تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

# وفي حدود هذه السنة جاور هاشم خان(1) المرقد الحسيني، وأوقف مقاطعة زراعية وجعل ريعها لأنارة الشموع في الروضة الحسينية(2).

# وفي عام 1251هـ أهدى محمد علي خان(3) مصحفاً ثميناً الى الروضة الحسينية المقدسة وخط النص القرآني كتب باللون الأسود على ماء الذهب، بينما خطت الترجمة الفارسية باللون الاحمر وقد وضع بين صفحاته أوراق بيض رقيقة للحفاظ على الكتابة(4).

# وفي هذه السنة أيضاً أهدت قرينه السلطان فتح علي أيضاً ستاراً ثميناً مطرزاً باللؤلؤ لمرقد الامام الحسين ع(5).

# وفي هذا العام أوقف أفق الدولة الهندي(6) مصحفاً الى الروضة المقدسة وهو بخط ميرزا حسين(7) وقد خط بمداد فضي ورؤوس الاسطر خطت باللون اللاجوردي، وجاءت بين اسطرها ترجمة فارسية كتبت بخط مائي اللون، وبين صحائفه أوراق من الرق المنشور(8).

# كما أوقف محمد علي خان(9) مصحفاً آخر وفيه ترجمة باللغة

ــــــــــــــــــــــــ

(1) هاشم خان: هو خال نظام الدولة سليمان خان الافشاري، والظاهر أنه كان افشارياً ومن اصحاب العقار الاثرياء في ايران.

(2) راجع مدينة الحسين: 4/52.

(3) محمد علي خان القواينلو: كان من قواد السلطان فتح علي القاجاري وقد زار كربلاء عام 1212هـ حيث كان ضمن القافلة التي حملت جثمان السلطان محمد الاول ابن محمد حسين القاجاري الى النجف، كان محمد علي خان من المقربين للسلطان فتح علي ولعله هو الميرزا محمد علي خان الملقب بافتخار الدولة الأمير الهندي كما سيأتي عام 1253هـ.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/23.

(5) سيرة آل أسد خان:25.

(6) أفق الدولة الهندي.

(7) ميرزا حسين الخطاط: الظاهر هو حسين علي خان الشيرازي المتوفى عام 1247هـ، وهو ابن عبدالرحيم خان أخ إبراهيم خان معتمد الدولة، كان من الماهرين بخط النستعليق، سكن فترة قسرية في أصفهان ـ إيران.

(8) مجلة المجمع العراقي العلمي البغدادية: 6/20.

(9) محمد علي خان: لقد سبق وأن أهدى مصحفاً آخر في عام 1251هـ.

(140)

 

        الفارسية أيضاً كتب بمداد أسود على ماء الذهب، بين كل ورقة وأخرى ورقة بيضاء رقيقة، بينما كتبت الترجمة بالخط الاحمر(1).

        # وقد أوقف نواب تاج الدولة(2) مصحفاً ــ لا يقل أهمية عن تلك التي أوقفت ـ للحضرة الحسينية حيث توجد على صفحتية الأولى والثانية نقوش جميلة ولطيفة(3).

        # بالاضافة الى قرآن آخر أوقف في هذه السنة أيضاً وهو بخط جلي مذهب(4).

        # وفي عام 1253هـ أوقف ميرزا محمد رضا(5) مصحفاً ثميناً مزيناً أوله بنقوش جميلة وفي أطرافه أيضاً نقوش لطيفة وبالوان زاهية وكل صفحة منه تحتوي على 22 سطراً، السطر الأول والثالث مخطوطان باللون الذهبي بينما الثاني مخطوط بالون الفضي والبقية باللون الأسود(6).

        # كما أوقف النواب مهرندار(7) مصحفاً آخر مزيناً بألوان لطيفة ذا خط جلي(8).

        # وقد أوقف محمد مقيم(9) مصحفاً ثميناً تحتوي كل صفحة منه على 13 سطراً، السطر الثالث منه مذهب وبقية الأسطر باللون الأسود(10).

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/20.

(2) نواب تاج الدولة.

(3) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/20.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/21.

(5) محمد رضا.

(6) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/21.

(7) نواب مهرندار.

(8) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/21.

(9) محمد مقيم: لعله السلطان أبو منصور خان صفدرجنك محمد مقيم السلطان الثاني لمملكة أوده الذي حكم ما بين عامي (1152ــ 1167هـ) والوقفية أنما جاءت من أحفاده أمثال محمد علي الذي كان على علاقة بأعلام كربلاء الذي حكم ما بين عام (1253ــ 1258هـ).

(10) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/22.

(141)

     ص142           ش174

                (12)

الصفحة الأولى من المصحف الموقوف عام 1253هـ وعليها صورة الوقفية

          # في هذا العام أيضاً أوقف اليمرزا محمد علي خان قرآناً جاء في وقفيته: « بسم الله الرحمن الرحيم، قد وقف هذا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه علوم خزان علم الله مجدد جهات شريعة رسول الله رئيس المجتهدين وقطب الموحدين سيد الأعاظم السيد كاظم الرشتي نيابة عن شمس سما المجد والفخار وبدر فلك العز والنجار ميرزا محمد علي خان الملقب بافتخار الدولة الهندي على الطبقة الاثني عشرية من الامة المحمدية والفرقة الأحمدية(1) ليتلوه أطراف الليل وآناء النهار بشرط أن

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) الفرقة الأحمدية: لا يراد بها الا السجع وهي عبارة أخرى عن الفرقة المحمدية، فلا يظن بأن المراد بها الفرقة القاديانية، المعروفة بالأحمدية أيضاً.

(142)

 

 يضعوه موضعه المخصوص به وهو الضريح المنور والمرقد المطهر لابي عبدالله الحسين سلام الله عليه ولايخرج الا في أوقات مخصوصة لتلاوته أو اصلاحه أو خوف تلفه وبعد رفع المانع يرد الى موضعه ومن يغير ما سمع فعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين وكان في 1253هـ»(1).

         # وما بين عام 1256ــ 1277هـ أهدى السلطان عبد المجيد العثماني(2) شمعدانين كبيرين من الذهب(3) للمرقد الحسيني.

         # ويبدو أن في عام 1257هـ زين ممر باب القبلة للصحن الحسيني الشريف بالمقرنصات والكتائب وغلفت جدرانه بالقاشاني لتشكل بذلك آية من آيات الفن المعماري، وفي أسفل القوس الهلالي لهذا الممر فوق الباب من الخارج كتبت سورة الشمس(4) وذلك بخط محمد علي المكاري(5) سنة 1257هـ وهو من عمل احمد(6) الكواز(7) ويبلغ ارتفاع برج المدخل نحو 15 متراً بينما يبلغ عرض قاعدته ثمانية أمتار، وأما الباب نفسه فيبلغ ارتفاعه خمسة أمتار ونصف بينما يبلغ عرضه ثلاثة أمتار ونصف(8) وقد كتبت الآية الكريمة التالية: ( بسم الله الرحمن الرحيم من

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع بدائع الخط العربي: 441، 54، راجع شكل 31.

(2) السلطان عبدالمجيد الأول: هو ابن محمود الثاني ابن عبدالمجي الأول، وهو السلطان الواحد والثلاثنون من العثمانيين، حكم بعد أبيه عام 1256هـ، وحكم بعده أخوه عبدالعزيز بن محمود الثاني عام 1277هـ.

(3) تاريخ العراق بين احتلالين: 7/74، موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 133.

(4) سورة الشمس، هي السورة 91 من القران وعدد آياتها تبلغ 15 آية، أولها (سورة الشمس وضحاها) وآخرها: (ولا يخاف عقباها).

(5) محمد علي المكاري: كان من خطاطي مدينة كربلاء في تلك الحقبة الزمنية، جاء في كربلاء في الذاكرة: 399 أنه كان متمكناً من الكتابات الدقيقة، توفي في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري.

(6) أحمد الكواز: يبدو أنه كان من أرباب الفن الذين يصنعون القاشاني في تلك الفترة الزمنية في كربلاء.

(7) راجع مدينة الحسين: 1/47، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 186.

(8) بغية النبلاء: 169، مدينة الحسين: 1/47.

(143)

  المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبة ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا)(1) في أعلى القوس الهلالي من داخل الصحن، كما توجد كتابة على الجهة الشرقية من الداخل في الصحن العبارة التالية:« كتبها محمد علي المكاري عام 1257هـ، عملها أحمد الكواز» بينما توجد كتابة أخرى تقع على الجهة الغربية من المدخل في الصحن أيضاً هذه العبارة: « قد تشرف ههنا» ومن الواضح أنها ناقصة ولعل النقص جاء من المصادر، وهذه الكتابات تقع حوالى متر ونصف من أسفل القوس الهلالي لمدخل هذا الباب(2).

        # وفي سنة 1258هـ وبالتحديد في عيد الاضحى(3) قام نجيب باشا(4) بهجوم كبير على مدينة كربيلاء المقدسة لاخضاعها بعدما كانت ملجأً آمناً(5) فدخل المدينة عنوة بعد حصار دام خسمة وعشرين بوماً وأباحها لقواته مدة أربع ساعات فعاثوا في الأرض فساداً فقتلوا الأطفال والشيوخ والعجزة، وارتكبوا فيها كل فظاعة وشناعة ودنسوا حرمة الروضتين المباركتين فدخل الوالي بنفسه الروضة الحسينية المقدسة وهو يمتطي صهوة جواده وأريقت الدماء في روضة أبي الفضل العباس ع وقبضوا على كبار شخصيات المدينة منهم سادن الروضتين السيد عبدالوهاب آل طعمة(6) وعلى أثر ذلك تولى السدانة الحاج مهدي

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الاحزاب، الآية: 23.

(2) راجع مدينة الحسين: 1/47، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 186.

(3) وجاء في تاريخ العراق بين احتلالين: 7/64 أن الوالي جهز حملته على المدينة المقدسة في ذي القعدة من عام 1258هـ، قيل كان ذلك ليلة عرفة.

(4) نجيب باشا: هو محمد نجيب المتوفى 1267هـ، ولي بغداد عام 1258هـ بعد علي رضا باشا اللاز، وعزل عن ولاية بغداد عام 1265هـ وخلفه عبدالكريم نادر باشا (عبدي باش)، قاد حملة ضد مدينة كربلاء.

(5) راجع تفاصيل ذلك في فصل الحركة السياسية من بابا أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(6) بإيجاز من عدة مصادر منها: تاريخ العراق بين احتلالين: 7/64 تاريخچة كربلاء: 113، بغية النبلاء: 44، راجع تفاصيل ذلك في فصل الحركة السياسية من باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(144)

 

 كمونة(1) بأمر نجيب باشا(2).

        ويحدثنا كاشف الغطاء(3) بشيء من التفصيل ننقل من كلامه ما يرتبط بالمرقد الحسيني الشريف: « بلغ أميرهم ــ القوات العثمانية ـ مصطفى باشا(4) الى باب الحرم الحسيني ع ومعه طائفة من الجند وكان إذ ذاك الحاج مهدي الشهير بكمونة(5) نائب من بيده مقاليد الروضة المنورة ففتح الباب وخرج مع جماعة من الخدمة وعمته برقبته ينادي: « الامان ... الأمان»، ويبكي ويلطم الحرم مملوء من المستجيرين به حتى قتل بعضهم بعضاً من الضيق(6) فأمسك الباشا هنيئة ثم رفع يده فأمسك الجند عن الضرب، ودخل الصحن الشريف وجلس بباب القبلة والعسكر وقوف حوله، وصاح الحاج باللسان التركي(7) مخاطباً الفريق ... ترحم علينا بالأمان، فعفى، ولكن بقية العسكر لم يتركوا النهب والقتل خارج الحرم ووضع الفريق على أبواب الصحن من يحرسها عند هجوم الجند على الحرم لأنه عفا عمن فيه ... وكثر في البلد القتل والأسر للنساء ولغلمان وبقيت على هذه الحالة أربعة ساعات من النهار ولم يسلم الا الحرم الحسيني، ودار السيد كاظم الرشتي منع عنه(8) ... وباتوا تلك الليلة ولم يهدأ

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) مهدي كمونة: هو ابن محمد بن إبراهيم بن عيسى بن كمونة المتوفى عام 1272هـ، له قصة مع نجيب باشا حول السدانة سنأتي على ذكرها في فصل الحركة السياسية من باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(2) مدينة الحسين: 1/81.

(3) كاشف الغطاء: هو محمد حسين بن علي (1294ــ 1373هـ) من أعلام الامامية المشهورين، له مؤلفات جمة منها: أصل الشيعة وأصولها، المراجعات الريحانية، الدين واللاسلام، سافر لمهمات عقائدية وسياسية الى إيران والقدس وسوريا ومصر.

(4) مصطفى باشا: كان أمير الجيش الذي وجه الى كربلاء بأمر الوالي نجيب باشا.

(5) كمونة: في المصدر «كمكمة» وهو تصحيف.

(6) المراد أن القتل وقع من شدة الضيق ونسبة الفاعل الى البعض من باب المجاز والمراد السبب لا المباشر.

(7) اللسان التركي: أي اللغة التركية.

(8) ورد في النص: « بلغوا حرم العباس فلم يهتد من كان فيه من الخدمة الى ما اهتدى له الحاج مهدي فقلع الجند الباب وأخذوا يضربون في الضحن ومن شبابيك الحرم=

(145)

للسالم الباقي جفن، والحاج مهدي ومن معه بحرس الحرم ويتعاهد من فيه فلما أصبح الصباح دخل الوالي رأد الضحى(1) الى البلد ومعه رؤساء عسكره يقدمهم الفريق ممتطياً جواده متقلداً سيفه والعسكر خلفه وأماممه فااضطرب الباقون حتى وافى الصحن فترجل هو ومن كان راكباً ودخل من باب الجنوب واستقبله الحاج مهدي ومن معه وأخذ اليتك(2) فقبله فدخل الصحن بهيئة مرهبة وأبهة حسنة والطبل يضرب أمامه ومضى على رسله وأمراؤه خلفه وامتلا الصحن بالعسكر، والى جنبه الأيمن السيد كاظم والأيسر الحاج مهدي، والخدمة بيدهم القرآن العظيم وأعلام الروضة حتى دخل الحرم، وقد أخلي له، فدار في الروضة بتمام الأدب، ثم خرج مما يلي حبيب بن مظاهر، وأم التكية وصاحبها السيد محمد الدرويش وكان معه من مشايخ الأعراب وادي الشفلح(3) رئيس زبيد، والملأ علي الخصي(4)...  ومن معتبري بغداد جماعة، فلما استقر به الجلوس أمر مناديه أن ينادي بالأمان في الأزقة والأسواق، ثم التفت الى الحاج مهدي

ـــــــــــــــــــــــــ

= وكانا ممتلئين نساء ورجالاً حتى ملأ الدم الحرم والصحن واخذ يجري كأنما سقط من شاهق» وفيه: « وجدنا بالسرداب الذي تحت رواق سيدنا العباس من القتلى أكثر من ثلاثمائة» وفيه: وجدنا في سرداب  « وتحققنا من التلى فكان ما يزيد على عشرين الفاً من رجل وأمرة وصبي يوضع في القبر الأربعة والخمسة الى العشرة فيهال عليهم التراب بلا غسل ولاكفن».

(1) رأد الضحى: وقت ارتفاع الشمس وانبساط الضوء.

(2) اليتك: كلمة تركية تعني فراش النوم، بطانة اللباس، والغمد، والظاهر أنه شاع استخدامه في غمد اليطغان وهو السيف ذو الحدين، ولعل العامة في العراق ايضاً تسميه « القامة»، يذكر أن من قبل سلاح أرباب السلطة أو غمدة حظي بالعفو مهما كان الأمر.

  ولايخفى أن العامة ربما ميرزا بين القامة واليطغان بأن الأولى ذو حد والثانية ذو حدين.

(3) وادي الشفلح: هو رئيس عشائر زبيد آنذاك، كانت تحت سيطرته مناطق فراتية واسعة، ولاه داود باشا حاكماً على منطقة الفرات، وممثلاً لحكم بغداد عام 1251هـ وكان معتمداً عند الوالي علي رضا باشا توفي عام 1271هـ.

(4) الملا علي الخصي: كان من أهالي بغداد، من المرافقين للوالي، وصفه كاشف الغطاء بالظالم الظلوم الغشوم.

(146)

 

وأظهر الرضا منه، ثم سأل عن السادن(1) فقيل هرب فعزله في الوقت ونصب الحاج مهدي سادناً(2).

        # وفي عام 1257هـ أهدى مهدي قلي خان النوري(3) مصحفاً كتب عليه عام اهدائه وهو بقياس 19X41سم تحتوي صفحاته على 15 سطراً، الآيات بالخط الأسود والترجمة الفارسية بالخط الأحمر المكتوب بين السطور(4).

        # وقيل عام 1258هـ زار الملك منير الدولة(5) مع قريينته تاج داربهو(6) مع مجموعة كبيرة من الجيش والخدم والحشم والمرافقين الحرم

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) السادن: في المصدر الكليدار كما في آخر المقطع أيضاً، وبما أنها كلمة فارسية أبدلناها الى العربية.

(2) العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية: 308ـ 310.

(3) مهدي قلي خان النوري: الظظاهر انه من أصفهان، ولعله من أسرة الصدر الأعظم الميرزا تقي خان المستشهد عام 1268هـ والذي بنى الشيخ عبدالحسين الطهراني شيخ العرقين مدسة الصدر من ثلثه بعد استشهاده.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/24.

(5) منير الدولة: هو السلطان محمد علي بن محمد ماجد اللكهنوي تاسع سلاطين أوده حكم ما بين عامي (1253ـ 1258هـ)، وما جاء في مدينة الحسين: 4/226، أنه زار كربلاء عام 1259هـ يتنافى مع الوقفية التي ذكرها في كتابه الجزء الاول:40 حيث ورد فيها عبارات تدل على وفاته عام الانتهاء من إنجاز ما أمر به أمجد علي حكم بعده وذلك عام 1259هـ يتنافى مع حكمة اذ كل من ترجمه ذكر بأن أمجد علي حكم بعده وذلك عام 1259هـ، وما ورد في مدينة الحسين: 4/235 أنه سافر الى استامبول وتوفي في لندن عام 1312هـ  ونقل جثمانه الى كربلاء لا يطابق مع تلك، ولعل الذي سافر هو ابن واجد علي آخر سلاطينهم، والا فإن واجد علي قد خلع من قبل الانگليز عام 1272هـ، وتوفي عام 1304هـ، وامكانية أن محمد علي أيضاً خلع فجاء وسكن كربلاء ثم سافر الى استامبول ثم الى لندن وارد الا أن تاريخ وروده كربلاء لا بد وأن يكون مثلاً عام 1272هـ والله العالم.

(6) تاج داربهو: هي الزوجة الاولى للسلطان محمد علي منير الدولة، والتي لم تنجب له أولاداً، سكنت كربلاء وشيدت حسينية ضخمة اودع فيها كل آيات الفن والجمال الا أن يد الاجرام طالتها عام 1368هـ وفتح من وسطها شارع السدرة ــ راجع باب المشاريع من هذه الموسوعة.

(147)

 

الحسيني، واستقبل استقبالاً حافلاً وقدم هو وزوجته خدمات جليلة للمدينة بشكل عام وللورضة الحسينية بشكل خاص ومن تلك تذهيب البهو الامامي، واكساء الباب القبلي  للرواق بالفضة وأهدى للروضة الحسينية تاجاً مرصعاً بالأحجار الكريمة الى جانب بناء حسينية كبيرة وكري النهر الحسيني وغيرهما(1).

        # وفي أواخر عام 1258هـ أو أوائل عام 1259هـ وفي أعقاب حملة نجيب باشا زار المرقد الحسيني الطاهر مندوبالسلطان العثماني نامق باشا(2) ورافقه في الاستطلاع السيد فارن(3) مندوب السفارة البريطانية في الاستانة والسيد بوتنييف(4) مندوب السفارة الروسية في الاستانة للوقوف على الجرائم التي ارتكبها نجيب باشا وجنوده والتدمير الذي اصاب مدينة كربلاء المقدسة والمرقد الحسيني الطاهر(5).

        # وفي هذا العام أهدى منور الدولة(6) مصحفاً في ثلاثة مجلدات

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) مدينة الحسين: 4/266.

(2) نامق: هو محمد نامق (1219ــ 1310هـ) من رجال العكسر المقربين لدى البلاط العثماني تقدم في المناصب العسكرية بسرعة، ونال رتبة المشيرية لفيلق العراق والحجاز عام 1265هـ، أوكلت اليه ولاية بغداد مرتين الاولى (1268ــ 1269هـ) والثانية (1278ــ 1284هـ) ثم نالي منصب وزير الحربية، كان من أهل قونية.

(3) فارن عقيد في الجيش البريطاني، ولعله كان ملحقاً عسكرياً بالسفارة البريطانية في الآستانة.

(4) بوتنييف .

(5) كربلاء في الذاكرة: 29 وقد جاء فيه: « ارتفعت المشكلة الى مصاف الأزمات الدولية وارسل كاننج السفير البريطاني في الآستانة معتمداً من قبله الى كربلاء هو الكولونيل فارن كما طلب المبعوث الروسي المستر بوتنييف أن يقوم فارن بتمثيل الجانب الروسي أيضاً وأرسل السلطان العثماني مندوباً الى كربلاء هو نامق باشا.

(6) منور الدولة: أنه تاسع ملوك أوده الهندية محمد علي بن ماجد علي ملقب بمنير الدولة من الممكن أن يكون تصحيفاً له، ولكنا نحتمل أنه هو الملك العاشر منهم واسمه أمجد علي خلف منير الدولة محمد علي، والظاهر انه كان يلقب بمنور الدولة، حكم عام 1258هـ وتوفي عام 1263هـ، وحكم بعده واجد علي.

(148)

 يتضمن تفسيراً باللغة الفارسية وهو أسود على لون أحمر وبين سطوره تحلية(1).

        # وفي عام 1259هـ، تم أنجاز ما أمربه السلطان محمد علي(2) من

                ش175

                ص149(13)

الايوان القبلي المذهب والباب القبلي المفضض

 ـــــــــــــــــــــــ

(1) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/23.

(2) محمد علي: هو ابن ماجد علي تاسع ملوك اوده خلف الملك نصير الدين حيدر عام 1253هـ وخلفه الملك أمجد علي عام 1258هـ، وكان الملك محمد علي قد أمر بهذه الانجازات عام 1258هـ أو قبله الا أن المنية حالت دون إنجازها فأنجز بعد عام من وفاته فلذلك ترحم عليه في الكتابة التي أثبتت على الباب القبلي.

(149)

 تعمير الروضة الحسينية وتزينها البهو الامامي لها بالذهب، كما أكسى الباب القبلي للبهو المذكور بالفضة وقد دون تاريخها على الباب بالاضافة الى العبارة التالية: « هو الله الموقف المستعان، قد أمر بصنع هذا الباب المغفور له برحمته الملك المنان وبأثمان تذهيب الايوان وبحفر الحسينية وبناء قناطرها التي هي معبر أهل الجنان وتعمير بقعة قدوة الناس مولانا وسيدنا أبي الفضل العباس السلطان أبن السلطان والخاقان الاكرم محمد علي شاه تغمده الرحمن بغفرانه وسكن بحبوحة جنانه»(1).

        # وفي هذا العام أهدى محمد حسن(2) مصحفاً بخط سلطان محمد ابن محمد حسين الطناي بادي(3) كتب عام 1008هـ وفي كل صفحة منه ثلاثة أسطر منها مكتوب بماء الذهب وأربعة اسطر باللون الأحمر وستة أسطر باللون الأسود وهو بحجم 21x32سم(4).

        # وبعد عام 1259هـ أمربعض أمراء الأكراد البختيارية(5) بتزيين المسجد والأروقة(6).

ــــــــــــــــــــــ

(1)  مدينة الحسين: 1/40، تاريخچة كربلاء: 88، بغية النبلاء: 77.

(2) محمد حسن: لعله هو قائد الجيش القاجاري في الحرب الروسية الايرانية عام 1244هـ الذي سكن كربلاء وعمر المدرسة التي سميت باسمه «حسن خان» ـ ساري اصلان ــ المتوفى عام 1265هـ شقيق حسين محمد خان المتوفى سنة 1256هـ.

(3) سلطان محمد: الظاهر هو سلطان محمد تايبادي كان حياً حتى عام 1065هـ، من خطاطي إيران الناشطين والمنسيين، ويبدو أنه كان نقاشاً أيضاً، والظاهر هو غير السلطان محمد النقاش الذي كان معاصراً لطهماسب الأول الصفوي.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/22.

(5) الأكراد البختيارية: قوم من الأكراد يسكنون في غرب إيران، منذ القديم كانوا يتمتعون بعادات وتقاليد ولهم أمراؤهم وعشائرهم الخاصة بهم ناوؤا السلطان نادر الافشاري ثم ناوؤُأ القاجاري أيضاً، وهم طائفتان رئيسيتان هفت لنگ وچهار لنگ وهذه التسمية أطلقها المصفويون عليهم عندما فرضوا عليهم الضرائب، ومن أهم أمرائهم في ذلك الوقت الأمير محمد نقي بن علي خان چهار لنگ الذي قاد جيشاً على الدولة المركزية وحكم على طوائف البختيارية جميعها واستولى على شوشتر ودزفول ورامهرمز الا أنه في عام 1258هـ قبض عليه وقيد الى العاصمة طهران ــ راجع دائرة المعارف تشيع: 3/126.

(6) بغية النبلاء: 77.

(150)

 

        # وفي عام 1260هـ أوقف مصحف ثمين للروضة الحسينية الشريفة وفيه ترجمة فارسية(1).

        # كما أهدى الحاج مهدي الكليدار(2) مصحفاً أثرياً فيه نقوش جميلة تحتوي صفحاته على 11 سطراً بحجم 23x31سم كتب السطر الأول والأخير بمداد فضي اللون بينما كتب السطر منه بماء الذهب، وأما الأسطر الأخرى فقد كتبت بالخط الأسود(3).

        # كما أهدى آخر قرآناً حسن الخط بين سطورة ترجمة فارسية كتبت بالخط الأحمر عدد سطور صفحاته 16 سطراً وقياسه 21x29سم(4).

        #  وفي عام 1261هـ(5) وبالتحديد في العاشر من محرم شيد أحمد شكري(6) حوضاً سلسبيلاً في الجهة الجنوبية من الصحن الشريف عند مدخل باب القبلة، وعند افتتاحة وضع فيه السكر وسقى الألوف من الزوار وأنشأ في ذلك الشاعر عبدالباقي العمري(7) مهنئاً أحمد شكري ومؤرخاً ذلك بقصيدة كتبت على البلاط القاشاني ووضعت فوق الحوض(8)ــ :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/21.

(2) الحاج مهدي الكليدار: هو ابن محمد بن إبراهيم بن عيسى الكمونة تولى سدانة المرقد الحسيني عام 1258هـ وهي سنة وفاته، وكان قد تولاها بعد السيد عبدالوهاب طعمة الفائزي، كما تولى بعده الحسن بن محمد كمونة.

(3) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/24.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/24.

(5) وقد جاء في كتاب كربلاء في الذاكرة: 183 أن ذلك كان في عام 1264هـ وهو ما اعتمده السماوي أيضاً.

(6) أحمد شكري: هو ابن محمد نجيب باشا كان تركياً من أهالي استامبول وكان من أشرافها وملاكها، وقد ترجمنا الوالي نجيب باشا، وهو صاحب الواقعة المعروفة التي وقعت في كربلاء عام 1258هـ.

(7) عبد الباقي العمري: هو ابن سليمان بن أحمد الفاروقي الموصلي (1204ــ 1279هـ) ولد بالموصل وتوفي  في بغداد، مؤرخ شاعر، ولي ببغداد مناصب حكومية، من آثاره: الترياق الفاروقي، ديوان شعره، نزهه الدهر.

(8) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 172.

(151)

 

أحمد من أنشاً هذا السبيل       وروق المنهل لابن السبيل

ما هو الا ذو العلى أحمد      شكري له يستقصي جيلاً فجيلً

                                الى أن يقول:

ويوم عاشورا غدا زائراً               سليل ساقي الحوض بعم السليل

منْ أمهٌ بضعة طه التي               في العالمين ما لها من مثيل

وجده روح الوجود الذي              تشرف الروح به جبرئيلُ

فشاهد الزوار تأوي الى               مشهده الأعلى القبيل القبيل

فأترع الحوض لهم سكراً              مزاجه الكافور الزنجبيل

حوض هو الكوثر في عينه           على حسين مثل دمعي يسيل

عذب فراتٌ ذلك لكن ذا               ملح أجاج ماؤه مستحيل

صعده خزني ووجدي وقد            صوبه مني البكا مستحيل

كأنه عين الحياة التي           لا حظت الخضر بعمر طويل

مسلسلا يروي حديث الشفا            عنه وقد صح شفاءً العليل

كم صادر عنه وكم وارد               منه لقد برد فيه الغليل

كالشهد في الصحن حلا ذوقه          فراته بل الصدى منه نيل

في كل ثغر ساغ سلساله              فشاع في الري وفي أردبيل

أجرى لما راق تأريخه(1):            لأحمد الحوض مع السلسبيل(2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قوله: « لأحمد الحوض مع السلسبيل» يعادل « 83+ 845+ 110+223= 1261».

(2) ديوان الترياق الفاروقي: 428، راجع فصل السقاية من معجم المشاريع الحسينية من هذه الموسوعة، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 172، وتمامه في قافية اللام الساكنة من ديوان القرن الثالث عشر من هذه الموسوعة.

ولكن يظهر من أبيات السماوي أن أنشاءها كان في عام 1264هـ حيث يقول:

ثم السبيل قد بناه أحمد                  ابن النجيب واستقام بورد

حين بنى النجيب في صحن النجف           فتابع الابن أباه وانعطف

فلأب في الأولى وذا في الرابعه              من بعد ستين لها متابعه

وستين بعد الألف الهجرة              وبعد ما أبدى النجيب الهجرة

راجع مجالي اللطف: 1/45، ولعل تلك تاريخ البدء والثاني تاريخ الانتهاء ــ والله العالم ـ.

(152)

 

        # كما أنه وصف الهلا المنصوب على قبة المرقد الحسيني الشريف في بيتين من الشعر، وهما ـ من الطويل ـ :

على قبة السبط أذ أنبرى              هلال حكى الكف الخضيب ولابدعا

على عقيبة الليل أدبر ناكصاً          وأعطى قفاهُ بات يشبعه صفعاً(1)

        # وفي عام 1261هـ انطلق من النجف وفد من العلماء يتقدمه الشيخ حسن كاشف الغطاء(2)بطلب الوالي نجيب باشا الى بغداد لمناقشة أمر داعية(3) علي محمد الباب(4) وعرجوا على كربلاء لزيارة المرقد الحسيني ودخلوه قبيل المغرب وترجلوا يهرعون الى زيارة باب نجاة الأمة سيد الشهداء ع ودخلوا بتمام السكينة ثم زاروا المرقد العباسي، وذلك ليستمدوا منهما الانتصار على المخالفين لمذهب أهل البيت ع بحضرة الوالي، وفي كربلاء علموا بأن الوالي استقدم علماء كربلاء(5) أيضاً فرحلوا مع علماء كربلاء الى بغداد وكان الفوز لهم(6) في نهاية الأمر.

        # وفي حدود عام 1262هـ زار رئيس وزراء إيران الميرزا شفيع خان(7) الحرم الحسيني الطاهر، وشيد جامعاً في جنوب شرقي

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) ديوان عبدالباقي العمري (الترياق الفاروقي): 145، قافية العين من ديوان القرن الثالث عشر من هذه الموسوعة.

(2) كاشف الغطاء: هو ابن الشيخ جعفر الكبير (1201ــ 1262هـ) من أعلام الامامية وفقهائها من آثاره: أنوار الفقاهة، السلاح الماضي في آداب القاضي، كتاب الزكاة، توفي بالطاعون.

(3) داعية الباب: هو السيد محمد بن شبل العجمي.

(4) علي محمد الباب: الشيرازي، أعلن في البداية أنه باب الامام المهدي ع ثم ادعى أنه هو كانت دعوته حدود عام 1259هـ، قتل في إيران رمياً بالرصاص عام 1266هـ من قبل الحكومة القاجارية، وكانت ولادته عام 1235هـ، وللتفصيل راجع الحركة الفكرية من باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(5) علماء كربلاء: كان ممن ذكر اسمه السيد أبراهيم القزويني صاحب الضوابط، والملا حسن گوهر المتوفى عام 1261هـ والميرزا محيط.

(6) العبقات العنبرية: 316ــ 336هـ باختزال، وكان الاجتماع عند الوالي يوم 18/ محرم.

(7) شفيع خان: كان شفيع خان الصدر الأعظم أي رئيس وزراء السلطان فتح علي القاجاري منذ عام 1234هـ وربما استمرت رئاسته في عهد السلطان محمد الثاني=

(153)

 

كربلاء(1) وعرف باسمه وسيأتي في محله(2).

        # وفي عام 1262هـ أمر نجيب باشا بتشييد مقبرتين(3) تحت المئذنتين اللتين كانتا في الصحن الصغير كما يظهر من الكتابات الموجودة في مدخليها(4).

        #  وفي هذا العام بدأ السيد إبراهيم القزويني(5) بمساعدة السيد رجب علي القزويني(6) بتعمير الصحن الصغير وزخرفته بالقاشاني، ولقد اثبت هذا التاريخ فوق الباب الممر المؤدي اليه الى أن هدم عام 1368هـ(7).

        # وفي حدود هذا العام قامت أميرة لكهنو(8) بالتبرع بأموال لتعمير

ــــــــــــــــــــــــــــــ

= القاجاري (1250- 1264هـ) وعلى أي حال فإنه سكن كربلاء بعد أن عزل من منصبه وابتاع أرضاً عند مسجده على نهر الهندية فلما توفي في حدود عام 1262هـ دفن في ساحة المسجد.

(1) تراث كربلاء: 217.

(2) راجع فصل الحالة الاجتماعية من باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(3) المقبرة الأولى: كانت لأسرة السيد إبراهيم القزويني صاحب الظوابط، والثانية كانت لأسرة السيد محمد مهدي ابن السيد علي الطباطبائي، كما يحتوي أيضاً على مقبرة آل بويه الخاصة بهم، وقد اكتشفت مقبرة البويهين عام 1292هـ، ومما يذكر أنهم اتخذوا هذا المكان مقبرة لهم لوقوعه على طريق الزوار القاصدين الى الروضة العباسية كما كان يقع في هذا الصحن أيضاً مقبرة السيد مهدي الصافي جد اسرة الصافي المتوفى عند منتصف القرن الثالث عشر الهجري.

(4) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 183.

(5) إبراهيم القزويني: هو ابن باقر بن عبدالكريم الموسوي (1204ــ 1262هـ) ولد في النجف وتوفي في كربلاء، من أعلام الامامية وكان له دور بارز في الحياة العلمية والاجتماعية، من مؤلفاته: ضوابط الأصول، نتائج الافكار، القواعد الفقهية.

(6) رجب علي القزويني: كان من السادة الموسويين الأثرياء ومن مقلدي صاحب الضوابط.

(7) مدينة الحسين: 4/169.

(8) أميرة لكهنو: هي زوجة السلطان واجد علي آخر الملوك أوده، بالهند والذي حكم عام 1263هـ وقد خلعه الانگليز 1272هـ وبه انتهت دولتهم، والتاريخ لايناسب لأن السيد إبراهيم القزويني توفي عام 1262هـ  إلا إذا قيل أنها تبرعت بالمبلغ قبل أن يتولى زوجها مقاليد الأمور، ووصفه بالملك أنما جاء بعد توليه الأمر حيث أن الكتابة عنه جاءت بعد ملوكيته، أو لعله هو الملك ماجد علي جده، ومن المؤسف أن في المصدر جاء «مواجد علي» حيث يحتمل الخطا المطبعي.

(154)

 

الصحن الحسيني الشريف وذلك عبر السيد إبراهيم القزويني(1).

        # وفي عام 1263هـ أهدى السلطان محمد علي اللكهنوي(2) مصحفاً ثميناً أوله وآخره مزينان وبين سطوره توجد ترجمة فارسية لمعاني القرآن كتبت بالخط الاحمر، بينما كتب الاصل بالخط الأسود(3).

        # وفي هذا العام رفع المنع الذي فرضه العلماء عن دخول البهرة(4) والآغاخانية(5) من دخول كربلاء لزيارة المرقد الحسيني وذلك لوفاة السيد إبراهيم القزويني الذي كان يتولى الزعامة الدينية في كربلاء، فكان الممنوعون يأتون الى ضواحي كربلاء ويخيمون في أراضي الجعفريات عند مقام الامام الصادق ع، من على قنطرة الحديبية الواقعة على نهر الحسينية يؤدون مراسيم الزيارة ويرجعون الى مخيماتهم(6).

        # وفي عام 1264هـ أهدى الميرزا محمد الطيب(7) قرآناً ثميناً مجدول الخط حسنه باللون الأسود كتبت بين سطوره الترجمة الفارسية باللون الأحمر(8).

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مدينة الحسين: 4/168.

(2) السلطان محمد علي اللكهنوي: جاء في المصدر محمد علي شاه حاكم لكهنو، مما يظهر بأنه من ملوك أوده، وكان أحد سلاطينهم أي التاسع منهم وهو محمد علي بن ماجد علي الذي حكم ما بين عام 1253هـ وعام 1258هـ، وربما كان هو المراد الا أن التاريخ لا يناسبه، نعم يحتمل أن نجله واجد علي هو الذي أوقف قرآن والده.

(3) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/23.

(4) البهرة: فرقة من  فرق الاسماعيلية القائلة بإمامة ابن الامام الصادق ع بعد وفاة أبيه ويقال لهم السبعية، علماً أن إسماعيل مات قبل أبيه بغيبوبته.

(5) الآغاخانية: فرقة من  فرق الاسماعيلية وهم أتباع آغا خان الذي هو من النزارية، وقد اختلفوا في وفاة إسماعيل وسنة وفاته ــ راجع فصل الحركة الفكرية في باب أضواء علي مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(6) راجع مدينة الحسين: 4/169.

(7) الميرزا محمد الطيب.

(8) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/24.

(155)

 

        # وفي هذه السنة تم بناء السقاية التي أنشاها أحمد شكري(1).

        # وفي سنة 1265هـ أوكل أمر أنارة الروضة الحسينية الى السيد جعفر أصلان(2) على أثره لقب بعمله هذا(3).

        #  وفي هذا العام طلب سادن الروضة العباسية السيد سعيد آل ثابت(4) من السلطات العثمانية أعفاء أسر خدمة الروضتين الحسينية والعباسية من ضريبة دفن أمواتهم في العتبتين المقدستين فوافقته السلطات على ذلك، كما طالب أيضاً في أواخر عام 1265هـ إجراء رواتب لخدمة الروضتين فلبي طلبة وأجري لكل عتبة منهما 15 خادماً يتقاضون رواتب شهرية من خزينة الأوقاف(5) وقد اختير من كل قبيلة وأسرة كانت تزاول مهمة الخدامة منذ القدم حسب ترتيب التناوب الأربعة وهم: آل طعمة الفائزي، آل الأشيقر، آل الحائري، آل العزبة، وينتخب منهم شخص أو شخصان، فاصبحت هذه السنة منذ ذلك الوفت جارية ويتوارث من ألآباء هذه الرتبة وتنتقل الى أكبر الأبناء(6).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) سبق الحديث عنه في عام 1261هـ.

(2) جعفر أصلان: سنتسب الى الأسرة الصفوية وينتهي نسبه الى الامام موسى الكاظم ع وهو رأس هذه الاسرة، وقد قطن كربلاء قبل منتصف القرن الثالث عشر حيث وجد له استشهاد على وثيقة مؤرخة بعام 1250هـ كان في بداية الأمر يمتهنن الكتابة على الأكفان فلقب بـ «كفن نويس» أي كاتب الأكفان ثم دخل في سلك خدمة الروضة الحسينية فأنيط اليه أمر الانارة.

(3) مدينة الحسين: 1/71.

(4) سعيد الثابت: هو ابن سلطان الثابت، تولى السدانة لفترتين وكانت ثانيتهما في شعبان 1265هـ، الا أنها لم تدم له حيث عزل لشكوى أحد الخدمة وتوفي عام 1278هـ، وكان السيد سعيد قد طلب من السلطان جرد ما في الخزانة العباسية لأمور سنذكرها في محله، ومنذ ذلك الحين صدر الامر بجرد ما في العتبات كل ثلاث سنوات.

(5) وكانوا يعرفون بـ « الفرملية» أي اصحاب الفرامين، والفرمان تعني بالعربية الامر الصادرمن السلطة.

(6) راجع مدينة الحسين: 4/140.

(156)

 

        # وفي هذه السنة أو قبيلها زارت المرقد الحسيني تاج محل(1) وقدمت بعض الهدايا(2).

        # وفي حدود عام 1267هـ زار المستشرق الألماني نولدكة(3) كربلاء ووصف المرقد الحسيني بقوله: إن مرقد الامام الثالث الحسين بن علي ع يقع في ساحة الصحن التي تقدر مساحتها بـ (354x270) قدماً، محاط بأواوين وزوايا وقد زخرفت جدرانها بشريط مطعم مستمر متلالىء الذي قيل إنه يحتوي على كتابات قرآنية بالكاشي الازرق والأبيض، وأن البناء الرئيسي يدخل اليه بواسطة الايوان الذهبي الخارجي، الروضة نفسها محاطة بأروقة معقودة يستطيع الزائرون الطواف حول المرقد من هذه مركز قاعدته من الأسفل ضريح من الفضة يبلغ وزنه (109ـ 112)(4) رطلاً وفي وسطه صندوق يضم رفات الحسين بن علي ع الذي يبلغ ارتفاعه ستة أقدام وطوله اثني عشر قدماً ومحاطاً بعمل مشرفي مطعم بالعاج ومن الفضة من عند القدم الذي نقف عند ضريح صغير(5).  

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) تاج محل: عرف هذا الاسم لمقبرة عظيمة بناها الملك شاه جهان لزوجته الملكة نور جهان أو ننور محل التي توفيت في نفاسها، وتقع على مقربة من مدينة اگرة على شاطئء نهر جمنا، وكان بناؤها عام 1040هـ وانتهى من بنائها عام 1062هـ، وهذا لايناسب ا أورده مؤلف مدينة الحسين ولعلها اسم أميرة من أميرات الهند سميت على اسم هذا المعلم الماثل الى يومنا هذا، ونظن أنها زوجة السلطان ماجد علي آخر سلاطين مملكة أوده الهندية الذي حكم من لكهنو عام 1263هـ بعد أمجد علي وخلعه البريطانيون عام 1272هـ عندما استولوا على الهند ــ والله العالم.

(2) راجع مدينة الحسين: 4/388.

(3) نولدكه: هو أ. مستشرق الماني، صرف همه بالتأليف من مؤلفاته: تاريخ القرآن بالالمانية، تاريخ عروة بن ورد، تاريخ الفرس والعرب، والمعلقات الخمس، عاش مابين 1252ــ 1348هـ (1836هـ ـ 1930م).

(4) جاء في موسوعة العتبات المقدسة، قسم كربلاء: 203 هذا العدد رقماً لصفحة المصدر.

(5) مدينة الحسين: 3/172 عن مجموعة السيد عبدالحسين الكليدار (مخطوط)، راجع أيضاً موسوعة العتبات المقدسة، قسم كربلاء: 22 عن كتاب Das Heiligtum AL Hussins Zu Kerbela  »». صفحة: 40.

(157)

        ش 176

       ص158 (14)

 مخطط الجانب الجنوببي للمرقد الحسيني من اعداد نولدكه

 

        # وفي سنة 12668هـ نقل جثمان رئيس وزراء إيران أمير كبير(1) الى الحائر فدفن بها وعلى أثره قدم ذووه بعض الخدمات الى الروضة المباركة(2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أمير كبير: هو تقي بن قربان الفراهاني (1222ــ 1268هـ) تولى الوزارة في عهد السلطان ناصر الدين القاجاري ثم تولى رئاسة الوزراء، عرف بأصلاحاته، زوجه ناصر الدين أخته الأميرة عز الدولة، بدأ بتحديث الجيش الأيراني، وأخيراً عزل وقتل.

(2) إيران دراسة عامة: 281.

(158)

 

        # وفي سنة 1270هـ(1) زار عالم الآثار الانكليزي لوقتس(2) فوصف الروضة السحينية بقوله: « أن جامع الحسين كثير الشبه في تصميمه بمشهد الامام علي ع لكنه لا يمكن أن يقارن به من حيث النظافة والزينة والعمران فإن قبة الحسين ع وحدها مكسوة بالذهب في كربلاء، وإن إحدى المنارات الثلاث تبدو متداعية(3) وتوشك على السقوط على أثر احتلال جنود نجيب باشا(4) للمدينة وكانت قد تعرضت المساجد الى الخراب والتدمير بصورة خطيرة، فظلت آثار القنابل والشظايا واضحة للعيان في قبابها(5).

        ورغم ذلك فإن لوفتبس حين غادر كربلاء متوجهاً الى بغداد عن طريق المسيب(6) قبيل بزوغ الشمس بهره منظر بزوغ الشمس وسقوط اشعتها الباهتة في أول الأمر على القبة الذهبية(7) وقبة العباس المكسوة بالقاشاني الأزرق المعتم التي كانت لا تزال محاطة بغلاله خفيفة من الضباب(8).

        # وفي هذه السنة أهدى علي عسكر(9) قرآناً ثميناً الى الروضة الحسينية المبارك مزين صفحاته الأولى بأحسن الزينة وفي أوله فهرس للسور القرآنية مكتوب بخط أسود وأحمر على ماء فضة وذهب(10).

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) في مدينة الحسين: 4/333، إن زيارته كانت عام 1264هـ.

(2) لوفتس: هو وليم بن كنت لوقنس (william Kenett Loftus)  كان عضواً دولياً في لجنة تحديد الحدود وتثبيتها بين العراق وايران، وقد رافقه درويش باشا العضو التركي في لجنة الحدود الدولية وطاهر بك الحاكم العسكري في الحلة مع ثلة من الجنود العثمانيين.

(3) في مدينة الحسين: 4/335: « يغلب على ظننا أن المنارة التي قصصدها هي منارة العبد التي تطاير اعلاها من وقع الرصاص في حادثة غدير دم».

(4) في الأصل داود باشا الا أن الصحيح نجيب باشا.

(5) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 293 عن رحلة لوفتس (Travels and Researches in chaldeas)  الفصل السابع: 59ـ بتصرف ـ.

(6) المسيب مدينة تبعد عن كربلاء حوالى 30 كلم وهي في الطريق بين بغداد وكربلاء.

(7) ويقصد بها قبة الامام الحسين ع.

(8) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 295، و 66ــ 64 Trevals and Researches.

(9) علي عسكر.

(10)مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/23.

(159)