تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

 

  416 1        ش264

          (102)

 

ضريح الإمام الحسين ع من الجهة الشرقية

 

 

 

      416 2    ش265

          (103)

 

 

ضريح الامام الحسين ع من الجهة الغربية

 

(416)

 

  • وفي هذه السنة أيضاً زار أمير البحرين الشيخ عيسى بن خليفة(1) المرقد الحسيني الشريف(2).
  • ومنذ سنة 1384هـ وحتى سنة 1388هـ قام مجموعة من الإيرانيين بجمع تبرعات لشراء سجاد إيراني فاخر من أجود مصنوعات مشهد وتبريز الإيرانيتين لفرش أرض الروضة الحسينية والتي قدر مساحتها الإجمالية بألف وأربعمائة متر مربع، بالإضافة الى عشرين قطعة من اسجاد الخاص لستائر أبواب الروضة الشريفة، كما تبرعوا بثلاثين آلة تبريد ماء(3) للمرقد الحسيني لأجل سقاية الزائرين، وعدد من القناديل الكبيرة الحجم والثمينة لإنارة الروضة الحسينية وقد تم التنسيق بين الأعيان الإيرانيين والحكومة الإيرانية ليتولى الحاج علي الكتيبائي(4) للقيام بالمهام الرسمية لدى السلطات العراقية لتسهيل إيصالها الى المرقد الحسيني(5).
  • وفي سنة 1385هـ وبالتحديد في النصف من شعبان رفع باب القبلة القديم ونصب محله باب جديد ضخم مزخرف بالحفر البارزة وتحيط إطاره زخارف نباتية معمولة من خشب مطعم بخشب شجر النارنج، وقد زوق أعلاه بأبيات شعر بالفارسية نقشت بالميناء والفضة(6)، ولا يخفى أن هذا الباب أكبر(7) من سابقه حيث يبلغ ارتفاعه حوالى 6أمتار بعرض 4أمتار

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) عيسى بن خليفة: هو عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، أمير دولة البحرين (1352-1420هـ) تولى الحكم بعد والده عام 1381هـ، وتولى بعده نجله حمد الثاني.

(2) كتاب هذا الحسين: 233.

(3) ومن مواصفات جهاز التبريد أنه كان ذا أربعة حنفيات (صنابير).

(4) علي الكتيبائي: كان من رجال الدولة والتجارة، وكان رجل علاقات، وبحكم موقعه المخضرم وولائه لأهل البيت ع كان مقبولاً لدى بعض البيوتات العلمية والدينية، توفي في طهران حدود عام 1399هـ، وكان فترة يشغل منصباً رسمياً في وزارة المالية أيضاً.

(5) راجع شهر حسين: 491.

(6) وقد احصيت فكانت ثمانية أبيات في سطرين كل شطر وضع في إطار هندسي جميل وثبت على الخشبة الفوقانية لإطار الباب.

(7) وللعلم فإن ارتفاع الباب القديم كان 5,5م وعرض 3,5م.

(417)

 

وهو مهدى من قبل الحاج خالق(1) زادگان(2) وعلى جانبي أعلى الباب كتب بالقاشاني الآية الكريمة: (بسم الله الرحمن الرحيم* إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهرك تطهيراً)(3) وفي أسفل الآية من جهة اليمين جاءت العبارة التالية: «كتبه جواد عبد نصيف» ومن الجهة الأخرى كتب اسم المتبرع وهو خالق ثم جاءت العبارة التالية:«صنع هذا الباب في عهد السيد عبدالصالح السادن يوم الخميس 8شعبان 1385هـ (2/12/1965م)»(4)، كما كان قد كتب على الباب العبارة التالية:«باب القبلة» بالخط الأصفر على القاشاني الأزرق.

         

        418  ش266

          (104)

 

 

باب القبلة

 

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) خالق زادگان: من كبار تجار أصفهان، توفي في أصفهان ونقل جثمانه الى كربلاء ودفن في المرقد الحسيني.

(2) بغية النبلاء: 169.

(3) سورة الأحزاب، الآية: 33.

(4) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 186.

(418)

 

         

          وعلى قمة واجهة الباب من الخارج كتب بالخط المضيء «السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين»، وقد رفع في بداية القرن الخامس عشر تشييد بناء السور الخارجي للصحن الشريف.

  • وفي العشرين من شهر شعابن المبارك من هذه السنة (1385هـ) نصب باب القبلة القديم في محل باب السدرة الواقع في الجهة الشالمية الغربية للصحن الحسيني(1).

ش267

419(105)

 

باب السدرة

 

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 189، مدينة الحسين: 4/330، ومن الجدير ذكره أن الأشعار الفارسية قد أزيلت في السنوات الأخيرة.

(419)

 

          وعلى أثره قامت اللجنة المشرفة على إعمار المرقد الحسيني الشريف بإجراء اصلاحات جذرية على مدخل باب السدرة(1) من الخارج والداخل على حد سوء، حيث إن هذا الباب جاء أكبر من سابقه مما آل الى تجديد القاشاني الذي كان يزين جدار المدخل وأقواسه.

  • وفي سنة 1385هـ أيضاً تم صنع بابي الرواق القبلي(2) كما نصبوا فيما بعد(3) فوق كل واحد منهما قوس مصنوع من الميناء المؤطر بالذهب والمكسو بالزجاج مكتوب عليه بخط جميل أبيض«التكبير والتسليم» من الزيارة المطلقة للإمام الحسين وذلك في تسعة أسطر والتي نصها: «الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق،- ثم قل- السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يانبي الله، السلام عليك يا خاتم النبيين، السلام عليك ياسيد المرسلين، السلام عليك يا حبيب الله، السلام  عليك ياأمير المؤمنين، السلام عليك يا  سيد الوصيين، السلام عليك يا قائد الغرالمحجلين، السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك وعلى الأئمة من ولدك، السلام عليك يا وصي أمير المؤمنين، السلام عليك أيها

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) السدرة: شجرة عملاقة ثمرها النبق، يستفاد من ورقها في غسل الأموات كفريضة شرعية، حيث يجفف ورقها ويطحن، وبما أن فيها رغوة كالصابون فان القدامى كانوا يغسلون أجسادهم بها، وسبب تسمية هذه الباب بالسدرة لأن أنشاءه جاء على مقربة من المواقع الذي كان فيه شجرة السدرة وكان الزائرون أيام العباسين يستدلون على قبر الأمام الحسين ع، إلا أن هارون الرشيد العباسي أمر بقطعها حتى لايستدل الزائرون الى مرقده الشريف والذي كان هو الآخر قد هدم ومخر وحرث القبر الشريف، وعلى هذا الاساس قال أئمة أهل البيت ع لعن الله قاطع السدرة.

(2) لقد سبق وقلنا إنهما صنعا في العام الماضي وقلنا بأن طول كل واحد منهما متران وبعرض مترين ونصف.

(3) إن نصب البابين والقوسين تم في عام 1388هـ كما سيأتي.

(420)

 

 الصديق الشهيد، السلام عليكم يا ملائكة الله المقيمين في هذا المقام الشريف، السلام عليكم يا ملائكة ربي المحدقين بقبر الحسين ع، السلام عليكم مني أبدأ ما بقيت وبقي الليل والنهار(1)»(2).

          وجاء تحتها خط عاشر ذو أرضية بيضاء وكتابة زرقاء فيه أسماء المتبرعين وهو كالتالي:

          « المتبرع الحاج عبدالأميرالحاج مهدي الأزري(3)، الساعي الشيخ مؤيد(4) في عهد السيد عبد الصالح الگليدار، سازنده مينا اصفهان شكر الله صنيع زاده، وزرگري حاج محمد حسين پروش بسعي حاج شيخ يوسف عبد الغفار»(5) هذا بالنسبة الى القوس المثبت على الباب الشرقي، وأما القوس الآخر فلا يوجد عليه أسماء المتبرعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) للأمام الحسين ع عدد من الزيارات المطلقة التي تتلى في أي وقت، بل وفي أي مكان من قريب أو بعيد وله زيارات خاصة تتلى في أيام خاصة، وهذه الزيارة تعد من مقدمة الزيارات المطلقة_ راجع باب الزايارات من هذه الموسوعة.

(2) مفاتيح الجنان: 802.

(3) عبدالأمير بن مهدي الأزري: ولد نحو عام 1336هـ في بغداد، وتوفي في بيروت عام 1400هـ ونقل جثمانه الى النجف حيث دفن في المدرسة الأزرية التي أنشاها، كان من كبار تجار الأقمشة، كان عضواً بغرفة التجارة في بغداد، وله خدمات جليلة.

(4) المؤيد: هو محمد حسين بن أبي القاسم(1331ـ 1420هـ) ولد في النجف وتوفي في طهران في العاشر من شهر جمادى الاولى، درس في النجف، ثم انتقل الى بغداد واختار الأعمال الحرة، ثم استوطن طهران، من انجازاته السعي في تجديد ضريح العسكرين في سامراء وبعض الخدمات في الروضة الكاظمية، وبنى مجمعاً سكنياً كبيراً في دولت آباد في جنوب طهران للعراقيين المهجرين وشيد فيها مجمعاً إسلامياً يضم مسجداً وحسينية ومكتبة.

(5) يوسف بن عبد الغفار: كان من التجار الأخيار، من أصل تركي، كان في البداية في النجف، ثم انتقل الى بغداد، ويلقبه بعض اخوته بالحائري، عمل كوكيل عام للحاج عبدالأمير الأزري في تجارة الأقمشة، وكانت ولادته في حدود عام 1344هـ، يعتقد موته بعد إلقاء القبض عليه في العراق في أواخر القرن14هـ.

(421)

 

 

    422      ش268

          (106)

 

 

صورة كتابة المقطع الأول من زيارة الحسين المثبتة فوق الباب الشرقي للرواق

 

          وقد تم صنعهما والبابين في مدينة اصفهان على يد الحاج محمد حسين پرورش الأصفهاني(1)، كما تولى الحاج شكر الله صنيع زاده الأصفهاني تزيينها بالميناء(2)، ومحتوى هذين البابين من الخشب المكسو بالذهب الخالص والمطعم بالميناء والمزوق ببعض الآيات القرآنية والأشعار الولائية والمغلف بالزجاج وقد نقشت على إطار الباب الغربي المثبت بالحائط آيات من الذكر الحكيم كل جزء منها وضع في أطار هندسي جميل وقد أحاطت الكتابة بالباب من جوانبه الثلاثة، وفي كل جانب توجد عشرة أطر فالمجموع ثلاثون إطاراً اثبت فيها قصيدة فارسية ولائية وضع كل شطر منه في إطار هندسي جميل ابدلت الكتابة الشعرية بآيات قرانية عام 1417هـ كما سيأتي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد حسين پرورش الأصفهاني.

(2) شكرالله صنيع زاده ألاصفهاني: ولد عام 1325هـ في أصفهان وفي عام 1352هـ تخرج على جده الأمي عبدالحسين صنيع همايون النقاش الذي اختص بالبلاط القاجاري، حتى أصبح من كبار النقاشين في الخاتم والميناء.

(422)

 

          وأما مصراعا الباب فقد نقشت على أطرافهما القصيدة العينية التالية- من المتقارب-:

هنا لابن فاطمة مضجعُ                   به نحن بالله نستشفــــــع

هنا كل يوم تنادي السما                   ألا أيها المسلمون اسمـــعوا

متى رمتم الفوز يوم الجزا                بباب الحسين قفوا واخشعوا

فما هو إلا لدار الخلود                     مـجاز لشيعته مهــــــــــــيع

وقولوا سلام على الطاهرين             من الرجس فوق الثرى صرعوا

فهم خير من حمل المرهفات             وهم خير من ضحت الأذرع

هنا موضع لابن بنت الرسول           وللصحب في جنبه موضع

هنا وهنا ساميات القباب                  يطوف بها السجد الركع

قباب تود السماء لهــــــــــــــا                     شموس بأفلاكها تسطع

قباب عليها وفيها الهدى                            لنا فهي للنور مستودع

قباب قضى الله أن يستطيل                  على النجم سؤددها الأرفع

هنا نتذكر(1) يوم الحسين                 فتسبق ألفاظنا الأدمــــــع

تراه وقد خانه الناكثون                       فجاءته راياتهم تســـــرع(2)

فقطع(3) هذا بحد الظبا             وهـــذا بحر الظما يصرع

وهذا على صدره طفله                     بســـــــهم العدا نحره يقطع

وهذي وتلك به تستغيث                   ليرجعهم(4) وهو يسترجع

هنا في المحرم نادى الحسين                     فدوى الزمان له أجمع

فحط الرجال هنا والنساء                 ستسبى هنا وهنا المصرع

ندا يرن بسمع العصور          ويرويه عن مجمع مجمع

تكاد السماوات تبكي له                    دماً والجبال له تخشــــــــع

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) في مرقد الحسين والعباس: «وتذكرت».

(2) وقد قرأها بعض من اتصلنا به: «فجاء براياته يشرعُ».

(3) في تاريخ مرقد الحسين والعباس: «فيصرع» بدل «فقطع».

(4) لقد قرأها بعضهم «ليرجعهم» بالتشديد.

(423)

 

 

فيا زائريه إذا شئتم               سموا لدى بابه فاركعـــــــــــــــــوا

وإن شئتم مفزعاً أرخوا:(1)               ضريح حسين هو المفزع

          نصفها الأول- أي (11) بيتاً منها ـ على المصراع الشرقي(2) والنصف الآخر على المصراع الغربي وجعل كل شطر منها في أشكال

          ش269

   424       (107)

 

 

الباب الغربي للرواق الجنوبي للحضرة الحسينية في الطارمة

 

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) قوله: «ضريح حسين هو المفزع» يعادل «1018+ 128+ 11+228= 1385» وقد جاء في المصدر «الحسين» وهو تصحيف.

(2) تفصيله على الشكل التالي: البيت الأول الى الرابع على جهة اليمين ـ الشرق- من المصراع الشرقي للباب وفي الأعلى البيت الخامس مع صدر البيت السادس، وعلى=

(424)

 

هندسية جميلة متناسقة مع مجمل زخرفة الباب كما نقشت في وسط النصف الأعلى للمصراع الأيمن وفي أطار هندسي جميل الآية الكريمة التالية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)(1) بينما نقش وفي وسط النصف الأسفل منه في شكل هندسي مماثل الحديث النبوي الشريف: « قال رسول الله: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»(2)، وأما بالنسبة للمصراع الأيسر- الغربي- فقد نقشت في وسط النصف ألاعلى منه الآية الكريمة:( قل لا اسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)(3) بينما نقشت في وسط النصف الأسفل منه الحديث النبوي الشريف: «قال رسول الله الحسن والحسين أمامان قاما أو قعدا»(4).

          وقد تبرع الحاج عبدالأمير الأزري بتكاليف هذا الباب الغربي في الطارمة­(5).

ــــــــــــــــــــــــــ

= الجانب الأيسر من المصراع كتب عجز البيت السادس والبيت السابع والثامن والتاسع وصدر البيت العاشر، وفي الأسفل منه كتب عجز البيت العاشر والبيت الحادي عشر، وجاء البيت الثاني عشر الى الخامس عشر على يمين المصراع الغربي للباب وفي الأعلى أثبت البيت السادس عشر مع صدر البيت السابع عشر، وفي الجانب الأيسر جاء عجز البيت السابع عشر مع البيت الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين مع صدر البيت الواحد والعشرين وفي الأسفل عجز البيت الواحد والعشرين مع البيت الثاني والعشرين.

(1) سورة الاحزاب، الآية: 33، جاءت في أربعة أسطر(إنما يريد الله)،(ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)،(ويطهركم)، (تطهيراً).

(2) قادتنا: 5/193عن نزل الأبرار: 5 وغيرهما، جاء في ثلاثة أسطر: (قال رسول الله)، (الحسن والحسين سيدا شباب)،(أهل الجنة)، ولا يخفى أن في تعميرات التسعينات الهجرية ابدلت هذه القطعة بالقطعة التي فيها الآية الكريمة: (قل لا اسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) والتي كانت في أعلى المصراع الأيسر.

(3) سورة الشورى الآية: 23، جاءت في ثلاثة أسطر(قل لا)،(اسألكم عليه أجراً إلا المودة)،(في القربى)، وقد ابدلت هذه القطعة في تعميرات التسعينات الهجرية بالقطعة التي فيها الحديث النبوي الشريف: « الحسن والحسين سيدا شاب أهل الجنة».

(4) بحار ألانوار: 43/291، وجاء في ثلاثة اسطر: (قال رسول الله)، (الحسن الحسين إماما قاما)،(أو قعدا).

(5) راجع مدينة الحسين: 4/84(الملحق).

(425)

 

 

          وأما الباب الشرقي فهو يماثل الباب الغربي إلا في القصيدتين وكتابة إطاره، فالقصيدة العربية هي كالتالي- من الرمل-:

قل لمن ذاب حنينـــاً واشتياق            لذراري المصطفى بعد الفراق

ههنا وارى حسيناً قبره                    أكذا البـدر يواريه المحاق

وهنا مذ سكنت أنفاسه                     قفد اهتزت له السبع الطباق

مزقت أعضاءه سمر القنا                نهبت أحشاءه البيض الرقاق

وبآل الله كم قد هتكت                     آل حرب وعصايات النفاق

يزعمون الدين ما جاؤوا به              ودم الدين بأيديهم يـــــراق

رصدوا الطرق على خير الملا          ليحولوا دون من رام اللحاق

حرموا الماء عليهم وأبوا                 لبنيهم قطرة منه تـــــــــــذاق

كم رضيع يتلظى ظمأ                     قلبه أوشك أن يذكو احتراق

وصريع مثله فوق الثرى                 حين أبقته القنا رهن السباق

مر يوم القلب صبراً عنهم                وسلواً سامه ما لايطـــــاق

نحن لا ننسى حسيناً والألى              ما اعتلى مثلهم الخيل العتاق

نحن لا ننسى حسيناً جددت              نحوه الأظفار ذؤبان العراق

كلما حاول إرشادهم              في الشقا  ضلوا وتاهوا في الشقاق

وحسين جادها أزكى دم                   جاده الدم اندفاعاً واندقاق

لا تلم أن ننتشق من تربها                 إنها أشهى من المسك اتشاق

آل بيت نذروا أنفسهم            أن يقيموا الحق مرفوع الــرواق

ههنا قد أخذ الجيش بهم                   مثلما دار على الخصم النطاق

لجب قد وسع الظلم لهم                    وبه صد الفضا الرحب وضاق

وتلاقى بأباة أيقنوا                          أنه ما من قضاء الله واق

فتهاووا ها هنا صرعى وفي             جنة الخلد لهم طاب التلاق

هذه أبوابها قد أرخت(1):                 ما لها دون محبيها انغلاق(2)

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) قوله: «ما لها دون محبيها انغلاق» يعادل: «77+ 60+ 66+ 1182= 1385» هذا وقد جاء في المصدر «مجيبها» وهو تصحيف.

(2) راجع تاريخ مرقد الحسين والعباس: 156ـ157، والصور المرفقة، الى جانب مشاهداتنا.

(426)

 

          نصفها على المصراع الأول والنصف الآخر على المصراع الثاني(1).

          وأما كتابة الإطار فهو يحتوي على خمسة عشر بيتاً من الشعر الفارسي وضع كل شطر منها في أطار هندسي عشر أشطر منها في الجهة الشرقية وعشر أشطر أخرى في الجهة العليا ومثلها في الجهة الغربية، وهي أشعار ولائية، ولأنها فارسية وولائية فقد ابدلت بآيات قرآنية نحو عام 1417هـ كما سيأتي.

          وكتب في أعلى المصراع الأيمن- الشرقي-  في أشكال هندسية تشبه الباب الغربي الآية الكريمة: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) وفي الأسفل جاء الحديث الشريف: «قال الرسول الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» وأما في أعلى المصراع الأيسر- الغربي – جاءت الآية الكريمة التالية: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) وفي الأسفل الحديث الشريف: « قال الرسول: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا»(2).

          ومن الجدير ذكره أن الباب الغربي قد استخرجت مواده الذهبية والفضية من مخزن إلامام الحسين ع وأضيف إليه ما نقص من تبرعات المؤمنين كما تبرع جماعة من التجار العراقيين والايرانيين بأجور صنعه وبقية مخارجة(3).

          ولذلك لا توجد عليه أسماء المتبرعين، وكان محافظ كربلاء(4) قد

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فهو على الشكل التالي: المصراع الشرقي على اليمين الأبيات الأربعة الأولى، وفي الجهة العلوية يوجد البيت الخامس والصدر من البيت السادس، وأما على الجهة الغربية لهذا المصراع فيوجد العجز من البيت السادس وألابيات السابع والثامن والتاسع وصدر البيت العاشر، وأما في الجهة السفلية فعجز البيت العاشر والبيت الحادي عشر، وهكذا على المصراع الثاني من هذا البيت يكتمل22بيتاً.

(2) وفي عام 1388هـ تم نصب هذين البابين مع القوسين كما سيأتي.

(3) الرسالة الآولى للحاج حسين الشاكري الموجهة الى المؤلف بتاريخ 17/رمضان/ 1400هـ.

(4) جاء في المصدر«عباس البلداوي» والظاهر أنه تصحيف لأن البلداوي كان محافظاً لكربلاء ما بين عامي 1373و 1374هـ، بينما كان محافظ كربلاء في هذا العام سلطان أمين ثم جابر حسن الحداد.

(427)

 

 اقترح تجديد هذا الباب، وعلى أثره اجتمع مع سادن الروضة الحسينية السيد عبدالصالح طعمة والصاغة الإيرانيون الذين جاؤوا لنصب شباك ضريح أبي الفضل العباس وذلك عام 1385هـ.

          وأما الباب الشرقي فقد سعى الشيخ المؤيد الى جمع التبرعات ممن سبق ذكرنا اسمائهم(1).

          ولا يخفى أن البابين السابقين كانا مصنوعتين من خشب الساج وليس عليهما أي نقوش تذكر.

  • وفي عام 1385هـ بعد ما وصل ضريح أبي الفضل العباس ع(2) طلب(3) الحاج حسين(4) الشاكري(5) من الشيخ المؤيد الذي كان يسعى الى تجديد أبواب الطارمة العباسية بأن يجعل باب القبلة الرئيسي من نصيبه إلا أن الشيخ المؤيد قال: إن الباب قد أنجز وهو على شرف النهاية واقترح عليه أن يتبرع بصناعة باب ذهبي مماثل للروضة الحسينية وقد أخبره بأن البابين الآخرين في الطارمة الحسينية قيد الإنجاز فوافق على ذلك بكل رحابة صدر وقدم مبلغ عشرة الآف دينار كمقدمة لذلك وطلب منه أن يكون ارقى مايمكن مهما بلغت التكاليف.

          وبالفعل فقد اتفق الشيخ المؤيد مع الصاغة وذوي الاختصاص بمدينة أصفهان وبدأ العمل.

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع كتاب ذكرياتي للشاكري: 1/56.

(2) أوردنا تفاصيل ذلك في الفصل الخامس بمرقد أبي الفضل العباس.

(3) وكان ذلك في شهر رمضان أو شوال.

(4) وقد ورد أسمه في مدينة الحسين: 4/84 تصحيفاً الحاج جاسم الشاكري.

(5) حسين الشاكري: هو ابن محمد بن عبدالرحيم ،ولد في النجف عام 1344هـ وسكن بغداد، من ارباب التجارة والصناعة، ترك العراق عام 1400هـ وسكن قم عام 1403هـ، له مشاركات سخية في إنشاء العديد من المرافق العلمية والأدبية والاجتماعية والثقافية،كان ولازال عضواً في الكثير من المؤسسات، وأخيراً انتهج الخط الثقافي فألف نحو 12مؤلفاً منها موسوعة علي وموسوعة المصطفى وكتاب من أعلام الصحابة والتابعين.

(428)

 

  • وفي عام 1386هـ تم إنجاز الباب القبلي الكبير للروضة الحسينية في مصانع مدينة أصفهان وقد بلغت تكاليفه مبلغ خمسة وعشرين ألف دينار عراقي(1) تبرع به الحاج حسين الشاكري(2). فجاء الباب الذهبي هذا بديع الصنع عليه نقوش رائعة وكتائب ذات علاقة بالإمام الحسين ع، وغلف الباب بالزجاج مما زاده جمالاً.

وقد ذكر المتبرع في كتابة مميزات هذا الباب بما يلي:

1- إن سعة الباب وارتفاعه كانت مميزة عن غيره حيث إنها الباب الرئيسي لحرم سيد الشهداء الحسين بن علي ع فقد جاء ارتفاعه ثلاثة أمتار وخمسة وستين سنتيمتراً وبعرض مترين وستين سنتيمتراً .

2- كان من المتعارف عند الصاغة أن يجعلوا مادة النحاس أساساً لزخرفة الأبواب ومن ثم تطلى بالذهب، ولكن هذا الباب خاصة صنع أساساً من الفضة ثم طلي بالذهب.

3- فقد صنعت الإطارات المحيطة بوسط كل مصراع من الخاتم المزخرف الثمين والدقيق الصنع في حين أن إطارات الأبواب الأخرى طليب بالذهب فقط.

4- صنعت الجهة الخلفية من الباب من الأخشاب المتنوعة والملونة الثمينة وملبسة بينهما بالخاتم والأسلاك الذهبية والفضية والنحاسية وذلك على شكل قطع هندسية بديعة(3).

وأما كتابة الباب فهي على ثلاثة أقسام:

أولاً: إطار الباب والتي لم يصلنا خبر ماجاء فيها لأنها أبدلت بآيات قرآنية في عام 1417هـ كما سيأتي الحديث عنها ولم يكتب عنها مع الأسف.

ـــــــــــــــــــــــ

(1) ولا يخفى أن الدينار العراقي كان آنذاك يعادل 3,333دولاراً وسعر الكيلومن الذهب الخالص ذو العيار 9999كان يعادل 480ديناراً.

(2) وكان قد دفع منه عشرة آلاف في بداية العمل عام 1385هـ ولذللك ورد في مجلة الموسم: 19/354« أنه بكلفه عشرة آلاف دينار عراقي، وقيمة كيلو غرام الذهب آنذاك 450 ديناراً» هذه في البداية.

(3) راجع كتاب ذكرياتي للشاكري: 1/56ـ57 بتصرف.

(429)

 

          ثانياً:ما جاء في وسط المصراعين، وفي الحقيقة فإن على كل مصراع ثلاث نقشات شبه دائرية: الأولى في الثلث الأعلى والثانية في وسط الباب والثالث في الثلث الأسفل، فالوسطى من المصراعين تحتوي على نقوشات نباتية وفيه الأوراد والأزهار بألوان زاهية، وأما الدوائر الأربع الأخرى فقد كتب فيها الأحاديث النبوية الشريفة وقد تبين لنا من بعض الصور التي لدينا قسم مما في الدائرة العليا من المصراع الأيسر(الغربي) وهي:«... إن رسول الله قال لعلي وفاطمة والحسين والحسين أنا حرب لمن حاربتم وسلم

   430       ش270

          (108)

 

صورة قسم من المصراع الأيسر

 

(430)

 

لمن سالمتم»، وجاء ما ظهر من السفلى:« روى الترمذي(1)...»، وأما المصراع الأيمن فلم نتوصل الى نص كتابته الا أنها قريبة من الحديث الذي أثبت على المصراع الأيسر.

          ش271

      431    (109)

 

صورة أيوان الذهب والباب القبلي الكبير للروضة قبل تغيير الكتابة

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الترمذي: هو محمد بن عيسى بن موسى السلمي البوغي(209ـ279هـ) من أئمة الحديث، من أهل ترمذ الواقع على نهر جيحون، رحل الى خراسان والعراق والحجاز لأجل كسب المزيد من الحديث، توفي في مسقط رأسه بعدما أصيب بالعمى، من مؤلفاته: كتاب الشمائل النبوية، العلل في الحديث، والتاريخ، بالإضافة الى كتابه الجامع الكبير والذي عرف بصحيح الترمذي.

(431)

          ثالثاً: جاء في إطار المصراعين اثنين وعشرين بيتاً استلت من القصيدة(1) العينية للشاعر محمد مهدي الجواهري(2) والتي هي ـ من المتقارب ـ وهذا نصها(3):

فداء لمثواك من مضجع                  تنور بالابلــــــــج الأروع

بأعبق من نفحات الجنان                 روحاً ومن مسكها أضوع

ورعياً ليومك يوم الطفوف               وسقياً لأرضك من مصرع

وحزناً عليك بحبس النفوس              على نهجك النير المهيـــــع

فيا أيها الوتر في الخالديـ                  ـن فذاً الى الآن لم يشفـــــع(4)

ويا عظة الطامحين العظام               للأهين عن غدهم قنــــــــع(5)

تعاليت من مفزع للحتوف                وبورك قبرك مـــــــن مفزع

تلوذ الدهر فمن سجدٍ                      علـــى جانبيه ومن ركـــــــع

شممت تراك فهب النسيم                 نسيم الكرامة من بلقــــــــــــع

وعفرت خدي بحيث استراح            خد تفـــــــرى ولم يضـــــــرع

وحيث سنابك خيل الطغا                 ة جالت عليه ولم يخشـــــــع(6)

وخلت وقد طارت الذكريات             بروحي الى عالم ارفــــــــــــع

وطفت بقبرك طوف الخيال             بصومعة الملهم المبـــــــــــدع

ــــــــــــــــــــــــ

(1) هذه القصيدة ألقاها الشاعر في الحفل الذي أقيم في كربلاء في ذكرى استشهاد الإمام الحسين ع وذلك بتاريخ 12 محرم عام 1367هـ.

(2) الجواهري: هو محمد مهدي بن عبدالحسين بن عبد علي بن محمد حسن صاحب كتاب جواهر الكلام (1317ـ 1418هـ) ولد في النجف وسكن بغداد وبراغ ثم دمشق وبها توفي، شاعر ذائع الصيت، ومن مؤلفاته: الجمهرة، حلية الأدب، بين الشعور والعاطفة.

(3) ديوان الجواهري: 2/266، ديوان القرن الخامس عشر قافية العين من هذه الموسوعة.

(4) هذه الابيات الخمسة جاءت في الجهة الشرقية من المصراع الأيمن من الباب.

(5) هذا البيت جاء في آعلى المصراع الأيمن من الباب.

(6) هذه الأبيات الخمسة جاءت في الجهة الغربية من المصراع الأيمن من الباب.

(432)

كان يدأ من وراء الضريح               حمراء مبتورة  الإصبع

تمد الى علم بالخنو                   ع والضيم ذي شرف مترع

لتبدل منه جديب الضمير                  بآخر معشوشب مـرع(1)

تعاليت من صاعق يلتظى                فإن تدج داجنة يلمـــــع(2)

تأرم حقداً على الصاعقات               ولم تن ضيراً ولم تنفعِ

تعاليت من «فلك» قطره                   يدور على المحور الأوسع

فيا بن «البتول» وحسبي بها             ضماناً على كل ما ادعي

ويابن التي لم يضع مثلها                           كمثلك حملاً ولم ترضع

ويا غضن«هاشم» لم ينتفع                        بأزهر منك ولم يفــــرع(3)

          وفي أسفل كل من المصراعين جاء اسم المتبرع والساعي والخطاط والصائغ فالمتبرع هو الحاج حسين الشاكري والساعي هوالشيخ محمد حسين المؤيد، والخطاط هو زرين قلم، والصائغ هو محمد حسين پروش وصاحب الميناء هو شكر الله صنيع زاده(4).

          وقد غلقت الباب بالزجاج مما زاده جمالاً، هذا وقد تم نصب الباب عام 1388هـ كما سيأتي.

          وأما الباب الفضي القديم فقد وضع في خزانة الامام الحسين ع.

          كما ألحق الشاكري أيضاً بهذا الانجاز كتابة نصف دائرية بعرض 260سم وارتفاع 160سم كتب بالخط الفارسي في وسطها بالذهب والميناء الحديث النبوي الشريف«قال سيد الكونين حسين مني وأنا من حسين».

          وضعت في أعلى الباب(5)، وكتب في نهايتها: «المتبرع الحاج حسين الشاكري، الساعي الشيخ محمد حيسن المؤيد، الخطاط زرين قلم».

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هذا الابيات الخمسة جاءت في الجهة الشرقية من المصراع الأيسر من الباب.

(2) هذا البيت جاء في أعلى المصراع الأيسر.

(3) هذه الأبيات الخمسة جاءت في الجهة الغربية من المصراع الأيسر من الباب.

(4) رسالة الحاج حسين الشاكري الثانية الموجهة للمؤلف بتاريخ 17/ رمضان 1400هـ.

(5) راجع كتاب ذكرياتي:1/56و 57.

(433)

 

          وقد نظم الشاعر محمود الحبوبي(1) قصيدةـ من الرمل- وضمنها تأريخ صناعة الباب ونصبه بقوله:

جنتي أرخها(2) منشدكم                   ادخلوها بسلام آمنين

          وقد نظم عدد من الشعراء(3) قصائد لتثبت على الباب إلا أن الاختبار وقع على شعر الجواهري(4).

  • وزار في عام 1385هـ الأمير القطري الشيخ خليفة آل ثاني(5) المشهد الحسيني المبارك(6).
  • وفي الأشهر الأخيرة من عام 1385هـ زار الرئيس العراقي عبدالسلام عارف(7) المرقد الحسيني(8).

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمود الحبوبي: هو ابن حسين بن محمود ولد في النجف عام 1323هـ، أديب شارع له ديوان شعر ضم مختلف أشعار، طبع منه الجزء الأول، نشرت أبياته في عدد من الصحف العراقية.

(2) قوله:« منشدكم ادخلوها بسلام آمنين» يعادل: (454+ 647+ 133+152= 1386).

(3) هم كما جاء في مجلة الموسم: السيد موسى بحر العلوم، الشيخ محمد علي اليعقوبي، الشيخ محمد مهدي مطر، الأستاذ صالح الجعفري.

(4) مجلة الموسم الهولندية: 19/356.

(5) الشيخ خليفة آل ثاني: هو ابن حمد ولد عام 1347هـ، توفي والده عام 1367هـ فتولى الحكم عمه علي بن عبدالله ثم ابن عمه أحمد بن علي وذلك عام 1380هـ، إلا ان الخليفة كان الأقوى. واعلن الاستقلال عام 1391هـ وأصبح أميراً للبلاد عام 1392هـ حتى عام 1419هـ حيث استولى ابنه حمد على الحكم وعزل.

(6) هذا الحسين: 233.

(7) عبد السلام عارف: هو ابن محمد (1340ـ 1385هـ) ولد في بغداد، قتل في حادث الطائرة متوجهة الى البصرة في 23/12/1385هـ، كان من كبار ضباط الجيش العراقي اشترك مع عبدالكريم قاسم في قلب النظام الملكي عام 1377هـ تولى الحكم بعد أن أطاح برفيق دربه عبدالكريم قاسم 1383هـ.

(8) راجع كتاب لواء كربلاء المقدس يزدهر يفتخر يزخر بمنجزاته وفعالياته: 42. لمحات تاريخية عن كربلاء: 84.

(434)

 

  • وفي صيف سنة 1386هـ زار أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح(1) المرقد الحسيني الشريف(2).
  • وفي هذه السنة قام موظفو قسم التحريات وحماية المواقع الأثرية(3) بالمشاركة في جرد موجودات العتبة الحسينية المباركة(4).
  • وفيها زار رئيس وزراء العراق عبدالرحمن البزاز(5) المرقد الحسيني بكربلاء(6).
  • وفي هذه السنة أيضاً زار رئيس اليمن الشمالي عبدالله السلال(7) الروضة الحسينية المقدسة(8).
  • وفي سنة 1387هـ تم تصنيع حجارة الأعمدة الرخامية ذات اللوان الأرجواني المعرق بالبياض بشكل اسطواني محزز لإيوان الذهب في

مصانع طهران والتي كانت قد استخرجت من منطقة سنندج(9) الجبلية، وقد قدرت قيمة هذا الرخام المعرق بحوالى ربع مليون دينار عراقي يومذاك، وحملت

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) صباح السالم آل صباح: هو الأمير الثاني عشر لدولة الكويت (1332ـ 1397هـ) خلف الشيخ عبدالله السالم آل الصباح عام 1385هـ وخلفه جابر الأحمد آل الصباح والذي لازال في الحكم الى تاريخ هذه الأوراق.

(2) جاء في كتاب هذا الحسين: 233 أنه زار المرقد الحسيني عام 1963م (1383هـ) وهذا لا يصح.

(3) هذه الدائرة تابعة لمديرية الآثار العامة العراقية.

(4) مجلة سومر البغدادية: 28/118. التاريخ: 1966م.

(5) عبدالرحمن البزاز: ولد في بغداد عام 1332هـ حقوقي، تولى المحاماة، رأس الحكومة العراقية عام (1386هـ= 1966م) وتوفي في بغداد عام 1393هـ، له من المؤلفات: الاسلام والقومية العربية، مبادىء أصول القانون، التربية القومية.

(6) راجع كتاب لواء كربلاء المقدس يزدهر يفتخر يزخر بمنجزاته وفعالياته: 44.

(7) عبد الله السلال: قام بانقلاب عسكري على أئمة اليمن الزيدية وأطاح بالسلطان أحمد بن يحيى عام 1382هـ، واعلنها جمهورية، حكم بعده الرئيس سالم ربيع علي.

(8) هذا الحسين: 233.

(9) سنندج: قاعدة محافظة تقع في شمال غربي إيران، قريبة بعض الشيء من الحدود العراقية وتوازي مدينة كركوك، تبعد عن طهران 512كيلومتراً، وهي منطقة جبلية معروفة بأحجارها.

(435)

 

 بعدها من طهران في قوافل شعبية ورسمية بعد ان نسقت اللجنة المشرفة بين حكومتي البلدين العراق وإيران(1).

  • وفي هذه السنة أيضاً زار المرقد الحسيني الرئيس العراقي عبدالرحمن عارف(2).
  • وفي هذا السنة زار الرئيس اليمن الجنوبي قحطان الشعبي(3) الروضة الشريفة(4).
  • وفي سنة 1388هـ وبالتحديد في الحادي عشرمن محرم الحرام وصلت القافلة المحملة بالأعمدة الرخامية المكونة من سبع وعشرين سيارة شحن كبيرة وقد رافقت هذه القافلة مجموعة من الأعيان والفنيين وبعض المسؤولين الإيرانيين واستقبلت القافلة من قبل الشعب العراقي بحفاوة الى أن وصلت الى مدينة كربلاء مروراً بالعاصمة بغداد، وبما أن مدينة كربلاء المقدسة كانت مكتظة بالزوار حيث يفدها عدد كبير من شتى أنحاء العالم في موسمي عاشوراء والأربعين لزيارة قبر أبي عبدالله الحسين ع وأخيه أبي الفضل العباس ع فلذا تأجلت المباشرة بالعمل لنصب الإيوان لحين انتهاء مراسم زيارة الاربعين في العشرين من صفر(5)، فعنده بوشر بهدم الطارمة الخشبية ونقلت الأعمدة والسقوف الخشبية الى مرقد الحر بن يزيد الرياحي لتعمير مرقده الشريف، وقد تعاونت رئاسة ديوان الأوقاف العراقية بإرسال الرافعات اللازمة لهذا الشأن(6).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع تراث كربلاء: 52.

(2) عبدالرحمن عارف: هو ابن محمد الجميلي ولد عام 1335هـ في بغداد تولى الحكم عام 1386هـ بعد أخيه عبد السلام عارف، وخلع عن الرئاسة بانقلاب حزب البعث عام 1388هـ، وتولى الرئاسة بعده أحمد حسن البكر، وقد عاش عبدالرحمن منفياً في تركيا وعاد بعد حرب الخليج الثانية عام 1410هـ الى بغداد.

(3) قحطان الشعبي:

(4) هذا الحسين: 233.

(5) جاء في مدينة الحسين: 4/83(الملحق): « وفعلاً بوشر بتهديم هيكل بناء البهو بتاريخ 8 صفر»، ولكن المصادر الأخرى كما الواقع لايساعدان على ذلك.

(6) تراث كربلاء: 51.

(436)

 

          ومنذ أن وصلت الأعمدة وبدأوا بمباشرة الهدم ارتفعت أصوات من هنا وهناك تطالب بترميم  تلك الأعمدة الخشبية القديمة باعتبارها أثراً تاريخياً قديماً وهدم الطارمة الخشبية يعد خسارة للتراث الإسلامي، وعلى أثرها قدم جماعة طلباً الى الجهات المسؤولة في إيران لتشييد إيوان آخر في الجهة الشرقية من الصحن الحسيني بدلاً من هدم الإيوان القبلي، وطلبوا أيضاً من مديررة الآثارة العراقية  بضرورة إيقاف هدم البهو القبلي، ولكن المداولات بين المسؤولين في مديرتي الآثار والأوقاف العامة وسادن الروضة وغيرهم توصلت الى ضروة تبديل الإيوان لتداعيه، ولكنهم اتخذوا قراراً بترصيع السقف بتزاوير وفسيفساء على الطراز الإسلامي(1).

          وكان من رافق الأعمدة المهندس المعماري المعروف «لور زاده»(2) الذي جلب معه نموذجاً مجسماً لهذا البهو الذي وضعه بنفسه كان من المقرر أن يشرف على تنفيذه، وكان السيد مغيث طعمة يرافق المهندس وقد بذل جهوداً جبارة في جلب هذه الأعمدة الى كربلاء(3).

          ولما كان القسم الأكبر من الرخام قد بقي في إيران كما عاد المهندس المعماري لور زاده الى بلاده وقد تخلت إيران عن مسؤوليتها قامت الحكومة العراقية بتنفيذ ذلك، فرصدت مبلغ 120ألف دينار عراقي، وأوفد الرئيس العراقي أحمد حسن البكر(4) عدة لجان فنية عراقية لوضع التصاميم والقيام بتشييد البهو، وقد تقرر إنجاز ما يلي:

          1- سحب مياه الجوفية من الروضتين الحسينية والعباسية بكلفة 70 ألف دينار عراقي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مدينة الحسين: 4/83(الملحق).

(2) لورزادة.

(3) مغيث طعمة: هو ابن أحمد بن محمد بن جعفر، كان قد سكن طهران، اشتغل هناك بالأعمال الحرة.

(4) أحمد حسن البكر: ولد في مدينة تكريت عام 1323هـ، التحق بالكلية العسكرية ببغداد عام 1357هـ تخرج منه ضابطاً، وفي العهد القاسمي تولى عضوية المجلس العسكري، وفي عام 1383هـ تولى رئاسة الوزراء، بينما تولى رئاسة الجمهورية 1388ـ 1399هـ، توفي عام 1402هـ، وكان قد زار المرقد الحسيني أيام توليه رئاسة الوزراء أيضاً.

(437)