تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

خطه بسواد وفيه طلاء مائي وصفحاته الثلاث الأولى مزينة(1).

  • وفي عام 1293هـ أهدى الحاج علي جعفر(2) للروضة الحسينية مصحفاً ثميناً كتبت الأسطر الأولى والوسطى والأخيرة من صفحاته بماء الذهب وفيها شيء من التزيين(3).
  • وفي عام1294هـ أوقف محمد حسين التبريزي(4) مصحفاً ثميناً مزينأً بالنقوش، ويتضمن ترجمة المعاني بالفارسية وبخط أحمر(5).
  • وفي العام ذاته أوقف مشير الملك أبو الحسن(6) مصحفاً في هوامشه زينة وتحلية، وفي الصفحة الأولى والثانية نقوش جميلة، ويحتوي على تفسير فارسي كتب تحت كل سطر من القرآن التي تبلغ14سطراً(7).
  • وقبل عام 1295هـ قامت الاميرة كلين القاجارية(8) بإهداء مجموعة نفيسة من كبت الدعاء والقرآن التي كتبتها بخطها(9).
  • كما تمت في عام 1295هـ أعمال الزخرفة والتزيين على ماورد في

ــــــــــــــــــــــــ

(1) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/22.

(2) الحاج علي جعفر.

(3) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية:6/22.

(4) محمد حسين التبريزي: يحتمل أن يكون التاجر الأذربايجاني ولد الرسام والخطاط أبي طالب المقيمي المولود عام 1228هـ ـ راجع كتاب أحوال وآثار نقاشان قديم إيران: 1/45.ـ

(5) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية:6/21.

(6) مشير الملك أبو الحسن: هو نصر الله خان المتوفى عام 1325هـ، كان يلقب بمشير الدولة ثم لقب بمصباح الملك عندما استلم وزارة الخارجية في العهد القاجاري ثم لقب بمشير الملك عام 1309هـ، تولى عدداً من المناصب في الدولة منها رئاسة الوزراء.

(7) مجلة المجمع االعلمي العراقي بالغدادية: 6/21.

(8) الأميرة كلين القاجارية: المكناة بأم سلمة هي ابنة السلطان فتح علي القاجاري وتعد رابع بناته والأخت الشقيقة لولي عهده محمد علي، درست على جملة من علماء طهران فكانت فاضلة، ولعت بالخط والكتابة، تزوجت من ابن عمها زين العابدين ابن حسين قلي القاجاري، توفيت بعد عام 1295هـ.

(9) مستدرك أعيان الشيعة: 3/185.

(180)

 

تاريخها المثبت فوق الباب الفضي المذكور(1).

  • وفي السنة نفسها تم تعمير الأورقة وتزيينها بأمر محمد حسين خان(2) والحاج عباس قلي خان(3) والحاج إبراهيم خان البختياري(4) بمساعدة محمد كريم الأصفهاني(5)، وبدأوا بإكساء قسمالعلوي من جدران الأورقة والسقوف بالمرايا(6) ليتم عام 1301هـ(7) حسب ما اثبت على جدار الرواق القبلي شرقي الباب القبلي للرواق وهذا نصها: «حسب الفرمايش سركار شوكت مدار الخاقان محمد حسين خان قوللر آقاسي

ـــــــــــــــــــــــ

(1) شهر حسين: 409 وفيه أن على الباب المذكور أثبتت أربعة تواريخ هي:

        (1) 1292هـ تاريخ ثبت الآيات القرآنية وأشعار الشاعر محتشم.

(2) 1295هـ تاريخ الانتهاء من تزيين المرايا.

(3) 1301هـ تاريخ الانتهاء من تزيين المرايا.

(4) 1312هـ تاريخ بناء الساعة الكبيرة المهداة من قبل السلطان ناصر الدين وسنأتي على ذكرها.

(2) محمد حسين قوللر آقاسي: لعله هو ميرزا آقاسي السلطان محمد الثاني القاجاري المتوفى عام 1264هـ الذي كان حاكماً حقيقاُ مطلقاً أيام السلطان محمد، ولما تولى السلطان ناصر الدين بعد أبيه نفاه خارج إيران فلجا الى كربلاء سكنها، كما في كتاب ايران دراسة عامة: 279.

(3)عباس قلي خان: يبدو أنه كان من البختارية والذين كانوا يسكنون المنطقة المتاخمة للحدود العراقية وكان لهم أمراؤهم وكيانهم، وكان هذا احدهم.

(4) إبراهيم خان البختياري: من تجار وشخصيات المنطقة الغربية في إيران التي كان للبختيارية نفوذ عشائري فيها.

(5) محمد كريم الأصفهاني: من تجار اصفهان الموالين لأهل البيت ع في عهد ناصر الدين القاجاري.

(6) تميز مراقد أهل البيت ع في إيران والعراق وسوريا بتزيين الجدران والسقوف بالمرايا الصغيرة ذات الأحجام المختلفة والأشكال الهندسية المتنوعة، والتي تثبت بواسطة الجص بشكل فني، حيث تأخذ اتجاهات مختلفة حسب النتوءات الجصية والمقرنصات والانحرفات المختلفة مما يساعد على انعكاس الاضواء عبرها مرات عديدة وكثيرة فتضفي على المكان رونقاً وجمالاً، وهناك من يطعمها بألوان زاهية متنوعة يزيدها تألقاً واعجاباً، وقد تخصص الايرانييون في ذلك.

(7) شهر حسين:423.

(181)

 

وحاجي عباس قلي خان وحاجي إبراهيم خان بختياري بسعي محمد كريم أصفهاني بإتمام رسيد، تاريخ إتمام وتزيين 1295 وتاريخ آينه كاري 1301»(1).

                181ش

               182 (19)

صورة السقف والأعمدة في الرواق القبلي

 

وذكر الرحالة الهندي محمد هارون أن السلطان ناصر الدين: جدد بناء

ـــــــــــــــــــــ

(1) ترجمة النص كمايلي: «حسب أوامر صاحب المقام والعظمة محمد حسين قوللر آقاسي والحاج عباس قلي خان والحاج إبراهيم خان البختياري وبهمة محمد كريم الأصفهاني تم العمل وذلك في تاريخ 1295هـ، وتاريخ نصب المرايا هو 1301هـ»

 

(182)

المشهد(1) وأركانه واتخذ لسقوفها وحيطانها صنعة زجاجية فرصعها بالبلور من أعاليها الى أسافلها(2).

                ش182

     183           (20)

صورة من سقف إحدى الأورقة

  • وفي سنة 1296هـ زخرف الجدار الغربي الخارجي للروضة الحسينية وايوان رأس الحسين(3) بالكاشي البديع والفسيفساء الجميل على يد المعماري أحمد جواد الشيرازي(4)، كما تظهر من العبارة(5) المثبتة

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) المشهد: أراد المشهد الحسيني، ولقد سبق وتحدثنا عن سبب تسميته بالمشهد .

(2) رحلة عراقية: 101.

(3) وهذا الايوان يقع في منتصف جدار الرواق الغربي للروضة الحسينية الشريفة مقابل الايوان الحميدي.

(4) أحمد جواد الشيرازي.

(5) وفي تراث كربلاء: 53 جاءت العبارة بالشكل الآتي: «عمل أستاذ أحمد جواد شيرازي 1296هـ».

(183)

 

وفي الواجهة الأمامية للأيوان « عمل أوسته(1) أحمد المعمار سنة 1296هـ»(2).

        ويقول السيد عبدالحسين الكليدار(3) عن الإيوان ما نصه:«وهذا الايوان آية من آيات الفن المعماري الاسلامي، يزدان بعقد بديع تتدلى منه المقرنصات من ذات الأشكال الهندسية الرائعة، وفي أسفلها في القاشاني صورة تاج محلى بالزبرجد والياقوت وأسفل هذه توجد قصيدة عصماء للشاعر الكبير الشيخ محسن أبو الحب ــ الكبير(4)ــ كتبت على القاشاني بخط فارسي بديع وهي ـ من البسيط ـ:

الله أكبر ماذا الحادث الجلل           لقد تزلزل سهل الارض والجبلُ

ماهذه الزفراتٌ الصاعداتْ أسى              كأنــها شــعل ترمى بها شعل

كأن نفحة صور الحشر قد فجئتْ             فالنــاس سكرى ولاخمر ولاثملُ

قامت قيامة أهل البيت وانكسرت             سفنٌ النجاة وفيها العلم والعملُ

جــلًّ الإله فليس الحُزن مانـــعُهُ               لكن قلـــــــــــباً حواهٌ حزنُه جلل

من التجا فيه يسلم في المعاد ومن             يجحدهُ يندمْ ولم يرفعْ له عمــــل

قف عندهُ واٌعتبر ما فيه أن به                دين الاله الذي جاءتْ به الرُسُلُ

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) استه: العامة من الناس تحرف الأستاذ الى أسطة، وأما الفرس فيحرفونها الى أستا وقد تكتب أوستا أيضاً.

(2) بغية النبلاء: 79.

(3) عبدالحسين الكليدار: هو ابن علي بن جواد طعمة الفائزي (1299ــ 1380هـ) ولد ونشأ وتوفي في كربلاء من أرباب القلم والعلم، وكان من أعيان كربلاء ورجالها البارزين، له دور في سياسة البلدة، من آثارة: تاريخ المعاهد العلمية في الاسلام، تاريخ المدن المقدسة في العراق، الأدباء العلويون في العصر العباسي.

(4) محسن أبو الحب الكبير: هو ابن محمد الخثعمي الحائري(1245ــ1305هـ) ولد وتوفي في الحائر خطيب مفوه وأديب شاعر ورث منه الخطابة والأدب حفيده الشيخ محسن أبو الحب الصغير، من آثاره: ديوان شعر مخطوط.

(5) في البغية: «يرتع»: «يرفع».

(184)

ماكان أعظم مايأتيه من سفه                  أمية السوء أو أشياعها السفلُ

لو راقبوا الله كانوا عهدهُ حفظوا              ولو أطاعوه كانوا أمرهُ أمْتثلُوا

والله ماخلفوه بعد غيبته في            قطع من قطعوا أو وصل من وصلوا

سرعان ما ضيعوه في واديعه                أهكذا في بنيه يـخلفُ الرجلُ؟

أتلك زينبُ مســـلوب مقلدهـــــا               الله أكـــــــــبر هذا الفادح الجللُ

كأنـــــها لم تكن تنمى لفاطمــــة               أو أنها غير دـــــــين الله تنتحلٌ

لئن بدت وحجاب الصون منتهك              عنـــها فان حجاب الله مــنسدلُ 

لابــرد الله قلبي إنْ نسيتٌ لهـــــا              قلباً تعارض فيه الوْجدوالوجلٌ

حسين يا واحدي أورثتني أبداً                 حزناً مقيماً ووجداً ليس يرتحلو

حسين ياواحدي أوريت في كبدي             داء عضالاً وجرحاً ليس يندملُ

من كان خادمٌها جبريل كيف ترى            أضحى يحكمُ فيها الفاجر الــرذلٌ

لوقام يصرخ بالبطحاء صارخــــها           رأيت كيف اعوجاجُ المجْد يعتـــدلُ

مهلاً أُمية إن الله مُدركُ مـــــــــــــا            أدْركــــــتموه فلا تغررُكُمُ المُهـــــلُ

هناك يعْلم من لم يدر حاصلهــــــــا           أي الفريقين منصور ومنخــــــــــذلُ

فيه الحسينُ الذي لا خلق يعدلـــــــه           وفيــــــه نوح ومن حنت له الابـــــلُ

موسى عسى وإبراهيم قبلهمــــــــا             وهل تعادل بالرضراضة الحبــــــــلً(1)

هذي حرائرهُ أستارها هتكوا                   وهؤُلاء بنيه بعدهُ قُتلــــــــــــــــــُوا(2) 

        وقد كتب القصيدة باللون الأبيض على أرضية زرقاء من القاشاني، وقد وضع كل شطر منها في إطار هندسي جميل في قطعتين الصدر في

ــــــــــــــــــــ

(1) الرضراضة: الفتات مما تكسر، كناية عما حقر من الأشياء لصغرها، والحبل بالكسر ثم السكون العالم الفطن.

(2) راجع قافية اللام من ديوان القرن الرابع عشر من هذه الموسوعة، تراث كربلاء: 54، بغية النبلاء: 165. نقل قسماً منها، وفي ديوان ألحب الصغير: 161 توجد بعض أبيات هذه القصيدة المنسوبة خطأً الى حفيده أبو الحب الصغير (1305ــ 1369م)، وللعلم فقد عثرت على تمام القصيدة (36 بيتاً) في مخطوطة ديوان أبو الحب الكبير التي جمعها حفيده الأستاذ جليل أبو الحب.

(185)

 

الفوقاني والعجز في التحتاني، وقد احتوى كل من الجدار الجنوبي والشمالي على ستة أبيات بينما احتوت الواجهة الشرقية على اثني عشر بيتاً ليشكل جميعها 24 بيتاً بشكل حزام للايوان يقطع القسم الأعلى التي فيها المقرنصات عن القسم الأسفل الذي فيه الشباك والنقوش وذلك بارتفاع حوالى ثلاثة أمتار،

                183

     186           (21)

صورة عن إيوان رأس الحسين ع في الصحن

 وجاء الشباك وسط هذا الايوان تحت الكتبية وهو مصنوع من النحاس أنشىء لأجل تهوية وإنارة الرواق للروضة الحسينية(1)، هذا ويذكر الصالحي

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وقد وضعت في العقود الأخيرة من القرن 14هـ في هذا الايوان وسائل تبريد وتكييف للروضة الحسينية.

(186)

 

بأن هذا الايوان هو من إنجاز الشيخ محمد صالح(1) البرغاني(2).

  • وفي سنة 1297هـ قام السيد جواد طعمة(3) بفتح نوافذ في قاعدة القبة التي على الضريح الأقدس على نفقته الخاصة وذلك لتهوية واضاءة الحرم(4)،وانتقد البعض هذا العمل لاعتبارات فنية

ان هذه الشابيك سبت أحداث شقوق وتصدعات كانت موجودة آنذاك في جدران الروضة، وعلى أثر ذلك أوفدت الحكومة في بغداد لجنة هندسة لمعاينة الامر فظهر خلافه(5)، ولا يخفى ان هذه الفتحات والنوافذ تحتوي على بابين أحدهما من الخارج والآخر من الداخل وقد أضيفت فيما بعد من الخارج شبكة حديدية، وعدد من هذه الشبابيك أثنا عشر شباكاً، عرضها من الداخل 1,30 متراُ، ومن الخارج الفاصلة 1,55متراً وذلك لازياد سمك القبة(6).

  • وفي حدود عام 1298هـ أوقفت السيدة جهان(7) القاجارية ثلث أملاكها في بلدة لاله چين(8) على إضاءة المرقد الحسيني بكربلاء،

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد صالح البرغاني: هو ابن محمد تقي القزويني الحائري (1200ــ 1283هـ) من اعلام الامامية في كربلاء، من مؤلفاته: غنيمة المعاد بحر العرفان، أصول الفقه.

(2) مستدرك أعيان الشيعة: 3/191.

(3) جواد طعمة: هو ابن حسن بن سليمان بن درويش الموسوي، أحد سدنة الروضة الحسينية بكربلاء، تولى السدانة عام 1292هـ وحتى وفات عام 1309هـ، فتولاها نجله السيد علي.

(4) بغية النبلاء: 166.

(5) مدينة الحسين:1/42.

(6) ومن هنا يظهر أن قطر القبة من الداخل عند القاعدة 9,927 متراً ومن الخارج 10,881متراً، إذا فالفاصلة بين الجدارين مع الجدارين نحو 0,447متراً وسيأتي الحديث عن هذا مفصلاً في القرن الخامس عشر، راجع بعض المعلومات تاريخ الروضة الحسينية المصورة: 15، وتاريخ مدينة الحسين: 1/57، ويظهر من مراجعة المصدرين الخلاف بين نقلهما، ولكن الصحيح ما أثبتناه رياضياً وعلى أرض الواقع.

(7) السيدة جهان: هي زبيدة بنت السلطان فتح علي القاجاري المتوفاة نحو عام 1305هـ، وقد سبقت ترجمتها.

(8) لاله چين: موضع يقع شمال همدان.

(187)

 

وللتعزية عليه بكربلاء(1).

  • وفي عام 1298هـ أو 1299هـ قام الوالي تقي الدين باشا(2) في أحدى زياراته للحرم الحسيني والعباسي بكربلاء ليطلع على أمر سدانة الروضة العباسية، وعلى أثرها صدر القرار العثماني بتنصيب سادن الروضة العباسية(3).
  • وفي عامي 1298 و1299هـ قامت الجهات الرسمية في الحكومة العثمانية بتنظيم كشوف بمحتويات الخزانة الحسينية(4).
  • وفي سنة 1299هـ(5) زارت الرحالة الفرنسية السيدة ديولافوا(6) مع زوجها عالم الآثار السيد مارسيل ديولافوا(7) مدينة كربلاء، وقد شاهدت من بعيد ومن على سطح أحد المنازل قبة الضريح المقدس المكسوة بالذهب وقبة أخرى ــ أي قبة أبي الفضل العباس ــ مكسوة بالقاشاني الأزرق، وتقول: إنه كان للحضرة المطهرة أثاث فاخر وسجاجيد ثمينة وأوان نفيسة أهديت

ــــــــــــــــــــــــ

(1) لغت نامة: 53/217 مادة زبيدة.

(2) تقي باشا آل المدرس: من أهل كلس بحلب، عين أميراً في شهرزور وفي أول محرم 1285هـ ولي بغداد للمرة الأولى، في ذي الحجة منها عزل عنها، وولي الحجاز، كما ولي بغداد ثانية عام 1298هـ الى 1304هـ، وكان من ذوي العلم والفضيلة، توفي 10/ رمضان/1310هـ.

(3) راجع مدينة الحسين: 1/90 وفيه أنه عين السيد مرتضى آل ضياء الدين سادن الروضة العباسية وله من العمر 12سنة.

(4) مجلة الموسم الهولندية، العدد: 5/ السنة: 2/ الصفحة: 255/ التاريخ: 1990م (1410هـ) ورد في تقرير الخبير المصري بشؤون الأوقاف عندما زار العراق عام 1356هـ بطلب من الحكومة العراقية للاشراف على الأوقاف.

(5) عام 1299هـ وبالتحديد يوافق 20/ كانون الاول/ 1881م.

(6) السيدة ديولافوا: هي جان بكر (Jane Dieulafoy) (1268ــ 1335هـ) رحالة وأدبية فرنسية قصدت الشرق الاوسط سنة 1299هـ، اهتمت بالجانب الاجتماعي والسياسي في العراق، وضعت كتاباً كبيراً بالفرنسية سمته رحلة الى إيران وكلده والسويس (1851ــ 1916م) (Jeanne mage Dieulafoy).

(7) مارسيل أوغست ديولافوا: (Marcel DieuLafoy) مهندس آثاري من فرنسا، واصطحب زوجته جان بكر في رحلتها الى الشرق الأوسط، له عدد من المؤلفات، وله عناية باللغة الفارسية، ولد عام (1260هـ = 1844م) وتوفي عام (1339هـ= 1920م) منح امتياز التنقيب عن الآثار في أيران عام (1301هـ = 1884م).

(188)

 189                ش184

                (22)

 

مدينة كربلاء المقدسة بريشة الرسام باركلاي(Barclay)

        ابتغاء مرضاة الله والفوز بالثواب(1) وقد أودعت كتابها(2) للرسم التالي لمدينة كربلاء.

  • وفي عام 1299هـ تم تزيين داخل القبة المرايا واوجدا كتابتين بها إحداهما فوق النوافذ والتي فيها سورة الدهر(3) وبعض السور القصار، وثانيتهما تحت الشباك كتب فيها سورة المنافقون(4) مع بعض السور القصار،

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 305،لمحات تاريخية عن كربلاء: 81 عن رحلة مدام ديولافو الى كلده: 157.

(2) 274.LORIENT SOUS LE VOILE: p

(3) سورة الدهر: هي سورة الانسان التي تبتدىء بقوله تعالى: (هل أتى على الانسان حين من الدهر).

(4) سورة المنافقون: رقمها القرآني 63،وآياتها 11، أولها (إذا جاءك المنافقون) وآخرها: (بما تعلمون).

(189)

وقد اثبت تاريخ تحريرها في الكتابة(1).

  • وفي هذا العام كتب الخطاط السيد أحمد الحكيم(2) كتابة باب قاضي الحاجات(3).
  • وفي سنة 1300هـ باشر الحاج عبدالله القوام(4) بإكمال تعمير سرداب الصحن الحسيني وإكساء الأروقة الثلاثة الشرقي والشمالي والغربي بالبلاط وذلك على نفقة الحاج محمد صادق الشيرازي(5)، وتاريخ ذلك مكتوب بأبيات(6) منظومة بالفارسية فوق الشباك المقابل للضريح(7).

        وقد يفهم من مخطوطة «كتابات الروضة الحسينية» أن هناك قصيدتين عربية وفارسية حيث يقول مؤلفها:« وبعد أكمال القصيدة العربية جاءت قصيدة بالفارسية تذكر أيضاً اهتمام حاج عبدالله خان، ونفقة حاج صادق الشيرازي الأصل والأصفهاني في المسكن»(8)، والأبيات العربية هي للشيخ محسن أبو الحب الكبير المتوفى سنة 1305هـ وتمامها اثنا عشر بيتاً ـ من الرجزـ وهي:

ــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخچه كربلاء: 129.

(2) أحمد الحكيم: الطباطبائي الشهرستاني، كما ورد في المصدر، ونظن أنه أخ السيد خليل الحكيم الذي كان ابنه السيد مهدي من الاطباء الشعراء والفقهاء المدرسين بكربلاء الذي توفي عام 1318هـ.

(3) مجلة سومر البغدادية: 25/207، التاريخ: 1969م.

 (4) الحاج عبدالله القوام.

(5) محمد صادق الشيرازي.

(6) وجاء في تاريخ مرقد الحسين والعباس: 106 العبارة التالية «وفوق المقبرة الشمالية المقابلة للضريح الحسيني شباك كتب عليه بمباشرة الحاج عبدالله بن القوام على نفقة الحاج محمد صادق التاجر الشيرازي الأصفهاني الأصل، قد قام بتكمل تعمير سرداب الصحن الحسيني وتطبيق الأروقة الثلاثة الشرقي والشمالي والغربي بالكاشي في سنة ألف وثلاثمائة الهجرية».

( 7) بغية النبلاء: 79.

(8) راجع:« توثيق بعض القصائد في الروضة الحسينية بقلم جليل أبو الحب:11» عن كتابات الروضة الحسينية لللشيخ جواد علي (الخطاط):5.

(190)

 

ماجنــــــة دانيةُ قطوفــها(1)                   مادية هاميةُ خلًوفهــــا(2)

ما لأبجُر السبْع وما عُمارُها(3)                ومــا لآليها وما صُــــدوفها

ماكعْبة البيت وما حطيمـــها                   مازمزم ما حجرها ما خيفها

مابيتها المعمور ما ستوره(4)                  ومـــــــا سواريه وما سقوفها

أزهى وأبهى منظر منْ روضةٍ               في كربلاء تزْهو بها طفوفها

ما أصبحت ممحلة يوماً ولا(5)                ميز من ربيعها خريفهــــــــا

ما خان عبدالله خان غيــــره                  يحق أن يأتي العٌلا حليفُهــــا

قام فيها صادقاً محمـــــــد(6)                  حسب المعالي إنهُ أليفهــــا

كلاهما مستوجب مني الثنا                   وراكب العليا ذا رديفهـــــــا

ذي جنة الفردوس ذي طريقها                ذي غرفُ الجنان ذي سجوفها

إذا ارتقى بالرشاد عريفهــــا                  تاريخها محُسنٌ قل تاريخها(7)

        ولكن في التاريخ وبعض الأبيات خلل واضح قد يكون من نقل الناسخ لها أو من تآكل بعض أجزاء القاشاني، وعلى أي حال فإن العقيدة الحزامية هذه أزيلت بعد ترميم الايوان.

  • وواصل السلطان ناصر الدين القاجاري خدماته للروضة الحسينية المقدسة وكان من تلك تطوير اضاءة الحرم الحسيني، ويكون هذا التطوير بعدما

ــــــــــــــــــــــ

(1) ماجنة: ضاحكة، كما يلاحظ ذلك في الرمان الذي يتشقق كالثغر الباسم، كدليل على نضوجها المهيأ للتناول.

(2) مادية: وربما كانت دايمة، والمعنى واحد.

(3) أبجر: كذا في المصدر، ومن المستبعد أن يراد به ما غلظ من الأرض ليقصد الاقاليم السبعة، وربما كان الصحيح أبحر بالحاء المهملة، أي البحار السبعة، وكانوا في القديم قد قسموا العالم الى اقاليم سبعة وبحار سبعة.

(4) البيت المعمور: هو المركز المقام في السماء الرابعة بازاء الكعبة والعرش يطوف حوله الملائكة، وهو بمثابة الكعبة هناك.

(5) محل المكان: أجدب.

(6) صادقاً: حال من الفاعل.

(7) توثيق بعض القصائد في الروضة الحسينية: 10 عن كتابات الروضة الحسينية: 4.

(191)

 

 

 

                ش185

 192               (23)

 

صورة عن الإيوان الشمالي الخارج من سور الروضة الحسينية

 

        قام به السلطان فتح علي القاجاري سابقاً حيث يقول السماري في أرجوزته:

ثم اقتفى الناصر تلك الهبة(1)          فزاد بالضياء كل تربــــــــة

حين استبان مصرف الأوقاف        للنور في الروضة غير كاف

وأين ذاك الوقْفُ حتى يصرفا         لقد مصى به الزمانُ وقفـــــــا

وأنتبه الناسُ من الهجـــود             فجــاءت الأكف بالموجـــود(2)

ـــــــــــــــــ

(1) الناصر: أراد به السلطان ناصر الدين القاجاري.

(2) مجالي اللطف: 2/52.

(192)

 

القرن الرابع عشر

(2/11/1883ــ 8/11/1980م)

  • في سنة 1301هـ تم ما قام به محمد حسين خان والحاج عباس خان والحاج إبراهيم خان البختياري بمساعدة محمد كريم الأصفهاني من تزيين الأروقة والروضة وبالمرايا(1).

وفي هذه السنة تم تغطية جدار ممر باب قاضي الحاجات المؤدي الى الصحن الشريف بالقاشاني المزركش حيث يوجد خلف الباب من الداخل لوحة صخرية نقش عليها تاريخ وضعها عند قبر أحد الأعلام والتي هي مدموجة مع القاشاني الذي كسي به الجدار مما يدل على أن القاشاني وضع في هذا التاريخ أو بعيده(2).

ــــــــــــــــ

(1) شهر حسين: 423.

(2) وهذه صورة اللوحة وما قرأ من كتابتها هو كالتالي، ففي وسطها كتب في ثمانية أسطر:

        1ـ «المزور المنور والجدث المطهر للعالم والعلم».

        2ـ «والنور الأتم ناموس الدهر وتاج الفخر».

        3ـ« وعلامة العصر المخصوص بمقام وجعلنا بينهم ».

        4ـ« وبين العرى التي باركنا فيها قوى والمخصوص».

        5ـ« بخطاب فإنهم حجتي عليكم عماد الملة والدين».

        6ـ« ركن الأيمان والمؤمنين علم الأعلام».

(193)

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

        = 7ـ « قدوة الأنام الحاج ميرزا محمد شفيع ثقة الاسلام».

         8ـ «قدس الله نفسه وعطر رمسه في شهر شوال سنة 1301».

                186ش

          194      (24)

لوحة من الحجر حفر عليها اسم الراقد عندها وحضوصياته

 

(194)

 

  • وفي سنة 1302هـ ذهب الى كربلاء محاسب الأوقاف عبدالقادر(1) يرافقه سليمان فائق الشواف(2) وقاما بتحرير موجودات الخزانة الحسينية بالاتفاق مع مجلس إدارة الأوقاف، فوجدت أشياء نفيسة للغاية قدرت بمبلغ ينوف على 22 ألف ليرة عثمانية برغم ما نهب منها خلال المعارك والأحداث، وكان من ضمن الموجودات مصحف شريف بخط الامام زين العابدين ع وقد خط على رق غزال بالخط الكوفي(3) الى جانب

                187ش

         195       (25)

صورة عن الصحف المنسوب خطه الى الامام السجاد عليه السلام(4)

 

ـــــــــــــــــــــ

(1) عبدالقادر.

(2) سليمان فائق الشواف: بيدو أنه ليس من أسرة الشواف حيث وصف بـ «صهر آل الشواف» فعرف بالشواف وقد اوكلت اليه مكتوبية (الديوان) في ولاية بغداد في 12/3/1309هـ ثم نقل الى مكتوبية ديار بكر عام 1310هـ وهذا غير سلمان فائق المتوفى 1314هـ والذي تولى متصرفيه البصرة، ومديرية محاسبات العسكرية للفيلق السادس ببغداد.

(3) لقد سبق وقلنا أنه اهدي عام 1225هـ من قبل محمد جعفر الى الروضة الحسينية.

(4) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 134.

(195)

 مصحف آخر ذي قطع كبير مذهب بنقش أبيض خط على قرطاس ترمه(1) ووضع بين أوراقه رق غزال صيانة لخطه ونقشه وورقه(2) وقد قدرت قيمتها آنذاك بنحو الف ليرة عثمانية(3).

        ومن جملة ما حرراه شمعدانان كبيران مصنوعان من الذهب اللذان أهداهما السلطان عبدالمجيد العثماني (1256ــ 1277هـ) وقدرت قيمتهما بنحو (2500) ليرة عثمانية، وهناك أيضاُ تاج قدر ثمنه بأربعين ألف قرش عثماني(4)، كما تم تسجيل سجادة نفيسة للغاية مزينة بلؤلؤ وذهب، وعند انتهاء تحرير المعلقات وسائر النفائس طلب المحاسب من سادن الروضة الحسينية(5) بوضع ختمه وتوقيعه على سجل الموجودات في الحرم الحسيني(6).

  • وفي أوائل هذا القرن قام محتشم السلطنة(7) بصنع بابين من الفضة ارتفاع كل منهما حوالى المترين وعرضها حوالى المتر ونصف المتر للمدخلين الشرقي والغربي لإيوان الذهب المؤدي الى الرواق القبلي كما هو

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) قرطاس ترمه: ورق ثمين بل من أغلى أنواعه قديماً حيث كان يرقط بماء الذهب وفيه شيء من السماكة بالاضافة الى عدم الليونة، وعادة كان يستخدم اللأمور الهامة لشرافته وغلاه ثمنه، وكان الأعيان يستخدمونه لكتابة عقد الزواج.

(2) نستبعد أن يكون متحداً مع القران الذي أهداه قادر علي عام 1304هـ كما سيأتي.

(3) الليرة العثمانية: عملة ذهبية عرف منها المجيدية والرشادية حسب ماصك عليها في عهد سلاطينها وكان أولها عام 1262هـ في عهد السلطان عبد المجيد الأول ابن محمود الثاني الذي حكم مابين (1256ـ 1277هـ).

(4) القرش: وحدة نقدية تركية، تحتوي الليرة على مائة قرش.

(5) كان سادن الروضة الحسينية آنذاك السيد جواد بن حسن بن سلمان الفائزي (1292ــ 1309هـ).

(6) تاريخ العراق بين احتلالين: 8/74، موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 133.

(7) محتشم السلطنة: هو حسن بن صديق الملك محمد الاسفندياري (1283ـ 1363هـ) تولى العديد من المناصب منها في وزارة الخارجية ووزارة العدل ووزارة الثقافة وانتخب عضواً بالمجلس النيابي ثم رئيساً له في أيران.

(196)

 

 منقوش عليهما ويعرفان ببابي الكشك(1) خانه(2) ـ سابقاًـ.

  • وفي سنة 1304هـ تبرع سردار جان بن سردار سليمان(3) ببابين من الفضة أيضاً لوضعهما في نهاية المدخلين الغربي والشرقي المذكورين الى جهة الرواق القبلي كما يتضح ذلك من الكتابة الموجودة في وسطهما ويبلغ ارتفاع كل منهما 2,5م وعرضهما نحو 1,75م، وتتوسط البابين الامامي والخلفي مساحة تقدر بحوالي ثمانية أمتار مربعة خصصت آنذاك لحراسة الروضة الشريفة(4).
  • وفي هذه السنة أوقفت السيدة فرح سلطان خانم(5) مصحفاً فيه تفسير فارسي مكتوب بالخط الأحمر كل صفحتة منه تحتوي على 12سطراً، بحجم 18X30سم(6).
  • كما أهدى قادر علي(7) مصحفاً للروضة الحسينية محلى بماء الذهب وكل صفحاته مزينة ومحلاة بنقوش ذهبية خطه الخطاط غلام علي(8) وفي هامشه تفسير باللغة الفارسية بخط فارسي وعدد أسطر صفحاته تبلغ 17 سطراً وبقياس 14X22( 9).
  • وقد أوقفت السيدة خفراء سلطان(10) مصحفاً ثميناً على هامشه بعض خواص السور وبين أسطره تفسير باللغة الفارسية مكتوب باللون

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) كشك خانة: كلمتان فارسيتان الأولى تعني المراقبة والثانية تعني المحل أي محل المراقبة، وذلك لأن خدم الروضة كانوا يستخدمون هذا المكان لنظم الحرم الحسيني ومراقبة أواضاعه.

(2) راجع مدينة الحسين: 1/51.

(3) سردار جان بن سردار سليمان.

(4) راجع مدينة الحسين:1/51.

(5) فرح سلطان خانم.

(6) مجلة المجمع العراقي البغدادية: 6/20.

(7) قادرعلي.

(8) غلام علي الخطاط.

(9) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية:6/20.

(10) خفراء سلطان.

(197)

 

 الأحمر كتبه الخطاط محمد نظام الكازروني(1) وهو بحجم 20x32سم(2).

  • وفيها أهدي للروضة مصحف بخط الخطاط غلام علي(3) مزين ومفسر بالفارسية، كتابته باللون الأحمر(4).
  • وفي سنة 1307هـ قام شعاع الدولة العراقي(5) بتعمير الباب القبلي(6) للصحن الشريف فزينه بالقاشاني الفاخر(7).
  • وفيها أيضاً قام شعاع الدولة أيضاً بتزيين جدار الطارمة القبلية للروضة بالقاشاني وقد كتب على الجانب الشرقي منها:« در عهد حاجي سيد جواد كيلدار(8) إتمام يافت زينت إيوان كربلاء(9)»

 بينما كتب على الجانب الغربي: «باني أين بناني شريف حاجي محسن ارنك(10)، كز رتبة گشته چاكر ايوان كربلا(11)»(12).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد نظام الكازروني: مضت ترجمته في عام 1247هـ.

(2) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية:6/20.

(3) الخطاط غلام علي: الظاهر اتحاده مع قبله الذي أهدي قرآن عام 1304هـ بخطه.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/20.

(5) شعاع الدولة العراقي: الظاهر أن كلمة العراقي هي نسبة الى عراق العجم والتي تسمى اليوم بـ«أراك»، ولعله هو الحاج سليمان ميرزا الذي كان من أمراء الدولة القاجارية.

(6) كذا يفهم من كتاب شهر حسين حيث جاء في سياق حديثه عن الأبواب القبلية للروضة فقال: «والباب المؤدي الى الشارع عمره وكساه شعاع الدولة...».

(7) شهر حسين: 423.

(8) سيد جواد: هو ابن حسن بن سليمان، مضت ترجمته.

(9) ترجمة هذه الفقرة هي كالتالي: في عهد الحاج السيد جواد السادن تم تزيين إيوان كربلاء».

(10) حاج محسن أرنك.

(11) ترجمة هذه الفقرة هي كالتالي: «تبرع بهذا البناء الحاج محسن أرنك، وبذلك يعد نفسه خادماً لهذا الايوان».

(12) شهر حسين: 423، ومن الجدير ذكره أن المصدر اعتمد الفقرتين كبيتين من الشعر الا أنهما ليسا من الشعر بشيء، ولعل الذي أوهمه هورسم الكتابة لا غير حيث جاءت على شكل شعري.

(198)

 

  • وفي سنة 1308هـ أوعز البلاط العثماني بتعمير مئذنة العبد على أثر تصدع رأسها(3).
  • وفي سنة 1309هـ وبالتحديد في شهر شعبان بدأ العمل بتجديد الايوان الناصري الذي بناه ناصر الدين القاجاري عام 1283هـ على أثر صدع ظهر فيه(2)، وذلك بأمر السلطان العثماني عبدالحميد الثاني كما يظهر من التاريخ المثبت على الجدار الامامي لهذا الايوان وعرف فيما بعد بالإيوان الحميدي، وقد أرخ الشيخ كاظم الهر الحائري(3) هذا الإنجاز في قصيدة كتب في صدر الإيوان وهي ــ من الكامل ـ:

أيوان مجد شادهُ كهف الورى سلطانُ غازي عالم الأنسان

عبدالحميد المتقي والمرتقـى           من كل مكرمة على كيــوان

من آل عثمان الذين بسيفهم            حفظوا الثغور بسطوة الايمان

حل الحسين برحبهم فسموا به         وبنوا بيــــــوت الذكر للرحمان

الله شرفهم وعظم قدرهم              فبناؤهم من أشرف البنايان

حتى إذا ورث الخلافة منهم           سلطاننا المقصود بالعنـــــــــوان

شاد البناء بحضرة قد عطرت        بشذا سليل المصطفـــــى العدنان

هي حضرة كحضيرة القدس التي    فيـــها تجــلى الوارد السبحاني

ـــــــــــــــــــــــ

(1) مدينة الحسين: 1/35، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 180، تراث كربلاء: 56.

(2) ربما بدأ السلطان العثماني بإكمال البناء الذي تبناه السلطان ناصر الدين القاجاري والذي يوقف عام 1283هـ بسبب تدهور العلاقات السياسية بين الدولتين القاجارية والعثمانية رغم زيارة السلطان القاجاري للروضة بعد هذا التاريخ، الا أنهما لم يتمكنا من حل كل المشاكل بينهما، أذ من المستبعد جداً ظهور الصدع فيه بهذه السرعة، هذا ولم تشر بعض المصادر الى هذا الصدع بل ذكرت بأن السلطان العثماني أكمل ما بدأ به السلطان القاجاري.

(3) كاظم الهر: هو ابن صادق بن أحمد الحائري(1257ــ 1330هـ) ولد ونشأ وتوفي في كربلاء، درس على أعلامها الفقه والأصول، تعاطى الشعر فأجاد، له ديوان شعر أكثره في أهل البيت عليهم السلام.

(199)

 

فيها ثوى سبط النبي بطعنة            شلت لها كف الشقي سنان(1)

فغدا شهيد الطف تندب حولهُ          مضر(2) كما تبكي بنو شيبان(3)

إنا لنذكره ونسكب أدمعــــــاً           تجري على الوجنات كالمرجان

فالصبر يحمد في المواطن كلها       الا عــــــــــليه فإنـــــــــــه كالفاني

يا حبذا الايوان في أوضاعه          جاءت مبانيه على الاتقــــــــــــــان

قد قابل القبر الشريف بوجهه فتراه بين يديه في إذعـــــــــــــــــان

ينحط فيه عن الورى أوزاره         فيكال للقالين بالصيعــــــــــــــــــان(4)

وسما الى الفلك الأثير مسلماً          تمين يمن العالم الروحــــــــــــــــــاني

من أجل ذا أرخته(5): يا حسنه        قد شاده عبدالحيمد الثانــــــــــــــــي(6)

                وفد فتح في هذا الايوان عرف بباب الحر وذلك عام 1368هـ.

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) سنان: هو ابن أنس النخعي، من قواد ابن زياد في كربلاء لمحاربة الامام الحسين ع وقد طعن الامام الحسين ع بل قتله على بعض الروايات، عندما تولى المختار أمر الكوفة هرب الى البصرة خوف الانتقام، الا أنه قبض عليه وانتقم منه شر انتقام وذلك عام 66هـ.

(2) مضر: قبيلة عربية مشهورة من العدنانية تنتمي الى مضر بن نزار، وكانوا أهل الكثرة والغلبة في الحجاز من سائر بني عدنان، وكانت لهم رئاسة مكة، ويجمعهم فخذان عظيمان خندف، وقيس.

(3) بنو شيبان: الظاهر أنه أراد القبيلة العربية المعروفة، والتي هي بطن من بين سليم والتي كان منهم سدنة العزى وحجابها، وكانوا حلفاء بني هاشم، أو انها القبيلة التي تنتسب الى شيبان بن ثعلبة بطن من بكر بن وائل من العدنانية، وعليه فهم بنوا شيبان بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وكانت لهم كثرة في صدر الاسلام.

(4) الصيعان: واحده الصاع وهو كيل يعادل نحو 3كيلوغرامات.

(5) قوله: « ياحسنه قد شاده عبدالحميد الثاني» يعادل: «11+123+ 104+ 310+ 76+ 93+ 592= 1309».

(6) تراث كربلاء: 52.

(200)

 ص201                  188ش

                (26)

  صورة الايوان الناصري (الحميدي)

 

  • وفي نفس السنة قدم كربلاء من إيران الحاج عبدالجبار التبريزي(1) فتبرع(2) بتذهيب المئذنة الغربية والنصف الأعلى من المئذنة الشرقية للروضة

ــــــــــــــــــــــــ

(1) عبد الجبار التبريزي وقيل الشيرازي.

(2) جاء في مدينة الحسين: 1/43 أنه تبرع أيضاً بتذهيب النصف الاعلى من مئذنتي الروضة العباسية وقد ارخ ذلك الشاعر محمد حسين بدكت المتوفى 1335هـ ـ وليس الشاعر محمد علي بدكت كما جاء في المصدرــ بأبيات ـ من الكامل ـ هي:

 بحضرة القدس وغاية الأمل         مـئذنة زانت لعباس البطل

فقل لبانيها سعدت فـــــبذا     أحبطت نســـــراً ويغوثاً وهبل

وقل لمن يرقى بها مكبراً      أرخ: فقل حي على خير العمل

(201)

 الحسينية(1) وبيدو أن المتبرع لم يتمكن من إتمام عمله أما لعدم قدرته المالية أو ان الأجل لم يمهله لذلك، وقد قام أحد تجار الهند بإتمام التذهيب عام 1350هـ كما سيأتي.

        وقد كانت قاعدة المئذنتين مطوقة بكتابة رفيعة تمكنا من قراءة الجانب الشمالي من المنارة الغربية فكان نصها: «لا إله الا الله محمد رسول الله علي ولي الله». وتاريخها لا بد وأن يعود الى تاريخ تغليف المئذنتين بالقاشاني كما يتضح من بعض الصور التي لدينا.

  • وفي هذا العام تولى السيد علي طعمة(2) السدانة خلفاً لأبيه(3).
  • وفي عام 1309هـ(4) أيضاً زار كربلاء رئيس بعثة بنسلفانيا(5) السيد جون بيترز(6) ووصف المشهد الحسيني الشريف بأنه أكبر من مشهد علي ع بكثير وفيه الكثير من اعمال الحفر الخشبي ولكن لا تكثر فيه الزينة بالذهب ولم تغلف منائره بالذهب الا الى حد الحوض فقط(7) وفي

ــــــــــــــــــــــــ

= قوله: « حي على خيرالعمل» يعادل: « 210+ 18+ 101+ 810+ 171= 1310» وما ذكروا بأنه يعادل 1309هـ فهو غلط.

(1) مدينة الحسين: 1/43، بغية النبلاء: 166.

(2) علي طعمة: هو ابن جواد بن حسن بن سلمان الموسوي الحائري، عرف بالتقى والورع، وكان يتولى بنفسه الكثير من الخدمات في الروضة الحسينية، توفي عام 1318هـ.

(3) البيوتات العلوية في كربلاء: 38، مدينة الحسين:1/84.

(4) الموافق لسنة 1890م.

(5) بنسلفانيا: (Pennsylvania) مقاطعة تقع في الشمال الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية على حدودها الشرقية تقع ولاية نيوجرسي، وقاعدتها مدينة هاديسبورغ، وهي قريبة من المحيط الاطلسي.

(6) جون بيترز(John Peters) عالم آثارة، رحالة امريكي تولى التنقيب عن الآثار في منطقة نفر القريبة من بابل (الحلة) بجنوب العراق، وهي أطلال مدينة نيپور القديمة التي كانت عاصمة الدينية في عهد السومريين والبابليين، ويذكر أنها سميت بنفر لأن كنعان بن نمرود نفرت به الجبال حين هبطت عليها النسور.

(7) ويبدو أنه زار المدينة حين كانت المنائر في طور الأكساء بالذهب.

(202)

         الصحن الكبير منارة ثالثة(1) مزينة بالكاشي البديع(2).

  • وفي سنة 1310هـ قام والي بغداد الحاج حسن رفيق باشا(3) بحمل شعرات الرسول الأعظم (ص) الى كربلاء لتوديعها في روضة سبطه

 الامام أبي عبدالله الحسين ع وكان هذا اليوم من الأيام المشهودة حيث هرع الأهلون رجالاً وساء كباراً وصغاراً للاستبقال واحتفلوا بذلك أعظم الاحتفال وقد أنشاً الشعراء في ذلك القصائد وعم الابتهاج أرجاء المدينة المقدسة وكان السيد محمد حسين الشهرستاني(4) ممن بادر الى إنشاء قصيدتين أحداهما بالعربية والأخرى بالفارسية(5)، أما العربية فهي ـ من الرمل ـ:

كربلاء طلت الثريا شرفــا           وبعلياك السماك اعترفا

منذ غابت فيك أقمار الهدى           أورثت في كل قلب أسفا

أظلم الدنيا على أرجائهــــا            حيث فيها بدر تم خسفـــا

بقي الظُلمة حتى انكشفـــت            بقدوم الحبر كهف الضعفا

حضرة الوالي بأمر من بــه           قام حصن الدين والأمر صفا

فخر هذا العصر سلطان السما        وهو ذا عبدالحميد ذو الوفـــــا

رفع الله لواء نصـــــــــــــــــره        إذ به أيد شرعُ المصطفــــــــى

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) المراد بالمنارة الثالثة هي منارة العبد.

 (2) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 305.

  331 /2/ vol :Nippur or Explorations and Adventures on the Euphrates الجزء الثاني الصفحة: 331.

 (3) حسن رفيق باشا: والي ديار بكر من قبل العثمانيين ثم تولى ولاية بغداد في 19 محرم سنة 1309هـ وانتهت ولايته في 6محرم عام 1314هـ، حيث نقلت ولايته الى الشام، ويذكرأنه زار المرقد الحسيني مراراً كما في تراث كربلاء: 84. وجاء في تاريخ العراق بين احتلالين: 8/122«أناب الوالي ـ حسن رفيق ـ فضيلة عزيز بك القاضي عنه وتجول في أنحاء كربلاء»

(4) محمد حسين الشهرستاني: هو ابن محمد علي بن محمد حسين الحسيني المرعشي الحائري (1256ــ 1315هـ) كان من أعلام الأمامية وفقهائها، من أثاره غاية السؤول، شوارع الأعلام، الكوكب الدري.

(5) بغية النبلاء: 49، تاريخ العراق بين احتلالين: 8/118 وجاء فيه أن ورودها كان ضمن حوادث 1309هـ.

(203)