الحسين وأهل بيته وأنصاره  (الجزء الثالث)

اسم الکتاب : الحسين وأهل بيته وأنصاره (الجزء الثالث)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

 163

(163)

 164

(164)

 

165

(165)

 

 166

(166)

 167

(167)

 

        168

(168)

 

 

 محمد تقي الشيرازي(1). وأما الايوان الرابع فهو على شاكلة أواوين الجهة الجنوبية والمكونة من باب فوقها شباك، إلا أن الشباك جاء متواصلاً مع الباب، والشباك الذي فوق المقبرة يشبه تلك الشبابيك. وأما الأواوين الواقعة بين باب قاضي الحاجات وباب الشهداء، فأربعة منها حالها حال الأواوين التي قبل باب قاضي الحاجات ويتوسطها باب واسع ليدخل الى

        169

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد تقي: هو ابن محب علي الحائري(1256ـ1338هـ) من أعلام الإمامية ومراجعها، قاد ثورة العشرين ضد المحتل البريطاني للعراق، توفي في كربلاء.

(169)

 

مسجد القميين(1) والذي يمتد بامتداد الأواوين الخمسة، وأما الأواوين الواقعة بين باب الشهداء وباب الكرامة فحالها حال التي قبل باب الكرامة، وخلفها تقع مقبرة آل طعمة(2)، وفوق باب المسجد والمقبرة، مقرنصات جميلة، تختلف إحداها عن الأخرى في الاشكال الهندسية والنقوش. وأما الإيوان الأخير فجاء على نسق أواوين الجهة الشمالية.

        من الملاحظ أن أشكال الأبواب والشبابيك جاءت على شاكلة الواجهة الجنوبية بشكل عام، وقد اخترقتها ما اخترقت تلك الجهة، وأما بالنسبة الى ألوانها ونقوشها فمن الملاحظ أن الأرضية البيضاء استخدمت في بعض الأقواس، بينما استخدم اللون الأزرق الغامق في القوسين اللذين على جانتهما، كما استخدم اللون الأزرق الفيروزجي للقوسين اللذين.

        170

ــــــــــــــــــــــــ

(1) مسجد القميين: كان يسمى بمسجد السيد كاظم الرشتي، حيث قام بتجديد بنائه.

(2) مقبرة آل طعمة: تضم خمسة أقواس طولاً، ويقال إن اللجنة المشرفة على العتبة المقدسة في صدد تحويلها الى مضيف للزائرين.

(170)

 

 171

        بعدهما يمنه ويسرة وهكذا، إذاً فالاقواس العشرة التي تقع على جهة الشرق من باب السلام جاء لون أرضيتها حسب التسلسل على الشكل التالي: أزرق، فيروزجي، أزرق، فيروزجي،أزرق، أبيض،أزرق،فيروزجي،بينما الأقواس الواقعة على الجهة الشرقية والتي مجموعها مع أقواس الأبواب 18  قوساً، جاءت ألوان أرضيتها كالتالي: فيروزجي، أزرق، فيروزجي، أزرق، فيروزجي، أزرق فاتح، أزرق، أبيض، فيروزجي، أزرق فاتح، فيروزجي، أبيض، أزرق، فيروزجي، أبيض، فيروزجي.

        وأما الجهة الجنوبية فإن أرضية الأقواس التي على جهة الغرب من باب القبلة والتي هي ثمانية أقواس جاءت إحداها صفراء وثانيتها فيروزجية، وهكذا.

        وأما التي تقع على جهة الشرق من باب القبلة التي عددها أيضاً مع قوس باب الرجاء عشرة، فالاولى فيروزجية والثانية زرقاء، وهكذا، وأما الاواوين التي وقعت على غرب باب السلام وعددها ثمانية أقواس مع قوس باب السدرة فألوانها جاءت كالتالي: فيروزجي، أزرق، أبيض،

(171)

 

أزرق، فيروزجي، أزرق، أبيض، أزرق.

        وأما الجهة الغربية والتي عدد أقواسها ستة عشر بما فيها قوسا باب السلطانية والزينبية فألوانها جاءت كالتالي حسب تسلسلها من جهة الشمال: أصفر ثم فيروزجي الى حد قوسين بعد باب السلطانية حيث جاءت بعد ذلك بيضاء، هذا من جهة الألوان في الطابق السفلي.

        وأما بالسبة الى الطابق العلوي فيبدو أن الجهة الشمالية هي الجهة الوحيدة التي أكسيت بالقاشاني، وأما الجهات الأخرى فهي مبنية من الطابوق الأصفر المستخدم للتزيين وقد أنشئت على نسق بقية قطاعات الصحن الشريف

        172

(172)

 

حيث تتكون من أقواس وأعمدة كما هو الحال في الطابق الأسفل ولكن من دون أواوين وغرف، وأقواسها تأتي بعدد أقواس الطابق السفلي.

        173

        من الملاحظ أن شبابيك الأبواب الواقعة الى جهة غرب باب السلام جاءت على شاكلة الأبواب والشبابيك المستخدمة في الجهة الجنوبية.

        ومما تجدر الاشارة أليه أن كل جهتين من الجهات الأربعة المتقابلة- الشرق والغرب، والشمال والجنوب- جاءت أبواب أواوينها وشبابيكها على نسق احد، فالجهة الجنوبية والشمالية تطبابقتا باستنثناء واجهة غرفة

(173)

 

 174

(174)

 

 175

(175)

 176

السادن(1)، وكذلك فإن الجهتين الشرقية والغربية قد تطابقتا في ذلك، ويبدو أن هاتين الجهتين أصبحتا تضمان صالات كبيرة تلبي متطلبات الوافدين لزايارة المرقد الحسيني الشريف في المواسم والمناسبات الدينية.

        ومن الملاحظ، أن أبواب وشبابيك الأواوين الثلاثة التي تقع بين الزاوية الشمالية والغربية وباب السلطانية جاءت على شكل أواوين الجهة

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) واجهة غرفة السادن: سبق وأن ذكرنا بأن الإيوانيين المتصدرين لغرفتي السادن قد ضمتا الى الغرفتين، فتصدرتا بشباكين، والذي كان سبباً في اختلافهما عن بقية الأواوين.

(176)

 

الجنوبية في الغالب، وأما الأواوين الخمسة الواقعة بين باب السلطانية وباب الحر، فإن الشبابيك العليا قد الغيت وحل مكانها لوحات قاشانية، وأما الابواب فقد أبدلت بالشبابيك المشبكة بالحديد، إلا أن الإيوان الملاصق لباب الحر فقد جعل ممر من خلاله للصالة التي تقع خلف الأواوين الخمسة، وأما ما بين باب الحر وباب الزينبية فهي على شاكلة الشبابيك الواقعة على الجهة الشرقية، وهذا الصالة التي أنشئت خلفها لها مدخل من ممر باب السدرة وباب الزينبية، وأما الإيوانان اللذان يقعان بعد باب الزينبية فهما على شاكلة الأواوين تقع على الجهة الجنوبية.

        177

(177)

 

        ومن الملاحظ في هذه الصورة أن هناك تنسيقاً متكاملاً بين الطابق العلوي والطابق السفلي، بحيث جاءت الأقواس الهندسية والنقوش القاشانية متوازية، كما أن زوايا الصحن جاءت في صورة واحدة.

        

        ولايخفى أن الجهة الغربية من الصحن الشريف كانت تحتوي على مدرسة الصدر، ومدرسة الزينبية، وأوقاف تعود استثماراتها لصالح مدرسة الزينبية، بالإضافة الى المسجد الناصري(1) الذي كان يقع خلف باب الناصري(باب الحر)، وبالأحرى فأن هذا الايوان كان مدخلاً للمسجد،

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) المسجد الناصري: نسبة الى السلطان ناصر الدين القاجاري الذي أنشاء في هذا الموقع وبنى له هذا الإيوان الضخم والجميل، ليكون مدخلاً للمسجد من جهة الصحن الشريف، كما يكون مرفقاً من مرافق الحسيني، وقد سبقت التفاصيل عنه في الجزء السابق.

(178)

 

 

(179)

 

 

(180)

 

 

بينما كانت الأواوين الواقعة بني باب الحر وباب السلطانية هي موقع مدرسة الصدر، والتي كانت تطل على الصحن الشريف ولها بابان، باب ينفذ الى ممر باب السلطانية، وآخر ينفذ الى السوق الواقع خلف باب السلطانية، كما أن الأواوين التي تقع ما بين باب الحر وباب الزينبية كانت تستوعب ساحة وغرف مدرسة الزينبية،وكان لها منفذان، منفذ الى ممر باب الزينبية، وآخر الى خارج الصحن الحسيني، فيما كانت المساحة التي تقع بعد باب الزيبية الى جهة تشغل تلك الموقوفات للمدرسة الزيبية.

(181)

 

(182)

 

 

(183)

 

 

(184)

 

(185)

 

        سبق وذكرنا  بأن باب الحر من الأبواب الجديدة التي فتحت وذلك قبل باب السلام التي هي الأخيرة من تاريخ إنشاء الأبواب للصحن الحسيني الى يومنا هذا، وذلك عام 1368هـ، بعد تزيد عدد الوافدين لزيارة مرقد الحسين ع لاسيما في المناسبات الخاصة كعاشوراء، والأربعين، وليلة النصف من شعبان.

الطابق الثاني للصحن

        ومن الجدير ذكره أن الطابق الثاني كغيره، أجريت عليه تعديلات كبيرة ومتكررة، حيث قبل التعديل الأخير كان على الشكل التالي:

        الجانب الشرقي: لم يكن فيه أي عمارة بل مجرد سياج على جهة الشارع الدائري المحيط بالصحن، وكان ملاصقاً مع جدران الأبنية المجاورة للصحن الشريف، ذلك لان الطابق الأرضي للصحن كان مرتفعاً كما هو الآن، ومدرجة كان يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية.

        الجانب الشمالي: فهو مقسم الى قسمين، الأول الشرقي، أي الذي يقع شرق باب السلام، فإن حالة الجهة الشرقية، لان الطابق الأرضي مرتفع، ومدرجة يقع في الزاوية الشمالية الشرقية.

        وأما الجانب الغربي: أي الذي يقع غرب باب السلام فإنه يحتوي على غرفة واحدة فوق باب السدرة مباشرة وأخرى على الزاوية الشمالية الشرقية، وغرفة الى جانب برج باب السلام وهذه الغرفة متقدمة، بحيث تساوي أواوين الطابق الأرضي مكسوة بالقاشاني، حالها حال الطابق الأرضي، وأما بقية مساحة الطابق العلوي لهذه الجهة فهي الطارمة مكشوفة أمام الغرفة الشرقية والغرفة التي فوق باب السدرة وجدارها الشمالي فيه أقواس على شاكلة الأقواس الأخرى ومكسوة بالقاشاني في أعمدتها وأقواسها، أما داخلها فالغالب عليها أنها مكسوة بالجص الابيض، ولها مدرج من الزاوية الشمالية الغربية، وأمام الغرفة طارمة مكشوفة تقع على جهة الغرب، حالها حال الطارمة السابقة(1).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) ولا يخفى أن في الطابق الأول من هذه الزاوية توجد فسحة مكشوفة أمام المدرج العلوي.

(186)

 

        الجانب الغربي: على باب السلطانية غرفة كبيرة أمامها طارمة كبيرة مكشوفة ولاها مدرج من داخل باب السلطانية، وكانت الهيئة الخراسانية تستخدمها لإقامة مجالس الوعظ والإرشاد والتعزية على أبي عبدالله الحسين ع.

        كما يوجد على طرفي برج باب الحر(الأيوان الناصري) غرفتان، تطل الشمالية منها على الطارمة السابقة، وأما الغرفة الجنوبية فتطل على طارمة مماثلة الى الجهة الجنوب، بينما توجد غرفة على مدخل باب الزينبية، وغرفة أخرى على الزاوية الجنوبية الشرقية تطل على الطارمة ذاتها، ولها مدرج من الزاوية الجنوبية الشمالية الى جهة الغرب.

        الجانب الجنوبي: توجد غرفة عند الزاوية الجنوبية الغربية وغرفة اخرى ملاصقة لبرج باب القبلة، تتوسطهما طارمة مكشوفة، ومدرج هاتين الغرفتين يقع في الزاوية الجنوبية الغربية الى جهة الغرب، كما توجد على ممر باب القبلة غرفة، وعلى الجانب الشرقي من برج باب القبلة غرفة أخرى، بينما توجد غرفة على الزاوية الجنوبية الشرقية، وبين الغرفتين طارمة مكشوفة ومدراجها من ممر باب القبلة.

        وكان على جهة الشرق والزاوية الشمالية الشرقية، وكذلك على الجانب الشرقي من برج السلام غرف، إلا أنها هدمت عندما زادوا في ارتفاع الأواوين من داخل الصحن.

        والحاصل أن الغرف العلوية كانت ثلاث عشرة غرفة قائمة،  قبل التطور الأخير، ولكنها قد أزيلت ولم يعد في الطابق العلوي أي غرفة.

        ومن الملاحظ أن الطابق العلوي في التطور الأخير قد أنشىء بمستوى واحد يحتوي على أشكال هندسة لا تختلف عن الطابق الأرضي، كما أن عدد أقواسها تتطابق معها أيضاً. كما ويلاحظ أن ثلاث جهات من الطابق العلوي وبالتحديد الشرقية والجنوبية والغربية أنشئت من الطابوق الأصفر (الجمهوري) منقوشاً بالقاشاني لتحديد الأقواس، بينما جاءت الجهة الشمالية مكسوة بالقاشاني، كما أنشئت فيها أواوين، ومما يميزها عن الجهات الأخرى أنها خالية من الشبابيك التي أنشئت وسط الأقواس في الجهات الأخرى، كما أن سطح الطابق الأرضي مبلط وقد استخدم لتثبيت أجهزة التكييف.

(187)

 

        من الملاحظ في هذه الصورة أن الأبنية المجاورة للمرقد الحسيني الشريف قد تطاولت على جدار المرقد رغم حرص اللجنة المشرفة على تعميرات الروضة على تدارك هذا الأمر وذلك بتعلية سور المرقد ثلاث مرات أو أربع مرات خلال نصف قرن، ولكن دون جدوى، حيث إن ازدياد عدد الزائرين اقتضى إنشاء أبنية عامودية لاستيعاب هذا الكم الهائل من الوافدين المصرين على المبيت على مقربة من المرقد الشريف، وقد

(188)

 

أخبر الإمام علي بن الحسين السجاد ع عن ذلك حين قال:« كأني بالقصور وقد شيدت حول قبر الحسين ع، وكأني بالأسواق قد خفت حول قبره، فلا تذهب الأيام والليالي حتى يسار أليه من الآفاق..»(1)، وبالفعل هذا ما هو حصل في وقتنا الحاضر، حيث نجد المباني العالية والأسواق العامرة حول المرقد الشريف، الى جانب كثرة المجاورين وزرافات الوافدين الى الحرم المطهر.

        وفي ظل هذه الاصلاحات والتعميرات فقد تم أكساء أرض الصحن الحسيني الشريف بالرخام الأزرق بعد أن قاموا بمدالمرقد الحسيني بشبكة صرف المياه وسحبها الى الخارج لتصب في مجاري الصرف الصحي، في حين زود الصحن بعدد من الفتحات المشبكة المصنوعة من الرخام لهذا الغرض، كما هو ملاحظ في الصورة السابقة.

 

       

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار:98/114.

(189)

 

(190)

 

 

(191)