تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

وهذه الأعمدة مضلعة الشكل(1) محيطها حوالى المتر(2) تعلوها تيجان مقرنضة ذات حفريات جميلة ويعلو السقف عن الأعمدة حوالى المترين(3) وجاءالسقف على شكل أحواض مستطيلة على أثر الجسور المستخدمة فيه وقد زينت داخل الأحواض وكذلك الجسور بنقوش جميلة وبألوان زاهية خلابة(4).

   247     ش205

        (43)

صورة عن المرقد الحسيني تبين فيها الطارمة الحسينية واعمدتها التقطت في العهد الملكي

 

ـــــــــــــــــــــــ

(1) عدد أضلاعها ستة.

(2) مدينة الحسين:1/51 والمراد بالمحيط السماكة وهي أقل من متر.

(3) مدينة الحسين:1/51.

(4) إن النقوش التي كانت مستخدمة في السقف هي من الزخرفة الاسلامية، ولا تعدو عن كونها أشكالاً هندسية جميلة، وربما تخللتها بعض النقوش النباتية، وليس فيها ما يتنافى وقدسية هذه البقعة الطاهرة.

(247)

 

        وتظهر من بعض الصور الى أن في الحاشية الخارجية لهذه الطارمة من الأعلى توجد كتابات وضعت في أشكال هندسية توحي الى أنها أبيات شعر(1) وهي تقع مباشرة فوق تيجان الأعمدة وجانبيها.

   248     ش 206

        (44)

صورة أخرى للطارمة الحسينية

 

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) مع الأسف لم تذكر بأن هذه الأشعار هل هي فارسية أم عربية كما لم نتمكن من قراءتها إلا أن من الواضح أن كل شطر منها وضع في أطار هندسي.

(248)

 

        وقد سجلت على جانبي جدران السقيفة هذه الأبيات ــ من مجزوء الرمل ــ والتي تنسب الى الشيخ عبدالكريم النايف(1):

هذه روضة قدس              يحسين الطهر تسطع(2)

تهبط الأملاك فيها             وعلى الأعتاب تخضع(3)

في بيوت اذن الله(4)           بأن للعرش ترفـــــــــــع(5)

  • وفي سنة 1344هـ وبالتحديد يوم الاربعاء العاشر من شهر رمضان(6) التقط البريطانيون(7) صورة من الجو لمدينة كربلاء وقد أتضحت فيها معالم المرقد الحسيني والتي يمكن سردها في النقاط التالية، وربما توسعنا في جانب منها من معلومات تجمعت لدينا يمكن سردها هنا حتى لا تتكرر.

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) عبدالكريم النايف: هو ابن كاظم بن نايف القيسي الكربلائي،شاعر وخطيب، شارك في العديد من المواسم الأدبية والدينية التي كانت تقام في كربلاء وغيرها، توفي في كربلاء عام 1365هـ ودفن في الصحن الحسيني.

(2) سطع: لا يختص بالنور فقط بل يشمل الرائحة وهو المراد به هنا بمناسبة استخدام كلمة «الروضة» الدالة على ألارض المخضرة بانواع النباتات والرياحين والزهور، وإن كان سطوع النور أيضاً وارداً لان الامام الحسين ع كان له نور باهر عليه في جبهته ووجهة كما يذكر المؤرخون ذلك.

(3) الاعتاب: جمع العتبة وفي أسكفة الباب، من الشائع عند أبواب المولك تقبيل الزائرين العتبة احتراماً ومن هنا فقد استخدمها الشاعر كرمز للاحترام والتعظيم.

(4) اشارة الى قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال) [ سورة النور]، التي أولت في بيوت الرسول ص وأهل بيته الأطهار.

(5) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 158، هامش تراث كربلاء: 51.

(6) الموافق لـ 24/3/1926.

(7) البريطانيون: رغم أن العراق كان في هذه الفترة قد استقل رسمياً من الاحتلال البريطاني الا انه يرضخ تحت السيطرة البريطانية عبر العديد من المعاهدات التي أثقلت كاهله، وكان البريطانيون هم الأسياد، ويتلاعبون بخيرات العراق ويتحكمون في البلاد عبر السلطات الحاكمة.

(249)

        ش 207

    250    (45)

صورة التقطتها البريطانيون من الجو في 24/3/1926 كما ورد في كتاب عقيدة الشيعة لدونالدسون، الصفحة: 94ــ 95

 

(250)

 

        1- تظهر عدد من القباب أطراف القبة الحسينية الشريفة ولعل من أهمها قبة تقع على الشمال بموازاة القبة الحسينية الى جانب اثنتي عشرة قبة أخرى وفي الحقيقة لابد من التوضيح بأن مسجد شاهين الواقع في الشمال من الروضة الحسينية تخترق سقفه ثلاثة منافذ أنشئت على شكل قبب الوسطى منها كبيرة واثنتان أصغر منها الا أنهما كبيرتان بالنسبة الى قبب الأروقة، حيث أنه شيد في كل زاوية من زوايا الأروقة الأربعة كوة على شكل قبة للأنارة والتهوية، كما شيد في كل من الرواق الغربي والشرقي بين زاويتي كل منهما قبتان تبتعد بعضهما عن البعض الآخر بنسبة متعادلة(1)، وأما في كل من الرواق الشمالي والجنوبي فقد شيدت قبة واحدة في وسطها ومجموعتها تشكل ثلاث عشرة قبة، ثلاث في مسجد شاهين وعشر في الأروقة الأربعة المحيطة بالروضة المباركة.

        وتعتبر التي في وسط مسجد شاهين من اكبرها وتستحق أن يطلق عليها قبة لارتفاعها وكبر حجمها، ولقد حجبت قبة الضريح الكبرى عن هذه وألا فهي كبيرة بحد ذاتها، وهذا ما جعل بعض الواصفين من الرحالة ان يقولوا بأن في مرقد الامام الحسين ع قبتين، وعلى أية حال فهي دائرية الشكل بارتفاع حوالى سبعة أمتار من سطح الروضة المنبسط(2) وقطرها حوالى ثلاثة أمتار يتخلل أعمدتها عدد من الشبابيك، ومن الداخل مزينة بالمقرنصات الجميلة والمكسية بالمرايا والنقوش البديعة، وعند نهايتها تحت النوافذ حزام من الكتابة القرآنية مثبتة على القاشاني الأزرق وبخط أبيض متداخل احتوت على سورة الفجر(3).

        وأما القبتان الأخريان فارتفاعهما نحو أربعة امتار وهما على شكل

ـــــــــــــــــــــــ

(1)  حيث تقع القبتان الشرقيتان أحداهما مقابل باب الشهداء والأخرى مقابل باب مسجد شاهين، بينما تقع القبتان الغربيتان إحدهما مقابل الرأس الشريف والثانية أمام باب مسجد شاهين الغربي.

(2) وفي الحقيقة أن قاعدتها أيضاً مقببة وتبدو كأنها قبتان احداهما فوق الأخرى.

(3) سورة الفجر: هي السورة 89 من سور القرآن آياتها 30آية، أولها (والفجر) وآخرها: (وادخلي جنتي).

(251)

 

مثمن حيث تحتوي كل واحدة منها على ثمانية أضلاع في كل ضلع منها نافذة وهي مزينة بالمرايا والنقوش الجميلة، وفي كل واحدة منهما حزام من كتابة تحتوي على سورة الفجر الا أن التي على الشرق لم يكمل فيها سورة الفجر بقي منها الآيتان الأخيرتان(1).

        وأما قبب الأروقة فهي بارتفاع حوالى ثلاثة امتار وقطر متر تقريباً وفيها ثمان نوافذ أيضاً الا أنها صغيرة نسبة الى تلك، وهذه القبب مبنية من الطابوق الا أن بناءها أبدل في عام 1366هـ الى بناء من الخرسانة المسلحة، وقد انخفض ارتفاع هذه القبب عن سابقتها حوالى متراً واحداً. وأما القبة الكبيرة فانخفض ارتفاعها حوالى المترين، وعلى أية حال فإن هذه القبة تحتوي على طابقين من الشبابيك الطابق الاول يحتوي على أربعة شبابيك مصنوعة من الخشب كل أثنين معاً ليقابل مثليها، يفصل بين كل شباكين حوالى نصف متر، ويقدر مقاييس كل شباك بارتفاع 1,5م وعرض متراً واحداً تقريباً والمساحة الفاصلة بين هذين الشباكين بين الشباكين المتقابلين يشغلها زجاج ملون ثابت وضع في أطر خشبية لانارة المسجد، وأما الطابق الأعلى فيحتوي على ثمانية شبابيك في كل ضلع من القبة شباك.

        وأما القبتان الشرقية والغربية لمسجد شاهين فارتفاعهما نحو ثلاثة امتار وقطر كل واحدة منهما نحو مترين وتحتوي على ثمانية شبابيك من الزجاج نصبت لأجل إنارة هذا الصرح المقدس، وتقدر أبعاد هذه الشبابيك بعرض متراً واحداً وارتفاع مترين تقريباً، وعليه فقطرها نحو ثلاثة أمتار.

        كما توجد على كل من جانبي مسجد شاهين الغربي والشرقي نافذة قريبة من السقف استخرجت من الارتفاع المقبب للسطح، وكذلك توجد نافذة على الشكل نفسه على باب الشهداء للروضة وأخرى على شباك الرواق الروضة وبقياس يقدر بـ 1,5 x 1م تقريباً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وهما: ( فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي) الآيتان 29، 30 من سورة الفجر.

(252)

 

        وهذه النوافذ يتخلل منها بالاضافة الى الهواء النور وأشعة الشمس لتعكسها المرايا فتزيد الروضة رونقاً وبهاء.

        2ـ وتظهر أيضاً منارة العبد وفيها يتبين حدودها مسجد مرجان إيوان ميرزا موسى وهذا يعني أن مبنى الصحن الصغير كان في الزاوية الشمالية الشرقية للصحن السحيني الحالي.

        3ـ كما يظهر إيوان ميرزا موسى جلياً والايوان الناصري والمسجد الناصري بالاضافة الى ملامح المدارس: الصدر والزينبية وحسن خان.

        4ـ وتظهر أيضاً الساعتان الدقاقتان الجنوبية والشرقية.

        5ـ كما يظهر مرقد أبي الفضل العباس والطرق التي تربط المرقدين بالمدينة، وتظهر أيضاً الأسواق المحيطة بالصحن الشريف، ويظهر أيضاً ديوان الرشدي وغيره.

وأخيراً إذا ما لوحظت الزاوية الشمالية الشرقية فيمكن رؤية ما يشبه مئذنة أو ساعة مربعة الشكل لم يتبين لنا تحديده، ولربما كانت بقايا الديدبان أو ماشبه ذلك.

        وأما الزاوية الجنوبية الشرقية فيتبين بشكل واضح دخول تلك الزاوية الى جهة داخل الصحن الحسيني الشريف وذلك قبل توسعته.

        وأما الطارمة القبلية فهناك عمود لم يتضح لنا معالمه ولا الغرض من وجوده، ولعله الشاخص الذي كان يحدد به وقت الزوال ومقداره.

        وإذا ما أمعنا النظر فنجد عاموداً آخر يقع على الجنوب الغربي من هذا العامود أقل ضخامة منه الا أنه أطول منه ولكن لم نتمكن من معرفة استخداماته.

  • وفي حدود عام 1345هـ جاء وصف المرقد الحسيني في كتاب العراق والخليج الفارسي(1) على الشكل التالي: «صحن الحسين فيه قبر الحسين، وهو صحن كبير له سبعة أبواب ومنارتان وقبة ذهبية وهناك منارة

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كتاب العراق والخليج الفارسي وضعته البحرية البريطانية.

(253)

ثالثة في صحن آخر(1)، وتعتبر كربلاء مركزاً مهماً وأهم وقت للزيارة فيها هو شهر محرم، واقتصاد البلد يعتمد على الزوار وعلى دفن الموتى وبيع الأكفان والترب والسبح، وكثير من الناس يدعمون من قبل التبرعات التي تلقى في الضريح»(2).

  • ولعل عن حدود عام 1346هـ جاء وصف السيد پيتر كلارك(3) للحرم الحسيني بقوله: «قبر الحسين في كربلاء بمنائره الثلاث وقبته المذهبة أصبح بمثابة نقطة مركزية للمسلمين الشيعة ويعتبرونها أقدس الأمكنة في الإسلام بعد مكة»(4).
  • وفي سنة 1347هـ(5) زار كربلاء الدكتور دوايت دونالدسون(6) وقد وصف المرقد الحسيني بقوله: «من مكان جلوسي في المقهى استطعت أن أرى التصاميم الدقيقة المعقدة لآجر المآذن ومدخل الضريح عبر المدخل الذي كانت سلسلة الحديدية قد رسمت الحدود لغير المؤمن أو غير الطاهر أمام دخوله... ويوجد الى اليمين من مدخل ضريح الحسين درج يؤدي الى مدفن أرضي ضخم الذي ربما يبلغ مساحته مائتي يارد(7) فإن أجساد الزوار الأجانب تجلب في صناديق فما قبل منها يدفن في هذا المدفن، وتحفظ رفاته في رفوف متراصة من هذا القبر الفسيح.

ـــــــــــــــــــــــ

(1) صحن آخر: لعله أراد به مسجد مرجان، إذ يستبعد أن يراد به الصحن الصغير.

(2)  539ــIarq and the Persian Gulf: 536

(3) الدكتور بيتر كلارك (Peter B Clarke)، أستاذ في الكلية الملكية جامعة لندن، ولا يخفى أن كلارك شارك في كتابة بعض الفصول من كتاب أديان العالم ومنها الفصل الخاص بالاسلام وفيه عن المرقد الحسيني الشريف كما أنه أشرف على وضع الكتاب، والكتاب وضع من قبل مجموعة من الباحثين.

(4) أديان العالم: 90 اعداد: جميس هارپر (ََJames Harpur)  90.The World s Religions

(5) الموافق لعام 1928م.

(6) دوايت دونالدسون( Donaldson.Dwight M) باحث بريطاني قضى 16 عاماً في مشهد الامام الرضا ع ينقب عن عقائد الشيعة وتقاليدهم الاجتماعية، زار العتبات المقدسة في العراق عام (1347هـ= 1928م).

(7) اليارد: ثلاثة أقدام يعادل نحو 90 سنتميتراً.

(254)

 

        وأما قبر الامام الحسين فيحيط به ضريح يقع تحت القبة الذهبية وهو مصنوع من مشبكين(1) الداخلي منهما ذهبي والخارجي منهما فضي، صنع باتقان وقد تبرع به السلطان ناصر الدين ــ القاجاري ـ والذي يحمل اسمه، وكثيراً ما يأتي الزوار بالهدايا على شكل دراهم أو مصوغات ثمينة فيرمونها في داخل هذين الشباكين، ويحصل ذلك على الأخص حينما ينذرون من أجل الحصول على مساعدة الإمام في تحقيق رغباتهم، وعند ذلك يرمون هداياهم داخل الشباك الذهبي.

        ويفتح هذان الشبكان بين حين آخر فتجتمع النذور والهدايا وتثمن بصورة رسمية قبل بيعها وضمها الى قائمة مدخلولات الضريح، ويتم فتح الشباكين بمراسم خاصة يحضرها عادة ممثل خاص من الحكومة المحلية(2).

  • وفي نفس السنة وبالتحديد في التاسع عشر من شهر جمادى الأول زار الحائر الحسيني الأمير عبدالله(3) بن الحسين الحسني(4).
  • وفيها زار المرقد الحسيني عدد كبير من المؤمنين وكان من بينهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الشباكان: الشباك الأول النحاسي كان ملاصقاً لصندوق الضريح وقد قدمه السلطان عباس الكبير عام 1302هـ والذي رفع عام 1357هـ ووضع محله صندوق من الزجاج الفاخر، وأما الثاني فهو الشباك الفضي الذي يلمسه الناس، وعليه فقوله «ذهبي» لايراد به أنه مصنوع من معدن الذهب بل المراد أن لونه ذهبي أو أنه تصور بأنه مصنوع من الذهب، ولكن السادن أكد لي أنه فولاذي.

(2) 98 ـ 97، The shi it’s erligion a history of islam in Persia and irak: 88 عقيدة الشيعة لدونالدسون، وقد ورد بعض ما ترجمناه في موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 365.

(3) عبدالله بن الحسين: ولد في مكة عام 1299هـ، أمير من آل عون أشراف مكة، انتقل الى الأردن وفلسطين أيام قيادة والده الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين، أسس المملكة الأردنية الهاشمية عام (1365هـ= 1946م)، اغتيل عام 1370هـ في المسجد الأقصى فتولى الحكم فيها، نجله طلال من آثاره مصنفه المسمى بـ «مذكراتي».

(4) تراث كربلاء: 84.

(255)

 

 مائة ألف زائر إيراني(1) والظاهر أنه كان في موسم النصف من شعبان.

  • وفي حدود سنة 1348هـ أبدل قسم من القاشاني المكسي لجدران الرواق الشرقي من الخارج وفي هذه الاصلاحات وضع شعار المملكة

العراقية المنقوش على القاشاني في الثلث الأعلى من العمود الثاني فيما إذا عد من جهة الطارمة.

        ش208

     256   (46)

صورة للجدران الشرقي للروضة الحسينية

 

  • وفي سنة 1384هـ أيضاً تم نصب باب آخر للروضة بدل الباب القديم الذي عند الشهداء وهو مصنوع من الخشب المكسي بالذهب والمنقوش بالنقوش النباتية البارزة والآيات القرآنية الكريمة والمغلفة بالزجاج وهو من عمل التجار الإيرانيين، والمصنوع بأصفهان كتب على اطار الباب في وسط الجهة اليمنى بشكل طولي(ادخلوها بسلام آمنين) بينما كتب على

ــــــــــــــــــــــــ

(1) مجلة الرابطة القاهرية العدد: 3/ الصفحة: 52/ السنة الأولى التاريخ: رمضان 1347هـ.

(256)

 

 الجهة اليسرى (سلام من رب رحيم)، وأما الباب يحتوي على مصراعين، الأيمن منه يحتوي على ما يلي:

        كتابة الاطار الأعلى منه هي: (الله)، (الذين آمنوا وتطمئن)، (محمد ص)، (قلوبهم بذكر الله)(1)، (علي عليه السلام).

        كتابة الإطار الأسفل منه هي: (ألا بذكر الله تطمئن) (القلوب ـ 1348)(2).

        كتابة اطار الجهة اليمنى تبدأ من الأسفل الى الأعلى وهي سبعة أطر هندسية جميلة جاءت كالتالي: (بسم الله الرحمن الرحيم) (تبارك الذي بيده الملك)(وهو على كل شي قدير)(الذي خلق الموت والحياة)(ليبلوكم أيكم)(أحسن عملاً)( وهو العزيز الغفور)(3).

        وأما الجهة اليسرى فتبدأ الكتابة من الأعلى الى الأسفل وقد وضعت في سبعة أطر هندسية وهي: ( الذي خلق سبع سماوات)( طباقاً ما ترى في)( خلق الرحمن من)(تفاوت فارجع البصر)( هل ترى من فطور ثم ارجع)(البصر كرتين ينقلب إليك)(البصر خاسئاً وهو حسير)(4).

        وأما في وسط الصراع ففي الأعلى جاءت الكتابة: (وهو العلي العظيم)(5) وقبل الوسط:(هو الأول والآخر والظاهر والباطن)(6) وفي الوسط نقوش مؤطرة وفي أسفلها اطار فيه (وهو بكل شيء عليم(7)ـ 1348هـ) وفي النهاية نقشة مؤطرة، وكل واحدة منها جاءت في اطار بارز وبشكل هندسي جميل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الرعد، الآية: 28.

(2) سورة الرعد، الآية: 28.

(3) سورة الملك، الآيتان: 1ـ2.

(4) سورة الملك، الآيتان: 3ـ4.

(5) سورة البقرة، الآية: 255.

(6) سورة الحديد، الآية: 3.

(7) سورة الحديد، الآية: 3.

(257)

                ش209

        258        (47)

 المصراع الأيمن لباب علي الأكبر

 

                وأما المصراع الأيسر فيحتوي على ما يلي:

        كتابة الإطار الأعلى: (فاطمةع)، (والملائكة يدخلون)، (حسن ع)،(عليهم من كل باب)(1)، (حسين ع).

        كتابة الإطار الأسفل: (سلام عليكم بما صبرتم)( فنعم عقبى الدار)(2).

 

ــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الرعد، الآية: 23.

(2) سورة الرعد، الآية: 24.

(258)

                  ش201

                (48)

المصراع الأيسر لباب علي الأكبر

 

        كتابة الجهة اليمنى للمصراع الأيسر في سبعة أطر هندسية تبدأ من الأسفل الى الأعلى وهي: (بسم الله الرحمن الرحيم) (ولقد زينا السماء الدنيا) (بمصابيح وجعلناها)( رجوماً للشياطين) (واعتدنا لهم) (عذاب السعير)(وللذين كفروا بربهم)(1).

        كتابة الجهة اليسرى للصراع نفسه تبدأ من الأعلى الى الأسفل وهي: (عذاب جهنم وبئس) ( المصير إذا القوا) ( فيها سمعوا لها شهيقاً) ( وهي

 

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الملك، الآيتان: 5ـ6.

(259)

 

تفور تكاد تميز) ( من الغيظ كلما ألقي فيها) ( فوج سألهم خزنتها) (ألم يأتكم نذير)(1).

        وأما ما جاء في وسط المصراع ففي الأعلى: (هو العلي الكبير)(2) وقبل الوسط: (الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن)(3) وفي الوسط نقوش مؤطرة وتحتها اطار فيه: (العزيز الجبار المتكبر(4)ـ 1348) وفي الأسفل نقوش مؤطرة أيضاً.

        يوجد في  شرقي مسجد شاهين بابان مصنوعان من خشب الساج(5)، والذي على اليمين (أي على جهة الجنوب) عليها كتابة الا أننا لم نحصل عليها، وأما الذي على الشمال (أي على جهة الشمال) فهي مكسية بالفضة المزينة بالنقوش النباتية وليست عليه أي كتابة، وإنما ذكرناهما هنا لأنهما كانتا منصوبتان في هذا العام وليس لدينا أي وثائق تبين وجودهما قبل هذا التاريخ ومما لا شك فيه ان هذين البابين نصبا قبل التعميرات التي أجريت لمسجد شاهين حيث وصل الرخام الأخضر المعرق الى كربلاء عام 1365هـ كما سنأتي على ذكره في تاريخه، وأجري تجديد قسم من مرايا السقوف داخل الروضة عام 1367هـ، وبدأ العمل بكتابة كتابة الحرم عام 1369هـ كما سنبين في محله، وبيدو أن الصورة التالية التقطت بعد عام 1370هـ حيث انتهوا من كتابة الكتابة، بل إنهم انتهو من تزيين سقوف الروضة بالمرايا عام 1373هـ، ولكن من الموكد أن البابين كانا موجودين قبل عام 1348هـ كما ذكر لنا ذلك(6).

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الملك، الآيات: 6ـ 8.

(2) سورة الحج، الآية: 62، وسورة لقمان، الآية:30، وفي سورة سبأ، الآية: 23 جاء مع الواو (وهو العلي الكبير).

(3) سورة الحشر، الآية: 23.

(4) سورة الحشر، الآية: 23.

(5) الساج: شجر من فصيلة رعي الحمام ـ أخشاب أشجار لها قيمتها الطبية ولها رائحة طيبة كما لها أنواع مختلفة ـ مهده الأصلي آسيا الجنوبية وأندونيسيا، جميلة المنظر، وهو ينتج كأحد أجود الأخشاب الصلبة المعروفة.

(6) من المصادر التي اعتمدناها في هذا الباب هو املاءات سادن الروضة الحسينية السيد صالح طعمة حيث جلسا معه ساعات طويلة ليذكر لنا عن تاريخ الروضة المقدسة،=

(260)

      261           ش211

                (49)

البابان الشرقيان لمسجد شاهين

 

        وفي هذه الصورة تظهر معالم الجدار الشرقي لمسجد شاهين المزين بالمرايا، كما تظهر الكتابة من سورة هل أتى، بالاضافة الى القسم العلوي من البابين الشرقيين لهذا المسجد، ويظهر أيضاً الرخام اليزدي الأخضر الذي اكسي به الجدار بما دون الكتابة، كما يظهر فيها أيضاً معالم سقف المسجد المزين بالمقرنصات وتظهر كتبية سورة الفجر للمنور الوسطي للمسجد، ويظهر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

= كما اجتمعنا الى كبار السن أهالي كربلاء المقدسة ممن كانت لهم اهتمامات بالروضة الحسينية، ونضيف الى ذلك المعلومات التي أملاها علينا والدنا المقدس الذي جاور المرقد الحسيني أكثر من خسمة عقود عالماً مدرساً وإماماً كاتباً.

(261)

 

أيضا القوس الفاصل بين المنورين الوسطي والشرقي، بينما تظهر فيها بعض القناديل المعلقة في وسط المنور الوسطي.

  • وفي سنة 1349هـ زار الرحالة عبدالوهاب عزام(1) الروضة الحسينية الشريفة يوم وفاة أميرالمؤمنين ع فوصفها بقوله: «ثم يممنا المسجد المبارك الذي به ضريح الحسين بن علي رضي الله عنهما فرأينا مسجداً عظيماً على نسق مسجد الكاظمية في بنائه وزينته، ولجنا الباب الى ساحة واسعة فاذا الى اليسار جماعة قد وفقوا صفوفاً يدقون صدورهم دقات موحدة موزونة وأمامهم منبر عليه خطيب يتكلم عليهم، والى اليمين أبصرنا جماعة من النساء جالسات يولولن في الحين بعد الحين مستمعات الى محدث آخر، وذلك أن اليوم كان من أيام(2) ذكرى مقتل الامام علي بن أبي طالب، وقد دخلنا المسجد فاذا هو يدوي بالقارئين والداعين فزرنا الضريح المبارك، ومنعنا جلال الموقف أن نسرح أبصارنا في جمال المكان وما يأخذ الأبصار من زينته وحليته ورواءه(3)، وبجانب المسجد مسجد آخر فيه ضريح العباس بن علي(4)،وفيه سرداب فيه نحو عشر درجات الى مكان مغطى بشبكة من الحديد(5)، وفيه سرداب يهبط فيه نحو عشر درجات الى مكان مغطى بشبكة من الحديد(6) يسمونه المذبح، ويقولون إن دم الحسين رضي الله عنه سال فيه حينما قتل في المذبح، ويقولون إن دم الحسين رضي الله عنه سال فيه حينما قتل في

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عبدالوهاب عزام: هو ابن محمد بن حسن بن سالم (1312ــ 1378هـ) أديب وسياسي مصري، ولد بالقرب من الجيزة المصرية، وتوفي في الرياض ـ السعودية، تخرج من الأزهر في القضاء الشرعي ومن الجامعة المصرية القديمة في الآداب والفلسفة وحصل على شهادة الدكتوراه في الأدب الفارسي، أصبح عميداً لكليات الآداب بمصر ثم وزيراً مفوضاً في السعودية ثم سفيراً باكستان من آثاره: فصول من المثنوي، ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام، مجالس السلطان الغوري.

(2) أيام: أراد بها يوم 19ـ 21 رمضان حيث ضرب في الأول واستشهد في الثالث عام 40هـ.

(3) الرؤى: بالضم حسن المنظر.

(4) قوله: «وبجانب المسجد مسجد آخر فيه ضريح العباس بن علي» حشو في الكلام إذ أنه يتحدث عن الروضة الحسينية، أو لعله أراد بالمسجد المرقد وقصد مرقد علي ابن الحسين ع.

(5) كذا في المصدر ولكن الضريح أنه مصنوع من الفضة كما نقل لي السادن.

(262)

 

فاجعة كربلاء، وهناك زاوية يقال إنها مولد المسيح عيسى ابن مريم(1).

  • وفي هذا العام أيضاً وبالتحديد في الحادي والعشرين من شهر جمادى الثاني رفع مدير أوقاف كربلاء تقريراً الى إدارة الأوقاف ــ ببغداد ـ أثبت فيه أنه أثناء كشفه على الخزانات الموجودة في العتبات المقدسة بمقامي الامامين الحسين والعباس(2) رضي الله عنهما وجد قسماً كبيراً من السجاد والأشياء الثمينة لم يسجل(3).
  • وفي هذه السنة تنازل السيد عبدالحسين طعمة عن سدانة المرقد الحسيني لصالح نجله السيد عبدالصالح الطعمة(4) وبقي في السدانة حتى عام 1401هـ(5).
  • وفي سنة 1350هـ(6) وبالتحديد في السابع عشر من شهر رجب جرى تعمير مستودع التحف والهدايا التابعة للروضة الحسينية(7).
  • وفي هذه السنة ذاتها، وبالتحديد في الرابع من شهر شعبان جرى تذهبي القسم الأسفل من المئذنة الشرقية لحرم الامام الحسين ع من قبل أحد راجات الهند(8)

ــــــــــــــــــ

(1) رحلات عبدالوهاب عزام: 60، وفيه: «ثم هناك حجرة في ناحية من المسجد دفن فيها من ملوك القاجاريين آخرهم وأبوه محمد علي وجده مظفر الدين والقبور ليست عالية وإنما هي بلاطات من ناحية من الحجرة، وقد علقت في مقربة منها صور الملوك الثلاث، ووددت لو أمكننا الوقت فأطلنا المقام في هذا المشهد العظيم لأطيل الحديث عنه ولكنها كانت زيارة عجلان يكتفي بتأدية الواجب». وهذه القبور تقع في الرواق الشمالي، وعنه نقلت موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 149.

(2) كذا ورد في التقرير، وكلمة الإمام هنا لايراد منها الامام المعصوم.

(3) مجلة الموسم الهولندية، العدد: 5/السنة: 2/ الصفحة: 256 بقلم: محمد مصطفى الماحي.

(4) عبدالصالح: هو ابن عبدالحسين بن علي طعمة ويقال له السيد صالح أيضاً الا أن الصحيح ما أثبتناه ولد عام 1329هـ بكربلاء، وقام بأعباء السدانة بأحسن وجه الى أن تنازل عنها لنجله السيد عادل وهو الآن يقيم في لندن منذ عام 1410هـ.

(5) راجع مدينة الحسين: 1/85، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 213و فيه أن تولى السدانة عام 1347هـ، ولكن المعنيين بالامر ذكروا أن توليه كان عام 1349هـ.

(6) الموافق لـ 28/11/ 1931م.

(7) بغية النبلاء: 116.

(8) بغية النبلاء: 116.

(263)

 

        وكان قد تبرع عام 1310هـ بملبغ 45ألف روبية(1) هندية لتذهيب المئذنة الشرقية في الروضة الحسينية الا أن المبلغ بقي مودعاً لدى مديرية الأوقاف العامة فترة طويلة مما ألجا السيد أحمد الوهاب(2) أن يطرح الأمر في مجلس النواب باعتباره نائب مدينة كربلاء ويطالب تلك المديرية بصرف المبلغ للغرض الذي تبرع من اجله فصرف منه مبلغ سبعة آلاف روبية فقط، وتصرفت المديرية بالباقي في شؤون اخرى، الى أن تبرع طاهر سيف الدين   بطلاء رأس المئذنة الغربية ومن ثم اجتمع فيما بعد بعض الوجوه وتبرعوا بتكملة اكساء ما تبقى من المئذنة بالذهب واستعانوا بالذهب الذي كان موجوداً فوق الضريح السابق وتزن كل لوحة من الالواح الذهبية هذه 54حبة(3) من الذهب الخالص(4).

  • وفي سنة 1351هـ أجريت ترميمات لأسس الصحن الحسيني الشريف(5).
  • وفي نفس السنة زار المرقد الحسيني الأمير عباس حلمي(6) وذلك في شهر رمضان(7).

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الروبية الهندية: تحتوي على مائة پيسة، كانت مصوغة من الفضة، استخدمت في العراق منذ سبعين سنة ولكنها انتشرت كل الانتشار بعد الاحتلال البريطاني للعراق، وكانت تساوي 75فلساً من نقد العراق عندما صدر عام 1350هـ، والكلمة نسبة الى روپ ومعناها القطعة.

(2) أحمد الوهاب: هو ابن محمد بن سليمان المتوفى عام 1365هـ، كان يتقن اللغة التركية الى جانب الفارسية بالاضافة الى لغته العربية، شارك في مقاومة الاحتلال، انتخب عام 1346هـ نائباً عن كربلاء.

(3) حبة: ويقال لها حمصة وهي جزء من 24 جزءاً من المثقال.

(4) راجع مدينة الحسين: 1/43، 2/د.

(5) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 91.

(6) عباس حلمي الثاني: هو ابن إسماعيل ولد عام 1291هـ القاهرة وتوفي عام 1363هـ  في جنيف، خديوي مصر في فترة (1310ــ 1332م) عزلة الانكليز وخلفه السلطان حسين كامل، تعرض للاغتيال في الآستانة عام عزله 1332هـ، والخديوي عام 1284هـ ثم أطلق على أعضاء سلالة محمد علي باشا في مصر.

(7) تراث كربلاء: 84.

(264)

 

  • وخلال هذه الفترة(1) يصف الحسني(2) مرقد الامام الحسين ع بقوله: « وضريح الحسين ع مقام وسط صحن تتلألأ فيه القبة مع مئذنتها المغشاتين بالذهب الابريز فتشع هيبة وجلالاً، وضريح الحسين ع عبارة عن مصطبة من الخشب المرصع بالعاج يعلوها مشبكان(3) أحدهما من الفولاذ الثمين وهو الداخلي والآخر من الفضة الناصعة البياض وهو الخارجي وتعلوا الضريح الآواني الذهبية المرصعة بالحجار الكريمة وفي كل ركن من أركانه رمانة من الذهب الخالص يبلغ قطرها قرابة النصف متر، ويتصل بهذا المشبك مشبك آخر لا يختلف عنه بمزية من مزاياه ولايوجد أي حاجز بينهما الأ أنه يقصر بمتر واحد من كل جانبيه وقد رقدة  تحته علي بن الحسين ع الذي استشهد مع أبيه في يوم واحد فدفن الى جنبه، وأمام هذا المشبك ساحة مقدسة عند الشيعة لا يطأها أحد بقدميه لانهم يعتقدون بأنها مراقد الشهداء الذين استشهدوا مع الامام، وفي زاوية من هذا المشبك من الفضة يتصل بالحائط ويعرف بمراقد الشهداء الذين استبسلوا في  حومة الوغى مع الحسين عليه السلام أيضاً، وفي صحن الحسين ع مئذنة منفردة يقال لها منارة العبد(4) وهي مغشاة بالقاشاني الملون»(5).

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أي خلال عام 1351هـ.

(2) الحسني: هو عبدالرزاق بن مهدي آل عيسى البغدادي العطار، ولد عام 1321هـ في بغداد وتوفي فيها بحادث سيارة في أوئل القرن 15هـ وذلك بعد عام 1414هـ، مؤرخ العراق الحديث، درج في الوضائف الحكومية، انتدب للعمل في ديوان مجلس الوزراء وعهد اليه تنظيم تسجيلات تاريخ الدولة، من آثاره: تاريخ الوزارت العراقية، تاريخ العراق السياسي الحديث.

(3) المشبكان: وصف أحدهما بالفولاذي والآخر بالفضي لا يتوافق مع وصف صاحب عقيدة الشيعة حيث قال أحدهما فضي والآخر ذهبي، وكلا الوصفين غريب، والصحيح نحاسي وهو الداخلي وفضي وهو الخارجي، ولكن السادن أكد لنا ان الداخلي فولاذي والخارجي فضي، ولعل السابق كان من النحاس والله العالم.

(4) ويقول صاحب الموجز عن مئذنة العبد:« ويروى عن سبب إنشائها في هذا المحل المنعزل أن عبداً كان يسكن الصحن ويكتسب كسباً ضعيفاً فاقتصد على نفسه حتى جمع ثروة مكنته من تشييد هذا الأثر الخالد» ولكن هذا التعليل غير صحيح وقد سبق وفصلنا القول بان مرجان والي بغداد هو الذي شيد مئذنة العبد.

(5) موسوعة العتبات المقدسة: 181نقلاً عن مواجزة تاريخ البلدان العراقية لعبد الرزاق الحسني.

(265)

 

  • وفي سنة 1351هـ(1) أيضاً قام مير القاضي(2) بصفته المفتش العام لمديرية الأوقاف العامة برفقته السادن السيد عبدالحسين ونجله السيد عبدالصالح بجرد محتويات خزانة الروضة الحسينية المباركة من التحف والهدايا الثمينة التي تبرع بها الملوك والسلاطين والأمراء والأعيان منذ الغزو الوهابي، ودون ذلك في سجل خاص بالأوقاف الحسينية(3)، وقد قام القاضي بنشر مقال(4) أورد فيه مجموعة من تلك التحف التي أثبتها في سجل الأوقاف، ومن المؤسف جداً أنه لم يسرد جميع التحف بل اقتصر على أهمها وأثمنها حسب تقديراته وقد وضع ثلاثة جدوال لذلك:

        ألاول: يحتوي على عدد من المصاحف الثمينة والأثرية، وقد اختار اثنين وسبعين مصحفاً مخطوطاً من اصل يقارب الثلاثمائة مصحف مخطوط، قال عنها:« إن هذه المصاحف الخطية القديمة الغالية القيمة هي أهم المصاحف الموقوفة في الحضرة الحسينية الشريفة، وهناك مصاحف أخرى خطية أيضاً صغيرة وكبيرة ووسط في أحجامها لا يقل عددها عن مائتين اعتيادية الخط حسنة، وهناك أيضاً عدد من المصاحف المطبوعة قديماً».

        الثاني: يحتوي على عدد من المجوهرات والحلي والتحف من السيوف والستائر الغالية الثمن والأثرية، اختار من بينها ثلاث وثلاثين مجموعة فقط.

        الثالث: يحتوي على عدد من السجاد(الطنافس) ذات القيم الباهظة اختار من بينها 81 قطعة أودعها في أربع مجموعات.

        وفيما يلي الجداول الثلاثة بتفاصيلها ننقلها عن القاضي بتصرف في تربيب المعلومات لمزيد الإيضاح.

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) الموافق لسنة 1932م، وذكر لي السادن بأن الجرد كان في عام 1349هـ.

(2) منير القاضي: هو ابن خضر بن محمد بن عبدالله الشقاقي، حقوقي، ولد في بغداد سنة (1310هـ= 1892م) نال شهادة الحقوق 1344هـ، رأس تحرير مجلة الحقوق، تدرج في المناصب الحكومية فكان مديراً لأوقاف بغداد فحاكماً مدنياً، فعميداً لكلية الحقوق فرئيساً لديوان مجلس الوزراء ثم وزيراً للمعارف سنة 1375هـ، توفي في بغداد في 9 شباط سنة (1969م= 1388هـ).

(3) راجع تاريخ مرقد الحسين والعباس: 109.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/19ـ 36.

(266)

 

 

        الجدول الأول: المصاحف المخطوطة:

 267

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ابن مقلة: هو محمد بن علي بن الحسين بن مقلة، كان وزيراً منشئاً وكاتباً مشهوراً يضرب بخطه المثل، استوزره المقتدر العباسي ثم القاهر ثم الرضي، والأخير قطع لسانه ثم يده وسجنه حتى مات عام 328هـ.

(2) المراد بالخط الجلي هنا ليس المراد المصطلح عند الخطاطين بل المعنى اللغوي كما صرح بذلك فالمراد أذا أن الخط بحروف كبيرة واضحة.

(267)

268 

ـــــــــــــــــــــــــ

(1)الرق: الجلد الرقيق يكتب عليه.

(2) احتملنا اتحاده مع قبله ولذلك اثبتناه بعده، فتأمل.

(3) يقول القاضي: وقد كتب في ظهره أنه بخط سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهذا زعم تكذبه أوراقه فإنها كاغذ لا رق.

(268)

 269

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وبما أن واقفه شخص واحد حسب الظاهر فلربما كان تاريخه واحداً، ويؤيد ذلك وجود قرآن متحد الاسم والتاريخ مع سابقه.

(269)

 

 270

(270)

 

ـــــــــــــــــــــــ

(1) ميرزا حسين: لعله هو ميرزا محمد حسين بن محمد علي الشيرازي الملقب بكاتب السلطان حيث كان خطاطاً للبلاط القاجاري ناصر الدين وكان بارزاً في خط النستعليق توفي عام 1316هـ وكانت ولادته قبل عام 1236هـ، وهذا وقد سبق واحتملنا أنه حسين علي خان الشيرازي ـ فليراجع عام 1252هـ.

 

(271)

 271

(272)

 

(273)

274 

(274)

275 

(275)

 276

(276)

 277

ـــــــــــــــــــــــ

(1) الترمة: نوع من الورق الثمين سبقت ترجمته.

(2) حسن علي ميرزا فرمان الفارسي.

(3) شهربانو.

(277)

 278

  ــــــــــــــــــــ

(1) هاشم الصحاف: جاء في مجلة سومر: 38/301 تاريخ: 1982م ما مجمله، ولد في طهران، وكان صحافاً ماهراً ووصالا مدهشاً لا يجاريه أحد، ذهب الى استامبول، أحبه السلطان العثماني ورغبه في البقاء الا أنه عاد الى كربلاء وسكنها وعرف بصحاف استانة، وهو صاحب فكر، استفاد من سياحته في عمله وفنه.

(2) آغا حسين سرماس.

(3) مظفر حسين خان.

(278)

279

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد علي الأصفهاني.

(2) أبا عبدالله: الصحيح «أبي عبدالله» الإ أنه كتب باللغة الفارسية وعندهم يصح ذلك.

(279)

 280

(280)