تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

فيها قاعدة المئذنة الغربية من عند سطح الإيوان القبلي وتظهر الكتيبة الكوفية عند قاعدة المئذنة والتي محتواها المكررة للجمل الثلاثة التالية: «لا اله إلا الله محمداً رسول الله علياً ولي الله» كما تبين لنا الأطر الهندسية المحيطة بجوانب سقف الأيوان والتي أودعت فيها كتابة لعل محتواها يكون بعض الآيات القرآنية أو الابيات الولائية، كما يظهر فيها جدار سطح المخلع الغربي مع الجدار الشمالي للصحن عند الزاوية الجنوبية الغربية.

  • وفي سنة 1330هـ(1) بدأ العمل لجلب الأعمدة الخشبية الرصينة والثمينة من غابات الهند لتجديد طارمة الروضة الحسينية الشريفة وقد تم تشييدها عام 1342هـ كما سيأتي الحديث عنها.
  • وفي هذه السنة قام السيد عبدالحسين الحجة(2) بجلب مولد كهربائي للروضة الحسينية الشريفة(3).
  • وفي هذا العام أيضاً عبد مؤتمر جماهيري حاشد في الصحن الحسيني الشريف ضم وفود من عدة جاليات إسلامية لدعم مسلمي الجبل الأسود(4). في نضالهم ضد الصرب(5) وقد أفتى علماء كربلاء والنجف

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هكذا ورد في تراث كربلاء وتاريخ مرقد الحسين والعباس ولكن ورد في مدينة الحسين: 1/50، أنها أنشأت عام 1342هـ وللجمع بين المقولتين احتملنا أن يكون قرار جلب الخشب وقع عام 1330هـ ـ بينما وصلت الأعمدة بعد سنتين كما سيأتي، وتم إنشاء الطارمة الخشبية عام 1342هـ.

(2) عبد الحسين الحجة: هو ابن علي بن أبي القاسم الطباطبائي من أحفاج السيد محمد المجاهد، ولد ونشأ في كربلاء، كان من علماء وأعيان كربلاء، كان يطالب الحكام ولملوك بتطبيق النظام الاسلامي، توفي عام 1363هـ.

(3) راجع أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة. ولايخفى أن السيد عبدالحسين الحجة جلب مولداً كهربائياً كبيراً آخر للمدينة عام 1342هـ ايضاً.

(4) الجبل الاسود: ويقال لها «مونته نيغرو» أو«قره داغ» وهي مقاطعة في البلقان كونت مع صربيا وكرواتيا والبوسنة والهيرسك ومقدونيا وسلوڨينيا وجمهورية يوغسلافيا، ثم تفككت هذه الدول عام 1415هـ الى مالي: وعاصمتها سراييفو، وكرواتيا وعاصمتها زغرب، ومقدونيا وعاصمتها سكوبيا، وسلوڨينيا وعاصمتها ليوبليانا، وصربيا وعاصمتها بلغراد، والجبل الاسود وعاصمتها پودچوريتسا.

(5) راجع تراث كربلاء: 389، مجلة لغة العرب: العدد: 5/ السنة: 2/ الصفحة: 215 التاريخ: ذو الحجة 1330هـ، تشرين الثاني 1912م.

(225)

 

 والكاظمية بضرورة الجهاد(1).

  • وفي سنة 1331هـ أجري على طلبة العلوم الدينية المجاورين للمرقد الحسيني الشريف كما بقية العتبات المقدسة بعض المساعدات العينية من إيرادات الموقوفات التي أوقفها ملوك اوده(2) في الهند وذلك على يد الشيخ ابن حسن(3) الجائسي(4) بغرض دعم موقع هذه المراقد المقدسة.
  • وفي شهر صفر من هذا العام أي في موسم الأربعين زار المرقد الحسيني 120ألف زائر(5).
  • وفي عام 1332هـ جلبت الأعمدة الخشبية للطارمة الحسينية من الهند عبر البواخر إلا أنها ظلت في ميناء البصرة سنوات حيث اندلعت شرارة الحرب العالمية الأولى في هذا العام(6)
  • وفي سنة 1333هـ طال الهدم من قبل العثمانيين الروضة الحسينية الشريفة كما والروضة العباسية إثر انتفاضة أهالي كربلاء وزائريها في ليلة النصف من شعبان على الحكومة العثمانية(7)

بسبب الاجراءات التعسفية(8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) للتفصيل راجع فصل الحركة السياسية من باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(2) موقوفة ملوك أوده: أصلها أن ملوك أوده وضعوا مبلغ ثلاثة ملايين ونصف مليون جنيه استرليني للاستثمار، فكانت أرباحه سنوياً تزيد على مليون وأربعمائة ألف روبية ـ وكانت تصرف عائداتها على العتبات المقدسة كربلاء والنجف بل وغيرهما – راجع موسوعة العتبات المقدسة قسم النجف: 1/214ــ 217، وللعلم فقد حدد ب 14 لك روبية واللك هو مائة ألف.

(3) ابن حسن الجائسي: هو ابن حسن بن حسن رضا(1291ــ 1368هـ) من علماء وخطباء الهند الذين درسوا في كربلاء والنجف على أعلامهما، له من المؤلفات: شرح الكفاية وكتاب فضائل ومصائب أهل البيت.

(4) مطلع أنوار: 43.

(5) مجلة لغة العرب البغدادية العدد:6/الصفحة:238/ التاريخ: محرم 1331هـ، السنة: 2.

(6) راجع مدينة الحسين: 4/81 (الملحق).

(7) تاريخچه كربلاء: 116، بغية النبلاء: 48.

(8) للتفصيل راجع الحركة السياسية من باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(226)

 

  • وفي هذه السنة في ظل الفوضى قام الشيخ فخري كمونة(1) بهدم مقبرة السيد كاظم الرشتي، وفتح مخلعاً للأحذية للرواق الشرقي من الروضة الحسينية، وذلك مقابل قبر الوحيد(2) البهبهاني(3).
  • وقبل عام 1334هـ ورد كربلاء السيد هاشم بن حسين(4) مولياً على نفسه أن يقوم بتجليد كل ما في الخزانة الحسينية من كتب ومصاحف(5).
  • وفي سنة 1334هـ حدثت اضطرابات عرفت بحادثة خان حماد الا أن الروضة سلمت ولم يصبها سوء(6)
  • وفيها زار أمير المحمرة خزعل(7) المرقد الحسيني الشريف(8).
  • وفي سنة 1335هـ(9) وبالتحديد في 24 رجب زار كربلاء السيد رونالد ستورز(10) يرافقه شخصيتان من رجال الأمن البريطاني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فخري كمونة: هو ابن محسن بن محمد بن عيسى المتوفى عام 1355هـ كان من زعماء كربلاء، وكان من وراء بعض الحركات في البلدة ـ راجع فصل الحركة السياسية من باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(2) الوحيد البهبهاني: هو محمد باقر بن محمد أكمل (1116ـ 1205هـ) من أعلام الامامية، مجدد علم الاصول، له مصنفات منها: مقامع الفضل، حاشية المدارك، وشرح المفاتيح.

(3) راجع مدينة الحسين: 4/89، ولعل فتح باب الرواق أيضاً تم مع أنشاء هذا المخلع.

(4) هاشم بن حسين: وقيل اسمه حسين بن هاشم كان فقيهاً فاضلاً جاور سنوات المرقد الحسيني الى أن توفاه الله بها عام 1344هـ.

(5) معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء: 57 عن الدر المنثور للألوسي: 171.

(6) راجع فصل الحركة السياسية من باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(7) خزعل: هو ابن جابر بن جاسب الكعبي العامري(1279ــ 1355هـ) أميرعربي في جنوب إيران، تولى الامارة عن أخيه بعد اغتياله عام 1315هـ، ومضت الاتفاقيات البريطانية مع أمراء المنطقة لان يتولى ملك العراق إلا أن البريطانيين في آخر لحظة غيروا خريطة المنطقة وتبدلت معها قيادة العراق ومدى سلطة آل سعود.

(8) هذا الحسين: 232.

(9) الموافق لـ 17/5/1917م.

(10) رونالد ستورز: ضابط استخبارات بريطاني، عضو مكتب الاستخبارات البريطاني في =

(227)

 

 السيد غابروت(1) والسيد غولد سميث(2) والسيد محمد حسين خان(3) لأغراض سياسية، وفي اليوم التالي قاموا بالصعود على سطح أحد المنازل(4) بغرض الاستطلاع على مبنى الروضة الحسينية فشاهد هناك قبة الحسين ع المذهبة والمنارتين المذهبتين، وبرج الساعة المذهب مع اللقالق التي كانت تسرح وتمرح فوقها بحرية كما شاهد الصحن المزين بأفخر أنواع القاشاني وازهاه(5).

  • وفي حدود عام 1336هـ تصف السيدة ستيفنس(6) المرقد الحسيني قائلة: «إذا كانت النجف تمثل رأس مركز الفكر الشيعي، فإن كربلاء تعتبر قلب الفكر الشيعي، فان كربلاء أهم من النجف لأن الحب والحماس الشيعي ينبع من كربلاء باسم الحسين المدفون في مكان عليه قبة ذهبية ويسمى بالحضرة الكبيرة الذي هو من أهم وأقدس الاماكن عند الشيعة»(7).

                وهناك صورة أخرى(8) وردت في كتاب ستيفنس تظهر فيها القبة

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

= القاهرة المعروف بـ (المكتب العربي) تقلب بالعديد من المناصب منها حاكم القدس العسكري خلال الحرب العالمية الأولى وحاكم قبرص، له كتاب مهم على شكل مذكرات (Defintive Edition London 1945).

(1) غابورت: من كبار موظفي الإدارة البريطانية في العراق.

(2) غولد سميث.

(3) محمد حسين خان: لقب بالنواب، لعله هو ابن ميرزا علي خان الصدري، إنما لقب بالصدري نسبة الى جده الحاج محمد حسين خان صدر الاصفهاني الملقب أمين الدولة ثم نظام الدولة، ثم صدر أعظم والذي شيد مدرسة الصدر في أصفهان، وكانت المدرسة تحت أشراف المترجم له في عام 1341هـ وأجرى عليها بعض التعديلات.

(4) بيدو أن المنزل كان من المنازل الملاصقة للصحن الحسيني الشريف المطل على الصحن المقدس.

(5) راجع موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 329 نقلاً عن كتاب ما بين النهرين/ 2: 227، شهر حسين: 427.

(6) ستيفن: البريطانية ( Stevens.S.E)

(7) على ضفاف دجلة والفرات: 42:Bytigries and Euphrates

(8) إن نقلنا للوصف الذي أورده الاجانب عن المرقد الحسيني الشريف يعطي لنا بعداً=

(228)

          229      ش194

                (32)

 

صورة ملتقطة من جهة الجنوب لمدينة كربلاء ظهر فيها المرقدان الحسيني والعباسي(1) التقطت حوالى عام 1336هـ

 

        والمئذنتان والساعة الدقاقة كما يتراءئ لنا شبه مئذنة صغيرة على شرق الساعة لم تتضح لنا معالمها(2).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

= غير الذي تعهدناه من المسلمين حيث يمكننا من خلاله التعرف على انطباعات هذه الشريحة من العالم، وهذا بحد ذاته نوع من الدراسة الفكرية والاجتماعية عن هذا المرقد المبارك في المجتمع الغربي، كما أن الصور التي التقطها هؤلاء المستشرقون والسياج الاجانب تركت لنا وثائق هامة في وقت اختفى الكثير من معالم هذه الروضة المطهرة على الباحثين، وذلك لأنهم كانوا يمتلكون الآلة الحديثة مما لم تكن لدى المجاور لهذا الحرم الشريف هذه الامكانيات، فلذلك أصبحت هذه الصور من جملة الوثاق التي ارفقناها بتاريخ هذا الصرح المقدس وتمكنا الوصول الى الكثير من الحلقات المفرغة من تاريخ إعمار الروضة المباركة.

(1) كتاب العراق والخليج الفارسي: 538.

(2) في المصدر جاء تحت الصورة«سامراء» إلا أنه تصحيف والصحيح كربلاء.

(229)

 

 

 

                ش 230195

                (33)

الصورة التي اثبتتها ستيفنس في كتابها

 

  • وفي سنة 1337هـ(1) زار الباحث العراقي يوسف رزق الله غنيمة(2) كربلاء المقدسة، وحينما اقترب من المدينة استهل الوصف بقوله: «فتراءت لنا كربلاء ورأينا بين عسب(3) النخيل...(4)،مآذنها المذهبة وقبابها...(5)

ــــــــــــــــــــــــ

(1) الموافق لسنة 1919م.

(2) يوسف رزق الله غنيمة: هو ابن رزق الله بن يوسف الملقب بالشهبندر، من أسرة كلدانية قديمة (1303ــ 1370هـ) ولد في بغداد ودرس في مدرسة الإليانس ثم واصل دراسته فألم باللغات الفرنسية والانكليزية والتركية، مارس التجارة وعشق الأدب، نشر العديد من المقالات في الصحف والمجلات العربية منها مجلة المقتطف القاهرية، شارك في أصدار العديد من المجلات، عين في منصب الوزارة في عدة وزارات عراقية، توفي في لندن ونقل جثمانه فدفن في بغداد، من مؤلفاته: نزهة المشتاق.

(3) العسب: جريد النخل.

(4) في الأصل سقط لكلمة واحدة ولعلها: «الجميلة».

(5) كذا في الأصل حيث فيه مسقط، ومن المعلوم أن قبة الامام الحسين ع كانت ذهبية فالمقصود بقية القباب وسائر الأبنية.

(230)

 

 المزينة بالقاشاني وأبراج ساعاتها الشاهقات فعلمنا اننا على مقربة من أمات(1) مدن العراق».

        ويضيف غنيمة واصفاً المرقد الحسيني الطاهر بقوله: « جامع الحسين وهو أكبر معهد ديني في كربلاء وربما كان من عداد المعاهد الدينية الكبرى في العراق طرأ، هناك مصرع الامام وهناك رئيس شهداء الشيعة، وقد لأقى هذا المشهد على مر الايام من الجور والعز ما لايفصح به لسان، وتقلب بين دفتي السعد والشقاء بتقلب السياسة والأحكام، تارة تصول عليه يد الحكام فتعفي آثاره وتكرب أرضه وتارة تحمي ذماره ويذود عن عقر داره فتشاد الأسوار الشاهقات حوله ويجود أهل التقى بالأصفرالرنان والأبيض الفتان، ويقدحون زناد الفكرة ليزينوه بنتائج الصناعات، فأبوابه جميلة كبيرة يحيط بها القاشاني الفاخر يسر الخاطر ويبهج الناظر، وألوان القاشاني تمثل الأزهار المختلفة وبينها آيات الكتاب، وللمسجد دار قوراء مبلطة بالرخام اللطيف وصحنه أية من آيات الصناعة فإن حيطانه مغشاة بالأجر المطلي بالقاشاني الملون وفيه أطراف الأبواب سهوات على هيئة نخاريب(2) مرصعة بقطع من المرايا، والأبواب مقوسة أقواساً تكاد تنطبق على نفسها انطباقاً، وكلها مخرمة وتخاريمها من الآجر المنحوت والمقطع قطعاً مختلفة الكبر ويدعم البناء الذي يطوف بالحرم أعمدة من الخشب عليها نقوش ناتئة وفي أقصى المحرم مصطبة نفيسة تحتها رمم الامام وهي عجبية الحفر والصنع والتلوين ترى من وراء مشبك من الفضة لي أربعة أركان يتفرع من وسط الجانب اشرقي منه مشبك صغير من الفضة أيضاً على ضريح ابنه علي الأكبر الذي قتل معه، وفي أعلى مشبك الحسين ستة عشر من الآنية المستطيلة الشكل كلها من الذهب وفي كل ركن من المشبكين رمانة من الذهب الابريز أيضاً يبلغ طولها قراب نصف متر، وسقف الحرم مغشى بقطع من المرايا،

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) في المصدر أمهات والصحيح ما ذكرناه حيث أن كلمة أمهات تستخدم للاحياء من الانسان والحيوان.

(2) نخاريب: جمع نخروب وهو الثقب أو الشق بالحجر، ونخاريب هي الثقب من الشمع يتواجد فيها العسل، والمراد بها الخلايا التي تحدثها النحل بأشكال هندسية رائعة.

(321)

 

وعلى ضريح الامام غطاء بديع الصنع وهو بساط من أفخر ما حاكته أيدي الفرس وفي الزاوية الجنوبية من حرم الحسين ضريح كبير ملحود فيه أصحاب الحسين الذين قتلوا معه في واقعة كربلاء وعلى وجه تلك الزاوية مشبك من الفضة الناصعة فيه أربعة شبابيك.

        وفي جامع الحسين ثلاث مآذن وقبتان(1) كلها مغشاة بغلالة من الذهب الإبريز وفيه ساعتان(2) كبيرتان كل منهما في برج شاهق(3).

  • وقبل(4) سنة 1338هـ وضع على القبة رمانة على رأسها علامة ترمز الى الشمس والى جانبها عمود يحمل راية، كما وضعت على المئذنتين بل المآذن رمانة مماثلة في قمتها علامة الهلال(5) كلها بارتفاع مترين ومصنوعة من الذهب.

        ومن الجدير ذكره أن الراية لونها حمراء طوال أيام السنة باستثناء شهري محرم وصفر حيث تبدل الى أخرى سوداء، فالاولى ترمزالى شهادة

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لقد سبقت هذه العبارة من عمانوئيل فتح الله لدى وصف المرقد عام 1329هـ، والظاهر أن المراد بالقبة الثانية هي قبة مسجد شاهين الوسطى حيث كانت آنذاك مرتفعة أكثر من الآن وسيأتي الحديث عنها في عام 1344هـ.

(2) وهذا ينافي ما ورد في مدينة الحسين: 2/د أن الحاج محمد خزينة تبرع بساعة دقاقة عام 1341هـ ووضعت على الجهة الشرقية، ولعل الجمع بين النصين هو إما أن يكون البرج قد شيد في عام 1337هـ والساعة وصلت الى المرقد عام 1341هـ، او ان ساعة كانت موجودة الا أنها تعطلت فتبرع خزينة بساعة أخرى عام 1341هـ.

(3) مجلة المقتطف القاهرية: العدد: 1/ المجلد:55/الصفحة: 16/ التاريخ: 3/10/ 1337هـ، الموافق لـ 1/7/1919م.

(4) إنما أوردنا كلمة «قبل» لأن ما لدينا من الصور التي التقطت في هذا العام كانت الراية والعلامات قائمة وبما أن المصادر لم تزودنا بمعلومات كهذه فلذلك اكتفينا بهذا التعبير، نعم ورد في مدينة الحسين: 1/50ــ 58 وجودها إلا أنه لم يجدد تأريخها.

(5) ولايخفى أن في نهاية القرن 14هـ أو بداية القرن 15هـ رفع لفظ الجلالة الى جانت تلك على المئذنتين.

(232)

 

 أبي عبدالله ع الثانية ترمز الى الحزن عليه(1).

  • وفي سنة 1338هـ زار مرقد الأمام الحسين ع السلطان أحمد(2) القاجاري(3).
  • كما سلمت الروضة إبان ثورة العشرين رغم أن المدينة كانت مركزاً للقيادة والثوار(4).
  • وفي سنة 1339هـ وبالتحديد في العشرين من شوال(5) زار الحائر

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بعد استخدام المصابيح فيإنارة المرعد الحسيني بسنوات وضعت سارية بطول مترين على كل من المئذنتين والقبة على قمتها مصباحاً شديد الضوء.

(2) أحمد القاجاري: هو ابن محمد علي(1314ـ 1347هـ) آخر الملوك القاجارية، حكم بعد أبيه عام 1327هـ، وعزل عام 1344هـ ليتولى الملوكية رضا خان الپهلوي في إيران.

(3) تراث كربلاء: 84، وجاء في مجلة دار السلام المجلد: 3، العدد 12، التاريخ: 5/6/1920م «وصل السلطان أحمد بغداد ظهر يوم الجمعة 21/5/1920م في الساعة السادسة بعد الظهر فرحبت به الحكومة وذهبة لاستقباله كثيرمن رجال الدولة البريطانية، ووجهاء الوطنيين، وفي اليوم الثاني 22/أيار، زار الكاظمين ع، ونهار الأحد 23/أيار (5رمضان 1338هـ) زار كربلاء، وفي 24 أيار زار النجف وفي ليلة 28أيار غادربغداد عائداً الى إيران مع حاشيته، كما في هامش مجلة الموسم الهولندية أيضاً، العدد: 14، الصفحة: 169 العام: 1993م الموافق لعام 1413هـ، ولكن جاء في مذكرات محمد حسن الطريحي المنشورة في مجلة الموسم أيضاً، العدد: 141/ الصفحة: 169، أنه زار مدينة النجف أولاً ثم مدينة كربلاء، حيث قال: «وبعد زيارته مرقد الامام علي ع سافرالى كربلاء حيث أقيمت له هناك احتفالات كبيرة وأقيم له قوس نصر في مدخل المدينة ليمر موكبه من تحته، وبعد زيارته العتبات المقدسة ومقبرة العائلة القاجارية في كربلاء غادر الى أوروبا»، لأجل العلاج في مستشفيات پاريس، ولعله زار العتبات المقدسة في العراق مرتين الأولى كانت في عام 1338هـ، ومنها رجع الى طهران، الثانية في طريقه الى إحدى سفراته الثلاث الى أورپا، حيث ورد في دائرة معارف تشيع: 1/531 أنه سافر الى أوروپا ثلاث مرات وكانت الأخيرة في السنة التي عزل فيها، إذ نستبعد أن يكون قد ظل في پاريس مدة ست سنوات، وبذلك يرتفع التناقض بين الرواتين.

(4) راجع فصل الحركة السياسية من باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة، تراث كربلاء: 393.

(5) الموافق ليوم الاثنين 27/6/1921م.

(233)

 

        الحسيني الملك فيصل الأول(1) وذلك حين استدعي ليكون ملكاً على العراق

       

ش196

(34)

 234

صورة الباب الفضي الرئيسي في أيوان الذهب الحسيني

التقطت بتاريخ 20/10/ 1339هـ(2)

 

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) فيصل الأول: هو ابن الشريف حسين بن علي (1301ــ 1352هـ) ثار على العثمانين أثناء الحرب العالمية الأولى، تولى القيادة العامة للجيش العربي المحارب في فلسطين، نودي به ملكاً على سورية عام 1338هـ، انسحب بعد دخول الجيش الفرنسي، أول ملك للعراق.

(2) البارزون في هذه الصورة من اليمين في الصف الأمامي: 1ـ السيد سلمان الوهاب، 2ـ السيد حسين الوهاب، 3ـ عسكر مرافق للأمير فيصل، 4ـ السيد عبدالحسين طعمة سادن الروضة الحسينية، 5ـ الأمير(الملك) الشريف فيصل،=

(234)

 

 فلما وصل البصرة غادرها الى الحلة ثم النجف الأشرف فلما أنهى زيارته منها اتجه نحو كربلاء المقدسة فزار مرقد الامام الحسين ع ثم غادرها الى بغداد ليتولى عرش العراق(1).

  • في هذه الصورة تظهرمعالم الباب الفضي(2) الذي يحتوي على مصراعين مكسيين بالفضة الناصعة، مزينين بنقوش جميلة وبارزة كتب في القسم الأعلى من المصراع الشرقي منه (بسم الله الرحمن الرحيم)(3) بينما كتب على الغربي منه: (ادخلوها بسلام آمنين)(4) وقد كتب على أطراف كل مصراع أبيات فارسية وضعت ضمن أطر هندسية جميلة لم نتمكن من قراءتها، بينما جاء في أعلى الخشبة(5) التي يسند بها أحد المصراعين على الآخر كلمة «يا أبا عبدالله» وأما وسط القوس الهلالي الذي على الباب فقد نقش الحديث النبوي الشريف:«حسين مني وانا من حسين».

        وبيدو أيضاً أنهم وضعوا على القسم العلوي من الباب شبكة مأطرة بالخشب(6) لمنع الطيور من الدخول الى الحرم الحسيني كما يظهر أن جدار الايوان مذهب بارتفاع حوالى المترين من أرض الطارمة بينما بيدو ارتفاع الباب يبلغ نحو ثلاثة أمتار وعرض أقل المترين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

= 6- عبدالله المضايفي، 7- السيد محمد رضا الزيني، 8- السيد كاظم النقيب، 9- السيد محمد حسن طعمة رئيس خدمة الروضة الحسينية، 10- السيد مصطفى طعمة الكليدار.

(1) تراث كربلاء: 84، مذكرات الضابط محمد حسن الطريحي، لمحات تاريخية عن كربلاء: 83.

(2) الباب الفضي: هو باب الرواق الرئيسي الذي يقع في وسط الطارمة الذهبية.

(3) سورة النمل، الآية: 30.

(4) سورة الحجر، الآية: 46.

(5) هذه الخشبة تسند الى احد المصراعين بحيث تسد الثغرة التي تظهر بين المصراعيين لدى إغلاقهما، وهي مكسية أيضاً بألواح الفضة وعليها نقوش نباتية وأشكال هندسية بارزة.

(6) بما أن الباب مرتفع أكثر من قامة الانسان بنحو متر واحد فإنهم وضعوا في حدود المتر الواحد هذه الشبكة للحيلولة من دخول بعض الطيور الى الروضة المباركة في فترة أيام الصيف التي ترفع الستائر المعلقة من على الأبواب.

(235)

 

  • وهناك صورة أخرى التقطت من الباب القبلي للروضة الحيدرية مماثل لهذا الباب وذلك في حدود التاريخ نفسه مما يوحي بأن يداً واحدة صاغتهما، وقد أثبتناها هنا بغرض الوصول الى معالم الباب الحسيني.

        ش 197

      236  (35)

صورة الباب الفضي للروضة الحيدرية

 

  • وفي حدود عام 1339هـ التقطت صورة شمسية من المشهد الحسيني دلت على مايلي:

1- أن المقصورتين لم تكن مسقفتين ولا مسيجتين، وإنما جرى تسقيفها وتسييجهما بعد هذا التاريخ.

(236)

 

        2ـ وأما منارة العبد فقد كانت مقصورتها مسقفة، ولعل الصحيح أنهما أزيلتا بغرض الاصلاح وذلك لأن الرسوم التي سبق وأودعناها في القرن السابق على وجود المقصورتين(1).

        اليك الصورة الاولى:

                198ش

                (36)

 صورة شمسية للمرقد الحسيني التقطت عام 1339هـ وتظهر فيها القبة والساعة القبلية والمآذن الثلاث

 

  • وفي حدود سنة 1340هـ(2) التقطت صورة من الجو للمرقد الحسيني الشريف بيدو فيها ما يلي:

إن المئذنة الغربية قد تم الانتهاء من إصلاحها وإنشاء مقصورتها من أثني عشر ضلعاً، وسط كل ضلع نجمة بارزة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وقد أكد السادن لنا أن المقصورتين كانت من ذي قبل.

(2) واحتمال أن يكون التقاط الصورة عام 1343هـ، أو 1344هـ أيضاً وارد إلا أن الصورة التي التقطها البريطانيون من الجو عام 1344هـ يبعد الاحتمال.

(237)

 

        2- إن المئذنة الشرقية كانت في طور الترميم.

        3- إن الايوان القبلي كان يخضع لأعمال الصيانة والترميم(1).

        4ـ إن الباب القبلي للصحن الشريف بهيكله العام يشبه الى حد بعيد حاله في السنوات المتأخرة الا ان القاشاني الذي يكسر جانبي قوس الباب

 

  237      ش 199

        (37)

صورة التقطتها البريطانيون من الجو للمرقد الحسيني نحو عام 1340هـ وفيها تظهر المدارس

العلمية الصدرالزينبية والمسجد الناصري على الجانب الغربي من الصحن

 

من الخارج تختلف زخرفته عما بعده مما يدل على أنه جدد في السنوات المتأخرة عن هذا التاريخ.

        5- ويظهرالى الجانبي الباب القبلي من جهة الشرق قوسان أحدهما متوسط والآخر صغير يكملان اجهة الباب القبلي مبنيان من الطابوق ومتناسقان مع شكل الباب، ويظهر من نصوص الواصفين للباب في تلك الحقبة الزمنية ممن اوردنا نصوصهم أن بجانب االباب كانت هنالك أقواس

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ولعل الأصح أنه كان في مجال التطوير حيث شيد الايوان عام 1342هـ ولعلهم بدأوا بهدمه، أو أنهم كانوا على شرف ذلك.

(238)

 وشناشيل(1) ولعل الأبواب كانت على الرسم(2) التالي:

                ش200

          239      (38)

الشكل الهندسي لمداخل الصحن الحسيني في العقود الأولى من القرن14هـ

 

        6- ويظهر في الصورة أيضاً الايوان الناصري(باب الحر) شاهقاً يتوسط الأواوين الصغيرة الخمسة التي على شماله الستة التي على جنوبه(3)، وهناك في الطابق الأعلى إيوانان ملاصقان للإيوان الناصري

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) الشناشيل: وتسمى بالمشربيات هي طراز معماري قديم للشبابيك امتاز به البناء في العراق وبعض بلدان الشرق الاسلامي.

(2) ولايخفى أن هذا الشكل يعد من الطراز المعماري الفارسي وهو كثير الاستخدام في المباني الدينية بل الرسمية في إيران، وقد يحتوي القوسان الجانبيان بابين صغيرين يستخدمان في غير المواسم العامة، أو يستخدم أحدهما للداخلين والآخر للخارجين، او للحرس والخدم.

(3) وقد سبق وقلنا إن أرتفاع الايوان 15متراً وعليه يظهر من الصورة أن ارتفاع الطابق الأول من طرفي هذا الايوان (الناصري) ثلث ارتفاع الإيوان الناصري ومعنى ذلك أن ارتفاع كل من الطابق الأول والثاني خمسة أمتار.

(239)

 

يتقدمان حتى الواجهة بينما يتراجع البناء فوق تلك الأواوين الخمسة والستة لتترك أمامها فسحة في كلا الجانبين لتنتهي بأربعة أقواس نحو الغرب الى جهة الشمال من الايوان الناصري وخمسة الى جهة الجنوب وتتصل هاتان الفسحتان بممر يمر فوق نهاية قوس الإيوان الناصري وكل من الجانب الشمالي والجنوبي للفسحتين يشكلان قوسين، صغير وكبير.

        7ـ لابيدو أن شيئاً قد تغير من الجهة الغربية أصلاً حيث ان عدد الاواوين ما بين باب الزينبية وباب الحر ستة، بينما الأواوين التي بين باب الحر وباب السلطانية خمسة، وأما الاواوين مابين الباب السلطانية والزاوية الشمالية الغربية فعددها ثلاثة، كما أن مدخل باب السدرة يقع بين قوسين صغيرين.

        8ـ بينما يعلو باب الزينبية وباب السلطانية طابق آخر له نافذة كبيرة في الوسط وهي من الطراز القديم(الأرسي)(1) تناسب مقاييس مدخل قوس الباب وتشرف على الصحن الشريف وعلى جانبيها نافذتان ضيقتان ومتناسقتان مع شكل أعمدة مدخل الباب.

        9- وتبدو منارة العبد في وسط الجانب الشرقي من الصحن جلية ومكسية بالقاشاني الملون والمزخرف بأشكال هندسية معينة، وتبدو قاعدتها مضلعة بارتفاع حوالى الطابق الواحد وأكثر ضخامة من هيكل المنارة ذاتها ولها مقصورة تزينها المقرنصات.

        10- كما يبدو واضحاً عدد الأقواس في الطابق العلوي من الجهة الشمالية ما بين الزاوية الشمالية الشرقية وإيوان ميرزا موسى وهي ستة أواوين (أقواس) وستة أخرى تملأ المسافة ما بين إيوان ميرزا موسى وباب السدرة، وأما باب السدرة فهي مشيدة من طابقين كما هو الحال في باب السلطانية وباب الزينبية.

        11- وبيدو المخلعان للأيوان القبلي كما هما قبل تجديدهما في العقد الأخير من هذا القرن إلا أنهما غير مسيجين بسياج حديدي كما هو الحال في السنوات المتأخرة عن هذا التاريخ.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الأرسي: شباك كبير بفتح بطريقة الانزلاق صعوداً ونزولاً ويصنع عادة من الخشب وله عدة مزايا معمارية، راجع فصل العمران من باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(240)

 

        12- وأما المئذنتان فإنهما مكسوتان بالقاشاني من القاعدة حتى مقصورتيهما ولا تبدو عليها الكتابتان في عنقهما مما يظهر أن الكتابتين أوجدتا مع تذهيب المئذنتين من قاعدتهما حتى المقصورة.

        13- وتبدو في الصورة القبب الثمان الصغيرة ذات النوافذ المتعددة التي أنشئت خصيصاً لإنارة كل من الرواقين الشرقي والغربي.

        14- واما القبة الكبرى فعلى ما نراها اليوم فهي مذهبة ومخرمة بكبابة.

     241           ش201

                (39)

 صورة الجانب الغربي للصحن الحسيني ويؤم الصلاة

الشيخ محمد مهدي النوري المتوفى عام 1340هـ

 

        15- ويبدو أيضاً أن الأبنية كانت ملاصقة للصحن الحسيني الشريف حيث تم إزالتها فيما بعد.

        16ـ كما تبدو ملامح المدرستين الزينبية والصدر، والواقعتان بين باب السلطانية والزينبية، الى جانب المسجد الذي يتوسطها خلف الأيوان الناصري.

(241)

 242                ش202

                (40)

 صورة شمسية للمرقد الحسيني التقطت عام 1340هـ من جهة باب القبلة

وتظهر فيها المباني القديمة على الجانب الغربي من الطريق الموصل الى باب القبلة

 

  • والى جانب تلك الصورة فقد التقطت عام 1340هـ صورة أخرى شمسية من باب القبلة طهرت فيها المآذن الثلاث والساعة القبلية الدقاقة وقد تطابقت المعالم فيما بينها.
  • وفي حدود سنة 1341هـ التقطت صورة شمسية للحرم الحسيني الطاهر تدلنا على ما يلي:

1- يظهر جانب من منارة العبد ذات المقصورة التي تشبه مقصورة المئذنتين.

(242)

               ش203

          243      (41)

 

صورة شمسية للمرقد الحسيني التقطت عام 1341هـ،

وبيدو فيها جانب من منارة العبد، كما تظهر الطارمة بوضوح

 

        2- كما تبدو المئذنتان وقد اكسيتا بالقاشاني في القسم الأسفل منهما.

        3- تبدو الطارمة الخشبية لايوان الذهب والمخلعان على شكلهما في العقود الأخيرة من هذا القرن قبل استبدالها بالرخام، الا أن الأعمدة والسقف كانا بدائيين وبسيطين والأعمدة اقل سماكة مما يدلنا على أن يد الاصلاح والترميم قد امتدت إليهما فيما بعد ذلك بوقت قصير(1)، وأن هيكلتهما المعمارية لا تختلف عن التي تلتها.

        4ـ كما لايبدو وجود أي حواجز معدنية أو خشبية بين الأعمدة مما يتيح للزائر الدخول للمقام الشريف من الإيوان القبلي مباشرة دون المرور بالمخالع.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لقد سبق وأشرنا في الهامش لدى الحديث عن عام 1330هـ أن في هذا العام عزموا على تبديل الايوان فلذلك قرروا جلب الأعمدة من الهند وقد جاء في مدينة الحسين: 1/50أن في عام 1342هـ شيد الأيوان مما يدلنا على أن قرار الجلب من الهند تم عام 1330هـ وتم الجلب من البصرة عام 1332هـ والتشييد تم عام 1342هـ.

(243)

 

 

                ش204

                (42)

 

صورة شمسية للمرقد الحسيني التقطت عام 1341هـ وتبدو الساعة القبلية فيها

 

  • وفي سنة 1341هـ تبرع السيد محمد خزينة(1) بساعة دقاقة كبيرة للصحن الحسيني فنصبت على برج خاص لها على جهة باب الشهداء(2) ولعله الى هذا يشير السماوي في قوله:

 

وجاء للحسين في هذي السنة بعضهم بساعة مستحسنة

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد خزينة: يلقب بسيد العراقين، كان من رجال أعمال إيران، والظاهر أنه من أصفهان، وقد شاع هذا اللقب بها.

(2) مدينة الحسين: 2/ الصفحة: د، ويذكر عن عام طبع الكتاب 1368هـ ان هذه الساعة لا زالت منصوبة على جهة باب الشهداء، حيث تم بعدها تغيير موضعها وقد وضعت على باب الحر كما سيأتي، لكنه ذكر في الجزء الأول من كتابه في صفحة: 49 لدى حديثه عن الأيوان الناصري:« وكانت هناك قديماً ساعة دقاقة كبيرة فوق هذا الأيوان»، وطباعة هذا الجزء كان عام 1367هـ وهو يناقض بعضه بعضاً، ولكن الصور تدل على أنها وضعت أولاً على الجهة الشرقية ثم على الجهة الغربية وذلك في حدود عام 1368هـ.

(244)

 

فنصبت بين سبيل أحمد               ومئذن العبد فويق المسجد

فمآذن العبد عرفت حاله               وأنه المنارة المزالـــــــــــه(1)

  • وفي هذه السنة زار المرقد الحسيني ما يقرب من 200ألف زائر وذلك في النصف من شعبان(2).
  • وفي هذه السنة أيضاً بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها عام 1337هـ، وعادت الأمور الى مجاريها، حملوا الأعمدة الخشبية للطارمة الحسينية التي جلبت من الهند وبقيت في ميناء البصرة الى كربلاء بالباخرة عبر نهر الفرات فوصلت الى بلدة الهندية ومن هناك رميت في نهر الحسينية بشكل «كلك»(3) حتى وصلت الى كربلاء وبدأ العمل عندها بنصب هذه الأعمدة(4)
  • وفي سنة 1342هـ زار الحائر الحسيني رضا خان الپهلوي(5) رئيس وزراء إيران وقائد الجيش ولدى عودته الى إيران تولى العرش الإيراني(6) بعد فترة.
  • وفي هذه السنة قام السيد عبدالحسين الحجة بجلب مولد كهربائي لمدينة كربلاء(7) وعندها ربط التجهيزات الكهربائية للروضة الحسينية بالمولد العام وذلك في عهد الملك فيصل الأول، ويصف السماوي إضاءة الروضة الحسينية وتطورها على يد الملوك وأرباب الخير، ثم ينسب بعض هذه

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مجالي اللطف: 2/45.

(2) تاريخ الحركة الاسلامية في العراق: 246.

(3) الكلك: مجموعة أخشاب تربط معاً بالحبال ويستخدم في حمل الامتعة في الأنهار، وكانت تعتبر آنذاك من الوسائط النقل المائية.

(4) راجع مدينة الحسين: 4/82.

(5) رضا خان الپهلوي: هو ابن عباس قلي من أهل رشت(1295ــ 1363هـ) مؤسس الدولة الپهلوية، تولى الحكم رسمياً عام 1344هـ، عزل عام 1360هـ لصالح ابنه محمد رضا الپهلوي.

(6) تراث كربلاء: 84.

(7) راجع أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(245)

 

الأعمال الى الملك فيصل الأول في قوله:

ولم يزل يهدي الى الضريح           كل عريق بالولا صريــــــــــــــــح

حتى لقد أربوا على مانضيا           في كل شيء وخصوصاً في الضيا

ثم أتى نجل الحسين فيصل            فشبهـــــــــــــــــــا ماكنة تتصــــــل

ماكنة تشع ضوءاً يجتلى              بين الأماكن التي في كربــــــــــلاء

فضلاً عن المراقد المحترمة          فإنها لفضلهــــــــــــــــــــــــا مقدمة

وازره في جلبها والي الجبل          مساعداً له على خير العمــــــــــــل

وغاث فيها لهفة الصريخ             فأتقدت كشعلة المريـــــــــــــــــــخ(1)

  • وفي سنة 1342هـ أيضاً انتهى العمل من تشيييد إيوان الروضة الحسينية من الخشب الذي جلب من غابات الهند وقد نصبت على أصول تلك القديمة منها بعد أن رص أسسها وقد بلغ عدد أعمدتها اثني عشر عموداً، اثنان في الوسط بارتفاع ثلاثة عشر متراً(2) تحملان القسم المرتفع من الأيوان، وثلاثة من جهة الشرق وأخرى ومثلها من جهة الغرب بارتفاع تسعة أمتار لتحمل الجانب المنخفض من السقف، ويحمل الزاويتين الغربية والشرقية عمودان بارتفاع أربعة أمتار ونصف منصوبان على سقف المخلعين وهما يرتكزان على عمودين مماثلين لهما في الارتفاع الحجم واللذان يحملان هذه الزاوية من سطح المخلعين. وعمودان آخران أحدهما نصب وسط الجهة الشرقية والأخرى على الجهة الغربية وهما كاللذين على الزاويتين فأن كل واحدة منهما مقسمة الى قسمين القسم الأول يرتكز على الأرض ليحمل جانباً من سقف المخلع والقسم الآخر يرتكز على القسم الأول عند سطح المخلع وعليهما يعتمد الجانب الغربي والشرقي لسقف الطارمة.

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) مجالي اللطف: 2/52.

(2) وجاء في كتاب شهر حسين: 413، أن أربعة منها بطول 13 متراً وهي المنصوبة في الوسط، إلا أن كلامه لايمت الى الحقيقة بصلة.

(246)