسائل الحديثة لقبولتها، وغالباً ما تأتي الطابوقة مثقوبة من داخلها على شكل مشبكات فتكون خفيفة من جهة ومطبوخة في النار بشكل جيد بالإضافة إلى أمور أخرى.
وهذا النوع استخدم لتزيين جدران المرقد الحسيني كما العباسي، وربما تخلل الجدار بعض الألواح القاشانية لمزيد من الزينة، كما أن هذه الطوابيق صنعت على أحجام مختلفة ليتسنى للبناء مزيد الاستفادة منها لدى بناء الأقواسأ والنتوءات أو التنقيش بواسطتها وحتى كتابة بعض الآيات و وأسماء الجلالة بشكل بارز وعلى شكل خط كوفي، وسنتحدث إن شاء الله تعالى عن ذلك في محله في الفصول القادمة.
(243)

(244)


القرن الخامس عشر الهجري


(9/11/1980 = 10/2/2005م)(1)
56- جاء في سنة 1424هـ أنهم استخدموا في توسعة المخالع الألمينيوم، وربما هذه هي البداية حسب النصوص التي وصلتنا.
والألمينيوم: تسمية أجنبية (Aluminum) وشاع استخدام المفردة في جميع اللغات، والأليميوم كعنصر، فلز فضل البياض، يعد من أكثرها وفرة في قشرة الأرض،واكتشف سنة 1240 هـ (1825م)(2) وهو موصل جيد للحرارة والكهرباء، يخلط مع العديد من المعادن الأخرى للحصول على إشابة صلبة وخفيفة ومقاومة للصدأ، وقد استخدم في معظم الأدوات المنزلية من المراوح والمكيفات وأدوات الطبخ والمبردات والثلاجات، والأبواب والشبابيك بالإضافة إلى وسائل النقل كالطائرات، وغيرها، وزنه الذري26,98، وثقله النوعي 2,7، كما أنه ينصهر عند درجة 660ْ مئوية بينما يغلي في درجة 2467ْ مئوية، وتعد الدول الكبرى هي أولى الدول المصنعة لها(3).
وكان يصنع منه القدور بكثرة في النصف الأخير من القرن الماضي بعد عهد القدور الفخارية والحجرية والنحاسية، والفرس يسمونه «روهينا»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أي، إلى نهاية 30/12/1425هـ = 10/2/2005م ليقتصر الحديث عن ربع قرن فقط.
(2) كان استخراج الألمينيوم قبل سنة 1886. غالباً تفوق أسعاره على الفضة والذهب بكثير إذ إن استخراجه كان مكلفاً جداً ولكن في عام 1886م بعدما تمكنوا من أن يستخدموا طريقة رخيصة لاستخراجه تغيرت أسعاره ورخصت – راجع الموسوعة العلمية الشاملة: 87.
(3) راجع موسوعة المورد: 1/90.
(245)
أو «روهيني»(1) ويخفف فيقال: «روهي» وربما أبدلوا الهاء حاء تصحيفاً فقالوا له: «روحي»، وعبرت عنه المعاجم الفارسية: بأنه إشابة من الحديد والفولاذ كان يصنع منها السيوف حيث إنها صلبة وخفيفة ولا تصدأ. وأما العامة في العراق فكانوا يسمونه «فافون» ولم نتمكن من تأصيل هذه المفردة هل هي تركية أو هندية بعدما توصلنا أنها ليست بفارسية ولا إنكليزية حيث إن هذه اللغات الأربع كان لها تأثير على اللهجة الدارجة بسبب حكومة هذه الدولة على العراق سواء بشكل مباشرأو غير مباشر، وقد راجعنا القواميس الهندية والتركية فلم نصل إلى مايثلج الصدر.
57- في سنة 1426هـ ورد أن الصندوق الشريف قد أكسي بالمخمل، مطرزاً بخيوط من الذهب والفضة فالمواد المستخدمة أساساً أربعة قماش المخمل وخيوط الذهب وخيوط الفضة واللؤلؤ، أما أصل الذهب والفضة واللؤلؤ فقد تم الحديث عنه ويبقى الإشارة إلى هذا النوع من القماش.
أ- المخمل: اسم مفعول من الخمل وهو ما يشبه الزغب في النسيج، إذاً فالمخمل هو النسيج الذي له خمائل وزغب، ويسمى بالقديفة وهي محرفة القطيفة وهو القماش الذي له خميلة، فالخميلة والقطيفة واحدة وهو كل ثوب أو قماش له رياش، وكانت ولا زالت مثل هذه الأقمشة تعد من أرقى أنواع القماش فيما إذا كانت مواده ثمينة كالحرير أو الوبر، وتاريخ صناعته يعود إلى ما قبل الإسلام وكانت الأمم صاحبة الحضارات كالفرس والروم يستخدمونه في بلاط الملوك وأشخاصهم رجالاً ونساءً، وقد استخدم في العتبات المقدسة منذ القرون الأولى فإن معظم الستائر التي استخدمت في الحرم الحسيني بل وغيرها كانت من هذا النوع من القماش وعهد الستائر يعود إلى القرن الثاني بعد اندحار الأمويين.
ب- خيوط الذهب والفضة: تمكن الإنسان أن يذلل ما صعب عليه من المواد لاستخدامها في أغراضه، وكان من ذلك الذهب والفضة اللذان كانا من أثمن ما تعرف إليه من المواد والعناصر، فعمد إلى خلط مواد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع فرهنك فارسي: 2/1695.
(246)
أخرى معهما مثل النحاس وغيره لتطويعهما وذلك لاستخدامهما في الزينة وصياغتهما بالشكل الذي يريد، وكان من تلك تطريز الملابس والأقمشة على العهود السابقة على الإسلام، وأما بالنسبة إلى استخدامهما ي الكتابة فليس عهده بعيد حيث ظهر في الدولة القاجارية في إيران.
58- وفي نهاية الحديث عن المواد والعناصر المستخدمة في بناء الروضة الحسينية ومرافقها فقد ورد الحديث عن تزويد الروضة ببدالة الهاتف وذلك سنة 1425هـ.
أ – الهاتف والبدالة: الهاتف هو الأهم من البدالة لأن البدالة هي عبارة عن مقسم تحويل الخطوط الهاتفية حسب عدد الخطوط الموزعة على المرافق الموجودة في الدائرة الواحدة، وهذه الآلة بشكل أساسي مركبة من جهازين، الاستقبال والإرسال، وقد اخترعها الكسندر جراهام بل(1) سنة 1293هـ (1876م) وذلك باستعمال تيار كهربائي متغير الشدة والتردد ناتج من عكس الخواص السمعية للموجات الصوتية حيث يتذبذب الغشاء المصنوع من صفيحة معدنية دقيقة لموجات الصوت، كما في طبلة الأذن، تؤثر هذه الذبذبات على المجال المغناطيسي لقضيب مغناطيسي قريب فتولد تياراً كهربائياً في سلك نحاسي رفيع ملفوف حول المغناطيس، وعندما يصل التيار لآلة بعيدة تؤثر على غشائها فيتذبذب بواسطة تغيير مماثل في المجال المغناطيس القريب.
وفي الحقيقة أن المتكلم عندما يتحدث فإن كلماته تحدث ذبذبات في الهواء، وهذه الذبذبات بدورها تقوم بإحداث ذبذبات في القرص ارقيق الموجود في جهاز الإرسال المليء بحبات دقيقة من الكربون فينشأ عن ذلك تغير في التيار الكهربائي المنساب في الأسلاك بحيث يقوى حيناً ويضعف حيناً آخر حسب الكلمات والطريقة المستخدمة للكلمات، وإنما يقوى التيار حين تقوم الحبات بالضغط بعضها على بعضها الآخر، وإنما يضعف التيار وذلك عندما تتباعد هذه الحبات كثيراً أو قليلاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكسندر جراهام بل: (Alexander Graham Bell) مخترع أمريكي ولد في اسكتلندا البريطانية سنة 1263هـ (1847م)، توفي في الولايات المتحدة الأميركية سنة 1340هـ (1922م).
(247)
وأما في جهاز الاستقبال فإن التغيير الذي أحدثته الكلمات في التيار الكهربائي المنساب في الأسلاك تجعل القرص المعدني الموجود في جهاز الاستقبال يتذبذب بنفس الطريقة التي حدثت في جهاز الإرسال، فينشأ عن ذلك موجات صوتية شبيهة بصوت المتكلم لأنها تعكس تلك الذبذبات التي استقبلتها(1).
وفي البداية كان الإرسال والاستقبال يعملان في وقت معاً ثم فصل بين جهاز الاستقبال والإرسال فيتمكن الإنسان أن يسمع ويتكلم في آن معاً دون خلط، بل وتطور إلى أكثر من ذلك فلم يعد بحاجة إلى الأساليب القديمة.
ب- هناك أدوات التكييف والتبريد: لقد كان التبريد سابقاً يتم عبر المراوح اليدوية المصنوعة من سعف النخل وأمثاله، ولكن بعدما صنعت المراوح الكهربائية استغنوا عنها، وكانت الروضة ولا زالت يستخدم في المراوح السقفية والجدارية والأرضية وهي عبارة عن محرك كهربائي مهمته تحويل الطاقة الكهربائية إلى طاقة مغناطيسية متقطعة، بمعنى أنك إذا استخدمت السلك النحاسي العازل وطويته على صفائح الحديد وأوصلت طرفي السلك بالكهرباء فنه يتولد عندك مجال مغناطيسي جيد فإذا كانت الصفائح الحديدية فارغة المحور ووضعت فيها حديداً محورياً فإنك ستجد أن المغناطيس المتولد في الصفائح يجذبه من جميع الأطراف فإذا تمكنت من تمغطس قطعة فقطعة فإنك تتمكن من جلب المحور نحوه فبذلك يمكنك أن تكرر العملية وهكذا يتداول الجذب ومعه يتحرك المحور حول نفسه، وهذا ما يحصل في جميع المحركات الكهربائية وهي أنواع مختلفة ولها استخدامات متنوعة، والحاصل فإن هناك جزءان جزء ثابت وجزء متحرك أحدهما يمغطس كهربائياً والآخر ينجذب وبسبب التردد تحصل عملية الحركة(2). كل المراوح والمبردات القديمة وحتى جانب من المكيفات الحديثة تعمل على هذا النظام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع الموسوعة العربية الميسرة: 1/544 والمورد: 9/184.
(2) راجع إصلاح المحركات الكهربائية: 1/ 2، ومعلومات خاصة.
(248)
ت- المبردة القديمة التي استخدمت في الروضة الحسينية كانت عبارة عن مراوح على اسطوانات مضلعة ذات أجنحة مائلة لتكون قادرة على سحب الهواء وتحريكه فإذا ما بردت الهواء الذي في مجراه بالماء ورشاشاته فإنه عندما يسحب الهواء سيكون بالطبع رطباً وبارداً، وليبقى الجو الداخلي بارداً لا بد من إيجاد مخرج للهواء حتى يتبدل كي لا تزداد الرطوبة، وبما أن هذه العملية كانت تزيد من رطوبة الهواء الداخلي لم يكن مرغوباً بها فاستبدلت بالمكيفات.
ث – المكيف: يحتوي على جهازين جهاز تبريد وجهاز دفع للهواء، وجهاز لسحب الهواء، أما جهاز التبريد فهو عبارة عن محركة وخزان يحتوي على سائل التبريد (Refrigerant) يدفعه المحرك إلى أنابيب رفيعة وملتوية ثم يضيق عليه الأنبوب فيتحول إلى غاز، وفي تحوله إلى الغاز يمتص الحرارة المحيطة به، وإذا تعرض إلى ضيق أشد تحول إلى حالة الجمود – كما هو الحال في الثلاجات – ومن ثم يعود إلى حالته السائلة ويرجع إلى الخزانة ليقوم المحرك بإعادة دفعه ثانية وهكذا، وهذه الأنابيب محصورة في فضاء خاص يمر منه الهواء الذي يدفعه المحرك الأول ليدخل إلى المكان الذي يراد تبرديه وفي مقابل ذلك فإن المحرك يسحب الهواء الساخن الداخلي ويلفظه إلى الخارج(1).
ج- المصباح الكهربائي بأشكاله المختلفة المستخدم من منتصف القرن الماضي إلى يومنا هذا إن المصابيح التي كانت مستخدمة قبل منتصف القرن الماضي كانت على أقسام وقد تحدثنا عنها ونسردها باختصار، وهي: الشموع، المصابيح النفطية والزيتية والتي كانت عبارة عن نوع قماش قطني يسمى الفتيل يغمس جانب منه في المحروقات (النفط أو الزيت) وجانبه الآخر يوقد ويحيط به غلاف من الزجاج، وتارة تكون ألوانه مختلفة تزيد في بهائه وجماله. وهذا النوع من المصابيح قديمة يعود تاريخها إلى تاريخ العصور الأولى، ولكن الطفرة كانت بعد اكتشاف الطاقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع المورد: 8/134 والموسوعة العلمية الشاملة: 51، ومعلومات خاصة.
(249)