تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

 الركنين البارزين في الزاوية الجنوبية الشرقية، والزاوية الشمالية الشرقية(1) حيث في هذه الأخيرة كانت تقع مئذنة العبد المذكورة ولا زال أثر موقعها ظاهراً على جدار الصحن باختلاف لون الكاشاني الجديد المنصوب في محلها عن الكاشاني القديم المستعمل على جانبيه، فإذا رفعوا الركنين المذكورين كما هو المقصود ايوم زال نهائياً كل أثر للمئذنة المذكورة فتصبح كأنها ما كانت في عالم الوجود ولا رآها أحد، وقصة منارة الكفل(2) لا زالت عالقة بالأذهان تتحدث عنها في الناس الى اليوم، هذا وإن كل مشهد من المشاهد المشرفة في العراق امتاز بشكله الخاص كما يمكن ملاحظة ذلك من المقارنة بين تصاويرها، ومن بين المشاهد المشرفة فإن مرقد الحسين ع كان يمتاز بقبته الذهبية العالية ومئذنته المثلثة، وبهدم المئذنة هذه هدم ركن من أركان الحائر، كما وأن ضريحه الطاهر وصحنه امتازا عن البقية بالشكل الهندسي المسدس، فإن للضريح ستة أضلاع ضلعان منها لولديه(3) كما أن للصحن نفسه ستة اضلاع على هندسة الضريح بالذات وهذه كانت هندسة

ــــــــــــــــــــــــ

(1) الزاويتان ظاهرتان في الصور يمكن مراجعتها.

(2)الحديث عن منارة الكفل أولاً النبي ذو الكفل، فقد اختلفوا في اسمه الىأكث من خمسة أشخاص ففي نزهة المشتاق: 225، أنه حزقيال، ولكن عند بعض المحققين من علماء المسلمين كالشيخ محمد حرز الدين في كتابة مراقد المعارف: 1/298 من علماء المسلمين كالشيخ محمد حرز الدين في كتابه مراقد المعارف:1/298 هو يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله ع، وأما ثانياً قصة هذا المرقد والمسجد فإن اليهود أرادوا السيطرة على هذا المعبد والمرقد وإزالة آثاره والاسلامية لذا فقد اخفوا المنبر الحجري تحت الأرض كما اخفوا عدداً من اللوحات وبنوا بعض الجدران على تلك المعالم، ولكن تصدت لهم الجماهير المسلمية في القرية بزعامة الشيخ على الخيري المتوفى عام 1320هـ، واتفق اليهود مع بعض موظفي الدولة العثماني بعدما دفعوا لهم مبلغاً من المال فصوروا القريية وخذفوا منها المئذنة القائمة والسور وحاولوا طمس هذا المعلم الاسلامي وقد نظم الشعراء في ذلك ومنهم الشاعر السيد رضا الهندي في قوله ـ من الطويل ـ:

عجبت لجحد الناس بيعة حيدر                وما كان قد أوصى به سيد الرسل

الى أنأعاد الدهر تاريخ مثله                   فأخفى عن الابصار مئذنة الكفل

        راجع مراقد المعارف: 1/293ـ 298، وقرية الكفل تقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات في منتصف الطريق بين الكوفة والحلة وهي تابعة الى الأخيرة.

(3) ولداه: هما علي الأكبر وعلي الأصغر ابنا الامام الحسين ع.

(306)

 

 

مقصودة ولعل فيها سراً من أسرار الدين، فلماذا يراد رفعهما لتوسيع الصحن من هذه الجهة؟ وما المبرر للموظفين الإداريين(1) في تدخلهم في مثل هذه الأمور الدينية اليت لها علاقة التامة بمعتقدات الناس؟ والناس في حالة قلق وخوف يتساءلون عن سبب تدخل الموظفين الاداريين الى هذه الدرجة في أمور عتبات الشيعة ومقدساتهم الدينية دون بقية الطوائف وعلى الأخص في كربلاء من عام 1354هـ= (1935م) الى أيام طاهر القيسي والى اليوم؟ يهدد كل من يبدي الرئي بسوق(2) والتبعيد والتسفير كأنما أهل هذه المدينة هم المسؤولون عما حل بمن أحسنوا السياسة مع القوة الحاكمة في وقته ولا ياول كلامنا بأننا لسنا من طلاب الإصلاح والتجديد، ولكن للأصلاح في أهميتها، ويا حبذا التقليل من التدخل في أمور العتبات الداخلية وصرف النشاط والمقدرة في خدمة اللواء كله من نواحية الكثيرة وفي هذا يكون خير الجيمع. فإن نتائج تدخل طاهر القيسي صارت تظهر اليوم بحدوث بعض التصدع في القبة السامية على ما يقال، فمن المسؤول عنها؟ وهذا حديث جديد يرجع الى يوم السبت 22 رجب 1368هـ، وكيف تدارك الأمر؟ ومن يكفل في المستقبل نتائج مايجري اليوم؟ من سيكون المسؤول عنها؟  نعم أصبحت كربلاء للطامحين كقول الشاعر(3) ـ من الطويل ـ:

كعصفورة في كفل طفل يهينها               تذوق مرارالموت والطفل يلعب

        فيلعب الطفل ولايشعر بما تذوقه هي من مرارة وضيم في كفه، مع أن كربلاء كانت مورد الاحترام والتقديس في العهد العثماني وفي عهد الاحتلال وفي الحكم الوطني الحاضر، ولكن الشباب المتطلع من البؤس الى الكرسي والمال والثروة استهون الأمر.

        أليس من عجب الدنيا في تاريخ الحائر المقدس أن يؤلف الموظف لجنة من سدنة الحرمين الشريفين ووجوه البلد يسيرهم من بلد الى بلد

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أراد بهم موظفي الدولة كالمتصرف والوزير وغيرهما.

(2) السوق: هو التبعيد والتسفير، مأخوذ من ساق الإبل إذا سيرها.

(3) نسب البيت الى قيس بن الملوح (مجنون ليلى) المتوفى نحو 70هـ.

(307)

 

للاستعطاء والاستجداء لتعمير صحن الحسين ع؟ فقد أهان بذلك حرم الحسين ع فلماذا هذا الاستعطاء والاستجداء في البلاد؟ ثم في أي دور من أدوار التاريخ جرى تعمير العتبات المقدسة بالاستعطاء والاستجداء؟ أليس الأمراء والملوك والسلاطين في كل أدوار التاريخ والى يومنا هذه هم الذين قاموا بتعميرها والعمارة عليها تقرباً الى الله تعالى وخدمة للحسين ع؟

        وأما التشبث بهذه الطرق المبتذلة الوضيعة لتعمير صحن الحسين ع ففيها حط من كرامة الحائر، فرحمة بكربلاء وكفى الحائر ما الحقوا به من الأضرار الفادحة من عام 1934م(1353هـ)، فلننظر أي شبر منها عمروها في هذه المدة غير الهدم، وتكفي نظرة واحدة على أيام طاهر القيسي وما أجراه المهندس من التخرييب يومياً في البلد فإننا لم نستعرض هذه الأمور الا توخياً للمصلحة وتنويراً لأولياء ألامر لا لشيء آخر.

        وقد تركت مئذنة العبد فراغاً هائلاً في الحائر المقدس وحسرة دامية في قلوب محبي الفن والتاريخ كما كان هدمها نظير ما جرى للحائر في الأدوار الماضية على يد الغلاة والوهابيين، فكتها القلوب ورثتها الشعراء.

        كأن في تسمية هذه المئذنة بـ «منارة العبد» بعض السر من نوع التنبو والتكهن عن بدايتها ونهايتها، حتى قيل بأنها كانت مطلسمة لأنهم وجدوا في أساسها بعض الأشياء والتعاويذ وغير ذلك.

        لازالت الناس تتحدث عن مصير العبد بعد هدمها فإذا كانت ففي الحقيقة مائلة للانهدام بهذا السبب، فالنافع من أعادة بنائها ثانية كما سعو من قبل بإعادة بناء المئذنة الغربية التي هدمت أيضاً بنفس العنوان؟(1).

        هذا وقد استنكر أهالي المدينة المقدسة وفي مقدمتهم العلماء الأعلام منهم السيد هادي الخراساني(2) وارخ سماحته تشييد المئذنة وهدمها بالمقطوعة التالية من ـ وزن الدوبيت ـ(3):

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 243ـ 250، باختزال وتصرف.

(2) هادي الخراساني: هو ابن علي بن محمد (1297ـ 1368هـ) كان من أعلام الامامية وفقهائها، توفي في كربلاء، من آثاره: دعوة الحق، أصول الشيعة، الانتقاد والاعتقاد.

(3) سيرة آية الله الخراساني: 33.

 

(308)

در صحن سيد الشهداء بود بر قرار           گلدسته أي جوشاخة طوبى بزرگوار(1)

عقل حكيم أزپي تاريخ أو بگفت:                     «أنگشت يارْ»(2) سال بنايش بيادگــــار

دست جفا ز پاي فكندش بدون وجه                  أرخ:(3) جزاي هدم واوامر، عذاب ونار(4)

        كما أرخ ذلك الخطيب الشيخ عبدالكريم النايف بقوله ـ من الرمل ـ:

منارة العبد بصحن الحسين            بنأؤها أرخ: انگشت يار(5)

وهدمها أعلن تاريخهُ(6)               ماجاء إلا لجا الاضطرار(7)

        ورثاها السيد علي الهاشمي(8) بقوله ـ من مجزوء الكامل ـ:

 

آل الجلائر عبدهم             مرجان مذ ولي الامارة

قد شاذ في بغداد مسـ          ـ جده لدى سوق التجارة

وبنى لدى صحن الحسيـ       ن لحبه أعلى منــــــــارة

تالله إن بهدمـــــــــها           للدين للتقوى خســــــارة

والعبد أرخ:(9) ناحباً           الحر تكفيه الإشارة(10)

 

ــــــــــــــــــــــــ

(1) ترجمة البيت كالتالي: «كان في صحن سيد الشهداء مئذنة قائمة كأغصان شجرة الطوبى العظيمة».

(2) لقد سبق وقلنا إن «انكشت يار» يعادل 982 وهو سنة ترميم المئذنة لا بنائها حيث كان بناؤها عام 767هــ.

(3) قوله: « جزاي هدم وأوامر، عذاب ونار» يعادل: « 21+ 49+ 254+ 773+ 257= 1354».

(4) ستأتي ترجمتها ونظمها.

(5) قوله: «انگشت يار» يعادل: « 771+ 211= 982» وهو سنة ترميم السلطان طهماسب الصفوى لمنارة العبد وهي أيضاً تعادل «خنصر الأصب»، والصحيح أن بقول «ترميمها» ولعل الضرورة الشعرية ألجاته الى هذا.

(6) قوله: «ما جاء الا لجأ الاضطرار» يعادل: «41+ 5+32+ 34+1320=1354».

(7) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 181

(8)علي الهاشمي: هو ابن الحسين الغريقي(1328ـ 1396هـ) ولد في النجف وتوفي في الكاظمية ودفن في النجف، خطيب الكاظمية، كان خطيباً مفوهاً، وأدبياً شاعراً، ومؤلفاً قديراً له كتاب: تاريخ من دفن من الصحابة في العراق، ثمرات الأعواد.

(9) قوله: «ناحباً الحر تكفيه الإشارة» يعادل:«62+ 209+ 515+538= 1354».

(10) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 181.

(309)

 

        وممن نظم في ذلك السماوي حيث قال في أرجوزته:

وهدمت منارة العبد فلم                يبق لها من أثر ولاعلــــــــــــــــــــم

لقولهم بأن عظمها وهن               في ألاربع والخمسين من هذا الزمن(1)

بلى تبقى محكم الأساس               شمال من يمضي الى العباــــــــــس

متصلاً مع الجدار الغربي               في باب صحن السبط أو في القرب

وربما يزال كالسبيل                   إن بني الصحن على التعديــــل(2)

        كما أنشا بعض الشعراء قائلاً(3) ــ من الرجزـ:

مئذنة في صحن سبط المصطفى              كأنها غصن بدا من طوبى

يحسبها العارف من مغشوقة                  أنملة هام بها مشبوبــــــــا

قد هدمتها عبثاً أيدي الخنا(4)                  يجزون نارالهون والتعذيبا(5)

  • عن سنة 1355هـ جاء وصف الروضة الحسينية الشريفة كالتالي: يقوم ضريح الحسين ع وسط صحن عظيم تتلألأ فيه القبة الذهبية مع مئذنتيها الابريزيتين(6)، أما الصحن فمن أفخم الجوامع في العراق(7).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) في مجالي اللطف: 2/45، جاء في «الست والخمسين» ولكن في غيرها كتاريخ مرقد الحسين والعباس: 181 جاء كما أثبتناه وهو الصحيح.

(2) مجالي اللطف: 2/45، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 181.

(3) وهي ترجمة لأبيات السيد هادي الخراساني السابقة، والظاهر أن الترجمة جاءت متأخرة، وبما أنها جاءت في «السيرة» فنحتمل أنها من إنشاء بعض أحفاده ولعله هو السيد محمد رضا الجلالي الزميل المعاصر، وقد ذكر في الهامش أنه من إنشاء بعض الأخوة.

(4) ولا يخفى أنه أراد مجرد الترجمة ولميول اهتمامه للتأريخ حيث إن العجز يعادل «1639» وهو لا يناسب الحدث، ومما يؤيد ذلك أنه لم يأت بمادة التأريخ قبله.

(5) سيرة آية الله الخراساني: 33.

(6) المراد «رأسيهما» أي من المقصورة الى القمة وبهذا لا يتناقض مع ما يذكر بأن السلطان طاهر سيف الدين هو من قام بتذهبيب مئذنتي مرقد الامام الحسين ع ما بين عام 1358ـ 1360هـ كما سيأتي، ولعل عهد تذهيب السلطان للمئذنتين لم يكن الأول.

(7) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 158 عن الدليل العراقي الرسمي لسنة 1936م: 688.

(310)

 

  • وفيها زار الملك غازي المرقد الحسيني وذلك في شهر شعبان منها(1).
  • وفي نفس السنة قام السلطان طاهر سيف الدين(2) بزيارة مرقد الامام الحسين ع كعادته فرأى أن المئذنة الغربية للروضة الحسينية مائلة ومشرفة على السقوط فامر بهدمها وتشييد أخرى في محلها(3)، كما أمر بصنع ضريح من الفضة في الهند ليقام على مرقد الامام الحسين ع(4) وقد أرخ ذلك عبد الكريم النايف بقصيدة سنأتي على ذكرها حيث تم صنعها عام 1358هـ.
  • وفي حدود سنة 1355هـ(5) زار السيد محمد(6) رئيس وزراء اليمن المرقد الحسيني والتقى بعلماء وأعيان كربلاء(7).
  • ومن الجدير بالذكر أن في عام 1355هـ حينما أقدموا على هدم

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) كتاب الملك غازي: 125.

(2) طاهر سيف الدين: هو ابن محمد برهان الدين الهندي طاهر بن نجم الدين محمد الداعي الى الله رئيس الطائفة الدوادية الاسماعيلية ينتمون الى الفاطميين، عالم فاضل، وأديب شاعر، ولد عام 1305هـ في مدينة سورت الهندية، وتوفي عام 1385هـ، وفي الهند تولى لزعامة بعد أبيه برهان الدين عام 1333هـ كما تولى الزعامة بعده نجله برهان الدين، له كتاب: الرسالة الرمضانية.

(3) تاريخچه كربلاء: 89.

(4) راجع هامش شهر حسين: 471 وفيه أن هذه الطائفة تصرف مبالغ طائلة سنوياً لأجل مراقد الأئمة ع ولأجل زيارتهم وإقامة مجالس عزائهم وإحياء ذكراهم ـ من الجدير ذكره أن ذلك يقتصر الى عند الامام الصادق ع حيث إنهم يعتقدون بأن الامامة انتقلت الى ابنه اسماعيلل المدفون بالمدينة دون الإمام موسى الكاظم ع المدفون بالكاظمية.

(5) وذلك في عهد الملك غازي الاول الذي تولى ملك العراق بعد أبيه فيصل الأول عام 1352هـ والذي توفي عام 1357هـ.

(6) محمد: رئيس وزراء المملكة المتوكلية في اليمن على عهد الامام يحيى حميد الدين المتوكل على الله (1286ـ 1367هـ) اتخذ صنعاء عاصمة لملكة عام 1336هـ.

(7) ديوان أبو الحب الصغير: 99.

(311)

 

منارة العبد في الصحن الحسيني الشريف عثروا على نقود نحاسية قديمة ترجع الى العهد الجلائري والصفوي وقد أودعت في دار الآثار القديمة ببغداد(1)، ويجدر أن تودع في متحف الروضة الحسينية.

  • هذا وقد اهتم محمد أمين زكي(2) وزير المواصلات والأشغال آنذاك بالخطر الذي كان يهدد المئذنة الغربية الذي تبنى إعادة بنائها طاهر سيف الدين فكشف بنفسه عليها وأشرف شخصياً على تقويه أسسها وكان من الملاحظات التي أبداها في هذا الصدد صب أسس من خرسانة مسلحة الى مسافات بعيدة عن أسس المئذنة مما شمل المحل المعروف بمذبح الحسين ع حيث دفنت أرضه بالخرسانة المسلحة بمقدار ثلاثة أمتار، فأجري بهذه المناسبة احتفال رائع تولى فيه السيد أحمد(3) متصرف لواء كربلاء آنذاك وضع الحجر الأساس للبناء(4).
  • وفي صورة التقطت عام 1356هـ عن الطارمة الحسينية يتبين فيها عشرة أعمدة كهربائية وضعت على سطح الطارمة أربعة في كل واحدة من الجهتين المنخفضتين، واثنتان على الجانبيين أحدهما على جهة الشرق والآخر على جهة الغرب وعلى كل واحدة منها وضع مصباح

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مدينة الحسين: 1/36.

(2) محمد أمين زكي: تولى الوزارة في الدورة التي رأسها ياسين الهاشمي في 17/3/1935م أي في 11/12/1353هـ، واستقالت في 29/ 10/ 1936م= 13/شعبان / 1355هـ، وقد تقلد محمد أمين عدة مرات الوزارة في ظل الحكومات مختلفة، كان حياً عام 1372هـ.

(3) جاء في مدينة الحسين: 1/32 أن السيد محمد زكي الخياط هو الذي تولى وضع الحجر الاساس للبناء إلا أن الخياط لم يتول متصرفيه اللواء إلا في ثلاث حقب زمنية 1ـ عام (1352ـ 1353هـ) 2ـ عام (1363ـ 1363هـ) 3ـ (1369ـ 1370هـ) وأما الذي كان على ولاية اللواء هو المتصرف أحمد الراوي الذي تولى المتصرفية بين عام (1355ــ 1356هـ) وبالتحديد في 28/1/1937م (16/11/1355هـ) الى 18/7/ 1937م (9/5/ 1356هـ).

(4) مدينة الحسين: 1/32.

(312)

 

                 ش223

                313(61)

 صورة الطارمة وعليها عشرة أعمدة تحمل عشرة مصابيح كهربائية

 

        كهربائي(1).

  • وفي عام 1356هـ تم هدم المئذنة الغربية وعندها وجدوا بأن أصولها متينة فقرروا التشييد عليها(2).
  • وفي عام 1357هـ وضع الحجر الأساس للمئذنة الغربية وبالمناسبة

ـــــــــــــــــــ

(1) راجع تاريخ مرقد الحسين والعباس: 95، ولا يخفى أن أول عهد الروضة الحسينية بالكهرباء كان عام 1330هـ حيث قام السيد عبدالحسين الحجة بجلب مولد كهربائي للمرقد الحسيني، ثم قام ثانية في عام 1342هـ بجلب مولد كهرباء أكبر للمدينة وربط إنارة المرقد به، وفي عام 1358هـ جلبت الحكومة العراقية مولداً كهربائياً وغذى الروضة الحسينية، وبيدو لنا أن التطور كان طبيعياً واحتملنا أنه وقع في حدود هذا التاريخ.

(2) مدينة الحسين: 1/32، وفيه أن أسسها كانت مبنية بالصاروج، والصاروج: هو الكلس واخلاطة، فارسية الأصل«صاروف» عربت فقيل صاروج.

(313)

 

 نظم الشاعر حسين العلوي(1) قصيدة من ـ الرمل ـ:

مرقد بالطف قد شاء الإلهُ             من له زار فقد نال رضاه

قد حوى للقدس أعلى جوهر          أشرق العالم طراً بسنــــاه

حار ذو الألباب في أوصافه          وبمعناه جميع الخلق تاهوا

هو سبط المصطفى من أمه           فاطم والمرتضى كان أباه

قوم الأسلام في مرهفه                وبه الإسلام قد شيد علاه

شيد الله على مرقده                    صرح مجد وبعز قد حباه

وبجنبيه منارين بنى                   والى التوحيد ما كان بناه

ثم لما واحد منها هوى                 ولقدم الدهر قد خارت قواه

نهض الوقف له في همسة            وغدا يسعى لتمجيـــد ذراه

حقق الرحمن ما أمله                  وبهذا السعي قد نال رضاه

فتصدى طاهر في مالهِ                حينما الوقف لبذل قد دعاه

حق أن يشكر في أفعاله               وعلى رب السموات جزاه

وضع اليوم بعز دائم                  حجر التأسيس فخرا بثراه

فليدم بالعز شعب قد حوى             مرقداً أحيى البرايا بشذاه(2)

                ولما تم بناؤها أمر الطاهر بتذهبيها من سقف الايوان الى قمتها(3).

  • وفي سنة 1357هـ أيضاً، استمرت الصيانة والترميم فرفع شباك النحاس حول الضريح المقدس الذي صنعه السلطان عباس الكبير سنة 1032هـ ليوضع محله صندوق من الزجاج الفاخر(4) عندها بدأوا ترميم

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) حسين العلوي: هو ابن محمد علي بن جواد الموسوي الحائري المتوفى عام 1364هـ كانت ولادته ونشأته ووفاته في كربلاء، وهو شاعر مفلق، مجموع ما أنشاه يكون ديواناً متوسط الحجم، وكان ينظم باللهجة الدارجة أيضاً.

(2) شعرر كربلاء:2/ ورقه 38 (مخطوط).

(3) راجع تاريخچه كربلاء: 89.

(4) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 103.

(314)

 

وتنظيف الصندوق المصنوع من الخاتم من قبل أخصائيين وأساتذة ماهرين فتم عام 1360هـ(1).

  • وفي سنة 1358هـ(2) تم ترميم مئذنة مرقد الامام الحسين ع وقد أرخها الشيخ عبدالحسن الحويزي(3) بهذه الأبيات ـ من الكامل ـ:

منارة السبط بأنوار الهــــدى                  ساطعة والأفق منها منجلي

وكيف لا تسمو على الشهب علا              وقـد اعدت للحسين بن علي

بفيصل الأول كان بدؤها(4)           أرخ(5): مناط ختمها(6) بفيصل(7)

  • وفي هذه السنة أيضاً (1358هـ) زار وزير الداخلية ـ السابق ـ ناجي شوكت(8)

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) سنأتي على ذكره في عام 1360هـ.

(2) وقد جاء في المصدر (أي ديوان الحويزي) الذي جمعه الأستاذ حميد بن مجيد هدو حدود عام 1348هـ، وهذا خطأ حيث لا يطابق مع التاريخ الشعري أولاً كما لا يوافق مع المعنى والحدث حيث إن فيصل الثاني انتقل إليه عرش العراق رسمياً عام 1357هـ حيث قتل والده غازي الأول في 14/12/1357هـ (4/2/1939م)، وكان بدء الهدم للمئذنة في عهد الملك فيصل الأول الذي توفي عام 1352هـ.

(3) الحويزي: هو ابن عمران بن حسين الليثي الخياط (1287ـ 1377هـ) ولد في النجف وتوفي في كربلاء، كان من أدباء وشعراء كربلاء وفضلائها، وكان يمت إلينا بصلة سببية، له عدد من الدواوين طبع منها ديوان الحويزي.

(4) بدؤها: كانت من الاصلاحات قد بدأت عام 1352هـ وهو عام وفاة الملك فيصل الأول.

(5) قوله: «مناط ختمها بفيصل» يعادل: «100+ 1046+ 212= 1358».

(6) ختمها: أنتهت الترميمات عام 1358هـ وهو عام وفاة الملك غازي وتولي نجله الملك فيصل الثاني، إلا أنه كان صغيراً فكان تحت رعاية وصي العرش خاله الأمير عبد الإله، وفي تاريخ الوفاة والترميم مسامحة حيث كان وفاته في نهاية 1357هـ، ولعل تولي نجله فيصل الثاني وقع في 1358هـ، والله العالم.

(7) ديوان الحويزي: 1/215.

(8) ناجي شوكت: هو ابن رفعت بيك بن أحمد آغا (1309ـ 1400هـ) ولد في الكوت حيث كان والده قائمقاماً بها، عين في حياته بمراكز عديدة، منها متصرفاً للواء الكوت ومتصرفاً للواء الموصل عام 1345هـ، ومنها وزيراً للدفاع عام 1347هـ ثم ووزيراً للدفاع عام 1360هـ، من مؤلفاته: سيرة وذكريات ثمانين عاماً.

(315)

 

ومعه وزير المعارف ـ السابق ـ جعفر حمندي(1) المرقد الحسيني(2).

  • فيها أيضاً تم إنجاز ما أمر به الملك غازي الأول بوضع مولد كهربائي لمدينة الحسين عليه السلام غذى الروضة الحسينية بالتيار الكهربائي بشكل أوسع من ذي قبل وقد نظم في ذلك السماوي قائلاً:

ثم رأى الغازي إناطه العمل           أعني الضياء في حكومة المحل

فجاء في ماكنة مكينة                  لا تعــرف الوقار والسكـــــــينة

شعت بنور نافذ الضياء               ومـــــــــــــــزقت أردية الظلمة

تزهر مثل الشمس لا المقباس                 بمشهد الحسين والعبـــاس

وفي بيوت البلد المعمور              بحيث كل في السنا والنــــــــور

في القبرفي الروضة في الرواق      في الصحن في البيوت في الأسواق

وتعتلي بإذن تلك التربة                فوق المنارتين فوق القبــــــة

بل ترتقي لمهبط الأملاك              على الضريح وعلى الشباك

فلو نظرت للضياء المتظم             بين المنارتين في كل حرم

لخلته مباسم الثغور                    أو العقود في نحور الحور

أو النجوم انتظمت بسمط              أو السيوف انتضيت للسبط

وهو فريد بينهم مقتسم                 والحمرة التي بها منه الدم

تأنس في قدومه الجنان                ويحزن الإسلام والإيمان

وتصرخ الجن له والإنس             والملأ الذي علاهُ القدس

وأنت يامن قلبه أذيبا                   ونسي التاريخ والتهذيبا

ـــــــــــــــــــــــ

(1) جعفر حمندي: ولد في بغداد عام 1311هـ، تولى منذ عام 1336هـ عدداً من الوظائف في المحاكم الشرعية والمدنية، تخرج من كلية الحقوق عام 1344هـ، وتولى عدداً من المناصب المهمة في الحكومة، كما عين محافظاً لعدد من الألوية منها تولي متصرفية الكوت وكربلاء، وغيرها، كما تولى عدداً من الوزارات، وفي آخر وظيفة له عين نقيباً للمحاميين عام 1368ــ1369هـ.

(2) ديوان أبو الحب: 89، لمحات تاريخية عن كربلاء:83.

(316)

 

دع الصريخ وأذكر التأريخا(1)                قد سمع المولى له الصريخا(2)

  • وفي عام 1358هـ أيضاً تم نصب الشباك الفضي على الضريح المقدس وبهذه المناسبة أقيم احتفال عظيم حضره السلطان طاهر سيف الدين بنفسه وانشد الشعراء بهذه المناسبة ومنهم عبدالكريم النايف الذي أرخ صنع الضريح عام 1355هـ بقوله ـ من الخفيف ـ:

وترى المرقد الذي حل فيه            صار للناس ملجأ واعتصامــا

عنده تخضع الملوك صغاراً                   وخشـوعا وذلة واٌحتراما

جددوا للحسين خيرضريح              قد تسامى على الضراح المقاما

وعليه غر الملائك تترى              وعلى أبن البتول تتلو السلاما

ذللا حوله تطوف وتبكي              بدموع تحكي السحاب أنسجاما

والورعى بالخضوع تلثم منه          صفحات بها تنال المراما(3)

قلت بشرى بنصبه أرخوا(4): بـ               نام بالأمن جاره لن يضاما(5)

        وممن أرخ تاريخ نصب الضريح عام 1358هـ السماوي في قوله:

لم أستمرت التجددات                  تقيمها الملوك والسادات

فجدد الشباك سيف الدين               طاهر باللجين لا اللجين(6)

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قوله: «قد سمع المولى له الصريخا» تعادل: «104+ 170+ 117+ 35+ 923= 1358».

(2) مجالي اللطف: 2/52.

(3) ورعى: جمع ورع مثل زمن زمنى.

(4) قوله: « بـ نام بالامن جاره لن يضاما» يعادل: «2+ 91+ 123+ 209+80+ 852= 1358» ومن الجدير ذكره أن افي المصدر جاء «أرخوه: نام...» فكانت تعادل: 1356 وهو لايطابق مع عام البدء بالصنع 1355هـ كما هو موجود على الضريح، ولايناسب عام نصبه 1358هـ والذي تسالمت عليه المصادر، فلذلك عزيناه الى التصحيف.

(5) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 105، شعراء كربلاء: 4/ ترجمة عبدالكريم النايف.

(6) اللجين: بالضم والفضة وبالفتح العلف المتخذ من الورق المدقوق المخلوط بدقيق أو شعير.

(317)

 

وضاغ بالشباك عند الرأس            دائرة مثيرة كالشمس

من فضة قدرها تقديـــرا              وصب فيها ذهباً جديراً

فانظر لها عليه وهي تحكي           ترسا على درع بديع الشبك

إشارة منه الى إفتدائه                  بكل مايمكن من أدائـــــــــه

فلاح منها حبه الصريح               وارخوا:(1) قد برج الضريح(2)

        وقد صنع شباك الضريح بطول (5,50م) وعرض(4,50م) وارتفاع (3,70م)(3) فالجانب الغربي يحتوي على أربع شبكات كل من الجانب الشمالي والجانب الجنوبي يحتوي على خمس شبكات، وأما الجانب الشرقي فيحتوي على ست شبكات اثنتان متأخراتان ركب في الجانب الجنوبي باب الضريح، واثنتان إحداهما تواجه الشمال والأخرى تواجه الجنوب واثنتان متقدمتان الى جانب الشرق، فكل واحدة من شبكات الجهة  الغربية تحتوي على 234فوهة: وكل من الشبكات جهة الشرق فكل واحدة منها تحتوي على 213فوهة.

        وتوجد على أعلى كل شبكة كتابة بارزة من الفضة الخالصة، فعلى الشبكات الخمس التي في الجهة الجنوبية (القبلة) بدءاً من الشرق الى الغرب فهي كالتالي:

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) قوله: « قد برج الضريح» يعادل: «104+ 205+ 1049= 1358».

(2) مجالي اللطف: 2/44، مدينة الحسين: 1/45.

(3) كذا ورد في هامش شهر حسين: 471 عن تاريخ جغرافيائي كربلاي معلى: 127، وجاء في مدينة الحسين: 1/55 «يبلغ عدد الشبابيك الفضية التي يتألف منها الضريح 16 شباكاً طول كل احدة منها ثلاثة أمتار وعرضه متراً ويبلغ مجموع طول ضلع الضريح خمسة أمتار و عرضه أربعة أمتار» هنا أولاً لابد من التذكير أن هذه هي مقايسس ضريح الامام الحسين ع وحده ولا يدخل فيها ضريح نجله علي الأكبر ع، وثانياً أن ما ذكره صاحب تاريخ مدينة الحسين من مقايسس الشباك صحيح إلا أن جمعه ليس بصحيح إذ أنه نسية المسافة التي تفضل بين الشبابيك أي مقدار الأعمدة ـ كما نسي ما يعلو الضريح من الأحزمة الذهبية، أذاً فلا خلاف بين النصين في الواقع وما أثبتناه هو الصحيح.

(318)

        1-( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)(1).

        2ـ (فرحين بما آتاهم الله من فضلة ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الأ خوف عليهم ولا هم يحزنون)(2)

        3- (يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين)(3).

        4- (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم)(4)

        5- (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)(5).

        وأما الجهة الغربية (جهة الرأس) ففيها أربع شبكات على كل شبكة كتابة تحتوي على ما يلي:

        1- (بسم الله الرحمن الرحيم، الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة كأنها كوكب دري).

        2- (يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء).

        3- ( ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم(6)،في بيوت اذن الله أن ترفع ويذكرفيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال)(7).

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة آل عمران، الآية: 169.

(2) سورة آل عمران، الآية: 170.

(3) سورة آل عمران، الآية: 171.

(4) سورة آل عمران، الآية: 172.

(5) سورة آل عمران، الآية: 173.

(6) سورة النور، الآية: 35.

(7) سورة النور، الآية: 36.

(319)

 

        4- (رجال لا تلهيهم تجارة ولابيع عن ذكر الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تنقلب فيه القلوب والأبصار)(1)

        وأما الجهة الشمالية فتحتوي على خمس شبكات وكتابة كل واحدة منها كالتالي:

        1- (ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب)(2).

        2- (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها ن بعض والله سميع عليم)(3).

        3- (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت أنه حميد مجيد)(4)، (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)(5).

        4- «قال رسول الله (صلع)(6) لجابر: يا جابر زر قبر ابني الحسين فإنها تعدل مائة حجة»(7).

        5- «وقال (صلع): الأ وأن قبر الحسين على ترعة من ترع الجنة، وقال (صلع) ألا وأن كربلاء أرض من أرض الجنة»(8).

        وأما الجهة الشرقية (جهة علي الأكبر) فهي تحتوي على ست شبكات وكتابتها هي حسب عددها:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة النور، الآية: 37.

(2) سورة النور، الآية: 38.

(3) سورة آل عمران، الآيتان: 33، 34.

(4) سورة هود، الآية، 73.

(5) سورة الأحزاب، الآية: 33.

(6) (صلع) مختصر: (صلى الله عليه وعلى آله).

(7) مضمون الحديث مروي عن غير جابر الأنصاري.

(8) مضمون الحديث مروي في أكثر من حديث، والعبارة ليست لنص حديث واحد بل لحديثين.

(320)

 

        1- « يا سيد الشهداء، خامس أهل الكساء، على عظيم البلاء، نالك في كربلاء»(1).

        2-« طول الزمان بكائي، والهفتاه يا حسيناه، يا سيد الشهداء»(2).

        3- «الحمدلله الذي بتوفيقه يقرب الى الله، والى وليه سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين ع بعمل هذا الضريح المعظم المحفوف بالملائكة باللجين».

        4-« الداعي الى حب آل محمد الطاهرين أبو محمد طاهر سيف الدين نجل سيدنا محمد برهان الدين من بلاد الهند سنة خمس وخمسون وثلاثمائة بعد الألف 1355هـ».

        5- « يارب سبح نور، قد كان لب الدهور، وبيتي رب الظهور، وخيول قوم بور»(3).

        6-( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)(4).

ــــــــــــــــــــــ

(1) ان طائفة البهرة هم فرقة من الاسماعيلية الشيعة الذين يرون بأن الامامة انتقلت من الامام السادس جعفر بن محمد صادق ع الى ابنه اسماعيل بن جعفر، خلافاً للاثني عشرية الذين ذهبوا على أن الامامة انتقلت من الامام الصادق ع الى ابنه الامام موسى بن جعفر الكاظم ع المدفون بمدينة الكاظمية ببغداد، وهذه الطائفة يتبعون علماءهم ويتوارثون المرجعية الدينية أباً عن جد ويتبعونها خير اتباع، وقد وضع لهم زعيمهم الديني زيارة منظومة للأمام الحسين ع باللغة العربية يقرأونها عند مرقده الشريف، وهذه الابيات من جملتا.

(2) مع ما قبله أبيات من المجتث المشطور السباعي وهي من مرثية قالها طاهر سيف الدين وهذه المرثية طويلة جدأ تحتوي على 51 بيتأ مسبعاً وهي تقرأ كزيارة للأمام الحسين ع من قبل طائفة البهرة عند زيارتهم لقبره ع ـ راجع كتاب مرثية يا سيد الشهداء: 9، وقد أوردناها بكاملها في ديوان السباعيات من هذه الموسوعة.

(3) أربعة أبيات من المجتث المشطور وهي لسيف الدين طاهر، سلطان البهرة الذي تبرع بشييد الضريح المبارك.

(4) سورة الرعد، الآيتان: 23، 24.

(321)

                 ش224

    322            (62)

 صورة عن الجهة القبلية للضريح الحسيني وتظهر فيها الكتابات الخمس

 

        ووضع على الضريح ست عشرة قطعة مستطيلة من المرايا المكلللة بالذهب والجواهر وأما سقف الضريح فهو المصنوع من خشب الخاتم نقشت عليه بالخط الأبيض قصيدة محتشم الكاشاني وقد تولى نصب السقف بالذات الحاج نصرالله الأصفهاني(1).

هذا وقد نقل الضريح الفضي السابق الى سامراء ونصب عام 1360هـ على ضريح العسكريين ع بعد أصلاحه(3).

  • وفي سنة 1359هـ زار الأمير عبدالإله الهاشمي المرقد الحسيني بكربلاء(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نصرالله الأصفهاني:

(2) راجع تاريخ سامراء للمحلاتي: 324.

(3) ديوان أصداء الحياة: 1/146.

(322)

 

  • وفي سنة 1360هـ تم تذهيب المئذنة الغربية من قبل السلطان طاهر سيف الدين وزوقت بكتابة دائرية من الميناء والذهب في القسم العلوي منهما تحت مقرنصات المقصورة مباشرة وقد كتبت فيها آيتان من سورة الجمعة هما (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كننتم تعلمون* فاذا قضيت الصلاة فانتشرافي الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون)(1)، ومن الجدير ذكره أن الكتابة تأخر نصبها لفترة لكي تتقن صياغتها(2).

وقد أرخ ذلك السماوي في أرجوزته(3) بقوله:

وجدد المنارة المنقضـــــــــه               بالذهب الأبريز لا بالفضة(4)

من بعد ما استأصلها بالنقص             من رأسها الى تخوم الأرض

وسلط الماكنة المختصه                   كي تمنع النز وكي تمتصه(5)

ثم بناها محكماً أساسها                    مرخما بدنها ورأسهــــــــــا

ودسر المعدن فوق البدن                  وأفرغ الأبريز فوق المعدن(6)

حتى اجتلاها ذهباً مهذبا                   فدا(7) وأرخوا(8) أنارت ذهبا(9)

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الجمعة، الآيتان: 9، 10.

(2) جاء في تاريخ مدينة الحسين: 2/104 أن السلطان طاهرسيف الدين أخذ على عاتقة تذهيب أحواض المئذنتين للروضة الحسينية.

(3) لاشك أن لأرجوزة الشيخ محمد السماوي أهمية في تأريخ الأحداث المتعلقة بقبر الامام الحسين ع وروضته الشريفة حيث أثبت فيها ما جرى عليها من الإعمار والهدم، وأمور أخرى تتعلق بهاذ المرقد الطاهر، وهذا هو الذي جعلنا نورد منها بالمناسبة .

(4) قوله «جدد»: مبني للفاعل والضمير يعود الى سيف الدين الذي ذكره الشاعر قبل أبيات.

(5) النز: بالكسر ثم التشديد ما  يتحلب من الأرض من الماء.

(6) دسر الشيء: مسمره، أو أصلحه بالمسمار.

(7) فدت الإبل: شدخت الأرض بأخفافها من شدة وطئها، كما يقال: فدد الرجل: مشى على الأرض كبراً وبطراً.

(8) وقوله: «أنارت ذهباً» تعادل: «652+ 708= 1360».

(9)  مجالي اللطف: 2/44.

(323)

 

  • كما فرغ نفس السنة محمد صنيع خاتم(1) من تنظيف الصندوق الحسيني وترميمه بالتعاون(2) مع محمد فولاذ زري(3) وبالأخص الجانب الذي تعرض للحرق سابقاً(4)، ونصبوا للصندوق المقدس جدارناً من الزجاج الحجري الفاخر من كل جوانبه، مؤطراً بخشب الساج المطعم بخشب شجر النارنج كما وضعوا بين الصندوق والزجاج مصابيح زادته بداعة ورونقاً(5)، وقد قدر المبلغ الذي صرف لاصلاح الصندوق بألف وخمسمائة دينار عراقي.

        بينما تبرع بعض الوجوه بمبلغ من المال لتجديد هيكل الضريح وذلك

ـــــــــــــــــــــ

(1) محمد صنيع خاتم: هو حفيد محمد جعفر الشيرازي، ولد عام 1309هـ ، اختص هو وأخوه محمد حسين الملقب بصينع ديوان كجدهما بصناعة وترميم صناديق مراقد الأئمة والأولياء وبالنقش والتزيين، ومن أعماله أيضاً تجديده لضريح السيد عبدالعظيم في ري، كان حياً حتى عام 1368هـ.

(2) ومن الجدير ذكره أن السيد عبدالحسين الكليدار أرخ في كتابه بغية النبلاء: 167، ترميم الصندوق المبارك بتاريخ 1365هـ والظاهر أنه تصحيف لعام 1356هـ وهو عام بدء التصليحات والترميمات للروضة الشريفة حيث من المستبعد جداً إعادة إصلاح الصندوق خلال خمس سنوات ونصب ألواح زجاجية جديدة، والذي أوقعه في الخطأ نقله عن المدينة الحسين: 2/ج.

(3) محمد فولاذ زري: من كبار تجارطهران آنذاك، توفي في حدود عام 1367هـ، ودفن في كربلاء في إحدى حجرات الصحن الحسيني عند باب الزينبية.

(4) جاء في بغية النبلاء: 167 « قام المتبرع المرحوم محمد فولاذي زري الايراني، بترميم واصلاح الجزء المحروق من صندوق الخاتم الذي على الرمس الطاهر، وينصب الألواح الزجاجية داخل أطارات مصنوعة من خشب الساج المطعم بخشب النارنج، وقد جرى عند إتمامه احتفال عظيم، وأصل هذا الصندوق هو هدية من كريمة السلطان حسين الصفوي ـ زوجة السلطان نادر الأفشاري ـ سنة 1133هـ كما تشير إليه الكتابة الموجودة على الصندوق في الجهة الامامية ولا يثمن هذا الصندوق لنفاسته فقد زخرف بأشكال هندسية غاية في الروعة مطعمة بالعاج، وعلى أثر غارة الوهابيين سنة 1216هـ، أصاب الصندوق خدوش وحروق في بعض جوانبه، فأكسي بطبقات نحاسية وفضية، وبرقع بستائر حريرية وبقي محفوضاً حتى سنة 1365هـ، ويوجد في أسفل الصندوق قرب الباب كتابة بخط صالح الگلگاوي تشير الى ذلك».

(5)  راجع بغية النبلاء: 167، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 103، شهر حسين: 464.

(324)